۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ المدينة الحالمة ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة / القصة الفائزة بالمركز الثالث لشهر اكتوبر 2018 (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=72201)

فارس رمضان 17-09-2018 11:34 PM

ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة / القصة الفائزة بالمركز الثالث لشهر اكتوبر 2018
 
ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

ليلة ظلماء ونور زائف، أبواق وزخارف، رسومات وطلاسم وكهوف تسكنها الغيلان...الكل يبيع الوهم.

فى زمن الصمت كان اللقاء، فى وادى الغدر كانوا على موعد، لبسوا رداء البراءة وعزموا على ذبحها، أراهم هناك، فوق أسقف المنازل القديمة، فى الرمال الصفراء، بين ثنايا جلبابها ، تحت التراب، خلف الاشجار قابعين، على شفايف الأطفال، فى عيون الشيوخ اللذين فطموا على صدرها، فى قلوب الرجال الذين تمرغوا فوق فراشها ومزقوا جسدها، بين ثناياها، أراهم فى كل الأمكنة حولها.

كل نساء القرية يغرن منها، يحقدن عليها، يحببننها وسيشتركن فى ذبحها، الشباب سدّوا كل طريق للعودة، وبنات القرية سيقمن عزائها بعد أن غرسن أول وتد فى سقف سريرتها، سيعقروها كالبعير.

الكل تجمع وسط الميدان وكان الرقص على نفس النغمة، نغمة حزينة تحمل ترنيمة مهترئة والعازف هرم، عصاه كما لو كانت عصا موسى، حين يشير يمينا.. يميل الكل يمينا، ويسارا.... فيميل الكل يسارا، فهو العازف والقائد فى هذا الوقت، الكل يهرطق... ألف ... باء ... وحروف أخرى مهزوزة ومن يدخل يصبح ضمن المصفوفة.
الكل يحدق فى الضوء القادم خلف الأسوار والشيخ القابع خلف السور ينتظر اللحظة بلهفة، النور القادم من لحيته البيضاء ينتشر فى كل نتوء، حاول أكثر من مرة أن يتسلق هذا السور، فى آخر مرة وصل إلى الباب منعته الدببة وهذا اليوم بلا دببة، قليل منها دخل المصفوفة والباقى رابض خلف الأشجار... يترقب!!
من بين خيوط النور المنبعثة خيط يصل إلى باب الغرفة، وضع الشيخ يمنى قدميه على الخيط وتزيح الأخرى جماجم مكسورة وقلوبا نهشتها غربان القصر المهجور، تبعته كل خيوط النور وخيوط أخرى مهزوزة، فتح الباب وسط عواء ذئاب ونعيق البوم من السور إلى الغرفة، الترتيل الممزوج بصوت الترنيمات تلاشى، انهارت كل الجدران وتصلبت يدا العازف لما التقتا ونور الشيخ، إحداها تشير يمينا صوب النهر- نهر الدم المار أمام البيت - والأخرى يسارا فى قلب الكهف، إنقسم الحشد إلى قسمين...الأول تبع النهر، والثانى يتربص خلف الكهف، وقف العازف والشيخ فى بطن الحجرة، العازف ثقلت يده اليسرى، أنزلها، فتمايل معها الشيخ، أطلقها، فارتفع الشيخ، أنزلها...، واليمنى مازالت منصوبه صوب النهر - نهرالدم المار أمام البيت - انطلق العازف يتبعه الشيخ ووراءه باقى الحشد، تركوا البيت ... سكنته الدببة!

طارق المأمون محمد 18-09-2018 11:11 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
هذه قصيدة نثرية بامتياز لما حملته من روعة التصوير و دقة الرمز وجمال الحبكة.
لو رصت فوق بعضها البعض كما يفعل الناثرون..
جميل ما قرات أخي الكريم

فارس رمضان 19-09-2018 12:23 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران (المشاركة 1755924)
أخى فارس
صباحك الياسمين
تعرف يافارس ؟ بصرف النظر عن رأيى فيها كقصة رمزية.
لو تريد الحقيقة لقد حلقت معها فى سماء النثر..برمزيتها وشخوصها ومفرداتها وأغوارها وتناغمها وآفاق موسيقاها...
او هكذا رأيت .
مودتى

شكرا علي مرورك الراقي أخي جمال
وشكرا أخري علي تلميحك

لم لا تنقلها أخي إلي مكانها الصحيح إن كانت؟

ودي وتحيتي

فارس رمضان 19-09-2018 12:25 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد (المشاركة 1755976)
هذه قصيدة نثرية بامتياز لما حملته من روعة التصوير و دقة الرمز وجمال الحبكة.
لو رصت فوق بعضها البعض كما يفعل الناثرون..
جميل ما قرات أخي الكريم

شكرا علي مرورك الجميل أخي الفاضل
تحياتي وورود كثيرة

نوال البردويل 23-09-2018 11:54 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
نص نثري مموسق اعتمد على الرمز والتكثيف
لتوصيل رسالته بأسلوب سردي ماتع ومميز
كل التقدير أ. فارس
وتحياتي

د.عايده بدر 23-09-2018 06:44 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس رمضان (المشاركة 1755900)
ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

ليلة ظلماء ونور زائف، أبواق وزخارف، رسومات وطلاسم وكهوف تسكنها الغيلان...الكل يبيع الوهم.

فى زمن الصمت كان اللقاء، فى وادى الغدر كانوا على موعد، لبسوا رداء البراءة وعزموا على ذبحها، أراهم هناك، فوق أسقف المنازل القديمة، فى الرمال الصفراء، بين ثنايا جلبابها ، تحت التراب، خلف الاشجار قابعين، على شفايف الأطفال، فى عيون الشيوخ اللذين فطموا على صدرها، فى قلوب الرجال الذين تمرغوا فوق فراشها ومزقوا جسدها، بين ثناياها، أراهم فى كل الأمكنة حولها.

كل نساء القرية يغرن منها، يحقدن عليها، يحببننها وسيشتركن فى ذبحها، الشباب سدّوا كل طريق للعودة، وبنات القرية سيقمن عزائها بعد أن غرسن أول وتد فى سقف سريرتها، سيعقروها كالبعير.

الكل تجمع وسط الميدان وكان الرقص على نفس النغمة، نغمة حزينة تحمل ترنيمة مهترئة والعازف هرم، عصاه كما لو كانت عصا موسى، حين يشير يمينا.. يميل الكل يمينا، ويسارا.... فيميل الكل يسارا، فهو العازف والقائد فى هذا الوقت، الكل يهرطق... ألف ... باء ... وحروف أخرى مهزوزة ومن يدخل يصبح ضمن المصفوفة.
الكل يحدق فى الضوء القادم خلف الأسوار والشيخ القابع خلف السور ينتظر اللحظة بلهفة، النور القادم من لحيته البيضاء ينتشر فى كل نتوء، حاول أكثر من مرة أن يتسلق هذا السور، فى آخر مرة وصل إلى الباب منعته الدببة وهذا اليوم بلا دببة، قليل منها دخل المصفوفة والباقى رابض خلف الأشجار... يترقب!!
من بين خيوط النور المنبعثة خيط يصل إلى باب الغرفة، وضع الشيخ يمنى قدميه على الخيط وتزيح الأخرى جماجم مكسورة وقلوبا نهشتها غربان القصر المهجور، تبعته كل خيوط النور وخيوط أخرى مهزوزة، فتح الباب وسط عواء ذئاب ونعيق البوم من السور إلى الغرفة، الترتيل الممزوج بصوت الترنيمات تلاشى، انهارت كل الجدران وتصلبت يدا العازف لما التقتا ونور الشيخ، إحداها تشير يمينا صوب النهر- نهر الدم المار أمام البيت - والأخرى يسارا فى قلب الكهف، إنقسم الحشد إلى قسمين...الأول تبع النهر، والثانى يتربص خلف الكهف، وقف العازف والشيخ فى بطن الحجرة، العازف ثقلت يده اليسرى، أنزلها، فتمايل معها الشيخ، أطلقها، فارتفع الشيخ، أنزلها...، واليمنى مازالت منصوبه صوب النهر - نهرالدم المار أمام البيت - انطلق العازف يتبعه الشيخ ووراءه باقى الحشد، تركوا البيت ... سكنته الدببة!

بعض النصوص تتسرب داخل القارىء أو لنقل أنها تترك من نفسها داخله ، ونصنا هنا يفتح أكثر من باب عند أول قراءة له ، ولعل هذا ما يميز النصوص الرمزية التي تعتمد الغموض والتعتيم المحبب وليس الكلي المنغلق .. النص نثري والسرد نوع من النصوص النثرية، إلا أن التيمة السردية حاضرة في النص وهي الإطار الذي يحمي كل هذه التفاصيل التي تحاول الاختباء خلف الرمز والإسقاط ، لغة النص الشعرية ربما راوغت القارىء لتزيد من مساحة التخيل لديه وكذلك ساهمت بشكل أو بآخر في تنوع تجنيس النص
مبدعنا القدير الراقي فارس رمضان
مودتي لروحك الراقية وتحية تليق بحرفك القدير
عايده

فارس رمضان 25-09-2018 11:37 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل (المشاركة 1756479)
نص نثري مموسق اعتمد على الرمز والتكثيف
لتوصيل رسالته بأسلوب سردي ماتع ومميز
كل التقدير أ. فارس
وتحياتي

شكرا لك أستاذة نوال علي مرورك وتعليقك الطيب
تحياتي وتقديري

فارس رمضان 25-09-2018 11:41 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايده بدر (المشاركة 1756522)
بعض النصوص تتسرب داخل القارىء أو لنقل أنها تترك من نفسها داخله ، ونصنا هنا يفتح أكثر من باب عند أول قراءة له ، ولعل هذا ما يميز النصوص الرمزية التي تعتمد الغموض والتعتيم المحبب وليس الكلي المنغلق .. النص نثري والسرد نوع من النصوص النثرية، إلا أن التيمة السردية حاضرة في النص وهي الإطار الذي يحمي كل هذه التفاصيل التي تحاول الاختباء خلف الرمز والإسقاط ، لغة النص الشعرية ربما راوغت القارىء لتزيد من مساحة التخيل لديه وكذلك ساهمت بشكل أو بآخر في تنوع تجنيس النص
مبدعنا القدير الراقي فارس رمضان
مودتي لروحك الراقية وتحية تليق بحرفك القدير
عايده


شكرة لك أستاذة عايدة على هذه القراءة الراقية..والتي كانت بعين الناقد الواعي.
شكرا علي ألق الحضور..
تحياتي لك مبدعتنا الراقية

خالد يوسف أبو طماعه 29-09-2018 01:31 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
نحت جميل لكنه بحاجة
لقراءة متأنية وعميقة
لي عودة لهذا الجمال
بإذن الله تعالى
محبتي وتقديري

منير مسعودي 29-09-2018 01:54 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
هم، مقابل: هي.
من هم؟ ومن هي؟
هم: أعداء الحرية، العدالة، الرقي...
هي: الكرامة، العزة... الإسلام.

النص كله: حركة، صراع، تدافع...بين القلة القليلة، الضعيفة ...وبين الكل:
الكل يبيع الوهم


فى عيون الشيوخ

فى قلوب الرجال

كل نساء القرية



بنات القرية
.......






المعسكر الأول يمثله الشيخ ذو اللحية المشعة بياضا.
والثاني، يقوده العازف...

النص مثقل بالأحداث. بالحركة، وليس كما يبدو خواطر هنا وهناك. بل منسجم في تتابع الأحداث بأسلوب سردي مكثف و شاعري يعكس مدى صدق الكاتب في شعوره، يكتب (بانفعال) بحرقة...بأسف. لأن الواقع الذي صوره لنا النص؛ هو الواقع المشاهد حقيقة لا رمزا.

محبتي

منير مسعودي 29-09-2018 03:02 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران (المشاركة 1755987)
مرحبا أخى طارق
ها أنت تؤيد رؤيتى .
جميل ان نتحدث بصراحة للإفادة والاستفادة.
مودتى

في إطار نقد النقد،وباسم الصراحة، أختلف معكما، بل أزيد وأسمح لنفسي بلومكما:

هذا الإستنتاج النص ( قصيدة نثرية) يؤكد ويبرهن على أن قارئ النص قرأه بعجالة، بسرعة، لم يرجع البصر كرتين.

النص اشتمل على كل خصائص ومقومات القصة:
الحادثة،السرد، الحبكة، الشخصيات، الوحدة، البناء، الدراما، الزمان، المكان، الفكرة.....

محبتي

خالد يوسف أبو طماعه 01-10-2018 11:40 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير مسعودي (المشاركة 1757202)
هم، مقابل: هي.
من هم؟ ومن هي؟
هم: أعداء الحرية، العدالة، الرقي...
هي: الكرامة، العزة... الإسلام.

النص كله: حركة، صراع، تدافع...بين القلة القليلة، الضعيفة ...وبين الكل:
الكل يبيع الوهم


فى عيون الشيوخ

فى قلوب الرجال

كل نساء القرية



بنات القرية
.......






المعسكر الأول يمثله الشيخ ذو اللحية المشعة بياضا.
والثاني، يقوده العازف...

النص مثقل بالأحداث. بالحركة، وليس كما يبدو خواطر هنا وهناك. بل منسجم في تتابع الأحداث بأسلوب سردي مكثف و شاعري يعكس مدى صدق الكاتب في شعوره، يكتب (بانفعال) بحرقة...بأسف. لأن الواقع الذي صوره لنا النص؛ هو الواقع المشاهد حقيقة لا رمزا.

محبتي

شكرا لكم
وأنتم تثرون الذائقة
كل التقدير

خالد يوسف أبو طماعه 01-10-2018 11:46 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير مسعودي (المشاركة 1757216)
في إطار نقد النقد،وباسم الصراحة، أختلف معكما، بل أزيد وأسمح لنفسي بلومكما:

هذا الإستنتاج النص ( قصيدة نثرية) يؤكد ويبرهن على أن قارئ النص قرأه بعجالة، بسرعة، لم يرجع البصر كرتين.

النص اشتمل على كل خصائص ومقومات القصة:
الحادثة،السرد، الحبكة، الشخصيات، الوحدة، البناء، الدراما، الزمان، المكان، الفكرة.....

محبتي

أتفق معكم ورؤيتكم
النص قصة رمزية عميقة
وللرأي الآخر كل تقدير واحترام
كل التقدير

محمد عبد الغفار صيام 02-10-2018 01:14 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس رمضان (المشاركة 1755900)
ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

ليلة ظلماء ونور زائف، أبواق وزخارف، رسومات وطلاسم وكهوف تسكنها الغيلان...الكل يبيع الوهم.

فى زمن الصمت كان اللقاء، فى وادى الغدر كانوا على موعد، لبسوا رداء البراءة وعزموا على ذبحها، أراهم هناك، فوق أسقف المنازل القديمة، فى الرمال الصفراء، بين ثنايا جلبابها ، تحت التراب، خلف الاشجار قابعين، على شفايف الأطفال، فى عيون الشيوخ اللذين فطموا على صدرها، فى قلوب الرجال الذين تمرغوا فوق فراشها ومزقوا جسدها، بين ثناياها، أراهم فى كل الأمكنة حولها.

كل نساء القرية يغرن منها، يحقدن عليها، يحببننها وسيشتركن فى ذبحها، الشباب سدّوا كل طريق للعودة، وبنات القرية سيقمن عزائها بعد أن غرسن أول وتد فى سقف سريرتها، سيعقروها كالبعير.

الكل تجمع وسط الميدان وكان الرقص على نفس النغمة، نغمة حزينة تحمل ترنيمة مهترئة والعازف هرم، عصاه كما لو كانت عصا موسى، حين يشير يمينا.. يميل الكل يمينا، ويسارا.... فيميل الكل يسارا، فهو العازف والقائد فى هذا الوقت، الكل يهرطق... ألف ... باء ... وحروف أخرى مهزوزة ومن يدخل يصبح ضمن المصفوفة.
الكل يحدق فى الضوء القادم خلف الأسوار والشيخ القابع خلف السور ينتظر اللحظة بلهفة، النور القادم من لحيته البيضاء ينتشر فى كل نتوء، حاول أكثر من مرة أن يتسلق هذا السور، فى آخر مرة وصل إلى الباب منعته الدببة وهذا اليوم بلا دببة، قليل منها دخل المصفوفة والباقى رابض خلف الأشجار... يترقب!!
من بين خيوط النور المنبعثة خيط يصل إلى باب الغرفة، وضع الشيخ يمنى قدميه على الخيط وتزيح الأخرى جماجم مكسورة وقلوبا نهشتها غربان القصر المهجور، تبعته كل خيوط النور وخيوط أخرى مهزوزة، فتح الباب وسط عواء ذئاب ونعيق البوم من السور إلى الغرفة، الترتيل الممزوج بصوت الترنيمات تلاشى، انهارت كل الجدران وتصلبت يدا العازف لما التقتا ونور الشيخ، إحداها تشير يمينا صوب النهر- نهر الدم المار أمام البيت - والأخرى يسارا فى قلب الكهف، إنقسم الحشد إلى قسمين...الأول تبع النهر، والثانى يتربص خلف الكهف، وقف العازف والشيخ فى بطن الحجرة، العازف ثقلت يده اليسرى، أنزلها، فتمايل معها الشيخ، أطلقها، فارتفع الشيخ، أنزلها...، واليمنى مازالت منصوبه صوب النهر - نهرالدم المار أمام البيت - انطلق العازف يتبعه الشيخ ووراءه باقى الحشد، تركوا البيت ... سكنته الدببة!

ثمة مسلمات درج عليها المغفلون كالالف و الباء...و ثمة زخم لبهارج زائفة لأجل الاستغفال و التعمية عما سيحاك في الظلام ، وثمة حقد يملأ القلوب نحوها ، لأنها الأرفع و الأفضل عبر التاريخ فتجمع عليها الحاقدون من كل فج ... من البوادي و الحضر .
ثمة ميدان تباع فيه الشعارات ، و ثمة حشود تتحرك بالإشارة ، و ثمة قصر مهجور و ثمة شيخ يحلم أن يعبر و ثمة انقسام و دببة و غربان و ثمة و ثمة ....
هل هي قصة الربيع العربي و من خان و من باع ، و من قامر و من تآمر ...إن كان خيشومي بخير فقد رصدت الرائحة ... و إلا كنت مزكوما و ليس على المريض حرج ...
رموز كثيرة ، و نص متخم بالحكي ؛ و إن كان كثيقا منسوجا من كلمات فليلة ...إلا أنه يدعوك لعصف ذهنك حد الجنون
قد لا تهتدي حرفيا للجمال لكنك تشعر به حد اللمس ... نصك جميل بلا شك .
بورك يراعك أ / فارس رمضان .

فارس رمضان 03-10-2018 10:31 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1757095)
نحت جميل لكنه بحاجة
لقراءة متأنية وعميقة
لي عودة لهذا الجمال
بإذن الله تعالى
محبتي وتقديري

مرحبا بك في أى وقت..
مرحبا بك في كل آن..
كن بألف خير صديقي الرقي خالد

فارس رمضان 03-10-2018 10:40 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير مسعودي (المشاركة 1757202)
هم، مقابل: هي.
من هم؟ ومن هي؟
هم: أعداء الحرية، العدالة، الرقي...
هي: الكرامة، العزة... الإسلام.

النص كله: حركة، صراع، تدافع...بين القلة القليلة، الضعيفة ...وبين الكل:
الكل يبيع الوهم


فى عيون الشيوخ

فى قلوب الرجال

كل نساء القرية



بنات القرية
.......






المعسكر الأول يمثله الشيخ ذو اللحية المشعة بياضا.
والثاني، يقوده العازف...

النص مثقل بالأحداث. بالحركة، وليس كما يبدو خواطر هنا وهناك. بل منسجم في تتابع الأحداث بأسلوب سردي مكثف و شاعري يعكس مدى صدق الكاتب في شعوره، يكتب (بانفعال) بحرقة...بأسف. لأن الواقع الذي صوره لنا النص؛ هو الواقع المشاهد حقيقة لا رمزا.

محبتي

قراءة كافية شافية أحاطت بمسارى النص..
المسار الظاهري وما تمثله المعاني وتحيل إليه المفردات..
والمسار الرمزي الخفي الذي حاولت رصده..

وشكرا لك كبيرة علي خلخلتك لبناء النص وتسليطك الضوء علي شخصيات القصة.

سرني مرورك وتشجيعك أخي الكريم منير
ودي وتقديري أيها الفاضل

شكرا لك علي مرر

فارس رمضان 03-10-2018 10:46 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران (المشاركة 1757210)
هاهى الاستاذة نوال تنضم إلى القافلة.
جمال عمران - طارق محمد - نوال البركة يا
أقرب الى نثرية مموسقة ورائعه
شكرا استاذة نوال

مرحبا بكم وبكل الأحبة..
مرحبا بكل نقد بناء يدفع للأمام..
النقد الذي يغلب عليه الموضوعية في الطرح والأمانة في النقل وتبليغ الرسالة.
كن بألف خير..
سلم الفكر نقيا أستاذ جمال.
ودي وتحيتي

خالد يوسف أبو طماعه 05-10-2018 11:34 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
نص عميق الفكرة كبير المضمون
هي حكاية الشعوب المقهورة
ما إن تنفست بعضا من حرية
حتى دفنت وقمعت بسرعة البرق
الشعوب دائما ما تدفع الثمن
وغالبا من يجني النصر كتلة الفساد
النص جميل وكتب برمزية عالية جدا
عن أحداث ثورة كاملة في عدة ميادين
وأبرزها ميدان مشهور جدا وتشبيهات النص
موغلة في الرمزية وهذه ميزة النص
لن أسهب أكثر حتى لا نغرق في التفاصيل
النص قصة قصيرة ولكل وجهة هو موليها
استمتعت بمكوثي هنا
كل التقدير

فارس رمضان 06-10-2018 10:52 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير مسعودي (المشاركة 1757216)
في إطار نقد النقد،وباسم الصراحة، أختلف معكما، بل أزيد وأسمح لنفسي بلومكما:

هذا الإستنتاج النص ( قصيدة نثرية) يؤكد ويبرهن على أن قارئ النص قرأه بعجالة، بسرعة، لم يرجع البصر كرتين.

النص اشتمل على كل خصائص ومقومات القصة:
الحادثة،السرد، الحبكة، الشخصيات، الوحدة، البناء، الدراما، الزمان، المكان، الفكرة.....

محبتي

ومحبتي لك أيضا أخي الفاضل منير
ودي وتقديري الجم

فارس رمضان 06-10-2018 11:00 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الغفار صيام (المشاركة 1757677)
ثمة مسلمات درج عليها المغفلون كالالف و الباء...و ثمة زخم لبهارج زائفة لأجل الاستغفال و التعمية عما سيحاك في الظلام ، وثمة حقد يملأ القلوب نحوها ، لأنها الأرفع و الأفضل عبر التاريخ فتجمع عليها الحاقدون من كل فج ... من البوادي و الحضر .
ثمة ميدان تباع فيه الشعارات ، و ثمة حشود تتحرك بالإشارة ، و ثمة قصر مهجور و ثمة شيخ يحلم أن يعبر و ثمة انقسام و دببة و غربان و ثمة و ثمة ....
هل هي قصة الربيع العربي و من خان و من باع ، و من قامر و من تآمر ...إن كان خيشومي بخير فقد رصدت الرائحة ... و إلا كنت مزكوما و ليس على المريض حرج ...
رموز كثيرة ، و نص متخم بالحكي ؛ و إن كان كثيقا منسوجا من كلمات فليلة ...إلا أنه يدعوك لعصف ذهنك حد الجنون
قد لا تهتدي حرفيا للجمال لكنك تشعر به حد اللمس ... نصك جميل بلا شك .
بورك يراعك أ / فارس رمضان .

لست مزكوما ولا عليلا أخي الكريم..
كل ما استنتجته كان صحيحا وزينت به نصيصي..
لك قدرة رائعة على استنطاق النصوص وصياغتها بلغة بليغة تفوق النصوص جمالا وتزيده بهاء..
كن بألف خير أخي ولا تبتعد..فأنا أتعلم منك..أتعلم منكم..فأنا أتعلم بسرعة أو هكذا أدعي..
هذه مداخلتي التي كانت..من القلب ووليدة اللحظة.
تحيتي وتقديري الجم أخي الفاضل وأستاذي محمد صيام

فارس رمضان 06-10-2018 11:11 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1758119)
نص عميق الفكرة كبير المضمون
هي حكاية الشعوب المقهورة
ما إن تنفست بعضا من حرية
حتى دفنت وقمعت بسرعة البرق
الشعوب دائما ما تدفع الثمن
وغالبا من يجني النصر كتلة الفساد
النص جميل وكتب برمزية عالية جدا
عن أحداث ثورة كاملة في عدة ميادين
وأبرزها ميدان مشهور جدا وتشبيهات النص
موغلة في الرمزية وهذه ميزة النص
لن أسهب أكثر حتى لا نغرق في التفاصيل
النص قصة قصيرة ولكل وجهة هو موليها
استمتعت بمكوثي هنا
كل التقدير

وكان الميدان..ميدان التحرير
أما اليوم فأصبح الميدان مبتذلا..فقد المعني والقيمة.
كنت مع الثورة ولازلت..الثورة الحقة .. الثورة الأولى.

أى كلام لا يوفيك حقا صديقي..
فشهادتي فيك مجروحة..
شكرا لقراءتك الواعية التي لملمت كل جوانب النص وأطروحاته..
شكرا لأنك هنا فوجودك إضافة..
وشكرا ثالثة كبيرة على إنصافك واحترامك للآخر.
ودي وتقديري أخي خالد

عبير محمد 06-10-2018 03:08 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
استوقفني النص كثيرا
لعمقه وسمو مضمونه
واسلوبك الرائع في إخراجه في حُلةٍ من بهاء اديبنا القدير
سعدت كثيرا بقراءة حرفك الماتع
دمت مبدعا
ودام المداد
مع كل الود والورد

هدى السعدي 07-10-2018 02:31 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
قدرة رائعة على جعل التفاصيل تحكي

إيمان سالم 08-10-2018 01:44 AM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

هي فعلا إعادة تدوير لأبجديات الحياة و تسليط الضوء عليها
من منظور مختلف في العرض و التحليل ... وقفت مطولا عند نصكم مبدعنا
المشهد زاخر بصور لها أكثر من بعد و يمكن قراءتها على أكثر من وجه ...
أسجل إعجابي بعمق الصورة و تكثيفها مع التحكم بالحبكة الدرامية
و تحفيز القارئ على التقاط إشارات الكاتب و البحث في ماهيتها ....

تحياتي و تقديري مبدعنا الفاضل أ.فارس رمضان
و شكرا على هذه اللوحة الفنية بامتياز

دمتم بخير و عافية

فارس رمضان 09-10-2018 01:43 PM

رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد (المشاركة 1758209)
استوقفني النص كثيرا
لعمقه وسمو مضمونه
واسلوبك الرائع في إخراجه في حُلةٍ من بهاء اديبنا القدير
سعدت كثيرا بقراءة حرفك الماتع
دمت مبدعا
ودام المداد
مع كل الود والورد

شكرا لك علي مرورك الكريم مبدعتنا الرائعة عبير..
سرني كثيرا أن أعجبك النص..
شهادتك وسام ووجودكم إضافة.

ودي وتقديري الجم


الساعة الآن 09:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط