في هدأة الليل المدجَّج بالقلقْ
كقصاصةٍ بيضاء تذروني الرياحُ
يجتاحني رعدُ الأرقْ
فأينَ تحملني الرياحُ وأينَ ألقى جثّتي؟
حتى السريرُ يَعقُّني
بصريره العالي
ويسرقُ دفتري
أبكي على قلمي الذي وأدوهُ في مدن النّحاسْ
- مدُن النحاسِ غفتْ على كَفِّ الرّدى
لا تستجيبُ إذا دَعتْها العادياتْ
وَتَهُبُّ في رجّع الصَّدى كالذّارياتْ
مُدُن تُرَقِّصُ أهْلَها
رقْصَ الحُفاةِ على الجِمارْ-


الليلُ يسرقُ هجْعتي
جَمَع الطيوفَ بغرفتي
والنوْءَ في جَسَدي المُداسْ
في مهرجان الليْلةِ المجنونْ
هاروتُ كان مُشعوِذاً
ماروتُ أعلنَ نفسَه صنَماً فماتْ

في برْج بابلَ تُستَباحُ حمامةٌ
لتبيضَ في جُحّر الأفاعي ترّهاتْ
تَتَبلبَلُ الأصواتْ
كلُّ اللُّغات ببرجِ بابلَ تشتري
دمْعاً رخيصاً من دَكاكين الهَوانْ
بدَمٍ يُراقُ على المَوائدِ بامتهانْ

دمُنا تَفرَّقَ في القبائلِ والقبائِلُ إمّعاتْ
وعلى مَدى حلمي أراكِ
غزالةً تمشي على خدِّ الوَتَرْ
وكلَّما أقبَلْتِ ترْفدُكِِ السُّيوف
وتَزفُّكِ الصحراءُ
فانطلِقي
إلى مدُن النُّحاس وَأيقِظيها
علَّها تصحو فتخرج من غيابات النُّعاسْ