۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ المدينة الحالمة ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،، (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=80574)

أحلام المصري 16-11-2022 09:19 AM

،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
،
،




كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..

فجأة،
رأته هناك قبالتها على الشرفة،
يجلس في مقعده الخشبي الهزاز..
وبيده غليونه الذي لم تعد تعرف على وجه الدقة هل فيه بالفعل نوع من الدخان، أم أنه لم يشعله من الاساس..

عند الغروب،
كانت تمشي على شاطئ البحر،
تضع السماعات في أذنيها،
وتأتي بحركاتٍ كما يبدو تتناغم مع اللحن الذي تستمع إليه،
وهي مغمضة العينين..

الشمس تتشبث بآخر حصن لها من الأفق،
والبحر يفتح فمه الوحشي، والدماء الأرجوانية تسيل..

بعد منتصف الليل جلست في حجرتها المظلمة،
ولا ضوء يبدو في المكان إلا هذا الضوء الخافت المتسرب من الهاتف الذي تضمه بيدها الراجفة إلى أذنها المتلهفة..
الغارقة في الإصغاء..
وعيناها مغمضتان برقةٍ، كمن أغلقتهما على حلمٍ ناعم، لا تريد له أن يتسرب من بين رموشها..

الساعة الآن السادسة مساءا..
في مقهى على ناصية الحكاية،
كانت تجلس ومطر الدمع يبللها..
كانت الريح تمضغ ثوبها بنهم..
ولا تنظر نحو النافذة، كمن لا تنتظر أحدا ولا شيئا..
أو كمن كانت تمتلك الكون منذ قليل ثم سُرق منها، أو خسرته في لعبة قمار..

كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..
وتستمع إلى موسيقى السيمفونية الحادية عشر..
حين دخل طفلها الصغير وارتمى في صدرها..

أحلام المصري 16-11-2022 09:23 AM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
هناك صياغة أخرى للنص،
لكني آثرت وضع الشكل الأول وانتظار رأي القراءة
،
،

أحلام المصري 16-11-2022 06:00 PM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
،، سيمفونية الحلم // أحلام المصري ،،


جالسة على حافة الفراش، تعيد ترتيب بعض الرسائل التي ما تزال تحتفظ بها في صندوق النحاس المزركش بالألوان وبعض الحفر العشوائية..

فجأة، رأته هناك متشكلا قبالتها على الشرفة ، جالسا على مقعده المفضل، مقعده الخشبي ذلك المقعد الذي لا يمل من الاهتزاز!
يحمل في يده غليونه العتيق، يقربه ببطء من ثغره الشارد.. يقبله، ثم يعيده نحو الأسفل، لم تكن تعرف على وجه الدقة بماذا كان يفكر، وهل تحتوي تلك الحفرة في غليونه تبغا، أم فراغا؟
هل كان مشتعلا ثم انطفأ دون أن ينتبه أم أنه لم يشعله منذ البداية..

وفجأة،
وجدت نفسها تمشي على شاطئ البحر وقت الغروب، و السماعات في اذنيها، كانت تسير بلا وجهة مغمضة العينين تاركة نفسها للانغام ترءدها نحو الأفق.
هناك وجدت الشمس متشبثة بآخر غصن لها قبيل أن تتعب فتفلته لتسقط في فم البحر المفتوح بشراهة، ليسيل فوق سطح الماء اللون الارجواني، ليمتد بعيداً مغلقا الآفاق.

وفجأة،
وجدت نفسها في غرفتها مجدداً، لكنها هذه المرة كانت معتمة بالكامل، ضوء هاتفها يحاول جاهدا أن يبعد العتمة، قبيل أن ينطفيء فجأة معلنا استسلامه، كانت تضمه بكلتا يديها المرتجفتين، تقربه من اذنها تطمئن بأنه ما زال على قيد الحياة، مغلقة عينها على حلم وردي لا تريده أن ينتهي!

ما زال جالسا على كرسيه الخشبي، يقلب غليونه في يده، ما زالت جالسة على حافة الفراش.. تعيد ترتيب بعض الرسائل التي ما زالت تحتفظ بها في صندوق النحاس المزركش.. تنظر نحو النافذة، كمن كانت تمتلك الكون منذ قليل ثم سرق منها، أو خسرته في لعبة قمار!
كانت تستمع إلى السيمفونية الحادية عشر.. حين دخل طفلها الصغير فجأة وارتمى كالحلم فوق صدرها!

فاتي الزروالي 16-11-2022 10:32 PM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 2058900)
،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
،
،




كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..

فجأة،
رأته هناك قبالتها على الشرفة،
يجلس في مقعده الخشبي الهزاز..
وبيده غليونه الذي لم تعد تعرف على وجه الدقة هل فيه بالفعل نوع من الدخان، أم أنه لم يشعله من الاساس..

عند الغروب،
كانت تمشي على شاطئ البحر،
تضع السماعات في أذنيها،
وتأتي بحركاتٍ كما يبدو تتناغم مع اللحن الذي تستمع إليه،
وهي مغمضة العينين..

الشمس تتشبث بآخر حصن لها من الأفق،
والبحر يفتح فمه الوحشي، والدماء الأرجوانية تسيل..

بعد منتصف الليل جلست في حجرتها المظلمة،
ولا ضوء يبدو في المكان إلا هذا الضوء الخافت المتسرب من الهاتف الذي تضمه بيدها الراجفة إلى أذنها المتلهفة..
الغارقة في الإصغاء..
وعيناها مغمضتان برقةٍ، كمن أغلقتهما على حلمٍ ناعم، لا تريد له أن يتسرب من بين رموشها..

الساعة الآن السادسة مساءا..
في مقهى على ناصية الحكاية،
كانت تجلس ومطر الدمع يبللها..
كانت الريح تمضغ ثوبها بنهم..
ولا تنظر نحو النافذة، كمن لا تنتظر أحدا ولا شيئا..
أو كمن كانت تمتلك الكون منذ قليل ثم سُرق منها، أو خسرته في لعبة قمار..

كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..
وتستمع إلى موسيقى السيمفونية الحادية عشر..
حين دخل طفلها الصغير وارتمى في صدرها..

عبث الحلم
أم عبث الحياة
ولا استغراب ..فلا حياة من دون حلم
ولاحلم إلا من خلال الحياة
لنستعرض بداية في إطار مبروز بالابيض والاسود
يؤثت لصورة البطلة والبطل
الـــ هو والـــ هي كما يستعرضها الكثيرون
لكن هنا الـــ هو والــ هي على طريقة الاحلام المختلفة
الـــهو على كرسي هزاز وكأنه بعالم منفصل عن عالم الـــ هي
والـــ هي الغارقة بصندوق ذكرياتها
تنهل من ماضاع منها خلال الطريق
طريق استعرضتها الكاتبة في حركة سينيمائية بارعة
"فلاش باك " رائع
حملنا بذاخل صندوقها القديم
في حركة دائرية مغلقة
مركزها دوامة من حون عارم
لنعلم مدى خسارتها
ونلمس جوانب شخصيتها التي ضاعت مع ضياع الحلم
لتعود بنا الكاتبة لأرض الواقع
في ذات الغرفة
وعلى حافة السرير
وكأنها على حافة انهيار تام
وهي بحركة ترتيبها لرسائلها القديمة
وكأنها تعيد ترتيب حساباتها ..أولوياتها
لتهزنا في لحظة استسلام منا كقراء
فنرتد مع تلك الضمة لصغيرها
في اسقاط رائع للقصة
ونعلم أن ليس عبثا هو الحلم
هنا الحلم الصغير ينمو بنمو صغيرها بين حضنها

الشاعرة أحلام البهية

أولا وقبل كل شيء
سعيدة أن اكون أولى القارءات لهذا الزخم
نص جميل رقيق
قرأته بالأبيض والأسود
لدراما بلغة شعرية حانية
ولمسات من رقة الطبيعة
وكأني بالكاتبة تستمد الألوان للأبيض والأسود
في محاكاة للبحر والشاطئ
وعناقا للأفق الحاني
نقلات عبر ديكورات تنطق بالرقة
مم يجعل النص يلبس عباءة الرومانسية
غير أن الحزن الذي تقترفه حرف الأحلام دائما
سيأخذ بزمام الأحداث
ليغرقنا بمرارة ضياع وحلم لم يتحقق
إلا أن النهاية جعلت الأمل يتسرب
ليشملنا ببسمة حياة وبسمة حلم

غاليتي
أسطر اعجابي بهذا النص الماتع
وأزين صدره بنجمات خمس مستحقة
تقبلي مروري وقراءتي البسيطة
ومحباااااات

زياد السعودي 20-11-2022 08:02 PM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
اقصوصة مكتظة بالتفاصيل
اتت على متن لغة شاعرية

طابت الاحلام
وطاب مدادها

ومرحى

إيمان سالم 24-11-2022 04:18 PM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
أحب جدا نصوصك و بصمة قلمك العميق
لك أن تتخيلي سعادتي و انت تمنحيننا الفرصة للسفر في رحلة مطولة في ذات الشخصية بكل انفعالاتها
و أحلامها ..

جرعة أدبية مفعمة بالمشاعر الصادقة و المؤثّرة،
الشخصية انتقلت من عالم الارتباط المادي لفضاء الارتباط الروحي الأعمق و الأبلغ بشريكها المتوفّى..

شكرا شاعرتنا الغالية أحلام
تمنياتي لك بااتوفيق و النجاح ..


محبتي و تقديري .. و اكثر

أحلام المصري 26-11-2022 12:41 AM

رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتي الزروالي (المشاركة 2058935)
عبث الحلم
أم عبث الحياة
ولا استغراب ..فلا حياة من دون حلم
ولاحلم إلا من خلال الحياة
لنستعرض بداية في إطار مبروز بالابيض والاسود
يؤثت لصورة البطلة والبطل
الـــ هو والـــ هي كما يستعرضها الكثيرون
لكن هنا الـــ هو والــ هي على طريقة الاحلام المختلفة
الـــهو على كرسي هزاز وكأنه بعالم منفصل عن عالم الـــ هي
والـــ هي الغارقة بصندوق ذكرياتها
تنهل من ماضاع منها خلال الطريق
طريق استعرضتها الكاتبة في حركة سينيمائية بارعة
"فلاش باك " رائع
حملنا بذاخل صندوقها القديم
في حركة دائرية مغلقة
مركزها دوامة من حون عارم
لنعلم مدى خسارتها
ونلمس جوانب شخصيتها التي ضاعت مع ضياع الحلم
لتعود بنا الكاتبة لأرض الواقع
في ذات الغرفة
وعلى حافة السرير
وكأنها على حافة انهيار تام
وهي بحركة ترتيبها لرسائلها القديمة
وكأنها تعيد ترتيب حساباتها ..أولوياتها
لتهزنا في لحظة استسلام منا كقراء
فنرتد مع تلك الضمة لصغيرها
في اسقاط رائع للقصة
ونعلم أن ليس عبثا هو الحلم
هنا الحلم الصغير ينمو بنمو صغيرها بين حضنها

الشاعرة أحلام البهية

أولا وقبل كل شيء
سعيدة أن اكون أولى القارءات لهذا الزخم
نص جميل رقيق
قرأته بالأبيض والأسود
لدراما بلغة شعرية حانية
ولمسات من رقة الطبيعة
وكأني بالكاتبة تستمد الألوان للأبيض والأسود
في محاكاة للبحر والشاطئ
وعناقا للأفق الحاني
نقلات عبر ديكورات تنطق بالرقة
مم يجعل النص يلبس عباءة الرومانسية
غير أن الحزن الذي تقترفه حرف الأحلام دائما
سيأخذ بزمام الأحداث
ليغرقنا بمرارة ضياع وحلم لم يتحقق
إلا أن النهاية جعلت الأمل يتسرب
ليشملنا ببسمة حياة وبسمة حلم

غاليتي
أسطر اعجابي بهذا النص الماتع
وأزين صدره بنجمات خمس مستحقة
تقبلي مروري وقراءتي البسيطة
ومحباااااات


بل النجوم لهذا المرور ولهذا الحضور،
ولهذه القراءة

الغالية فاتي..

تمرين فتفتحين الأبواب المغلقة على الأروع

شكرا لك على هذه القراءة الرائعة

تقبلي احترامي وكل الورد


الساعة الآن 01:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط