فلق من نبض نهرين


بغداد
دم قلبي كلون قلبك القاني..
كم لي أمسح عن مرآتي عنف دموعي
تعبتُ يا أنا ! ..
تذكرتُ حين قبل وجهك وجهي صدفة دون ميعاد !..
أطلقتِ سراح زهوري الناضجات ..
لو تعرفين من أنا ؟!
آه لو تعرفين !..
لما اكتفيت بكل أشعاري.. لانتظرتِ كل ليلة عزف أوتاري ،
أنا أرضى أن أهجر الملاجىء كلها
كي تكون الروح أسيرة في غزارة عينيك إن كان يرضيك !..
أنا أقبل منك دمعة واحدة..
فذاك رواء يومي وتلك أمنية سنيني
أنا أفديك ..،
فلا تتركيني إذا ما اقتربت منك..
فقربك يُحيني .. وبعدك قضبان غربة تُدميني ..
ودعي نيرانك الجامحة الجائعة الشبعة
وعن سبق إصرار تفضح خفايا الشوق والحنين
وتنسف نسفا جبال البعد والأنين ..،
الزمن يا بغداد قد لايكررنا مرة أُخرى من جديد
إن التردد قيد وهم يُهدم بقبضة أمل من حديد،..
فانفثي ما شئت من شعرك
على طهر قلبي .. ياقلبي ..
واخترعي كل الأسباب " لــــ امرأة حبيبة" مثلي ..
تحججي مثلا: بضرورة تنسيق الأصداف على أرض الشاطىء
فتعالي ورتبيها ..!
اتهمي كلماتي المتطرفة بالعبث في ناياتك الموجعة ..
فتعالي وسَكنيها واسكنيها أو بعثريها.. لك ماشئتِ !. .
انتزعي مني بدبيب الهمس
أسراري من غياهب السماوات
لأصرخ في وجهك ( أحبك)..
كم لي
أُخفيها .. أُعانيها .. أَعنيها ..!،
بغداد
من يَمسح عن الوسادة بقايا الكحل اللئيم؟!
من يحتضن اليتيم إلتصق صوته بجدار؟!
من يُلطف أجواء الشعِر بسحر الغسق؟!
أنتِ ..والرب أنتِ
من تملكين مفاتح خزائن الحب العميق
ودحر العلق ..
ضميني \ ضمي روحك إلى روحي
ومديني كجدائل السلام من "أم قصر"
إلى أقصاكِ ..،
وهاتي نجمع النهرين
في وحدة الآه ..
...
بغداد
علميهم كيف نموت ولانموت ..
علميهم كيف العزة صنعت المعجزات ..
لا لم ينته عصرها والفجر من جروحك آت..،
علميهم كيف ترويعهم سُحق أمام الصناديد
صنعوا من المستحيل ابتكارا !..،
...
بغداد
كانوا يغرسون خناجرهم خفية وخيفة في الظهر
كي لايشهد ضجيج الشمس عليهم ..
أنهم أوهن من بيت العنكبوت.. ،
...
بغداد
لم
حدث ما حدث ؟!
لم تجددت بداخلي الدمعة ؟!
كدت أنسى ..
كدت أغفى ..
كان نورسي يحلق بعيدا .. إلى "هناك" ينزف لايراه إلاالصمد !
كنتُ أحاول أن أخفي جرحي" اليابس الندي" !
ولكن ! ..وتلك اللاكن
أيقظت مارداً أخشاه ؟! لا بل أهواه!.،
بغداد
أحبك
كحبي للقدس
لتطوان
لعمان
لبكة
وأهرامات الوجدان ..
مثلك يعرج بكفي روح القدس إلى الملكوت ..
عظيمة.. سال شهدك في صدر
التاريخ وارتوت منه أمة الفرسان ..
ناضجة إن ثارت مزقت ..
عاصمة ..
إن قالت فعلت !
بغداد
كيف سنشعل الشموع من شارع" أبي النواس "
إلى قبة الأقصى؟!
من سيشعلها وقد (أطفأها زحام الدخان) !..
كيف سنغني " كثر الحديث" ..
وحولنا مواكب الأعراس تبكي في كل مكان !..
لكنني سأغنيها .. عهدا مني سأغنيها
فأنا أُحبها وأُحبكُ وأُحبُ أن تمطريني فيها !،
...
لست انهزامية ..ذاك ما أبسط دموع الفقراء
لاتضحك.. ذاك ما قهر العالم المُخدًر بأوهام الحرية
استهلكونا بتلك الشعارات
وتقيأها العالم دماء !
...
دليني ...
على طريقة كي
نلتقي ..!
أحقاً سنلتقي ؟!
هل سنكون شط العرب من جديد ؟!
تلك الحكاية أني
لم أزل ..
صدقيني لم أزل !
ولكني مت ألف مرة ..
قبل أن !.....
...
لازلت أموت فيك
أذكر ربيعا مر فيك !
عاش فيك !..
كم دمعة مزجتها بقهوة مرة
كي أصعد الروح إلى قمة عنفوانك
كي تلمس حروفي تصدعات بنيانك ..
لامانع عندي أن أكون كربلائية ..أو بغدادية
في رموز وجدانك ..
يدرسك نبضي الفاتن بمدك وجزرك الفنان !،..
كم مرة ابتسمت لي ..؟!
كنت تحادثيني بصوتك الجهوري..
بسلامك الجمهوري ..،
الله ما أروع الكلام
ودسائس الكلام !..
كنت تقولين أُحبــك يا ابنة الدهاء!..،
أعترف أني نافستُ الأمواج كل الأمواج..
كي تسكن أحلامي أحلامك
لعلي أتسلل إليك من وحي ذاكرة أو ارتعاشة بستان !..،
كنت أُحاول أن أخدش بأظافري السياسية صمتك المفتعل !
كدتُ أغرق.. لا بل قد غرقت ..
حتى نبتت على وجهي ورود الأشواق تُناديك
أنا هنا .. "أمل" !،
...
ودمع أبي
اكتملت خارطة في قلبي
لاحد لها لاسماء !،..
تأخرنا كثيرا في أن نكون معاً ..
لكن الوقت لايزال مبكرا !..
أظنه لايزال..
أظنه لايزال !..،
سترحم المزن حكايات العواصم
ويحل عليها الرخاء ! ..
...
بغداد ..
عجبت لحالك وحالي ..
كيف من " يائس رمادي تقوم شاهق صروحي "!
كيف لعاشق نائم من آلاف الحزن العميق ..
فز للدمعة المنسية في براءة السنين
نفخ في جيدها أشهى الحلي البديع..!
قبلها شفاء شفاها وابتسم الربيع ،
كيف الخالق دبرالقدر! ..
قال لنارها : "كوني بردا وسلاما.."
فكانت أجمل ما يكون ..
بغداد
مثلك أنا ..
أمــــل ..