۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ وَهــــجُ القَــــوافي ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   صمت الّليل (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=68782)

جهاد بدران 18-06-2017 12:54 AM

صمت الّليل
 
صمتُ الّليل

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ

وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ

وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ

بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ

وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ

وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ

تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لم تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ

ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ

عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ

جهاد بدران
فلسطينية

بحر الرمل

زياد السعودي 18-06-2017 03:16 AM

رد: صمت الّليل
 
قافية ثرية
قادها الرمل
حملتها الشاعرة مضامينا شكلت غرضها
واختارت لها الشاعرة السهل الممتنع من الكلام
وطوعت لها من البيان ما كان

ميمون منجزكم
وكل التقدير

عبدالرشيد غربال 18-06-2017 06:54 AM

رد: صمت الّليل
 
وعلى الرمل تهادى هودج هذه الغادة ..

وزان موسيقاه تعالق القطع وتقييد الدال ..

وكان للجرس وقع عذب حتى شوش على السمع :

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيث ينبثقُ النّور الوليدْ
ولعل ( حيثما ) تشفع ..

الطقس العام مناجاة روح تذكر بشعراء أبولو حيث تتداعى الذات الشاعرة - بكل حمولتها المأساوية - لتنصهر - في حلول فلسفي صوفي - في أحد أحب مظاهر الخلق الإلاهي إلى الشعراء .. مظهر الليل ..

المعجم يحيل على واقع مأساوي طاعن في الحزن والكمد ، متلهف إلى فجر مشرق براق ( القيود / الشرود ) عدم ) هزتني / نعي / جوى / اسى / واجم ..)

هذا الحقل المعجمي الطاغي يقابله - لا شعوريا - معجم الخلاص ( فجر /بسمة / فرح /قمر / نور /جمال ..)

الخلاصة الاولى : مكابدة آنية تتعلل بأمل الإشراق

يستوقف الغوص في البنية العميقة حضور ( الماضي / الجدود ) فكأنما الخلاص مرهون بعودة مجد غابر نسجت ملاحمه أسطورة جد ساد العالم ذات يوم وأخلافه اليوم في كمد ومأساة خير توصيف يليق بها عتمة الليل

وتبقى شهية القراءة منفتحة ..

ودي وخالص التقدير لسليلة فدوى طوقان

حيال محمد الأسدي 18-06-2017 10:10 AM

رد: صمت الّليل
 
صَمَتَ الْليلُ وهزَّتْني القيودْ
وغفَا جفْني علَى صَدرِ الشُرُودْ

وتعالَتْ صَيحةُ الجائعِ في
عتمَة الليلِ تغذِّيْها الرُعُودْ

وترَاءَى الفجْرُ يصحُو ثمِلاً
بعدَ نعي ٍّ لقناديلِ الجُهودْ

بلسَانِ الصَمتِ لا مِنْ عدَمٍ
كنتَ يا ليلُ عيُوناً للوعُودْ

وتظلُّ الرُّوحُ قعسَاءَ جَوَىً
صوَّرت للقلبِ أطيافَ الجُدودْ

وأرَتْني كيفَ للحُلمِ صدَىً
يدفعُ الخَطوَ إلى نبْعِ الوجُودْ

وأرَتْني ذكرَياتٍ هجَعَتْ
منْ أنينٍ بضلُوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضِيَ في يقظتِهِ
حيثمَا ينبثقُ النُورُ الوليدْ

تلثمُ النُورَ وتَحبُو عِبَراً
لا تُطعْ أصداءَ شَجوٍ باللُحودْ

ضَاقَ بي صَمتُكَ يا ليلُ أسَىً
في سكُونِ الفجْرِ والنُورِ الهَجودْ

واجِمٌ أنتَ ومفتاحُكَ مِن
طلسَمٍ ترجُو هوَاناً بالعُهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرَى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجَاريه الهُمودْ

وأديمُ الأَرضِ ينعَى فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعَبيدْ

بدُجى الكَونِ وإغفاءَتهِ
كنتَ للنُور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلاَّ قمراً
نورُهُ كالعزفِ واللحْنِ الفريدْ

عبثاً أهجُوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانَا في ظلامَاتِ الوصيدْ


الشِعْرُ سِحْر
إذا كَتَبَهُ ذَكَر
بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الرِقَّةِ دَهْر
فَمَا بَالُكَ بِأُنْثَى
حَرْفُهَا شُحْنَةُ خَدَر
يَهْطُلُ عَلَى الشِغَافِ
دَغْدَغَةَ نَدَى وَ مَطَر
لَهَا فِي الإبْدَاعِ جِهَادٌ
مُبْتَدَأٌ يَسْعَى لِخَبَر
تُطْرِبُ الأَرْوَاحَ بِأَنْغَامِهَا
فَتُمْطِرُ شَدْواً عَلَى وَتَر
يُبَلِّلُ الشِغَافَ زَهْواً
وَتُشْبِعُ لَهْفَةَ مَنْ إنْتَظَر
سُلْطَانٌ هُوَ الْلَّيْلُ
لَكِنَّهُ بَيْنَ أَنَامُلِهَا انْتَحَر
وَ تَبَرَّأَ مِنْ عَتْمَتِهِ صَاغِراً
فَصَارَ وَهْجاً وَ صُوَر
رَعَاكِ اللهُ يَا جِهَادُ
وَ طُوْبَى لِحَرْفِكِ الْمُنْتَظَر
قَدْ مَلأَ الوِجْدَانَ نَجْوَى
وَ تَبَارِيْحَ وَجْدٍ وَ عِبَر!!

محمد خالد النبالي 18-06-2017 10:18 AM

رد: صمت الّليل
 
صمتُ الّليل

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ

وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ

وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ

بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ

وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ

وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ

تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لا تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ

ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ

عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ

جهاد بدران
فلسطينية

بحر الرمل

ــــــــــــــــــــــــــ
صباح الروعات صباح فلسطين
من أين قاموس تغترفين لغتك نهر عبقر ، وأنفاس المطر
ترسمين وطنا هائجا من الكلمات يحمل على ضفافه صمت العالم
لكن الإبحار من خلال شعرك فسحة للروح من كل عناء وانت الجهادُ
حتى في صمتك مختلفة وللصمت جاءت أبجديات خاصة
من خلال قرائتي للشاعرة جهاد بدران بهذا النص الشعري المميز
فهو من عيون الشعر من حيث اللغة والتركيب والبناء والمفردة وحتى الرمز والتشبيهات , وكل ذلك أعطى بعدا جمالياً للنص الشعري المعبر عن حزن دفين في قلب الشاعرة وهي تتابع حال الأمة وما يميز هذا الحزن أنه حزن رغم العمق الا أنها كانت رقيقة حتى في هذا الحزن وهي تهجو الليل
وتقول فكلانا في ظلام فأي تعبير هذا وأي أسى
كل هذا جاء برومنسية عالية كأنها تعيش حالة حب لكنها تنتصر على الليل البهيم فتقول

(عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ )


وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ


عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ


وكما عاشت الشاعرة جهاد الحالة المتردية للواقع في الوطن العربي وبشكل خاص الوطن فلسطين وعاشته بتفصيل هذه الأوجاع بعمق الذات الشاعرة وعمقها الداخلي وتعطي اقتدار كي تقتلع هذا الصمت ورغم هذا فإن الليل عاري أمامها ونشعر بأنها تريد النهوض حتى تزيل هذا الظلام وتستمر بعتاب ومناجاة هذا الليل الصامت وكأنها تتحدث عن نفسها أو معاناتها ولكن الحقيقة مختلفة فهي تخاطب وتتحدث عن حال أمة ورؤيتها الواقع ولكن لا تمتلك القدرة على أزالته وتحتاج عواصف ،
وكل ما يزين هذا الليل هو القمر وهذه لفتة
وتقول بلسان الحال أنها اقوى من الليل والظلام والظلم وهي تتحدث بلسان الامة وسوف ننتصر على كل الاوجاع وسوف ينتحر الظلام .
وأشير بأنه في قصيدتها لغة نقية , صورها مشبعة بالمعاني ،
وتشكل حضورا قويا ومترعة بالعمق في حركات تصاعدية مما زادها توهجاً في انتقاء المفردة الشعرية وبعناية فائقة، إن هواجس الشاعرة كبيرة لا تستوعبها قصيدة ,
والشعر أو القصيد لا يقاس بطوله إنما يقاس الشعر بالعمق والعلو بشكل تصاعدي وافقي ، فالشاعرة جهاد كما تعودنا منها عميقة بارعة في المعرفة وماهرة بقراءة الواقع وماهرة في اصطياد المعاني تملك القدرة على صياغة التركيب الدلالي ، ويكاد يكون كل بيت أو حتى مفردة في مكانها لا يوجد أي حشو هذه هي تجليات الشعر في التكثيف في أضيق المساحات في هذا الكون والزمان لأنها تدرك بأن الشعر هو معدن نفيس , قيمته عالية , وتستوفي الشاعرة قصيدتها بقفلة مدهشة وتترك بصمتها متوهجة كالضوء فأخر النفق ضوء لا ينكسر احترامي وتقديري للشاعرة جهاد بدران أبدعت وأكثر
مع تحيات الــنــبــالــــي

ثناء حاج صالح 18-06-2017 04:52 PM

رد: صمت الّليل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران (المشاركة 1668543)
صمتُ الّليل

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ

وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ

وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ

بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ

وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ

وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ

تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لا تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ

ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ

عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ

جهاد بدران
فلسطينية

بحر الرمل

صَمَتَ الْليلُ وهزَّتْني القيودْ
وغفَا جفْني علَى صَدرِ الشُرُودْ

وأنا أقرأ جملة "صَمَتَ الْليلُ " رن في مسمعي صوت فيروز وهي تغني مطلع قصيدة ( أغنية الليل ) لجبران خليل جبران :

سكن الليل وفي صدر السكون ....تختبي الأحلام

فظننت أني مقبلة على الدخول في عوالم رومانسية حالمة على أجنحة من التأمل .
غير أن متابعتي القراءة أدخلتني في عوالم سوداوية تمازجت بأجواء الليل الذي اختنق في قصائد نازك الملائكة ، كما في قصيدتها ( الكوليرا )التي تقول غي مطلعها:

سكَنَ الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كلِّ فؤادٍ غليانُ

في الكوخِ الساكنِ أحزان.

إن هذه العودة الإبداعية من الأستاذة الشاعرة القديرة جهاد بدران إلى تشاؤمية الأجواء الداخلية في وجدانيات الشعر (الأبوللي) لها ما يبررها من أحداث اللحظة التي نعيشها.
فالشاعرة الأستاذة جهاد لم تغترب عن عصرها ولم تعد إلى ذكريات الجدود دون مبرر.
فتأمل الواقع العربي الذي اتخذ "الصمت والصمت فقط " رد فعل دائم على كل ما يحدث من فواجع إنسانية ، كل ذلك سيدفع وجدان الشاعر للاستسلام للتشاؤم حتى إشعار آخر .
تقول الشاعرة

بلسَانِ الصَمتِ لا مِنْ عدَمٍ
كنتَ يا ليلُ عيُوناً للوعُودْ

عيون الوعود تحدق من خلال ظلمة الليل. لأنها تنتظر تنفيذها. ولكن لسان الصمت يقف حائلا دون التنفيذ، لأنه ( الصمت ) هو كل شيء نستطيع رصده حيال الوعود .
لقد استغرقت الشاعرة في لغتها الضبابية استغراقا فصل النص عن الحدث اليومي لبجعله في مقام التجريد الذي يصلح ليعبر عن الألم الإنساني غير المحدود.

واجِمٌ أنتَ ومفتاحُكَ مِن
طلسَمٍ ترجُو هوَاناً بالعُهودْ

"فالطلسم" الغامض الذي ترك طابعه على نبرة القصيدة التي أخرجتها عن الحدث الطارئ هو مفتاح القصيدة . وبه فتحت الشاعرة بوابة التعبير الوجداني على مصراعها.

تخلسُ البسمةَ ذكرَى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجَاريه الهُمودْ

وأديمُ الأَرضِ ينعَى فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعَبيدْ

بدُجى الكَونِ وإغفاءَتهِ
كنتَ للنُور عقيماً لا القعيدْ

عندما تستخدم مفردات مثل (الوجود ، الأرض ، العبيد ، الكون ، ...) تكون قد دخلت في حالة التعميم ، لتصبح مسألتها مسألة لا ذاتية . مع أنها تقدمها بمنظورها الذاتي.


ما جمالٌ لك إلاَّ قمراً
نورُهُ كالعزفِ واللحْنِ الفريدْ

شبهت الشاعرة نور القمر بالعزف واللحن الفريد . على الرغم من استغراقها في الحزن . وبهذه الصورة فقط تنفسنا الصعداء.
وعلمنا أن الحالة النفسية التي تملكت وجدان الشاعرة مازالت تتسع لاستقبال الجمال . غير أنه الواقع الضنين الذي لا يمنحها إلا الأسى هو الحائل بينها وبين متعة الإحساس بما تزخر به الحياة من جمال .
لذلك هي تتهم الليل بقلة الجمال فتقول :
"ما جمالك إلا قمرا". ..

عبثاً أهجُوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانَا في ظلامَاتِ الوصيدْ

لم ترغب الشاعرة بهجو الليل ، لأنها تشاركه تلك الظلمة المغلقة ، وهي تتحسس الصمت فيه.
كانت قصيدة ليلية صمتية قالت بصمتها الكثير من الوجع .

تحيتي للشاعرة المبدعة أ. جهاد بدران

جهاد بدران 18-06-2017 07:19 PM

رد: صمت الّليل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1668552)
قافية ثرية
قادها الرمل
حملتها الشاعرة مضامينا شكلت غرضها
واختارت لها الشاعرة السهل الممتنع من الكلام
وطوعت لها من البيان ما كان

ميمون منجزكم
وكل التقدير

وأي شرف تلقيته في أول مصافحة لنص ما زال يتتلمذ على أيدي الكبار أمثالكم ..
وأي فخر يعانق السماء شكراً وحمداً لله أن حظي هذا النص رضاكم.. وحاز على أبجدية إعجابكم...
لا يسعني هنا إلا أن أنقش حروفي ابتهاجاً ومسرةً بحضوركم الذي نفخر بشروقه وبصمته التي ما زالت بادرتها تنمو برعايتكم وعنايتكم النبيلة
لا يسعني إلا أن أقدم بالغ شكري وامتناني واحترامي وتقديري الكبير لكم أستاذي الكبير والشاعر القدير المبدع أ.زياد السعودي
لك الرضى والتوفيق والخير والنور والعلم من رب العزة إن شاء القدير العلي العظيم..
أشكركم والقلم ما زال يمتد مداده عجزاً وتقصيراً لمواكبتكم حرفي وما يتناسل منه من شعر أو نثر أو فكر..
بورك بكم ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
مبارك عليكم شهر الله الفضيل
وكل عام وأنتم كل الخير وإلى الله أقرب..

عبدالرشيد غربال 18-06-2017 08:18 PM

رد: صمت الّليل
 
باسم الله نتابع الإبحار الممتع مع هذا الإبداع المحفز..

بالإجماع ، يلمس كل قارئ معاناة الذات تحت كلكل هذا الليل الصامت من (الوحدة )

ما يعزز هذا الطرح تبئير ضمير ياء المتكلم (هزتني / جفني / أرتني ..)ممزوجا بطغيان ألفاظ حقل الحزن والوجع والشكوى ..

في هذه الحالة ،تبيح الملاحظة افتراض السؤال المنهجي المعلوم : ما سر هذه الوحدة؟ ما الخلاص الذي تنتظره الذات؟

في علم النفس الإبداعي ، يحذر الفقهاء من غباء تصديق الألفاظ في معانيها السطحية القريبة ..

صحيح أن الخط الأدبي الذي اقترن بقلم الأستاذة الشاعرة جهاد بدران هو أدب المقاومة واستنهاض الهمة ومقارعة الاحتلال والتردي القيمي ..فيسهل -انطلاقا من : الماضي / الجدود ) الزج بالقصيدة ورسالتها الكبرى مباشرة في عالم شعر المقاومة وكأن الشاعرة تبكي حال أمتها

لكن التروي قليلا قد يفتح باب التأويل أمام انحصار القصيدة في تجربة ذاتية صرف .

وتكون المعاناة عاطفية حينها ـو وجودية ..ويكون الخلاص ..لننتظر قليلا

عبير محمد 18-06-2017 09:57 PM

رد: صمت الّليل
 
ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ


تجسدين اوجاع الأمة بأسلوب عميق واعِ
وتغزلين الحرف بكل جمال وتألق
باحساس وطني فاره
يثري الروح والذائقة
سعدت كثيرا بمصافحة هذا القصيد الشاهق
سلمتِ شاعرتنا الغالية وسلم المداد
تحية تليق
وكل عام وانتِ بخير
محبة لروحك لاتبور

ثريا نبوي 19-06-2017 12:27 AM

رد: صمت الّليل
 
وتظلُّ الرُّوحُ قعسَاءَ جَوًى
صوَّرت للقلبِ أطيافَ الجُدودْ

وأرَتْني كيفَ للحُلمِ صدًى
يدفعُ الخَطوَ إلى نبْعِ الوجُودْ
*
قراءةٌ لِصمتِ الليلِ مُحلِّقةٌ في آفاقِ الشاعريةِ، معزوفةٌ على أوتارِ الحنينِ إلى الماضي المجيد
طيَّرتها موسيقى الرملِ الشَّجيَّةُ في آفاقِ الوِجدان أنغامًا تَهُزُّ الروحَ أسًى على المَجدِ الذي كان
فأنطقتْ صمتَ الليلِ حَيْرةً وألمًا ؛ تضافرا معًا في رسمِ لوحةِ واقِعِنا
الذي حطَّم على صخرةِ السُّباتِ والوَهَن؛ كلَّ أحلامِ العودة.
ولكننا لا نفقِدُ الأملَ شاعرتي الجميلة:
فبينَ صخرٍ وصخرٍ؛ ينبُتُ الزهر
وبين عُسرٍ وعُسرٍ؛ ينبُتُ اليُسر
وإنَّ غدًا لِناظرِهِ قريبُ
دُمتِ وارفةً ناضرة ولروحِكِ الشاعرة:
بساتينُ البنفسَجِ والتوليب
:
وأديمُ الأرضِ (ينعي) فرحاً
هو: (ينعَى) فيما أظنّ

الشاعر عبدالهادي القادود 19-06-2017 12:32 AM

رد: صمت الّليل
 
الوقوف على ضفاف نص يثقله الحلم والألم

وتفيض بين أهدابه عذابات وذكريات

بلغة نقية بهية راقية قادرة على انصاف الوصف

وإطلاق العنان أمام الخيال

ليشكل من خلال علاقات المفردات أبعاد دلالية وافرة

على إيقاع يثير الشجن والحنين

يخلق حالة من التجلي لدى المتلقي والانسجام مع ما يعبق به الكلام

شاعرتنا الرائعة جهاد بدران

دام نبضك بوصلة للصواب في كل باب

ودمت راقية الحروف في كل الظروف

وما كلماتي سوى

بصمة اعجاب لا اكثر على زجاج النص

زياد السعودي 19-06-2017 01:29 AM

رد: صمت الّليل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح (المشاركة 1668617)
صَمَتَ الْليلُ وهزَّتْني القيودْ
وغفَا جفْني علَى صَدرِ الشُرُودْ

وأنا أقرأ جملة "صَمَتَ الْليلُ " رن في مسمعي صوت فيروز وهي تغني مطلع قصيدة ( أغنية الليل ) لجبران خليل جبران :

سكن الليل وفي صدر السكون ....تختبي الأحلام

فظننت أني مقبلة على الدخول في عوالم رومانسية حالمة على أجنحة من التأمل .
غير أن متابعتي القراءة أدخلتني في عوالم سوداوية تمازجت بأجواء الليل الذي اختنق في قصائد نازك الملائكة ، كما في قصيدتها ( الكوليرا )التي تقول غي مطلعها:

سكَنَ الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كلِّ فؤادٍ غليانُ

في الكوخِ الساكنِ أحزان.

إن هذه العودة الإبداعية من الأستاذة الشاعرة القديرة جهاد بدران إلى تشاؤمية الأجواء الداخلية في وجدانيات الشعر (الأبوللي) لها ما يبررها من أحداث اللحظة التي نعيشها.
فالشاعرة الأستاذة جهاد لم تغترب عن عصرها ولم تعد إلى ذكريات الجدود دون مبرر.
فتأمل الواقع العربي الذي اتخذ "الصمت والصمت فقط " رد فعل دائم على كل ما يحدث من فواجع إنسانية ، كل ذلك سيدفع وجدان الشاعر للاستسلام للتشاؤم حتى إشعار آخر .
تقول الشاعرة

بلسَانِ الصَمتِ لا مِنْ عدَمٍ
كنتَ يا ليلُ عيُوناً للوعُودْ

عيون الوعود تحدق من خلال ظلمة الليل. لأنها تنتظر تنفيذها. ولكن لسان الصمت يقف حائلا دون التنفيذ، لأنه ( الصمت ) هو كل شيء نستطيع رصده حيال الوعود .
لقد استغرقت الشاعرة في لغتها الضبابية استغراقا فصل النص عن الحدث اليومي لبجعله في مقام التجريد الذي يصلح ليعبر عن الألم الإنساني غير المحدود.

واجِمٌ أنتَ ومفتاحُكَ مِن
طلسَمٍ ترجُو هوَاناً بالعُهودْ

"فالطلسم" الغامض الذي ترك طابعه على نبرة القصيدة التي أخرجتها عن الحدث الطارئ هو مفتاح القصيدة . وبه فتحت الشاعرة بوابة التعبير الوجداني على مصراعها.

تخلسُ البسمةَ ذكرَى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجَاريه الهُمودْ

وأديمُ الأَرضِ ينعَى فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعَبيدْ

بدُجى الكَونِ وإغفاءَتهِ
كنتَ للنُور عقيماً لا القعيدْ

عندما تستخدم مفردات مثل (الوجود ، الأرض ، العبيد ، الكون ، ...) تكون قد دخلت في حالة التعميم ، لتصبح مسألتها مسألة لا ذاتية . مع أنها تقدمها بمنظورها الذاتي.


ما جمالٌ لك إلاَّ قمراً
نورُهُ كالعزفِ واللحْنِ الفريدْ

شبهت الشاعرة نور القمر بالعزف واللحن الفريد . على الرغم من استغراقها في الحزن . وبهذه الصورة فقط تنفسنا الصعداء.
وعلمنا أن الحالة النفسية التي تملكت وجدان الشاعرة مازالت تتسع لاستقبال الجمال . غير أنه الواقع الضنين الذي لا يمنحها إلا الأسى هو الحائل بينها وبين متعة الإحساس بما تزخر به الحياة من جمال .
لذلك هي تتهم الليل بقلة الجمال فتقول :
"ما جمالك إلا قمرا". ..

عبثاً أهجُوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانَا في ظلامَاتِ الوصيدْ

لم ترغب الشاعرة بهجو الليل ، لأنها تشاركه تلك الظلمة المغلقة ، وهي تتحسس الصمت فيه.
كانت قصيدة ليلية صمتية قالت بصمتها الكثير من الوجع .

تحيتي للشاعرة المبدعة أ. جهاد بدران


سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية واللغوية
التي من شأنها أن ترفد النص وتحافظ على سلامة اللغة داخل المنتج
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها

ثناء حاج صالح

شكرا لكم

ود

زياد السعودي 19-06-2017 01:30 AM

رد: صمت الّليل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال (المشاركة 1668621)
باسم الله نتابع الإبحار الممتع مع هذا الإبداع المحفز..

بالإجماع ، يلمس كل قارئ معاناة الذات تحت كلكل هذا الليل الصامت من (الوحدة )

ما يعزز هذا الطرح تبئير ضمير ياء المتكلم (هزتني / جفني / أرتني ..)ممزوجا بطغيان ألفاظ حقل الحزن والوجع والشكوى ..

في هذه الحالة ،تبيح الملاحظة افتراض السؤال المنهجي المعلوم : ما سر هذه الوحدة؟ ما الخلاص الذي تنتظره الذات؟

في علم النفس الإبداعي ، يحذر الفقهاء من غباء تصديق الألفاظ في معانيها السطحية القريبة ..

صحيح أن الخط الأدبي الذي اقترن بقلم الأستاذة الشاعرة جهاد بدران هو أدب المقاومة واستنهاض الهمة ومقارعة الاحتلال والتردي القيمي ..فيسهل -انطلاقا من : الماضي / الجدود ) الزج بالقصيدة ورسالتها الكبرى مباشرة في عالم شعر المقاومة وكأن الشاعرة تبكي حال أمتها

لكن التروي قليلا قد يفتح باب التأويل أمام انحصار القصيدة في تجربة ذاتية صرف .

وتكون المعاناة عاطفية حينها ـو وجودية ..ويكون الخلاص ..لننتظر قليلا



سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية واللغوية
التي من شأنها أن ترفد النص وتحافظ على سلامة اللغة داخل المنتج
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها

الغرّيد الغربال

شكرا لكم

ود

قصي المحمود 19-06-2017 01:30 AM

رد: صمت الّليل
 
ماذا أقول لأبنة القدس وجبينها لم يزل يحمل قدسية
تراب القدس في صلاة التراويح
وماذا أقول وقد استنفذ قبلي أساتذتي في الشعر
قول الشهادة الحقة للمعلقة وكل المفردات التي تفي حق هذه القصيدة
الرائعة ...
صمت الليل...وسكونه يعطي البعد الروحي لهذه القصيدة فصمت الليل
يسمح للصخب الذي في داخلنا أن يخرج كالبركان الثائر ينثر حممه على
السفوح ليغطي كل الأرض المنبسطة
سكون الليل وصمته الملهم يتيح لثورتنا أن تخرج بحرية المفجوع
المحاصر بعيون النهار المخجل
لم تعد الشمس كما كانت ..تمنح الأمل..الشمس اليوم لا تخجل حينما
حينما يكون روادها الغلمان واشباه الرجال ..
تبادل أدوار.. فالليل ملاذ المتهدجين بالدعاء والأمل
وحتى نسترد الشمس ..يبقى صمت الليل وسكونه رفيق جهاد
لنزف المداد..وعيون القدس وهي دامعة ..وترابه المخضب
بالعناد..
صمت الليل فيه صهيل الأكباد.. من صمت الليل يخرج الأنداد ..
لله درك شاعرتنا ..تبعثي فينا الأمل ..تستلين من رحم هذه الأمة
ملاحم الأجداد ..وتعرّين ..شلة الأوغاد
تحية تقدير لك أختنا جهاد ولقلمك المجاهد الرائع
ودمت متألقة بشعرك الملتزم ووفقك الله وحفظك

عبدالرشيد غربال 19-06-2017 05:46 AM

رد: صمت الّليل
 
وأما عن الصورة الشعرية ، فقد انسجم التأثيث الفني مع الخط العام لأدب الشاعرة جهاد

هي تمتح من مدرسة الرومنسية العربية في شقها الأبولي ..لذلك حضر المجاز بشكل لافت فاسندت الأفعال لغير فاعلها الأصلي ( إسناد الصمت لليل/والهز للقيود /وصار للشرود صدر/والرعود مغذية /والصحو للفجر كما الثمالة /وفعل التصوير للروح /...)

هذه المجازات راوحت بين الاستعارة في معظمها والعقلي في بعضها ..

والملاحظ أن الشاعرة - بهذا الصنيع - ظلت وفية لتقاليد توليد الشعر العربي نائية بنفسها عن السقوط في تقليعة كثير من المعاصرين الذين غاصوا في اللبس الصوري بدعوى الانزياح ..

العجيب انتفاء التشبيه على امتداد القصيدة ..ولعل مرد ذلك ثقافة الشاعرة المتشبعة بشعر الرومانس

وأما أسلوبيا ، فقد هيمن الخبر في صورته الابتدائية بشكل لافت ..ولا عجب ..فالشاعرة - المتكلم تلقي أخبارا للقارئ المفترض الذي يجهل هذه الأخبار اعتبارا أنها خلجات روح وهمسات قلب ومناجاة هامسة في ليل بهيم

عدا خبر طلبي يتيم محشو داخل الخبر الابتدائي العام مقرون ب( قد :قد يجاريه الهمود //)

وفي المقابل حضر الإنشاء في صيغة النداء ( ثلاث مرات ) والمنادى دائما ( الليل ) والأداة متكررة للبعيد ( يا ) حيث عاملت الشاعرة هذه المظهر الطبيعي الحاضر الجاثم بكل ثقله معاملة البعيد لبعده عن قلبها ..فهي ترفضه مطلقا وتعلل النفس بإشراق نقيضه ( الفجر / النور )

نوال البردويل 19-06-2017 07:23 AM

رد: صمت الّليل
 
لم تأتِ هذه الشكوى وهذه المناجاة لليل والقرب منه من فراغ بل كان لها
أسبابها القوية التي دفعت بشاعرتنا للجوء إليها وهو ما أثقلها
وأثقلنا من معاناة الروح اليومية التي نمر بها في هذه الحقبة من
الزمن والتي ازدحمت فيها الأحداث والنكسات على أمتنا وأوطاننا كافة
بحيث لم تترك لنا ولو لحظة بدون معاناة ففي كل يوم نفاجأ
بالأسوأ فمن مشكلة وقضية فلسطين إلى ما حدث في
العراق و ليبيا وسوريا واليمن وما يحدث الآن في الخليج
فتن وصراعات وتنازل عن الحقوق وخيانات أوصلتنا
إلى الحضيض كان نتيجتها البكاء على الماضي
وما كان من أمجاد رغم علمنا بأن هذا البكاء
لن يعيد لنا ما ضيعناه ولن يفيدنا ببناء
مستقبل أفضل إن لم تكن هناك صحوة شاملة
توحد قلوبنا وأيدينا من جديد من مشرقنا إلى مغربنا
أبدعتِ برسم ملامح واقعنا وملامسة
أوجاعنا وجراحنا
كل التقدير شاعرتنا الرائعة جهاد
وتحياتي

نوال البردويل 19-06-2017 07:30 AM

رد: صمت الّليل
 
لم تأتِ هذه الشكوى وهذه المناجاة لليل والقرب منه من فراغ بل كان لها
أسبابها القوية التي دفعت بشاعرتنا للجوء إليها وهو ما أثقلها
وأثقلنا من معاناة الروح اليومية التي نمر بها في هذه الحقبة من
الزمن والتي ازدحمت فيها الأحداث والنكسات على أمتنا وأوطاننا كافة
بحيث لم تترك لنا ولو لحظة بدون معاناة ففي كل يوم نفاجأ
بالأسوأ فمن مشكلة وقضية فلسطين إلى ما حدث في
العراق و ليبيا وسوريا واليمن وما يحدث الآن في الخليج
فتن وصراعات وتنازل عن الحقوق وخيانات أوصلتنا
إلى الحضيض كان نتيجتها البكاء على الماضي
وما كان من أمجاد رغم علمنا بأن هذا البكاء
لن يعيد لنا ما ضيعناه ولن يفيدنا ببناء
مستقبل أفضل إن لم تكن هناك صحوة شاملة
توحد قلوبنا وأيدينا من جديد من مشرقنا إلى مغربنا
أبدعتِ برسم ملامح واقعنا وملامسة
أوجاعنا وجراحنا
كل التقدير شاعرتنا الرائعة جهاد
وتحياتي

عبدالسلام حسين المحمدي 19-06-2017 02:28 PM

رد: صمت الّليل
 
باختصار
هنا تطوّعُ اللغة لتولد الكلمة ويُلوى عنق الحرف
نصٌ رائع وشاعرية طافحة
شكراً وقوافل تحايا

محمد قصي المحمود 20-06-2017 06:03 PM

رد: صمت الّليل
 
صمت في حضره البهاء

لبنى علي 20-06-2017 07:16 PM

رد: صمت الّليل
 
دمتِ ورَسْم الرِّيشة النَّاطقة وقيثارة التأملات يا جهاد الرَّيحان والأقحوان ..

صالح سويدان 21-06-2017 02:06 AM

رد: صمت الّليل
 
وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

جميل جداً وكلها جميلة

ناظم الصرخي 21-06-2017 03:11 AM

رد: صمت الّليل
 
الأخت الفاضلة الشاعرة والناقدة القديرة الأستاذة جهاد بدران
ستبزغ شمس الأمة حتماً وستدحر خفافيش الظلام ‏
قصيدة يشار لها بخفقات القلوب ودهشات العيون وبنان الإعجاب
حبكة شعرية رائعه ولغة متينة ناصعه
دمت ودام نبض يراعك
أعطر التحايا

خديجة قاسم 21-06-2017 03:23 PM

رد: صمت الّليل
 
وفي الليل آهات وأسرار، وفي الليل تقتحم الأفكار والمشاعر كل حدود وأسوار
وكم في خلواته من عِبرة وعَبرة، وكم في دروبه من همسة حائرة وخطرة
ونبقى والليل في مد وجزر، طورا نغلبه وآخر يغلبنا

بورك حرفك الجميل ودام عطاؤك غاليتي جهاد
تحية ومحبة لك ولحرفك الأنيق
لقلبك الفرح

يوسف قبلان سلامة 21-06-2017 11:30 PM

رد: صمت الّليل
 
تقديرنا الجَمّ للشَّاعِرة السيّدة جِهاد بَدران على ما كَتَبَتْ من قصيدة باهِرَة تأسِر القَلْب بِمعانيها القَيَّمة حيث يَجِد القارِئ آلام النَّفْسِ والفَجْرِ الآتي.
أجَل وكم نقول، لولا الليل لَما عَرَفْنا النُّور.
بوركتِ ألأستاذة الشَّاعِرة السيّدة جِهاد بَدْران ودام عطاؤُكِ الأدبيّ القَيّم.
إحْتِرامنا.

جهاد بدران 22-06-2017 12:43 PM

رد: صمت الّليل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال (المشاركة 1668558)
وعلى الرمل تهادى هودج هذه الغادة ..

وزان موسيقاه تعالق القطع وتقييد الدال ..

وكان للجرس وقع عذب حتى شوش على السمع :

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيث ينبثقُ النّور الوليدْ
ولعل ( حيثما ) تشفع ..

الطقس العام مناجاة روح تذكر بشعراء أبولو حيث تتداعى الذات الشاعرة - بكل حمولتها المأساوية - لتنصهر - في حلول فلسفي صوفي - في أحد أحب مظاهر الخلق الإلاهي إلى الشعراء .. مظهر الليل ..

المعجم يحيل على واقع مأساوي طاعن في الحزن والكمد ، متلهف إلى فجر مشرق براق ( القيود / الشرود ) عدم ) هزتني / نعي / جوى / اسى / واجم ..)

هذا الحقل المعجمي الطاغي يقابله - لا شعوريا - معجم الخلاص ( فجر /بسمة / فرح /قمر / نور /جمال ..)

الخلاصة الاولى : مكابدة آنية تتعلل بأمل الإشراق

يستوقف الغوص في البنية العميقة حضور ( الماضي / الجدود ) فكأنما الخلاص مرهون بعودة مجد غابر نسجت ملاحمه أسطورة جد ساد العالم ذات يوم وأخلافه اليوم في كمد ومأساة خير توصيف يليق بها عتمة الليل

وتبقى شهية القراءة منفتحة ..

ودي وخالص التقدير لسليلة فدوى طوقان

يا لروعة هذه القراءة العميقة التي أثلجت النفس وهي تقف إجلالاً وإكباراً لهذا القلم الباذخ العملاق..الذي يشرّح النص بطريقة بارعة مذهلة...
فتح عبرها نوافذ القصيدة وعلّق عليها تحفة نقده وقلادة رؤيته..
وهو يرقب من منظار فكره وقوة حدسه وبراعة تحليله ما في النص من تجاويف لم تخرج على ساحة الأدب إلا بقص شريط تشريحه لحرف تختبئ معالمه تحت المجهر ويكشف فيه عن ساق القصيدة...
وهذا ما دفع للسعادة أن تغمرني وهي ترقب خطوات التحليل بعمق هذا الناقد الكبير الذي قدّم إلهامه الأدبي الناضج الواعي على منضدة الجمال والرقي...
للسعادة درجات ومناسبات..لكن هنا كانت معالمها مختلفة فقد فاقت كل ألوانها..مما أفرزت في داخلي العجز والتقصير في إيفاء حق هذا التشريح الأدبي المثير الراقي...وهذا بحد ذاته يعكس قدرة الناقد وبراعته ومهارته في وضع النص على شريحة الأدب المثالي...
أستاذنا الكبير الشاعر القدير الناقد البارع
أ.عبد الرشيد غربال
والله يعجز اللسان على الإتيان بقيمةٍ للشكر تفي حق تناولكم النص تحت مجهر قلمكم الفذ وفكركم النير..
هنيئاً لنا بكم وبقلمكم المعطاء وحرفكم الدرّيّ..
بكل كلمات الشكر والتقدير والعرفان تنحني الحروف إجلالاً لقلمكم الراقي
ولا نقول أبلغ مما علمنا به المصطفى عليه الصلاة والسلام..
بقول:
جزاكم الله خيراً
ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وتقبل الله طاعاتكم وغفر لكم ولنا وأعتق رقابنا من النار
تحياتي لكم بلا حدود


الساعة الآن 11:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط