*حين تغيب شمس الحقيقة*/ القصة البرونزية لشهر أيار 2018
*حين تغيب شمس الحقيقة* جلس على كرسيه وحيداً.. يحدق فيما حوله من أشياء.. ما زالت تلك المدفأة القديمة تبث الدفء وتبعث بحرارتها كما في كل شتاء... على سقف المقهى الذي قام بتجديده يراقب حركة الظلال المتماوجة وكأنها رسوم متحركة... تروح وتجيء مع تمايل لهب النار... صار يمتلك المال بعد عودته من الحرب، تصطف فناجين القهوة وأكواب الشاي على الرفوف ككتيبة جنود تعودت الاستعداد تنفيذا لأوامر سيدها... لا تلمح ذرة غبار هنا أو هناك، المكان أصبح شبه مهجور بعد الذي حدث في القرية بفعل بعض المخربين واللصوص ... كانت نظراته لا تفارق ذاك الحاجز الزجاجي اللامع الفاصل بينه وبين العالم الخارجي، يأخذ برأسه بين كفيه متمتما بقهر: ليتني ما... أنا الجاني... مر وقت لا يعلم طوله أو عرضه وهو على تلك الحال.. كاد ان يسقط ارضا ... كان يحدق خارج الزجاج حين لاح له ذلك الظل الذي يعرفه تمام المعرفة، بل إنه يحفظ تفاصيله عن ظهر قلب، لم يصدق ما رأى... هل حقيقة ما لمحت أم أنه نسج خيال! همس لنفسه وصاح بأعلى صوته مناديا يحاول أن يوصله.. عيناه تزوغان في كل الاتجاهات، لكن قدميه لم تسعفاه على حمل جسده المتهالك، كان يريد اللحاق بذلك الظل الذي لم يتوقف، بل راح يسرع الخطوات وبلمح البصر اختفى دون أثر، في تلك اللحظة صار عقله مسرحا، انزاح الستار ليبدأ شريط الذكريات بعرض الصور والأحداث.. كم حاولتْ استعطافه وثنيه عن قراره إكراماً لها ولأطفاله الذين كانوا يخطون خطواتهم الأولى في الحياة، لكنه كان يرفض وبإصرار معتقداً أنه يفعل عين الصواب.. بشتى الطرق حاولت إغراءه من أجل البقاء واخترعت كثيرا من الحيل والمغريات، لكن دونما جدوى.. كانت الفكرة تكبر في رأسه وتسيطر على كيانه ويزداد تصميمه يوماً بعد يوم، وعلى حين غرة ودون سابق إنذار انطلق مندفعا دون اكتراث لكل توسلاتها.. غادر حاملاً بندقية وحقيبة على كتفه، والدمع ينزف من عينيها.. مضى لا يلوي على شيء سوى ما كان يداعب مخيلته من ثراء سيجنيه كما فعل فلان وفلان ... كم كنت أحمقاً قالها وهو يترنح.... غير قادر على هضم ما حدث ثم أسدل جفنيه على الصورة ملقياً نصف وجهه الأسفل في ياقة قميصه وغاب .... |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
كم من دروب تلوح كجنات النعيم،وعندما نصلها لا نجد سوى السراب
بورك العطاء وطاب غاليتي نوال لقلبك همسات الفرح وترانيم العنادل أسعدك الله وأدامك بخير |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
تقديري غاليتي لما نثرت من عبير أسعدني حضورك ورأيك الغالي تحياتي وودي |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
نصّ سرديّ بإمتياز قرأته وأنا مشدودة إليه متطلّعة لما سيحدث.
موفّقة يا النّوال فالكتابة عن غياب شمس الحقيقة مُرّومُقلق....فضيع فضاعة لا توصف ولابدّ للحقيقة أن تنبض لحظة عودة الوعي على نبض شمسها التي لا تغيب أبدا نصّ جميل متين الأسلوب ومشوّق .... لك التّقدير يا النّوال الغالية محبّتي وودّي . |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
الوارفه نوال
صياغه متقنه في حلم متقن في تعبيراته وتصويراته الجميله الحقيقة قد تغيب لكنها لا تموت ودي الكبير لك |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
هذا النص يمثل حجم الغموض في الصورة ويمثل الضبابية التي عليها الشعوب العربية وخاصة المسلمة
اختلط الحق بالباطل وأصبح خيط رفيع جدا ودقيق يفصلهما عن بعض .. أصبحنا حائرين في تمييز الخائن من المخلص . قلة الوعي وضعف مستوى التعليم والتثقيف جعل من الكثير ضحايا لداعش وغيرهم ممن يتخذون الإسلام ستار لوحشيتهم ويفسرون الدين على طريقتهم ويفصلونه على مقاسهم .. وليس هم فقط بل رجال الدين في الدول يفصلون أيضا الدين لخدمة الحكام .. وغاب الواعظ الحقيقي .. وغاب العقل .. والله المستعان .. النص للتثبيت مع تحياتي ،،، |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
الأديبة المبجلة نوال ... نص يحمل حكيا وابداعا مشوقا ، تتبعناه
ونحن نتدرج نحو ما سيؤول اليه ، ماتع بلغتهو صوره ، وحسن إخراجه . |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
رائعة وعميقة صديقتي الغالية نوال وتستحق التثبيت كل الحب |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
قد تكون في طيات الدروب سرابات
لغة وصفية ممتعة مودتي |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
صدقتِ الغالية خديجة، التهور قد يوصل إلى الهاوية شكراً لمتابعتك وطيب ردودك دائماً يسعدني مرورك تحياتي وتقديري |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
السلام عليكم
نحن هنا في حضرة نص سردي متماسك ، لا يدلق الحكي بملل و رتابة و يترك مساحة للتفكير و التأويل . الحروب هنا ذاتية جدا و ليست في سوح الوغى المقدس ، ليست تضخ من منبع المروءة و الشرف و الوطن و إن كانت لها مسوغات دنيوية محدودة . شخصية النص التي تقضي حياتها تحت ظلال الندم ، قدمتها الكاتبة بإتقان عبر تأثيث النص بالتفاصيل المتجانسة ، المتلعقة ببعضها ، أتت التراكيب اللغوية منسجمة مع جو الحرب و الظلال و التضييع الأسري . نص جميل فعلا . تبقى هنالك ملاحظة لغوية و هي : لكن قدماه لم تسعفاه الصحيح : لكن قدميه لم تسعفاه . خالص التقدير. |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
قصة جميلة و معبرة . فعندما تغيب الحقيقة كل شيء متوقع.
تحياتي و تقديري |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
ثراء سيجنيه كما فعل فلان وفلان
حسب هذه الجملة نفهم أن البعض ذهب للحرب لأجل المال وربما هو مسوغ يكون كافيا أحيانا وليس دائما فاسباب ذهاب الأخرين نحو الحرب كثيرة وهو تضعضع العلاقات الإجتماعية ونقص التعليم والوعي وغياب الوازع الديني وأيضا لغياب توعية دينية وغياب خطاب ديني قوي لمواجهة الخطاب التكفيري وهنا مربط الفرس، وايضا لانصراف المثقف إلى قضايا غير مهمة واحيانا هي تافهة ومعاناته من النرجسية احيانا فلا ينزل للشارع لمزالوة نشاطه الحقيقي كثيرة هي الأسباب التي تؤدي لهذا الحالة الفوضوية سياسية ثقافية حضارية اجتماعية تاريخية ودينية وتربوية هنا في النص ركزت الناصة على حالة الندم واقتنصت أحد الأسباب وهو حالة الفقر التي كان يعانيها البطل والفقر غول له انياب فتاكة حيث يغيب العقل ويردم الحكمة الفقر قاد البطل نحو الحرب ولكن تسرعه كان سببا في تضييع العائلة وقتل حلم وأيضا إفساد في الأرض نص جميل وأميل لرأي الأستاذ عوض بديوي سيأتي يوم ويتطور حتما وربما هو نواة عمل ضخم كرواية مستقبلا مثلا فلتحضري له تقديري واحتراماتي |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
منوبية الغالية كم أسعدني وأبهجني مرورك المثري وما قلتِ بحق نصي المتواضع ورأيك فيه وتحليلك الذي أصاب الهدف كل التقدير لقراءتك العميقة المتمكنة ولقلبك الفرح والود |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
ليتني ما... أنا الجاني... مر وقت لا يعلم طوله أو عرضه وهو على تلك الحال../ إنه تعبير عن فشل لم يدركه في حينه ،فهو خطط لتوليد حياة جديدة قد لا تخلو في نظره من حيوية وحركة تدفعه لتنمية موارده المالية التي جمعها .. لكن أحلامه ضاعت رغم أنه حقق جزءا يسيرا من إصلاح وترميم للمكان ..ولكنه لم يضع في اعتباره العوائق الممكنة لتقويض مشروعه .. إنه استثمار خسر فيه الكثير .. كان بوده أن يرفع من وضعيته ، لكنه سقط في وضعية تؤهله أن يكره الحياة ويتقوت بالتيه والضياع .
فما تحقق لغيره ليس بالضرورة أن يكون مقياسا للنجاح ./ كما فعل فلان وفلان .../ فسبب إنشاء مشروعه كان مبنيا على التشبه بالآخر،ومحاولة الاقتداء بالآخرين ،وهو اقتداء أعمى ،مجهول وغامض تغيب فيه جملة من الحقائق ،رغم أنها نسبية على مستوى الإجراء والإنجاز .. نص جميل منتزع من الواقع ،بفنية أدبية ولغة سلسة استطاعت أن تشكل الحدث ليكون منسجما مع غياب الحقيقة وبروز الفشل القاسي الذي لحق بالبطل .. ولقد وصل به الحد أن اتهم نفسه بالحمق ،وهو جزء من الحقيقة .. /كم كنت أحمق قالها وهو يترنح..../ دمت متألقة المبدعة نوال..مودتي وتقديري |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
بالتأكيد لن تغيب الحقيقة مهما حاولوا مواراتها كل التقدير لرأيك وجميل رأيك الذي أسعدني تحياتي أ. عبد الكريم وامتناني |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
همسات قالت الكثير الكثير
وكشفت عن الحقيقة المغيبة التي لا يراها الشخص الا بعد فوات الاوان راقية مبدعة دوما سيدتي كوني بخير |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
صديقتي وابنة وطني -التائقة لما هو خير له ولأمتنا
الأديبة الملتزمة الرائعة------نوال البردويل دمت من بساتين الياسمين تجمعين أحبار قلمك ضبابية الفكر والرؤيا- وضياع المبادئ الدينية والأخلاقية بين إغراء المادة الجارف المرعب ----وحالة الضياع والفوضى بسد مصادر تنمية حقيقية تلبي طموحات الطامحين في بناء مستقبل يطمح في الوصول إليه -----جعلت كثيراً من الأمورتنحى منحى معاكساً لما يجب----أو للمسار الصيح. شكراً لقلمك المتألق بأحبار الرجاء في واقع أجمل دوماً. محبتي التي تعرفين وعاطر التحايا والسلام http://www4.0zz0.com/2014/05/09/07/574344586.gif |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
مرحباً بك في كل الأوقات أسعدني مرورك الطيب امتناني وشكري أ. عوض وكل التقدير |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
تحريك المفرد الغائب
في سرد واقعي المشرب واسقاط موفق للفكرة الرئيس من خلال قالب سردي عززه التشويق كل الود |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
نص يستحق القراءة
يؤثث للصورة من خلال استدعاء القراءة لتبيان ما خفي مركز على بؤرة الحدث وملتزم بها عبر صيانة حدود الشخصية :البطل عميقة جدا لقطة النص من عتبته الى ضربة الختام أقرؤك مختلفة هنا يا النوال أهنئك على هذا النص همسة: المنولوج للبطل تمنيت لو أدرجته ما بين معقوفتين محبتي |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
ألف شكر أ. عوض بديوي على هذا الاحتفاء بنصي ودقة التحليل ورقي النقد الذي أسعدني وبالتأكيد ملاحظاتك محط اهتمام لكل كاتب أثريت النص بمرورك الثمين كل التقدير وتحياتي وامتناني |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
نص شيق رصد موقفا و حالة نفسية
يراجع فيها البطل نفسه و يتأمل حياته ماضيا و حاضرا و آتيا. الندم كان حاضرا بكثافة و المرارة بدت أيضا واضحة في الملامح و الكلمات و الحركات و السكنات. جيد أن نحاسب أنفسنا لكن السيء أن يكون ذلك بعد فوات الأوان مودتي و تقديري |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
حينما يتمكّن الكاتب من إقناع القارئ بتفاصيل المكان و الزمان، فيفرغه في بيئة البطل، ليُعايش فصوله و مواقيته، و ينظر بعين الحقيقة للأشياء، تلك التي سترسم الملامح بعد أن صاغت الانفعال... حينها نصفق طويلا لنثر يشبه الشعر في سطوته.
كُنت أجلس خلف إحدى الطاولات في ذاك المقهى، عاينتُ النور الخافت الذي تسلل باردا من الشارع مخترقا في وجل زجاج تلك النافذة، حتى أنّني رأيت أثر حروق السجائر على أصابعه و قارورة الخمر نديمته و الكأس الموبوءة بأنفاس الندم... حينما رحل البطل ليكون أكثر ثراءً فجاء ليصبح غنيا وحيدا، غادرته ضحكاتهم و أصواتهم أولئك الذين منهم تلك التي تجلده دون رحمة دموع توسلاتها حين قرّر الرحيل.... أستاذتي كل هذا حدث معي ظلالا من خيال بسبب تلك السطور التي خطها يمينك. هذا ما أسميه السرد المتقن حدَّ بعث الحياة. عظيم التقدير |
رد: *حين تغيب شمس الحقيقة*
اقتباس:
قراءة في العمق تنقلت بين مفاصل النص نجحت في استخراج والإشارة إلى نقاط هامة تضمنها النص بأسلوب نقدي دقيق كل التقدير أ. أحمد على قراءتك المميزة وتحياتي |
الساعة الآن 02:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط