قلت يوما :
فسْرعَانَ بَعْد النوِر يَأْتِي ظَلاَمُهَا .:. وهَذِي هِىَ الدُّنْيَا وَهَذَا نِظَامُهَا
يَطِيبُ بِطِيبِ الْعَيْشِ مِنْهَا خَلائِق .:. وَحَظُّ الْبَواقِي البَائِسِينَ حُطَامُهَا
إَذَا مَا أَذَاقَتْكَ الأفَاوِيقَ بُـرْهَةً .:. فَعمَّا قَلِـيلٍ يَعْتَرِيكَ فِطامُهَا
غَرَامُ المُحِبّ الصَّبّ يَلْقَى حَبِيبَهُ .:. وَتَفْرِيقُ ذَاتِ الْبَيْنِ ذَاكَ غَرَامُهَا

******

فأجاب أستاذنا عيسى عدوي - حفظه الله - قائلا :

فَلا تجعلنَّ اليأسَ يدخـلُ ساحةً .:. ترامت عليكَ اليوم تَتْرى سهامُهَا
وحلّق على شُمّ الجبالِ لترتَقِي .:. سحائبَ مجدٍ في يديْكَ خطامُهَا
فسدّد وقارِبْ والتزم شَرعَ أحمَد .:. فيا طَيب دَربٍ نُصرةُ الحقِ هَامُها
ولا تخْش إلا خالقَ الكَونِ وانتظِر .:. كتائِبَ نَصرٍ سَارَ فيها إمَامُهَا
فما الدهر إلا لحظة الصبر والفدا .:. وأيام عـز تشتريها كرامها

*****

وأجاب أستاذنا الأديب بسام دعيس حفظه الله

أخا الشعر دنيانا دهانا قتامُهَـا .:. وغشّى عيون الحائرين غمامُهَا
فضاقت على الأحرار في كل بقعةٍ .:. وعربد في أرض الكرام لئامُهَا
بها فتنٌ تجتث زرعَ أمانها .:. وأرباب سوءٍ قد أميط لثامُهَا
ولكنّ نفسي قد تبيّن ضعفها .:. وقد ذبلت واشتد فيها سقامُهَا
لتوقن أن الدِّينَ دربُ نجاتها .:. يعود إليها في حماه سلامُهَا


وأجابت - بوركت أيامها - ...

كذا الليل يحكي والخلائق تهتدي .:. ليشدو مع الإصباح سحرا كلامُها
وتمضي الهوينا ترتدي أنوار التقى .:. يباري سنين العمر صمتا حسامُـــها
فيا قلب هيا نستجير بـآينا .:. ونمضي لأرض ليس يغفو سنامُـــها
فهذي هي الدنيا متاهة غافل.:. سيبقى صريعا إن طواه ركامُــــها