۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ المدينة الحالمة ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أخلاقيات الزمن الزفت (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=72966)

هادي زاهر 09-02-2019 09:57 PM

أخلاقيات الزمن الزفت
 
أخلاقيات الزمن الزفت

بعد أن أغرته زوجته وأكل من الطعام متمردا على تعاليم "الوهاب" اشتدت به الشهية ولم يكتف بثمار الأرض فقام بصناعة مجذاف.. قارب وشباك واعداً زوجته بإحضار ألذ الطعام، من اسماك ، ثم أبحر مسروراً باختراعه، وما ان هم بإلقاء الشباك في الماء حتى اشتدت الرياح وأخذت تتحكم بالقارب وتأخذه بعيداً، وبدأ يصارع الأمواج العالية التي سرعان ما قلبت القارب فتمسك بالمجذاف وحاول أن يعود إلى القارب إلا أن الأمواج رفعته معها عالياً ونزلت به بقوة حتى كاد أن يفقد صوابه، حدث نفسه قال :
- يبدو أن أمري قد انتهى جراء تمردي، سامحني يا "وهاب" إنها لم تكن أطماعاً وإنما طموحات عريضة !
وأشتد هيجان البحر فقال لنفسه:
- يبدو إني سأكون وجبة شهية لأحياء البحر بدلاً من أن تكون هي وجبة شهية لي ولزوجتي!
وفي هذه الأثناء بداء يشعر بدوران، وبينما هو بين الغيبوبة والصحو احس بضربة قوية كادت أن تشله فاستفاق بعض الشيء ونظر إذ بسمكة "قرش" أمعن النظر مرتعباً وعاد يحدث نفسه وهو يتحسس الجرح العميق:
- يبدو بان هذه هي نهايتي
ولكنه سرعان ما شاهد سمكة "الدلفين" تلحق بسمكة القرش وتقاتلها قتالاً عنيفاً لتمنعها من الاقتراب منه، وما أن نجحت سمكة "الدلفين" في إبعاد سمكة القرش حتى عادت لتدفع به إلى الشاطئ، ولكن سمكة " القرش" الجائعة عادت مسرعة لفريستها المفترضة وبدأت معركة شرسة بين السمكتين من جديد. وهكذا دواليك في مهمة صعبة لسمكة الدلفين على الجبهتين؟!! وكان قد عاد إلى وعيه وتولاه الاضطراب وسط مهمة سمكة الدلفين المزدوجة، وما أن وصلت به بر الأمان حتى قام بضربها بالمجذاف على رأسها بكل قوة فارداها قتيلة.
أخذت سمكة " القرش " تهز برأسها مبتسمة وعلا صوت ضحكها رغم وجعها الشديد جراء جراحها العميقة التي سببتها المعركة مع الدلفين ثم استدارت وهي تراقص ذيلها فرحة وشقت طريقها إلى أعماق البحر.

هادي زاهر 14-02-2019 12:21 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
شكرا أخي جمال على التثبيت، الحقيقة هي أني لم اتوقع ان تكون قصتي بهذه الروعة، لقد شحنتني بالغبطة.. محبتي

فاطمة الزهراء العلوي 07-09-2019 05:45 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
أرفعها من جديد ولي عودة ثانية بحول الله
تحيتي أستاذ هادي

ناظم العربي 08-09-2019 12:58 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
هو النكران المر
الاب لإبنه
الزوجة لزوجها
الزوج لزوجته
الإنسان لوطنه
قهر كبير في زمن الزفت

فاطمة الزهراء العلوي 08-09-2019 08:36 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
قفلة مريرة موجعة
هو ذا أسود الرأس يستنجد في لحظة أولى وفي الثانية يفترس
قصة فيها حكمة
إلا أنه
يحتاج النص تنقيحا أخي الفاضل هادي

هادي زاهر 29-11-2019 12:40 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
للاسف الشديد هذا هو واقع الكثير من البشر

خديجه عبدالله 20-12-2019 06:55 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
صراع نقل شيئا من واقع
نص جميل
بوركتم

هادي زاهر 26-01-2020 09:51 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اختي فاطمة اردتها مجرد خاطرة ولكنها انسابت معي اثناء الكتابة لتغدو قصة قصيرة.. تحياتي الحارة

هادي زاهر 26-01-2020 09:53 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اخي ناظم جئت لاعبر عن موقفي من هذا الحيوان الذي اسمه انسان بعيدا عن التعميم.. محبتي

هادي زاهر 26-01-2020 09:54 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اختي خديجة.. ليته شيئًا من الواقع، انها حالة منتشرة بين البشر.. محبتي

فطنة بن ضالي 31-01-2020 03:10 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
معنى عميق
ورمزية فائقة
*
تحياتي

هادي زاهر 25-03-2020 07:59 PM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اختي فطنة بن ضالي الرمزية تظفي جمالية فنية على عملية الابداع الادبي.. تحياتي الحارة

محمد خالد بديوي 26-03-2020 09:41 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي زاهر (المشاركة 1772282)
أخلاقيات الزمن الزفت

بعد أن أغرته زوجته وأكل من الطعام متمردا على تعاليم "الوهاب" اشتدت به الشهية ولم يكتف بثمار الأرض فقام بصناعة مجذاف.. قارب وشباك واعداً زوجته بإحضار ألذ الطعام، من اسماك ، ثم أبحر مسروراً باختراعه، وما ان هم بإلقاء الشباك في الماء حتى اشتدت الرياح وأخذت تتحكم بالقارب وتأخذه بعيداً، وبدأ يصارع الأمواج العالية التي سرعان ما قلبت القارب فتمسك بالمجذاف وحاول أن يعود إلى القارب إلا أن الأمواج رفعته معها عالياً ونزلت به بقوة حتى كاد أن يفقد صوابه، حدث نفسه قال :
- يبدو أن أمري قد انتهى جراء تمردي، سامحني يا "وهاب" إنها لم تكن أطماعاً وإنما طموحات عريضة !
وأشتد هيجان البحر فقال لنفسه:
- يبدو إني سأكون وجبة شهية لأحياء البحر بدلاً من أن تكون هي وجبة شهية لي ولزوجتي!
وفي هذه الأثناء بداء يشعر بدوران، وبينما هو بين الغيبوبة والصحو احس بضربة قوية كادت أن تشله فاستفاق بعض الشيء ونظر إذ بسمكة "قرش" أمعن النظر مرتعباً وعاد يحدث نفسه وهو يتحسس الجرح العميق:
- يبدو بان هذه هي نهايتي
ولكنه سرعان ما شاهد سمكة "الدلفين" تلحق بسمكة القرش وتقاتلها قتالاً عنيفاً لتمنعها من الاقتراب منه، وما أن نجحت سمكة "الدلفين" في إبعاد سمكة القرش حتى عادت لتدفع به إلى الشاطئ، ولكن سمكة " القرش" الجائعة عادت مسرعة لفريستها المفترضة وبدأت معركة شرسة بين السمكتين من جديد. وهكذا دواليك في مهمة صعبة لسمكة الدلفين على الجبهتين؟!! وكان قد عاد إلى وعيه وتولاه الاضطراب وسط مهمة سمكة الدلفين المزدوجة، وما أن وصلت به بر الأمان حتى قام بضربها بالمجذاف على رأسها بكل قوة فارداها قتيلة.
أخذت سمكة " القرش " تهز برأسها مبتسمة وعلا صوت ضحكها رغم وجعها الشديد جراء جراحها العميقة التي سببتها المعركة مع الدلفين ثم استدارت وهي تراقص ذيلها فرحة وشقت طريقها إلى أعماق البحر.






هذا المخلوق لا يمكن أنه يحمل قلبا وتتحرك في
دمه مشاعر وأحاسيس..وهل جزاء الإحسان إلا
الإحسان..
هذا النص ذكرني بقصة الإعرابي الذي أشفق على
جرو ذئب فأرضعه من الشاة الوحيدة التي يملكها
واعتنى به ورباه حتى كبر لكنه ذات ليلة مظلمة قتل
الشاة وهرب من المكان فقال الاعرابي:



(بقرت شويهتي وفجعت قومي وأنت لشاتنا ابن ربيب

غذيت بدرها ونشأت معهافمن أنباك أن أباك ذيب

إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب)

"وفي رواية أخرى (فلا أدب يفيد ولا حليب"



الأديب المكرم هادي زاهر

مشهد من واقعنا (الزفت) الذي نحن من يشكل
أحداثه وصوره التي التقطتها ببراعة ..الزمن
برئ من الوحش الذي نخفيه في دواخلنا..صدقني..

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

هادي زاهر 13-08-2020 02:32 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اختي فاطمة الزهراء العلوي.. نعكس حالة معينة ولكننا لا نعمم لان فب التعميم الكثير من الظلم، هناك اناس شرفاء في كل مكان.. وقد قال المثل الشعبي " إن خلت بلت" محبتي.

هادي زاهر 13-08-2020 02:41 AM

رد: أخلاقيات الزمن الزفت
 
اخي العزيز محمد خالد بديوي ذكرتني بالمرحومة امي حيث كانت ضريرة وتحفظ الكثير الكثير من القصائد وقد القت هذه القصيدة امامي عدة مرات، كانت تلقي النصوص الشعرية وفقا لمعناها وما زال صوتها يرن في مسامعي خاصة عندما تلقي نهاية بيت الشعر الذي يقول بحدة:
"فمن أنباك أن أباك ذيب"
لتمنح النص جماليته الحقيقية
محبتي


الساعة الآن 03:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط