۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ۵ وَمْضَــــــةٌ حِكـــائِيّةٌ ۵ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   سجين / خالد يوسف ابو طماعه (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=71945)

خالد يوسف أبو طماعه 30-07-2018 06:26 PM

سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!

سهام آل براهمي 30-07-2018 07:36 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
سجين ما هو فيه من ظرف

قرأت الحكاية وذلك ما فسرت
بالتوفيق إن شاء الله

خديجة قاسم 30-07-2018 09:27 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
لربما سجن الفكرة وقيودها أثقل على النفس وأشد تأثيرا من سجون القضبان والأسوار

بوركت أ. خالد أبو طماعة ودمت طيب العطاء
كل التقدير والاحترام

نوال البردويل 31-07-2018 03:06 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1749866)
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!

عاد إلى عربته بعد أن أزاح عن ظهره حملاً ثقيلاً ترى أي
حمل ذلك الذي أزاحه عن ظهره
"لمح عارضا يستقبله"
أي عارض ذلك الذي لمحه وقام بتكبيله هل هو طيف أو ظل ! ربما
"أيقن أنه مكبل في قيده"
في الحقيقة ورغم اعتقاده لوهله
بأنه تخلص من حمله اكتشف بأنه
أسير مكبل بسلاسل ذلك الطيف ولا مفر
تقديري أ. خالد
وتحياتي

زياد السعودي 31-07-2018 02:33 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
هل هذه ومضة ؟
كل الود

عبدالرحيم التدلاوي 31-07-2018 02:39 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
ما أزاحه عاد إليه بشكل أقوى
والنظر إلى المرآة كشفت له الحقيقة.
تقديري

جهاد بدران 31-07-2018 08:16 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1749866)
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!

ما أبهى هذا النسيج الذي يعكس خيال الكاتب وقدرته على بناء الفكرة بطريقة بارعة تمكننا من استحضار أدوات البحث والتنقيب على ما وراء الكلمات وما تحت السطور من معاني تفكك شيفرة النص بطريقة عميقة جداً..
من خلال العنوان/ سجين/ أدركنا أن السجن له أنواعا مختلفة وألواناً لا تتقيد بين الحديد..بل يجعلنا في سجن الذات ..وهذا أصعب حالاً من السجن الذي يقبع بين الجدران خلف القضبان..
سجن الذات لها نصل حاد وسكين يذبح النفس كلما حدق فاعلها في المرآة التي تذكره بنفسه وتعكس شياطين عمقه وما اقترفته يداه...
الومضة هذه لها تأويلات عدة في نماذج مختلفة من مجريات الحياة والحوادث التي يصنعها الإنسان خفية بحيث لا يدركها أحد إلا ذاته ..ليقع رهينتها كلما نظر لنفسه وتحسس بها من خلال النظر للمرآة..
وسجن النفس من أصعب أنواع العذاب للروح..لأن من يقترف مصيبة أو فاحشة أو جريمة أو إخفاء فواحشه عن الآخرين بالسر..لا بد وأن يبقى يحوم حول جريمته ويحرك فيه الضمير للتذكر بمواقع ما ارتكبه من شيء هو خارج عن الفعل الآمن والسليم..
لذلك عملية السجن للذات يبقى الإنسان في دائرتها يذوق مرارتها وتدوسه بالتأنيب ولو في الأحلام ..وهذه تنزع حالات الأمن والأمان مع نفسه ومع الواقع الذي يعيشه..
العنوان محكم البناء والإتقان مع المضمون الذي أراده الكاتب..وسنوضح ذلك من خلال البناء المنسوج في لب النص..
يقول الكاتب في بداية ومضته والتي تعتبر مقدمة للوصول لمعنى السجن الذاتي:

/جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا/

عملية الجلوس في عربته وقد أزاح عن ظهره ذلك الحمل الثقيل الذي يعانيه من فترة..يدل على أنه له فترة طويلة يعاني مع هذا الحمل ..وإلا لما انزاح ثقله عن كاهله..ويدل الحمل أيضاً على أنه كان بمكان ما خارج حدود عربته..أنهى ما عليه من تخفيف الحمل ليعود لعربته مطمئنا وهو لا يدري أن للجريمة مهما كان نوعها تبقى في النفس تؤنبها وتحرك المواجع فيها..

/ نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه/

عملية النظر في المرآة هي عملية انعكاسية لعمق الذات ..والوجه هنا كان تواجده في الومضة ببراعة مذهلة..لأن الوجه مركز الحواس وهو كاشف حالات الحواس من خوف واضطراب وحزن وفرح وغضب وحياء وغلظة النفس..
عملية النظر في المرآة والتحسس للوجه هو براعة محكمة من الكاتب لفك طلاسم وشيفرة الومضة بطريقة لا يتقنها إلا بارع مدهش..
إن أي عمل كان يتصرفه الإنسان خاصة إذا كان فيه مخالفة للنفس وللواقع
لا يكشف حقيقته إلا الذات في مركز الحواس الذي هو الوجه..وكثير من علماء النفس يميزون أنواع البشر من خلال قراءتهم للوجه وما يحدث فيه من تلوّن وخدوش نتيجة الحواس الداخلية والتي تظهر كالمرآة في الوجه..
ثم نأتي لعملية التحسس..وتدل على ارتكاب فعل مشين لا يريد ظهوره أمام الآخرين والذي به يستقبل من حوله..وذلك خوف انكشاف حقيقته ومعرفة ما ارتكبه..

/ لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!/

عملية اللمح تكون بسرعة فائقة يكون نتيجتها خوف واضطراب للذات..
العارض الذي يستقبله..هو ذلك الذي جعله سجين ذاته وأنه سيبقى رهينة هذا العارض الذي كشف أمره..وأنه سيكون فعلاً مقيداً طوال عمره..
عملية كشف حقيقته وكشف السر الذي يحمله يجعله رهينة هذا العارض ورهينة ضميره ونفسه..
.
.
أستاذنا الراقي المبدع الأديب والناقد الشاعر البارع
أ.خالد يوسف أبو طماعة
ما نسجته من حروف في هذه الومضة هو لوحة بارعة البناء عميقة المعاني لها دلالات عدة وتأويلات مفتوحة الخيال ..تدهش من يتعمق في سطورها وما تحت الكلمات من جمال..
وعي كامل بقيمة التراكيب البنائية للكلمة وتعبير دقيق للأفكار التي تغلفها مع الترابط المتين بين مفرداتها والعنوان المحكم التصوير
.
بورك مدادكم وحرفكم البارع
ووفقكم الله لنوره ورضاه

جهاد بدران
فلسطينية

إيمان سالم 31-07-2018 09:14 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1749866)
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!



هل هو سجين حياة عامة زاخرة باللقاءات و المجاملات
التي ترهقة و تستنفذ طاقته و ما تحسسه لملامح وجهه إلا لأنه
شعر بتصلب في فكيه من كثرة توزيع الابتسامات
و الرد على أسئلة متكررة ........ مسكين و الأدهى أن الأمر لم يزل مستمرا

التقاطة جميلة ... تقديري مبدعنا خالد يوسف

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 02:53 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهام آل براهمي (المشاركة 1749874)
سجين ما هو فيه من ظرف

قرأت الحكاية وذلك ما فسرت
بالتوفيق إن شاء الله

قراءة لها محل تقدير واحترام
شكرا لتشريفك متصفحي المتواضع
كل التقدير

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 02:54 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم (المشاركة 1749887)
لربما سجن الفكرة وقيودها أثقل على النفس وأشد تأثيرا من سجون القضبان والأسوار

بوركت أ. خالد أبو طماعة ودمت طيب العطاء
كل التقدير والاحترام

رؤية عميقة من لدن
الخديجة وفراستها
شكرا لأنك هنا
تحياتي أختي المكرمة

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 02:55 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران (المشاركة 1749893)
اخى خالد
جزء كبير من جمال النص هو وجود السيارة فقد القت الضوء على ماخفى من النص وهو ان الرفاهية لا تعنى السعادة ..حتى سجن النفس يطارده فى مرآة سيارته ..والتى بدت هى الأخرى كسجن يحيط بسجن الروح.
مودتى

الجمال كله بتشرفك الرائع
لك خاصية متفردة في الردود
تقديري أخي جمال

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 02:57 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن آدم (المشاركة 1749894)
جميل هذا النص
بعنوانه الذي يحيل ولا يشي
بغموضه الخفيف الذي جعله مفتوحا علي استنباط ما هو مسكوت عنه
بفكرته وقفلته التي أعادتنا مباشرة إلي العنوان
حسنا..
أنا لا أريد فضح النص
ولا أريد أن أذهب به في إتجاه واحد وأجعله منغلقا علي التأويل
لكن سأحاول أن أشير من طرف بعيد
فرهان النص هنا يكمن في/عارض يستقبله/
ومن منا لم يسلم من هذا العارض؟!
كلنا لن يسلم من هذا العارض!

تقديري لك أستاذي الكريم

يكفيني رؤيتك العميقة للنص
إشارات عميقة وتساؤل مشروع
شكرا لأنك هنا
تحياتي أخي الكريم

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 02:59 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل (المشاركة 1749908)
عاد إلى عربته بعد أن أزاح عن ظهره حملاً ثقيلاً ترى أي
حمل ذلك الذي أزاحه عن ظهره
"لمح عارضا يستقبله"
أي عارض ذلك الذي لمحه وقام بتكبيله هل هو طيف أو ظل ! ربما
"أيقن أنه مكبل في قيده"
في الحقيقة ورغم اعتقاده لوهله
بأنه تخلص من حمله اكتشف بأنه
أسير مكبل بسلاسل ذلك الطيف ولا مفر
تقديري أ. خالد
وتحياتي

رؤية عميقة في سبر أغوار نصيصي المتواضع
شكرا للنوال على هذا الإثراء الرائع
تحيتي أختي المكرمة

خالد يوسف أبو طماعه 01-08-2018 03:00 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1749948)
هل هذه ومضة ؟
كل الود

عميدنا الجميل
اترك التصنيف لذائقتكم الفذة
سؤال مشروع وانتظر اجابتكم
وحتما ستكون شافية ومرضية
دمتم بود

رافت ابو زنيمة 01-08-2018 11:35 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
جميل أنت يا سيدي
دمت وهذا الابداع
دمت بخير وصحة
محبتي

الزهراء صعيدي 01-08-2018 11:51 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1749866)
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!

ما لبث أن انتشى براحته من حمل ثقيل قضاه عنه
حتى كبلته يد الغدر أحرقت عربته ربما
و غارت ملامحه
ومضة رائعة تحمل معاني كبيرة و تأويلها لكل عين نظرة

زياد السعودي 02-08-2018 12:56 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
لمح عارضا يستقبله
ما هو العارض
ولماذا يستقبله
ولماذا في العربة شعر انه ازاح حملا
الومضة ليست لغزا برايي
لا اطلبها سطحية
ولكني لا استوعبها لغزا
كل الود

الفرحان بوعزة 02-08-2018 04:28 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1749866)
سجين

جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا،
نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه
لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!

أعتقد أن هذا النص بني على وضعيات تتشكل وفق خطاطة ترتكز أساسا على حوار داخلي يمس النفس والذات دون الكشف عن المؤثرات الخارجية ،والتي بدون شك ساهمت في الإرباك والتخبط داخل حيز زمني وجيز،ومكان شبه مغلق وهو العربة ،فوضعية القعود في العربة حالة جاءت بناء على محفزات خارجية ،إما أن يكون قد تخلص من حمل كان يشغل باله ،وأحمال الدنيا كثيرة ومتعددة ومتنوعة لا يمكن تعدادها.. وإما أن يكون قد هرب من حمل لم يستطع أن يجد له حلا فاستراح في عربته مؤقتا،استراحة مشوبة بالقلق والحيرة ، والإحساس بالإحباط والفشل في التخلص نهائيا من ذاك الحمل الثقيل فهو ما زال مشغولا به رغم منطوق الجملة.../ وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا، /
نظر في المرآة،/النظر في المرآة هو فحص سريع لتغير قسماته وملامحه ،ومدى تأثير فعل هذا الحمل على صحته وقوته ومزاجه. بدهي أن يسرح بفكره ،وتأتي تخيلات فاحصة لفاعلية التخلص ،أو أن الحمل ما زال يحط بقوته على كتفه ،فسقط في دوامة لم يعرف كيف يخرج منها ،فأصبح حبيسا للفرضيات والتأويلات ،واسترجاع الأسباب والنتائج مما يؤكد على الفشل في إزاحة الحمل نهائيا ،ربما يكون في إزاحته ضرر يؤدي إلى أضرار جديدة.. ولعل ذلك العارض هو فجوة فكرية ليست في صالحه مما زاده غرقا في الهواجس والوساوس المؤدية إلى الدوران نحو حل مشكوك فيه ،ونتيجة غير مبنية على منطلقات سليمة ..
إن النص يتشكل دوما من بنية سطحية وبنية عميقة ،فالبنية السطحية لهذا النص تشكلت في الوضعيات والحالات التي سلكها البطل داخل قضية لها علاقة بالحياة وصروفها تخص البطل ، /قعوده في العربة/ نظره في المرآة/ تحسس وجهه/ .... أما البنية العميقة فإنها تتجلى في توالد النص وتناسله عن طريق تراكمات وتداعيات ومضامين خفية يتحاور معها القارئ مبينا كيف يتجادل النص ،وكيف ينمو عن طريق الكلمة والجملة ،والفعل والسلوك نحو إيجاد مخرج للبطل ،ويبدو أن البطل مر من انفراج عابر إلى تأزم حاد وهو إحساسه بالتكبيل داخل قيد أحمال كثيرة غير مشخصة في الزمن الحالي،هي أحمال رغم أنها تبدو عارضة إلا أنها دائمة ومستمرة ./إفلاس/ نزاع مع الزوجة/ مع الأقارب/ التخلص من عدو/ .....
هكذا قرأت هذا النص الجميل المحبوك والمصقول ،وهي قراءة ذاتية وانطباعية .أتمنى أن أكون قد لامست جوانب كثيرة في النص ..
محبتي وتقديري أخي المبدع خالد ..

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 10:03 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي (المشاركة 1749951)
ما أزاحه عاد إليه بشكل أقوى
والنظر إلى المرآة كشفت له الحقيقة.
تقديري

قراءة عميقة
وأصابت كبد النص
ممتن لهذا الحضور
تحياتي أخي عبد الرحيم

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 10:05 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران (المشاركة 1749979)
ما أبهى هذا النسيج الذي يعكس خيال الكاتب وقدرته على بناء الفكرة بطريقة بارعة تمكننا من استحضار أدوات البحث والتنقيب على ما وراء الكلمات وما تحت السطور من معاني تفكك شيفرة النص بطريقة عميقة جداً..
من خلال العنوان/ سجين/ أدركنا أن السجن له أنواعا مختلفة وألواناً لا تتقيد بين الحديد..بل يجعلنا في سجن الذات ..وهذا أصعب حالاً من السجن الذي يقبع بين الجدران خلف القضبان..
سجن الذات لها نصل حاد وسكين يذبح النفس كلما حدق فاعلها في المرآة التي تذكره بنفسه وتعكس شياطين عمقه وما اقترفته يداه...
الومضة هذه لها تأويلات عدة في نماذج مختلفة من مجريات الحياة والحوادث التي يصنعها الإنسان خفية بحيث لا يدركها أحد إلا ذاته ..ليقع رهينتها كلما نظر لنفسه وتحسس بها من خلال النظر للمرآة..
وسجن النفس من أصعب أنواع العذاب للروح..لأن من يقترف مصيبة أو فاحشة أو جريمة أو إخفاء فواحشه عن الآخرين بالسر..لا بد وأن يبقى يحوم حول جريمته ويحرك فيه الضمير للتذكر بمواقع ما ارتكبه من شيء هو خارج عن الفعل الآمن والسليم..
لذلك عملية السجن للذات يبقى الإنسان في دائرتها يذوق مرارتها وتدوسه بالتأنيب ولو في الأحلام ..وهذه تنزع حالات الأمن والأمان مع نفسه ومع الواقع الذي يعيشه..
العنوان محكم البناء والإتقان مع المضمون الذي أراده الكاتب..وسنوضح ذلك من خلال البناء المنسوج في لب النص..
يقول الكاتب في بداية ومضته والتي تعتبر مقدمة للوصول لمعنى السجن الذاتي:

/جلس في عربته وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا/

عملية الجلوس في عربته وقد أزاح عن ظهره ذلك الحمل الثقيل الذي يعانيه من فترة..يدل على أنه له فترة طويلة يعاني مع هذا الحمل ..وإلا لما انزاح ثقله عن كاهله..ويدل الحمل أيضاً على أنه كان بمكان ما خارج حدود عربته..أنهى ما عليه من تخفيف الحمل ليعود لعربته مطمئنا وهو لا يدري أن للجريمة مهما كان نوعها تبقى في النفس تؤنبها وتحرك المواجع فيها..

/ نظر في المرآة، وهو يتحسس ملامح وجهه/

عملية النظر في المرآة هي عملية انعكاسية لعمق الذات ..والوجه هنا كان تواجده في الومضة ببراعة مذهلة..لأن الوجه مركز الحواس وهو كاشف حالات الحواس من خوف واضطراب وحزن وفرح وغضب وحياء وغلظة النفس..
عملية النظر في المرآة والتحسس للوجه هو براعة محكمة من الكاتب لفك طلاسم وشيفرة الومضة بطريقة لا يتقنها إلا بارع مدهش..
إن أي عمل كان يتصرفه الإنسان خاصة إذا كان فيه مخالفة للنفس وللواقع
لا يكشف حقيقته إلا الذات في مركز الحواس الذي هو الوجه..وكثير من علماء النفس يميزون أنواع البشر من خلال قراءتهم للوجه وما يحدث فيه من تلوّن وخدوش نتيجة الحواس الداخلية والتي تظهر كالمرآة في الوجه..
ثم نأتي لعملية التحسس..وتدل على ارتكاب فعل مشين لا يريد ظهوره أمام الآخرين والذي به يستقبل من حوله..وذلك خوف انكشاف حقيقته ومعرفة ما ارتكبه..

/ لمح عارضا يستقبله، أيقن أنه مكبل في قيده!/

عملية اللمح تكون بسرعة فائقة يكون نتيجتها خوف واضطراب للذات..
العارض الذي يستقبله..هو ذلك الذي جعله سجين ذاته وأنه سيبقى رهينة هذا العارض الذي كشف أمره..وأنه سيكون فعلاً مقيداً طوال عمره..
عملية كشف حقيقته وكشف السر الذي يحمله يجعله رهينة هذا العارض ورهينة ضميره ونفسه..
.
.
أستاذنا الراقي المبدع الأديب والناقد الشاعر البارع
أ.خالد يوسف أبو طماعة
ما نسجته من حروف في هذه الومضة هو لوحة بارعة البناء عميقة المعاني لها دلالات عدة وتأويلات مفتوحة الخيال ..تدهش من يتعمق في سطورها وما تحت الكلمات من جمال..
وعي كامل بقيمة التراكيب البنائية للكلمة وتعبير دقيق للأفكار التي تغلفها مع الترابط المتين بين مفرداتها والعنوان المحكم التصوير
.
بورك مدادكم وحرفكم البارع
ووفقكم الله لنوره ورضاه

جهاد بدران
فلسطينية

حضور له رائحة اللوز
قراءة مفصلة للتفصيل
وجهد عظيم ووعي حاد
أرفع قبعتي لهذه الرؤية العميقة
شكرا بحجم السماء أختي الرائعة
جهاد بدران
لقد كبلتني بعظيم كرمك

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 10:09 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان سالم (المشاركة 1749983)
هل هو سجين حياة عامة زاخرة باللقاءات و المجاملات
التي ترهقة و تستنفذ طاقته و ما تحسسه لملامح وجهه إلا لأنه
شعر بتصلب في فكيه من كثرة توزيع الابتسامات
و الرد على أسئلة متكررة ........ مسكين و الأدهى أن الأمر لم يزل مستمرا

التقاطة جميلة ... تقديري مبدعنا خالد يوسف

قراءة جميلة ورؤية من زاوية اخرى
حضور له محل تقدير واحترام
شكرا لهذا التشريف الجميل
تحياتي أختي إيمان

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 10:11 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رافت ابو زنيمة (المشاركة 1750129)
جميل أنت يا سيدي
دمت وهذا الابداع
دمت بخير وصحة
محبتي

الجمال هو هذا الحضور الملكي
شكرا لنبل ردك وطيب قلبك
محبتي أخي رأفت
بساتين ود

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 10:13 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهراء صعيدي (المشاركة 1750136)
ما لبث أن انتشى براحته من حمل ثقيل قضاه عنه
حتى كبلته يد الغدر أحرقت عربته ربما
و غارت ملامحه
ومضة رائعة تحمل معاني كبيرة و تأويلها لكل عين نظرة

قراءة لها كل تقدير واحترام
شكرا لهذا الحضور الجميل
تحياتي أختي الزهراء

خالد يوسف أبو طماعه 02-08-2018 11:36 PM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1750252)
لمح عارضا يستقبله
ما هو العارض
ولماذا يستقبله
ولماذا في العربة شعر انه ازاح حملا
الومضة ليست لغزا برايي
لا اطلبها سطحية
ولكني لا استوعبها لغزا
كل الود

نعم هي ليست لغزا
اتفق بما رأيتم من رؤية
حول مفهوم الومضة
العارض ذكر في القرآن الكريم
كان يظنه قوم هود بأنه نذير خير لهم
وهو ريح فيه عذاب اليم
لست مع شرح الفكرة عميدنا الطيب
النص فيه حب وبينونة كبرى
لم يستطع التخلص من قيده
ولكم واسع النظر
وسرىت بالحوار معك وأهلا بك
وبكل استفساراتك الجميلة
محبتي

خالد يوسف أبو طماعه 05-08-2018 02:05 AM

رد: سجين / خالد يوسف ابو طماعه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة (المشاركة 1750273)
أعتقد أن هذا النص بني على وضعيات تتشكل وفق خطاطة ترتكز أساسا على حوار داخلي يمس النفس والذات دون الكشف عن المؤثرات الخارجية ،والتي بدون شك ساهمت في الإرباك والتخبط داخل حيز زمني وجيز،ومكان شبه مغلق وهو العربة ،فوضعية القعود في العربة حالة جاءت بناء على محفزات خارجية ،إما أن يكون قد تخلص من حمل كان يشغل باله ،وأحمال الدنيا كثيرة ومتعددة ومتنوعة لا يمكن تعدادها.. وإما أن يكون قد هرب من حمل لم يستطع أن يجد له حلا فاستراح في عربته مؤقتا،استراحة مشوبة بالقلق والحيرة ، والإحساس بالإحباط والفشل في التخلص نهائيا من ذاك الحمل الثقيل فهو ما زال مشغولا به رغم منطوق الجملة.../ وقد أزاح عن ظهره حملا ثقيلا، /
نظر في المرآة،/النظر في المرآة هو فحص سريع لتغير قسماته وملامحه ،ومدى تأثير فعل هذا الحمل على صحته وقوته ومزاجه. بدهي أن يسرح بفكره ،وتأتي تخيلات فاحصة لفاعلية التخلص ،أو أن الحمل ما زال يحط بقوته على كتفه ،فسقط في دوامة لم يعرف كيف يخرج منها ،فأصبح حبيسا للفرضيات والتأويلات ،واسترجاع الأسباب والنتائج مما يؤكد على الفشل في إزاحة الحمل نهائيا ،ربما يكون في إزاحته ضرر يؤدي إلى أضرار جديدة.. ولعل ذلك العارض هو فجوة فكرية ليست في صالحه مما زاده غرقا في الهواجس والوساوس المؤدية إلى الدوران نحو حل مشكوك فيه ،ونتيجة غير مبنية على منطلقات سليمة ..
إن النص يتشكل دوما من بنية سطحية وبنية عميقة ،فالبنية السطحية لهذا النص تشكلت في الوضعيات والحالات التي سلكها البطل داخل قضية لها علاقة بالحياة وصروفها تخص البطل ، /قعوده في العربة/ نظره في المرآة/ تحسس وجهه/ .... أما البنية العميقة فإنها تتجلى في توالد النص وتناسله عن طريق تراكمات وتداعيات ومضامين خفية يتحاور معها القارئ مبينا كيف يتجادل النص ،وكيف ينمو عن طريق الكلمة والجملة ،والفعل والسلوك نحو إيجاد مخرج للبطل ،ويبدو أن البطل مر من انفراج عابر إلى تأزم حاد وهو إحساسه بالتكبيل داخل قيد أحمال كثيرة غير مشخصة في الزمن الحالي،هي أحمال رغم أنها تبدو عارضة إلا أنها دائمة ومستمرة ./إفلاس/ نزاع مع الزوجة/ مع الأقارب/ التخلص من عدو/ .....
هكذا قرأت هذا النص الجميل المحبوك والمصقول ،وهي قراءة ذاتية وانطباعية .أتمنى أن أكون قد لامست جوانب كثيرة في النص ..
محبتي وتقديري أخي المبدع خالد ..

قراءة أرفع قبعتي لها
لقد اصبت في الاحتمالات واحدة منها
شكرا بحجم السماء لهذا المرور الرائع
تقديري واحترامي اخي الفرحان


الساعة الآن 01:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط