۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=24)
-   -   اثنتا عَشْرةَ مرآةً (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=76959)

حنا حزبون 07-01-2021 10:51 PM

اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
اثنتا عشرةَ مِرْآةً
( هكذا رأتها المرايا )
إليها في حضورِ مراياها

المسكونةُ بمراياها

لم تكنْ فضاءً نهائياً
كانتْ انعكاساً لغيمتها
التي استلقتْ فوقَ شظاياها
تملأُ خلاياها المصقولةْ
فاعترفي ما ردّدتهُ حواسُكِ جليلاً
وبلّلي وجعَكِ بالمطرِ الفضيّ
والحكاياتِ الخجولةْ !

المرآةُ الأُولى / مُبلَّلةٌ بالخطايا

تعرفُها واحدةً
واحدةْ ،
ترسمُ خطوطها في احتمالاتِ العراءْ
يا رعشةَ الجسدِ بأعضائها النازفةِ
يا اليابسَ منها
إذا ما تجعَّدَ حنيناً
يشتعلُ تحتَ قناعِ الأهواءْ

المرآةُ الثانية / شبقٌ عُذريّ

هيئتُها التي نبشتها الذاكرةُ سهواً
برعونةٍ أُخرى ،
لم يتناغمْ معها صَخبُ النشواتْ
يا إيقاعَ الحبِّ الأبهى ،
اسحلْ على جسدِها الأملسِ
وتنفسْ ببطءٍ
مُترجّرجاً في مقامِ المُقدَّساتْ

المرآةُ الثالثة / رغبةٌ مُتعرّجة

امنحها قمراً مُعلَّقاً على حَلَمتها
ولامسْ هبوبَها لزجاً
يطفو دليلاً في مدى أنفاسِها
عانقتْ رضابَها كنطفةٍ قُزحيَّةٍ
خلقتْ من القاسي سحرَها المُضاءْ

المرآة الرابعة / محجَّةُ العاشقين

يا لحضورِ مشهدِها
احتارتْ فيه قوافلُ العابرينْ
يا المُترعةُ بحلمِ وجدِها
يهمسُ به الندى
دامعاً ،
السرُّ مكتظٌ بحالتها
وعلى حافتها تتعرَّى ليالي العاشقينْ

المرآةُ الخامسة / هلالُ موجتها

لا تطرقْ بابَها ، وانتظرها
ولا تُشعلْ ليلها
فهلالُها موقوتُ بأسئلةِ الإشاراتْ
لا تقتربْ بوصفها باباً
كأنَّهُ مطرقةٌ بصرخةٍ مُجوَّفةٍ
لغةٌ طاردتها النزواتْ
يا الأفعَى المُختبئةِ في بئرِها
يا محورَ النظرةِ المُجنَّحةِ
في
الاحتمالاتْ !

المرآة السادسة / رسالتُها التي لم تُقرأ

لتدنُ قليلاً ، ولا ترتبكْ
هل أصغيتَ لحديثها الذي يلوّحُ بطائشِها ؟
فاتلُ عليها رسالتَها
ولا تتعثرْ بأيائلِ شراكِها
فاللهفةُ تراوغُ ذاكرةَ الملدوغينْ

هذه مرآتُها دهشةُ قربانها
جموحٌ يستدرجنا إلى صوتها الكمينْ !

المرآةُ السابعة / مأدبةٌ بلا نديم

تلك ليلتُها ، ستباغتكَ بسهرِ لهاثها
بما انتحلَ له غيبُها
يستوطنُ جسدَها الباذخَ
حيثُ الأرواحُ مأخوذةٌ بخنجرِها
فانتصبْ مرَّةً أمام قامتها
ولا تكنْ كالريح الشاردةِ
في متاهةِ مجرتِها
تتجرعُ من قرابينها نشوةً مفضوحةً
في حياكةِ الأدوارْ
يا مرآتُها ، منْ يحرسُ رعشتَها
وقد تبرعمتْ وجعاً
تلهجُ بسرِّهِ الأقمارْ ؟

المرآةُ الثامنة / هدنةٌ ماجنة

لم تستسلمْ لطعنةِ الحبِّ
تذرفُ حنينَها في صداهُ المُوحشِ
كي يُومضَ وعداً
ارتضتْ له انحسارَ غبطتها
حتى تجلّى في أفقِ نحيبها
يا الولهُ ، هل تعرّيتَ أمامها
وانتحلتَ لها وجوهها المُقنّعةْ ؟

المرآة التاسعة / اعترافٌ يستطلعُ وجهتَهُ

تصطادُهُ ،
ولا وقتَ عنده ليتحرَّرَ منها
هكذا قضى أيامه مأسوراً
حتى احترقَ كظلٍّ حزينٍ
ضاقتْ عنه مرآتها


هكذا يهذي بها
حيث العمرُ يقينُ مرساتها

المرآةُ العاشرة / ذاكرةٌ ليليّة

يا سهرَ الليلِ ، رافقها بغمرِ جمرتها
واشتعلْ بها
في الغفوةِ اللامرئيةِ
يا فاكهةَ الأفواةِ الغائصةِ بخمرتها
يا التنهداتِ النازفةِ في جرارِها
حيثُ الرعشةُ تهدلُ بحالتها
فابتهجْ ،
حتى تشقى بعُري بلاغتها !

المرآةُ الحاديةَ عَشْرةَ / رعشةٌ باتجاه نغمتها

أيّةُ مواجهةٍ تُعلِّلُ رجمَها ؟
أيُّ موتٍ مُحرَّمٍ ساهمَ في فقدِها ؟
فتوقفْ ، يا موتُ ، وأنتَ تُمشِّطُ أخاديدَها
واعترفْ بهيئةٍ احتضنتِ المفقودينْ

يا شلالَ الجَلدِ المُلثمِ صارخاً
بين ساقيها
هذا الموتُ سلالةُ رعشتها !

المرآةُ الثانيةَ عشرة / رهانٌ مُؤرَّقٌ بجسدِها

المدينةُ تغفو لرهانِها
السماءُ مُكتملةٌ ببهائها
الشمسُ خَجلى من صرختها
الحرفُ داجنٌ لهيئتها
الكائناتُ صورٌ مُتعددةٌ لمشهدِها

والآن ، لماذا تكالبَ الرفاقُ عليها
في سجن خطاياهم ؟
المرأةُ التي مرَّتْ من هنا
لم ترها غيرُ مرآتها !

حنا حزبون
لوس أنجلوس 6 يناير 2021







أحمد صفوت الديب 08-01-2021 06:52 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
أخي المتألق المبدع / حنا حزبون

نص جميل جداً

و اشتغال رائع على الصور و المعاني و المفردات

أنتَ رائع بحق في هذا النصّ

طابت لي القراءة و طاب لي التعليق

و سرّني أن أكون أوّل المّارين على هذا الجمال

تحياتي و خالص الود و التقدير

حرية عبد السلام 08-01-2021 07:29 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
لقد ألقيت الضوء على خلفيات الرؤيا المتشعبة / المختلفة / المنصهرة في فصولها المتعددة للمرآة
كانت الصور تشهر سيفها في وجه الحقيقة كي تترك المجال للبحث عن خبايا دفينة / مختفية خلف المواجع والوحدة عارية / حافية إلا من اليأس والتجعد ..ذات صرخات مجوفة / مجردة متاهتها لا تستقبل سوى لهاث السهو ونحيب الوله حد الإحتراق
هكذا كانت تهذي الذكريات في سهر الليالي وفي الغفوة اللامرئية حد التنهيدة النازفة
هكذا كان شلال الجلد يصرخ بين ساقيها حد الموت
وهكذا بقيت الصورة المتعددة لمشهدها يتكالب عليها الرفاق فلم يرها غير مرآتها
نص بمعانيه العميقة وقراءاته المتعددة يتسلق جيد التألق
بورك القلم والكلم أستاذ حنا

نوال البردويل 09-01-2021 12:06 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
يا إيقاعَ الحبِّ الأبهى ،
اسحلْ على جسدِها الأملسِ
وتنفسْ ببطءٍ
مُترجّرجاً في مقامِ المُقدَّساتْ
............
تلك ليلتُها ، ستباغتكَ بسهرِ لهاثها
بما انتحلَ له غيبُها
يستوطنُ جسدَها الباذخَ
حيثُ الأرواحُ مأخوذةٌ بخنجرِها
فانتصبْ مرَّةً أمام قامتها
ولا تكنْ كالريح الشاردةِ
في متاهةِ مجرتِها


وقفت طويلا متأملة مراياها الاثنتا عشرة
وقد أخذتني الدهشة إلى أبعد الحدود
فبلغتك المتألقة المعبرة وتصويرك للتفاصيل
استطعت أن توصل للقارئ ما أردت بأسوبك الفريد
قد تحمل لنا مراياها القادمة ما يروق لنا
نأمل ذلك
تحياتي أ. حنـــــــا
كل التقدير

نوال البردويل 09-01-2021 12:07 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
وللجمال والعمق
تثبيت

د.عايده بدر 10-01-2021 03:44 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
إثنا عشر عينا للجمال
ومراياها المنعكسة على وجه المرايا
ما أبدع اشتغالك على حرف ماسي تألق هنا
أشعلت اللغة شاعرنا المتألق أ. حنا حزبون
فكانت صدارة السماء مكانها
لروحك الراقية شاعرنا المتألق كل التقدير
ولحرفك الناتبض بالبهاء كل النور
مودتي وتقديري
عايده

عادل ابراهيم حجاج 10-01-2021 09:18 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
مكثنا هنا للجمال الجم.....
مرايا بوح وتزداد عشرا لعمقها ورسالتها....

حنا حزبون 11-01-2021 10:49 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
الأخ العزيز ، أحمد صفوت الديب ،

عبوركَ المتألقُ من هنا زادَ النصَّ جمالاً إذ بلغه ما رأيتَ فيه من اشتغالٍ على الصور والمعاني والمفردات .

وأشكرُ الله أنه طاب لك أن تطلعَ عليه وتتأملَ فيه، أما أن تكون أولَ العابرين فتلكَ نبوءةٌ أُخرى تذكرني بنبيّ سابقَ الريح في رهانِ المطر، فما أجمل نبوءتك، أيها الجميل في ذوقه النبويّ العالي .

تحيتي وتقديري لشخصكَ الجميل

حنا حزبون 12-01-2021 01:16 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
العزيزة / حرية عبد السلام ،

هنا ألقيتِ بضوءِ عبوركِ المكتظِ بالرؤى في فصول مرآتها ، ولم تكنْ سيوفاً بل حبه الوحيد .

لم تكنْ تهذي في ليالي وحدتها ومواجعها الدفينة ، كانتْ بالحقّ صرختها في جوف الملدوغين !

وحدها هنا معكِ تُباركُ رؤيتكِ بمعانيها الجليلة .

شكراً لأنكِ هنا ، أيتها المباركة


علي البابلي* 13-01-2021 03:38 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
ثمان مرايا كتبت هنا المجد والجمال
حرفك مشرق وطافح الجمال
نثرية مثقلة بالصور. الابداعية ،،،،
سعيد ان بصمتي كانت هنا
كل التقدير

رافت ابو زنيمة 13-01-2021 08:15 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
نص جميل يا صديقي
يعكس اقتحام صورة الداخل
الشفيف
على مرآة الورق العفيف..
دمت وهذا الابداع الأنيق
دم جميلاً مبدعاً كما أنت دائماً
احترامي وتقديري

حنا حزبون 14-01-2021 08:11 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
وقفتُكِ المُتأملةُ ، أيتها العزيزة نوال ، دهشةٌ أُخرى أمام مراياها في قنص التفاصيل .

وقفتكِ مضتْ بي بعيداً لمشهدٍ لم ترمشْ له عين .

ما أجملكِ وأنتِ في مراياها لغةٌ صافية !

محبتي وتقديري

عبدالله مصالحة 14-01-2021 10:44 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
مازلت يا صديقي تحدّث القاع في إحتمالات قلمك الجريء ، تغزل من المعنى صوراً بديعة واستعارات متألقة ، تحاكي صوت الحنين في مراياك وتنفث من فيه عباراتك أنفاس التدوين بصيغة التناه الكليم .

أنت المرآة يا صديقي بكل انعكاساتك الجميلة ، جميع التقدير لحرفك الباذخ .

حنا حزبون 15-01-2021 09:17 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
أنتِ ، سيدتي د. عايدة بدر ، عينُ الجمالِ كما رأيته في مراياها .
اللغةُ هنا ، اشتعلتْ بمن عانقها وعلَّقها على صدارةِ قلبه محبةً وسلاماً

لأنكِ كنتِ هنا ، ما أجملكِ كمرآةٍ لها .

محبتي وتقديري

حنا حزبون 24-01-2021 06:58 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
مكوثكَ هنا ، أيها العزيز عادل حجاج ، قامةٌ من جمالٍ كثيف .

وها أنت هنا في مرايا البوح جميلٌ وعميق

تحيتي وتقديري

محمد خالد النبالي 24-01-2021 01:26 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
غزارة المعنى بلغة تصويرية ابداعية
حروف على قارعة الحلم كي توقظ كلَ الحواس
قصيدة نستطيع ان نقول تبارك الرحمن
محبتي الكثيرة مع تحياتي

حنا حزبون 25-01-2021 09:45 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
أهي مجردُ ثمانِ مرايا من مجدٍ وجمال ، على البابلي ؟

مشرقٌ حضوركَ هنا وأنتَ تتأملُ في هذا النص .

تحيتي وتقديري

حنا حزبون 28-01-2021 08:52 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
وقفتكَ الجميلةُ أمام نصيّ ، يا صديقي العزيز ، رأفت أبو زنيمة

عكستْ اقتحام روحكَ العفيف وهو يتأملُ صورهُ الشفيفة .

دمتَ مباركاً في حضوركَ الأنيق

تحيتي وتقديري

عدنان الفضلي 31-01-2021 03:49 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 

بورك النص والناص
فهنا إشتغال شعري كبير
ومفردة منحتنا أبهى الصور

لا عدمتك

حنا حزبون 01-02-2021 10:37 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
ما زلتَ أنتَ أيضاً يا صديقي ، عبدالله مصالحة ، تحدّثُ أفقَ المرايا في هذا النص بحضوركَ الخرافي .
ما حاكيتُه فيها هو دعوتكَ كي تتأملها بقلبِ العارف .

لأنكَ للمرايا ظلُّها المتألقُ الرهيف !

تحيتي وتقديري

حنا حزبون 07-02-2021 10:45 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
عبوركَ المستمر من جهة نصوصي ، أيها العزيز محمد خالد النبالي ، كان له أشد المعنى كي يُوقظ الروحَ في كلّ الحواس .

محبتي الكبيرة التي تليق بكَ

خالد عمر 09-02-2021 12:44 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
قلت إمرأة تـنــتـشــي عــلى مــآقــيــهــا الفصول و تثمل
على شفتيها الألوان بأسلوب جميل مبدع
تحياتي لك

حنا حزبون 29-03-2021 07:13 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
مبارك ، أيها الشاعر ، عدنان الفضلي ،

النصُّ يُحييكَ بروح المتأمل لأبهى الصور التي لمحتَ ظلالها الملونة .

ما أجملكَ

تحيتي ، يا القدير في رؤيته

فوزي بيترو 29-03-2021 12:25 PM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
قرأت هنا ملحمة من الصور الباذخة في روعتها
والصادمة في رؤيتها .
أحسنت ثم أحسنت ...

أيّةُ مواجهةٍ تُعلِّلُ رجمَها ؟
أيُّ موتٍ مُحرَّمٍ ساهمَ في فقدِها ؟
فتوقفْ ، يا موتُ ، وأنتَ تُمشِّطُ أخاديدَها
واعترفْ بهيئةٍ احتضنتِ المفقودينْ

أجمل تحية لكم أخي حنا حزبون
فوزي بيترو

حنا حزبون 09-06-2021 01:56 AM

رد: اثنتا عَشْرةَ مرآةً
 
العزيز ، خالد عمر

أعتذر عن ردي الذي جاء متأخراً .

هكذا رأيتها امرأةً فانعكست صورتها في مرآة قلبك الجميل

مروركَ من هنا ذائقةُ المبدعِ بجمالٍ لا يُوصف

تحيتي وتقديري


الساعة الآن 10:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط