الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
سلك طريقا إلى الصفاء يقود ،طريقا يحيي بذاكرته ما تعوّد عليه الجدود ؛بعد أن ضجّ من حياة المدنيّة، و ملّ من القبليّة وشرور البشريّه .
هجر الأهل والأصحاب وزينة الحياة الدنيا من أجل عينيها وقطع لها عهدا على نفسه ان تكون جنته الخضراء رّيّ و الصديق واﻷنيس والزوجة الحبيبه جعلها فراشه وجعل السماء لحافه ،مستغنيا بها عن كل شئ نفيس ودارت الشهور وتلتها السنون، وبينما كان يتجول في الأسواق صدفه رهط رجال كانوا له جيران، تبادلوا السلام ؛فذاب الشوق في العناق وفُتحت دفاتر الذكريات حتى حطّ الحديث في مطار السؤال عن الزواج. بارك الرّهط للعريس، وسألوه كم من المهر دفعت؟ أجاب قائلا :حفنة بذار نثرتها وبقطرات عرق تفصّدت من الجبين سقيتها حتى رويتها ثمّ بالمعول هويت به على رأسها حتّى هشّمتها فما سمعت لها عويلا لا ولا حتى أنينا ، وبقيت أرعاها فما منعت عنها أشعة الشمس وﻻبقطرة عرق أو قطرة ماء عنها بخلت ؛حتّى أنجبت ،أثمرت فزاد الخير وظهرت علاماته في وجهي لا بل في كلّ بدني. ارتسمت على وجوه الرّجال علامات الدهشة والأستغراب، هل يتكلم طلاسم وألغاز أم خالط عقله مس من الشيطان أو ضرب من جان؟! أيعقل أن لا يكون المهر ذهبا يلمع تطوّق به صدرها أوإسوارة تحيط بمعصمها أو خاتم يدخل في أناملها؟ ! أيعقل أن لا يكون لباسها الحرير و فراشها ووسادتها من ريش النعام والسّرير مصنوع من خشب الزان مزركش بأجمل الألوان؟! أيعقل أنّها ما أحضرت من عند العجم سجّادا ومن الهند عطورا أو بخورا؟! أيعقل أن ﻻ تكون أخذت عباءة للعم وأخرى للخال أم أنّها ما حسبت لتربية الأم وجيب الأب في البنوك حساب؟! أيعقل أنّها ما طلبت منك أن تذهب الى الصالون تتزيّن وتتجمّل أو أن تُصمد في أحسن الصاﻻت وترقص أمامها أشهر الراقصات وتُغنّي أمامها أشهر المغنّيّات؟! أجاب برفع حاجبيه. سألوه أتحبّها ؟ ابتسم قائلا :كيف ﻻ أحبّها وهي لم تطلب أيّ شيء مما ذكرتم، كيف ﻻ أحبّها وهي نبض قلبي وهي عرضي، كيفﻻ أحبّها وهي رمز العزة والكرامة إرث الأباء والجدود في خدّي شامة و بها تُرفع الهامه، نعم أحبّها ؛لأنّها ليست كزوجات بني البشر ومهرها ليس من الذهب والماس وﻻ من الياقوت والدرر ، مهرها كما علّمنا الجدود ،عرق من الجبين يسيل أو دم يراق أو أرواح تُزهق حبّي لها ليس له حدود حبّي لها كحُبّ الطير لحَبّ الحصيد كحُبّ النّحل لزهر الرّبيع كحُبّ الأم لطفلها الرّضيع كحُب السّمك للماء كحُبّ النّبات للضوء . صاح الرّهط بصوت واحد بالله عليك من تكون العروس؟ ابتسم وقال: هي الكنز الدّفين الّذي لا يُقبل عنه بديل إنّها الوطن والأهل والأصحاب إنّها أصل بني البشر الأرض الطّيّبة المعطاء. قال تعالى (( منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أخرى)))صدق الله العظيم |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
يعتلي پگلمآتك قمم آلچپآل لينآطح آلسحآپ .. ويقشع پصدق آحسآسه آلضپآپ دمت مبدعاً |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
إنّها الوطن والأهل والأصحاب
إنّها أصل بني البشر الأرض الطّيّبة المعطاء. هذه الأرض لولاها لما كنا الأن |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
الأستاذ زياد
الأرض هي العرض وهي الأم التي تعطي بلا حدود ، ما أروع تكريمك للأرض بهذه اللغة البليغة مع تقديري ، |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
الأستاذ زياد مرحبا أبدعت في التعبير عن حبك ووفاءك للأرض والوطن لك أجمل التحيات روضة |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
نص جميل وسلس.. تسحتق الأرض أن يبذل من أجلها الغالي والنفيس..
نص رائع استمتعت بقراءته كثيراً دمتم بخير |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
[QUOTE=علي الحسن;1260872][b][size="4"]نص جميل وسلس.. تسحتق الأرض أن يبذل من أجلها الغالي والنفيس..
نص رائع استمتعت بقراءته كثيراً دمتم بخير[\\\\\===================== الاديب الكبير علي الحسن اطلالتك بهيه اسعدني مرورك الكريم ودي ووردي |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
حب الأوطان من الإيمان
جميل بوحك ورائع نبضك أخي الكريم لغة شفيفة وأسلوب ماتع مع كامل تحياتي وتقديري |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
|
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
لمزيد من الضوء |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
كلما أعطيتها كلما ازدادت شباباً وأعطت أكثر مما أخذت
لذا فهي تستحق أن نبذل من أجلها الأرواح حفظ الله أوطاننا وأرضنا سرد جميل ومضمون نبيل كل التقدير لسمو النبض وتحياتي |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
الأرض الطيبه (( الكنز الدفين )) {{قال تعالى (( منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أخرى)))صدق الله العظيم}} ربما أراد اديبنا القدير حسن لشهب أن تكون الآية في الأعلى وهذا ما عزز شعوري بأن النص ورغم رسالته النبيلة والسامية إلا أنه كشف عن رسالته ومراد القصة ومضامينها دون أي عناء من القارئ الذي سيسعده هذا السرد الجميل، واللغة السلسة التي اعتمدها الناص. الفكرة رائعة وتستحق ما هو أكثر ولا أظن الناص كان سيعجز عن ترتيل قصته حسب متطلبات (القص) التي يعلمها الناص والجميع. ربما هذ الرؤية غير مناسبة للقاص زياد الشرادقه. لا عليك صديقي.بإمكانك تجاوز هذا التعليق وكأنه غير موجود.والأرض تستحق الغالي والنفيس. الأرض الطيبة كعنوان كان كافيا لكن على ما يبدو أردت إضافة (الكنز الدفين) إما محاولة وضع القارئ أمام افتراضات ممكنة ومفاجآت لا شئ يمنع حدوثها. فالأرض حين تكون هي الكنز فلا حاجة للإشارة الى أنها الكنز الدفين، هي الكنز بكل ما فيها من عمق وامتداد وما تعطيه في آخر الموسم. والمتعارف عليه ان الكنز الدفين، والدفائن عموما تكون في لبّ الأرض. والوصول إليه يحتاج الى حفر منطقة محددة لاستخراجها. وربما هي رغبة الناص في تعميق الرسالة وتأكيد على النتيجة التي حققها من خلال الابتعاد عن كل مغريات الحياة والتمسك بالأرض فقط. {{سلك طريقا إلى الصفاء يقود ،طريقا يحيي بذاكرته ما تعوّد عليه الجدود ؛بعد أن ضجّ من حياة المدنيّة، و ملّ من القبليّة وشرور البشريّه . هجر الأهل والأصحاب وزينة الحياة الدنيا من أجل عينيها وقطع لها عهدا على نفسه ان تكون جنته الخضراء رّيّ و الصديق واﻷنيس والزوجة الحبيبه جعلها فراشه وجعل السماء لحافه ،مستغنيا بها عن كل شئ نفيس}} هذه القطعة تبين مشاعر البطل وأحاسيسه. (سلك طريق الصفاء) ربما عند غيره من الناس أن الصفاء هو في التقرب من الناس والقبيلو. وربما عند آخر، أحداث توازن يبقي على علاقاته مع الناس مع التزامه بما تحتاجه الأرض كي تعطيه بعض أحلامه. ــ بعد أن ضج من حياة المدنية، اتخذ قرار الهجرة العكسية إن جاز التعبير، وعاد الى الأرض ليعيش طقوس الأجداد القديمة. وكانت مشاعر السعادة واضحة على ملامحه وإجاباته التي رد بها على أسئلة جيرانه الذين التقاهم صدفة. ولكن، هل بإمكاننا فعلا أن نستغني عن المرأة واستبدالها بحرث الأرض وزراعتها.. تتشابه المرأة والأرض. نعم صحيح. ولكنني أقصد وجود امرأة تشاركه هذا الجهد والعطاء..فالأرض ستنجب محاصيلها. والمرأة ستنشر دفئها في الأرض وستنجب أيضا من سيخلفونه في مهمته التي تعد اكتشافا في هذا الوقت العصيب وهجرة الناس لأراضيهم.. وربما بيعها. الضجر والملل وشرور البشر كدوافع للهجرة قد تنقلب حين يكون الإنسان وحيدا في أرضه التي يحب وهذا ما يخيف من ردة فعل أخرى لن ندري الى أين سنصل معها. أديبنا المكرم زياد الشرادقه نص جميل بفكرته وبناءه. يحمل رسالة سامية وغالية وأحيي فيك هذه الروح التي سعت الى صحوة قوية تخلصنا من غفلتنا وسباتنا الذي طال كثيرا.. ودعوة محببة بالعودة الى الأرض. الى زراعة ما نستورده الآن ويصلنا منه أسوأ الأصناف التي تنتجها (أمريكا) فالجراذين تصل قبل القمح وغيرها مما نستورد من حبوب. بوركتم وبورك مدادكم وبوركت الأرض الطيبة احترامي وتقديري |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
ولك الورد والود استاذ خالد يوسف دام لك الالق |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
بمرورك الكريم دام لك العز والاباء استاذه نوال البردويل |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
وجهة نظرك صحيحه وبوركت فقد أنرت المكان دام لك الألف كل الود والورد |
رد: الارض الطيبه (( الكنز الدفين ))
اقتباس:
استاذ محمد خالد بديوي وهذا التحليل الرائع للنص المتواضع دمت بخير وسعاده كل الود والورد |
الساعة الآن 04:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط