قصّتان مؤلمتان
قصتان مؤلمتان
*** **،،قال: كنت أمشي مسرعا والمطر يتساقط بغزارة ،،عائدا الى البيت آخر الليل .،،أحلمُ بالمدفأة وكأس الشاي الساخن ،،وبينما أنا أحلمُ بالفراش والبيت رأيت ظلاً معتما أسفل عمود الكهرباء المضيء ،،المطر ينزل علية أكثر من باقي الأمكنة ،،!،،حدّقت فإذا هو فقير متجمد من البرد ،،!،،غارق في بؤس نفسه ينظر اليّ ،،بعينين لا تقولان شيئا ،،هما فتحتان في وجه متجمد ،،أحسُّ أنّه تجمّد منذ زمن بعيد ،،وما تزال عيناه تجولان كدودتين جائعتين ،،غارقتين في قاع نهر ،،،لا تقدران على الصعود إلى وجه الأرض ،،،،،لتريا العالَم السعيد ،،!!، . ،،كيف قذفته الدنيا في قعر هذا الألم رغم أنّها مليئة بالثمار والدور والبساتين ،،،!! ،،ولماذا الدولة إذا لم تطعم وتُؤوي هذا !!،،لوعاش هذا في حياة الإنسان الأولى في المشاع ،،لوجد وهو يمشي بخط مستقيم كل متر شجرة ،،،!!،،ولو عاش مع العدل لوجد مأوى وخبزا ،،،،ولو كان جاره محسنا ما نام في المطر . قلتُ في نفسي : فأنا كنت أحثُّ الخُطا ،،أستطول الطريق وبيتي هناك ولي فيه مدفأة وفراش ،،فكيف يشعر من ليس له بيت وفراش ،،وهو بلا صديق ،،حميم ،، ،،حجر ملقى في الشارع ولكنه يحسّ ويشعر ،،!!،، .. . ،،قلتُ في نفسي وأنا أنظرُ اليه وهو يأكل ويشرب لأوّل مرّة ويضحك للمدفأة ،،كأنّه بُعث من قبر نفسه للتوّ ،، يتأمّل جنّة الطعام والدفء ،،ينظر اليّ ويغشاه القلق ،،،فهو يعلم أنّه في جنّتي أنا ،،وهو لا يثق بالإنسان ويظنّ أن يعود الى المطر وذاك الألم بعد حين ،،،ويتمنى لو كان الساعة في جنة الله فالله لا يلقي أحدا في الألم ،،، . ،،وأمّة ألقَتْ فقراءها في المطر ،،وتتكلّم كثيرا عن قداسة قانونها ،،هي أمّة كاذبة ،،فإنسان له بطن يجوع ،،حُقّ الطعام له ،،،والله يطعم خلقه ولكنّه يبتلينا ببعض ،، ليرى مانعمل ،،،لكي يبرز الظالمون الى الجحيم ،،!! . . . . . . . 2**،،قال أبو أحمد ،،: كنتُ أمشي قبل وقت السحور أحملُ على ساعدي مصباحا ضئيلا وأطرق على الصفيحة ،،ليقوم الناس إلى سحورهم ،،تتعثّر قدميّ في الظلام يرتجّ المصباح في يدي وهي ترتعش بسبب البرد وبسبب شيخوختي ،،وحين آخذ من النا س أجري يوم العيد ،،يأتي ابني ويأخذ كلّ شيء ،،وأخفي شيئا من النقود لأنفق منها ويركلني بقدميه ويأخذ كلّ شيء ،، ،،،وأنا أسأل عنه الناس : كيف حاله ،،،،!1،،كلّما طالت غيبته ،،فقلبي هو المخطىء أم قلبه العاق !! ،،وتوسّط لي أحدهم لأعيش في ملجأ العجَزة ،،فقد كان أيّ مكان من الحجارة أرحم من قلب ولدي ،،فقام ابني إلى المحاكم يُطلب إخراجي ،وأنّه أحقّ من الملجأ بخدمتي وكسب رضاي ،،وفي طريق عودتنا ،قال لي وهو يركلني : تريد أن تهرب من العمل ،،،قلت : أيّ عمل ،،قال: تقعد ويتصدّق عليك الناس ،،،وحين آتيك ،،إيّاك أن تُخبِّىء من المال شيئا ،،،،وإلاّ ،،،،!! ،، ،،،،فمن أشدّ عذاباً ،،هذا الأب بإبنه ،،،أم ذاك العقيم بفقد ابنه،،!،، ،،وحين نسأل الله : لمَ تؤجّل عذاب هذا ،،،يقول: ليس في الدنيا عذاب ،،يطهّر ذنبه ،،،فأجلّتُ عذابه إلى أن يأتيني ،،،،،،ويبرز إليّ أنا الواحد القهّار ،،،لا فرق عندي بينه وبين الملوك الظالمين ،،،. . . . .عبدالحليم الطيطي |
رد: قصّتان مؤلمتان
اقتباس:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أنا لا أقصد القص في مثل هذه الكتابات يا استاذ/ جمال ،،،إنما أريد مدخلا لتسليط الضوء على من ينقصهم الضوء ،،،،،،،،،،،،،،،،،وأنا دائما أحتار ما أصنفها وأين أضعها ،،،،فضعها حيث تشاء وسلامي اليك |
رد: قصّتان مؤلمتان
من واقعنا الميئوس منه
ضاعت فيه حقوقنا وضاع فيه إنساننا وتجبر وطغى أبناء آدم عليه السلام حتى ضيعوا أفق الرؤية ولابد من ردم لكل ما هو واقع ليكون البناء على قواعد ديننا الحنيف وما جاء به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات همسة أتفق مع السيد جمال من حيث ميكانزيمات القصة القصيرة وأقترح على أستاذي الفاضل الطيطي لو يفتح متصفحا لهذه الصورة الواقعية بمنظار فلسفي عميق في تجليات سردية شخصيا أرى المكان هو الأنسب والله أعلم ولك تحيتي أديبنا الطيطي |
رد: قصّتان مؤلمتان
اقتباس:
،،،،،،،،،،،،،،ومودتي ولك ألف سلام |
رد: قصّتان مؤلمتان
اقتباس:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ما أحسن الكلام ولك ألف سلام ،،،الأديبة العميقة العزيز ة / الزهراء |
رد: قصّتان مؤلمتان
يستفزني التعميم دائما في الشر والمثلبة ويسعدني التعميم في الخير والعطاء ...مفردة (أمة) وهي دائما ماتشير للأمة العربية التي قال عنها نبينا الكريم
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقال فيها عزّ وجلا (خير أمة أخرجت للناس).... الأنظمة والقوانين الوضعية والتكالب على المغانم والإبتعاد عن الإنسانية وشرع الله هي السبب في ذلك نصوص مؤلمة ولكن اصابع الاتهام مجحفة... تحياتي وتقديري لكم |
رد: قصّتان مؤلمتان
اقتباس:
|
الساعة الآن 05:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط