لا يحس الإنسان بقيمة وطنه إلا إذا اغترب عنه أو انتزع منه ،سنة الله في خلقه ،حتى الحيوانات والطيور تحب أوطانها وتدافع عنها .وعبر التاريخ كانت الأوطان تتراقص في أعين الصيادين ،فانتزعوها بالقوة من سكانهم الأصليين طمعا في خيراتهم واستعباد أهاليهم ..
كلمة عصفورة تدل على الجمال والحيوية والحياة والإحساس بالأمان ،وقد دأب الإنسان على سجن العصافير في الأقفاص للتمتع بجمالها وحسنها وشقشقتها ..ففرق بين سجن العصفورة في السجن ،وسجن الوطن في القلب .. فالحالة الثانية أكبر وأعظم .. فمحاولة إخفاء الوطن في القلب كناية عن التشبث به طول الحياة ،في القلب والفكر والخاطر كأنه جزء لا يتجزأ من أعضاء الجسم .. فمن منا لا يتألم وهو يشاهد أوطانا ترزح تحت القتل والتشريد وسلب الحياة من البشر والحجر عن طريق اصطناع حروب عبثية تنزع الأوطان من القلوب بالقوة والحيلة .
فعلا ،إن ما جاء في كلمات قليلة هو تفجير للألم بات يؤرق القلب،بل هو رعب وخوف مما هو آت ،وهو انتزاع الأوطان من القلوب وتوزيع حدودها لإضعافها وخنقها حتى يموت حب الأوطان في قلوب الناس ..
جميل ما كتبت أخي المبدع فوزي ومعذرة على ثرثرتي ..
محبتي