۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ قال المقال ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟ (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=33079)

زحل بن شمسين 29-12-2011 11:13 PM

لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟


هذا المقال كان رد على الاديبة الصديقة كوثر خليل عندما طرحت سبب انتقال الدراما من مصر الى سوريا وسببه التعصب عند المصريين الاعمى حاليا وقديما حيث كان وباء ... انهى الحضارة الفرعونية بسبب عنصرية الفراعنة بالنسبة لشعوبهم حيث كانوا يتزاوجون من الشقيقات مما سبب فناؤهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
<O:p


مقدمة:<O:p


قوانين علم الاجتماع البشري ، قوانين عامة وليس خاصة بمجموعة من البشر، اي بمعنى آخر تطبيقها لاينحصر بقرية او بمدينة او بقوم او وطن بل بالمجتمع الكوني باسره . ولكن دائما هذا القانون يصل الى الاطراف من مركز الاشعاع الحضاري متأخر جداً وبالفعل هذا ما حصل لاواسط افريقيا وجنوبها ، حيث مركز الاشعاع حوض النيل الاعلى والاسفل وسبب ذلك الحاجز الطبيعي هو الصحراء الكبرى ومن بعد الغابات والادغال الشاسعة . بينما حوض الفراتين حيث هو بداية التاريخ البشري والتقويم البابلي 6760 بابلي حاليا. كان خارق للجهات الاربعة حيث بتوسع الامبراطورية الاشورية الى حدود الصين وعلى اطراف الهند الشمالية كان كافي لنقل العدوى الحضارية الى هناك حيث كانت شعوب تلك المناطق ببداية يقظة الانسان الاول . <O:p></O:p>


قال ابن خلدون ابو علم الاجتماع ان التطور يحدث بسبب الاجتماع البشري ولكل امة اجلها. ام خليفته ماركس الذي وضع قوانين الدياليكتيك المادي والتاريخي ، قال التاريخ دائما يتجه نحو الامام منتقلا من طبقة لاخرة على المستوى الكوني والقومي...و البناء الحضاري هذا ، بني على جماجم البشرية حتى أُبدع هكذا حضارة .؟! <O:p


المادية الجدلية والمادية التاريخية هي من تتحكم بعمر الامم وليس غير ذلك...لنأخذ امثلة عينية على ذلك:<O:p


سقوط قرطاج وتحطيمها على يد روما ،
القوتين الاعظم كانتا بمرحلة بداية نظام العبودية ونظام العبودية هو المطبق فيهم ، رغم ان قرطاج كانت تملك كتاب مقدس ديني طروحاته عن الوجود والله .... متقدم عما يطرحه الاديان السماوية الثلاثة .؟! ولكن المرحلة هي مرحلة العبودية . لأن التاريخ ليس امنيات ولا روحانيات بل صراع طبقات ولكل طبقة اجلها ومرحلتها التاريخية لاي شعب وامة من الامم ؟!<O:p></O:p>


اما سبب سقوط قرطاج وازالتها من الخريطة كليا ، كما حدث لبابل على يد كوروش ورجال الدين المجوس فيها ، كان سببه المادي هو بقاء قرطاج على النظام القبلي ويتقاسم مجلس الشيوخ القرطاجي قبيلتين ( نقدر ان نقول وضعهم شبيه بوضع ليبيا وقبائلها حاليا حيث كانت هذه القباءل هي عماد الدولة القرطاجية )وبنفس او بعقدة الاثم الكنعاني حيث كانت موجودة عندهم اتجاه الاثنيات الاخرى. وعلى ما اعتقد نفس السبب لسقوط بابل ... هو المجتمع القبلي ، وما نراه الى يومنا هذا ، المجتمع العشائري والعشائر مسيطرة عندنا بالعراق والآشوريين هم عشائر العراق القديمة ولذلك سميوا بالعاشوريين اي جمع للعشائر السومرية والاكدية والكلدانية والارامية وغيرهم الخ .<O:p


بينما استطاع مجلس الشيوخ بروما بان يكون جبهتين جبهة اللوردات وجبهة الجمهوريين او لنقول العامة وكان المجتمع مكون من طبقة الاسياد وطبقة العبيد وادخل لروما تشريع بالسماح للاقوام الاخرة بحكم روما والمواطنة فكانت من العرب البربر ثلاثة اباطرة ومن عرب الآراميين واحد واهم قيصر بروما هو الامبراطور فبيان الذي ادخل المسيحية اي الديانة النصرانية واحتفل بذلك اليوم بمناسبة مرور الف سنة لنشؤ دولة روما العتيدة !!!!<O:p


هذه النقلة النوعية بنظام العبودية بروما هو من جعل روما تنتصر على قرطاج حيث ثار العبيد ضد قرطاج وخذلها شعبها بالريف البربري بجبال الاطلس ولم ينجدها ضد روما ؟! واكملت روما على دولة البطالسة بمصر وهي وريثة ارث الاسكندر المقدوني وحضارة الفراعنة و الاغريق مع بعض ....كما سقطت بلاد الاغريق كلها بيد روما؟! فانه قانون التطور والصراع الاجتماعي الكوني .البقاء للمتطور اكثر ؟!<O:p


نستنتج من ذلك بان النظام الطبقي الاسياد والعبيد تغلب على نظام الاسرة المالكة والقبلية الحاكمة ، لانها اكثر تطورا بالمجتمع من النظام العشائري الذي يجزء المجتمع لعشائر متفرقة وقد يظهر بينها التناقض بطبيعة المنافع والمصالح ، لذلك نرى الاسر الحاكمة الفرعونية والقبلية والعشائرية التي تسود بمجتمع القرطاجي بالمغرب ومجتمع بلاد الرافدين، كان سبب من اسباب سقوط بابل وقرطاج ومصر الفرعونية؟!<O:p></O:p>


لو دققنا بالدراسة التي قام بها الاخ تندر على هذا الربط تبرهن لنا صحة طرحنا:<O:p></O:p>

افول الحضاره المصريه القديمه<O:p></O:p>
<O:p> </O:p>



<O:p> </O:p>


<O:p> </O:p>


2 --المثل الثاني الاسلام : النظام الكوني ...
الذي قفز قفزة واحدة الى نظام شعبي اشتراكي، بواسطة الاسلام وبواسطة هذا النظام ، هدّ امبراطوريتان هما الروم والفرس ، حيث كان نظام العبودية هو المسيطر بالدولتين ، لان الظروف الموضوعية الكونية اصبحت مؤاتية للانتقال . اي كان العالم باسره يعيش بالزمن الحرج . اي مرحلة الخروج من اللعبودية.<O:p


ولم يكن الوضع اثناء العصرين الاموي والعباسي خارج مفهوم الحكم عند بابل وقرطاج او طيبة بمصر فكانت الاسرة او القبيلة هي من تحكم باسم الدين والباقي يخضع بحكم الولاء لخليفة المسلمين.. بينما اثناء مرحلة الخلفاء الراشدين كانت شعبية عقائدية وشورى و ليس قبلية.الغرب كان دوما على العكس منذ زمن روما ؟! كان حكم طبقي صرف وما زال الى الوقت الحاضر. وما نلاحظه ظهور الطائفية بديل للقبلية او ممزوجة بها كما يحدث عند العرب والمسلمين ...اقتران الوهابية بآل سعود القبيلة الحاكمة بجزيرة العرب والتشيع بآل الموسوي الحاكمين بايران وبالعراق باشراف الاحتلال الامريكي ... وكاننا نعيد سيرة الاولين ؟!<O:p


<O:p

نستنتج من ذلك بان النظام العبودي متطور او متقدم عن النظام القبلي والطائفي ... ولهذا السبب تغلبت روما على قرطاج وحكمت لالف عام واكثر وكان من قياصرة روما ...قياصرة من غير الرومان.!!!<O:p></O:p>


3- الثورة الفرنسية : مع خاتم الانبياء محمد بن عبد الله...
انتهى علم اللاهوت وابتدأ علم الناسوت ... اي علوم الطبيعية والانسانية وتطورت بشكل مذهل وكان المركز الاشعاعي هو الاندلس ، حيث غطى اوروبا ومع التراكم المعرفي والعلمي والاجتماعي حرر المجتمعات الاوروبية من نظام الاقطاع ، لتستلم البرجوازية من بعد .... بفرنسا وتنشره على العالمين بواسطة الاستعمار الفرنسي والانكليزي . هذه ُسّنن الاجتماع بالمجتمع البشري وليس رغبة اشخاص او شعب . لان الغرب عندما اتى واحتل بلادنا لان وضعه الطبقي غالب على وضعنا الذي مازال وضع قبلي وعشائري وريفي يعتمد شبه كلي على الفلاحة والصناعة شبه ميته عندنا. ويكون من الطبيعي ان يسود الغرب علينا لانه بمرحلة متقدمة علينا بتطور ه الطبقي حيث ينقسم فيه المجتمع الى طبقة برجوازية حاكمة وطبقة العمال والفلاحين والتجار الصغار المحكومة والمستغلة من قبل البرجوازية والراسمال؟! واذا لم نلحق به اي بالتطور الطبقي او بالحداثة كما يقولون ، سنزول كمجتمع عربي ونلحق بالغرب كم حدث للفراعنة عندما ذابوا بالحضارات الاخرى والامم المتقدمة عليهم طبقيا الاغريق والروم ؟! هذا قانون التاريخ والانسان تلقائيا يطبقه من منطق مصالح الطبقات الحاكمة وصراعها مع الطبقات المحكومة؟!<O:p




4-- الثورة البلشفية او الشيوعية بالاتحاد السوفياتي :<O:p


كان للثور ة البلشفية دور رئيسي بتحرير الشعوب من الاستعمار الغربي الذي امتص دماء الشعوب وما زال الى هذه اللحظة . فكانت مرحلة ما بعد الحرب الثانية ، هي مرحلة حركات التحرر العالمية والعربية . انجزت فيها استقلال كل الشعوب تقريبا من سيطرة الغرب الاستعمارية بشكل نسبي والان الغرب يحاول العودة على اكتاف الاسلام السياسي وبفتوى من مراجع الدين الاسلامي المتحالفة مع الامبريالية.لقد دفعت الشيوعية بالراسماليين الغربيين لتلبية كثير من المنجزات الاشتراكية في البلاد الراسمالية ، خوفا من الحركات العمالية ببلاد الراسمالية المدعومة بقوة السوفيات. وكذلك دفعت الامم والشعوب الضعيفة والمتخلفة .. لتكون دول تحكمها البرجوازيات الصغيرة ذات النفس الوطني وهي المقدمة لبناء الدولة الشعبية اذ امكن . ولغياب البرجوازية الوطنية ... بسبب غياب بناء الصناعات الوطنية الاستراتيجية والبرهان امامنا الصين الشعبية وكوريا الشمالية وفيتنام وكوبا...استطاعوا دون وجود البرجوازية الوطنية بناء الصناعات الثقيلة الاستراتيجية والصين تتهيأ لتحل محل امريكا عالميا !!! ونرى امامنا انهيار الراسمالية بعقر دارها امريكا وهي بعز قوتها وسطوته وسيطرتها على العالم . وذلك بفضل المقاومة الوطنية العراقية تحطمت قوة الراسمالية وانهارت واعلن عن فشل النظام الراسمالي، والامريكا ن ثائرين حاليا ضد نظامهم لالغاء الراسمالية واستبدالها بنظام اشتراكي او مشابه له وينهي سطوة راس المال المتوحشة وارساء عدالة اجتماعية حقة وليس على اكتاف الامم الاخرى بسرقة ثرواتها ؟! والان التغطية الذهبية للدولار هو البترول العربي وامريكا تشتري من العراق البترول ب 7 سنت البرميل وبدون عدادات؟؟؟؟ وتبع العراق بترول ليبيا اما البترول بجزيرة العرب فهو ملك للامريكان لانه هو التغطية الذهبية للدولار ودول الخليج واغنياؤها وكلاء لا اكثر ولا اقل للغرب الامبريالي ؟!



تعريف بالوضع الاجتماعي العربي :

التطور والارتقاء ,,او الهبوط والانحطاط ، ليس بارادة رئيس او ملك او خليفة
او مجموعة محدودة من الافراد فنانين او شعراء او غير ذلك.. هؤلاء يمثلون المساعد والموجه ؟؟ او لنقول الطليعة التي تنير الطريق؟!
ولكن التطور الاجتماعي يفرضه قوانين تحكم المجتمعات وتطورها..اسمه قوانين علم الاجتماع...واول من كشف عنه النقاب هو العلامة ابن خلدون ،
واتى بعده تلميذه ماركس حتى يحدد القوانين لهذا العلم:
بالجدل المادي والجدل التاريخي ...؟! تسير عجلة الانتاج وتتطور المجتمعات،،
فيكون بذلك التطور بالمجتمع ... نتيجة لفعاليات الطبقة المسيطرة وادائها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والطبقة المسيطر عليها وقوتها الانتاجية وقدرتها على المنافسة عالميا ... وهذا الذي حدث بمصر بعد استشهاد المرحوم ناصر مسموماً ...فارتدت كثير من القوى الحاكمة على اعقابها و رجعت لاصولها الطبقية الاقطاعية ..اي لفئة المماليك اصحاب الاراضي والسلطة الذي قضى عليهم محمد علي باشا ,, ولكن تدخل الغرب الاستعماري اعادهم ايام الخيدوي عباس ,,, لما سقطت مصر فريسة الديون عليها للغرب ...وهذا ما حدث ايام السادات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما اشبه البارحة باليوم؟!

وعلى ما اعتقد وليس بجازم نفس الشيء ايام ثورة النبي الملك اخناتون على تعدد الالهة،ووقف بوجهه كهنة المعابد واطاحوا به؟! لانهم طبقة الاستغلال الحاكمة سياسيا والقابضة اقتصاديا والموجهة ثقافيا ؟! والظروف الموضوعية والذاتية لم تساعد النبي الملك لذلك فشل بمسعاه؟!
وبذلك يكون النظام السياسي السائد هو سبب فناء حضارة او سقوط نظام، لان الانسان من تلقاء ذاته يرضخ للقوى الاكثر قوة وتطورا وعطاءاً حضاريا واجتماعيا وسياسيا؟!
بل هو نتيجة للجدل المادي التاريخي والصراع الاجتماعي داخل المجموعات البشرية وكتلها الاثنية والعشائرية والقطرية التي اوجدت هذه النظام السياسي .؟! نتكلم عن الحال بمصر لانها هي الثقل البشري والقلب للوطن العربي وهي النموذج لدارسة الوضع العربي ...وليس من الممكن ان نأخذ مشيخة من مشايخ البط السعيد بالخليج من الكويت الى راس الخيمة...عدد الحاكمين اكثر من عدد الرعية ؟؟!! لدراسة الوضع ، وحتى بقية الدول او الاقطار العربية ما زالت لا تكون نموذج لدراسة الوضع العربي.

تمهيد:


يجب ان نؤمن باننا ننتمي الى نفس القوم والامة ولكن نحن موزعين عوائل واثنيات وشعوب ضخمة باقطار مترامية الاطراف لها نفس الجغرافية والتاريخ المشترك والمستقبل الواحد والبرهان ان سقوط العراق بيد الغاصبين ,, جعل من كل الاقطار العربية والاسلامية مستباحة بشكل لم يعرفه التاريخ البشري..ان كانت الاستباحة لدين هذه الامة او لارضها او لتاريخها.. او لعرضها ؟؟؟ اتانا هذا " الزيز الزبل الاسود" الحجي اوباما يبيعنا كلام معسول مقطر بالسم … والبارحة دولته وجنده مزقوا القرآن ومسحوا " دُبرهم " به….؟؟؟
واغتصبوا طفلة امام اهلها( عبير الجنابي على ما اعتقد ) ومن بعد ما اغتصبوا الطفلة حرقوا العائلة باكملها ليخفوا جريمتهم؟؟؟؟؟؟ ومن بعده سمموا طفل حفيد اكبر دولة عربية ..
حتى يأتوا لجامعة القاهرة ومنها يكلمون العرب والمسلمين ويقنعوهم بالعبودية؟؟؟

ماذا يعني هذا .... موت طفل بالسم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انها رسالة له للفرعون الكبير .... حتى يبصم لهم على كل شيء ،، كما فعلت كليوبترا مع انطونيوس قيصر روما وسلمت مصر حتى تسلم من شرورهم فاتت شرورهم باكملها؟؟؟؟؟؟

المدخل :

مصر هي القلب للوطن العربي ولست انا اقول ذلك بل احداث التاريخ تخبرنا بذلك…؟!
لم تسقط مصر بيد روما الا بعد سقوط بابل بيد الفرس من الشرق وقرطاج بيد روما من الغرب ... سقط الدرع الذي يحمي القلب .... اي الاطراف ،، فهوى القلب ؟!<O:p


((((وانا الاحظ نفس السناريو يكرر حاليا سقطت بابل بيد الروم والفرس ؟! وتلاها بعد عقد من الزمن ربيع عربي يقوده برنار ليفي لاحتلال كافة الاقطار العربية وبشكل ديمقراطي وعن طريق سقوط قرطاج مرة ثانية تبعها مصر وليبيا ؟سقوط مدوي وله دلالاته الاجتماعية؟!)))))))<O:p



فانكشفت مصر ام الدنيا على العدو الخارجي ,,وبالفعل سقطت مصر شر سقوط بيد يوليوس قيصر... بعد ان مهد لهذا السقوط انطيوس قيصر، بعد ان قضى انطونيوس قيصر على الطبقة الماسكة لزمام الامور مع كليوبترا اي رجالات مصر ؟؟؟


وكذلك بزمن الحرب الافرنج من الغرب """اي الجدود لهذا زيز الزبل اوباما ...... اوباما ليس اسود بل ابيض؟؟؟!!!"والتتار والمغول من الشرق … ولكن شجرة الدر لم تفعل فعل كليوبترا….لان المماليك حولها ولهم سطوة ومصر هي اخر معقل لهم ،، بعد ان سلمت معظم المماليك لهولاكو…. بعد ان دمر بغداد وحرق حضارة الاسلام باكملها,, فحُشر المماليك بالزاوية كالقط..فكانت ردة الفعل جبارة …دمروا جحافل هولاكو… ولا ننسى بان المغرب العربي كان حصين ولم يتأثر "" بالحملات الصليبية"" فحموا ظهر مصر اي جناحها الغربي ..وهذا يعود للحمية الاسلامية عند عرب الامازيغ...!!!
والوضع الراهن شبيه بذلك الوضع ... ولكن الغرب يحاول دخول مصر بعد ان ُيسقط السودان ويقسمه ...فيكون سقوط مصر من بوابة السودان؟؟؟؟؟ وليس من بوابة المغرب العربي ولكن ما يحدث حاليا سقطت بنفس الطريقة القديمة....وكانت حملة الناتو على ليبيا تحت اسم الاوديسا؟؟؟

ولكن بالنسبة للمماليك بعد انتصارهم على المغول لم يستطيعوا التعويض لحرق حضارة العرب والمسلمين ببغداد..بالانطلاق من قاهرة المعز لدين الله، لتجديد الحضارة او التعويض عما حرق ودمرا ؟!،
لان المملوك مملوك لايصنع حضارة بل هو اداة حرب كما المغول ….؟! بالنهاية المماليك جزء من شعبنا ونحن نشخص الحالة اي الواقع؟؟!! ولكن لو قارنا مماليك ذلك الزمان بمماليك اليوم , لقلنا جزامي القدامى ... تيجان على مماليك اليوم من الماء الى الماء اي من الخليج العربي والى المحيط الاطلسي لهؤلاء الحكام العرب؟؟؟!!!


صلب الموضوع: لنبتديْ بالتساؤلات::
النهضة الثقافية والاجتماعية الحديثة للعرب في حالة هبوط ..... وعلاماتها الظاهرة هو هبوط الدراما بمصر الى الحضيض ....ام في حالة صعود كما هو ظاهر في سوريا صعودا للدراما ؟؟؟

اول نقطة يجب ان نتفق عليها الا وهي الوضع الراهن..؟؟؟
اين نحن..؟ بالقمة او بالقعر ...قالها الاخ محمد الموجي نحن بالحضيض واعتقد الجميع موافقين معه ومن الماء الى الماء اي من الخليج الى المحيط ... ومن بعد سنأتي على ذكر الوضع عند الجميع؟؟؟

لماذا نحن بالحضيض ...الاجوبة كثيرة منهم من يقول

* الارساليات التبشيرية
* ومنهم من يقول الشيوعيين والعلمانيين

* ومنهم من يقول بني عثمان

* منهم من يقول الدين الاسلامي الخ الخ


وانا اقول الاسلام السياسي...؟!لان دولة المرابطين بالمغرب الاقصى كانت بقرب الحدث للثورة الفرنسية والثورة الصناعية باوروبا...اذا قلنا بني عثمان نتيجة البداوة لم يعملوا شيئا , وكذلك خلافة الصفويين ببلاد فارس رغم انها حضارة عريقة وقامت على انقاض ام الحضارات بابل ...لم تفعل شيء وكان عندها بعض العلماء الفطاحل مثل العلامة الشيخ محمد البهائي..؟!<O:p></O:p>

, وماذا فعل المرابطون بالمغرب الاقصى ، احفاد نهضة الاندلس ..الاندلس التي كانت اساس النهضة الاوروبية؟؟؟ هنا مربض خيلنا اي مربض تخلفنا ,,اي الحلقة الضائعة التي َيكْمن فيها التخلف المدقع الذي يعيش داخل مجتمعاتنا ؟؟؟!!!


والبرهان على هذا التخلف ،، الفتنة الطائفية المنتشرة التي اتى بها خميني
وقال انها """ ثورة اسلامية"" وهل ثورة تعود 1400 سنة حتى تقرر لمن الخلافة من بعد الرسول ؟؟؟؟؟؟؟؟
انها فتنة ما بعدها فتنة ... بل الكارثة التي صنعها الغرب لنا ونفذتها العمائم باكملها؟! لان الطائفية شبيهة بالعشائرية والقبلية ....حالة تخلف ورجعة الى الوراء الى زمن ما قبل نشوء الدولة ، التي كانت سبب انهيار بابل وقرطاج.


الاجوبة كثيرة على سبب انحطاطنا .....ولكن اختصرنا المفيد منها ..؟! <O:p></O:p>

والان بعد الربيع العربي او بالاحرى الرضيع العربي للامبريالية الغربية ....دخل على المسرح المولود بسن السيخوخة الالفية بقوة ... الاسلام السياسي الاخونجي اي المقابل لإسلام ابا جهل خميني ؟! وبمعونة الغرب وصناديق الاقتراع بزمن الفوضى الخلاقة ، سيطر الاسلام السياسي على معظم الاقطار التي حدث بها تغيير او احتلال ك ليبيا ؟! والاسلام السياسي هو حليف للغرب منذ ثورة محمد علي باشا؟! والذي اسقط الدولة السوفياتية هو الحلف الثلاثي الاسلام السياسي + بابا روما + مافيات الرأسمال الصهيونية والعالمية .<O:p


حتى يكون بيدنا برهان مادي ...<O:p


تعرفوا على (جيفارا) مهندس ورمز (ربيع الثورات العربية)، هنيئا لكم ايها العرب!<O:p></O:p>


http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0711/jivara_140711.htm<O:p></O:p>



ادوات هذا الهبوط وتفريغ الامة من رسالتها..؟


* الاعراب وما ادراك ما الاعراب :
اتانا الاعراب بالبترودولار فسمموا الفكر والثورة لفظت انفاسها بسبب البترودولار ... تآمروا على ثورة عبدالناصر ومن بعدها على الثورة الفلسطينية...
ومن بعدها مولوا حروب امريكا بالاف المليارت من الدولارات..... ضد الاسلام والمسلمين ؟؟؟وتم احتلال العراق بمال الخليج البترولي ؟!
ومصر ومعها 330 مليون عربي جوعانين؟؟؟ ومديونين وبترول العرب بخدمة امريكا وصهيون؟! كل 4-5 الاف شخص من البط السعيد يكونوا قبيلة لها مشيخة وعندها 10 -30% من مخزون النفط بالعالم ؟؟؟

** ممنوع الاختلاط بين العرب :
ممنوع حتى لا يكون هناك نهضة والقيمين على هذه السياسة هم الغرب واذنابهم الانظمة الخيانية ؟! وبمباركة رجال الدين ؟!
واكثر شيء يطبق هذه القوانين هم مشايخ العبيد في بلاد البط السعيد بالخليج الامريكاني ؟؟؟؟؟؟

العرب جوعانين وهم يستقدمون العمالة من جنوب شرقي آسيا؟؟؟؟
دول مجلس التعاون تعدادها 23 مليون... عدد الوافدين من جنوب شرقي آسيا الحوالي 13 مليون....اكثر من نصف السكان عمالة اجنبية ... انه اخطر من الجيش الاحتلال الامريكي بالعراق والدول العربية قاطبة ............................ والشعب العربي يتضرع جوع ولا يحق له دخول بلاد البط السعيد؟؟؟ كفر ما بعد ه كفر انها الردة عن الاسلام؟؟؟ ولا الردة عن الاسلام ايام الخليفة الراشد ابو بكر الصديق ؟!


***بالنسبة لانعزالية المصريين :
هذا شيء طبيعي لكل انسان ان يكون حذر من القادم من الخارج ....
الانسان بطبيعته ينكمش على ذاته ببعض المراحل التاريخية ... حب الذات..؟! هذا موجود منها بكل قطر عربي ؟؟؟

الخطر فيها عندما النظام السياسي يقوننها وينشرها ثقافة .. هنا الخطورة .. اما الشعب المصري على سجيته هو ام العرب وابوهم..!! كانت مصيبتنا بدأت مع نظام الردة للسادات واكملها حسني مبارك؟! ومعظم الانظمة العربية بنفس الكفة للنظام الساداتي <O:p


**** الجهل والتخلف بالدول العربية<O:p

وصرنا نسمع ونرى شعار يرفع بالاقطار العربية ...مثال على ذلك: الاردن اولا ...لبنان اولا ... الخ الخ. نحن لسنا ضد مصلحة اي قطر ولكن اي قطر عربي عاجز عن حماية نفسه وتحقيق مصالحه بذاته .. اللهم اذا استأجر دول لانجاز ذلك كما فعلت الكويت وبذلك يكون مصيرها بمهب الريح باي لحظة؟؟؟



***** غياب المشروع الحضاري
المشروع الحضاري موجود ::: الوحدة والحرية والاشتراكية
ولكنه مغيب بشكل مقصود وُمحارب ... لانه البديل لكل هذه الزبالة الموجودة على ارض الواقع ........ مغيب حتى من """النخبة المثقفة""" ومحارب المشروع الحضاري العربي من الجميع وخاصة القوى المرتبطة بالغرب؟!

****** قوى التغير اين هي ؟؟؟؟؟؟

نائمة نومة اهل الكهف،،،
المثقفين :؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مثل ما نرى هنا هرج ومرج؟؟؟؟؟؟؟؟

و القوى السياسية عدة اصناف

1-- الاسلام السياسي اي الاخوان المسلمين :: حليف استراتيجي للامريكان بشقيه السني والشيعي
ابا جهل مكة واب لهب طهران ..الحركات الاصوليية والاخوان المسلمين معهم ايضا.؟!

2--الشيوعيين انتهوا مع الاتحاد السوفياتي لانهم كانوا مخابرات اكثر منهم احزاب شغيلة ولمّا انتهت مهمة السوفيات التكتيكية بخلق و بحماية اسرائيل اعلنوا نهاية الاتحاد السوفياتي ؟!

3--الناصريين انتهوا مع موت عبد الناصر ..رغم برنامج ناصر التقدمي ،،
لانهم لم يكونوا حزب مؤدلج..لهذا السبب طلب عبد الناصر من حزب البعث حل نفسه قبل الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958

4---حركة القوميين العرب انتهت كما انتهى نايف حواتمه
كانوا من اول المؤيدين لحكومة الاحتلال بالعراق؟!


5--فصائل المقاومة الفلسطينية عملوا لهم شبه سلطة تحت الاحتلال وضربوهم ببعضهم وقسموا الشعب الفلسطيني الى شتات تحت سلطة تحت الاحتلال ؟؟؟؟؟
6-- حزب البعث الذي يقود ملحمة العراق التحررية مع كل فصائل الجهاد الوطنية والقومية والاسلامية بالعراق ..طبعا بسوريا لايوجد شيء اسمه حزب بعث...
وهذه ماقاله عبدالحليم خدام قبل ان ينتقل من رعاية حافظ اسد الى رعاية الامبريالية... هرب من الدب ووقع بالجبّ وهو يعمل للامبريالية بكل حبّ منذ ان بدأ بالسياسة مع حافظ اسد!



{{القوى المضادة}}

لقد اجتمع ثلاثة قوى ضد التطور اي ضد مجتمعاتنا

*تغييب المشروع الحضاري والتآمر عليه

**افلاس القوى التي كانت حاملة لهذا المشروع

*** وقوى العدو الخارجي والداخلي :::

امريكا
الصهونية
الطائفية والمذهبية وعلى راسهم ايران والان دخلت تركيا العثمانية على الخط ؟!


}}}}الهجوم المضاد للغرب بالتحالف مع اسرئيل وايران وصهيانة الداخل ...ومعهم تركيا
اوقع العرب والمسليمن جميعا تحت الاحتلال الغربي بدون استثاء ؟!
و لكل هذه الاسباب ... ركب الشعوب العربية حكومات خادمة للغرب والمشروع الغربي بل خائنة للاسلام والعروبة وتعمل لانهاء حضارة الاسلام بل حضارة حضارة العرب منذ سومر واكد والاشوريين والفراينة والقرطاجيين؟


الان يطرح سؤال بل اسئلة؟؟؟
*كيف الخروج من المأزق او من "الانحطاط الحضاري"؟؟؟ او الفناء الحضاري....
**ومن يحمل هذه المهمة؟؟؟

***وكيف يكون احتضان هذه المهمة التاريخية؟؟؟

كلها اسئلة لو جاوبنا عليها ... لانقضى الامر وسارت عجلة الزمان كما نبغي
الى الامام وحققنا طموحات هذا الشعب المسكين هو الشعب العربي الجوعان؟؟؟

الخروج من المأزق التاريخ هو بالمقاومة على مستويين:

1--المقاومة المسلحة حيث يوجد احتلال مباشر مثل العراق وفلسطين
2-- المقاومة الايجابية السلمية حيث يوجد انظمة تخدم الغرب ..والتكتل ضمن احزاب جماهيرية لتقود المعارضة الحقيقة وليس على نمط المعاراضات النيلونية؟! او المقاولات التحريفية مثل مقاولة حزب الله؟!


من يقود هذه المهمة ؟؟؟
احزاب تحمل مشروع حضاري واضح يحقق حلم ومتطلبات الجماهير الواسعة بنقل الانسان العربي من مرحلة التخلف الى مرحلة التطور والاكتفاء والارتقاء ؟!

كيف يكون احتضان هذه المهمة التاريخية؟؟؟
بالوقوف الى جانب الاداة التي تحمل هذه الافكار والمشروع الحضاري .
ان كانت من مقاومة الى احزاب وطنية وقومية واسلامية الى مؤسسات المجتمع المدني على مستوى الوطن العربي .

فالى النقاش ونتمنى ان لانكون غاضبيين وان لانثير الحيثيات..؟!

زحل بن شمسين 03-01-2012 03:49 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 29
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي


خطايا (الدرخ)

6
- ولكي لانعقد الامر على غير العراقيين الذين لا يعرفون معنى مفردة (الدرخ) العراقية نوضحها: انها عملية الحفظ على ظهر قلب لنصوص دينية كأيات القران الكريم او ابيات شعر لاجل النجاح في الامتحانات، لذلك فالدرخ هو الحفظ الاعمى المجرد غالبا من الفهم الصحيح والدقيق للمعنى خصوصا اذا كان المعنى ينطوي على معان مختلفة او تفسيرات متنااقضة تتطلب وعيا يتجاوز سطحية الدرخ. الان نواجه الاثار الكارثية لاسلوب الدرخ الذي يعد اهم سمات تربية الاحزاب والتيارات الاسلاموية متجسدا في الانقلاب الفضائحي على كل ما درخوه في العقود الماضية وتبنيهم لمواقف اقل ما توصف به هو انها متناقضة مع نصوص ما درخوه، وهو الانتقال من معاداة امريكا واسرائيل والتطرف في ادعاء محاربتهما وممارسة بعض هذه التيارات العمل (الجهادي) ضد امريكا، الى الاصطفاف معهما!
ولان الدرخ فهم سطحي فان اصدار فتاوى او تفسيرات تبرر هذا الانتقال هو امر طبيعي، رغم انها تتناقض مع الخطوط العامة لما درخ، فالدراخون يكرهون التعمق والمعادلات المعقدة ولايفقهون المعاني العميقة وتربيتهم تقوم على قشرة رقيقة من الايمان يسهل ازالتها دون الانتباه الى ان ذلك مخالف لشرع الله. ولكي نكون منصفين لابد من القول ان هذا الجزء من الدراسة مكرس لتنبيه الاخوة الاسلامويين الى مخاطر ما يجري الان ومعاني ودلالات تبدلات مواقفهم ونتائجها القريبة والبعيدة، من منطلق ايماننا بان الاغلبية الساحقة من الاسلامويين العرب ذات روح والتزام وطنيين حقيقيين ونواياهم صادقة، لذلك فالحوار معهم الان هو الحل وليس التشكيك او انكار وطنيتهم والطعن بها، وتلك المهمة تتطلب الصراحة كل الصراحة لاجل وضعهم امام المشهد الحقيقي الذي لا يرون كل مكوناته وامام النتائج الفعلية التي تترتب على انقلابهم الحالي والتي من الاكيد ان اغلبهم لا يراها لانه درخ كل شيء ولم يفهمه، وان رأها فانه يضلل بتفسيرات المنظرين الكبار في هذه التيارات الذين ليس لهم من هم او هدف سوى السلطة او المال او التسلط باي ثمن ومهما كانت النتائج.
بعد ان اوصلت امريكا وحليفاتها الغربيات بعض الاسلامويين للسلطة في ليبيا وتونس ومصر والمغرب، باستغلال حالة الطوارئ ومعاناة الناس من القهر وقبولهم لاي حل يخفف مأساتهم، انفتحت شهيتهم الوحشية للحكم وبدات الشعارات التي طرحوها في الخمسين سنة الماضية تتساقط واحدا بعد الاخر، فلقد اصدر قادة هذه التيارات فتاوى، من صنف فتاوى الشيخ (وليس السيد) علي السيستاني الايراني الجنسية في العراق التي حللت غزو العراق ودعت لدعم العملية السياسية للاحتلال، ومن صنف بعض ممثلي التيارات الاسلاموية المصرية والتونسية الذين بح صوتهم وهم يصرخون بلا وعي او تأن : نحن لن نمنع الخمور ولن نغلق احياء العهر ولن نمنعها من ممارسة العهر لانه يدر ربحا ويشجع السياحة، ولن نمنع اللبس غير المحتشم ولن نجبر احد على تبني ما نؤمن به ونتركه لقرار الناس، وسنمارس الديمقراطية الغربية بكامل اركانها حتى لو لم تكن ارثا اسلاميا وتتناقض مع الشورى...الخ!!!! هذه التصريحات صدرت وهذه التيارات لم تمارس السلطة بعد ولم ترى امكانية استمرارها فيها بعد، ولم تفحص وتدرس الاسباب الخفية وغير المباشرة وربما المباشرة ايضا لدعم الغرب لها مباشرة ورسميا بعد، لكن سكر الوصول الى السلطة اقوى من كل تربية حزبية وتعليم طويل اعتمد على اسلوب الملالي في الدرخ.
رأينا راشد الغنوشي يفقد توازنه فلا يكتفي بالقفز فورا الى الدوحة لتقبيل جبين اميرها مموله طوال سنوات غربته وتشرده المترف في لندن وباريس، والاعتراف له بفضله في وصول حزبة للحكم، على اعتبار ان امير قطر اصبح الوكيل المعتمد رسميا لامريكا واسرائيل، بل طار الى واشنطن بخفة مراهق ظن ان وقت مقابلة معشوقته مارلين مونرو التي رأها طوال مراهقته في الشاشة البيضاء وبقي يحلم برؤيتها فلم يصدق انه سيقابلها حتى لو اصبحت مجرد صورة في استديوهات هولي وود وزالت من الوجود، ولذلك حل ضيفا عزيزا مكرما على (عم) مارلين مونرو وهو اللوبي الصهيوني (ايباك) في عقر داره وهو مركز دراساته، وحلب حلبا في عمل مخابراتي يتخذ تقليديا شكل محاضرة، وهناك اعلن توبته عن اطلاق تصريحات تدعم الموقف الفلسطيني الاصيل والصحيح، وبتواضع (ثوار) النيتو اعترف ايضا ان موقفه قد تطور، طبعا باتحاه اعتبار امريكا قبلته وليس الكعبة، وشدد على انه تونسي وان تونس لا تهتم بقضية فلسطين ولن تعتبرها قضيتها، وتحلل من كل مواقف الاسلامويين الخاصة بالتقاليد والقيم الاسلامية بالضبط كما فعل اخوانه في (العقيدة والسلاح) في مصر.
ماذا رأينا في الواقع وقبل ان يجلس غنوشي واشقاءه المصريين والليبيين على كرسي الحكم اللعين؟ راينا التبرأ الواقعي والفعلي من الاسلام واحكامه الملزمة وتقربا فجا ووقحا من الكيان الصهيوني ومغازلة له وممارسة لاحدى اهم الافكار التي بدأ بها السادات خيانته وهي اعتبار رضا اسرائيل مفتاح وصوله للسلطة ونجاح بقاءه فيها. الا يستحق هذا الامر الخطير والمثير ان نعود لاصول وجذور وخلفيات ما يحدث الان حتى لو كان معلومات سبق وان تناولناها وشرحناها؟ لنتناول هذه القصة بنوع من الاختصار الذي لا يحجب الصورة، رغم تكرارنا لطرحها ومناقشتها فهي لخطورتها تستحق حتى التكرار في التنبيه اليها من بدايتها ولنسلط الضوء على خلفياتها ومحركاتها والاهداف الحقيقة ل(مؤلفها) وواضع (موسيقاها التصويرية) ومخرج (احداثها المثيرة)، ومصمم (ازياء) ابطالها الكثر. نحن مازلنا نتابع الاجزاء المتسلسلة للفيلم التفاعلي الامريكي والذي يعد بحق اعظم ما انتجته هولي وود واثبت صدق القائد الهندي الكبير غاندي حينما اكد بان اعظم انجازات امريكا ليس التكنولوجيا بل هولي وود.

تسلسل تطبيق سياسة (فرق تسد)
ما يجري الان هو التطبيق الخلاق المتنوع الاشكال للسياسة الاستعمارية البريطانية التقليدية والتي تبنتها كل قوى الاستعمار وهي سياسة (فرق تسد). فما ان اكتشفت اوربا الاستعمارية في نهاية القرن التاسع عشر وجود النفط في وطننا العربي حتى شرعت الامبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس بالبحث عن كيفية السيطرة على منابع النفط وما حولها وكيفية تأبيد – ابقاء، ديمومة واستمرار – هذه السيطرة :
1- كانت نقطة البداية تقرير (لجنة الاستعمار) او كما تسمى ايضا (لجنة بنرمان) التي وضعت دراسة في بداية القرن العشرين قدمت ثلاثة توصيات الاولى منع اي شكل من اشكال الوحة العربية، والثانية منع العرب من الحصول على التكنولوجيا الحديثة، والثالثة اقامة حاجز بشري غريب بين المشرق العربي والمغرب العربي لمنع تلاقيه ووحدته القومية.

2- صدر (وعد بلفور) الذي اختار فلسطين لتكون (وطنا قوميا لليهود) وقبله لم تكن فلسطين هي الهدف الوحيد فلقد كانت امال اليهود تدور حول وطن في افريقيا او في روسيا، ولكن اكتشاف النفط دفع بريطانيا الى اختيار فلسطين لتكون (وطنا قوميا لليهود) لاجل هدف واضح وهو استخدام الكيان الغريب المزروع لاجل احكام السيطرة على منابع النفط.

3- وفي فترة قريبة صدرت اتفاقية سايكس - بيكو بين بريطانيا وفرنسا وكانتا ابرز قوى الاستعمار، وبموجبه قسمت الاقطار العربية ووضعت اسس نشوء الدولة القطرية وترسيخها بدل تنفيذ وعد اوربا بتحقيق الوحدة العربية كمكافئة على دعم العرب للحرب ضد الدولة العثمانية.

4- ونتيجة لتعاظم الحركة القومية العربية المطالبة بالاستقلال وتحقيق الوحدة العربية في بدايات القرن العشرين، وزيادة خطورة التيار القومي على الاستعمار بحصول الثورة الروسية في عام 1917 ودعمها لحركات التحررالوطني في الشرق ووصول نفوذها الى الاقطار العربية، بحصول ذلك اضطر الغرب الاستعماري خصوصا بريطانيا الى دعم وتشجيع تشكيل تنظيمات باسم الاسلام لاجل ان تستخدم لصد الشيوعية، والتي ركز على الحادها واهمل هدفها الاهم وهو انها تريد انهاء كافة اشكال استغلال الانسان للانسان، لكي يكون هذا التركيز دافعا لجعل التنظيمات الدينية معادية للشيوعية وللحركات القومية، التي كانت تناضل ضد الاستعمار ومن اجل الوحدة العربية ولذلك تحالفت مع الاتحاد السوفيتي لانه دعم حقوق العرب. ومما شجع على معاداة تلك الحركات الاسلاموية للحركة القومية سذاجة دعاة القومية الاوائل التي جعلتهم يشبهون انفسهم بالحركات القومية في اوربا وكانت بطبيعتها علمانية عزلت الكنسية عن الدولة، وهكذا اصبحت اغلب التيارات الدينية معادية للقومية العربية وحركاتها التحررية منذ انشاءها لانها اعتقدت بان التيارات القومية علمانية ملحدة على الطريقة الغربية رغم ان الوضع يختلف كليا في الوطن العربي حيث لم يكن الاسلام ضد الشعوب ولا استخدم لقهر الجماهير كما حصل في اوربا المسيحية رغم استغلال الاسلام من قبل انظمة وعمامات معروفة، بل كان داعما للثورة ضد الاستعمار وعملاءه وداعيا الى تحرير الانسان من الاستغلال والظلم.

5- طلب الاستعمار من نظم عربية محافظة تولي مسؤولية محاربة الالحاد ودعم التيارات الاسلاموية ماليا وسياسيا وحمايتها والترويج لها لتكون مصدا يمنع التيار القومي من التوسع والانتشار، فتوفرت مصادر تكون حركة اسلاموية ممولة ودقيقة التنظيم بالاضافة لقوة الحافز الديني الذي استخدم لتحريك هذه الجماعات. وكان التيار القومي العربي التيار الاقوى والاكثر تأثير في الجماهير العربية.

6- باقامة الكيان الصهيوني على حساب الكيان الوطني الفلسطيني واعلان انه سيكون بداية لانشاء (اسرائيل الكبرى)، او (اسرائيل التوراتية) التي وضعت لها حدودا تمتد من الفرات في العراق الى النيل في مصر، تعاظمت الحركة القومية العربية، بتوافر عاملين جوهريين : عامل رفض اوربا الاستعمارية تحقيق وعدها بانشاء دولة عربية واحدة، وعامل الاعلان الرسمي عن ان اسرائيل لن تكتفي بحدود فلسطين بل ستتوسع على حساب العرب وتسيطر على منطقة الخصب والثراء الواقعة بين الفرات والنيل. ان الحركة القومية العربية شهدت اقوى فترات انتعاشها عقب اقامة الكيان الصهيوني وتزامن ذلك مع توسع الشيوعية في الوطن العربي، وهكذا كان لابد من تنشيط وزيادة دعم قوة تملك الدافع لمناهضة كلا الحركتين : الحركة القومية العربية التحررية والحركة الشيوعية الملحدة. وبالطبع لم تكن هناك قوة تقوم بهذا الدور سوى التيار الاسلاموي.

7- وحينما تبلورت حركة شعبية قومية منظمة وقوية واعلنت بالتزامن مع الاعداد لاعلان ولادة الكيان الصهيوني وهي حركة البعث العربي الاشتراكي التي ولدت رسميا في عام 1947 بعد عدة سنوات من الاعداد لولادتها، كانت اول حركة قومية تجمع بين الوحدة العربية وبين الاشتراكية العربية، اي ذات الخصائص القومية العربية التي تلتزم بما يميزها عن الشيوعية خصوصا رفض الالحاد، وتؤكد بان القومية العربية جسد روحه الاسلام، رأينا التيارات الاسلاموية تقف موقفا معاديا لنشوء حركة قومية قوية ومنظمة سادت في الشارع العربي وتعاظمت قوتها بعد العدوان الثلاثي (شنته بريطانيا وفرنسا واسرائيل في عام 1956) على مصر وتحولت التجربة المصرية تحت قيادة عبدالناصر من تجربة قطرية محصورة بمصر الى تجربة قومية عربية منفتحة على القوميين العرب خصوصا البعثيين، وكانت ثمرتها الاعظم قيام اول وحدة عربية بين مصر وسوريا في عام 1958 واعلان ولادة حلم العرب الاهم حتى ذلك الوقت (الجمهورية العربية المتحدة).

8- تعاظم الصراع في المنطقة كلها واصبحت حركة التحرر الوطني العربية، ممثلة بعبدالناصر والتيارات القومية والوطنية الاخرى، تخوض صراعا مصيريا مع قوى الاستعمار الغربي والصهيونية مباشرة، وكان شعار اسقاط (حلف بغداد) الاستعماري عنوانا لمرحلة تاريخية خاضت القوى الوطنية خلالها نضالا مشرفا متحدة ضد الاستعمار وداعميه وهي النظم الرجعية العربية. وفي هذه المرحلة كانت التيارات الاسلاموية تقف مع معسكر الاستعمار بدفع من النظم التقليدية التي ناصبت حركة التحرر العربية العداء، وكانت تستخدم الدين اداة لشيطنة القوى القومية العربية من خلال اتهامها بالكفر. ورغم وجود تيار او اكثر كان يصدر بيانات ضد الاستعمار والصهيونية الا ان وقوفه ضد التيار القومي الذي كان يخوض اشرف معارك الامة مع الاستعمار والصهيونية كان مؤشرا لغلبة النواز ع الايديولوجية القائمة على الدرخ على المصلحة الوطنية والقومية للامة. وهنا لابد من التذكير بخطورة احد اهم دروس التضليل والكذب والشيطنة التي درخها الاسلامويون وهو درس ان (التيار القومي ملحد وعلماني وماسوني) ولذلك فان معارك التيار القومي مع الاستعمار والصهيونية لم تحرك في تلك التيارات الشعور بضرورة تغليب المصلحة الوطنية والقومية على الاختلافات الايديولوجية بين التيارين القومي والاسلاموي وناصبوا التيار القومي العداء بصورة شرسة احيانا كما حصل حينما حاول هذا التيار في مصر اغتيال عبدالناصر مع انه كان في ذروة صراعه مع الاستعمار.

9- ولكي تكمل وظيفة هذا التيار وهي شرذمة القوى الوطنية من خلال زجها في صراعات ثانوية داخلية خصوصا الطائفية فقد بادر شاه ايران محمد رضا بهلوي – وليس محمد باقر الصدر في العراق كما يروج - الى انشاء حزب الدعوة في الخمسينيات من القرن الماضي ليكون التنظيم الطائفي الشيعي الذي ينافس ويكمل في نفس الوقت دور الطائفية السنية الممثلة بالتيار الاسلاموي الاخواني. ورغم وجود اختلافات طائفية بين التيارين الاسلامويين فان العداء للتيار القومي العربي كان اقوى من التناقضات الطائفية بينهما فوجد قاسم مشترك بين الطرفين وهو معاداة التيار القومي العربية بصورة متطرفة.

10- ونتيجة لضخامة التأمر على حركة التحرر العربية ومن اطراف متعددة ولديها قدرات كثيرة مالية واعلامية ومخابراتية كان تكتيك اشغال التيار القومي بحروب وازمات خطيرة ومهلكة تستنزف طاقاته وتعرضه للفشل والهزيمة هو الذي اعتمد، فواجه عبدالناصر مسلسل حروب وازمات اشعلتها المخابرات الغربية والصهيونية وبدعم كامل من النظم التقليدية العربية، قادت الى وصول التجربة الى مرحلة الهزيمة بعد حرب عام 1967 الذي شنته اسرائيل، وكانت الهزيمة مركبة : فهي لم تكن هزيمة عسكرية فقط بل كانت سياسية واقتصادية ايضا، فالفقر وحل المشاكل الاجتماعية لم يكتمل او فشل ولذلك تقبل كثيرون فكرة فشل التيار القومي في مصر، مع ان معارك الاشغال والاستنزاف كانت هي السبب الرئيس وليس الافتقار للخطة والنية والقرار والتي كانت اسبابا اقل اهمية.

11- وفي تلك الفترة وقبلها كانت القوى القومية والوطنية قد انجرت الى صراعات داخلية بينها حول السلطة، فتمزق الصفين الوطني والقومي شر ممزق واخذ الكثير من الناس ينظرون للتيارات الوطنية القومية بشيء من عدم الثقة او عدم الثقة الكاملة وحسب الحالات، وهكذا صنع فراغ كبير كان يجب ملأه، فمن يملأ الفراغ؟

12- هنا جاءت اللحظة التاريخية لبدء عملية تحقيق انقلاب ستراتيجي داخل الوطن العربي، فبعد تحقيق الانقلاب الستراتيجي الاقليمي لصالح الكيان الصهيوني بعد حرب عام 1967 حان الوقت للقيام بانقلاب مكمل داخل الوطن العربي للقضاء على التيارات القومية والوطنية والسماح ببدء عملية تفتيت الامة العربية من داخل اقطارها وبعمل يقوم به ابناء هذه الاقطار ذاتهم وليس الصهيونية ولا الاستعمار كما كان يحصل في الخمسينيات والستينيات : كيف تم ذلك؟
يتبع.
1/1/2012
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاحد 7 صفر 1433 / 1 كانون الثاني 2012

محمود عثمان 09-01-2012 12:19 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
أخي زحل مرحبا

ما هذا الموضوع المتشابك المغرب مشرق والمبحر مقبل


والحمد لله أن الدراما عندنا بالحضيض


لا أدري ولا تحزن مني أخي زحل أشم في هذا الموضوع جملة "كلمة حق أريد بها باطل"

قرأت لك كثيرا من الجمال فما هذا بالله عليك ؟

إليك ودي وتقديري

زحل بن شمسين 09-01-2012 05:38 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
اقتباس:
<TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عثمان http://www.fonxe.net/vb/images/FH_Ab...s/viewpost.gif
أخي زحل مرحبا

ما هذا الموضوع المتشابك المغرب مشرق والمبحر مقبل


والحمد لله أن الدراما عندنا بالحضيض


لا أدري ولا تحزن مني أخي زحل أشم في هذا الموضوع جملة "كلمة حق أريد بها باطل"

قرأت لك كثيرا من الجمال فما هذا بالله عليك ؟

إليك ودي وتقديري

</TD></TR></TBODY></TABLE>

الاخ محمود عثمان سلام الله عليكم

اخي العزيز ما حاولت تحليله لمسار تاريخي حضاري وهبوط حضارتنا الى الحضيض ...كناية عن محاولة قد تكون صائبة وقد تكون غير واقعية ولكن حاولنا والمحاولة افضل من عدم المحاولة وما قلناها ليس منزل من السماء ...فلكل فرد حق النقد والتصحيح.

ومرحبا بك اخا ً عزيزا

آشور البابلي

زحل بن شمسين 11-01-2012 04:16 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
((((((((((((((والحمد لله أن الدراما عندنا بالحضيض
لا أدري ولا تحزن مني أخي زحل أشم في هذا الموضوع جملة "كلمة حق أريد بها باطل)))))


اخ محمود بالله عليك توضح ما الذي ازعجك؟؟؟
والله اننا نحب مصر وشعب مصر يارجل ... لا تأخذ الامور بحساسية زائدة


البابلي

زحل بن شمسين 11-01-2012 04:23 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 30
شبكة البصرة

صلاح المختار


تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي



لعنة الاستخدام المزدوج للدين
7-

استخدام الدين كسلاح في الحرب الباردة : في مطلع الستينيات وبداية السبعينيات حصل تطوير خطير للفكرة الاستعمارية الاساسية (فرق تسد)، فبعد اشعال حروب بين الانظمة العربية التقدمية والتقليدية في الخمسينيات وما بعدها، وبعد ان استغلت الصراعات العدائية بين القوى الوطنية والقومية واليسارية وعمقت في تلك الفترة ايضا، جاء دور الفتن الطائفية لتكون رصاصة دمدم (رصاصة لا تكتفي باختراق الجسد بل تتفجر داخله ايضا لتمزقه شر ممزق) وتدفع بالامة الى مرحلة الكارثة. وكان من اهم وابرز مطوري هذه ستراتيجية استخدام الدين لتفتيت الاقطار العربية هو زبجنيو بريجنسكي، الاستاذ الجامعي الامريكي اللامع الذي كتب دراسات طبعت في كتاب عنوانه (بين عصرين العصر التكنوتروني) صدر في النصف الثاني من السبعينيات، وفي الكتاب يحلل دور وتأثير كل من الفكر البورجوازي والفكر الماركسي اللينيني في الصراع المحتدم انذاك بين الرأسمالية والشيوعية، ويصل الى استنتاج خطير وهو ان الفكر البورجوازي لا يملك الجاذبية التي تجعله يحصل على دعم جماهيري في حين ان الفكر الماركسي بكافة الوانه لديه جاذبيه وشعبية تتعاظم وتزداد، واذا لم يحصل تغيير فان مصير امريكا والرأسمالية هو الهزيمة والاندحار.
ويخلص بريجنسكي الى نتيجة هي التالية :
يجب ان نجد البديل الفكري – الايديولوجي الذي يملك جاذبية قوية توازي جاذبية الماركسية او تتفوق عليها، وزجه في صراع مع الشيوعية بدلا من الفكر البورجوازي المهزوم والمأزوم، والبديل الذي يستطيع الحاق الهزيمة بالشيوعية هو (الاصولية الدينية) في كل الاديان، اي التطرف المبني على العودة لعصور هيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وبقوة التيارات الدينية، التي لا ترى العالم الا من زاوية محددة تتفوق على اي زاوية اخرى وهي زاوية الصراع بين الالحاد والايمان الدينيين اللذان يشكلان محور كل شيء ومعيار كل المواقف، يمكن الحاق الهزيمة بالفكر الشيوعي لانه الحادي رسميا وعمليا. وبما ان الالحاد والكفر هو المركز الرئيس لاهتمام هذه التيارات و(جهادها) قبل اي شيء اخر بما في ذلك قبل الموقف من الاستعمار والامبريالية اللذان يحتلان اراضينا ويسرقان ثرواتنا ويضطهدان شعبنا ويبيدان الالاف منا كل عام...الخ، فان على امريكا دعم الاصوليات الدينية لتكون القوة التي تدحر الشيوعية، او على الاقل تستنزفها وتشغلها وتحولها من الهجوم الى الدفاع، بينما الرأسمالية تجلس مرتاحة ولا تقدم التضحيات الكبرى وتتجنب الهزيمة النهائية وتعيد بنا قوتها مضيفة اليها ما تحصل عليه من مكاسب كبرى بفضل التغيير الستراتيجي الذي يمكن ان تحدثه صراعات الاديان والطوائف بعد هزيمة الشيوعية، هذا ما توصل اليه بريجنسكي وطبقه لاحقا كما سنرى.
ولئن شهد القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بروز من اطلقت عليهم تسمية (المستشرقين)، وهم نخبة تخصصت وتعمقت في فهم الاسلام والعرب لم يتعدى عدددها اصابع اليد، فان النصف الثاني من القرن العشرين شهد اعداد مئات المتخصصين في الشؤون الاسلامية من الاكاديميين في امريكا واوربا تعمقوا في دراسة الاسلام وتياراته ومذاهبه والفت مئات الكتب التي تغطي كل تفاصيل الاسلام وتاريخه خصوصا الفرق والنحل فيه عبر التاريخ وحاليا والاختلافات بينها ومراكز الحساسية والالم فيها، فتكونت معرفة تفصيلية بالاسلام. وبطبيعة الحال سنكون سذجا جدا اذا لم نفترض ان الكثير ممن ادعوا تفهم الاسلام او الايمان به من الغربيين او انتقلوا الى الاسلام لم يكونوا جواسيس رسم لهم دور محدد وهو اختراق الاسلام وتشويهه من الداخل، وكان اهم ما تعلمه الغرب والصهيونية هو ان الاسلام فيه فرق ومذاهب وان بالامكان تقديم اكثر من تفسير لاي نص ديني وكثرة التفسيرات تقوم على الاختلاف والتناقض، ومن ثم استخدام تلك الاختلافات والتناقضات لنشر الانقسامات والازمات والصراعات بين المسلمين بل داخل الفرقة الاسلامية الواحدة والمذهب الواحد.

تطبيق نظرية بريجنسكي

حينما وصل جيمي كارتر للادارة في النصف الثاني من السبعينيات من القرن الماضي وعين بريجنسكي مستشارا للامن القومي بدأت عملية تنفيذ الخطة الجديدة التي وضعها بريجنسكي، فدعمت امريكا كل الاصوليات الدينية، الاسلامية والمسيحية والهندوسية واليهودية وغيرها، ونسقت امريكا مع الكنيسة من اجل بدء عمليات دحر الشيوعية وكانت بولندا الشيوعية اول مركز اختبار في العالم المسيحي، وسخر في الثمانينات اصل البابا البولندي ليكون وسيلة اسقاط النظام الشيوعي فيها، وعندما نجحت العملية بدأت رحلة تفكك المنظومة الشيوعية في اوربا الشرقية. اما في العالم الاسلامي، الذي توجد فيه اهم مصادر الطاقة وهي روح ودم العصر الحديث، فقد رأينا بوضوح بان امريكا، وبدعم اوربي، قد ساعدت على تحقيق ثلاثة اهداف خطيرة جدا كانت الاساس الرئيس في تحقيق الانقلاب الستراتيجي العالمي فيما بعد لصالح الغرب الاستعماري نهاية السبعينيات :

أ – الاسلامويون في السلطة :
الهدف الاول كان ايصال تيار اسلاموي، يتظاهر بالطائفية ويستخدمها كغطاء لاخفاء هدفه القومي من اجل التغلغل في الوطن العربي واختراق وحدة العرب، الى السلطة في ايران عبر اسقاط الشاه وتنصيب خميني امبراطورا مطلق الصلاحيات بعد صنع (اسطورته) بواسطة الاعلام الغربي – الصهيوني، وهكذا نشأ قطب اسلاموي طائفي شيعي قوي في ايران نجح في تحقيق استقطاب طائفي خطير في العالم الاسلامي، خصوصا في الوطن العربي، اضعف التيارات القومية والوطنية، وهنا بيت القصيد، لان التيار القومي العربي كان ومازال الوحيد الذي يضمن توحيد العرب على اساس الانتماء لهوية واحدة هي الهوية القومية تتجاوز الطائفية والعرقية والاختلافات الدينية وتضعها تحت السيطرة التامة من خلال قيام الرابطة القومية على مبدأ صريح وثابت وهو المواطنة المتساوية قانونيا وفعليا لكل العرب مهما كانت دياناتهم او طوائفهم او اصولهم الاثنية.

ب – تفكيك الاتحاد السوفيتي :
الهدف الثاني لامريكا كان جر الاتحاد السوفيتي لغزو افغانستان لاجل تفكيكه، كما اعترف بريجنسكي مؤخرا، بعد تنظيم المخابرات الامريكية ل(الجهاد ضد الكفار الشيوعيين) في افغانستان، فبما ان الكفر والايمان هو المعيار الاعظم، وغالبا الاوحد، الذي تستخدمه التيارات الاسلاموية في تقرير مواقفها محليا وعالميا، وهو معيار يفضي الى خدمة امريكا والصهيونية ويضر بالعرب ومصالحهم جوهريا كما سنرى، فقد وقفت هذه التيارات مع امريكا وبريطانيا ضد الاتحاد السوفيتي، لماذا؟ الجواب الكارثة هو التالي : لان امريكا (مؤمنة) والاتحاد السوفيتي ملحد ولهذا شكل الدعم العربي، الرسمي بالمال ودعم التيار الاسلاموي بالرجال (الافغان العرب)، القوة الاساسية في جعل افغانستان (فيتنام الاتحاد السوفيتي)، وذلك كان اهم هدف ستراتيجي امريكي اثناء الحرب الباردة!!!!
ان دعم امريكا ضد الاتحاد السوفيتي باسم الاسلام يشكل تجاهلا فاضحا ومشبوها بكل المقاييس لحقيقتين واقعيتين وهما : الحقيقة الاولى ان امريكا (المؤمنة) وبريطانية (المؤمنة)، طبعا من وجهة نظر هذا الطرف من الاسلامويين، هما العدوان الاشد ضراوة للعرب والمسلمين في العصر الحديث لانهما السبب في كوارثنا، ومنها احتلال فلسطين، تذكروا ان وعد بلفور بريطاني وتذكروا ان تسليم فلسطين للصهاينة كان من قبل الاحتلال البريطاني لها، والاحواز، تذكروا ان بريطانيا سلمتها لايران، واخيرا وليس اخرا تذكروا ان العراق غزته ودمرته امريكا بدعم بريطاني كامل ثم سلم لايران من قبل امريكا، بالاضافة لنهب ثرواتنا وزرع مشاكلنا الحالية المعقدة مع ايران وتركيا من خلال وضع حدود مختلف عليها عمدا، او من خلال تعمد الغرب الاستعماري حرماننا من فرص التنمية والتقدم التي اتيحت لنا. اما الحقيقة الثانية فهي ان الاتحاد السوفيني الملحد كان القوة الاساسية التي دعمت العرب وحدت من، وحددت الاستكلاب الامريكي - الصهيوني وقدمت للعرب كافة اشكال الدعم العسكري والسياسي والاعلامي والمالي وغيره، وبفضل هذا الدعم عجزت امريكا عن تحقيق الكثير من اهدافها، ومنها هدف الانفراد بالعرب وغزوهم كما يحصل الان بعد غياب الاتحاد السوفيتي.
لولا غياب الاتحاد السوفيتي،
والذي تم بمساعدة كبرى وخطيرة مباشرة ورسمية من قبل انظمة عربية وب(جهاد) تنظيمات اسلاموية، لما كنا نواجه كوارثنا الان لان مصلحة الاتحاد السوفيتي كانت تفرض ابقاء توازن ستراتيجي معروف يمنع انفراد امريكا بالسيطرة على العالم. وبعد توريط الاتحاد السوفيتي في غزو افغانستان سرع هؤلاء باستنزافه الى ان اوصلوه الى مرحلة العجز ليس فقط عن مواصلة الحرب بل ايضا العجز عن ابقاء تماسك الدولة السوفيتية. لذلك كانت الحرب الافغانية هي السبب المباشر في التعجيل بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه وبدء امريكا عملية الانفراد بالعالم دون رادع او رقيب، وهذه الواقعة تجبرنا على تكرار الاشارة الى حقيقة اعترف بها التيار الاسلاموي مفتخرا وهي انه ساعد امريكا على تدمير الاتحاد السوفيتي مع انه كان يعرف على الارجح ان غياب الاتحاد السوفيتي سوف يسمح لامريكا والصهيونية بالانفراد بالعرب واكمال عملية تدميرهم وهم عراة من اي حماية او دعم.

ج – أسلامويون يملأون الفراغ :
صعد التيار الاسلاموي الطائفي (السني) في افغانستان ومنها انتشر الى الاقطار العربية والاسلامية بعد انتهاء الحرب الافغانية ضد السوفييت وبدأ هذا التيار بنشر افكاره بدعم تام من قبل الغرب والانظمة الخليجية الغنية التي شكلت مصدر ماله الضخم، الذي وفر له امكانية بث دعايات مؤثرة واسعة النطاق عبر محطات تلفازية عديدة وصحف ومنابر، وشكل دعم الانظمة للتيارات الاسلاموية، حتى خارج دول الخليج مثل دعم السادات له في مصر ضد التيار القومي الناصري، واحدا من بين اهم اسباب انتشاره وملءه للفراغ الذي حصل بضرب الناصرية في مصر وانحسار دور التيار القومي بشكل عام.
وهكذا وفرت امريكا البيئة الطبيعية لتحقيق الانقلاب الستراتيجي الخطير داخل الوطن العربي وهو بروز تيارين طائفيين اسلامويين احدهما طائفي (شيعي) له نفوذ قوي مركزه ايران، والاخر طائفي (سني) قوي ايضا مركزه دول الخليج العربي، وبما ان اليد الواحدة لاتصفق فان وجود تيارين طائفيين قويين شرط مسبق لاشعال الفتن الطائفية في الوطن العربي، وهذا ما وفرته امريكا بمساعدة ايران وانظمة عربية وتيار اسلاموي سني طائفي، تطبيقا لنظرية بريجنسكي وغيره، هل ترون الان كيف تخطط امريكا والصهيونية لتدميرنا؟
وحينما تبدأ عجلة التيار الاسلاموي بالدوران لا تتوقف ابدا الا حينما ينحر او ينحر نفسه بعد نحر الاخرين، فحرب التيار الاسلاموي الحكومي والاهلي لم تتوقف عند حدود دحر الاتحاد السوفيتي فلقد تحول هذا التيار الشيعي والسني الى قوة كبرى واخذت تملء الفراغ الذي نتج عن اضعاف التيار القومي بعد هزيمة حزيران عام 1967 ولعب دور العدو اللدود للتيار القومي الذي بقي قويا في اماكن اخرى وفي مقدمتها العراق. ان التيارات القومية والوطنية التي اضعفتها الصراعات البينية والحروب والازمات الخارجية لم تعد قادرة على الاحتفاظ بقوتها وقيادتها للحركة الجماهيرية كما كانت حتى منتصف الستينات. جاءت التيارات الاسلاموية الطائفية النزعة والهوية سنية وشيعية لتملأ الفراغ، فحدث انقلاب ستراتيجي خطير مهد لدفع الاقطار العربية كلها نحو الهاوية والتفكك والهزائم المريرة.
في ايران، وبغض النظر عن االلغو الفارغ حول فلسطين، اصبح في مرحلة خميني نشر ما سمي ب (الثورة الاسلامية) هو الهدف وليس تحرير فلسطين او مواجهة الاستعمار، لان ما سمي بنشر (الثورة) كان يعني عمليا وفعليا فتح جبهات حرب شاملة مع النظم العربية التقليدية منها والتقدمية الوطنية، كما انه يفضي حتما عمليا وفعليا، وحتى رسميا في حالات كثيرة، الى جعل الصراع بين الاسلام من جهة والصليبية واليهودية من جهة ثانية، هو محور الصراع وجوهره وليس الصراع من اجل تحرير الارض والثروات وطرد الاستعمار، خصوصا وان القاعدة التي استند اليها خميني كانت قاعدة طائفية في المقام الاول رغم انه في تلك الفترة ركز على الاسلام وتجنب التطرق المباشر للطائفية، والتي كانت وظيفة خليفته علي خامنئي الذي انتقل من تضليل ما سمي ب(الثورة الاسلامية) الى نشر التشيع الصفوي في الاقطار العربية. وهذه الحقيقة تنطبق على تنظيم القاعدة وتيار (الافغان العرب) الذي اعتبر عمليا في تلك الفترة ان الجهاد الديني ضد (الكفار) الصليبيين واليهود اهم من النضال الوطني والقومي ضد الاستعمار والصهيونية، لذلك فان نشر الاسلام في الغرب الصليبي وغيره اهم من تحرير فلسطين وغيرها، والاسلمة هذه تعني في التطبيق العملي اشعال حروب الاديان والطوائف لتحل محل حروب التحرير، وهذا الاحلال هو الهدف المركزي للغرب الاستعماري والصهيونية التي اعتبرت ان غزو فلسطين تحقيق لنبوءة دينية ولذلك كانت تحتاج حتى الموت لبروز تيار عربي يتخذ من الاسلام اسما له ويعد اليهود عدوه التقليدي قبل احتلالهم لفلسطين كي يقول بفم ملأن : انظروا الى العرب انهم يكرهون اليهود منذ ظهر الاسلام وحربهم حرب دينية قديمة جدا وليس لها صلة بفلسطين. بذلك المنطق تسقط الصهيونية والغرب الاستعماري حقوقنا القانونية الواقعية في فلسطين، والتي اصبحت القوة الاساسية التي اقنعت الملايين في العالم خصوصا في اوربا المسيحية وغيرها بدعمنا ورفض الصهيونية، وتصبح الحروب الحالية حروبا دينية وطائفية وامتداد اوتوماتيكي للحروب القديمة.
وكانت اخطر خطوة اقدم عليها خميني في تحقيق الانقلاب الستراتيجي، اي انهاء الصراع التحرري مع الاستعمار والصهيونية عمليا حتى ولو بقي خميني يشتم الصهيونية والشيطان الاكبر، هي خطوة اشعال الصراعات بين المسلمين انفسهم، وكانت الحرب التي فرضها خميني على العراق، من خلال اصراره على اسقاط النظام الوطني فيه، هي الشرارة التي اشعلت حريق المنطقة كلها ونقلتها من مرحلة الصراع ضد الاستعمار والصهيونية الى مرحلة الصراعات الاسلامية - الاسلامية، والتي سبقتها ورافقتها واعقبتها الصراعات العربية - العربية، ثم توجت عملية اغراق العرب في صراعات عبثية باشعال الفتنة بين الشيعة - والسنة. وهذا التحول هو ما كانت تحتاجه الصهيونية والغرب لاكمال تطويق وعزل العرب، حيث دعمت الفكرة الصهيونية القائلة بان العرب والمسلمين عدوانيين بطبيعتهم بدليل انهم يتقاتلون فيما بينهم لاسباب طائفية!
لقد جر التيار الاسلاموي السني والشيعي الامة الى صراعات دينية محضة، مع المسيحيين واليهود والهندوس وغيرهم، بدل مواصلة النضال على اسس تحررية ووطنية وقومية، فقضية فلسطين هي في المقام الاول قضية حقوق نشأت عن احتلال الصهاينة لها دون وجه حق لذلك، وبناء على هذا الطابع الحقوقي، كانت القضية الفلسطينية تكسب الملايين في العالم حتى داخل العالم المسيحي في امريكا واوربا بل برز يهود ايضا يدعمون القضية الفلسطينية بدرجات معينة، لكن شعار الجهاد ضد الكفار الصليبيين واليهود والهندوس دفع اصحاب الديانات الاخرى للتراجع عن الاعتراف بحقوق العرب والتمسك بالدفاع عن ديانتهم المتهمة بالكفر، ووجدوا الحجة لدعم اسرائيل علنا، كما حصل في الهند التي كانت من اقرب اصدقاء العرب والداعمين لقضية فلسطين لكنها وبعد ان رأت ان بعض العرب والمسلمين يدعون لتقسيم الهند ويدعمون انفصال كشمير وجدت في ذلك مبررا لدعم اسرائيل!!!
تصوير قضية فلسطين على انها قضية اسلامية امر لا غبار عليه اذا كان ذلك يعني دعم المسلمين لحق العرب القانوني والواقعي في فلسطين ولكن اذا كان ذلك يعني جعل اسلامية فلسطين هو المحرك الاول والاخير من اجل تحريرها وليس الحقوق القانونية والقومية فانه في المحصلة النهائية والنتيجة الحتمية عبارة عن دعم للادعاء اليهودي بان الصراع بين العرب واليهود في اصله ديني، فكان طبيعيا ان يعيد العالم النظر في الموقف من القضية الفلسطينية التي لم تعد من هذه الزاوية قضية حقوق بل قضية صراع ديني يهودي - اسلامي. لقد حققت الصهيونية حلمها الاول وهو اقناع الكثيرين في العالم بان العرب يكرهون اليهود لاسباب دينية وليس بسبب احتلال فلسطين وطرد الفلسطينيين من وطنهم.
ما الذي ترتب على اعتماد معيار محاربة الكفر والكفار ونشر الاسلام في العالم وهو المعيار الاول للاسلامويين بدل مواصلة النضال من اجل استعادة حقوق مشروعة دون زج الدين واحكامه فيه؟

نتيجتان ترتبتا على التمسك بمعيار الكفر والايمان الدينيين وهما :

1 – التطرف والغزو :
التطرف الاسلاموي قدم لامريكا والصهيونية والغرب حجج وفرص أكثر مما توقعتا لشن حروب وغزوات على العرب كما حصل مع العراق، الذي كان توقيت وسبب احتلاله واضحا وهو انه بدأ الاعداد له بعد ضرب البرجين في نيويورك يوم 11/9/2001، فتحت غطاء محاربة التطرف الاسلاموي تمت اكبر واخطر عمليات تدمير الاقطار العربية وهي غزو العراق وما ترتب عليها من اثار كارثية عليه وعلى كافة الاقطار العربية. تحت شعار محاربة الكفار الصليبيين قدم الاسلامويون المتطرفون اكبر واخطر فرص غزو امتنا وتدميرها.

2 – الاعتدال واكمال التدمير :

بعد انتها دور التطرف الاسلاموي واداءه لكامل وظيفته المرسومة بدقة سلفا، بدأ دور (الاسلام المعتدل) واقترن ذلك باطلاق امريكا والصهيونية لخطة سايكس بيكو الثانية والقائمة على تقسيم الاقطار العربية، فبعد اكمال نشر الفتن الطائفية بواسطة التيارات الاسلاموية المتصارعة السنية والشيعية، جاء دور فرض انظمة اسلاموية وصفت بالمعتدلة لتكمل ما بدأه التيار الاسلاموي المتطرف وهو تمزيق الاقطار العربية. وتحت تأثير ما سمي ب (الرييع العربي) او (الثورات العربية) بدأت امريكا والصهيونية بتنفيذ خطة خطيرة وهي نشر الفوضى الهلاكة، ومن بين اهم شروط حصول ذلك هو شرط وجود (الاسلام المعتدل) في السلطة لضمان الانتقال الى مرحلة حروب المدن والاحياء داخل الاقطار العربية وحروب الاقليم الطائفية بين ايران الشيعية وتركيا السنية ومعها دول عربية اوصلت امريكا التيار الاسلاموي المعتدل الى السلطة فيها!

نتائج مدمرة
لقد توفرت اهم الشروط المطلوبة لاكمال الكارثة وهي :


1 – أشعال حرب اهلية طائفية :

ان ايصال امريكا لاسلامويين للسلطة في تونس ومصر الان هدفه الاكبر والاخطر هو نقل الصراعات الطائفية من مرحلة صراع الشارع الى مرحلة الصراع بين حكومة اسلاموية واخرين من طائفة اخرى او دين اخر، الامر الذي يفضي الى تقسيم الاقطار العربية في النهاية لاجل ايقاف حمامات الدم بصفته اهون الشرور! بتأثير وجود احزاب وكتل اسلاموية طائفية في الحكم تعد غير المسلم (المسيحي والصابئي وغيرهما) ذميا حتى لو كان عربيا ينحدر من نسل عدنان وقحطان، والذمي مواطن من الدرجة الثانية مهما زوقنا ذلك، وربما اقل، تتوفر اسباب وحجج تدمير مفهوم المواطنة وتفتح الابواب امام حروب داخلية بين المواطنين حتى تصل مرحلة عجز الجميع عن ايقافها، فتصبح دعوة الاجنبي لايقافها تحصيل حاصل لاجل انقاذ المسيحيين العرب من الاضطهاد. انظروا لما يجري في مصر خصوصا الى الاقباط، وانظروا لما يجري في واشنطن من اعداد لتقسيم مصر بعد اعلان تأسيس دولة قبطية في الخارج تمهيدا لنقلها للداخل بعد ان تنضج ظروف مصر وهي لن يكتمل نضوجها الا بوجود تيار اسلاموي في السلطة. ان ما يكتبه موريس صادق من امريكا ليس رأيا فرديا بل هو ينطق بصوت المستقبل الذي ينتظر مصر اذا حكم الاسلامويون مصر فعلا.

2 – الاستقطاب الطائفي الاقليمي :

ان ألايصال المبرمج للاسلامويين للسلطة هو، وبدقة تامة، ممهد حتمي لخلق استقطاب طائفي اقليمي يكمل الاستقطاب الطائفي داخل الاقطار العربية! بروز مصر تحت حكم الاسلامويين بعد تركيا وايران، ثم تصعيد الاسلامويين للحكم في تونس والمغرب وليبيا، وربما في الاردن وسوريا واليمن وغيرها، هو عملية منظمة بدقة ووضوح لخلق محورين رسميين اسلاميين اقليميين احدهما شيعي تقوده ايران والاخر سني تقوده تركيا، وبمستوى دول في حالة صراع عدائي مزمن ينقل الطائفية من قضية داخلية الى قضية اقليمية، وتحت ظله تصبح ظاهرة الكيان الصهيوني ظاهرة طبيعية وغير شاذة لان الجميع يعمل وفقا لافكاره واهدافه الدينية.
في المعايير الستراتيجية المعروفة فان وجود هذين الاستقطابين، الاستقطاب الطائفي داخل كل قطر والاستقطاب الطائفي الاقليمي، يشكل اعفاء لاسرائيل ولامريكا والغرب الاستعماري من واجب التدخل المباشر والغزو ذو التكلفة المدمرة كما اثبتت تجربة العراق، والاعتماد مباشرة على صراعات اساسها ومحورها ومحركها طائفي اسلاموي، يقوم فيها عرب مسلمون بذبح بعضهم للبعض الاخر، ويتميز كل طرف منهم من بانه اجل السلطة مستعد لتقديم كل الضمانات لاسرائيل وامريكا مثل المحافظة على التطبيع والاعتراف باسرائيل وابقاء القواعد العسكرية الامريكية او استضافتها بكرم طائي، مقابل الاصرار على ذبح الطائفة الاخرى وحرمانها من حق الوجود، وقبل هذا وذاك ذبح التيار القومي العربي المستهدف منذ اكثر من نصف قرن والذي تعرض ويتعرض للاجتثاث الدموي المستمر وبلا توقف!

هل ترون ان نتيجة الاحداث لا تطابق نوايا المنتفضين الاصلاء ولا ادعاءات انها (ثورات) عربية؟ هل ترون الان كيف تحولت الانتفاضة الوطنية في تونس ومصر الى سلم لايصال الاسلامويين للسلطة وليس كنس الديكتاتوريات والفساد مع انهم كانوا خارج الانتفاضة او ضدها؟ الا ترون معي الان بان بريجنسكي لا يبتسم وحده بل يبتسم معه نتنياهو وهما يريان عربا كثيرين لا يكلون عن التعتيم على الدورين الامريكي والاسرائيلي في اشعال (الربيع العربي) وادامة (الثورات) العربية؟ انتبهوا الى تسلسل مواقف الاسلامويين الخطير منذ الخمسينيات وحتى الان والقائم على الاصطفاف المستمر مع الغرب الاستعماري في مراحل التحولات الخطيرة في العالم ودور هذه المواقف في التسبب بكوارثنا الوطنية والقومية.
يتبع....
6/1/2012
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الجمعة 12 صفر 1433 / 6 كانون الثاني 2012

زحل بن شمسين 15-01-2012 06:05 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 26
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
خطايا عقدة الهزيمة

3 – عقدة الهزيمة : دون ادنى شك فان عقدة الهزيمة تلعب دورا تخريبيا في الوسط الوطني العربي، فبعض المثقفين العرب، الذين كانوا دائما مناهضين للاستعمار والامبريالية والصهيونية، اندفعوا في تأييد ما يحدث منذ مطلع هذا العام دون تدقيق بهوية الحدث ومن هندسه ومن يتحكم بمساره ومن يحدد شعاراته واهدافه، لان همهم وهدفهم الطاغيين كانا المشاركة في مظاهرات جماهيرية حاشدة تريد اسقاط انظمة لم يترك الفساد والديكتاتورية، والتبعية غالبا، فيها زاوية نظيفة، فهل هذا هو دور المثقف العربي؟ وهل الثقافة الثورية، وهي اهم عناصر الوعي الستراتيجي، تسمح بالانجرار وراء احداث قبل فهمها بصورة صحيحة وستراتيجية؟ وهل نطرب لكل عزف مزمار؟

لقد اثبتت الاحداث في الشهور العشرة الماضية بان الكثير من المثقفين العرب ليسوا سوى وعاء او ارشيف معلومات وليسوا مثقفين بالمعني الوظيفي لمعنى المثقف، فالثقافة ليست مجرد وعاء يختزن المعلومات والافكار الكثيرة، فتلك مهمة الارشيف المادي اي غير الحي، اما الثقافة الوظيفية، والثورية منها بالذات، فهي وسيلة اكتشاف وادراك العالم بكافة الغازه ومنعطفاته ومخاطره ومطباته وفرصته التاريخية بنفس الوقت، انها ليست التجميع الكمي للمعرفة بل هي كيفية استخدامها وتوظيفها لخدمة هدف انساني كبير او صغير، ولهذا يوجد فرق نوعي بين الارشيف، الذي يعد اكبر مخزن معلومات موجود، وبين ثقافة الانسان، وابرز مظاهر ذلك حقيقة ان الارشيف خادم للانسان الذي صنعه بينما المثقف هو مبدع الارشيف وغيره من ادوات الحياة والمعرفة، وبهذا المعنى الوظيفي فالمثقف مبدع وصانع ومغير بفضل ثقافته ووعيه، ولهذا صعد نجم المفكرين والفلاسفة وحفروا في ارض النفوس انهرا من الوعي والمعرفة، بينما بقي الارشيف مجرد خزان معلومات يتغير شكله من ارشيف ورقي يملأ عمارات الى ارشيف الكتروني (مثلا فلاش او هارددسك) يحمل في الجيب، او لوحا (كومبيوترا) صغيرا تحمله وانت في السيارة لتقرأ فيه، ومع ذلك فاللوح بقي لوحا ارشيفيا وبقي خادما للانسان وليس العكس.


هل المثقف العربي مجرد ارشيف يقدم الخدمة فقط ام انه عقل جبار يغير المجتمع والطبيعة؟ مع الاسف ما رأيناه في الشهور الماضية شكل صدمة كبرى مدمرة لمن اعتقد بان المثقف العربي قائد لمجتمعه وانه امل الامة في التغيير الصحيح وانه شعلة تضيء طريق الحياة كي نرى العدو الحقيقي لنا كما هو وبلا رتوش فنتجنبه او نقاتله. المقلق من زاوية مستقبل الامة ان بعض المثقفين الثوريين هم الذين كبوا وتبين ان هذا البعض محض ارشيف معلومات اضيفت اليه عاطفة بشرية هوجاء اربكته وحيرته لانه وظف ذاته لخدمة احداث عجز عن التأثير فيها وبقي اداة من يحركها رغم ان من يحركها هو عدوه الرئيس : امريكا!

وكانت عواطف هذا النوع من المثقفين ورغباته العتيقة المشروعة في التغيير الثوري الجذري للاوضاع الفاسدة والمفسدة هي التي جعلته منساقا خلف اوهام قاتلة ومدمرة نرى اثارها الكارثية الان متمثلة في بحور الدم العربي المسفوح في ليبيا التي احتلت من قبل الاستعمار وتسببت في كوارث بشرية هائلة منها تدمير مدن كاملة واعادة ليبيا الى مرحلة فقر ما قبل النفط وابادة عشرات الالاف الليبيين وهدر ثروات ليبيا وتهجير الملايين...الخ، ومع ذلك فان هذه التضحيات لم تضمن اقامة بديل وطني بل استفاد منها الاستعمار فقط باعادة سيطرته على النفط الليبي رسميا، وفي سوريا واليمن اللتان تتعرضان لنزف دم لا يقبل به اي انسان لديه ذرة ضمير واحساس بالوطنية تتجه الاوضاع نحو غزو استعماري، ربما باداة اقليمية، وتقسيم القطرين ونشوء ولايات قزمة على اسس طائفية او اقليمية او غيرها!

والاغرب ان هذا البعض من المثقفين العرب الذين كانوا مناهضين لامريكا والصهيونية لعقود نراهم الان يتماهون مع امريكا ومع اسرائيل مباشرة او عبر رجالاتها الخلص، مثل برنار ليفي وهيلاري كلنتون وعبدهم المطيع امير قطر، فهؤلاء هم قادة ما يجري وهم من يقرر مسار الاحداث وليس ملايين الناس الذين ارداوا التغيير وقدموا الشهداء ونزفوا الدم من اجل ذلك لكنهم وجدوا ان البديل مثلا هو راشد الغنوشي بكل تبعيته ليس للاستعمار وانما لعملاء وعبيد الاستعمار في قطر وغيرها، وكانت اول رسائله البلغة الوضوح بعد تمكينه المخطط من الفوز في الانتخابات التونسية هي (حجه) الى قطر مصدر رزقه وماله ودعمه المباشر ليقدم فروض الطاعة والولاء لولي نعمته.


وقصة الغنوشي ليست الاولى فهناك من يظن انه ذكي ويستطيع اخفاء ارتزاقه لامريكا عن طريق قبض المال من وكيل او عبد امريكا ولا يقبض مباشرة من امريكا، لكي يستطيع الدفاع عن نفسه امام اتهام بانه يقبض من امريكا، فالغنوشي يقبض من امير قطر، وكانت زيارته المشبوهة بكل المعايير لقطر مؤشر حاسم على ان الوكلاء والعبيد التابعين لامريكا واسرائيل، مثل امير قطر، هم من يتحكمون برجالات المرحلة الجديدة نيابة عن امريكا وبتفويض منها وبقوتها. ان في ذلك معان متعددة فامريكا تريد القول للعرب ان زعماءكم الجدد الذين وصلوا للحكم بعد (ثورات) التلوث النووي لا يستحقون ان نتعامل معهم مباشرة ولا ان ندفع لهم مباشرة بل نترك الامر لعبيدنا واداوتنا المبثوثة بينكم، فهم لا يستحقون مصافحة امريكا لانهم مرتزقة وعملاء، مثلهم مثل الجنرال الاوربي الذي ساعد نابليون على غزو بلده وعندما طلب مصافحة نابليون وقال له انا ساعدتك على احتلال بلدي رفض نابليون مصافحته وبقي على فرسه ورمى له بصرة مال وقال له باحتقار (انني لا اصافح الخونة). امريكا وهي تدفع للغنوشي واضرابه عبر قطر تريد ان تكرر قول نابليون للمرتزقة العرب : (انكم لا تستحقون المصافحة والمال هو ما تستحقونه لانكم خونة شعبكم ومن يخون شعبه جاهز لخيانة كل طرف اخر).

اما الهدف الاخر فهو رغبة امريكا في ارباك الناس ولو لفترة عبر عدم حرق الحكام الجدد بتقديم المال لهم مباشرة فتترك لهم الفرصة للدفاع عن انفسهم بالقبض من عبد رسمي وعلني لامريكا والصهيونية مثل امير قطر، وهذا ما فعله الغنوشي وغيره من الاسلامويين العرب الذين قبضوا ويقبضون من عبد قطر، اوغيره من الازلام المتشحين برداء رجال اعمال او اثرياء حرب يقدمون ملايين الدولارات نقدا او بصورة مؤسسات اعلامية تكلف الملايين بأمر السيد الامريكي.

لحسن الحظ فان المثقف التونسي تصدى لهذه الظاهرة الحقيرة عندما قام الغنوشي بدعوة امير قطر ليحضر اول اجتماع رسمي برلماني في تونس بعد تحررها من النظام، في خطوة لا يمكن الخطأ في تفسير معناها، مع ان الغنوشي لم يدعوا احدا غير امير قطر وهذه ظاهرة غريبة وخطوة وقحة جدا من الغنوشي اقدم عليها مرغما وهو يعرف معناها ونتائجها ولكنه من شدة صدمته باختيار امريكا وفرنسا واسرائيل له ليفوز في انتخابات جرت في ظروف غير طبيعية، مع انه لم يكن يتصور حتى في احلامه انه سيكون رجل المرحلة في تونس حتى عندما عاد اليها، فقد وعيه ورشده وتصرف كاي فاقد للوعي بعد صدمة تحقيق ما لم يكن يتخيله.

ابناء تونس كما كانوا طليعة الامة في تفجير الرفض الشعبي للديكتاتوريات والفساد وفتحوا الابواب لكل العرب فانهم قدموا الدليل القوي والواضح على انهم ليسوا مجرد خزانات معلومات بل انهم عقول تفكر بحيوية ووضوح ومقدرة على كشف الالاعيب الاستعمارية، فلقد وقفت اغلب الاحزاب والشخصيات القومية العربية والوطنية التقدمية في تونس ضد دعوة امير قطر وعدتها تدخلا في الشأن التونسي ومساس بحرمة الانتفاضة التونسية وتدنيسا لنقاوتها. ونحن نتمنى ان يحذوا كل مثقف عربي حذو مثقفي تونس في ضرورة التمييز بين دعم المطاليب الجماهيرية وبين قبول وصاية عبيد امريكا كامير قطر المسؤول رسميا عن سفك دماء مئات الالاف من العرب بماله ودعايته المضللة عبر القناة الرسمية الموجهة من قبل الموساد والمخابرات الامريكية التي تبث من قطر باسم قناة الجزيرة.

ولم يكن غريبا ابدا ان المثقف العراقي هو الاخر كان طليعيا في فهم ما يجري فلقد اكد المثقف العراقي المقاوم للاحتلال، خصوصا المثقف البعثي، انه طليعة هذه الامة العربية والعارف بخفايا ما تتعرض له فقام بجرأة نادرة هي امتداد طبيعي لجرأة المقاومة العراقية التي مرغت انف امريكا في وحل الهزيمة، بفضح المخطط الامريكي وميز بوضوح وشفافية كاملة بين دعم الانتفاضة الجماهيرية وبين الانسياق وراء مسار الاحداث الذي تقرره امريكا وليس الجماهير. لقد وقف المثقف العراقي الذي يقاتل الاحتلال الامريكي والايراني للعراق، بجرأة وصلابة ورفض الانحناء للعاصفة المصطنعة وهي عاصفة التغاضي عن، واحيانا قبول، الدور الامريكي - الصهيوني في الاحداث واعتبار البعض له ضرورة مكروهة! لكن المثقف الوظيفي الوطني المقاوم في العراق بطهريته ونقاوته القومية والوطنية كشف هذه اللعبة وتصدى لها في البداية وحيدا وتحمل النقد واللوم لعدة شهور حتى من بعض اقرب الناس اليه لكنه الان يتمتع بالمزيد من الاحترام وتعمقت ثقة الناس به وتوسعت دائرة المنصتين له بعد ان قدمت احداث الشهور الماضية الادلة العملية والرسمية على ان من يحرك الاحداث ويتحكم بمساراتها ليس الجماهير الرافضة ولا المثقفين العرب المشاركين فيها بل امريكا وادوات امريكا.

العراقيون كما كانوا اول من اخترع الحرف والعجلة ووضع اسس علوم الفلك والطب الهندسة واول من اقاموا حضارة معروفة وهي الحضارة السومرية، فانهم في معركة العقل والوعي، خصوصا الوعي الستراتيجي والوعي العقائدي، كانوا اول من رفض ابتزاز الوعي المسطح، وابتزاز الحديث باسم الجماهير و(ثوراتها) واصر على عدم السباحة مع التيار الجارف لانه ليس تيار الشعب ولا تيار التحرر ولا تيار اقامة الديمقراطية والعدالة بل هو تيار امريكا والصهيونية مائة بالمائة، وهذا شرف كبير للمثقف العراقي المقاتل وليس الذي يلوك عبارات ثورية او يمارس العابا فكريا وهو منزو في مقهى مترف.

السقوط في ذروة النجاح
ومن الظواهر الجديدة المتوقعة ظاهرة السقوط السريع والحاسم لتيار مرشح من قبل امريكا والصهيونية لاستلام الحكم قبل ان يستلمه، فلقد جرت العادة ان تستلم فئات معينة الحكم وهي غير مكشوفة، اما لعدم كشف عجزها عن تولي الحكم او او لعدم كشف علاقاتها المشبوهة او كليهما، ولكن تطورات الاحداث تكشفها تدريجيا وهي في السلطة فنرى الفاشل في الحكم ونرى من له علاقات مشبوهة، هذا ما جرى في العقود الخمسة الماضية، اما الان فان تيارا اسلامويا معينا كشف واحرق قبل استلامه الحكم، فهذا التيار الاسلاموي كان يدعي انه ضد القمع والاستبداد ومع احترام الانسان وعدم اساءة معاملته حتى لو كان عدوا، وكان يشكو من قسوة الانظمة عليه ورفضه لاساليبها في التعذيب وينظم الحملات ضدها وكانت حملاته ضد المرحوم جمال عبدالناصر معروفة واعتمدت على ادعاء انه اضطهد هذا التيار، نقول هذا التيار يقف اليوم عاريا تماما من كل ملابسه وسقطت عمامته ايضا فرأيناه كما خلقه الله.
ان الحدث الليبي حدث كارثي بكل المقاييس، لانه ادى الى دمار المدن بصورة كاملة واودى بحياة عشرات الالاف وهجر الملايين من مدنهم وخلق ثأرات مدمرة بين القبائل الليبية سوف تبقى نيرانها متأججة لعشرات السنين، والاخطر انه شهد ارتكاب جرائم بشعة باسم الله والدين وكان التكبير باسم الله يتعالى مع كل جريمة وكأن ما قاموا به جزء من الايمان، ولعل اغتصاب القذافي وادخال قضيب في مؤخرته وهو حي، والتمثيل بجثته وجثة الكثير ممن اغتيلوا بلا رحمة وهم اسرى حرب، ونبش القبور وحرق العظام الخاصة بعائلة القذافي! ان ارتكاب تلك الجرائم وغيرها كثير لم يكن دعاية مضللة بل كانت جرائم موثقة بافلام صورها القتلة انفسهم مفتخرين وسعداء ونشروها في الانترنيت وشاهدها الملايين الذين فجعوا بوحشية من يطلق عليهم اسم (الثوار) وكان اول انطباع لدى تلك الملايين ان هؤلاء اسوأ من الوحوش المفترسة فهم لا يعرفون معنى الشرف ولا الكرامة الانسانية ولا الرحمة ولا الاسلام ولا قيم القبيلة.
ان ما جرى في ليبيا هو الاسوأ في كل الوطن العربي خلال مئات السنين، وحتى قتل العائلة المالكة العراقية ورغم انه جريمة الا انه اخف مما حدث في ليبيا فالقتل تم في العراق بسرعة وبالرصاص وسحلت جثة عبدالاله ونوري السعيد فقط، كما انها اسوأ من جرائم الاحتلالين الامريكي والايراني للعراق لان المحتل اجنبي واستعماري، لذلك فان جرائم من استخدمهم النيتو كواجهات لاسقاط النظام في ليبيا هي الاسوأ في تاريخ العرب الحديث وربما القديم ايضا، وهي من بين اسوأ جرائم العصر الحديث في العالم التي شجعتها امريكا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وطبعا اسرائيل، وشارك في تنفيذها عرب منهم امير قطر، وهذه حقيقة سوف تكون لها عواقب لاحقة وسوف يعاقب كل مجرم ساهم فيها او ايدها مهما طال الزمن.

السؤال المدمر لهذا التيار الاسلاموي هو : ماذا كان رد فعله على الجرائم التي ارتكبت في ليبيا؟ الجواب واضح جدا فلقد نزع الذئب جلد الحمل عنه بعد ان نجح في خداع ليلى – كما في قصة ليلى والذئب – ورأينا اشد الاسلامويين نقدا للديكتاتوريات ودفاعا عن حقوق الانسان ورفضا للاضطهاد في المراحل السابقة يتسابقون في دعم الزعامة الليبية الجديدة وتهنئتها لمناسبة (النصر)، الذي ماكان له ان يتحقق لولا النيتو وامريكا واسرائيل وهذه حقيقة تفقأ عيون كل من ينكرها، مع الاهمال التام للجرائم والرفض الواضح لاي ادانة لها حتى ولو بالقول انها جرائم فردية!

احد الكتاب الاسلامويين المصريين الذي عرف عنه انه يقبض من اكثر من جهة تحت غطاء الكتابة في الصحف هناك، من الكويت ودول خليجية اخرى وبنفس الوقت يقبض من ايران، لذلك يدافع عن ايران كما يدافع عن دول خليجية، هذا الكاتب الذي تخصص بتقديم فكرة انه ليبرالي مسلم وانه مع احترام حقوق الانسان ورفض خرقها وكتب الكثير لدرجة انه وصف بانه مصاب باسهال الكتابة وكان ينتقد التجربة الناصرية لانها اضطهدت الاخوان المسلمين كما ادعى، هذا الكاتب الذي نبهنا اليه مبكرا ولو مع عدم ذكر اسمه لتفاهته، لم ينبس ببنت شفة كغيره حول الجرائم في ليبيا بل هو من اشد المهوسين في دعم النظام الجديد! وما قيل عن هذا الكاتب الاسلاموي المرتزق يقال عن التنظيمات الاسلاموية التي لم تستنكر ولم تدين هذه الجرائم بل تجاهلتها، والامر المتوقع وحصل هو اقدام الكثير من رموز الظلامية الاسلاموية على اصدار فتاوى تحلل فيها ما جرى في ليبيا من جرائم قتل وتمثيل بالجثث وترحب بها وتعدها احكاما الهية!

اما بعض التيارات الاسلاموية العراقية والمصرية والاردنية والسورية وغيرها فقد قدمت التهاني لعملاء النتيو في ليبيا رغم ان بعض من قدم التهاني واعترف بالنظام الجديد كان محسوبا ضمن صفوف مناهضي الاحتلال الامريكي للعراق! ووصل البؤس والظلامية والتقية لدى هؤلاء حد وضع درجات للخيانة والتعامل مع الاستعمار وقبول الدرجة الادنى مع رفض الدرجة الاعلى كما فعلت كتلة عراقية عندما دافعت عن اعترافها بالجواسيس الذين يحكمون ليبيا رغم انهم اشقاء شرعيين لاحمد الجلبي ونسخ معدلة قليلا منه!

هل هي لحظة كشف كل الاوراق؟ نعم فالذين ارتكبوا كل تلك الجرائم في ليبيا باسم الدين والله وكانت جرائم لا نظير لها، ارتكبوها تحت غطاء وحماية وتشجيع النيتو وامريكا مباشرة ورسميا، الامر الذي يضع هؤلاء الذين ايدوا جلبي ليبيا في مكان اخر غير مكانهم القديم، ويسلط الاضواء على هويتهم الحقيقية وادوارهم الحقيقية وليس الدور الذي لعبوه حتى الان. فكيف يمكن التمييز بين جلبي العراق وجلبي ليبيا مع انهما كلاهما من صنع امريكا والنيتو؟ نعم جلبي العراق جاء محمولا على اكتاف امريكية بوضوح ورسميا ولكن من عرف بمصير جلبي العراق بعد ذلك وهو تحوله الى رمز للحقارة والخيانة الوطنية مما ادى ليس الى حرقه كليا فقط بل ادى ذلك الى حرق كل ترتيبات الاحتلال الاصلية ومنها الاحتلال المباشر والصريح والحكم المباشر والصريح للاقطار التي تحتل والاضطرار لتبني خطط تمويه تمنع حرق الجواسيس والعملاء وتسهل خداع الجماهير وتورطها في دعم احتلال مموه نسبيا.


ما جرى في ليبيا هو ان الجلبي وضع في الخلف ودفعت عناصر غوغاء ومتوحشة الى الواجهة الاعلامية، ولم يركز على دور القوات الارضية الخاصة في غزو ليبيا وانما ركزت القنوات الصهيونية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على القصف الجوي وعلى هاتين الصورتين (صورة الغوغاء السرسرية وصورة القصف الجوي) ورفضت اظهار غيرهما، لان امريكا لا تريد ان تحرق كل اوراقها مرة واحدة كما حصل في العراق، بل كانت تريد استخدام هبوط الوعي العام في ليبيا ووجود نزعات وحشية وتصرفات خارجة عن المألوف لدى بعض الليبيين في تحقيق الاهداف الامريكية والصهيونية وهي تدمير ليبيا وليس اسقاط النظام فقط، مع اعطاء انطباع بانه صراع بين الليبيين وان النيتو يدعم من الجو فقط. ولكن الحقيقة ظهرت وثبت ان النيتو زج منذ البداية في بنغازي وغيرها قوات خاصة بريطانية وامريكية وفرنسية كانت تحسم المعارك التي يعجز الغوغاء السرسرية عن حسمها، وتوسع دور القوات الخاصة على الارض باحتلالها لطرابلس مباشرة وتسليم المدينة للسرسرية، ثم اسر القذافي من قبل القوات الخاصة للنيتو وتسليمه للسرسرية وامرهم بتعذيبه ببطء قبل قتله مع الاصرار من قبل مخابرات امريكا على قيام سرسرية ليبيا باغتصاب القذافي جنسيا والعبث الجنسي به وهو حي وتصوير ذلك وتعميمه عالميا!
في هاتين الصورتين ظهر النيتو وكانه يقصف من الجو فقط وتم اخفاء وجود قوات خاصة على الارض رغم الاعلان رسميا عن وجودها من قبل بريطانيا وفرنسا منذ الاسبوع الاول للاحداث، وكان الهدف عدم الوصول الى العزلة عن الشعب الليبي كما عوملت امريكا من الشعب العراق اذا استخدمت امريكا الغزو المباشر والرسمي، لذلك فان دور جلبي ليبيا كان مختلفا وان كان حاضرا، فجلبي ليبيا يملك نفس حقارة وقذارة جلبي العراق لانه ايضا جاسوس ومارس القتل ايضا كالجلبي في العراق وكان موافقا وداعيا لتدمير مدن ليبيا وقتل عشرات الالاف الليبيين وتشريد ملايين الليبيين، لكن معمم بائس وساذج يؤكد ان هناك اختلاف بين جلبي العراق وجلبي ليبيا كي يبرر دعمه هو وجماعته للاحتلال الاستعماري لليبيا.

اين اذن الفرق الجوهري بين غزو العراق وغزو ليبيا ودور الجلبي فيهما؟ نعم يوجد فرق لكنه ثانوي وهو فرق فرضته تجربة الفشل في العراق، ولكن من حيث الجوهر فان جلبي ليبيا اسوأ من جلبي العراق لانه راى ما حصل في العراق وكان يجب ان يفهم ان الاعتماد على امريكا والنيتو لن يجلب الا الكوارث لليبيا كما جلبها للعراق.
مبروك ل(وطنيين) واسلامويين يريدون خداع الناس بالقول ان ماحصل في العراق ليس مثل ما حصل في ليبيا، في عملية تضليل هدفها دعم استعمار ليبيا من قبل نفس الجهات التي غزت العراق، ولذلك لابد من اعادة النظر في هدف وقوف هؤلاء ضد الاحتلال الامريكي للعراق وهل كانوا حقا يريدون مناهضة الاحتلال ام اختراق المقاومة ونسفها من الداخل خصوصا بطروحات طائفية كان لها اثر مهم في تقليص نطاق المقاومة المسلحة في البداية!!! وهذا السلوك وبكل تأكيد اسهام مباشر في شيطنة الاسلام عبر فتاوى عمائم سود وبيض تجعل الاسلام يبدو كانه يقبل بدرجات دنيا للخيانة والعهر والكفر، ولكنه يرفض الدرجات الاعلى كما قال معمم عراقي ساذج! وهذا الموقف سوف نتناوله لاحقا بالتفصيل ونفضح القائلين به ونسقط عنهم كل غطاء.
ان الدرس العظيم في الحدث الليبي هو ان توظيف او استخدام الدين يصبح ممكنا من خلال تقديم رجال دين خصوصا اولئك الذين لم يحرقوا بعد ومثلوا حتى الان دور الوطني والمقاوم للاحتلال، تفسيرات مضللة للراي العام تميز بين عهر وعهر وخيانة وخيانة وخيانة اخرى واحتلال واحتلال اخر، خصوصا استخدام الدين لدعم ابناء التيار الظلامي في اقطار اخرى حتى لو كانوا سرسرية وغوغاء وقتلة وعملاء لامريكا يقبضون منها علنا، كما حصل مع نائب امير منطقة طرابلس الذي قبض عليه بعد ذهابه الى ايرلندا حيث كان يقيم ووجد لديه مال كبير اعترف بانه قبضه من المخابرات الامريكية لقاء مشاركته في اسقاط القذافي. هذا النوع من الاسلامويين كشف نفسه وهو يبتهج بقرار العار وهو قرار امريكي صهيوني بدعم وصولهم للسلطة على انقاض مدن كاملة وجثث ملايين العرب الابرياء. لقد نسى هؤلاء معزوفة حقوق الانسان وما تعهدوا به من التزام بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان! لنتذكر دائما ان الذئب حالما يتصور انه نجح في اصطياد ليلى ينزع رداء الحمل ليبدأ باكل ضحيته، وهؤلاء الان يتصرفون كذئب حان وقت افتراسه للحمل الوديع الغر فنزع غطاء الحمل عنه!

اين تكمن عقدة الهزيمة؟ انها في قلب عملية التضليل للذات قبل تضليل الاخر باقناعها بفكرة خاطئة او مدمرة لكنه وهو يحلم بنصر انتظره عقودا بلا تحققه يرى انه اصبح ممكنا الان فيقامر بكل ثروته على حصان واحد منتظرا من هذه المقامرة تحقيق امل عتيق وهو النصر الان رغم انه لا يعرف على وجه الدقة واليقين النتيجة، وبنفس الوقت انه يعرف انه ليس سوى مشاهد او مشارك في فيلم تفاعلي يخرجه غيره ويؤلف موسيقاه غيره ويحدد نهايته غيره. لنتذكر دائما ان الفرد المهزوم المنعزل لا يصنع النصر مهما تصور وتخيل مثلما ان الحالم لا يحقق الزواج بمن يحب مهما طال حلمه، فهو يبقى في سريره بينما من يصنع الحدث يمر ويجتاز العوائق مستغلا قوة خيال من يحلم ليصل الى نهاية للفيلم بالتأكيد هي غير سعيدة بالنسبة للنائم في سريره والضوء مطفأ وصوت ام كلثوم يخدره وهي تصدح (هذه ليلتي وحلم حياتي...) يتبع.....
Almukhtar44@gmail.com
17/11/2011

شبكة البصرة

الخميس 21 ذو الحجة 1432 / 17 تشرين الثاني 2011

زحل بن شمسين 03-11-2012 09:10 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 11
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مقدمة لابد منها


بعد ان رأينا امريكا تأوم بعض (المصلين)، رغم انها كانت ومازالت اكبر ناشر للعهر السياسي وسيدته بلا منازع واخطر ممارس لدعارة الضمير في العالم، احتفالا بما اسمي ب (ربيع العرب)، تحقيرا لنا ولشعبنا واستخفافا بعقولنا ووعينا، رغم اننا في هذا (الربيع) نواجه الان، خصوصا في العراق وفلسطين ومصر وسوريا وليبيا واليمن...الخ، الاستحقاقات الكارثية الكاملة والانموذجية لكل اعدادات وعمل الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية منذ أكثر من مائة عام ابتدأت بمؤتمر بازل في سويسرا في عام 1897 ووصلت في هذا العقد من الزمن الى اطلاق (وعد) كونداليزا رايس، عندما كانت وزيرة خارجية امبراطورية الشر المطلق، بنشر (الفوضى الخلاقة)، وفي مقدمة هذه الاستحقاقات ان الشعب العربي يشوى بلا رحمة في نار اول هولوكوست عربي نصنعه بايدينا وب(أمامة) امريكية مباشرة ورسمية، فنسفح دمائنا بالالاف في اكثر من قطر عربي ونساهم مباشرة في اعداد المسرح لاغتيال ملايين العرب وتشريد عشرات الملايين ليصبحوا كابناء فلسطين والعراق مشردين في كل القارات، ومن لا يعرف معنى ونتائج التشرد والتهجير المنظمين ولا يعاني منهما كما نعاني نحن ضحايا امريكا والصهيونية لا يعرف بدقة ما نقصده!

يجب ان نتذكر دائما وان لا ننسى ابدا ان ما يجري هو مزيج مرعب من التراجيديا والكوميديا السوداء، يختلط فيها التمثيل مع الممارسة الحقيقية، وفي دوامة تغييب الوعي او الغاءه نرى البعض يقف مرتاحا، وبلا اي حساسية تجاه امريكا وكأنها ولدت اليوم وبلا خطايا وجرائم تقشعر لها الابدان وبدأت بنشر الخير والسلام والديمقراطية وازالة كل انواع الظلم، خلف أمبراطورية الشر المطلق يهتف ل(ربيع العرب) كانه يقف خلف قائد تحرير ارض العرب في العراق وفلسطين مع انه يعرف ان امريكا لم تتب او تتراجع عن عداءها للعرب، وكانت ومازالت تمارس عمليا ورسميا عهر الضمير في اكثر اشكاله وقاحة وتحديا كما نراه الان في العراق وفلسطين، وهي بهذا الواقع ينطبق عليها المثل العربي الشهير والدقيق جدا والذي يقول (لا الماء يروب ولا العاهرة تتوب)، ويروب تعني ان يصبح روبة وهي ما يسمى الزبادي ونسميه في العراق ب (اللبن).

نقولها بلا لف او دوران، وبعد عذابات ستة اشهر سببتها اخطر مؤامرة على امة العرب واتضاح اهدافها الحقيقية وزوال البراقع وسقوط الاوهام التي احاطت بها : لم يعد الصمت ممكنا بعد ان دخلت مؤامرة تقسيم الاقطار العربية مرحلة خطيرة جدا تتمثل في اشتعال حرب اهلية كاملة الاركان في ليبيا تحت (رعاية) حلف النيتو الذي يشن حربا شعواء ومدمرة على ليبيا وشعبها قتلت الالاف وجرحت مئات الالاف وشردت الملايين من ديارهم، واقتراب الحرب الاهلية من الاشتعال الكامل والمفتوح في سورية وفي اليمن بكل ما تحمله هذه الحرب من كوارث لا نظير لها، والتي اذا اشتعلت، لا سامح الله، فسوف لن تبقي الا المقابر الملايينية لعرب لم تقتلهم اسرائيل ولا امريكا، كما حصل ويحصل في فلسطين والعراق، بل قتلوا بيد عرب اخرين في حروب اهلية شاملة، اما مصر فقد دخلت بعد اسقاط النظام نفقا مظلما وخطيرا يتمثل في تصاعد الفتنة الطائفية على نحو غير مسبوق ينذر بجعل العنف هو اللغة الوحيدة بين الاقباط والمسلمين. فيالهول الكارثة!!!
والكارثة تتضاعف بنسب هندسية ونحن نرى وطنيين عرب مازالوا يدعمون موجة الكارثة رغم ان كل الوقائع وكل التطورات والاحداث قد اثبتت ان نتائج الاحداث وبعد ستة شهور لم تكن غير الخراب والموت بينما لم يحصل تغيير رئيس واحد على طريق (ربيع العرب) لا في مصر ولا في تونس ومازل النظام الجديد هو ذاته النظام القديم بهويته وممارساته العامة ورموزه والتزاماته الخارجية، فاين الربيع؟ واين التغيير المنشود؟ وهل الثورة هي مجرد تغيير راس النظام ام انها التغيير الجذري للمجتمع والدولة من اجل تحقيق اهداف الشعب وخدمته؟ لو حصل تغيير ايجابي واحد رئيس في تونس ومصر بعد اسقاط النظام لقلنا ننتظر فلعل الفرج يأتي، لكن انتظار ستة شهور قدم لنا كوارث اكبر ومنها كارثة ان التغيير صار تدميرا لكل شيء ثابت في الدولة والمجتمع! لم يعد المطلوب امريكيا هو اسقاط نظم بل اشعال حروب اهلية عربية، وهذه الحقيقة يؤكدها ويثبتها الرفض الامريكي المطلق لكل تنازلات الانظمة وقبولها بالتغيير السلمي وتكرار الرد الامريكي الذي صار كليشة متوقعة : (هذا لا يكفي)، وهي في ذلك تريد عامدة وقاصدة ان يتمسك النظام بموقف رفض الاصلاحات لحماية رموزه من القتل اذا سقط، وهكذا يصبح ممكنا استمرار تأجيج الصراع العنفي داخل اقطار الوطن العربي ليتحول الى حرب اهلية مفتوحة تترك خلفها مطلب اسقاط النظام كورقة احترقت وزال مفعولها وانتهى دورها.

هل اصبح السكوت ممكنا بعد الان؟ ام اصبح تواطئا وقبولا ب(امامة) عاهرة العصر واخطر مروج لدعارة الضمير في كل العصور وبلا منازع؟ وهل اصبح الاجتهاد مقبولا في قضية تقسيم الاقطار العربية بعد كل ما تبلور وتوضح من خطوط المؤامؤة الاكبر والاخطر على الامة العربية وهويتها القومية وبدأت مقدمتها تكبر ككرة الثلج؟
مشكلتنا مع نخب عربية وطنية انها تفكر بطريقة قبل الامس حينما كان العربي بسيطا ليس في حياته سوى اللونين الاسود والابيض فكان يستطيع ان يحكم بسرعة وهو مرتاح لصواب حكمه، اما الان فاننا في عصر المعلوماتية والعوالم الافتراضية التي يختلط فيها الواقع مع الخيال، ويتم احيانا استبدال الواقع بالخيال المرسوم دون انتباه واكتشاف الكثيرين لذلك الاستبدال فيتعاملون مع خيال موضوع وهم يظنون بثقة انهم يتعاملون مع واقع حقيقي، لذلك هزمت العفوية وزالت تماما من عالمنا واصبحت افته الاكبر تنغيل كل شيء بجعله مخطط سلفا وبصورة ستراتيجية لها غايات محددة، فاصبح الوضع الانساني معقدا وغريبا يستعصي على الفهم الفوري.

وفي هذا العالم الافتراضي المزاحم للعالم الحقيقي تتداخل عشرات المؤثرات والقوى خصوصا لوجود تخطيط مخابراتي محكم يريد سوق البشر نحو قرارات يظنون انهم يتخذونها بحرية وبعد تفكير خاص بهم لكنهم يكتشفون – بعد فوات الاوان وخراب كل مدينة تحمل اسم البصرة في الوطن العربي - ان ما قرروه لم يكن قرارهم في الواقع لانه كان معدا سلفا وسيقوا اليه بتأثير البيئة التي صنعها من خطط فجعل هناك خيار واحد لا غير وهو دخول نفق يقودهم الى امريكا واهدافها واحضانها الدافئة! من هنا فان التفكير بطريقة العرب القدماء القائمة على الابيض والاسود اصبحت افضل وسيلة لنحرنا من الوريد الى الوريد وبايدينا هذه المرة! ومع الاسف هذه هي طريقة تفكير بعض نخبنا، وما لم نفهم كيف تخطط امريكا وتعمل فاننا محكوم علينا بالفناء كالهنود الحمر الذين ما ابيدوا الا لانهم لم يفهموا كيفية تفكير الابيض القادم اليهم من وراء البحار واستخدموا اوهامهم في محاولة فهمه والتعامل معه فنحر بلا رحمة او تردد اكثر من 112 مليون انسان، وهو الرقم القريب من العدد الكلي للهنود الحمر، علما ان عدد اوربا كلها كان انذاك 52 مليون اوربي. فهل يجوز ان نفكر بطريقة البدو ونحن نسكن في عالم تتحكم في معلوماته ومؤثراته واحداثه قوة تستخدم تكنولوجيا ليس اسهل لديها من خداع اكثر الاذكياء؟ وهل حكم علينا ان نستشهد بالملايين دون ان ننال جائزة الشهادة وهي النصر فتصبح كارثتنا مضاعفة بالتضحية بملايين الشهداء وخسارتنا للحرب في نفس الوقت؟

في هذه الدراسة التحليلية، التي نتاج خبرتي وتخصصي لمدة تزيد على نصف قرن، سوف نرى ان ما يسمى سذاجة وتسرعا ب (ربيع العرب) ليس سوى اعظم فيلم انتجته هولي وود ويتميز، كما سنرى، بانه اول فيلم تفاعلي في تاريخ السينما حيث يستطيع مشاهده لعب دور فيه فيرى نفسا ثائرا كبيرا يسير التظاهرات ويشتم الزعماء ويطالب باسقاطهم دون ان يزج به في السجن او يقتل، كما كان الحال قبل (ربيع العرب)! وتزاد لذة اللعبة وفرحة انطلاق المشاعر المكبوتة حينما يرى الزعيم الذي كان يذله ويضطهده ضعيفا وحائرا لاول مرة، فيفرح وتتفجر مشاعره ويتضاعف زخم مساهمته لانه بطل في فيلم ولانه يحرك احداثا تاريخية خطيرة وهو امر لم يخطر بباله في اشد احلامه حلاوة! لكنه، وكما تمتع بفرحة العمر، فانه يواجه خيبة امل العمر كله حينما يدرك في نهاية الفيلم ان دوره محدد بقيود فولاذية لا يراها الا حينما تأتي النهاية ويصبح تقريرها حتميا فيدفع للخلف في زوايا النسيان والخروج من لذة التمثيل اللطيف والمثير! وتلك مأساة الكثير من شبابنا الان في مصر وتونس الذين ذاقوا حلاوة انطلاق دورهم وممارسة حريتهم وتصور خلاصهم وحل ازماتهم لكنهم صدموا بقرار تجريدهم من امكانية تحديد نهاية الفيلم!
بفهم كيفية اخراج واعداد فيلم الموسم المسمى (ربيع العرب) نقترب اكثر من كيفية تفكير وتخطيط امريكا ونتذكر اهدافها الكونية وبما قامت به، والاهم ان نبقى ممسكين بمفتاح فهم امريكا وهو انها قوة امبريالية الغزو والنهب مندمج في جيناتها ومن المستحيل التخلص منهما والقيام بدور ديمقراطي وانساني وايجابي، وهي لذلك لا حدود لعنفها واستعداداتها لابادة الاخر، الامر الذي يجعلنا في مواجهة دولة ليست عادية تفهم الامور بمنطقنا وطبقا لقيمنا.

لنقرأ تحت ضوء الشمس ما جرى وما يجري فعلا وواقعا في الشهور الستة الماضية ولنتناول الابعاد المختلفة لما يجري ونسلط الاضواء على الزوايا المظلمة فلعل ذلك يساعد على رؤية ما لم يرى حتى الان، ولنبدأ بتناول مفهوم امريكي تحكم في مسار الاحداث الاخيرة في الوطن العربي لانه بدون فهمه سوف نعجز عن فهم ما يجري بصواب.
يتبع...............
25/6/2011
Almukhtar44@gmail.com

هيام ضمره 03-11-2012 10:12 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 


مقالة رائعة في تشكيلها الفكري والرؤى العميقة فيها وفي نسجها اللغوي الأدبي

تصور واقع العرب والمسلمين في أصقاع الأرض ومدى تردي أحوالهم

العرب يتردون للحضيض ويمسخون تاريخهم ويتحملون نتائج لعنة زمانهم

وما مرت على الأمة في تاريخها العريق مثل هذا المسخ المبرمج

فما من لعنة فرعونية ولا خلافه.. سوى لعنة عقول كسوله ومتهاونة

لا تنظم فكرها بما يلائم عملها، ولا تستبق الأحداث حسب رؤية عميقة للطريقة التي يفكر ويتعامل بها مفكر الشر الغربي العام في تحالفه الفاجر

وطننا يمتلك مقومات اقتصادية تجعله مطمعاً للاستعمار

والنهج الإستبدادي في الحكم في البلاد العربية يفتح مجالاً رحباً للخيانات وبروز الطامعين من الفئة المجرمة التي لا تتهاون في وضع يدها بيد الخيانة للوصول للسلطة وتخريب الأوطان


وما مرت على الأمة في تاريخها العريق مثل هذا المسخ المبرمج

يد أمريكا والصهيونية تتلاعب بمصائر العرب والمسلمين في كل مكان

ترفع راية حقوق الانسان وتخسف بإنسانيته

تمجد الديموقراطية وتمارس الدكتاتورية

شكراً لوعي عال ولتحليل عميق

وتحية تقدير

زحل بن شمسين 08-11-2012 06:12 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
اقتباس:
<TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيام ضمره http://www.fonxe.net/vb/images/FH_Ab...s/viewpost.gif


مقالة رائعة في تشكيلها الفكري والرؤى العميقة فيها وفي نسجها اللغوي الأدبي

تصور واقع العرب والمسلمين في أصقاع الأرض ومدى تردي أحوالهم

العرب يتردون للحضيض ويمسخون تاريخهم ويتحملون نتائج لعنة زمانهم

وما مرت على الأمة في تاريخها العريق مثل هذا المسخ المبرمج

فما من لعنة فرعونية ولا خلافه.. سوى لعنة عقول كسوله ومتهاونة

لا تنظم فكرها بما يلائم عملها، ولا تستبق الأحداث حسب رؤية عميقة للطريقة التي يفكر ويتعامل بها مفكر الشر الغربي العام في تحالفه الفاجر

وطننا يمتلك مقومات اقتصادية تجعله مطمعاً للاستعمار

والنهج الإستبدادي في الحكم في البلاد العربية يفتح مجالاً رحباً للخيانات وبروز الطامعين من الفئة المجرمة التي لا تتهاون في وضع يدها بيد الخيانة للوصول للسلطة وتخريب الأوطان


وما مرت على الأمة في تاريخها العريق مثل هذا المسخ المبرمج

يد أمريكا والصهيونية تتلاعب بمصائر العرب والمسلمين في كل مكان

ترفع راية حقوق الانسان وتخسف بإنسانيته

تمجد الديموقراطية وتمارس الدكتاتورية

شكراً لوعي عال ولتحليل عميق

وتحية تقدير


</TD></TR></TBODY></TABLE>

هيام....!!!
وما بالشدائد سوى الالهام ،،
ضمره....!!!
ضمير امة حطمها العملاء و الحكام ،،
اخت الرجال....
وكلامها يهز المفكرين و العظام ،،
سلامٌ.....
ٌ ما بعده سلام ..... يا اختنا هيام

زحل بن شمسين

زحل بن شمسين 09-11-2012 03:48 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 2
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج


سئل غاندي ماهو اعظم انجازات امريكا؟ اجاب انها هولي وود


صنع الصورة

لكي نفهم كيف تخطط امريكا وتعمل دعونا نذكّر باحد اهم اساليبها وهو المفهوم الامريكي الذي تطلق عليه تسمية (صنع الصورة)، والذي يقوم على وضع خطة او اكثر لصنع صورة ايجابية عن شخص ما او جماعة او حزب في محيطه او في العالم بحيث يكسب ثقة المحيط مما يسمح له بالتغلغل العميق في الوسط الجماهيري ومنافسة الوطنيين الحقيقيين او لعب دورهم وعزلهم ان امكن، او ان صنع الصورة يستهدف اضفاء صفات غير موجودة في دولة ما او مجتمع ما لاجل تسويقه للعالم بصورة ايجابية او بلورة تقاليد واتجاهات داخل نفس الدولة تمنحها صورة الدولة المتماسكة او الامة التي استوفت شروط الامة وان مواطنيها تحركهم الوطنية وحب الوطن وليس مصالح شركة كبرى حجمها قارة احيانا، كامريكا، مع ان الامة غير موجودة بعد وانما هي في طور التكون، وهي حال امريكا الان، لم تتخطى بعد حدود مجتمع شركة كبرى تربط افرادها مصلحة ذاتية وفردية تجمع عدديا ولم تنتج حتى الان تجمعا نوعيا يمثل هوية امة متبلورة بالمعنى الذي قدمه لنا التاريخ الحديث في اوربا مثلا حيث لدينا امما مثل المانيا وفرنسا متكونة ومستقرة كامة!
وكما ان صنع الصورة له هدف تجميلي او تكميلي ايجابي فانه يستخدم ايضا لشيطنة الخصم او المنافس واضعافه او تشويه صورته من اجل عزله والانتصار عليه، كما حصل حينما شيطنت امريكا باعلامها واكاديمييها الاتحاد السوفيتي والعراق. ومفهوم صنع الصورة ليس جديدا فهو قديم قدم الصراعات المعقدة ووجود حكمة وذكاء لدى احد الاطراف او كلها للقيام بخدعة لنسميها وفقا للتعابير الحديثة (خدعة مخابراتية) للخصم او للجماهير، عن طريق تبني مواقف تكسب الاحترام ولكنها تستخدم في النهاية وبعد صنع الصورة لتنفيذ سياسات امبريالية تخدم امريكا او الصهيونية مباشرة او بصورة غير مباشرة. وفي كل الاحوال فان صنع الصورة هو عبارة عن تقديم صور نمطية غير موجودة في الواقع غالبا، او انهاموجودة لكنها جنينية وخاصة جدا ولم تصبح صفة عامة، وتكرار عرضها بمختلف الوسائل كي تندس في ذاكرة الناس ووعيهم الجمعي او الفردي ولاوعيهم الباطني دون معرفتهم غالبا وتصبح عامل تأثير في مواقفهم وخيارتهم.
والامثلة الحديثة كثيرة على كيفية صنع الصورة ولكن صنع صورة البطل لانور لسادات من اشهرها، كما ان صنع صورة البطل الامريكي وامريكا بلد الرفاهية وانهر اللبن والعسل مثال اخر،دعونا ننظر في المثالين لفهم كيفية عمل امريكا.

تأهيل السادات للخيانة تحت غطاء وطني

حينما اراد انور السادات بدفع امريكي الانسحاب من الصراع العربي الصهيوني وانهاء القضية الفلسطينية لم يعلن ذلك فجأة وبطريقة تصدم اغلبية الرأي العام ويكون الرد الشعبي الفوري هو ان السادات خائن، بل لجأ الى عملية صنع صورة ايجابية له منحته صفة الوطنية والدفاع المستميت عن مصالح مصر خصوصا تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني، بتنفيذ خطة ثبت الان ان لامريكا دور في وضعها وهي اشعال حرب مع الكيان الصهيوني وهي حرب اكتوبر عام 1973 وتحقيق تقدم مصري سوري اولي بعبور القناة وتحطيم خط بارليف واستعادة الجولان من قبل سوريا ولكن لفترة حيث عاد الكيان الصهيوني للامساك بزمام المبادرة في الجبهة المصربة بتحقيق ثغرة الدفرسوار والتي وضعت قوات مصرية في كماشة الجيش الصهيوني، بينما اعاد الجيش الصهيوني احتلال الجولان وهدد باحتلال دمشق لولا تدخل الجيش العراقي الذي انقذ دمشق من السقوط رغم ان العراق لم يكن مبلغا بالحرب ولا سمح له بالمساهمة في التخطيط لها.

هذه الخطة وفرت ما يلي :1 –

اضفت على السادات صفة وطني (حقيقي) يريد وباصرار تحرير سيناء من الغزو الصهيوني، وبذلك امتلك الصفة التي يحتاجها لتنفيذ ما خطط له، وهو الاعتراف بالكيان الصهيوني وانهاء الحرب معه، وفرض ما يريد على الوطنيين الحقيقيين في مصر وخارجها الرافضين للاعتراف بالكيان الصهيوني، بالقول انه قاتل وحرر سيناء وانه لذلك من يمنح صفات الوطنية والخيانة لغيره! والاهم انه وبعد صنع صورة ايجابية له حصل على دعم فئات مصرية ليست بالقليلة وقتها، مما مكنه من مواصلة تنفيذ الخطة والاقدام على الخطوة الاساسية وهي زيارة القدس والاعتراف بالكيان الصهيوني والقيام بعملية اقصاء الناصرية ورموزها من السلطة. لقد امتلك السادات صورة القائد القوي ومحرر الارض المحتلة واخذ يتصرف بعنجهية تجاه قادة مصر الوطنيين وتجاه الاقطار العربية الاخرى التي رفضت سياساته الخيانية.

2- لقد تحقق اهم هدف صهيوني امريكي عبر حرب اكتوبر وهو كسر الحاجز النفسي الكبير وهو الرفض

العربي الشامل للاعتراف بالكيان الصهيوني، فقيام السادات بالاعتراف به دفع النظام في سوريا لقبول قرار 338 الصادر بعد تلك الحرب وهو يؤكد على تنفيذ قرار 242 الصادر في عام 1967 والذي يدعو لمبادلة الارض بالسلام اي الانسحاب الصهيوني من اراض عربية مقابل الاعتراف العربي بالكيان الصهيوني، فدخلت سوريا مفاوضات مع الكيان الصهيوني وصار الاعتراف بالكيان الصهيوني ممكنا ومشروطا بالانسحاب الصهيوني من الاراضي التي احتلت في عام 1967. والاهم ان النصر الاولي الذي حققه الجيش المصري بعبور القناة ونجاح الجيش السوري بتحرير الجولان كسره جيش الكيان الصهيوني بتطويق الجيش المصري واجبار السادات على وقف اطلاق النار واعاد احتلال الجولان، وبذلك اثبت الكيان الصهيوني امام شعبه والعالم انه قادر على مواجهة جيوش عربية قوية ودحرها حتى لو حققت تقدما في البداية، وهذه فكرة محورية في الصراعات الطويلة تخدم هدف الصمود حتى في الوضع الميئوس منه.
وهذه المعلومات، وان كنا قلناها حرفيا وبدقة قبل وقوع حرب اكتوبر بحوالي العام في كتابنا الموسوم (الاعتراف باسرائيل ومستقبل الثورة العربية) الصادر عن دار الطليعة في بيروت في مطلع عام 1973 – كتب في الشهر 11 من عام 1972- وكررناه بعد تلك الحرب حينما وصفناها بانها كانت حرب تحريك لعملية الصلح والاعتراف باسرائيل، فان مصادر صهيونية اكدتها مؤخرا اي بعد اكثر من اربعة عقود من الزمن ببث فيلم اسرائيلي في التلفزيون الاسرائيلي يؤكد ان حرب اكتوبر تمت بناء على اتفاق مصري اسرائيلي امريكي من اجل منح مصر السادات نصرا. (وكالة هلا فلسطين للانباء في 3/4/2011)


اذن صنع الصورة تم في مصر بتحويل السادات الى بطل العبور وتحرير سيناء من اجل ان يستخدم صفة البطولة تلك في الاقدام على خطوة خطيرة وغير مسبوقة وهي الاعتراف باسرائيل ووضع كافة الزعماء العرب امام خيارين كلاهما مدمر وماحق وهما اما الاعتراف بالكيان الصهيوني او مواجهة الجحيم الذي سوف يواجه الامة العربية اذا رفضت الاعتراف، وفقا لمفهومه وهو ان 99 % من اوراق اللعبة في الوطن العربي بيد امريكا وان من يعارض سوف يدمر ويزول، كما قال منذرا كل الزعماء العرب والشعب العربي.
وتخيلوا لو ان السادات لم يخض حرب اكتوبر ويعبر القناة ويعيد سيناء، ولو بشروط مذلة ومهينة، هل كان سيستطيع اقصاء رموز النظام الناصري وسجنهم؟ وهل كان سيستطيع الاعتراف بالكيان الصهيوني دون مواجهة فورية لتهمة الخيانة العظمى من داخل مصر قبل خارجها؟ وهل كان سيجد من يدعم توجهه للاعتراف بالكيان الصهيوني على مستوى جماهيري؟ لقد احتاط السادات ووفر حزاما يحميه من العزلة بخوض حرب اكتوبر قبل الاقدام على خطوة كان هو يعتقد انها خيانية.

امريكا : صنع امة بالايهام

والمثال الاخر الواضح لتطبيق هذا المفهوم (صنع الصورة) هو الدور الذي لعبته السينما الامريكية، خصوصا ستوديو هولي وود، في نشر صورة عن امريكا في داخلها وخارجها غير صحيحة ووهمية في الواقع يريد من خطط لها اقناع الانسان في امريكا بها ثم نشرها في العالم كله وتروج تلك الصورة لفكرة ان امريكا (امة عظيمة) وانها تملك قيما خاصة بها ونمطا للحياة يميزها عن غيرها وانها تمثل محور الخير في مواجهة محور الشر في العالم، بل ان اليمين المسيحي التوراتي اعتبرها (ارض الميعاد) التي (وعد الله) بها بني اسرائيل وهي (ارض العسل واللبن)، وكانت اول فكرة توراتية في هذا المجال هي اعتبار امريكا من قبل هؤلاء في بداية غزو الاوربيين للقارة هي (اسرائيل) وقبل ان يتم اختيار فلسطين ك(وطن قومي لليهود)

في وعد بلفور!
ولذلك فان هناك كتلا امريكية ليست بالصغيرة تضفي على امريكا صفة القدسية رغم انها مجتمع متناقض هو ابعد ما يكون عن القدسية، فهو تجمع تغلب عليه ثقافة الانانية والفردية المتطرفة واحتضان الجريمة المنظمة والاضطهاد واسترخاص حياة الناس الاخرين والسطو عليهم ونهب اموالهم وابادة افرادهم بلا رحمة...الخ، وهذه السمات تعود لحقيقة معروفة وهي ان السكان الاوائل لامريكا من الاوربيين هم اما من المجرمين الذين امتلأت بهم سجون بريطانيا واردات نفيهم فارسلتهم الى القارة الجديدة، او المضطهدين دينيا وارادوا الهرب لممارسة شعائرهم دون اضطهاد، او الفقراء المعدمين الذين هدهم الجوع فارادوا فرصة حياة ولو في قارة بعيدة غير معروفة، وفي كل الاحوال فان سايكولوجيا المهاجرين الاوائل كانت مرضية وغير طبيعية وانتقلت الى اقسام غير قليلة بالتوارث!

لكن (الاباء المؤسسين) لامريكا كما يسمون كانوا يعرفون بوضوح ان الغطاء الديني او الصورة الايجابية عن امريكا ليست سوى وهم دعائي هدفه خلق امة بصورة اصطناعية، من مهاجرين يحتفظ كل منهم بهويته الثقافية والقومية والدينية وتربيته الاجتماعية السابقة للهجرة، باسرع وقت وسلق مكونات الامة المتمناة مثلما يسلق البيض! وهنا تكمن احدى اخطر ازمات امريكا التكوينية، فهي ليست امة متكونة وانما مجتمع مهاجرين لم يندمجوا بعد في كتلة منسجة ثقافيا ونفسيا لعدة اسباب منها، واهمها، ان الهجرة لم يتوقف دفقها بعد كي تبدأ عملية التفاعل والاندماج والتوحد في الهوية والمكونات الثقافية والنفسية، كما حصل عبر التاريخ للكثير من الشعوب والامم الاخرى التي نشأت عبر تفاعلات طويلة وعادية استمرت لمئات السنين واحيان لالاف السنين كالامة العربية والامة الصينية، بل ان الهجرة مستمرة حتى الان وبعد مرور اكثر من خمسمائة عام على بدءها، وبعد اكثر من مائتي عام على اعلان ولادة امريكا كدولة مازالت مستمرة مما يمنع اكتمال التفاعلات واندماج مكونات المجتمع الامريكي بصورة طبيعية وحقيقية وذلك لاستمرار ورود المؤثرات الاصلية القومية والدينية والاجتماعية عن طريق المهاجرين الجدد.

ان استمرار الهجرة الى امريكا وعدم توقفها يشكل العامل الاهم في منع تبلور او نشوء امة او شعب

في امريكا لان الاستقرار وتوقف التأثيرات الجديدة القادمة من الخارج وتفاعل المكونات المختلفة والمتناقضة هو الشرط المسبق لانبثاق هوية ومياسم امة مستقلة الشخصية عن مقدماتها ومكوناتها الاصلية وخلفياتها بعد مئات السنين او ربما الاف السنين من التفاعل الحقيقي والمستمر، وهذا الامر مازال مفقودا في امريكا التي تستقبل الاف المهاجرين حتى الان شهريا وتعجز عن دمجهم بطريقة طبيعية تحتاج اليه عملية انبثاق امة وتكون شعب. ولذلك فان عدم وجود رابط امة او شعب بين الامريكيين يعوض عنه باستخدام الرابط المصلحي اساسا لتوحيدهم وهو رابط ما اسمي ب(مجتمع الرفاهية) او (مجتمع الاستهلاك) و(بلد الفرص) الذي يوفر للمهاجر فرص حياة افضل من تلك التي في بلده، فيتمتع المهاجر بهذه الامتيازات المادية والاعتبارية كالحرية الفردية التي غلبت الحرية العامة، لكن الصيني يبقى صينيا بثقافته وميوله النفسية وعاداته الاجتماعية ولغته الام، ويبقى الروسي روسيا والفرنسي فرنسيا والعربي عربيا، رغم ان الجميع يمتلكون الجنسية الامريكية.
وهذا الواقع المعاش ليس واقع شعب طبيعي نشأ عبر التفاعلات المستمرة والطبيعية، وتلك حقيقة معاشة تجعل تماسك امريكا سكانيا امر يعتمد على الظروف العامة الداخلية والخارجية، فبقدر ما يستمر مجتمع الرفاهية والحرية الفردية تبقى الازمات الاقتصادية ثانوية التأثير، وبقدر ما يبقى الامريكي بلا تهديد لحياته وحريته تستمر المكونات في العيش بلا مشاكل كبيرة، ولكن ما ان تتغير الظروف الاقتصادية وتتحول الرفاهية الى معاناة وتتعرض حياة الامريكي الفرد الى التهديد فان الاصول الثقافية والعامل النفسي، المتمثل في الهجرة رفضا للاضطهاد والموت والفقر، تعود للعمل بقوة وتتغلب على ما تم ظهوره نتيجة العيش المشترك لعدة عقود في امريكا المرفهة والغنية.
وهنا تبرز اشكالية معقدة واجهت الاباء الاوائل، ومن خلفهم في السلطة، سواء كانت سلطة الحكومة او سلطة التأثير على الرأي العام، وهي ان امريكا بلد عظيم بامكانياته ومتميز بقدراته البشرية الضخمة المؤلفة من مهاجرين الكثير منهم اصحاب اختصاصات مهمة، ونجح المهاجرون في نقل ما حققته اوربا من تقدم صناعي وعلمي اليها واضافوا اليه الكثير لدرجة ان مركز العالم العلمي والتكنولوجي تحول اليها تدريجيا وجرد اوربا من صفة الزعامة، لكن المفارقة الكبرى في حالة امريكا تكمن في ان هذا البلد يفتقر الى اهم مقومات البلد القوي المتماسك في بنيته الاجتماعية والثقافية رغم تماسكه على مستوى المصلحة الفردية، وهو مقوم وجود شعب حقيقي لديه هوية واحدة وواضحة ثقافيا ونفسيا ومصلحيا وقادرة على دفع الاصول للخلف، لان وجود بشر بالملايين في مكان واحد ويعملون في اطار واحد لا يعني انهم ينتمون الى شعب واحد وحقيقي، فهم في حالة امريكا قوى عاملة لابد من توفرها وجاءت الهجرة من قبل الفقراء والمضطهدين في اوربا لحل هذه المشكلة، ثم انضمت بقية الامم في مجال الهجرة الى امريكا، والذي حصل هو وجود كم هائل من البشر والامكانيات والخبرات العظيمة التي اقامت كيانا متقدما وباهر التفوق دون ان يكون العنصر البشري مرتبطا بهوية متبلورة ومستقلة، ولذلك فان هذا الكم البشري المبدع والمنتج لا يشكل شعب او امة وانما هو قوة عمل قدمت لاجل فرصة عمل دائم وليس مؤقت واحتفط كل منها بهويته القومية والدينية والثقافية والنفسية، وتلك حالة اصطناع مجتمع مستمر بصورة سريعة نادرة في التاريخ الحديث، تجعل المجتمع الامريكي والفرد الامريكي هشين في تكوينهما وغامضين وملتبسين في هويتهما.
ولئن كان ممكنا توفير الثراء وفرص الحياة المشتركة في اطار شركة كبرى الا ان صنع سايكولوجيا مشتركة وانتاج ثقافة مشتركة بقرارات ارادية امران مستحيلان بدون فعل زمن طويل يخلق تفاعلات عميقة تزيل الاصول وتنتج الهوية وبفضلها تنبثق الامة ويتكون الشعب.

من هنا كان السؤال الذي فرض نفسه على قادة امريكا هو : كيف نحل الاشكالية المعقدة الخاصة بغياب
رابطة الامة او الشعب في مجتمع حديث جدا لكنه ثري ومتقدم علميا واجتماعيا ضخم وفعال، ومتماسك في جانب واحد فقط وهو وجود مصلحة فردية فيه لمن يعمل؟ الجواب كان واضحا وهو يجب استثمار عامل المصلحة الخاصة المضمونة في تصنيع هوية ولو سطحية لامريكا تضمن جذب وربط قسما من سكانها في اطار متماسك تحت ظرف معين هو استمرار الرفاهية ومنع تذكير المهاجر ببؤسه في بلده الاصلي قبل الهجرة، واستخدام اهم ما برعت به امريكا على صعيد التأثير في الناس وهو السينما بشكل خاص والاعلام بشكل عام في صنع صورة ايجابية لامريكا، وهكذا برزت صناعة السينما في امريكا لتكون عملاقا ضخما تطور بسرعة هائلة ووصل مرحلة الادهاش والابهار فيما ينتج من افلام لدرجة ان الكثير من الناس الذين لا تعجبهم امريكا ويقفون ضد سياساتها، وانا منهم، يعشقون السينما الامريكية مع انها وسيلة خطيرة في نشر صورة غير حقيقية. وهذه الحقيقة هي التي جعلت المهاتما غاندي ردا على سؤال (ما هو اعظم انجاز لامريكا) يقول (ان اعظم انجاز لامريكا هو هولي وود)، ولم يقل الطائرات ولا السيارات ولا (المجتمع العظيم). فهل حقا ان اعظم انجازات امريكا كان هولي وود؟
يتبع.........
25/6/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاربعاء 27 رجب 1432 / 29 حزيران

زحل بن شمسين 09-11-2012 06:33 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
ا


أوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 3
شبكة البصرة


صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



ان قول غاندي ب(ان هولي وود اعظم انجازات امريكا) وتفضيلها على كل انجازات امريكا الكثيرة
في عصر الصناعة الثقيلة صحيح رغم انه قاله في مرحلة بداية هولي وود ولم تكن قد وصلت بعد الى ما وصلت اليه الان من تقنيات معقدة ومذهلة تخلق صور او مخلوقات بشرية وغير بشرية غير موجودة في الطبيعة تبدو كالحقيقة تتحرك كالانسان وتتكلم كالانسان وتقوم بكل ما يقوم به الانسان بل اكثر انها تتصرف بطريقة يعجز الانسان عن التصرف بمثلها، ومسلسل (هاري بوتر) وفيلم (افاتار) مثالان معروفان على هذا الانجاز الفني المدهش والمثير. وهذه التقنيات اصبحت ممكنة فقط في عصر المعلوماتية الذي اعقب عصر الصناعة، وهي تقنيات تربك عقل الانسان وتجعله حائرا بين تصديق ما يراه او تكذيبه، فالصورة حية تماما يراها ويتأثر بها ويكاد يلمسها لكنها ليست حقيقية على الاطلاق! في حين كانت هولي وود حتى السبعينيات عبارة عن اداة تسلية او اثارة عامة تعتمد على ممثل حقيقي يعيش بيننا.
من هنا فان السؤال الذي يطرح نفسه دون اي استئذان من احد هو : ما هي الاسس التي اعتمدت عليها السينما والاعلام في التأثير على البشر خصوصا قدرتها صنع صورة لامريكا تضمن تحقيق غسل دماغ جماعي وايجاد من يعتقد بانه ينتمي لامة وهوية عظيمتين رغم انهما غير موجودتين من جهة، واقناع الدول الاخرى والراي العام العالمي بان امريكا امة عظيمة وقوية ومتماسكة وليست مجتمع مهاجرين لم يصبح بعد امة من جهة ثانية؟
دعونا نستعرض بعض الملاحظات الاساسية التي تسلط الضوء على كيفية عمل السينما في امريكا واسباب تأثيرها على عامة الناس ونخبهم والاهداف الحقيقية التي تريد امريكا تحقيقها من وراء ذلك.
فكرة عامة : تميزت السينما الامريكية منذ نشأتها بانها سينما وظيفية لها واجب محدد، وهو امتاع مجتمع مشغول بهموم العمل الكثيف والمتعب بطوله وعقلنة اساليبه التي كانت تترك العامل منهكا كليا وعاجزا عن التفكير العميق، فجاءت التسلية لتكون فرصة راحة من عناء العمل ومشاكله وكأنها عملية تزييت جيد للالة وصيانة لها كي لاتخرب ويفقد رب العمل ثمنها، وفي هذه المرحلة كانت الافلام تشكل وسيلة امتاع في المقام الاول لمجتمع عمال يستغل رب العمل طاقاتهم للعمل حتى اخر قطرة وبلا اي تساهل ورحمة. ومن هذه الافلام افلام الكاوبوي او الغرب الامريكي – الويسترن - والعصابات (المافيات) والحرب مع الهنود الحمر والمغامرات، كطرزان وفلاش كوردن وقاهر الجواسيس وروبن هود وزورو وافلام المصارعة الامريكية – مصارعة كاذبة تمثيلية لكنها مثيرة جدا – وافلام الحب وقصص الهجرة الى امريكا. ومن بين اهم انجازات السينما الامريكية المذهلة افلام كارتون القديمة والمثيرة والتي لم تجذب الصغار وحدهم بل جذبت اغلبية كبار السن وذلك لروعتها وقدرتها الفائقة على الاضحاك مثل توم وجيري ودونالد دوك وباباي... الخ.
ولكن هذه السينما كانت تحاول الى جانب الامتاع صنع صورة للامريكي مخطط لها ومطلوب ايجادها وزرعها في وعي ولا وعي الامريكي لتعويض ظاهرة فقدان الهوية الوطنية، فلجأت السينما الى طرح صورة للامريكي على انه يعيش في مجتمع الرفاهية والفرص التي يندر وجودها في البلدان الاخرى، فسيارته اكبر من اي سيارة في اي بلد واستهلاكه للطاقة والطعام واللحوم والفواكه اكثر من اي شعب في العالم وبنسبة تتجاوز نسبة سكان امريكا في العالم بكثير، والحياة سهلة...الخ. وهذا النمط كان كافيا لاقناع مئات الملايين من الناس في البلدان الاخرى بالاضافة لزرع فكرة لدى سكان امريكا بان وجودهم فيها هو الخيار الرائع الافضل من اي خيار اخر. وبرزت الافكار التي كانت تروجها تلك الافلام بوضوح ومنها :
1


- اعتماد الليبرالية الفردية التي غلبت الفرد ومصلحته وحريته على الجماعة،

فامريكا مجتمع يقوم على حماية الحرية الفردية في السكن والتكلم والاختيار والعزلة، وتلك بيئة تناسب مهاجر ترك بلده الاصلي لانه كان مضطهدا ومسحوقا اقتصاديا من قبل الكل او الجماعة فكانت الفردية ردا على الاضطهاد.

2- تضخيم انجازات امريكا – وهي هائلة طبعا - في كل مجال ونسبها ل(للعبقرية الامريكية)


3- فتح ابواب الفرص للجميع بغض النظر عن المنبت الاجتماعي والخلفية مع ملاحظة وجود تمييز عنصري ضد السود والاقليات.
ولذلك فان الامريكي الابيض يشعر بان وجوده في امريكا هو فرصته الوحيدة في العيش الذي يطمح اليه.

4- دعم هذه الامتيازات المادية الكبيرة بتقديم صورة خيالية غير واقعية عن الامريكي،
فالامريكي بطل ومنقذ للبشرية ويحارب الشر نيابة عنها، ويتدخل ضد الاشرار تطوعا وحبا بالحرية...الخ كل ذلك من اجل غرز فكرة ايجابية عن الامريكي تجعله متميزا عن غيره من ابناء العالم وبذلك يشد الامريكي الى فكرة تفوقه على الاخرين في كل شيء فتنشأ لديه فكرة انه ينتمي لامة وشعب حقيقيين ومتفوقين. ان امثلة كثيرة تعكس هذا التوجه المخطط ومنها شخصيات سوبرمان الامريكي الطيب المنقذ للبشرية وليس لامريكا وحدها. والرجل الحديدي Iron Man والرجل العنكبوت Spiderman وروكي ورامبو والفتاة الخارقة وانديانا جونز...الخ، ان هذه الافلام والمسلسلات كانت تعطي الانطباع بان الامريكي شخص بطل وخارق للعادة في بطولته وانسانيته ودفاعه عن الخير ضد الشر، وهو ذكي ويستطيع هو وليس غيره من الامم الاخرى حل كل الالغاز والمشاكل التي تتعرض لها البشرية. وبفضل هذه الصورة النمطية للامريكي كما تطرحه الدعاية الامريكية تكونت سايكولوجيا امريكية عدوانية بصورة متطرفة تقوم ليس على حب البشرية كلها، كما تدعي السينما الامريكية، بل على الانانية وحل مشاكل امريكا على حساب الاخرين خصوصا وان التفوق الامريكي المادي يمنحه (الحق) في غزو الاخرين ونهب ثرواتهم التي (لا يعرفون) كيف يسخرونها لخدمة الانسان!
لكن هذه الصورة اصطدمت بواقع ان الامريكي في الحياة العادية انسان مثلوم السايكولوجيا لانه بلا تاريخ وبلا هوية حقيقية وتظهر هذه الثلمة حالما يتعرض للموت والهزيمة في حروب امريكا، وكانت فيتنام هي الواقعة الاولى التي فضحت تزوير هولي وود للشخصية الامريكية لان الجندي الامريكي هزم هناك شر هزيمة ومرغ انفه في الوحل رغم التفوق الامريكي الكببير على فيتنام، وجاء غزو العراق ليطلق رصاصة الرحمة على صورة البطل الامريكي الذي لا يقهر بعد ان جعلته المقاومة العراقية يقع ضحية كوابيس مرعبة حتى وهو يقظ وفي منتصف النهار كما ورد في مذكرات الكثير من الضباط والجنود الامريكيين.
ومن الضروري ملاحظة ان تأثير السينما على الناس كان مذهلا لدرجة ان عددا ضخما من الناس لم يكن يميز بين البطل على الشاشة والممثل كانسان واقعي بلا بطولة ولا اوهام، وهذا التأثير لم يقتصر على صغار السن والذين مات بعضهم حينما القى بنفسه من شباك بيته مرتديا عباءة مثل سوبرمان لانه كان مقتنعا بانه سيطير مثل سوبرمان، بل شمل حتى كبار السن، وفيما يلي نماذج من هذا التاثير الخطير والمدمر لوعي الانسان :

أ– التأثير على الصغار : يجب ان نذكّر بان اغلب الافلام الشهيرة تبدأ بنشر قصص مسلسلة

ومصورة في مجلات اطفال مثل شخصية مارفل الكارتونية وباباي اللتان تحولتا الى فلم عادي فيما بعد، وهذا يؤشر حقيقة ان الاعداد لزرع هوية يبدا منذ صغر الامريكي، وثمة حوادث لا تحصى لخلط الاطفال بين البطل السينمائي والممثل العادي، وقد نشرت صحيفة بريطانية خبرا مثيرا عن طفلة في مدرسة ميريديان الابتدائية في ضواحي جرينتش جنوب شرقي لندن،اسمها بياتريس ديلاب عمرها 9 سنوات كتبت رسالة الى الممثل جوني ديب بطل فيلم (قراصنة الكاريبي) طلبت فيها منه مساعدتها وقالت في رسالتها له (نحن مجوعة من من القراصنة الصغار ولدينا مشكلة في التمرد ضد المدرسين ونحب جدا ان تاتي لمساعدتنا)، وكان الممثل جون ديب في لندن واستلم الرسالة وقام بزيارة المدرسة وهو مرتد لزي القرصان سبارو كما ظهر في الفيلم والتقى بالطفلة والصغار الذين فرحوا باللقاء بالقرصان الذي سحرهم في الفيلم وهم متيقنون انهم مع قرصان حقيقي وليس مع ممثل، ولذلك قال لهم من الافضل ان لا نقوم بتمرد اليوم لان الشرطة في الخارج تراقبني، وطبعا صدقوا ذلك لان القرصان سبارو لا يكذب ابدا!
ان ما تعكسه هذه القصة ومثلها الاف القصص، يؤكد بان السينما غيرت تربية الاطفال في الغرب بصورة وحشية وحرمتهم من البراءة وجعلت فكرة الـتأمر والتمرد تستحوذ على عقولهم الصغيرة نتيجة التاثر بافلام مشحونة بالعنف والقتل المصحوبين باثارة متعمدة تجعلهم عاجزين عن التمييز بين الصواب والخطأ وهو ما دفع طفل الى قتل طفل اخر من اجل الموبايل! والاخطر من كل هذا ان الطفولة ورطت في تفكير خيالي ولا واقعي وهي لم تتكون بعد عقليا ووعويا فيكون لدينا جيل من اطفال عاجزين عن التمييز بين الواقع والخيال، وهكذا وبتوالي واستمرار التأثر بافلام معدة لتغيير النفوس وقولبتها بطريقة محددة عدوانية وسلطوية وعنصرية تنتج امريكا بشرا عدوانيين عنصريين متعالين على الشعوب الاخرى رغم انهم بلا هوية حقيقية!

ب– التأثير على الكبار : ان التأثير لم يقتصر على الصغار فحتى الكبار والمثقفين وقعوا تحت شعور طاغ

بان ما يروه في السينما هو واقع وليس تمثيلا، في نزوع تعويضي بائس ومرضي واضح وهو الحنين للبطل غير الموجود في الواقع الامريكي المر. يقول احد المعقبين في منتدى في الانترتيت (لم استطع الاحتفاظ باسمه مع الاسف) : (راندي باوش أستاذ في الحاسب الآلي والمماثلة الافتراضية بجامعة كارنيجي ميلون الأمريكية، اشتهر راندي بمحاضرته التي أسماها “ المحاضرة الأخيرة ” والتي ألف على إثرها كتابا يحمل نفس العنوان يصف حالته بعد إصابته بسرطان البنكرياس ويأس الأطباء من حياته، والدروس التي استقاها والتي من أهمها تحقق أحلامه في الصغر ومساعدة الناس في تحقيق أحلامهم. كان راندي معجبا في صغره بمسلسل “ ستار تريك ” والبطل ويليام شاتنر أو Captain Kirk كما يصفونه في المسلسل. كان راندي يحلم بالمشاركة في المسلسل في صغره وهو ما تحقق له عام ٢٠٠٨ عندما علم القائمون على فيلم “ ستار تريك ” برغبة راندي فاستدعوه للمشاركة في الفيلم وأهداه ويليام شاتنر صورته في المسلسل وعليها توقيعه ورسالة منه لراندي أنه “ لا يؤمن بالسيناريوهات التي لا تفوز ” رفعا لمعنوياته وهي الكلمة التي كان Captain Kirk يرددها في المسلسل). يتابع المعقب قائلا بصواب تام (أن يعجب طفل صغير بممثل فهذا لا يعني أي شيء، لكن أن يكون هذا الممثل “ بطلا ” في عيني طفل صغير، وحلما أن يشارك في نفس المسلسل يكبر معه حتى الأربعينات من عمره – اي ان الحلم بقي اكثر من 30عاما يحتل مخيلته - فهذا أمر يستحق التوقف عنده كثيرا. لطالما كانت السينما - بالنسبة للأمريكيين بالذات - مجالا خصبا للتأثير ودفع الناس باتجاه تبني رؤية ما. كلنا يعرف نظرية ‘ البطل الأمريكي الخارق ’ الذي ينتصر على الأشرار دائما ويصنع المجد لأمته، هل هذه الرؤية موجودة مثلا بالنسبة للسينما العربية؟). انتهى الاقتباس.
ووصل البؤس الامريكي في مجال الهوية والحاجة للبطولة الى حد تصوير الرئيس الامريكي كبطل يقاتل بعضلاته وليس بعقله فقط، ففي فيلم (طائرة الرئيس) يستولي الاشرار على الطائرة لكن الرئيس، ويمثله هاريسون فورد نفس بطل مسلسل انديانا جونز، يقاتل الاشرار برشاش وينتصر عليهم في النهاية، كما ان فيلم (يوم الاستقلال) يصور الرئيس طيارا مغوارا يقاتل مخلوقات فضائية بطائرته وينتصر عليهم! ان تصوير الرئيس في هذه الفترة كبطل يقاتل ليس سوى محاولة لدعم صورة الرئيس التي بدات بالانهيار منذ فضيحة ووترجيت وتورط الرئيس نيكسون فيها بالكذب وبدأ حملة لتحطيم صورته وكان تحطيم صورة الرئيس ضرورة امريكية بعد ان برز رئيس قوي كاد ان يتجاوز (اتفاقية الجنتلمان) وهو جون كنيدي الذي قتلته المخابرات الامريكية وتقرر بعد ذلك منع وصول رئيس قوي اخر فرأينا رؤوساء ضعفاء جدا مثل مزراع الفستق جيمي كارتر والممثل الساذج رونالد ريجان، ولكن، وبعد انهيار الكتلة الشيوعية، وجدت حاجة لرئيس قوي ومحترم وموضع ثقة الامريكيين ولكنه يجب ان يكون أيضا ساذجا او اسير عقائد ايديولوجية، لقيادة امريكا بقوة واقتدار من اجل غزو العالم بعد بدء انهيار الكتلة الشيوعية في عام 1989 والبدء بهذه العملية من العدوان على العراق في عام 1991، لذلك كان لابد من اعادة رسم صورة الرئيس الامريكي وجعله بطلا مغوارا وعنودا وايديولوجيا حتى لو كان غبيا مثل بوش الابن.


ج– والتأثير الذي تحدثه السينما الامريكية لم يقتصر على الامريكيين فقط فقد شمل العالم كله،

واعرض بعضا من مقال لكاتب عربي هو وصف حاله وشخص تاثير الافلام علينا، فتحت عنوان (تصفيق للبطل الأمريكي) كتب كامل نصيرات يقول بعد مشاهدة عدة افلام امريكية دفعة واحدة وهو في الخامسة عشر من عمره في دار سينما (ستة أفلام بنص ليرة..يعني عرض متواصل..ما زلتُ أذكر أحد الأفلام كالحلم..فيلم أمريكي حربي..كلّو خلعات وبكوس وكفوف..الفيلم مليان فشك..ومليان جثث..ومليان ليل..كان الفيتناميون مْشَنعين بأبو إللي جاب الأمريكان (هيك كان بالفيلم الأمريكي)..وكلما ظهر بطل الفيلم الأمريكي..تقوم السينما وما تقعد من التصفيق والتصفير وألفاظ تجرح الأذن..!!..هل فهمتم ماذا أحكي..استوعبتم الموقف جيّداً..؟؟ أُعيد مرّة أخرى..وركزوا شوية.. البطل الأمريكي يقتل الفيتناميين ونحن نصفق له ونصفِّر! رائحة السينما أكثر من كريهة..ريحة بني آدمين من خمسة شهور مش متحممين..ريحة عرق وعرق..ريحة آغو..ريحة كل شيء عفن.. إلا رائحة الوجع العربي..غابت عن هذا المكان..!!) ويواصل قائلا : (وكبرتُ..وكبر معي تشتّتي..فهمتُ كل شيء..وبقيت نقطة عالقة في دماغي...كيف نسب ونشتم أمريكا على مدار الساعة ومدار النَّفَس..وما زلنا ندخل السينما ونصفق ونصفِّر للبطل الأمريكي..؟؟!!..) هنا يشخص الاستاذ كامل مشكلة خطيرة وهي اننا نصفق للامريكي حينما يقتل الاخرين كانما نصفق له وهو يقتلنا كما فعل في العراق دون انتباه الى اننا ندعم القتل والعدوان بتأثير سحر السينما وسايكولوجيا التأثر بالبطل! وتلك اخطر امكانيات هولي وود.

5 - اشار الدستور الامريكي مبكرا الى ان امريكا لديها رسالة للعالم وهي نشر القيم الامريكية في الحرية
الفردية والليبرالية والنظام الرأسمالي المفتوح، وهذه الاشارة كانت البذرة التي نمت منها فكرة تزعم امريكا للعالم كله، والذي عبر عنه جورج بوش الاب في عام 1989 حينما كان رئيسا لامريكا بقوله (ان القرن القادم سيكون قرنا امريكيا).

6 - تعمد تعظيم امريكا في الاغاني والمسرحيات والبحوث وتنمية الاحساس بعظمتها لدى الاطفال والشباب.

ويعبر عن هذه التربية في ترديد الامريكيين باستمرار (انني امريكي) بتعال وفخر وتحد احيانا للاخرين. هذه التربية تعززها القوانين الامريكية التي تمنع تسليم الامريكي للعدالة في بلد اخر حتى لو قتل وانتهك القوانين وتدخل امريكا وممارستها الضغوط الشديدة لاطلاق سراح الامريكي عندما يرتكب جرما في الخارج، مما يزيد من النزعات العدوانية الامريكية.


7 - تصوير الغزوات الامريكية على انها حرب ضد الشر وممثليه الذين يهددون امريكا

ونمط حياتها الفريد ومحاولة تثبيت فكرة وجود عالمين : عالم الشر وعالم الخير وحتى افلام الكارتون كانت مزدحمة بهذه الافكار.
بهذه الاساليب وغيرها، وفي فرن الرفاهية والتفوق على العالم الذي لا يذيب او يزيل بل يغير شكل وطبيعة تربية وتأثيرات ما قبل امريكا، نشأت فكرة ان امريكا امة من طراز خاص افضل من غيرها وانها مسؤولة عن انقاذ البشرية بذكاء ابنائها وشجاعتهم...الخ وكانت فترات الحروب، التي بلغت اكثر من 40 حربا خاضتها امريكا منذ نشوءها ضد شعوب اخرى، وهو رقم لم يتفوق عليها فيه احد في التاريخ الحديث، عبارة عن نزهات لان امريكا الشابة والقوية والمتفوقة كانت تتحمل تكاليف تلك الحروب ولا يشعر بثقلها وتحدياتها المواطن العادي، خصوصا وان الانخراط في الجيش اختياريا وليس اجباريا.
ولكن جاء وقت كشف المستور بغطاء السينما والتوهم فحروب فيتنام والهند الصينية في الستينيات فتحت ثغرات كبيرة في الجدار النفسي والاجتماعي والاقتصادي الامريكي، وازدادت هذه الثغرات كبرا بعد توقف امريكا عن الغزو والتوسع الامبريالي مؤقتا في السبعينيات والثمانينيات، نتيجة هزيمتها وتفجر ازماتها البنوية وكان ذلك عاملا خطيرا دفع الى التوقف المؤقت هذا، خصوصا وان مجتمع الرفاهية والامان اخذ بتبخر تدريجيا مع دخول النظام الراسمالي في امريكا مرحلة الشيخوخة، وهو امر متوقع.

لذلك وجدت امريكا نفسها بمواجهة مفارقة خطيرة : فهي تتقدم نحو تحقيق (حلم القرن الامريكي) بدون رادع دولي لكنها فقدت صورة الامريكي البطل والخارق في شجاعته بعد ان راي العالم امريكا بكل عنفها المفرط ضد العراقيين وقوتها العسكرية غير المسبوقة وامكانياتها التكنولوجية الفريدة واموالها التي تطبعها بلا حدود عاجزة عن مواجهة المقاومة العراقية رغم انها يتيمة وبلا دعم من اي قوة اقليمية او دولية! فهل تتيرك الفرصة تمر وهي فرصة لن تتكرر وانتظرتها امريكا عقودا طويلة؟ ام تفعل شيئا ما لتتمكن من التقدم والتخلص من ارث الازمة البنيوية التي تضخمت بعد عام 2006 نتيجة كارثة تكاليف غزو العراق الهائلة والتي بلغت اكثر من ثلاثة تريليونات دولار وهو رقم فلكي ومرعب؟ الجواب كان الحل الوحيد هو تولي هولي وود القيادة فعليا لخطط امريكا الخارجية والداخلية وتراجع القبضة الحديدية للقوات المسلحة وتقدم اليد الحريرية لهولي وود التي وضعت في حالة انذار تحت قيادة المخابرات الامريكية مباشرة هذه المرة! هل من المعقول ان تتولى هولي وود قيادة امريكا؟ وكيف؟
يتبع......
25/6/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الخميس 28 رجب 1432 / 30 حزيران 2011

زحل بن شمسين 10-11-2012 01:46 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِ
سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 4


شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



هل تحتاج امريكا لاعادة صنع صورتها؟

ليس ثمة شك في ان امريكا قد صنعت لها اقبح صورة ليس في الوطن العربي بل في العالم كله نتيجة لتفردها بانها الدولة الاكثر شنا للحروب والعدوانات على الشعوب الاخرى، فساد وصف موح وصحيح حتى داخل امريكا هو Ugly American (الامريكي القبيح) خصوصا اثناء وبعد حرب فيتنام، وهذه الحقيقة هي التي جعلت هولي وود تنتج افلاما اما تعترف بان وجه امريكا قبيح او تحاول تجميل هذا الوجه بحرف وتحريف الحقائق التاريخية. وبالنسبة لنا نحن العرب فان ثمة ظاهرة معروفة وسائدة وهي كره امريكا من قبل الاغلبية الساحقة من العرب وهو كره حرم انصار امريكا – سواء كانوا جواسيس او معجبين بنمط حياتها – من القدرة على الدفاع عنها وجعلهم اسرى الخوف من اتهامهم بخدمة العدو الاسوأ للامة العربية.

لماذا يكره العرب امريكا؟ كره العرب لامريكا جاء بعد اعجاب، وهذه حقيقة يجب ابرازها بقوة لتجنب الدعاية الامريكية المضللة التي تقول بان العرب يكرهون امريكا حسدا لانها (بلد الرفاهية والتقدم وتحقيق الاحلام)، او لان (العرب والمسلمون بطبيعتهم عدوانيون ويكرهون الغير)، والحقيقة هي ان العرب في نهاية الاربعينيات كانوا تحت الاستعمار البريطاني في المشرق العربي والاستعمار الفرنسي في المغرب العربي وكانت امريكا مازالت تمارس سياسة العزلة، اي تجنب التورط في مشاكل العالم والانكفاء على الذات، لذلك فان ظلم الاستعمار الاوربي، من جهة وشعارات، امريكا حول الحرية ورفض القمع وغيرهما، من جهة ثانية، كانت توحي بان امريكا تختلف عن اوربا الاستعمارية، فاخذ بعض العرب يتطلع لدعم امريكا لتحريرهم من الاستعمار الاوربي، والتقطت امريكا هذا التطلع وروجت دعايات عنها تقول بانها ضد اضطهاد الشعوب ومع تحررها، وانشئت منظمات تدعم شعوب العالم الثالث ماديا وانسانيا (كالنقطة الرابعة) وغيرها، واخذت تتصل برموز عربية مثل شخصيات الاحزاب، بل انها اتصلت ب(الضباط الاحرار) المصريين قبل الثورة وقدمت لكل هؤلاء وعودا طيبة عن طريق مايلز كوبلاند ضابط المخابرات الامريكية الذي ذهب الى مصر واستخدم صلته (الغامضة) بمحمد حسنين هيكل الصحفي المعروف للاتصال بالضباط الاحرار. لذلك فان صورة امريكا كانت غير سلبية او انها كانت ايجابية بالتمني من قبل بعض العرب.

ورغم دعم امريكا لانشاء الكيان الصهيوني بحماس فان كره العرب في الخمسينيات بقي منصبا على اوربا الاستعمارية وليس على امريكا لان الاستعمار كان اوربيا، وجاء العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي شنته بريطانيا وفرنسا واسرائيل ليعزز الصورة الايجابية لامريكا بعد رفض الرئيس الامريكي ايزنهاور العدوان. لكن ما ان حلت امريكا محل الاستعمار الاوربي ونفذت سياساتها الحقيقية في الاقطار العربية حتى بدأ الكره يتحول من اوربا الاستعمارية الى امريكا التي ورثت النزعة الاستعمارية من بريطانيا وفرنسا.

ولتفسير كره العرب لامريكا لابد من الانتباه لوجود ثلاثة اسباب رئيسة وهي :


أ - الموقف من القضية الفلسطينية : ان امريكا دعمت وتدعم الكيان الصهيوني ليس لحماية (امنه فقط)، كما تقول ستراتيجياتها العامة، بل لدعم غزوات وتوسع اسرائيل في الاراضي العربية والتجاوز على حقوقهم والعدوان على اراضيهم، لولا هذا الدعم لما تعززت النزعة العدوانية الاسرائيلية، الامر الذي انتج وبصورة طبيعية ومتوقعة رفضا شعبيا عربيا لامريكا ومن يقف معها.


ب - الموقف من الانظمة الديكتاتورية والفاسدة والعميلة : وهناك مثل عراقي يقول (مكروهة وولدت بنت)

لان ولادة بنت تقليديا كانت غير مستحبة من البعض، وامريكا الداعمة لاسرائيل زادت كره العرب لها بدعم او باقامة اسوأ انظمة الفساد والاستبداد والتبعية في الوطن العربي ورعتها وحمتها من السقوط، فاصبحت جرائم النظم العربية تحسب على امريكا ايضا وليس على الحكام فقط.


ج - غزو العراق : تحول رفض العرب لامريكا الى كره عميق لها بعد يأس العرب من تغيير الموقف الامريكي
المعادي للعرب خصوصا بعد غزو العراق وما حصل فيه من اعمال اجرامية فظيعة ارتكبتها القوات الامريكية وبقرار من اعلى السلطات ضد الشعب العراقي وكان ما حصل في ابو غريب حالة عامة موجودة في كل معسكرات امريكا وليس في ابو غريب وحده.
هذه الاسباب الثلاثة مجتمعة ادت الى رفض الاغلبية الساحقة من العرب لامريكا وكرهها واعتبارها العدو الاخطر للامة العربية، واخذ هذا الكره لامريكا يهدد مصالحها في الوطن العربي ويحرمها من اي تأثير فاعل في الوطن العربي.
وكان لاساليب امريكا بعد غزو العراق اثر ضخم في ترسيخ صورة امريكا المكروهة التي لا تتردد عن ممارسة اي اسلوب من اجل اذلال العرب ونهب ثرواتهم، وكانت مأساة شعب العراق المتمثلة بقتل امريكا اكثر من مليوني عراقي بعد الغزو فقط، فاصبح ضحايا امريكا في العراق فقط اكثر من اربعة ملايين قتيل عراقي حينما نضيف ضحايا عدوان عام 1991 وفترة الحصار البالغ عددهم اكثر من مليوني عراقي في الفترة 1991 و2003، حافزا للعرب للاعتقاد جازمين بان مصيرهم سيكون كمصير العراق اذا لم يقفوا معا ضد امريكا.
وزاد الامر سوء بعمل امريكا الجاد على تقسيم العراق وتحويله عمدا الى بيئة لا تصلح للبشر بعد تدمير الخدمات والكهرباء في بلد حار جدا صيفا وبارد جدا شتاء، واختفاء الوقود في بلد نفطي رئيس وانتشار الفساد بكافة اشكاله واعتماد خطف الاطفال والنساء والشباب والشيوخ كوسيلة للاثراء والارهاب والترويع، والزرع المتعمد للمخدرات ونشر الايدز...الخ، وهكذا اصبحت امريكا هي الرمز المجسد للشر المطلق واصبح كل عربي عندما يذكر اسم امريكا امامه لا يرى الا الكوارث والدم والابادة وحرق البيوت والناس وقتل الاطفال واغتصاب الشيوخ وليس النساء فقط.


هذه الصورة المنفّرة لامريكا في الوطن العربي هل تساعد امريكا على تحقيق حلمها الاقدم وهو اقامة امبراطورية على امتداد الكرة الارضية؟ ربما يسأل البعض وما صلة العرب باقامة امبراطورية امريكية عالمية؟ وهنا لابد ان نتذكر دائما الحقيقة المعروفة وهي ان امريكا بحكم ازمتها البنوية القاتلة ونتيجة لوجود قوى دولية نووية قوية ودول ذات امكانات ضخمة ومساحات واسعة وسكان عددهم كبير جدا...الخ لا تستطيع التغلب عليها بالقوة العسكرية، فهي لذلك عاجزة عن غزو العالم بالقوة لاقامة الامبراطورية وكان الحل هو تبني نظرية جيوبولتيكية جديدة تقول بان من يسيطر على مصادر الطاقة في العالم يسيطر على العالم بلا حروب عسكرية لانه يستطيع ابتزاز العالم بكافة حكوماته وشعوبه بالتحكم في مقادير الطاقة لدى كل بلد او باسعارها وربط التزود بالطاقة بشروط تخدم امريكا وتضع البلدان الاخرى تحت هيمنتها. وبما ان الطاقة موجودة بكمياتها الاساسية في الوطن العربي، خصوصا من العراق الذي يملك اكبر واهم احتياطي نفطي في العالم وارخصه تكلفة، فان السيطرة على الوطن العربي خصوصا على العراق شرط مسبق لتوفير اهم متطلبات غزو امريكا للعالم بالابتزاز وليس بالقوة العسكرية.
وهنا تبرز اهمية وخطورة الحالة : ان الصورة المنفّرة والمكروهة لامريكا في الوطن العربي تعرقل المشروع الامريكي لان امريكا بحاجة لدعم العرب او على الاقل قسما منهم لسياساتها كي تستطيع ضمان السيطرة على كل النفط العربي وتسخيره لابتزاز العالم وتركيعه بدون حروب عسكرية، كما تقتضي ستراتيجيتها.


ورغم هذه القناعة الامريكية الواضحة، والتي كان يعبر عنها منذ زمن طويل من قبل بعض اعضاء الكونغرس او الاعلاميين او الخبراء الامريكيين، بضرورة تحقيق نوع من التوازن بين العرب والكيان الصهيوني لتخفيف كره العرب لامريكا عن طريق اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة ودمقرطة الانظمة العربية، فان العنجهية الامريكية رفضت الاصغاء خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتحول امريكا الى قوة منفلتة لا يردعها عملاق دولي اخر فاقتنعت بان القوة كافية لاخضاع العرب واسكاتهم واجبارهم على التعاون معها وتنفيذ اوامرها، وكان غزو العراق في عام 2003 قمة الغرور والعنجهية الامريكية التي عبرت ليس فقط عن احتقار رد الفعل العربي بل العالمي أيضا بعد ان رفض العالم غزو العراق.

وغزت امريكا العراق ونفذت خطة استخدام القوة في اقصى مدياتها وممكناتها ولكنها واجهت اعظم مقاومة مسلحة في التاريخ فصدمتها واوقفت مشروعها الامبراطوري ووضعته على حافة الانهيار والتلاشي، بعد ان اصبحت حرب العراق المصدر الاول لكشف عيوب امريكا التكوينية ومنها المالية والنفسية، وتفجير الازمات الكامنة والتي حرصت امريكا على تجميدها لحين حلها بعد السيطرة على العالم كله، لكن قوة الاستنزاف في العراق والتي تمثلت في صرف امريكا حوالي ثلاثة تريليون دولار وفي قتل اكثر من اربعين الف امريكي في العراق، وهو الرقم الحقيقي وليس الرقم الرسمي المزيف، وتعويق حوالي مليون امريكي نفسيا او جسديا قاتلوا في العراق، واخيرا التفجر الكارثي للازمة المالية العالمية والتي انطلقت شرارتها من امريكا في عام 2007 ودقت ناقوس الخطر في درجته الاعلى، كل ذلك وضع امريكا امام عدة حقائق مدمرة وتهدد بانهيار امريكا ومنها :


1 - ازمة بنيوية خطيرة تعرقل القدرة على السيطرة على العالم بل تجعل امريكا عاجزة عن السيطرة على ولاياتها التي بدأ بعضها يطالب بالاستقلال عن امريكا كما فعلت ولاية كاليفورنيا.


2- الانهيار الفاضح للقوة الامريكية والمتمثل في عجزها عن قهر المقاومة العراقية المسلحة والفشل الذريع

في احلال الاستقرار في العراق رغم كل الاساليب التي اتبعت وكل التكليف الباهضة التي تحملتها امريكا ولم تكن تتوقعها ابدا قبل الغزو، فانتج ذلك صورة لامريكا تبدو فيها ليس نمرا من ورق بل قطة مرتجفة مبللة.


3– انتشار روح المقاومة المسلحة في الوطن العربي بفضل انتصارات المقاومة العراقية

فبعث امل العرب بتحرير اقطارهم من الاستعمار والنظم الفاسدة التابعة له بستراتيجية المقاومة المسلحة، وهو تطور اذا وقع سوف يوجه ضربة قاضية لمشروع القرن الامريكي وينهيه الى الابد.
هذه الظواهر الثلاثة الخطيرة وضعت امريكا امام خيارات مرة، بل مدمرة، وابرزها السقوط النهائي والابدي لمشروع السيطرة الامريكية على العالم، فما لم تعالج امريكا ازمتها البنيوية ولو مؤقتا فانها ستدخل مرحلة التداعي المتعاقب من الداخل، ومالم توقف تزايد كره العرب لها فانها لن تجد عربيا واحدا مستعدا للموت على يد ابناء امته عقابا له على الارتباط باكثر القوى عداء للعرب، وما لم توقف انتشار ثقافة المقاومة فانها ستواجه بنادقا في كل قطر عربي ضدها، فهل تقف امريكا تتفرج ومشروعها الامبراطوري مهدد جديا؟ وماذا عليها ان تفعل لتجنب هزيمتها الحاسمة؟


هذه التساؤلات المريرة وضعت امريكا امام ضرورات جديدة وخيارات جديدة لابد من تبنيها لاعادة رسم صورتها بطريقة جديدة ليس فيها كره لها او على الاقل حصر الكره بفئات يمكن عزلها، لذلك فان الخطط القديمة القائمة على فرض السيطرة على العرب بالقوة المجردة والمباشرة دفعت الى الخلف وعاد البحث من قبل ادارة اوباما عن بديل ذكي يضمن لامريكا العثور على عرب يدعمونها علنا وبلا خوف من اتهامهم بالخيانة العظمى وكان السؤال هو : كيف تستطيع امريكا العثور على عرب قادرين على التعاون معها مباشرة وعلنا؟ الجواب المنطقي كان يجب اولا ازالة صورة امريكا المكروهة وصنع صورة ايجابية لها في الوطن العربي.


وهنا وضع سؤال حاسم كيف تتغير صورة امريكا باعين العرب؟
ان تغيير الصورة يفرض على امريكا ما يلي :

أ - بما ان وقوف امريكا مع اسرائيل كان الشرارة التي اشعلت حرائق الكره العربي لامريكا

فيجب اقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح وعلى بعض الضفة الغربية وغزة، وبذلك تسقط امريكا السبب الاصلي لكرهها وتستطيع تحشيد عدد غير قليل من العرب معها يسند سياساتها متسلحا بفكرة ان امريكا تغيرت ايجابيا وانها تدعم اقامة دولة فلسطينية.


ب - وبما ان سبب الكره الثاني هو انشاء امريكا او دعمها للنظم الفاسدة والديكتاتورية في الوطن العربي

بغالبيتها الساحقة فان اسقاط هذه الانظمة ودعم امريكا لعملية التغيير سوف يضمن تحسين وتجميل صورة امريكا عربيا ويعيد انتاج صورتها بصيغة انها داعمة الثورات والديمقراطية.


ج - وبما ان القاعدة التي تتحكم بعلاقة امريكا بمن يخدمها من العرب هي انها تستخدم العملاء ومن يتعاون معها كورقة تواليت تستخدم لتنظيف قاذوراتها ثم ترمى الورقة في سلة القمامة فان اكثر الانظمة العربية انتهت صلاحيتها بتحولها الى مجرد كومة قاذورات مكروهة بحدة وصار تحميل امريكا مسؤولية فساد هذه الانظمة وديكتاتوريتها هو النظرة السائدة فاصبحت خطوة التخلص منها مصلحة امريكية من الدرجة الاولى.


د - بما ان الاستعمار والامبريالية هما نظامان يقومان على النهب والاستغلال فان فصل الديمقراطية
عن التحرر من الاستعمار والامبريالية خطوة اساسية في ستراتيجية التغيير الامريكية للانظمة العربية، وهذا الشرط حاسم وجوهري ولا يمكن تجاهله وفرض فرضا متعمدا في الانتفاضة العربية في تونس ومصر وتمثل بغياب اي شعار تحرري يطالب بطرد امريكا والاستعمار ويفضح جرائمهما ضد الشعب العربي! وهي سمة كانت تتصدر كل الانتفاضات الوطنية العربية سابقا وترتبط عضويا وكتوأم بمطلب الديمقراطية مما جعل الانتفاضات العربية تحررية من الاستعمار وديمقراطية ضد الديكتاتوريات. وهذا التوجه الخطير والاستعماري الصريح برز في تظاهرات اليمن وسوريا التي لم ترفع شعارا واحدا ضد امريكا والاستعمار وتركزت كل شعاراتها على الديمقراطية وحقوق الانسان، اما في ليبيا فان طلب دعم الاستعمار والتعاون معه كان الموقف الرسمي لمناهضي القذافي تحت شعار التعاون مع الشيطان من اجل التخلص منه، وهو موقف لم نرى مثله الا في احتلال العراق عندما قامت ما كانت تسمى ب (المعارضة العراقية) بدور خياني وهو دعم الاحتلال والتحريض عل غزو العراق بحجة اسقاط النظام، منفذة لما، ومستندة على ما، روجت له المخابرات الامريكية وهو مفهوم (الاستعمار الداخلي) اي النظم العربية وعده اخطر من الاستعمار الخارجي، وهو مفهوم تولت لاحقا قناة الجزيرة الترويج له خلال السنوات الماضية عند الاعداد لما يجري الان من اجل تضليل بعض العرب بفكرة ان الاستعمار الخارجي ارحم من الاستعمار الداخلي لتقبل استعمار امريكا او اوربا لنا!
لذلك كان هذا الفصل المتعمد وغير البرئ اول ما اثار قلق وانتباه الوطنيين العرب ولفت النظر الى الدور الامريكي الحاسم والخطير فيما يجري، وهو ما سنناقشه بالتفصيل لاحقا، ونبه الى النوايا الامريكية الحقيقية الكامنة وراء الدعوة للديمقراطية مع تجنب الدعوة لطرد الاستعمار والامبريالية وانهاء هيمنتهما على اغلب الاقطار العربية مع انهما السبب الرئيس في قيام او استمرار الديكتاتورية والفساد. هل تتذكرون هتافا واحدا ضد امريكا في تونس ومصر اثناء الانتفاضة؟


ه - الفصل المتعمد بين القضية المركزية للعرب وهي تحرير فلسطين وبين الديمقراطية والدعوة لها،

فكما غابت شعارات مناهضة امريكا من الانتفاضة في تونس ومصر ومن احداث اليمن وسوريا فان القضية الفلسطينية ومناهضة الصهيونية والمطالبة بانهاء الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني غابت ايضا، وهو امر زاد من شكوك الوطنيين العرب بحقيقة ما يجري، لان تاريخ العرب الحديث تميز بربط القضية الفلسطينية بكل حدث اقليمي ودولي وعدم السماح بتجاهل الصلات العضوية بين تحرير فلسطين وبناء الديمقراطية بعد التخلص من الانظمة الديكتاتورية والفاسدة والتابعة والمطبعة مع الكيان الصهيوني.
ان ماورد في الفقرتين (د) و(ه)، اي فصل المطلب الديمقراطي عن المطلبين الاساسيين وهما طرد الاستعمار ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، يشكل الاساس الفولاذي لخطة تغيير الانظمة العربية في اطار سترايجية السيطرة الاستعمارية الامريكية، لذلك فان فهم حقيقة ما جرى وما يجري وما سيجري بصورة صحيحة ودقيقة مشروط بالتنبه لما ورد في هاتين الفقرتين وعدم نسيانهما اطلاقا اذا اردنا ان لا ندفع للسير في ازقة المخابرات الامريكية والصهيونية الخانقة.

وهنا يطرح سؤال اخر : كيف يمكن تحقيق ذلك كله؟ بانقلابات عسكرية تطيح بانظمة الفساد والديكتاتورية مع ان الانقلاب العسكري جزء من تراث امريكا الاستبدادي وغير الديمقراطي في قمع الجماهير
و الانظمة الوطنية؟ ام بوسائل اخرى تضفي على التغيير صفة الديمقراطية واحترام ارداة الشعب وفي مقدمتها توقف امريكا عن قمع ثورات الشعوب وانتفاضاتها الديمقراطية ودعم موجات الغضب الشعبي المتراكم منذ عقود والذي يكفي اذا اطلق لاسقاط انظمة فقدت الحماية الامريكية لها؟


الجواب هو ان السماح، بعد منع طويل، باطلاق موجات الغضب الشعبي الشرعي والطبيعي هو الاسلوب الامثل للتغيير في عصر شعاراته الاساسية التي رفعتها امريكا هي الديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير، ولكن كيف تضمن – امريكا - السيطرة على موجات الغضب الشعبي والتي تفجرها قوى وطنية حقيقة عازمة على ليس انهاء الظلم والفساد والديكتاتوريات فقط بل وايضا على طرد من نصبها او حماها، بالاضافة لتحقيق اماني العرب الجوهرية والثابتة في تحرير فلسطين وبقية الاراضي المحتلة وتحرير الثروات العربية المغتصبة من قبل امريكا؟ هل تستطيع امريكا القيام بفصل قسري بين مطلب الديمقراطية وحكم الشعب من جهة وبين السيطرة الاستعمارية على مقدرات الاقطار العربية والاحتلال الصهيوني لفلسطين والجولان والانهر العربية من جهة ثانية؟ وهل يمكن اقامة ديمقراطية حقيقية في ظل الوجود الامريكي المتحكم في مجرى الامور الاقتصادية والامنية؟ يتبع


25/6/2011

Almukhtar44@gmail.com


[/email]

شبكة البصرة

الاحد 2 شعبان 1432 / 3 تموز 2011

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

زحل بن شمسين 10-11-2012 04:43 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 5
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



اعداد مكونات الفيلم التفاعلي وبناء مسرحه الكبير

عند الاجابة على التساؤلات السابقة ينبغي الانتباه الى اننا الان في الشهر السادس لبدء الاحداث العربية التي وصفتها هيلاري كلنتون بانها (ربيع العرب)!!! ولان كلنتون هي وزيرة خارجية اسوأ امبراطورية استعمارية في التاريخ الانساني واشدها عداء للعرب فان لهذا الوصف دلالات خطيرة تجعل النظر الى الواقع الحالي مع تذكر الموقف الامريكي منه منهج حتمي اذا كنا نريد ان نفهم ما يجري بصواب، وهي ضرورة تفرض رؤية ما فعلته امريكا وماجرى فعلا في اطار توفير عناصر (الفيلم التفاعلي) الذي اعد له مسرح ضخم يشمل كل الاقطار العربية ودول الاقليم غير العربية.


وهنا لابد من ملاحظة ان مجريات الاحداث الفعلية في هذا الفيلم اكدت بان ما يجري ليس عملية تغيير انظمة فقط فما يجري الان في تونس ومصر من احداث، وما لحق بتأثيرها من احداث كارثية في ليبيا وسوريا

واليمن يقتل العرب فيها بالجملة، تؤكد ان الذي حدث، في مصر وتونس، هو تغيير راس النظام فقط دون تغيير اسسه وانتشار الفوضى وتفاقم الفتن، ومنها الطائفية في مصر، وبروز مشاكل لم تكن موجودة قبل التغيير، كل ذلك يعد مقدمات حتمية لهدف خطير جدا وهو تقسيم الاقطار العربية واعادة تركيبها بطريقة تخدم امريكا والكيان الصهيوني والنزعة الاستعمارية الاوربية التي استيقظت بعد سبات. ومرة اخرى من يعترض على هذا الرأي عليه ان يقدم انجازا واحدا حقيقيا تحقق في تونس ومصر بعد اسقاط النظام بعد مرور ستة اشهر وهي فترة كافية لمعرفة حقيقة ما يجري، وعلى كل مناضل ان يتذكر انه النهاية وفي المحصلة الاخيرة الثورة ليست الرغبة في التغيير فقط بل تحقيقه على ارض الواقع مجسدا في قيام بديل مختلف جذريا يبدأ بتحقيق اهداف الشعب والامة.

ولذلك لابد من تسليط الاضواء على الحقائق العيانية التالية التي نراها تتحرك في الواقع وتحركه :

1– ستراتيجية امريكية جديدة : لقد اعدت امريكا العدة كاملة منذ سنوات لتطبيق ستراتيجية اخرى تضمن

الانتصار في الوطن العربي، واهم اسسها تغيير موقف العرب من امريكا وتحويله من كره الى حب او دعم او على الاقل عدم رفض لها، من خلال الاقدام على خطوات قريبة من المطالب الوطنية مثل :


أ - التخلص من الانظمة الديكتاتورية والفاسدة والعميلة واقامة انظمة ديمقراطية شكليا.

ب – ان هذه الانظمة يجب ان تكون وهزيلة وضعيفة داخليا وخارجيا وهذا لا يتحقق الا بفرض النظام
الفدرالي عليها من قبل امريكا، لان الديمقراطية المبنية على نظم فدرالية تبدد قوة الدولة بتوزيعها للسلطات الفعلية على الاقاليم او المحافظات، واضعاف المركز او العاصمة، كما نرى ذلك في العراق المحتل.


ج - انشاء دويلة فلسطينية منزوعة السلاح في بعض اراضي غزة والصفة.

د - تطبيق خطة اسرائيل المسماة (الوطن البديل) كاملة لتشمل الضفتين الشرقية والغربية لنهر الاردن
وغرب العراق لتكون دولة كبيرة والغاء الاردن كدولة، وضم غرب العراق الى الدولة الفلسطينية يحقق عدة اهداف منها اكمال تقسيم العراق وتوطين الاربعة ملايين لاجئ فلسطيني في غرب العراق.


ه – اقامة اتحاد كونفدرالي بين الدولة الفلسطينية (في الضفة وغزة والاردن وغرب العراق) واسرائيل.


و - اعادة الجولان بعد اعتراف سوري رسمي بالكيان الصهيوني وضمان عدم عودة العسكرة اليها تماما مثلما حدث في سيناء طبقا لاتفاقيتي كامب ديفيد.


ز - تنفيذ خطة مارشال عربي لتحقيق بعض الاصلاحات الثانوية التي تهدأ الغضب الشعبي العربي

ان لم تحتويه نهائيا.


ك – انضمام الدولة الفلسطينية للنظام الاقليمي الجديد (الشرق الاوسط الجديد).

بهذه الخطوات وغيرها تريد امريكا والكيان الصهيوني اعادة تشكيل الاقطار العربية سكانيا وسياسيا وجغرافيا واقتصاديا بعد تقسيمها لضمان امن اسرائيل من جهة، وبقاء وتوسيع الهيمنة الامريكية على الاقتصاد العربي من جهة ثانية، ومنع قيام ثورات وطنية جذرية حقيقية هدفها ليس فقط اسقاط انظمة متهرئة بل ايضا واساسا طرد الجهة التي مكنت الانظمة من البقاء وممارسة القمع والفساد وهي امريكا، من جهة ثالثة.


وهذه الخطة كانت السبب وراء وصول باراك اوباما الى الادارة الامريكية من اجل تنفيذها وهو ما بدأ بفعله فور استلامه للادارة، وما جعل زيارته لتركيا ومصر بعد توليه المسؤولية كاول محطتين في زياراته الخارجية الا رسالة للعرب والمسلمين تقول تبدلت سياستنا تجاهكم فكفوا عن كراهيتنا وتقربوا منا، وهذا يعني ان الادارة الجديدة تبنت موقفا يبدو متصالحا مع، ومتقربا من، الاسلام ويختلف عن موقف بوش الصغير المعادي. ولترجمة هذه السياسة واقناع بعض العرب بها كانت نقطة البداية في تنفيذها تكليف تركيا بدور رئيس في تنفيذها ليس فقط لانها عضو اصيل في حلف النيتو وليس فقط مرة ثانية لانها عضو اصيل في النظام الاقليمي الجديد المنتظر بل ايضا، وقبل هذا واهم من ذاك، لان من يحكم تركيا حزب اسلاموي لديه امتدادات طائفية داخل الجسم العربي، تماما مثلما لايران امتدادات طائفية في الجسم العربي.


وكان اوباما قد ابلغ رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي بان امريكا تخوله صلاحية الاتصال بكافة الاطراف العراقية بما فيها فصائل المقاومة والقوى المناهضة للاحتلال من اجل حل فعال لازمة العراق، وترجمت تركيا ذلك فورا بدعوة مقتدى الصدر وشخص سني – لاحظوا الدعوة التركية وجهت على اساس طائفي صرف - لزيارة تركيا في مطلع عام 2009 للتفاوض حول البديل السياسي وحصل اللقاء، ثم دعت تركيا (المجلس السياسي للمقاومة) الى تركيا ونظمت له لقاء توريطيا مع المخابرات الامريكية التي ضللت الوفد بوعود كاذبة وكان هدف اللقاء كشف المقاومة واحتواء عناصر منها وهو ما كشفه المجلس السياسي وانتقد نفسه على التورط في اللقاء!

ومن المثير للانتباه ان هذه الفترة شهدت ترويجا غير طبيعي لفكرة خطيرة جدا ومشبوهة بكل المعايير تقول (ان تركيا تحمي السنة العرب وغير العرب في المنطقة من خطر التوسعية الايرانية الشيعية)، وروجت فكرة اخرى موحية وهي (ان الحكم التركي الحالي يعيد السلطنة العثمانية وهو امتداد للسلاطين العثمانيين)، لذلك استخدم وصف مهم في معانيه الواضحة والمخفية للنظام التركي وهو انه يمثل (العثمانيون الجدد)! وخطورة هذا الطرح تكمن في :


أ - انه ينقل الفتن والصراعات الطائفية من مستوى قطري داخلي الى مستوى اقليمي عام يعيد انتاج الصراع الصفوي العثماني القديم بحلة جديدة،

وهذا التطور يشكل احد اهم اسس نظرية (الفوضى الخلاقة) التي تبنتها امريكا لان الصراع العثماني – الصفوي سيكون عبارة عن صراع يحكمه توازن اقليمي منضبط تتحكم فيه اولا امريكا وتتساوم بواسطته تركيا وايران على حساب العرب ثانيا. والفوضى الاقليمية، المنضبطة والمسيرة، ضرورية جدا للتمهيد لانبثاق النظام الاقليمي الجديد على اساس انه يوفق بين الاطراف المتناحرة في اطاره ويحل المشاكل الاقليمية سلميا.
ب - وهو يكمل تجريد العرب من اي دور اقليمي بعد منح تركيا الوصاية على (العرب السنة)!
فيصبح الصراع التركي مع ايران هو المتحكم في الاقليم كله وتتراجع حقوق ودور العرب الى الخلف. ولذلك فان الضرورة تقتضي تهميش كافة الاقطار العربية حتى قبل تقسيمها من خلال انهاكها بصراعات دموية داخلية وفيما بينها تستهلك كل طاقاتها وتحولها الى كم مهمل لا تأثير له، وتلك الضرورة تفسر احد اسباب ما تواجهه الاقطار العربية الان من مشاكل معقدة ذات طبيعة انهاكية وتهميشية خصوصا مصر التي ينحدر دورها بانتظام منذ تولى السادات السلطة وتفقد دورها الرئيس لدرجة ان قطر اصبحت اكثر تأثيرا منها بفضل هذا المخطط الامريكي الصهيوني.
ان التعاون الامريكي مع الحكم التركي يشكل رسالة اخرى للعرب والمسلمين تعزز رغبة اوباما بتحقيق تغيير شامل في صورة امريكا لدى العرب والمسلمين تكون كفيلة بفتح الطريق امام امريكا لدخول الوطن العربي بلا عوائق كبيرة، واخيرا وليس اخرا دشنت امريكا مرحلة جديدة من خطة بريجنسكي القديمة، والتي بدأت بتنفيذها في افغانستان، عبر غلق ملف ابن لادن والقاعدة باعلان مقتله وانتهاء (الاسلام المتطرف والارهاب الاسلامي) والانفتاح على ما يسمى (الاسلام المعتدل) ممثلا ب(الاخوان المسلمين) وبدء التفاوض معهم من اجل تسليمهم السلطة في مصر وسوريا وليبيا وغيرها.


بين بوش الابن (الصليبي) المكروه لدرجة الحقد واوباما المشتبه بهويته الاسلامية واسمه الاسلامي ولونه الاسود الذي اوحى للسذج بانه ربما يكون اهون من الابيض، راينا رايات جديدة ترفع واطراف اقليمية اخرى تكلف بالعمل نيابة عن امريكا ومنها تركيا الاسلاموية من اجل اعادة تشكيل الاقطار العربية!

2– اعداد (ثورة الفيس بوك) : في السنوات الماضية قامت المخابرات الامريكية باستقطاب

مئات الشباب العرب عبر دورات اكاديمية او ثقافية او سفرات سياحية لامريكا ودول الاوربية وغيرها، او نفذت دورات (تأهيل) ديمقراطي لعدد من الشباب والشابات في اقطارهم كما حصل في اليمن، وتلك حقائق نشرت حولها عشرات الوثائق والاعترافات، او أثرت اجهزة امريكا عليهم عبر الانترنيت وشبكاته مثل الفيس بوك وتويتر وغوغل وغيرها، لان هؤلاء الشباب غير مسيسين واحزنتهم وبعثت اليأس فيهم ظاهرة الصراعات العربية - العربية التي قادتهم الى استنتاج مهم وهو ان الاحزاب والنظم والايديولوجيات كلها فاشلة لذلك لابد من البحث عن بديل.

وبما انهم بلا خلفية سياسية وبدون تجربة حقيقية، وفي ظل تراجع القوى الوطنية تحت ضربات امريكا وانظمتها في الوطن العربي، فان التأثير الامريكي على الكثير من الشباب اصبح المحدد لاختياراتهم، خصوصا وان الاعلام اصبح امريكيا او متأمركا كليا في الوطن العربي والعالم وانشأت مئات القنوات الفضائية التي تروج للمفاهيم الامريكية السياسية والاجتماعية والاخلاقية، او تؤهل للظهور وكأنها قنوات وطنية تنتقد امريكا وتسمح بالرأي والرأي الاخر لاجل استقطاب الوطنيين وكسب رضا الجميع، كما حصل مع قناة الجزيرة التي انشأتها واعدتها المخابرات الامريكية بالتعاون مع المخابرات البريطانية من خلال استقطاب مذيعين ومقدمي برامج كانو يعملون في هيئة الاذاعة البريطانية ليكونوا الفئة الاساسية في الجزيرة.
وهكذا يصبح ممكنا اعادة تثقيف الناس وقولبة طريقة تفكيرهم وزرع روح التمرد العفوي والفوضوي والعدمي فيهم وليس روح العمل الثوري، والاهم انها شجعت النزعة الفردية القائمة على فلسفة ان الفرد وليس المجتمع هو الاساس وهو الهدف، وهكذا اصبح تحت تأثير امريكا مئات وربما الاف الشباب العرب اليائسين والكارهين للنظم والاحزاب الوطنية وغير الوطنية. ومن بين هؤلاء الشباب تم استقطاب العشرات لادخالهم في دورات ل(تعليم) الديمقراطية وكيفية تنظيم الاحتجاجات السلمية وانشاء شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنيت لتحقيق اكبر تحشيد شبابي رافض للانظمة العربية، يعد هذا العدد الكبير من الشباب لينفذ ويقود في ان واحد وفي ظرف ما خطة اسقاط الانظمة بطريقة سلمية لا يكون فيها اي دور للقوى الوطنية التقليدية. هذه الحقيقة قلناها مبكرا وبعد احداث تونس مباشرة ولكن ويكيليكس اكدتها في شهر حزيران – يونيو من هذا العام بوثائق رسمية امريكية كشفت النقاب عن قيام المخابرات الامريكية باعداد بعض الشباب العرب خصوصا من مصر واليمن لكي يقودوا انتفاضات (سلمية) ضد النظم العربية.
هذا الاعداد لا يختلف من حيث الجوهر عن اعداد الاف الناس للاشتراك في فيلم تاريخي ضخم او يتناول حدثا ضخما معاصرا يؤثر في ملايين الناس فنرى الاف الناس يشاركون في معارك تمثيلية ويتحركون وفقا لتوجيهات المخرج، دون ان يكون كل هؤلاء المشاركين في التمثيل ممثلين وانما يستخدمون لمرة واحدة فقط، والفرق الوحيد بين من يدعا للمشاركة في فيلم ضخم والاحداث الحالية هو ان من يشارك في فيلم يعلم انه يمثل بينما الاغلبية ممن شاركوا في انتفاضة تونس ومصر واحداث ليبيا واليمن وسوريا شاركوا فيها بصدق دون ادراك ان هناك من خطط ويوجه ويحدد مسار الاحداث من خلال ادوات داخل التظاهرات او المعارك الدامية.

3– ممكنات التغيير في الفيلم التفاعلي

: ان مأساة شباب الفيس بوك بدات تظهر بعد ستة شهور فهم ضحوا بارواحهم وتعرضوا للقتل والتعذيب لانهم كانوا يريدون اسقاط ديكتاتور فاسد بصدق ولكنهم وجدوا ان الديكتاتور بعد ان سقط عاد للوجود ممثلا بمن كان يحميه او شريكه، وهذه الحقيقة يدركها الان شباب مصر وتونس بالم ومرارة.
من هنا كان من الطبيعي وكما في عمل مخابراتي متقن ان تبقي امريكا التيار الرئيس في الاحداث بيدها دون ان يدرك انه يعمل مع جهاز مخابراتي او لصالحه واتبعت طرقا معروفة في تحقيق ذلك، وتعمدت عدم تجنيد اغلبية من تعاون في برامج الديمقراطية وحقوق الانسان وانما دربتهم على رفض كل ما يتعارض مع الاهداف الامريكية الكبرى لاجل ان يكونوا مؤمنين بانهم اكثر وطنية ممن يتهمهم بالعمالة لامريكا، بينما ربطت بها مخابراتيا قلة قليلية من الشباب هم الذين اردات عبرهم توجيه الاحداث وتقرير شعاراتها وما يطرح فيها.
وبالمقابل ولكي تضمن السيطرة على الحدث فانها تعمدت ايضا تنمية الاختلافات بين الشباب وترسيخها واختارت تحقيقا لهذا الغرض شبابا يختلفون في كل شيء الا في رفض النظام من اجل تسهيل عملية التخلص ممن يريدون او ابرازه او اثارة الخلافات بينهم عندما تقتضي الضرورة، ولذلك راينا ان امريكا لم تدرب شبابا من نمط واحد بل انهم يختلفون في الكثير من الاتجاهات الفكرية والسياسية، والسبب عرف فيما بعد نجاح انتفاضة تونس ومصر وهو توفير قدرة فائقة لامريكا على اشعال خلافات بينهم وازاحة من تريد من الشباب من واجهة الاحداث متى ارادت وتنصيب من تريد في الواجهة، وعدم انسجام الشباب يساعد على ازاحة اي طرف، وهذه الازاحة والابعاد لا ينتبه اليها الرأي العام لان الشباب اصلا غير معروفين وبقاءهم او ذهابهم لن يحدث فرقا ظاهرا في نظر الراي العام.
وفي ضوء هذه الحقيقية فان اسقاط النظامين في تونس ومصر اتبع فورا باستلام رجال النظام العسكريين فيهما للسلطة، الامر الذي اوقف عملية الاصلاح عند حد اسقاط الرئيس وبعض بطانته فقط بينما بقيت منظومة الفساد والتبعية للخارج موجودة وتحكم مصر وتونس، وتبدد دور الشباب وانصرف معظمهم عن ساحة التغيير واصابهم يأس قاتل! وتكملة لهذا الهدف المخابراتي فان الاجهزة الامريكية ارادت تلميع شبابا بعينهم ليكونوا قادة في المستقبل مثل وائل غنيم الذي لم يتردد اوباما بالدعوة لتنصيبه رئيسا لمصر وليس ثمة شك في انه ادخل في دورات تأهيل وسيدخل في دورات اخرى اعدادا له ليكون من قادة مصر! هذا الامر لم يحدث صدفة بل هو عمل محسوب بدقة.

4– الاطروحة الاساسية :

الديمقراطية نعم طرد الاستعمار لا : ان اخطر واهم مؤشر على ان امريكا هي من خطط للاحداث ودفع الى تفجيرها، باستثناء تونس التي فجرت الانتفاضة فيها بعمل عفوي حقيقي هو انتحار محمد البوعزيزي، هو ما لوحظ بقوة اثناء الانتفاضة في تونس ومصر ثم في تظاهرات واحداث اليمن وسوريا، وهو الفصل القسري والتام بين مطلب الديمقراطية ومطلب طرد الاستعمار والجهة المسببة لكوارثنا والصانعة للانظمة وهي امريكا، وهذا فصل يكفي بحد ذاته لتحديد طبيعة ما يجري. لماذا؟ تقليديا وتاريخيا الديمقراطية في الانتفاضات الشعبية الحقيقية هي جزء اساس من مطاليب الشعب وليست كلها ولا المطلب الوحيد لان مشاكلنا ليست مثل مشاكل اوربا او امريكا، التي تتمحور حول الديمقراطية بعد ان تطورت هذه المجتمعات واصبحت الدولة فيها دولة مؤسسات بالاضافة لعدم وجود احتلال خارجي لاراضيها او تهديدات وجودية لها من الخارج، اما نحن فان مشاكلنا مركبة ومتعددة ومنها الاستغلال الطبقي والفساد اللذان انتجا الفقر والامية والتخلف وغياب دولة المؤسسات والقانون ووجود احتلال اجنبي لاراضينا او وجود تدخلات خارجية خطيرة، لذلك حصل اقتران شرطي – اي اجباري وعضوي – بين الديمقراطية وتحرير الوطن او الاراضي المحتلة وطرد الاستعمار.

بهذا المعنى فان الديمقراطية ترتبط بالتحرر من الاستعمار والنفوذ الاجنبي وتلحق به، فالديمقراطية تزول ان كانت موجودة بمجرد حصول احتلال او فقدان السيادة الوطنية لان الاحتلال بطبيعته عمل استبدادي انموذجي، اما اذا كانت الديمقراطية غير موجودة قبل الاحتلال فان الاحتلال لا يقيم الديمقراطية ابدا لانها تعني حكم الشعب وحكم الشعب يصطدم بالاحتلال لان السلطة واحدة فهي اما للاحتلال او لحكومة وطنية، لذلك فان التاريخ اكد بانه لا توجد حركة تحرر حقيقة تلحق بالديمقراطية، مادام تحقيق الديمقراطية مشروطا بتحقيق التحرر من الاحتلال او النفوذ الاجنبي. وتجربة العراق المحتل هي اخر تجربة عملية تثبت استحالة بناء ديمقراطية في ظل الاحتلال او فصل الديمقراطية عن التحرر السياسي من النفوذ الاجنبي.
من هنا فان عزل الديمقراطية في شعارات انتفاضة تونس ومصر واحداث اليمن وسوريا عن الهدف المركزي وهو التحرر الوطني من النفوذ الاجنبي واستعادة الحقوق العربية مؤشر لا يخطأ للدور الامريكي الحاسم وليس الثانوي في توجيه التظاهرات العربية وقدرتها على تحديد مسار وشعارات واهداف الانتفاضة والتظاهرات. لذلك فان السؤال المركزي هنا هو : لم تلازمت وترابطت مطاليب الديمقراطية مع مطاليب تحرير الوطن او الارض في العقود الماضية من تاريخ نضال امتنا العربية ولم تنفصل ابدا لكنها تفصل الان عمدا؟ ان الاجابة على هذا السؤال تشكل نقطة الانطلاق في فهم نوعية وطبيعة وحجم الدور الامريكي فيما يحدث الان.
بما ان التبعية لامريكا ضرورة امريكية وان الخضوع للكيان الصهيوني من اهم متطلبات حل الصراع لصالح المشروع الصهيوني فان امريكا قامت بشق الاسباب التي تحرك الجماهير الى نصفين نصف ديمقراطي مطلبي داخلي يتعلق بضرورة انهاء الانظمة الفاسدة والديكتاتورية، وشق تحرري يتعلق بتحرير الاراضي المحتلة وطرد الاستعمار ونفوذه واستعادة كافة الحقوق العربية، وجعلت من الشق الاول موضوعا للانتفاضة العربية بينما استبعدت الثاني كليا من شعارات التظاهرات والتغطية الاعلامية التابعة لامريكا والنظم الموالية لها، لان وجود الشق التحرري في الانتفاضة يهدد بافلات الانتفاضة من يد شباب الفيس بوك الذي دربته امريكا واعدته ليقود الانتفاضة وبروز شباب وطني يشكل الاغلبية في الانتفاضة العربية ليقود انتفاضات تتبنى اهدافا مترابطة عضويا ولا يمكن فصلها خصوصا الربط الجدلي بين الديمقراطية والتحرر من الاستعمار والصهيونية.

5– انتفاضة تونس ومصر طعم مغر :

الان وفي الشهر السادس لا يمكن تجنب سؤال اخذ يفرض نفسه منذ تفجير احداث اليمن وسوريا وليبيا والبحرين وهو : لم كانت الانتفاضة في تونس ومصر سلمية حقا واسقطت النظامين بينما اصبحت عنفية ودموية في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين ولم تسقط النظم هناك؟ ان طرح هذا السؤال امر مهم جدا لان الجواب عليه يضعنا امام حقيقة مفزعة لكل ضمير حي، وهي ان الطابع السلمي والنظيف للانتفاضة في تونس ومصر صممته امريكا ليكون طعما يغري الشعب العربي بتحقيق انتفاضات مماثلة في الاقطار العربية الاخرى دون اراقة دماء ودون تدمير الدولة والمجتمع او خلق مشاكل اكبر مما كان يتم من خلالها تغيير الانظمة باسهل وامن الطرق، ومادام الامر كذلك فمن الضروري تفجير الانتفاضات في كل قطر عربي لاجل التخلص من الديكتاتوريات والفساد!

ان هذه الفكرة كانت المحرك الاساس لما حصل ويحصل في اقطار عربية عديدة من احداث خطيرة ابتدأت بتقليد ما جرى في تونس ومصر لكنها انتهت لتصبح كوارث وطنية وقومية عندما أخذ الدم يجري انهارا واتجهت جموع غاضبة لتدمير الدولة والمجتمع وتعطيل الخدمات وازالة الامن الاجتماعي وليس الامن السياسي فقط، وهكذا لم يتكرر ما حصل في تونس ومصر في تلك الاقطار وانما اصبحت تواجه كوارث دموية ودخلت تلك الاقطار نفقا مظلما وخطيرا مملوء بالثعابين والعقارب والالغام المدمرة! فقط انظروا لما يحدث في سوريا واليمن وليبيا سترون ان تكرار ما حصل في تونس ومصر كان وهما او ايهاما وتوريطا وان الدماء تسيل بغزارة وان تغيير النظام لم يعد رحلة سهلة وبلا دماء او بدون تهديد وحدة القطر. هل كان ذلك التوريط صدفة؟ كلا بالطبع واذا ظن احد منا بانه حدث صدفة فانه يحكم على نفسه بجهل كيفية عمل العدو، والذي يخطط لنصف قرن من اجل تحقيق هدف محدد، وليس مثلنا حيث نتخاصم ويسيل الدم وتحرق مدن وقرى ولكننا نتصالح ونقبل بعضنا البعض الاخر وينتهي كل شيء!

هل استمعتم لما قاله سيف الاسلام القذافي؟ لقد قال بسذاجة مذهلة، لا يجوز ان يتصف بها رجل دولة وحكم، باننا اخطأنا لاننا لم ننشأ جيشا قويا وتصورنا ان دفع تعويضات سيغلق ملف خلافاتنا مع الغرب!!! ان كلمة (تصورنا) هذه هي مقتل الحكام العرب الذين يعلمون بكل صغيرة وكبيرة عن شعبهم لكنهم يجهلون حتى ما يعلنه الغرب والصهيونية! سيف الاسلام انموذج لمستوى تفكير حكامنا وفيه يبدو بلا غموض انه لا يعرف الغرب ولا يفهم طبيعة ثقافته ولا تاريخه وهو بعيد كل البعد عن التقاط طريقة تفكيره مع انه هو واغلب الحكام العرب زاروا الغرب كثيرا، بل ويقضي بعضهم فيه اكثر اوقاته، ويفترض بهم معرفة العدو، خصوصا واننا تعلمنا في الابتدائية مسلمة كبيرة تقول بان (معرفة العدو كسب لنصف المعركة)، لذلك وبسبب هذا الجهل الفاضح بطبيعة الغرب وقعت ليبيا في فخ مميت منذ سلمت مفاعلها النووي ودفعت تعويضات عن قضية لوكربي مع انها لم تقم باسقاط الطائرة، وجلست فرحة مطمئنة الى توني بلير وسركوزي و(شريف روما) برلسكوني الذي اشترى طمأنينة القذافي بتقبيل يده فظن القذافي ان برلسكوني اصبح عبدا بين يديه!
هذه السذاجة المقترنة غالبا بالعنجهية والغرور هي احد اهم اسباب وقوعنا في فخاخ الغرب دون ان ندري، وما يجري الان كان عبارة عن توريط لكتل جماهيرية ضخمة، تضم مثقفين ونخب وطنية، وفي مشروع تدعمه امريكا واوربا مباشرة وعلنا وتصرف عليه وهو دمقرطة اقطارنا وازالة الفساد، ولكن النخب ما ان تجاهلت الدور الامريكي ونست ان امريكا هي العدو الرسمي والفعلي حتى فقدت القدرة على اكتشاف ان امريكا لم تكن تريد الديمقراطية وتغيبت ذاكرتها ونسيت بديهية تعرفها وهي ان امريكا خططت لتقسيم الاقطار العربية بالتنسيق مع الصهيونية وكيانها وتريد الان تنفيذ تلك الخطة تحت غطاء الديمقراطية واسقاط الانظمة العربية عبر تفجير ازمات دموية مدمرة وكارثية، وهي ما نراه الان شاخصا امام اعيننا.

لنتذكر دوما وبلا اي غموض بان ثورة سلمية في الوطن العربي امر مستحيل لان البنية الاجتماعية ليست بنية مجتمعات مدنية كما هي حالة الغرب بل هي بنية مجتمعات قبلية تتأثر بالدين والطائفة والعرق والعائلة والفرد ونزعات الثأر ووجود حروب داحس والغبراء بين العرب. كما ان هناك مفاسد كثيرة نتيجة الفقر والامية مما يجعل التغيير السلمي بثورة سلمية ليس اكثر من وهم انتحاري نراه الان في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين.
ولان امريكا تعرف مجمعاتنا العربية جيدا، وافضل من اكثر نخبها، فانها خططت لاطلاق موجة تغيير لكنها موجة تفجر الراكد والكامن من الغام في المجتمع كالطائفية والقبلية ونزعات الزعامة وثأرات التاريخ
القريب والبعيد والاصول الاثنية، وهي الغام كفيلة بدفع الدولة الى حافة الانهيار او حتى الانهيار من خلال تمترس كل طرف بما لديه من خلفيات قبلية او طائفية او عرقية...الخ والقتال حتى النهاية! وهذا الحال يمهد بسهولة لتدويل الحرب الاهلية وتدخل خارجي يقوم باعادة رسم الحدود وتوزيع السكان وفرض انظمة جديدة ليس للديمقراطية صلة بها، لانها تستبدل الفاسد والمستبد بفاسد ومستبد اخر يختلف عنه في توقيت ظهور فساده واستبداده.


لقد وضعت امريكا الطعم التونسي والمصري الطيب لنا واستدرجتنا لتحركات صارت عمليات قتل جماعي تقوم به الانظمة والمعارضات ولم نكن نفكر ان من يقوم به سوى الكيان الصهيوني! الان نحن العرب نلتهم اللغم العلقم والمسمم في اليمن وسوريا وليبيا في حين ان الطعم التونسي والمصري لم يشكل لشعبنا في تونس ومصر حلا بل ادخل القطرين في نفق اكثر ظلاما من نفق بن علي ومبارك!يتبع...........
6/7/2011
Almukhtar44@gmail.com

صلاح المختار : اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 4
صلاح المختار : اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 3
صلاح المختار : اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 2
صلاح المختار : اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 1


شبكة البصرة

الاربعاء 5 شعبان 1432 / 6 تموز 2011


زحل بن شمسين 10-11-2012 07:26 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 6
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



عين عوراء واخرى ترى

6– عين تنظر ولا ترى : وثمة ظاهرة لا يمكن تجاوز معناها الا اذا اراد من يفعل ذلك طمر الحقيقة
وتضليل الناس، وهي ظاهرة جسدها سؤال تكرر طرحه منذ شهر شباط – فبراير الماضي وهو :

لم تدعم امريكا تظاهرات اليمن وسوريا ودعمت تظاهرات تونس ومصر والبحرين ولا تدعم تظاهرات شعبية كبرى في العراق انطلقت في 25/2/2001 وتتوفر كل وشروط نجاحها في اسقاط النظام الديكتاتوري والطائفي الاشد فسادا في العالم ومرتكب الابادات الجماعية وهو النظام الحالي في بغداد؟ ان الغضب الشعبي في العراق اقوى بمراحل نوعيا وكميا من الغضب في الاقطار العربية الاخرى بدون ادنى شك لان العراق تحت ظل احتلال فاشي امريكي- ايراني لا يوجد مثيل لقسوته وجرائمه، والشعب لا يواجه الفساد والديكتاتورية والاحتلال فقط بل هو يواجه عمليات القتل الجماعي على يد فرق موت متخصصة، امريكية وايرانية وكويتية واسرائيلية، ويسرق مال الشعب علنا ورسميا، ومن اشكاله الاستفزازية مثلا تخصيص 80 % من موارد النفط كرواتب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبطانتهما وهي سرقة لا يوجد مثيل لها في كل الارض، ويوجد عشرات الالاف في السجون العلنية والسرية والتي يمارس فيها اسوأ انواع التعذيب والقهر، ويتعرض للتعذيب القاسي 30 مليون عراقي كل لحظة منذ ثمان سنوات نتيجة قطع الكهرباء والخدمات الاساسية وغياب الامن والامان، وهي ظروف لا توجد في اي قطر عربي اخر، أليست تلك الحقائق المعروفة سببا اكثر من كاف لدعم امريكا لانتفاضة عراقية تتوفر كل شروطها الاساسية وحتى الثانوية اذا كانت حقا تريد تحقيق الديمقراطية وانهاء الظلم والفساد؟

من المعروف ان الاحتلال الامريكي في العراق، وهو يدعم الفيلم التفاعلي الرهيب (ربيع العرب) بكل قوته
وطاقاته الاعلامية والمخابراتية، وقف ضد تحول التظاهرات الى انتفاضة شعبية تتوفر كل شروطها لتكون هي الانتفاضة الاشد قوة والاعظم اثرا في الوطن العربي والعالم، لانها تتعلق بهزيمة امريكا، وشجعت امريكا حكومة المالكي على استخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين وقتلهم واعتقالهم بل ان القوات الامريكية شاركت مباشرة في قمع ومنع التظاهرات من الوصول الى المنطقة الخضراء لمنع الجماهير من اقتحامها واقامت جدار بشريا من قواتها الخاصة ومن دباباتها ودروعها بعد جسر الجمهوية في جانب الكرخ لتحقيق ذلك! فما السبب الذي جعل امريكا تدعم تظاهرات وانتفاضة في اقطار عربية وتمنعها في العراق باطلاق الرصاص على المتظاهرين؟
ان السبب الرئيس في الرفض الامريكي القاطع والحاسم دعم انتفاضة عراقية ممكنة جدا هو انها لن تكون الا انتفاضة وطنية تحررية وديمقراطية في ان واحد وليس انتفاضة ديمقراطية فقط معزولة عن الاطار

الوطني التحرري كما هو حال بقية الاقطار، فهي وطنية تحررية لانها ضد الاحتلال الامريكي والايراني، وهي ديمقراطية لانها تسعى لاقامة حكم الشعب وانهاء الديكتاتورية والفساد والاستبداد المتطرف. وهذا الهدف المزدوج، الديمقراطية وتحرير العراق، يتناقض جذريا مع خطة امريكا الاساسية القائمة، عمدا وتخطيطا، على الفصل المتعمد بين الديمقراطية والتحرر الوطني، كما رأينا في انتفاضة تونس ومصر الديمقراطية الاهداف فقط، والحرب الاهلية في ليبيا، واعمال العنف المتطرف في البحرين واليمن وسوريا، والذي اوصل هذه الاقطار الثلاثة الى بوابة الحرب الاهلية على الطريقة الليبية. لذلك فان الخطر الاكبر الذي يواجه امريكا هو انه اذا نجحت انتفاضة عراقية في تحقيق الهدف المزدوج فان ذلك يؤدي الى طرد امريكا من العراق، فهل تقف امريكا ضد مصالحها الاستعمارية من اجل العيون السود الوسيعة للديمقراطية؟

الجواب هو كلا طبعا فامريكا واي دولة استعمارية تتحدد مواقفها من اي حدث او ظاهرة في ضوء خدمة او عدم خدمة اهدافها الاستعمارية،

لذلك تقف ضد التظاهرات في العراق وتمنع توسعها بالقوة وبالتضامن مع المالكي وفرق الموت وتحاول جعل التظاهرات مقتصرة على مطاليب ديمقراطية واصلاحية ضمن حالة الاحتلال والفساد. وهنا تظهر قيمة وخطورة ومعنى الفصل القسري بين مطلب الديمقراطية ومطلب التحرر في التظاهرات العربية، كما تكشف حقيقة التظاهرات العربية واهدافها الفعلية، والتي تسخر لحماية النفوذ الامريكي بتخفيف او امتصاص الغضب الشعبي عبر تغيير وجوه الانظمة فقط، لان امريكا كدولة استعمارية وامبريالية لا يمكنها ان تدعم انتفاضة وطنية حقيقية وليس من مصلحتها وقوع ثورة شعبية حقيقية، ومن ثم فان التظاهرات والانتفاضة لم تصمم وتعد لالحاق الضرر بامريكا على الاطلاق وهذه الحقيقة تفسر سبب غياب الشعارات الرافضة لامريكا، التي كانت ومازالت الداعم الاهم للانظمة الفاسدة والمستبدة، وغزوها للعراق ودعمها للكيان الصهيوني في مظاهرات تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين.
هنا، وعند هذا المفصل، يفرض المنطق السليم طرح السؤال التالي : هل تغيرت المعايير المتفق عليها تقليديا بين كل القوى الوطنية العربية وتحكمت في مواقفها وتحليلاتها وفهمها للامور لعدة عقود منذ بدء حركة التحرر العربية نضالها واخذت كتل وشخصيات وطنية تتخلى عن اشتراط وجود طابع وطني تحرري لاي انتفاضة وعدم حصر النضال بالمطلب الديمقراطي فقط؟

7– ويكمل سياق الفهم الصحيح لما يجري بطرح سؤال مهم اخر وهو :
لم ترفض امريكا ان تدعم بجدية انتفاضة شعبية كبرى في ايران تتوفر اغلب شروطها منذ ظهرت نتائج الانتخابات الايرانية المزيفة واكتفت بدعم شكلي ونفاقي وخجول لانتفاضة الشعب ضد اكثر النظم ظلامية واستبدادا ورجعية وعدوانية على الجيران وهو نظام الملالي في ايران؟ بل ان احد الاسئلة المثيرة في ايران هو : لم تتعمد امريكا بصورة رسمية العمل على عزل المعارضة الايرانية او اضعافها داخليا بالاعلان بصوت عال انها تدعم المعارضة ضد النظام مع الغياب الفعلي للدعم ورغم ان هذا الاعلان يخدم النظام مباشرة ويضعف المعارضة بقوة باستغلال النظام الايراني لذلك في تصفية المعارضة بعنف لا مثيل لوحشيته وفي تحشيد الناس ضد المعارضة بتهمة انها مدعومة من الشيطان الاكبر؟

ليس ثمة شك في ان امكانيات احداث انتفاضة كبرى في ايران متوفرة جدا ليس ضمن القومية الفارسية فقط بل انها متوفرة ايضا في صفوف القوميات الاخرى المضطهدة في ايران، فلقد وصلت اوضاع ايران الى مرحلة لم تعد فيها الجماهير الفارسية الفقيرة تقبل بمواصلة الرضوخ لنظام ديكتاتوري هو الاشد قسوة واستبدادا من جميع نظم المنطقة، وهو فاسد لان الملالي الحكام تحولوا الى اغنى اغنياء ايران بينما زاد فقر الشعب، كما ان القوميات الاخرى في ايران والتي تشكل اكثر من 55 % من عدد سكان ايران وتخضع لاضطهاد واستغلال من يدعي انه يمثل القومية الفارسية التي تشكل اقلية، لم تعد تتحمل المزيد من الاضطهاد والتمييز العرقي والعنصري والطائفي ونهب ثرواتها، ولذلك فان بيئة ايران مركبة وتسند ثورة شعبية قوية، فهي بيئة الاضطهاد العنصري والديني والطائفي وبيئة الفساد والديكتاتورية المطلقة لولاية الفقيه، والتي تجعل النظام الايراني هو النظام الاكثر استبدادا ومن بين اشد النظم فسادا في عالمنا المعاصر، وهكذا فان الانتفاضة الايرانية الممكنة مزدوجة الطابع فهي ديمقراطية وتحررية بنفس الوقت، ومع ذلك لم تستغل امريكا هذه البيئة لاسقاط النظام!


لماذا؟ هل لامريكا مصلحة في بقاء نظام ديكتاتوري ودموي ليس له مثيل في عصرنا بعنفه وقسوته واستبداده وعنصريته ونزعته التوسعية على حساب الغير؟ نعم لامريكا مصلحة اساسية في بقاء النظام في ايران وعدم زواله، لان المشكلة بين امريكا وايران هي مشكلة لصوص اختلفوا حول تقاسم الغنيمة وهي العراق واقطار الخليج العربي، بالاضافة لتجاوز اللص الصغير وهو النظام في ايران الحدود التي وضعها اللص الكبير وهو امريكا ورغبة الصغير في التجاوز عليها. لذلك ما ان يتمسك النظام بتلك الحدود او يقوم تيار من النظام بالعودة لقبول تلك الحدود فان العلاقة مع ايران ستكون ممتازة ومتميزة وسوف يتعزز التلاقي الستراتيجي الكبير بين امريكا وايران والذي كان الاطار الذي تم من خلاله غزو العراق وافغانستان، خصوصا وان ايران تعد عضوا اساسيا في النظام الشرق اوسطي الجديد مثل تركيا.
وهذه حقيقة وليست دعاية بدليل ان كل ستراتيجيات امريكا منذ وصول خميني للسلطة وحتى الان ومنها (سياسة الاحتواء المزدوج) و(سياسة الاحتواء التمييزي) و (سياسة محور الشر)...الخ تقوم بوضوح تام وبصورة رسمية على موقف ثابت لم يتغير ابدا وهو ان المطلوب من ايران ان تغير بعض سياساتها لكي تعود ل (الاسرة الدولية) ولم تتبنى امريكا هدف اسقاط النظام ابدا بعكس العراق الذي كان اسقاط نظامه موقفا ثابتا لم يتغير حتى اسقاط النظام الوطني بغزو العراق. وربما يسأل البعض : كيف يخدم نظام الملالي في طهران المصالح الاساسية لامريكا والكيان الصهيوني؟

ان ما يجعل امريكا والكيان الصهيوني يدعمان نظام الملالي ويعدان بقاءه في الحكم مصلحة امريكية –اسرائيلية هو وظيفة النظام الايراني الحالي المتخصص والمتميز بقدرة عالية وفريدة في نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي، ولكي تتضح اهمية ذلك التخصص والاقتدار الايرانيين في مجال نشر الفتن الطائفية لابد من التذكير بحقيقة تاريخية بارزة وهي ان بريطانيا وفرنسا فشلتا في بداية القرن العشرين في زرع الفتن الطائفية او نشرها، وفشلت امريكا والكيان الصهيوني ايضا بعدهما رغم صرف ملايين الدولارات من اجل ذلك، وفشل شاه ايران ايضا في نشرها لانه كان يتبنى سياسة قومية فارسية صريحة، ولم ينجح في اثارة وتفجير الفتن الطائفية الا خميني الذي اعتمر عمامة (المسلم الثائر ضد الشيطان الاكبر) واندس في صفوف المسلمين وشرع بنشر الفتن الطائفية متسلحا بسمعته ك(محارب) لامريكا واسرائيل رغم انه لم يطلق رصاصة واحدة عليهما كما عرف العالم.

فقط حينما جاء خميني وتسلح بغطاء معاداة امريكا انشأ احزابا طائفية صريحة بهويتها الطائفية لاول مرة في الوطن العربي والمنطقة،
فخميني وايرانه وتلاميذه يتحدثون صراحة عن (هوية شيعية) لايران والدستور الايراني ثبت ذلك رسميا، ولاول مرة تتحدث ايران وتوابعها العرب عن (مظلومية الشيعة) وان (الظالمين هم السنة العرب)، ولاول مرة تختلط الافكار وتعلي ايران الانتماء الطائفي لدى بعض العرب ليتغلب على الانتماء الوطني والقومي ويصبح ذلك محركا لنزعات ثأر مفتعل خلقته الدعاية الايرانية بين العرب، فظهر كره طائفي عميق وانتشرت ظاهرة الحقد والاستعداد للقتل على اسس طائفية! وحينما حصل غزو العراق لعبت الطائفية الدور الاهم في تسهيل غزو العراق ودماره وابادة مليوني عراقي وتشريد سبعة ملايين عراقي من بيوتهم ووطنهم بقوة القتل الطائفي الذي زرعه خميني وهكذا انقسمت الامة العربية هذه المرة طائفيا اضافة للانقسامات السابقة التي خلقتها سايكس بيكو!


ووصلت طائفية النظام الايراني حدا لم يسبقه فيه احد، لدرجة ان زعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله مسجل رسميا لدى الحكومة اللبنانية على انه وكيل المرشد الاعلى لايران علي خامنئي في لبنان، مع كل ما يعنيه ذلك من تجاوز على الانتماء الوطني اللبناني والهوية العربية بحكم ان الوكيل والتابع لولاية الفقيه عليه الطاعة العمياء لمرجعه الاعلى، وليس لوطنه وامته وهويته القومية، والا كفّر وعزل وقتل! وتبعية حزب الله المطلقة لايران وليس للبنان نراها في بقية الاحزاب الطائفية التي انشاتها المخابرات الايرانية في معظم الاقطار العربية، وشرعت بزرع الكراهية بين المسلمين حتى وصل الامر عمليا وواقعيا لاعتبار ايران الملالي ان محاربة المسلمين الاخرين اهم ومقدم على محاربة امريكا واسرائيل، وهذا ما رايناه عمليا في بدء خميني حروبه بمحاربة العراق ورفعه شعار اسقاط الانظمة العربية وليس محاربة امريكا واسرائيل!

وهنا نرى السبب الرئيس في دعم امريكا واسرائيل لايران خميني واتباعه : فبما ان الهدف المركزي والرئيس في الستراتيجية الاسرائيلية الثابتة والمعروفة هو تقسيم الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية، كما قال عوديد ينون وشارون ومناحيم بيجن واشكول وبن غوريون وبرنارد لويس وغيرهم، فان دعم ايران التي نجحت في نشر الفتن الطائفية في الاقطار العربية بصورة ممتازة يشكل مصلحة اسرائيلية اساسية، وترجمة امريكا واسرائيل لهذا الدعم كانت واضحة ورسمية فلم تكن صدفة ولا موقفا غريبا ان يكون اول الداعمين لخميني في حربه ضد العراق هما امريكا واسرائيل، وما فضيحة ايرانجيت، التي قدمت بها امريكا والكيان الصهيوني الاسلحة والمعلومات الاستخبارية عن العراق لايران اثناء شنها للحرب على العراق، الا راس الجليد الطافي في علاقة التعاون استراتيجي – وليس التكتيكي – بين ايران وامريكا
واسرائيل الواسع النطاق، والذي وصل حد عدم تدمير المشروع النووي الايراني رغم ان ذلك كان ممكنا جدا، والسماح لايران بشراء علماء واسلحة بكميات هائلة من دول الاتحاد السوفيتي السابق واوربا الشرقية فتحولت ايران الى قوة عسكرية تغريها قوتها بالتوسع والعدوان على جيرانها العرب، وساعد على زيادة التوسعية الايرانية التدمير المنظم للعراق والذي كان سدا يمنع ايران من التوسع والعدوان.

علينا ان نتذكر، في كل لحظة وكل ظرف، بان البند الاول في خطة امريكا والصهيونية هو تقسيم الاقطار العربية – وليس تقسيم ايران او تركيا - على اسس طائفية وعنصرية، وهذا الموقف الستراتيجي هو الذي يجعل امريكا ترى ان ايران تقوم بدور اساس يخدمها مباشرة وهو دور فشلت امريكا في القيام به، وكان للدور الايراني الرئيس والحاسم في مساعدة امريكا على غزو العراق ونجاح الغزو واقامة الحكومة العميلة في العراق اثر كبير في تعزيز موقف دعم ايران من قبل امريكا واسرائيل، ولذلك ليس من مصلحة امريكا اسقاط نظام الملالي ورفضت امريكا دعم الانتفاضة الايرانية التي قامت بعد الانتخابات بجدية وقوة واساءت اليها بادعاء انها تدعمها رغم انها لم تدعمها في الواقع، مع انها – امريكا - كانت تستطيع اسقاط النظام الظلامي والفاشي لو اردات واكتفت ببعض الدعم الاعلامي الضعيف للانتفاضة، بعكس الاستنفار الامريكي الشامل، خصوصا اعلاميا وسياسيا، لدعم عملية نشر الفوضى في الاقطار العربية تحت تسمية مضللة هي (ربيع العرب) وجعلها الموضوع الاول في اهتمامات امريكا.


ما مغزى رفض امريكا دعم انتفاضة ايرانية؟ ان المغزى العميق لهذا الرفض الامريكي يتضح بتذكر ان امريكا لا تريد تحرير الشعب العربي من انظمته الديكتاتورية وفسادها بل همها واهتمامها يتركزان على تقسيم الاقطار العربية بنشر الفتن الطائفية فيها وغيرها من الفتن المدمرة والتي صممتها لتكون مستمرة ولا تتوقف بعد اسقاط النظم. امريكا بهذا السلوك تبدو عوراء في العراق وايران فلا ترى ما يجري ولكنها ترى بعين (زرقاء اليمامة) اوضاع اليمن وسوريا ومصر وتونس والبحرين وليبيا...الخ، الا ينطوي هذا الموقف على معان خطيرة؟

يتبع.............
8/7/2011
Almukhtar44@gmail.com

زحل بن شمسين 11-11-2012 07:23 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 


اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 7
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



تزامن احداث خطيرة
8– توقيت تفجير الاحداث : ان اشعال نيران احداث درامية ودموية في الاقطار العربية وتركيز الاعلام عليها وصنع ابطال جدد تلفازيا تحت تسمية تشكل بحد ذاتها استفزازا لكل عربي كان ومازال ضحية لامريكا وجرائمها وهي (ثورة شباب الفيس بوك)!!! ينطوي على هدف محوري غير منظور للبعض وهو زيادة التعتيم على الحدث الاعظم في المنطقة منذ ثمانية اعوام وهو تطور الوضع في العراق المحتل خصوصا دور المقاومة العراقية المسلحة للغزو الامريكي، فقد كانت المقاومة العراقية حتى تفجر انتفاضة الشعب التونسي هي القوة المركزية التي تستقطب احترام ودعم الشعب العربي لانها تولت مواجهة امريكا العدو الاشد خطرا للامة العربية، كما نرى ذلك في العراق وفلسطين، وكانت امل العرب الاول والرئيس الموجود والمحسوس والمتمتع بقوة عظيمة من بركاتها ونتائجها تمريغ انف امريكا في وحل الفشل والهزيمة، رغم ان الاعلام العربي المرتبط بامريكا والكيان الصهيوني كقناة الجزيرة كان يمارس اقذر خطة تعتيم وتشويه للمقاومة العراقية ودورها وطبيعتها.


لقد شهد الوطن العربي ربيع العرب الاكبر الحقيقي والعملي، وليس المصنوع في هولي وود والذي بشرت به هيلاري، وشم الشعب العربي نسيم النصر والقوة والعبقرية العربية من (بساتين) الفلوجة والبصرة والموصل وديالى وبغداد وبابل الثائرة...

الخ منذ نجحت المقاومة العراقية في تحوبل غزو العراق الى (اكبر كارثة ستراتيجية) تواجهها امريكا في تاريخها كما قال قائد القوات الامريكية في العراق في عام 2006 لانها ليست فقط هزيمة عسكرية مرغت انف امريكا في وحول العجز عن قهر المقاومة المسلحة بل هي ايضا، وهذا هو الاهم، عملية استنزاف مادي ونفسي لامريكا اوصلها لحافة الانهيار الكامل بتفجر الازمة المالية، لذلك فان العربي في كل مكان شعر بالفخر والاعتزاز بالنفس لان المقاومة العراقية قد استأنفت الطريق الذي حفرته المقاومة الفلسطينية، التي اغتيلت من قبل امريكا والكيان الصهيوني وبمساعدة مباشرة وكاملة من النظم العربية فحوصرت وقزمت تلك المقاومة ولم تعد تشكل الظاهرة الرئيسة في الوطن العربي، فجاء انطلاق المقاومة العراقية بقوتها وزخمها الضخمين ليعيد للعرب ربيعهم والشعور بالقوة والامل ويكمل مشوار المقاومة العربية في فلسطين.
فماذا فعلت امريكا للتعتيم على المقاومة العراقية ومنع معرفة ما تحققه من انتصارات عليها لاعادة الناس الى حالة اليأس من تحقيق التحرر؟ ولماذا وقتت تفجير احداث الوطن العربي مع اقتراب ما سمي ب (الانسحاب من العراق) والذي كان مفترضا ان يتم في نهاية هذا العام؟ في عام 2006 بدأت امريكا بتنفيذ خطة اضعاف المقاومة العراقية عبر تأسيس الصحوات وكسب شيوخ عشائر بالمال، ودفع القاعدة لاعلان انشاء (امارة اسلامية) في العراق واكمال ايران لما قامت به المخابرات الامريكية باصدارها الاوامر لمقتدى الصدر للقيام بعمل طائفي خطير وهو استغلال تفجير مرقد سامراء لشن هجوم دموي بشع جدا على اهل بغداد لاشعال فتنة طائفية وتحويل بغداد من عاصمة تتشكل من كل مواطني العراق الى مدينة من لون طائفي واحد او مسيطر كليا، وبالفعل فان هذه الاحداث اربكت الشارع العراقي وادت الى اكبر عملية تهجير منظم لاهل بغداد الاصليين واسكان الاف العوائل من خارج بغداد.


لكن المقاومة تجاوزت هذه الاعمال التأمرية المشتركة الامريكية الايرانية واعادت تنظيم صفوفها

وشنت هجومها المضاد مستعيدة زمام المبادرة في العراق واضعة امريكا امام مأزق خطير تمثل في عجزها عن مواصلة احتلال العراق بنفس الطريقة القديمة، نتيجة تفجر اخطر ازمة داخلية وهي الازمة المالية الامريكية التي نقلت امريكا من حالة مواصلة التوسع الخارجي الى حالة تهديد وحدتها الداخلية، ويكفي هنا ان نذكّر مرة اخرى بان الدين العام الامريكي كان قبل غزو العراق في عام 2003 يبلغ اكثر بقليل من اربعة تريليون دولار ولكنه قفز في عام 2008 الى حوالي عشرة تريليون دولار اي اصبح اكثر من الضعف وكان اهم سبب لذلك هو الاستنزاف في العراق اثناء مواجهة هجمات المقاومة العراقية، والان في عام 2011 اصبح الدين العام الامريكي حوالي 14 تريليون دولار الامر الذي جعل الكونغرس الامريكي يوم 12 /7/2011 يرفض زيادة سقف الدين العام من اجل طبع مليارات الدولارات لمواجهة التفاقم الخطير للازمة الامريكية، ووضع الادارة الامريكية امام خيارين احلاهما مر وهما زيادة الضرائب لتقليص الدين، وهو قرار سيزيد من غضب الناس على الادارة، وخفض الانفاق الحكومي بالغاء فقرات من الميزانية الامريكية تحرم الناس من خدمات كثيرة وتلك هي ابرز مظاهر ازمة امريكا البنيوية الان.
كيف تواجه امريكا كارثة تزايد احتمال انهيارها من الداخل؟ الجواب كان من الضروري زيادة حدة الصراع الاقليمي بين ايران ودول عربية وايران لاجل زيادة تصدير السلاح وما يتعلق به لدول المنطقة، وتصعيد ظاهرة القتل العشوائي للعراقيين وتأزيم الوضع السياسي داخل المشاركين في الحكم خصوصا بين المالكي واياد علاوي، ومحاولة تكرار جريمة عام 2006 التي نفذها مقتدى الصدر واكمال ذلك بدفع امريكا لاتباعها من الطائفيين السنة للاعلان عن رغبتهم بتأسيس اقليم فدرالي سني في غرب العراق، وبنفس الوقت زيادة التأمر على وحدة القوى الوطنية والتعتيم على عمليات المقاومة والايحاء بانها لم تعد تقوم بعمليات مسلحة الا نادرا مع ان الفصائل الاساسية في المقاومة تصدر يوميا تقريبا بيانات مصورة عن عملياتها العسكرية. او ترويج نفس اكاذيب عام 2006 والتي قالت بان المقاومة العراقية تحولت الى صراع طائفي! واخيرا وليس اخرا فقد استخدمت امريكا كل احتياطياتها لمنع توحد المقاومة العراقية والتنكيل بكل فصائلها المقاتلة. وهذه الخطة كانت مصممة لارباك الشارع العراقي واقناع الشارع العربي بان الامل في التحرر من امريكا والصهيونية اغتيل مجددا بالسيطرة على العراق، تمهيدا لسحب عدد من القوات مع ابقاء قوات النخبة واستخدام القوات الامريكية في الكويت وتركيا وقطر لمواجهة اي تهديد لها في العراق اذا قررت المقاومة السيطرة على بغداد.


ولاكمال خطة عزل المقاومة العراقية وتحويل الانظار عن الساحة الرئيسية للصراع الستراتيجي التي تخوض فيها امريكا حربا كاملة الاركان وخطيرة النتائج على امريكا والعالم فان تبديد دعم الشعب العربي للمقاومة العراقية وملأ فراغ الزعامة المزيف في الشارع العربي كان ضرورة تفرض نفسها، وكان المخطط الامريكي يتضمن تصنيع صورة ايجابية لعناصر جديدة وشابة لتحتل الفراغ المزيف في الشارع العربي

وتطرح اراء وتلتزم بمواقف تتصادم مع نهج المقاومة وثقافتها القائمة على اعتبار المقاومة المسلحة هي الطريق الرئيس لتحرير الامة واراضيها وثرواتها واعتبار امريكا هي العدو الرئيس في هذه المرحلة بينما شباب الفيس بوك يتماهون مع امريكا لانها هي من اعدتهم فكريا ونفسيا وسياسيا، وهكذا تظهر فئة لها شعبية لكنها تدافع عن امريكا او على الاقل لا تتخذ موقفا رافضا لها، فيحصل تناقض بين هؤلاء الشباب وبين المقاومة وثقافتها.
وقوة وذكاء هذه الخطة تكمن في انها استغلت اعظم ظلم تعاني منه جماهير الشعب العربي بسبب فساد واستبداد الانظمة لذلك فان من يعاونها على اسقاط الانظمة – وهو هنا امريكا - سيجد من يتعاون معه من ابناء الشعب دون التوقف عند تاريخه وواقعه، فيكسر تابو عزل امريكا ومواصلة الضغط عليها بكافة الطرق.
وكانت عملية تفجير التظاهرات هي العمل المطلوب لاكمال الطوق على المقاومة العراقية. والاهم هو حرص امريكا على تصنيع تناقض قوي بين المقاومة العراقية والقوى الوطنية كافة، من جهة، ومن خرجوا لاسقاط الانظمة العربية نتيجة بروز تناقض في فهم وتفسير ما يجري، من جهة ثانية، على اساس ان المقاومة العراقية والقوى الوطنية العراقية تعرف وبحكم تجربتها التاريخية انه من المستحيل قيام ثورة حقيقية وتغيير حقيقي لصالح الامة والشعب اذا تم بدعم امريكي لان امريكا بطبعها وتكوينها دولة امبريالية معادية للامة العربية في فلسطين وتحتل العراق الان وتنكل بشعبه باسوأ صورة، وليست دولة تحرر تدعم القوى الرافضة للظلم، فكيف تدعم ثورات حقيقية؟
ان تزامن او تقارب توقيتات الاحداث المتصاعدة في العراق مع احداث تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا هو في ان واحد محاولة للتعتيم على العراق واحداثه وتسهيل امرار صفقة بقاء القوات الامريكية في العراق والتمديد لها بحجة ليس اضطراب الوضع في العراق
فقط بل ايضا الهيجان الشامل في المنطقة كلها وتاثير ذلك على العراق العاجز عن حماية نفسه، كما تقول امريكا الان، من جهة، واعداد البيئة النفسية للقيام بتصنيع قيادات جديدة بديلة للشارع العربي، مرتبكة فكريا وسياسيا، لانها لا تملك خبرات سياسية وامكانيات السيطرة على الحكم حتى لو امتلكت قدرات كفاحية ضخمة تستطيع اسقاط الانظمة التي تتخلى امريكا عن حمايتها، فافتقار الشباب للقيادة الكارزمية المعروفة وتناقضاتهم الفكرية والسياسية وعدم وجود تنظيم شعبي، والذي يعد الضامن الاساس لمنع افلات قيادة الانتفاضة او الثورة من يد الشباب، كل ذلك يجعل دور الشباب في الانتفاضة فعالا وضخما لكنه يتنهي حالما يسقط النظام وتطرح مسالة من هو البديل في الحكم فتتقدم القوى التي تعتمد عليها امريكا وتحتل مكان الديكتاتور الذي اسقط وتتولى المبادرة والحكم، وهذا مانراه الان في مصر – وكذلك في تونس - من ازمة تتفاقم بسرعة ووصلت يوم 12/7 الى حد ان المجلس العسكري المصري الاعلى اصدر بيانا هدد فيه الشباب في ميدان التحرير بقوة وبلا تمويه ورد الشباب برفع مطلب اسقاط الطنطاوي بعد ان اعتبر وطنيا وداعما للشباب، من جهة ثانية.
ان علينا ان نقف الان وقفة شجاعة ومسؤولة ونطرح الاسئلة التالية ونجيب عليها بصراحة من يتحمل مسؤولية تاريخية عن نتائج ما يجري : ما هي طبيعة ماجرى ويجري في الواقع؟ وهل حققت الانتفاضة في تونس ومصر الاهداف الحقيقية لها؟ هل ما يجري في ليبيا واليمن سوريا والبحرين تطورات تخدم امتنا العربية وتحقق الاهداف الوطنية والقومية المنشودة؟ ام انه كارثة دخول الاقطار العربية مرحلة الحرب الاهلية تحت غطاء مموه هو اسقاط انظمة فاسدة بينما الحقيقة هي انه عمل تشجعه وتدعمه امريكا مباشرة ورسميا وبلا لف او دوران؟ وهل الحرب الاهلية من اجل اسقاط الانظمة هي خيارنا ام خيار امريكا والكيان الصهيوني؟ ومن يدفع الى خيار الحرب الاهلية؟

9- أغتيال مشروع ثورة : لم يعد ثمة شك في ان انتفاضة مصر العظمى والتي تفوقت على الثورة الفرنسية والثورة الروسية من زاوية دور الجماهير فيها، قد تم السطو عليها ونهبها من الشباب الوطني الذي اشعلها وهو ما كان مخططا وبالتفاصيل قبل الانتفاضة المصرية من قبل المخابرات الامريكية
وهذا ما قلناه بالضبط وبالدقة اثناء اشتعال الانتفاضة وبلا اي اوهام او خداع للذات، فلقد جاءت احداث الشهور الستة الماضية لتقدم لنا ادلة قاطعة على صحة ما قلناه وتعرضت اوهام حصول ثورة للتبدد المأساوي، وفيما يلي اهم المؤشرات والادلة الحاسمة على تلك الحقيقة :


أ- تم التخلض من ديناسور مكروه ومعزول شعبيا لفساده ودكتاتوريته وهو حسني مبارك،

وتحقق هدف اولي للشعب ولكنه ليس الهدف النهائي لان اسقاط النظام ليس غاية بحد ذاتها بل هو خطوة على طريق طويل، والهدف البعيد يبقى التخلص من النظام برمته واقامة نظام وطني سليم وديمقراطي، اما النظام، وبقرار امريكي مباشر تمثل في ممارسة ضغط رسمي وشديد على مبارك للرحيل وعلى قيادة الجيش لتولي المسؤولية، فانه اراد تحميل مبارك وبعض اركان نظامه مسؤولية الفساد والاستبداد وابقاء بقية النظام ممثلا بالمجلس العسكري، الذي كان الاداة الاساسية التي حمت نظام مبارك طوال عدة عقود، ووزراء وقادة امنيين في النظام، واعلان ان الثورة تحققت وانتهى االامر ومن الضروري تحقيق الهدوء وتوقف التظاهرات، وان على الشباب انهاء الاعتصامات والتظاهرات لانها تهدد الامن الوطني المصري وتلحق اضرارا بالغة بالناس.

ب - باسقاط مبارك تم تنفيس الضغط الاخطر والاهم في نفوس الناس والذي تراكم خلال عقود من الزمن وكان القوة المحركة للانتفاضة الملايينية المصرية،

وتفرقت اغلب الكتل الجماهيرية واختفت الكثير من العناصر الشبابية الوطنية او اعتقلت، وما تبقى هو عبارة عن نخبة قليلة العدد رايناها في ميدان التحرير في يومي 12و13 / 7 معزولة عن الملايين وتفتقر للقدرة على ممارسة ضغط فعال كما كانت تفعل عند تفجر الانتفاضة المصرية، وهذه النتيجة مرسومة ايضا، وهي تساعد النظام العسكري على اجبار النخبة على التراجع، ويظهر ذلك واضحا من بيان المجلس العسكري يوم 12/7 المملوء بالتهديد (لاولئك الذين يريدون الاستيلاء على السلطة)، وخرق (الشرعية الدستورية)! وهذا الواقع يعني ان المواجهة هذه المرة لن تكون بين ملايين المصريين بكل عنف عواطفهم واستعدادهم للموت والنظام بل بين نخبة صغيرة لم تستطع حتى ملء زاوية من ميدان التحرير وبين نظام تبرء من اثام حسني مبارك وصور على انه نظام وطني دعم (ثورة الشباب)!

ج- فورا بدأ رجالات امريكا يتسابقون للترشيح للرئاسة فعمرو موسى وزير خارجية مبارك المخلص اخذ يقدم اوراق اعتماده كتابع لامريكا ومستعد لمواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحمد البرادعي فعل نفس الشيء،

بل انه حتى المرشح المحسوب على الناصريين حمدين صباحي صرخ متسابقا مع عمرو موسى بانه سيحافظ على السلام مع اسرائيل! وبين موسى والبرادعي وصباحي فتح (الاخوان المسلمون) علنا حوارا علينا مع امريكا التي لم تتردد بالاعلان عن رغبتها بدعم وصول الاخوان للحكم، واكد الاخوان انهم مستعدون لمواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني! اذن اين التحرر من كامب ديفيد؟ واين تخليص الفقراء من الفقر والفساد؟ وهل كانت انتفاضة مصر مجرد مطلب ديمقراطي ومطلب ضد الفساد مجردين من اي توجه تحرري ووطني ضد الاستعمار والكيان الصهيوني؟

د- اصاب اليأس اغلبية الشباب حالما بدأ الجيش بضربهم وتفريقهم بالقوة بعد تنحي مبارك مباشرة وبلا تأخير، وقد رايت بنفسي بعض هؤلاء الشباب يبكي دما من القنوات التلفازية وهو يتحدث عن عنف الجيش وانه خيب الامال! والسؤال هو اين القيادات الشبابية التي فجرت وقادت الانتفاضة المصرية؟ لماذا اختفت اغلب رموزها؟ هل انتهت (ثورتهم) باسقاط مبارك وتركوا كل شيء على حاله من الفساد والفقر والتبعية لامريكا والكيان الصهيوني؟

ه– لتلخيص ما حصل لنقرأ ما كتبه كاتب بريطاني معروف عما يحصل في مصر فتحت عنوان (فيسك: المجلس العسكري يتمنى موت مبارك.. والثورة اخطأت بالاعتماد عليه لحكم البلاد) نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية يوم الثلاثاء، 12 يوليو 2011 مقالا لروبرت فيسك ورد فيه ما يلي : (أكد الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك أن غضب المصريين تجدد، بسبب إصرار الشعب على المطالبة بالتغيير وتحقيق اهداف الثورة. وقال فيسك،المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، إن الثورة المصرية ذهبت فى الطريق الخاطئ وهو حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تجاهل من قاموا بالثورة من فقراء وليبراليين وأغنياء ايضا واخذ فى الاعتبار الاخوان المسلمين والسلفيين واخذت الفوضى تزحف في شوارع المدن المصرية في كل ليلة، وازدادت الفتنة الطائفية اشتعالا،وعاد رجال الشرطة إلى أساليبهم القذرة ضد الشعب. واكد فيسك أن الأمر بالفعل أصبح سئ، قائلا "أنت لا تملك حقا إلا أن تسير في شوارع القاهرة لتفهم ما يحدث هناك والاستماع إلى اولئك الذين يصرون على الديمقراطية والحرية من قلب ميدان التحرير". وأضاف فيسك أنه فى ميدان التحرير ومع توقف حركة المرور بسبب خيام المعتصمين التى اصبحت منتشرة في الميدان بأكمله توجد جميع طوائف المجتمع من علمانيين ومسيحيين واسلاميين كلا جنبا الى جنب.
تواصل الصحيفة : ونقل فيسك عن فهد فيليب (26 عاما) وهو طالب بكلية الطب البيطري من جامعة القاهرة "لقد سئمت من المجلس العسكري الذي يستخدم نفس اساليب مبارك" ويستطرد "إن محاكمة المدنيين ما زالت بطيئة، ولا يزال هناك حالة من انعدام الأمن ". واستطرد فيسك "مما لاشك فيه انه قتل ما يقرب من 900 مدني على أيدي الشرطة المصرية والقناصة أثناء ثورة 25 يناير، وعلى الرغم من ذلك تم الحكم على شرطي واحد فقط غيابيا عن قتل المتظاهرين". وقال فيسك انه تقابل مع صديق صحفى مصري قديم أعرب له عن مخاوفة من تعريض حياة المصريين للخطر خصوصا ان هناك حديث عن "العصيان المدني" من الناس الذين يريدون حرق مراكز الشرطة مرة أخرى وأخذ القانون بأيديهم عن طريق قتل رجال الشرطة وهناك قصص اخرى على نطاق واسع.


أضاف فيسك " سمعت بنفسي في ميدان التحرير، أن مجموعات الشباب سيحاولون إغلاق قناة السويس ما لم تقدم السلطات الأمنية الذين قتلوا الابرياء في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط للمحاكمة، وارتفعت الأصوات بكلمة واحدة وهى المطالبة بعقوبة الإعدام للرئيس السابق حسني مبارك". وأكد الكاتب فى نهاية مقاله كلام صديقه الصحفي بأنه على قناعة أن المجلس العسكري لا يمكنه بدء المحاكمات إلا إذا توفي مبارك. واضاف "انهم يودون له الموت للخروج من المأزق ومنحهم فرصة لالتقاط انفاسهم قبل التعامل مع ابنائه".
هذا المقال كاف لتوضيح مصير الانتفاضة المصرية، فهي استلمت من قبل العسكريين وهؤلاء كما يعرف الجميع صنائع امريكا وكانوا تحت امرة مبارك لان امريكا كانت تدعمه وعندما تخلت عنه طردوه وحلوا محله بامر امريكي صريح. مرة اخرى اين الثورة؟ اين تضحيات الشهداء والام ملايين المصريين؟ كما راينا لم تكن هناك ثورة بل عملية اغتيال لمشروع ثورة، والذي حدث في مصر حصل مثله في تونس.
اما الاقطار العربية الاخرى التي تشهد حربا اهلية مدمرة، كليبيا، او قتالا باهض التكاليف البشرية والمادية يتصاعد لايصاله لحرب الاهلية كما هو حال سوريا واليمن، فانه وضع يقدم لنا على طبق من ذهب حقيقة ان امريكا هي المهندس الاول ووراءها الكيان الصهيوني، ولعل من غرائب (ثورة الفيس بوك) قصة مشاركة الصهيوني برنار هنري ليفي الذي يقدم كفيلسوف في تصعيد ما يسميه حزب النيتو و(جماعة الجلبي) في ليبيا ب (الثورة)، ثم تنظيمه لمؤتمر دعم (الثورة السورية) في باريس بحضور عناصر من المعاضة السورية المنتمية لحزب الجلبي!
والاغرب هو ما حصل في حماة السورية عندما استقبل السفير الامريكي في سوريا اثناء زيارته لحماة بالورود والتهليل والتكبير كأنه امام مسلم وتقي او كانه جيفارا وقد نهض من قبره! وهكذا حقق افراد في حماة حلم محبط لجورج بوش الصغير ولكن ليس في العراق، الذي استقبل الجيوش الامريكية بالرصاص وودع بوش بالحذاء، بل في سوريا وفي حماة بالذات ومن قبل من يسمون انفسهم (ثوارا)! لقد فزعت وانا ارى شبابا يحيطون بسيارة الجزار – السفير - الامريكي وينثرون الورود عليه ويصفقون له وكأن امريكا محرر العرب وليست صانعة اكبر هولوكوست عربي وهو ابادة اكثر من اربعة ملايين عراقي منذ عام 1991؟ او كأن امريكا ضمنت حقوق الشعب الفلسطيني ورفضت المطامع الصهيونية! السؤال الذي بدأ يقرع راسي بتكرار عميق هو : كيف اصبح السفير الامريكي يستقبل بالورود في حماة ورئيسه ودع بالحذاء وجيشه هزم بالرصاص في العراق؟ ورافقه سؤال اخر : هل يمكن لامريكا العاهرة في العراق وفلسطين ان تكون طاهرة في سوريا وليبيا واليمن؟ دعونا نرى قصص العشق الذي يصر رجال دين على وصفه ب(العذري) بين (ثوار) الفيس بوك في اقطار عربية وامريكا ورموز الصهيونية الاكثر عداء للعرب.
يتبع...........
almukhtar44@gmail.com
13/7/2011

شبكة البصرة

الاربعاء 12 شعبان 1432 / 13 تموز 2011

زحل بن شمسين 12-11-2012 11:17 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 8
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



اعادة تشكيل الانسان والمجتمع




لكي نساعد كل مخلص ووطني لكنه يرقص على انغام امريكا فائقة الاثارة للجسد الانساني وللمشاعر الفائرة، دون ان يعرف انها لحنت في هولي وود، من الضروري ان نتعمق في فهم طريقة تفكير صانع السياسات الامريكية، وهذا يتطلب دراسة حالات واقعية رايناها وعشنا اثارها واثرت على الملايين رغما عنهم، وادت تلك الحالات الى تغييرات خطيرة لا تبدو سياسية لكنها تخدم اهدافا سياسية في النهاية. ولعل افضل واوضح صورة لكيفية تخطيط امريكا لسياساتها الخارجية هو الحصار الذي فرض على العراق في صيف عام 1990 بعد تفجر ازمة الكويت في ذلك العام، واخذ تطبيقه بعد وقف اطلاق النار يوم 28/2/1991 بعدالعدوان الثلاثيني على العراق، يتخذ صيغا مدمرة للانسان والمجتمع لان وظيفته هي اكمال عملية تدمير العراق نفسيا وفكريا واخلاقيا واجتماعيا وهي اهداف لا تستطيع القنبلة وحدها تحقيقها فجاء الحصار ليكون الاداة الاخطر في دفع العراق الى محرقة تدمير قيم المجتمع وروابطه وحوافزه وزرع قيم حالات الطارئ التي تنبثق من حالة الانذار وتوقع الخراب والموت.


ان الحصار يمثل اخطر انموذج لحرب تدميرية لا تشن بالقنابل والرصاص بل بخلق اوضاع خطيرة

تضمن خلخلة عقول الناس من خلال اجبارهم على قبول انماط من القيم والافكار والسلوكيات كانوا يرفضونها وهم في حالة الاستقرار والامان الاجتماعي والاقتصادي، لذلك فانه مدمر بفاعليته واثاره البعيدة والقريبة اكثر من الحرب العسكرية واشد خطرا بكثير منها وهو ما يعرفه كل عراقي عاش مرحلة الازدها والرفاهية والامان والامن ثم ادخل رغما عنه في مرحلة الحصار. انه انموذج طبق فعلا وراينا اثاره في الواقع لكيفية تخطيط امريكا لسياساتها الخارجية ورسم حرب غير عسكرية تكمل وتعزز اثار الحرب العسكرية وتفكك المجتمع وروابط الانسان، والحالة التي وصل اليها الشعب العراقي بتأثيره كانت تستوجب الدراسة المعمقة ليس فقط من زاوية ايجاد مخرج لشعب العراق من مأزقه الاجتماعي والاقتصادي بل ايضا من زاوية اخرى ربما تكون اهم وهي فهم كيفية تفكير العدو الذي فرض الحصار بالياته واحكامه ووسائله المدمرة.
هنا نعود الى بديهية يعرفها حتى تلاميذ المدرسة والابتدائية وهي ان معرفة العدو كسب لنصف المعركة، وطبقا لهذه البديهية بدأت منذ عام 1991 ابحث بابرة وسط اكوام صخور واطيان واوراق عن طريقة عمل امريكا في تعاملها معنا ومحاولة معرفة اهدافها المتعددة المخفية منها بشكل خاص،

من خلال دراسة الحصار الذي منع الغذاء والدواء بل منع حتى اقلام الرصاص ودواء امراض القلب والكتب العلمية.

وتبين للكثيرين وانا منهم بان الحصار ليس هدفه معاقبة النظام الوطني فقط فذلك كان غطاء لعقاب اخطر واشد اثرا على الانسان العراقي، وهنا بدأت الاسئلة تفرض نفسها وتتراكم ككرة ثلج تتدحرج : لم تستهدف امريكا ومعها بريطانيا وفرنسا ايذاء شعب العراق مباشرة بفرض حصار لن يؤذي افراد النظام بقدر ما يؤذي الشعب ويدمر ركائز عيشه واستقراره؟ عندما نبحث عن السبب نكتشف تدريجيا، حتى لو لم تكن لدينا معلومات دقيقة ووثائقية، ان هناك خطة مدروسة لاعادة تكوين سايكولوجيا الشعب وانماط تفكيره تمهيدا لاعادة تثقيفه ورسم انماط حياتية مختلفة، منها توقع حصول ردود فعل مرغوبة امريكيا، وفرض علاقات بينية مناقضة لما ساد في المجتمع لعدة قرون او ربما الاف السنين، وصولا لدفعه الى اتخاذ قرارات وتبني مواقف كان يرفضها قبل الحصار.


وهنا وقبل ان ادخل في صلب الموضوع من الضروري لفت النظر الى طريقة عمل النخب الامريكية عامة والنخب السياسية خاصة، فامريكا ليست دولة عالم ثالثية تتصرف طبقا للفعل ورد الفعل السريع دون تخطيط ستراتيجي بعيد المدى، بل هي دولة استعمارية وامبريالية لديها مصالح في الخارج تعتبرها اساسية لحياتها ولوجودها،
وهي في الداخل تواجه رايا عاما يتمرد على ملابسه احيانا بفضل الليبرالية الامريكية الامر الذي يفرض على من يمسك بزمام الامور ان يعقلن كل مواقفه وتصرفاته وخياراته، اي ان يدرس الحالات بعمق وتأن ويخطط لكل حالة لمدى بعيد يصل احيانا نصف قرن من الزمان. ويحكم هذه الطريقة تقليد معروف وهو عدم الكشف عن الخطط والمواقف السرية الا بعد نصف قرن او ربع قرن،وذلك لحساسية القضايا وكونها تشكل صدمات او مفاجئات للناس العاديين وقد تكون متناقضة مع تقاليد العمل السياسي فيها والقوانين الدولية، وهذه الطريقة توفر فرصة افلات من ارتكب جرائم او عملا خطير من العقاب لوفاته في هذه الفترة فلا يعاقب احد على كل ما يتم فعله، والامثلة كثيرة من سايكس بيكو الى وعد بلفور وبينهما عشرات الخطط التي طبقت والحقت خرابا ضخما وذهب ضحيتها الاف العرب لكن من يتحمل المسؤولية لم يعد حيا!


والخطط التي توضع تبنى على قاعدة الاحتمالات المتعددة لكل قضية وليس الاحتمال الواحد اليقيني،

ولاجل ضمان النجاح لابد من اخذ كل احتمال بنظر الاعتبار ودراسته باثاره العامة والتفصيلية حتى لو كانت نسبة فرص تحققه 10 %، وتعدد الاحتمالات ينتج تعدد السيناريوهات المتوفرة لصانع القرار، فحينما يواجه صانع القرار مشكلة يطلب من الجهات المعنية، وهي غالبا المخابرات والخارجية والدفاع والمختصين في علوم النفس والاقتصاد والجغرافية والطب العادي والكيمياء والفيزياء... الخ، تقديم خطط متخصصة متعددة لمواجهة الحالة فتقدم له سيناريوهات وخطط مختلفة بعد تنسيقها وترتيب اولوياتها وافضلياتها للاختيار من بينها. وهذا النمط من العمل غريب علينا نحن العرب لان السياسة مازالت عفوية وانية لدينا، حيث تتخذ المواقف وتوضع الخطط اثناء مواجهة الازمات والمشاكل وليس قبلها، وحتى في حالة وجود خطط مسبقة فان السبق الزمني لاتخاذ الموقف لا يتعدى زمن قصير لا يكفي لضمان حل يخدم الشعب.


والخطط غالبا مبنية على السيطرة على وضع ما او كتل ما لاجل تنفيذ اهداف رئيسة من الصعب الوصول اليها بدون خطط تفصيلية. بل ان حالة الدراسة المسبقة للاخرين داخل وخارج امريكا تصل حدا ربما يبدو غريبا لغير الامريكيين، ففي اجهزة المخابرات هناك تخصصات تمثيلية تقوم على تقمص احد ضباط المخابرات لشخصية انسان معروف، او حتى نصف معروف او ان يتوقع ان لديه مستقبل في بلاده سواء كان معاد او غير معاد لامريكا لكن من المصلحة فهم كيفية تفكيره واتخاذ قراراته، فيفرغ ضابط طوال حياة الشخص المعني متمقصا شخصيته دارسا سلوكه وتصرفاته وينشأ ارشيفا تفصيليا عن كل ما يخصه، بما في ذلك امراضه وميوله ومزاجه واقاربه وما يحب وما يكره. لقد عرف ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية لديها ضباط يحملون اسماء جمال عبدالناصر وكاسترو وصدام حسين، وكل شخصية بارزة ومؤثرة، وهؤلاء الضباط يخاطبون باسمائهم التمثيلية وليس باسمائهم الحقيقية، وحالما تحصل مشكلة فان المخابرات او الرئيس الامريكي او لجان الكونغرس المتخصصة تستدعيه وتطلب منه تحديد ما يتوقعه من الشخص الذي يمثل شخصيته.

ويبقى الهدف الاساس هو تكييف الاشخاص والمجتمعات وتطويعهم بصور مختلفة تبدأ من زرع افكار ناعمة لا تبدو مؤذية وتنتهي باساليب غاية في الايذاء للانسان، وفي الحالتين وما بينهما من حالات لا حدود لتعددها يبقى الهدف الكبير والنهائي هو تغيير بيئة المستهدف من اجل دفعه لتغيير مواقفه او تصرفاته اما بقرار منه او رغما عنه. وارجو من الذي يقرأ هذه الدراسة ان يتذكر اوضاع قطره خلال نصف قرن متتبعا التغييرات التي وقعت واثارها، ومنها ما تعرض له شعب مصر منذ عهد الرئيس ناصر من افقار منظم وتدمير اكثر تنظيما لتماسك المجتمع المصري، وطبقا لخطط وضعتها امريكا والكيان الصهيوني ودول اوربية، حتى وصل الحال الى نشوء احياء سكنية في المقابر وتدهور قيم الكثيرين وحصول انقلابات فكرية واجتماعية حادة نتيجة البيئة الدعائية للانسان التي خلقت عمدا، فهل ما حصل كان عفويا ومجرد اخطاء السادات ومبارك ومحيطهما البشري وقوى سياسية معينة؟ ام انه حصل بتأثير خطط خارجية وضعت لتدمير الاقتصاد المصري واستنزاف مصر ونشر الفوضى السياسية والاقتصادية والفكرية لكي يوضع الشعب امام خيارات كلها مرة واي خيار يختاره او يفر ض عليه يخرج مصر من سياق دورها التاريخي وهويتها؟


هنا لابد من القول لمن سيقول انها (نظرية المؤامرة) نعم انها المؤامرة بكامل اركانها التطبيقية في كل قطر عربي ومن لايراها اما اعمى اوجاهل او انه اداة من ادوات المؤامرة، والا ماذا نسمي انشاء الكيان الصهيوني اذا لم يكن ثمرة مؤامرة؟

وماذا نسمي غزو العراق اذا لم يكن نتاج مؤامرة؟ وماذا نسمي ما يحدث الان في الوطن العربي المتميز بدور امريكي واوربي رسمي وحاسم اذا لم يكن مؤامرة هي الاخطر والاشد فتكا بالمنطق السليم منذ غزو العراق؟ نعم انها المؤامرة الاكبر والاخطر على الامة العربية بكل اركانها، وادلتها تفرض نفسها الان بلا غموض او تشوش، والتاريخ والضمير سيحاسب كل من يتجاهل هذه الحقيقة ويريد خداع نفسه بالقول انها (ثورات الشعوب) وليس لامريكا او اوربا والكيان الصهيوني اي صلة بها.

خطة حافة الموت

ان ما يجب البحث فيه هو الهدف الذي يتحكم بالخطط ويقررمسارها ونتائجها، وهو ايصال الشعب الى حافة الموت، اي جعله يواجه احتمال موته كل لحظة وبقوة،

وهي حافة يصبح فيها الانسان امام خيارات كلها تدميرية وتهدد حياته وليس حريته واستقراره فقط، لاجل اجباره على تغيير تقاليده وقناعاته وانمطا تفكيره، ويتم ذلك عبر تطبيق خطط مؤذية متنوعة ومترافقة او متتابعة لضمان التأثير على الناس بقوة وديمومة وايصالهم الى حافة الموت، فاساليب القمع والمنع والقهر والاجبار المباشرة بقوة الدولة واجهزتها او بقوة الاحتلال لا تنفع في تغيير طريقة تفكير الناس بل ربما تكون اثارها عكسية لان الناس عامة يتمسكون بمحددات تربيتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وقيمهم ويزداد التمسك هذا بزيادة التحدي والضغط عليهم، فما الحل لاجبار كتل بشرية ربما يصل عددها لملايين البشر على تغيير نمط تفكيرها واساليب حياتها وردود فعلها وبقرار منها؟


الجواب هو من الضروري اعادة صهر الانسان بوضعه في فرن الموت الذي يتربص به كل لحظة ودفعه رغما عنه لقبول ما كان يرفضه بشدة بل كان يقبل الموت على ان يرضخ له، لكن حرارة الفرن التي تسخن تدريجيا وتضعه هو واطفاله وزوجته واقاربه وجيرانه في لهيب نيرانها المتزايد كلما توقع الفرج يصيبه باليأس والعجز عن تحمل ما يعاني منه او يراه فيؤدي الى تللين المواقف وتخفيف الرفض واللجوء لمحاكمات منطقية جديدة تمهد لقبول ما كان يرفضه بشدة.


الحصار الذي فرض على شعب العراق واستمر 13 عاما كانت وظيفته الحقيقية ليس معاقبة النظام بل تغيير المجتمع والانسان تغييرا جذريا بتهديم قيمه الاخلاقية واعرافه وضوابط السلوك القويم فيه وزرع نزعات الانانية التي تعيد للمجتمع كل الامراض التي تحررمنها بفضل انجازات النظام الوطني،

واهمها ازالة الفقر والامية ونشر التعليم المجاني وتوفير الطب المجاني ونقل المجتمع الى حالة الوعي والثقافة والترفع عن الموبقات التي تنتجها حالات الفقر والجهل، وهكذا يتعرض الانسان الى الافقار المنظم والامية المنظمة والمرض المنظم والسقوط الاخلاقي المنظم، رغم انه لم تمضي على تحرره منها اكثر من حوالي 15 عاما (وهي فترة الرفاه الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي بين النصف الثاني من السبعينيات ونهاية الثمانينيات) وهي فترة غير كافية لترسيخ حالة التحرر من امراض المجتمع المتخلف وتحويل التربية الجديدة في ظل التعلم وازلة الامية وتوفير احتياجاة الانسان المادية والثقافية الى نمط حياة راسخ.
لقد اصبح اضطراب المجتمع والتغييرات الفوضوية فيه عوامل تخريب منظم لهويته وتقاليده واستقراره وقيمه العامة، وبمرور السنوات عادت الى العراق الامراض التي تم القضاء عليها ومنها الفقر والامية والفساد والرشوة والجريمة، واضيفت امراض اخرى نشأت عن الوضع الجديد ولم تكن موجودة سابقا ومنها ضياع القيم واهتزاز الهوية الوطنية والقومية وتداخل المفاهيم وعجز الانسان عن التفكير بما هو بعيد او عميق لانه مجبر على الانشغال بالهم اليومي بل هم ساعة واحدة، وتلك هي الثغرة التي يمكن ان ينفذ منها العدو لتحقيق ما يريد.


بنجاح الحصار الشامل بتحويل المجتمع الى فرن يذوّب كل شيء، بما في ذلك قيم المجتمع واخلاقياته وهويته، يحول الانسان الى مخلوق تحدد قيمه وسلوكياته الغريزة الاقوى وهي حب البقاء، لذلك يصبح هدفه الوحيد هو البقاء وتجنب الموت هو واطفاله واقاربه فيصبح مضطرا لقبول السرقة والغدر والفساد والخيانة الوطنية بصفتها وسائل حفظ لبقاءه المادي في بيئة حرمته من اساسيات الحياة، وهي العلاج والغذاء والشعور بامان وهو كمخلوق لا يعيش الا اذا اكل وشرب ونام وتنفس. هنا يصبح الانسان داخل فرن الازمات الطاحنة المصطنعة بلا اي خيار ينسجم ويتوافق مع ما كان يعتقد به ويؤمن به بعد ان وضع امام خيار واحد لا غير وهو : اذا اردت مواصلة العيش وتجنب الموت والعذاب المستمر، انت وعائلتك واقربائك، عليك ان تنسى الماضي بقيمه العليا وردواعه الاخلاقية وسلوكياته السليمة المتعارف عليها وان تتجرد من كل ما يمنعك من الحصول على الغذاء والدواء وغيره من شروط الحياة حتى لو ممارسة العهر والنصب والخيانة العظمى! لقد انحط الانسان الى مستوى فم فقط.


تلك هي خطة حافة الموت الامريكية الصهيونية التي وضع شعب العراق فوق فرنها الملتهب وجعلته يتعايش مع الموت كل لحظة ويصارع لتجنب الوقوع في مملكته المظلمة حتى لو تخلى عن مفاهيم الوطنية ورفض الاستعمار وقبل السرقة العهر وبغاء الضمير واكل لحم اخيه الانسان،

وهذه الحالة وجد بعض ابناء العراق انفسهم ضحية لها وبقوتها تخلى هذا البعض عن حصانته الوطنية والاخلاقية وقبل ما كان يرفضه سابقا، وهكذا مهد الطريق للغزو بعد تدمير قيم المجتمع واخلاق الناس وروادعهم التقليدية او اضعافها.
والذي حصل لشعب العراق الذي كان مرفها واعيد لحالة البؤس فدمر ذلك بعض نسيجه الاجتماعي والاخلاقي حصل مثله لكل ابناء الشعب العربي من خلال زيادة الفقر والامية والفساد والتخلف بخلق ازمات مصطنعة غالبا داخل كل قطر لاجل افقاره ماديا وروحيا وتدمير المجتمع ونسف وحدته وتبديد قيمه واجبار الانسان العادي على قبول خيار واحد هو التخلص، باي طريقة واي ثمن ومهما كان ذلك متناقضا مع ما كان يؤمن به او يتمسك به، من وضعه غير الانساني والمدمر والمتمثل في الفقر والفساد والاضطهاد والقهر والاهانات والديكتاتوريات وعمالة النظام للاستعمار والرضوخ للصهيونية والتطبيع مع كيانها، وهي نهايات لم يكن الانسان العادي في الاقطار العربية يتخيلها حتى في كوابيسه لكنها صارت وقائع بفضل انظمة فاسدة ومفسدة! فما الذي يفعله الانسان للتحرر من عذاب ومخاطر حافة الموت التي وضع عليها وجعلته مخيرا بين موت وذل وقهر فقط؟ الجواب هو اعتبار اسقاط الانظمة الخيار الوحيد لتحرره من الموت وحافته التي تستنزف انسانيته يوميا، حتى لو كان اسقاط تلك الانظمة بمساعدة سيد الانظمة ومن اقامها ودعمها وحماها عقودا من الزمن، وهو امريكا، فالامر بالنسبة لمن يعيش على حافة الموت هو أبعاد الموت ولو لساعة فقط، وحتى لو تطلب ذلك التعاون مع الشيطان ذاته! لقد تشوش التفكير الانساني بهيمنة الغريزة الاكثر تأثيرا على البشر وهي غريزة البقاء وقيامها بدور مقرر الخيارات.


ان اول واهم نواتج حالة حافة الموت هي غض الانسان المقوض القيم النظر عن الشيطان الواقف امامه وتخيل انه غير موجود والاصرار العجيب على انه غير موجود!

واذا اعترف به فانه يقنع نفسه بفكرة انه يقبل بالشيطان كمرحلة اولى على طريق التحرر حتى من الشيطان، وهنا تكمن مأساة هذا النوع من البشر وهي انه ينسى بتعمد، نتيجة تحكم غريزة البقاء في تفكيره، حقيقة يعرفها وهي ان الشيطان اذكى منه واقدر منه على الامساك بمسار قبول دعم الشيطان للانسان الغارق في بؤسه والامه! هذا ما يحصل لنا نحن العرب الان : امريكا وورائها الصهيونية ودول اوربية تضعنا امام خيار خيارين احلاهما مر، اما ان نواصل معاناة الموت ببطء او ان نقبل ما تريده امريكا. ولدينا مثل شهير يتطابق مع حالة حافة الموت يقول (من يرى الموت يقبل بالسخونة). هل قبول امريكا ودعم خططها و(الشفاء) من مرض الحقد عليها بعد كره من قبل البعض ودعم حرب النيتو على ليبيا هو نوع من قبول السخونة التي تبعد الموت؟
كيف حصل ذلك؟ وكيف نفذت امريكا خطة خلخلة قيم ومفاهيم الكثير من الناس؟ وهل اقتصر الامر على الاقطار العربية؟ ام انها خطط غربية وصهيونية واوربية غربية عالمية النطاق شملت دول اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي؟

يتبع..........
18/7/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاثنين 17 شعبان 1432 / 18 تموز 2011

زحل بن شمسين 14-11-2012 04:04 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 9
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج


ان حالة حافة الموت وايصال الناس اليها لم يقتصر على العراق واقطار عربية فتلك خطة نفذت في يوغوسلافيا من اجل تقسيمها في مطلع التسعينيات حينما قام حلف النيتو بقيادة امريكا بتفجير ازمات مصطنعة والاصرار على تفاقمها وعدم حلها ودفع كافة الاطراف، خصوصا الصرب والمسلمين، للتمترس كل في طائفته ومنطقته وتفجر القتال الشرس مع الاخر وصولا لحرب النيتو الشاملة والمدمرة ضد يوغوسلافيا والتي انتهت بتقسيمها شر ممزق، مع ان يوغوسلافيا لم تكن في يوم من الايام في حالة احتراب داخلي بل كانت طوال عقود وجودها تعيش بتالف وسلام ومساواة تحت ظل الرئيس تيتو! وهكذا اصبحت يوغوسلافيا تعيش بيئة صراع دموي رهيب ادى الى ارتكاب جرائم بشعة ضد الانسانية كان اول من ارتكبها حلف النيتو الذي شن حربا شاملة على المدنيين تحت غطاء حماية المسلمين اليوغسلاف، مع ان امريكا كانت تذبح مسلمي العراق بلا رحمة في نفس الوقت وتدعم ابادة المسلمين في فلسطين من قبل اسرائيل!
لقد اختارت امريكا زرع الغام وتفجيرها او تفجير الغام قديمة واندثرت من اجل تفكيك دولة اشتراكية رغم ان هذه الدولة كانت مدعومة من قبل الغرب طوال عقود الحرب الباردة لانها كانت تمثل شيوعية مستقلة عن المركز السوفيتي!

وكما في يوغوسلافيا، حيث وجدت الكتل الشعبية المختلفة نفسها وسط صراع لم تختاره ولم تفجره ولم تكن تعلم انه سيتفجر وفرضه عليها النيتو بالقوة وتسبب في كوارث انسانية بشعة ولا تحتمل واصبح الانفصال هو خيار النجاة الوحيد من الموت المحقق وقسمت يوغوسلافيا، فان الاقطار العربية، بعد النجاح الغربي الصهيوني في اكمال اعادة الانسان الى حالة الضياع والتهميش والافقار المنظمين

من خلال الفقر ونشر الفساد واستشراء الديكتاتورية التي نصبها وحماها الغرب الامبريالي، فان الجماهير البسيطة تم اعدادها نفسيا وماديا لقبول اي حل، وبأي واسطة وبأي دعم، يزيح عن الناس البسطاء كابوس الاحتلال او النظام المقترن بالموت البطيء. ولكي تكتمل لعبة الشرذمة للمجتمع فان امريكا وبالتعاون المباشر والرسمي مع ايران وعبر شن الحرب المشتركة على افغانستان والعراق ونشر الفتن الطائفية قامت باحاطة الانسان العربي بتأثيرات اخرى تكمل وتبلور حالة قبول وصاية الشيطان، امريكا، من اجل التخلص من عبد الشيطان، النظم.
والان هناك في العراق من يخيرنا بين امريكا وايران، اي بين الموت بالقاءنا من الطابق العاشر وبين الموت بالقاءنا من الطابق التاسع، وكأنما امريكا لم تجلب ايران للعراق او كأن ايران لم تكن الطرف الوحيد الذي مكن امريكا من النجاح في غزو افغانستان والعراق كما اعترف اكثر من مسؤول ايراني في مقدمتهم نائب رئيس جمهورية ايران.

فما هي تلك التأثيرات؟ وكيف ضبطت امريكا عملية حشد الناس في زاويا لا مفر فيها من قبول مخارج محددة؟

تضليل الوعي الانتقائي


لكي تستطيع دفع فرد او جماعة لاتخاذ قرار او اختيار طريق عليك ان تخلق البيئة المناسبة التي تضع الانسان امام خيارات كلها خطيرة ومؤذية فيكون عليه اختيار اقلها سوءا واذى وليس اختيار ما هو صحيح وأمن. ووظيفة البيئة الاصطناعية هي تشكيل وعي مشوه وناقص ومبتور لدى الانسان يجعله يختار وبلا حرية قرارا يتناقض مع قناعاته الاصلية. ولدينا امثلة كثيرة على اجبار الانسان على العيش فوق صفيح ساخن لمدة طويلة من اجل اجباره على الجلوس حتى على القاذورات تخلصا من الحرق المستمر والمتزايد لجسده واجساد اولاده!

لقد كان دعم ما يسمى ب(المقاومة) في لبنان، بعد انتهاء مبرراتها عقب تحرر جنوب لبنان عمليا، من مظاهر الوعي الانتقائي الذي الحق اضرارا كبيرة بمصالح الامة العربية من خلال خلط اولاراق والتعمية على الدور الايراني الحقيقي والاهداف الايرانية الحقيقية. فما يسمى ب(المقاومة في لبنان) أهلّت، عبر مقاتلة اسرائيل، لدور خطير لاحق، بعد اكتساب سمعة طيبة عربيا، لا صلة له بالمقاومة وتحرير فلسطين والدفاع عن حقوق العرب بل يقع في اطار التمهيد لحصول ايران على نفوذ في لبنان وتحويله الى قاعدة دعم للتوسعية الاستعمارية الايرانية من جهة، واعداد بعض العرب خارج لبنان لدعم ايران، استنادا لانتصارات حزب الله الذي تدعمه ايران، حتى وان كانت ايران تحتل اراض عربية مثل اسرائيل كالاحواز والجزر العربية وتعلن رسميا ان البحرين جزء منها ويجب ضمها اليها، وتشارك بصورة رئيسة في غزو العراق وتدميره المنظم، من جهة ثانية.

قامت لعبة اعاد تشكيل وعي الناس في الوطن العربي كله على تيئيس الناس من النصر على اسرائيل وتعريض الانسان العربي لمسلسل هزائم منكرة ومدوية تزرع اليأس والدونية فيصبج الانتصار حلما بعيد المنال، ولذلك ما ان يلوح في الافق نصر ولو جزئي وغير مفهوم الهدف فان عقدة النقص – بسبب الهزائم والعجز عن تحقيق النصر - سرعان ما تقرر سلوك الانسان وهو سلوك تعويضي صرف وليس ثمرة وعي عام ومعايير موضوعية، فيقفز الانسان الى اتخاذ موقف مبني على وعي انتقائي من الانتصار غير المفهوم في اطاره الستراتيجي والمنزوع منه، وهو دعم حزب الله وبالتبعية دعم ايران مع تجاهل تام ومثير لاعمق الشكوك للدور الايراني المعادي للامة العربية تماما مثل الدورين الامريكي والاسرائيلي.
منطق ذوي الوعي الانتقائي يقول : لقد صار عندنا نصر حققه حزب الله وعلينا دعمه ودعم ايران! وهكذا تضمن ايران الغاء ضرورة مرور مثقفين وساسة عرب بمنطقة التفكير الشامل والستراتيجي واستبعاد بحث وتحليل ستراتيجية ايران الفعلية والرسمية، والتي تكشف، لو درست بعمق وشمولية، الهدف الحقيقي الكامن وراء مقاتلة حزب الله لاسرائيل وهو خلق شعبية لايران في الوطن العربي تسمج لها بمواصلة احتلال العراق، هي وامريكا سوية، والجزر العربية والتوسع الامبريالي الايراني في الاقطار العربية جنبا الى جنب مع امريكا واسرائيل وليس تحرير فلسطين او حتى تحرير مزارع شبعا التي لا يقاتل حزب الله فيها ابدا وتركها تحت الاحتلال الاسرائيلي.


نكرر لاهمية ذلك :

ايصال الناس لحافة الموت ومظهرها الاخر اليأس المدمر من تحقيق نصر على الصهيونية اثمر وعيا انتقائيا لدى بعض من كان يرفض الاعتراف باسرائيل، وهو انتصار غريب في هدفه الستراتيجي على الهدف القومي العربي وهو تحرير فلسطين، فحزب الله قاتل اسرائيل في الجنوب وحقق صمودا جيدا، فرفع معنويات العرب، لكن الهدف لم يكن تحرير الارض المحتلة في فلسطين بل خدمة ايران وستراتيجية توسعها الاستعماري في الوطن العربي، من خلال استخدام ايجابيات حزب الله للتغطية على ذلك! انه وعي ضيع الخطوط الفاصلة بين ستراتيجية التحرير العربية وستراتيجية التوسع الاستعماري الايراني وخلط بينهما عمدا، مما اوقع الكثيرين في فخ ايران ودعمها رغم انها الشريك الاول لامريكا في غزو العراق ورغم انها تعلن صراحة اطاعها في البحرين واقطار خليجية وتنشر علنا فتنا طائفية وتتمسك بوضوح وبصورة رسمية بهوية الدولة والنظام في ايران القومية الفارسية. فهل كان بالامكان الوصول الى هذا الانحراف بدون الوعي الانتقائي الذي يفصل قضية الدعم عن اطارها الشامل؟


باسم دعم حزب الله ومقاومته في لبنان من قبل عرب تم تسويق عملية ضرب المقاومة العراقية والاساءة اليها عمدا فايران التي لعبت وتلعب الدور الحاسم كامريكا في محاربة المقاومة العراقية وتدمير العراق حصلت على غطاء عربي ماكانت تستطيع الحصول عليه لولا عمليات حزب الله في لبنان. هل الصورة في الفيلم التفاعلي واضحة؟


واذا انتقلنا الى العراق فاننا نجد صورة انموذجية اخرى من مخاطر واضرار التفكير الانتقائي، وهي صورة ما يسمى ب (الاقليم السني) او (اقليم الانبار) او (اقليم الرافدين). ان الصورة الانموذجية لتأثير نظرية حافة الموت والتي تنتج وعيا انتقائيا خطيرا هي قبول اطراف او اشخاص ادعوا انهم ضد الطائفية حلا طائفيا وهو اقليم الانبار او الاقليم السني، والتبرير جاهز : بيئة العيش فوق صفيح ساخن عدة سنوات، لان المعاناة التي مر بها السنة كانت اقسى واعمق واشمل من معاناة كل شعب العراق.

فلئن كان صحيحا جدا ان كل الشعب العراقي قد عانى وتعذب من الاحتلال والطائفية الا ان السنة تعرضوا، خصوصا منذ حملة جيش المهدي التصفوية في بغداد عام 2006، الى عملية أضطهاد ايرانية، بواسطة خيول طروادة التابعين لمخابراتها في العراق، وهي عملية اضطهاد مضاعفة ومركبة كانت راعيتها امريكا مباشرة وبقرار امريكي مركزي، وكانت عملية مخططة بدقة من قبل ايران كان هدفها الوصول الى عملية تهجير منظمة للسنة من مناطقهم وطرد منظم من وظائفهم واستيلاء منظم على دورهم وارزاقهم، وغالبا بدون تعويض لهم، واذا عوضوا فان الثمن تافه جدا لان التهجير يتم بعد قتل او خطف احدا افراد العائلة.
وهذه العملية مخطط لها، كما ثبت في الواقع والتجربة العيانية، ان تؤدي الى تغيير جذري لبنية العراق الطائفية والاجتماعية من خلال اسكان ايرانيين يتحدثون العربية بطلاقة مكان المهجرين العراقيين العرب السنة ومنحهم الجنسية العراقية بالاضافة لاستيلاء عراقيين من خارج بغداد على العاصمة وتحكمهم بها.
لذلك فليس منطقيا او صحيحا استخدام الحقيقة المعروفة التي تقول بان كل شعب العراق يتعرض للاضطهاد بشكل متساو للوصول الى مساواة مجحفة بين اضطهاد طائفي منظم وقاسي للسنة وبين اضطهاد سياسي او اقتصادي للشيعة، والاضطهاد الاخير ايضا يتعرض له السنة مثل الشيعة لذلك فان السنة يتعرضون لاضطهاد مركب بينما الشيعة يتعرضون لاضطهاد احادي وهذه حقيقة لا يجوز القفز من فوقها.

ان توالي سنوات التمييز الطائفي العلني، العنيف والدموي، ضد السنة من قبل الحكومة والاحزاب والمليشيات الطائفية الموالية لايران وتصعيد العنف المنظم والغائي ضدهم وحرمانهم من ابسط حقوق المواطنة ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة العاشرة مهدت عمدا لطغيان فكرة لدى البعض من ضيقي الافق سبق ان روجها الاحتلال وعملاءه فرفضها كل السنة، وهي فكرة التخلص من الاضطهاد المركب عن طريق الاستقلال في اقليم سني له ادارة ذاتية في اطار الفدرالية التي فرضها الاحتلال.


وعملية اقناع اطراف سنية بفكرة الاقليم هذه تمت بسلقها على نار هادئة منذ عام2006 وبدعم امريكي مباشر وصريح، لان ستراتيجية امريكا الرئيسة التي تم بموجبها غزو العراق تقوم على ركن اساس وهو تقيسم العراق والتمهيد لذلك بتقزيمه من خلال فرض النظام الفدرالي في ادارة الدولة، والليبرالية كوسيلة فعالة لتفتيت القوى السياسية او قيام تنظيمات على اسس حزب الفرد الواحد وتنمية وتشجيع نزعة الانانية والتزعم وتصفية اي تنظيم جماهيري قوي او شرذمته. لقد استخدم العنف الطائفي المتطرف ضد السنة لاجل ايصال بعضهم الى قناعة بان التخلص من الاضطهاد والتصفيات الدموية امر ضروري جدا حتى لو تم عبر الفدرالية.

هنا نواجه حالة انموذجية من تطبيق فكرة حافة الموت، فتعريض السني يوميا للاضطهاد الطائفي المقترن باضطهاد اقتصادي وسياسي واجتماعي من قبل الحكومة والاحتلال، انضج لدى البعض فكرة الاقليم السني ودفع بعض من كان يرفضها الى قبولها كحل اجباري يشكل ما يسمونه ب (اهون الشرور)! ولو اردنا تصور كيفية تنفيذ المخطط الامريكي الايراني المشترك للوصول الى هذه النتيجة لكنا شاهدنا غرفة عمليات تضم خبراء وساسة ورجال مخابرات وعلماء نفس في امريكا، وربما في طهران، يتابعون ما يجري في العراق ويتخذون قرارات انية لتصعيد الازمة من اجل ايصال الناس الى اليأس، انها صورة انتاج فيلم تفاعلي كامل الاركان.

ما الذي خسرناه بسبب التفكير الانتقائي في هذه الحالة؟ لقد خسرنا اولا الوعي الشامل لما يجري والذي ينبهنا الى ان اقامة الاقاليم الفدرالية جزء مقوم – اي اساسي - من خطة الاحتلال لتقسيم العراق،، هذا من جهة، اما من الجهة الثانية فان الدعوة لاقليم سني ما هي الادعوة خداع وتضليل لانها لن تنقذ السنة ابدا من الاضطهاد حتى لو استقلوا باقليم، لان الاصل في المخطط الذي ينفذ منذ الاحتلال هو دفع العراق نحو التقسيم تدريجيا وتحت ضغط بيئة حافة الموت، وقيام امريكا وليس ايران وحدها بذلك العمل. ما ان يقام اقليم السنة حتى يجد نفسه في حالة صراع دموي كارثي مع اقاليم اخرى شيعية وكردية، كما انه سيواجه صراعات على السلطة في الاقليم نفسه تسفح فيها دماء كثيرة خصوصا لان توازن القوى داخل الاقليم لا يسمح بالحسم فيؤدي ذلك الى بروز امراء حرب يتقاسمون الاقليم فيسيطر كل امير حرب على مدينة او عدة مدن تماما مثل الصومال، هذه حقيقة يجب الانتباه اليها قبل ان يتلوث البعض.

اما الامر الخطير الذي يصب الزيت على النار فهو تولي (المبادرة) – طبعا الامر في حقيقته ليس مبادرة بل اوامر امريكية وايرانية - للدعوة للاقليم من قبل اشخاص في الانبار او نينوى انصاف اميين مثل بعض الشيوخ الذين لا يستطيعون تلفظ جملة واحدة بصورة صحيحة، لذلك فان تزعمهم للمبادرة شكليا سيفضي الى هيمنة العصابات الغبية وحثالات الاقليم على المسرح القتالي فتكون النتيجة الحتمية هي التدمير المنظم للاقليم من خلال قتل الالاف دوريا وسجن الاف اخرين ونهب ثرواتهم او ما تبقى منها، والانهيار الكامل لكل تنظيم اداري او سياسي، كل ذلك يتم بدعم امريكي وايراني مباشرين لامراء الحرب.


ماذا نسى دعاة اقليم السنة ايضا؟ ان سذاجة من يتولون الدعوة او جهلهم او اطماعهم الشخصية او عمالتهم جعلتهم لا يعرفون او لا يتذكرون ان اللاعب الاساس والاقوى في لعبة الاقاليم هو امريكا وايران وليس شيوخ سذج راينا بعضهم عاجزا عن النقاش او فاهما حتى لجزء بسيط من خطط امريكا وايران، ولهذا فان امريكا عندما تدعم هذا النمط من الاشخاص تعرف مسبقا انهم مؤهلون لعمل واحد : التدمير الفوضوي والقاسي للاقليم وبلا رحمة.
واخيرا لابد من تنبيه السذج، او عملاء الاحتلال وادواته، من دعاة الاقليم السني ان يتوقفوا عن دفن رؤوسهم في الرمال كي لا يراهم الشعب على حقيقتهم فالشعب لا يرى مؤخراتهم فقط بل يرى رؤوسهم حتى بعد دفنها، فالدعوة لاقامة اقليم السنة تتزامن، وتتوافق وتتكامل، مع دعوات اخرى ليس لاقامة اقليم الجنوب فقط بل للمضي في تجزءة الاقليم نفسه من خلال الدعوات الغريبة جدا على العراق وهي انشاء اقليم البصرة او اقليم العمارة او اقليم الناصرية! بل ان الامر اكثر كارثية هو ان المحافظات الان تتحدث كل منها عن حكومتها المحلية وصلاحياتها واعتراضات (حكومة المحافظة) على حكومة بغداد! هل يوجد انسان ومهما كان مستوى ودرجة ونوعية غباءه وتخلفه لا يربط بين هذه الدعوات لاقامة اقاليم من مدن بعد ان كانت الدعوة قبل ثلاثة اعوام لاقامة الاقليم من عدة محافظات؟ اليس ذلك مؤشر لا يخطأ لتقدم مخطط تقسيم العراق وان من يحرك الدعوة لاقامة الاقاليم ومنها الاقليم السني هو امريكا وايران وليس شيوخ لم يعرفوا بعد ان عقلهم (عكلهم) عليها اوساخ كثيرة جدا؟


بالقلم العريض نقول، ولكي لا يتوهم البعض انه اصبح بامكانه تقرير مصير العراق، ان الاقليم خطوة اساسية على طريق تقسيم العراق، وهو تقسيم ليس فيه اي نوع من انواع الخلاص حتى البسيط والجزئي لان الاقليم سيبقى تحت احتلال امريكا وتدخلات ايران وهجمات الحكومة في بغداد، ويترتب على ذلك ان الموقف الوطني لا يسمح الا بالرفض التام والقطعي لاقليم سني مهما كانت التبريرات اذا كان المطلوب هو دحر مخطط الاحتلال. اما من يصرون على موقفهم فانهم سيحشرون انفسهم في خانق يجب ان يتذكروه الان وليس غدا وهو خانق الحساب العسير لهم من قبل الشعب العراقي بسبب قيامهم بعمل خياني واضح المعالم وضد ارادة الشعب وقواه الوطنية. اما من يراهن منهم على حماية امريكا له فليتذكر بان امريكا لا تدافع عن الحثالات الوسخة التي تمسح بها قاذوراتها لانها ستلقيها في سلة القمامة.يتبع
26/7/2011

زحل بن شمسين 15-11-2012 08:47 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
[COLOR="Blue
"]بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 10
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج




اكبر كوارث البشرية : امريكان سندروم

10 – متلازمة امريكا American syndrome * :

ما ان توصل الاحداث الكارثية الانسان الى حافة الموت ويتخلى عن كل شيء امن به وتربى عليه ويصبح عبدا لدافع واحد مهيمن بلامنازع، هو البقاء المجرد من اي قيم او تقاليد وضوابط، كضوابط الانتماء الوطني والديني والعقائدي والاخلاقي و الاجتماعي والثقافي...الخ، وتلك هي التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لغريزة البقاء اقوى غرائز الانسان واقدمها، حتى تبدا منظومة القيم العامة بالتفكك والزوال وتحل محلها متطلبات البقاء الغريزية فقط التي تحتل المكانة الاولى في سلم اولويات الانسان. لقد أعيد الانسان رغما عنه الى عصر الوحشية السابقة لاي تطور انساني، لكن هذه العودة هجينة تماما ولذلك، وبسبب هجينيتها، فانها الاشد خطورة في تاريخ الوحشية كله، فالانسان الاول كان وحشا بحكم عدم وجود تطور سابق وهو لذلك كان حيوانا خاليا من العمق الانساني والحضاري وكان حيوانا مثل باقي الحيوانات يبحث عن الغذاء عندما يجوع فيقتل لاجل البقاء لكنه ما يشبع حتى يتوقف عن القتل مؤقتا، ولكن الانسان الذي يجبر على العودة للوحشية بعد الاف السنين من التحضر والتثقف يواجه مشكلة تداخل المؤثرات المختلفة وامتلاكه قدرات جبارة تمنح الانسان الحديث قوة تدميرية لم يسبق لها مثيل.
وهذه الحقيقة ابقت الانسان البدائي لا يفكر بمشروعية او لا مشروعية ما يفعل من اجل البقاء فهو لا يعرف معنى المشروعية غير الموجودة اصلا، وليس لديه قيم تنببهه للانحراف او الخطأ لانها لم تتكون بعد، ولا حضارة ولا قانون ولا ضابط لان الوحشية كانت بداية الانسان، والشيء الوحيد الموجود والمقرر هو فروض الصراع المميت من اجل البقاء. ان الضمير لم يكن تكون بعد ولم يكن العقل الانساني قد تطور ليعقد محاكمات منطقية وعقلانية، فتقررت نوعية وعي الانسان وهو انه وعي مركز ومحدود بقيود ضمان البقاء المجرد، وهكذا لم تكن فكرة الندم او محاسبة الضمير موجودة.

ما الذي يترتب على هذه الحقيقة التاريخية؟


الانسان الذي تحضر وتطور وافترق عن الحيوان وعالمه وقوانين الغاب بعد تحولات استغرقت الاف السنين تقيد بقوانين وقيم المجتمع الانساني بمختلف مراحلها، من مرحلة التنقل البدائي وراء الطعام ثم الرعي ثم تكون العائلة الموسعة ثم القبيلة وصولا لمرحلة الامة والدولة الوطنية واخيرا المجتمع المدني، مرورا بقيم الاديان وروادعها، وعبر هذه الرحلة الطويلة والشاقة تشرب بمنظومات قيم كانت تتحكم به طوعا او اجبارا وكانت تزداد قوة واتساعا مع مرور الزمن وتبلور استنتاجات ودروس تصبح جزء مقوما من قيمه.
وبتأثير ذلك التراكم القيمي المشار اليه ولدت اجيال توراثت منظومات القيم حتى صار التحكم القيمي بالانسان طبيعة ثانية للانسان الحديث، لا يستطيع العيش الامن نسبيا بدونها ولا يفكر الا في اطار ضوابطها ورودعها، فوجد الانسان المقيد بقيم اجتماعية واخلاقية والمالك لوعي كافة العلوم والتكنولوجيا وخبرات الانسان وحكمته ووعيه العام، وكان هذا التطور كفيلا بنقله من عالم الحيوان البدائي الى عالم مخلوق اخر يتكون بسرعة متعاليا على الحيوانية والوحشية، وتكرس هذا التطور بوضع ليس قوانين داخلية ملزمة تحكم الافراد بل ايضا توسع ووضع قوانين دولية تحكم علاقات الدول واسس الامم المتحدة لتكون نظريا على الاقل وسيلة تفاهم وحل مشاكل الامم.

صنع ألة أفتراس لا ترحم

ماذا يحصل حينما تعيد الانسان الحديث المحكوم بقوانين وقيم الى حالة الوحشية وتحكم غريزة البقاء؟ ان اعادة الانسان الى نقطة بدايته الاولى وهي الوحشية الكاملة والتامة، وهي مرحلة سابقة لاي حضارة وخالية من اي قيم انسانية وقانونية واخلاقية، يضع هذا الانسان امام حالة تشوه خطيرة نفسيا وفكريا وقيميا، فهو ليس خاليا من تجربة عتيقة لقيم تحكمت به الاف السنين ولا متحرر من روابط قانونية او تقاليدية خضع لها كما كان الانسان الاول، بل هو متأثر بكل هذه القوانين والقيم والضوابط والروادع ويعرفها ودرسها وعاشها وتحمل نتائج خرقها، لذلك فانه حينما يضطر للتخلي عنها تحت ضغط حافة الموت لا يمكنه نسيانها او تناسيها او اهمالها او تجنب تأثيراتها عليه. كما انه طور ذكاءه عبر الاف السنين من التحولات فاصبح فهمه للامور عميقا وقدراته كبيرة على ابتكار وسائل الابداع والدمار في ان واحد، وهو جرب الحروب الحديثة بكل ما فيها من تكتيكات واساليب تدمير منظمة للعدو، وامتلك اجهزة مخابرات لعبت دورا حيويا في تنظيم القتل والخداع بطرق عبقرية مذهلة، لذلك نرى الانسان الذي يصل حافة الموت الان اشد وحشية وخطرا بكثير وبصورة مرعبة من الانسان الاول الذي لم يعرف القيم ولا فنون القتل الجماعي ولا تخطيط المخابرات لكيفية ابادة الاخرين.


ولعل اكثر مميزات الانسان الحديث خطورة وغرابة هي ظاهرة ان الانسان الحديث ابن الحضارة خصوصا الاوربية وامتدادها السرطاني امريكا، يتميز عن باقي المخلوقات الحيوانية بانه لم يعد يقتل او ينهب لاجل تحقيق حاجة بايولوجية تحفظ بقاءه وهي الاكل والتناسل، بل اصبح يقتل ويسرق ويخدع رغم انه غير مضطر لفعل ذلك غريزيا لانه شبعان، بل اخطر من ذلك انه متخم المعدة ويشبع ما بين ساقيه باسهل الطرق ولا يضطر لمقاتلة حيوان اخر من اجل التناسل،
وثري لدرجة انه يملك مالا يكفي لاعالة الاف الافراد، وهو امن لانه يملك الاسلحة المتطورة جدا التي تحميه، ومع ذلك فانه يقتل وينهب ويعتدي ويغتصب النساء والاطفال وحتى الشيوخ ويتلذذ بالعدوان!!
والامريكي الذي احتل العراق قدم ويقدم لنا صورة مفجعة لامكانية تحول الانسان الى حيوان هو الاشد افتراسا ووحشية وانعدام الروادع لديه في كل تاريخ المخلوقات المختلفة من النملة حتى الضبع، كما راينا ذلك في العراق المحتل، نحن ضحايا الوحشية الامريكية ولم يخبرنا بذلك احد، ففي ابو غريب مثلا كان ضباط وجنود امريكيين يتسلون بقتل العراقيين واذلالهم وتعذيبهم واغتصابهم وتصوير ذلك المشهد الذي لم يفعله اي حيوان عبر تاريخ الحيوانية كله. ومن يعتقد بان ابو غريب عمل منفرد واستثناء، كما ادعى بوش الصغير، يقع في خطأ دعائي امريكي لان كل معتقلات العراق وبيوته صارت مثل ابو غريب، واكثر منه في حالات كثيرة، تمارس فيها القوات الامريكية كل انواع القتل وسرقة اموال الناس الفقراء والاغنياء واغتصاب النساء والاطفال، وما ابادة اكثر من مليوني عراقي بعد الغزو فقط الا دليل حاسم على هذه الحقيقة.


ويصل موت ضمير الامريكي المحتل حد انه يطالب الضحية بدفع تكاليف وتعويضات عن غزوه للعراق وابادته للعراقيين ويحصل على تعويضات بالقوة مع ان الضحايا الذين قتلوا وعذبوا ونهبت اموالهم وشردوا من ديارهم هم من يجب ان يأخذ التعويضات وليس الجلاد المفترس!!! والسبب واضح فالامريكي ليس ابن حضارة بل هو الوريث الشرعي لسايكولوجيا المجرمين البريطانيين الذين نفتهم بريطانيا الى العالم الجديد، اي امريكا، تخلصا من اعدادهم الكبيرة وهو ايضا وريث عقد الاضطهاد الديني والطبقي في بريطانيا واوربا.

من هنا، وبسبب ذلك، حطم الاستغلال الذي تعرض له الاجداد الاوائل للمهاجرين الى امريكا منظومة القيم لديهم وجعلهم يسعون للبقاء المجرد من اي قيم او روادع وترسخت في اعماقهم ايديولوجية واحدة تتمركز حول هدف واحد وهو تحقيق الفائدة الانانية الفردية الصرفة، وعبر عن هذه الحقيقة بالفلسفة الوحيدة السائدة في امريكا وهي البراغماتية التي تجعل من الانسان الفرد مصدر الاحكام والقيم ومقرر الخطأ والصواب وليس المجتمع والقانون العام، ويترتب على ذلك انه حينما يتمكن الامريكي ويملك القوة يمارس افعالا لم يمارسها حتى الجلاد الذي اضطهد اجداده قبل بضعة مئات من السنين وصنع لديهم عقدة استسهال قتل البشر وابادتهم بلا رحمة.


وهنا تكمن خطورة الدفع نحو حافة الموت : فهي بتحطيمها لمنظومة القيم تفتح (صندوق باندورا)


وتنطلق منه كل الشرور المختزنة بلا شعور وبشعور مخلوق لم يكتمل تطوره بعد، وهي شرور خطيرة ومدمرة، ومنها اللصوصية وعهر الجسد وعهر الضمير الاشد سقوطا وخطرا من عهر الجسد، والكذب المنظم والمتعمد لاجل تدمير الاخر وافناءه، واستخدام التكنولوجيا في تحقيق مأربه وممارسة احط اشكال الخداع للحصول على المال، بما في ذلك الغدر باقرب الناس اليه، وفي مقدمة النتائج على الصعيد العام بروز استعداد واضح لخيانة الوطن الذي تدهورت قيمته بسقوط منظومة القيم وتلك اثار ونتائج ما نطلق عليها مصطلح متلازمة امريكا، او كما تسمى باللغة الانكليزية


(Americansyndrome).


ولان امريكا كما وصفها برنارد شو هي ( البلد الوحيد في التاريخ الذي انتقل من البربرية إلي الانحلال دون أن يمر بعصر الحضارة)، فأنها بحاجة حتمية لعالم ينسجم مع وضعها ومثلها تماما افراده وحوش تتزيا بزي البشر، لا تحكمهم القيم الانسانية والاخلاقية بل القوانين التنظيمية البراغماتية الطابع، وهذا نراه متجليا عند احتلال امريكا لبلد ما فما ان تحتله حتى تبدأ فورا بتنفيذ خطة اخطر من خطة الاحتلال العسكري والنهب الاستعماري للثروات وهي تفتيت منظومة القيم في المجتمع والتي تتحكم بهذه الدرجة او تلك بافراده وتضمن انساقا من السلوك معروفة ومسيطر عليها اما بالقوانين او بالاعراف والتقاليد، واستخدام العنف في اكثر اشكاله وحشية وتطرفا بما في ذلك ابادة الملايين دون تردد، كما حصل للهنود الحمر وللفيتناميين وللعراقيين وغيرهم. وبما ان تفتيت القيم لا يمكن ان يحدث بسرعة لانها مكون نفسي وثقافي عميق الجذور في وعي الانسان وتراثه وتقاليده فان خلق بيئة قاهرة تفتت القيم تصبح الهدف الستراتيجي الثاني بعد تحقيق الغزو وهو ما رايناه بوضوح كامل وبلا اي غموض في العراق حينما بادرت امريكا وعمدا وتخطيطا الى تهديم الدولة والمجتمع ولم تكتفي باسقاط النظام الوطني، ولذلك فمن يظن ان امريكا لم تتعمد تدمير الدولة والمجتمع في العراق وان ذلك كان خطأ بول بريمير الحاكم الامريكي للعراق واهم ولا يعرف امريكا ولا كيف تخطط وتعمل وعدم المعرفة هذه تفضي الى الانتحار حتما.

التطبيق العملي

ان ما حدث في العراق قدم لنا صورة انموذجية لكيفية نقل مجتمع ما وبسرعة من مجتمع تتحكم فيه منظومة قيم الى غابة تسودها قوانين الغابة، لكنها غابة تختلف عن غابة الانسان الاول الاحادية الدافع، وهو البقاء المجرد، في نقطة جوهرية وهي انها غابة تملك سمات مركبة ومعقدة في اوضاعها ودوافع ساكنيها ففيها كل الوعي الانساني مركزا ومطبقا بصيغ انتاج الوسائل الحديثة للقهر والخداع والحرب بكافة اشكالها، كما ان فيها الانانية التي تطغى على الغيرية بتأثير حافة الموت، فتختلط غريزة البقاء بالقدرة على ليس على انتزاع الطعام من الاخر دون قتله، كما كان يفعل الانسان البدائي، بل اصبح افناء الاخر وايصال الايذاء مرحلة لم تكن متخيلة من قبل الانسان الاول هدفا بحد ذاته وسلوكا متغلبا وتقليدا شعبيا يصفق له الملايين من الامريكيين حينما يستمعون لرئيسهم يخبرهم بقتل الالاف واستعباد الملايين، وهو ما رايناه في ارتفاع شعبية هذا القاتل المجرم بعد غزو العراق وتدميره!


في العراق راينا لصوصية على نطاق واسع وراينا التسابق العلني على النهب وسرقة اموال الدولة


وراينا التزوير يصل مرحلة الفضيحة مثل فضيحة الشهادات المزورة، وراينا الاخ يغدر باخيه او بابن عمه، والجار يستولي على دار جاره ويطرده منه بعد عشرة عمر طويلة وملح وزاد، وراينا من كان وطنيا يعمل بنشاط تحت امرة الاحتلال مقابل المال. وفي هذه اللوحة المأساوية من متلازمة امريكا راينا التفنن بالخداع والقتل والاحتيال والخيانة بصورة تصدم الضمير الانساني، وراينا العهر ينتشر والمخدرات تصبح الملاذ الوحيد لبعض الناس لنسيان واقع كارثي غير مفهوم، وواجه ويواجه ابناء العراق كل ما لا يخطر على بال من اعمال وانحرافات لم تكن تخطر ببال اشد العراقيين تشاؤما! كل ذلك حصل بتخطيط ورقابة وتوجيه امريكيين تامين ومتواصلين، لان هدف امريكا لم يكن اسقاط النظام الوطني فقط بل الاهم كان تدمير العراق وانهاء مصادر حيويته وقوته وتركه مريضا لعدة عقود من الزمن بعد تقسيمه اربا اربا. وتلك هي مكونات سيناريو الفيلم التفاعلي الامريكي في العراق والذي وضع قبل سنوات من غزوه.

ولان الوعي الناجم عن متلازمة امريكا بعد حصول الكارثة هو وعي انتقائي صرف فان تنويع اشكال الابادة والتفتيت ضرورة يفرضها وعي الانسان الحديث وهو في قمة تطوره العلمي والتكنولوجي، ومنها ما يملكه من وسائل الخداع والتضليل التي لم يكن الانسان البدائي يعرفها كالاعلام الفضائي والانترنيت المسيطر عليهما بقوة وبشكل تام، ولذلك فان متلازمة امريكا في العراق كانت واضحة جدا في تنفيذ هدفها الستراتيجي الابعد وهو تقسيم العراق، لكنها في الاقطار العربية الاخرى تختلف تجلياتها واساليبها وخططها هنا او هناك. فحينما بدات خطة افقار الشعب العربي او زيادة فقره واذلاله وحرمانه من الحد الادنى من حقوقه الانسانية، منذ عقود سواء تحت ظل انظمة وطنية كنظام عبدالناصر وصدام حسين، او تحت ظل انظمة عميلة وتابعة وفاسدة، كانت امريكا تتعمد تعظيم وتضخيم وتنمية كل الامراض التقليدية في المجتمع العربي، ونشرها، بل كانت تتعمد زرع وخلق امراض اجتماعية لم تكن موجوة اصلا من اجل التعجيل بتفتيت منظومة القيم تمهيدا لتدمير الدولة والمجتمع.



تنويع اشكال الابادة والشرذمة

وكان تدمير الدولة والمجتمع في العراق قد تم عن طريق الغزو المباشر وفشل الغزو في تحقيق الاهداف الامبريالية كالسيطرة على نفط العراق بصورة مستقرة واعادة بناء الصناعة النفطية، فدفع هذا الفشل الى تدمير الاقطار العربية عن طريق اخر يجنب امريكا ما تعرضت من خسائر كارثية في العراق، وهو طريق لا يكلف امريكا رجالا ومالا بوضع وتنفيذ خطط تفجير الغضب الشعبي المتراكم والمشروع على الانظمة وليس على امريكا والصهيونية بل لخدمتهما مباشرة، مع التخطيط لادخال عملية التغيير في قناة ضيقة هي قناة الحرب الاهلية، التي تعقب مرحلة العذاب والمعاناة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لعدة عقود وصولا لتقسيم الاقطار العربية بعد وضع الناس العاديين على حافة الموت، فالانسان الذي انتظر الخلاص حتى يأس منه بعد اكثر من اربعة عقود يرى فجاة ان الخلاص ممكن وان اسقاط الديكتاتور هو الخطوة الاولى نحو خلاصه، لكنه ما ان يسقط الديكتاتور ويفرح بانجازه الكبير وتتجه نفسه نحو البديل المنتظر يفاجأ بصدمة ان من امسك بزمام الامور ليس الشباب المنتفض بل اركان النظام السابق انفسهم بعد التضحية براسه!
بفضل حث واجبار الرغبة في اسقاط النظام وطغيانها على كل شيء وبصورة تحددها غريزة البقاء في مواجهة الموت البطيء الذي فرضه النظام اهمل المنتفض ضد الديكتاتورية كل المؤثرات الاخرى وركز بصره ووعيه وعواطفه على اسقاط النظام فقط، وهنا راينا الذكاء الشيطاني الامريكي مرة اخرى، فتحت حث واجبار هدف التخلص من ظلم النظام قبل المنتفض ان تكون انتفاضته ديمقراطية فقط ومعزولة عن الاطار التحرري وقبل ان تدعمه امريكا وحلف النيتو واخذ يبرر ذلك بان المهم الان هو اسقاط النظام ثم بعد ذلك نطرد امريكا والنيتو! وفكرة جعل التخلص من النيتو وامريكا بعد اسقاط النظام ليست فقط تفكيرا غريزيا متوقعا من المنتفض اليائس من النصر بل هي ايضا لعبة امريكية، فلكي تصطاد فأرا عليك ان تضع جبنة له ليشمها ويدخل القفص، والجبنة الامريكية كانت زرع وهم الامل في التخلص من التأثير الخارجي بعد اسقاط النظام وليس بالترابط العضوي بينهما كما تفرض الضرورة وواقع الصراع وجدليته التاريخية.

من شيطنة امريكا الى عشقها

وهكذا اختفى كره امريكا التقليدي او ضعف وحّيد لدى البعض وكان ابرز تعبير عن ذلك هو الفصل المثير لاعمق الشكوك والمصطنع بين الديمقراطية وحقوق الانسان من جهة ومطاليب التحرر من الاستعمار والنفوذ الغربي والصهيوني من جهة ثانية، مع ان الربط بينهما كان خطا ستراتيجيا ووطنيا ثابتا في كل مراحل نضال الاقطار العربية، لان احد اهم سببين لفساد وديكتاتورية الانظمة هو تبعيتها لامريكا وتشجيع امريكا للانظمة على الفساد والقمع والاستبداد وحمايتها من السقوط. ان غياب الشعارات المعادية لامريكا وللنيتو وللصهيونية من الانتفاضة في مصر وتونس ومن تظاهرات اليمن وسوريا كان ظاهرة تقدم بلا لبس وغموض فكرة عن التاثير الامريكي في مسار الاحداث ومن يتجاهل هذه الحقيقة يحكم على نفسه بانه التهم جبن المصيدة الامريكية.


بل وتجرأ بعض المعارضين للنظامين في سوريا وليبيا مثلا على دعم خطط التدخل الامريكية والاطلسية،

كما حدث في ليبيا التي طلبت معارضتها دعم النيتو علنا وبلا غموض واصبحت الحرب التي يشنها النيتو على الشعب الليبي هي المصدر الاساس لقوة المعارضة واستقبلت المعارضة فيها الصهيوني هنري ليفي الذي نقل رسالة واضحة جدا من قيادة المعارضة الليبية الى رئيس وزراء الكيان الصهيوني تؤكد ان المعارضة الليبية اذا وصلت للسلطة فسوف تقيم علاقات قوية مع الكيان الصهيوني، او كما حصل في حماة في سوريا عند زيارة السفير الامريكي لها واستقباله بالورود والرز وسط مظاهرة كانت الاغرب في الاحداث العربية، كأن امريكا محرر للشعب السوري مع انها مازالت تذبح الشعب العراقي وتحتل العراق وتدعم بصورة اكثر مما مضى الكيان الصهيوني!


كل ذلك عزز اعمق الشكوك بان الدور الامريكي حاسم في تقرير مسار الاحداث والمطاليب وهو السبب في الفصل المصطنع بين الديمقراطية ومطلب التحرير من الغزو الامريكي والصهيوني. هنا نعود لنقطة البداية، فالانسان الذي اوصل لحافة الموت وقتله اليأس وجد فرصة نادرة واستثنائية لاول مرة للتخلص من النظام فكان منطقيا في ظل ضغوط وضعية حافة الموت ان يحني راسه لامريكا ويقبل بدعمها وينسى جرائمها ويرحب بدورها في التغيير واخذت عيونه قبل اذانه تطرب لسماع املاءات امريكا على لسان هيلاري التي تقول وتكر ر القول : لقد سقطت مشروعية الحاكم الفلاني، وعلى الحاكم الفلاني ان يرحل فورا!


تداعي اوهام هشة

هنا نحن بمواجهة مباشرة وحادة مع الوعي الانتقائي الذي ينفصل عن اطاره العام والطبيعي والضروري وهو الوعي الشامل المتعدد الاوجه والاحتمالات لاي قضية او حالة، والذي يصر، اي الوعي الانتقائي، على رفض اعادة ارتباطه باصله وبيئته الطبيعية وهي الوعي الشامل غير المنقوص والذي يوفر وحده امكانية فهم ما يجري بصواب ودقة وموضوعية، لان الوعي الانتقائي يتعمد خداع الذات بفكرة ان من الممكن تحقيق نصر بعد اسقاط النظام على امريكا مع ان خيوط اللعبة الرئيسة بيد امريكا وليس بيد الشباب، كما اثبتت تجربة مصر وتونس اللتان انتهتا بانفراد المجلس العسكري بالحكم وهو مجلس السادات والتطبيع مع اسرائيل، والتبعية العسكرية لامريكا وهو نفس حال مجلس بن علي! ان معارك يوم 30/7 في سيناء بين الشباب الثوري المصري والنظام العسكري عندما فجر الثوار الحقيقيون في مصر خط امداد الكيان الصهيوني بالغاز المصري للمرة الرابعة كانت تعبيرا رائعا وصحيحا عن وجود روح للثورة الحقيقية في مصر وهي ثورة مركبة تحررية وديمقراطية في ان واحد وليست مثل انتفاضة الشباب الاحادية الجانب في ميدان التحرير.


الوعي الذي تحدده مسارات حالة حافة الموت التي تفرضها امريكا لانتزاع الانسان رغما عنه من بيئته القيمية والوطنية هو وعي انتقائي بكل ما تعنيه اكاديميا وسياسيا وسايكولوجيا كلمة انتقائية، وهو لذلك ليس سوى وعي شيطاني هو الاشد تضليلا للناس من ضحايا النظم، وهو تخريب متعمد ومبرمج للوعي السليم الذي يرى صورة الصراع بكافة مكوناتها وعناصرها ومؤثراتها خصوصا التحررية والديمقراطية، لانه وعي يجعل الانسان يستسلم لغزيرة البقاء فقط ويبعد الانسان عن قضاياه الحقيقية، من جهة، ويحرك فيه عقد نفسية تعويضية كالرغبة المحمومة في تحقيق نصر ولو بالتوهم والايهام، من جهة ثانية. وما يجري الان في الوطن العربي ووقوف البعض على عتبة واحدة مع امريكا وحلف النيتو في موضوع ما سمي ب (ربيع العرب) يؤكد خطورة الوعي الانتقائي وامكانياته الهائلة في توريط عدد ليس بالقليل من المثقفين العرب في مواقف تخدم امريكا مباشرة من خلال قيام الوعي الانتقائي بطمس معالم صورة الحدث الكاملة والشاملة والتركيز على جزء منها فقط.


فكر بقوة الوعي الانتقائي فقط تجد نفسك في حضن امريكا رغم انك تسبها بحماس لا حدود له كما فعل خميني الذي كان يومه يتصرم وهو يشتم الشيطان الاكبر لكنه كان يقبض منه السلاح رسميا لمحاربة العراق! لا فكاك من الوقوع في فخاخ امريكا والصهيونية حالما نقع في مستنقع التفكير الانتقائي، انه لعنة الحاضر التي تخمر لعنة اشد هولا للمستقبل العربي اذا لم نفقأ عين الوعي الانتقائي ونطرده من ساحة معرفتنا.
يتبع.
31/7/2011
Almukhtar44@gmail.com

*ملاحظة : متلازمة هي الترجمة العربية لمصطلح طبي هو syndrome)) اي مجموعة الظواهر المرتبطة بمرض ما والتي تظهر تعبيرا عن وجوده، فمرض الايدز مثلا هو الاختصار الشائع لمصطلح جديد برز في ثمانينيات القرن الماضي وهو متلازمة نقص المناعة المكتسبة Acquired immune deficiency syndrome) (وتكتب اختصارا (Aids) ، ولذلك فان امريكان سندروم تترجم متلازمة امريكا، وهي كل ما يتعلق بعمليات الغزو الامريكية للشعوب الاخرى من اثار ونتائج وتحولات في الدولة والمجتمع والانسان، خصوصا الاثار النفسية والفكرية والثقافية، والتي رايناها في فيتنام بصورة جنينية ثم رايناها في العراق بصورة مجسمة وكبيرة نظرا لتطوير امريكا لوسائل نفسية وطبية وفكرية سخرت لخدمة هدف انجاح الغزو وادت لبروز اثار في المجتمع سببها زرع بذور وتنميتها عمدا وتخطيطا وليس كنتائج عرضية غير مقصودة فقط وابرزها تشويه منظومة القيم ومحاولة تدمير اسسها.

شبكة البصرة

الاحد 30 شعبان 1432 / 31 تموز 2011[/COLOR]

زحل بن شمسين 17-11-2012 02:48 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 11
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج


النغل الاخطر للانتقائية : الفتنة الطائفية

ولئن كان فيلم الجريمة المنظمة والرعب التفاعلي الاخير الذي سمته هيلاري كلنتون (ربيع العرب) تدور احداثه حول تغيير الانظمة فان الفيلم التفاعلي الاخطر الذي انتج بسرية تامة وتمويه دقيق قبل انبثاق عصر الافلام التفاعلية بثلاثة عقود وكان حقا انتصارا لمدرسة صناعة الاحداث من خلال زج الاف الناس للمشاركة الحية في الفيلم دون ان يدركوا انهم ابطال فيلم تفاعلي، كان اسمه (المجاهدون الافغان) وتوأمه المتزامن المسمى ب (الثورة الاسلامية في ايران)، وكلاهما بدأ عرضه في نهاية السبعينيات وصدما الملايين بعظمة اخراجه ودقته التي تماهت مع مشاعر عشرات الملايين في العالم، وكانت ثيمته الاساسية طرح الدين كبديل عن التحرر الوطني واستبدال احدهما بالاخر من اجل تعبيد الطريق السريع ذي الست ممرات – الاوتوستراد او الهاي وي – لمرور ابشع كوارث الصراعات العربية العربية والاسلامية الاسلامية، وهي التي بدأنا نشهد فصولها تتوالى وتترى حلقة بعد اخرى والتالية تكون اكثر دموية وتعقيدا من سابقتها منذ جاء خميني حاملا سيف تكفير القوميين العرب ودشن عهد الحروب الداخلية بين المسلمين والتي نعيش كارثيتها الان كنتيجة طبيعية لعواقب الفلم.

في هذه المرحلة نحن نواجه (اليوم التالي)* للتفجير النووي في الفيلم، اي عواقبه، بكل اثاره التدميرية، وهي اثار تتكون اساسا من تلوثين لا حدود لدمارهما وهما :

1- التفجير المنظم والمنضبط والموجه لغضب شعبي عربي متراكم وحقيقي، ضد انظمة بذاتها وهي الانظمة الجمهورية وليس ضد الانظمة الملكية التي تشكل في واقع الامر مصدر الفساد الاكبر والظلم الاعظم والانحراف الاخطر المتمثل في التبعية المطلقة للاستعمار والصهيونية، مع انه كان يجب ان لا يتفجر الغضب الشعبي بتوجيه امريكي ولخدمة امريكا والنظم الخادمة لامريكا بلا شرط او قيد.
2 – والتفجير المنظم والمنضبط والموجه ايضا للفتن الطائفية العمياء التي اشعلت ويتعالى لهيبها يوما بعد اخر حتى انها طردت الصراع الطبيعي والحقيقي، وهو الصراع مع الامبريالية والصهيونية والصراع المتفرع عنه وهو الصراع ضد انظمة الفساد والديكتاتورية والتبعية، وحلت محله. ان اخطر مظاهر هذا الصراع الطائفي المرعب والمدمر هو اللاعقلانية حيث اننا صرنا نواجه الان اللامعقول بدرجة الجنون المفرط المتمثل في اعادة اشعال فتنة اشتعلت قبل 14 قرنا ثم انطفات، وبعد هذه القرون ال(14) من الهدوء وانطفاء الفتنة نجد من يحييها ويوصلها الى حالة الحرب، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى! والاطروحة الرئيسة اللاعقلانية فيها هي اعادة الصراع حول من يستحق الخلافة الاسلامية : على بن ابي طالب ام غيره من صحابة النبي (ص)!!! وهكذا نجح الفيلم في ادخالنا في بحور من الدم والدموع رغم ان الامام علي واحفاده قد ذهبوا الى العالم الاخر منذ 14 قرنا ولم يعد احد يستطيع اثبات انحدار احد من نسلهم الكريم الان لكي يعود حق الخلافة اليه، وهنا يكمن المظهر الاخر للاعقلانية!!!

ان السلاح الاخطر الذي نجحت اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية والايرانية في استخدامه في هذا الفيلم التفاعلي هو اشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، مع اننا بازاء مسألة انتهت منذ 14 قرنا ونسيها الناس وصارت تاريخا يتجنبه العقلاء والفتنة اشعلها الفيلم التفاعلي المشترك الانتاج (الامريكي- الاسرائيلي – الايراني) رغم ان العرب يمرون بمرحلة حسم الصراع مع الصهيونية وحليفتها امريكا كما تجلى في تسارع العمل لتصفية القضية الفلسطينية واحتلال العراق وغير ذلك، الامر الذي وضع العرب انظمة وجماهير امام عدة صراعات في وقت واحد او متزامنة كلها خطيرة ودموية وكلها مربكة وكل واحد منها يحتاج للتفرغ التام له، فكيف يمكن ادارة الصراع او خوضه بنجاح وتجنب المواقف والخيارات التي تقود الى الكارثة في بيئة معقدة وغير مفهومة ومربكة؟ ان توقيت اشعال الفتن الطائفية بحد ذاته يثير اعمق الشكوك بوجود مخطط مسبق،وهو لذلك غريب ويثير عشرات الاسئلة، انه توقيت انتحاري اذا افترضنا حسن النوايا لدى العرب الذين وقعوا في فخ الطائفية الذي نصب لهم.

ديالكتيك ثأرات بني فارس وبني صهيوني

ولكي لا نعمم بطريقة تضيّع الهدف وهو فهم حقيقة ما يجري لابد من التذكير بحقائق تاريخية معروفة، فالاسلام ما ان ظهر حتى تعرض لهجمات معروفة مع الديانتين السابقتين له وهما اليهودية والمسيحية، وبدأت لعبة العمل على تسقيط دعائمه، ورد المسلمون على ذلك فظهرت الصراعات الدينية وخلقت نتائجها وهي العداوات وتناقض الروايات حول تفسير نصوص ما ورد في الكتب المقدسة للديانات والطوائف. وما ان انتصر الاسلام على خصومه في الجزيرة العربية وبدأ بالانتشار حتى اصطدم بالامبراطوريتين الفارسية والرومانية اللتان كانتا تتقاسمان السيطرة على المنطقة، وكانت الاولى زرادشتية الديانة بينما الثانية كانت مسيحية.


وقدر تعلق الامر بالامبراطورية الفارسية فان الاسلام بقيادة العرب، الذين كانوا اول من نشره وعممه، نجح في تحطيم الامبراطورية الفارسية والحاق الهزيمة بالديانة الزردشتية التي كانت سائدة في فارس، وانتشر الاسلام في بلاد فارس بقوة السيف غالبا، الامر الذي انتج رد فعل ثأري خطير نعاني منه حتى الان، بل ان الرد الفارسي الاخطر تأخر حوالي 14 قرنا وظهر الان بكامل تخريبه وسلبياته بعد وصول خميني للسلطة في ايران في عام 1979 ووصلت اثاره التدميرية بعد غزو العراق الى مرحلة التهديد المصيري.
فماذا حدث بين العرب والفرس حقا كي تنتج تلك الاحداث صراعا طويلا ومعقدا ومتشابكا بينهما نرى الان اثاره التدميرية؟ حينما كانت فارس عبارة عن قبائل متخلفة وكانت ارضها غير خصبة وتفتقر للماء – ومازالت كذلك حتى الان - كانت قبائلها البدائية تغزو العراق صاحب اول حضارة في التاريخ بحثا عن الماء والكلأ فنشأت صراعات وحروب بين العراق وفارس، لان العراق كان المكان المناسب للحصول على الماء والكلأ وليس الجيران في الشمال او الشرق او الجنوب والذين كانت اراضيهم اما باردة جدا او فقيرة بخيراتها وتفتقر للمياه كالهضبة الايرانية ذاتها، وهذه الحقيقة التاريخية والجيوبولتيكية هي التي وضعت بلاد فارس وبلاد الرافدين على مسار تصادمي وعدائي عبر التاريخ.

وتلك كانت بداية نقطة الدم التي كانت تتوسع مع مرور الزمن. وحينما تطورت فارس وصارت لها حضارة وثقافة وانجازات وديانة بقيت ارض غربها - اي العراق - الهدف المفضل للتوسع الامبراطوري الفارسي لان العراق كان بلد الماء والارض الخصبة وهي ماكانت فارس تحتاجه. وبتاثير ذلك كانت الامبراطوريات الفارسية تغزو وتتوسع على حساب الغير ومنهم العرب، فلقد وصلت غزوات الفرس لليونان في اوربا والجزيرة العربية ووسط اسيا وغيرها بنزعة توسع استعماري عدت من اقدم غزوات الاستعمار القديم المعروفة. وفي كل هذه الغزوات كانت فارس تنشر ثقافتها وديانتها وتؤسس جاليات فارسية تستوطن في اراضي الغير، وكانت تنظر للعرب كشعب (متخلف من البدو)، لذلك فان نجاح العرب المسلمين في الحاق الهزيمة بالامبراطورية الفارسية وفرض الاسلام عليها كان مناسبة طبيعية لصدور رد فعل ستراتيجي وتاريخي بعيد المدى ومتشعب المكونات ينطوي على نظرة عنصرية ومطلب ثأر في ان واحد.
لقد شعرت النخبة الفارسية بان العرب دمروا امبراطوريتهم بفضل الاسلام وقوة تأثيره، لذلك فان رد الفعل الاول والمخطط كان العمل على تدمير الاسلام من خلال الانخراط فيه والتظاهر بقبوله ولكن من اجل نشر الفتن داخله وتمزيقه شر ممزق في عملية انتقام تاريخية طويلة المدى وكان الصراع على الخلافة الذي نشأ بعد وفاة النبي (ص) مناسبة نادرة ومفتوحة لاختراق الاسلام، فلعب الفرس واليهود دورا خطيرا وحاسما في تحويل الصراع، وكان سياسيا صرفا حول من يجب ان يحكم الامام علي ام ابو بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم جميعا)، الى صراع طائفي لفقت اسسه ومصادر ديمومته. وهذه النخب التي حولت الصراع السياسي الى صراع طائفي اختارت التقية، اليهودية الاصل، كخطة لاختراق اعلى قيادة في الامبراطورية الاسلامية، فناصبوا العداء للامويين ونصروا العباسيين خلال صراع السلطة بينهم.


وبعد تدمير الامبراطورية الاموية وقيام الامبراطورية العباسية احتل الفرس مراكز خطيرة في قيادتها

ومنها اخذوا ينشرون الفتن وتداخلوا اجتماعيا مع العرب بالتزويج والمصاهرات في اطار مخطط ستراتيجي بعيد المدى يستغرق قرونا طويلة من اجل تحقيق اهدافه وهي اعادة العرب الى الصراع الذي دفن منذ 14 قرنا! وبنفس الوقت ولاكمال حلقة محاصرة العرب واستنزافهم والثأر منهم اشهر تيار ثأري شوفيني فارسي اخر عداء علنيا للعرب والاسلام وكان من ممثليه الاساسيين بابك الخرمي الذي اعلن تمردا مسلحا ضد الدولة العباسية استمر حوالي عشرين عاما شن خلالها حرب عصابات انهكت الدولة العباسية ومهدت لسقوطها.
وفي هذه الفترة التي تظاهر الفرس فيها بالتعاون وقبول الاسلام كانوا يصنعون قصصا ويصطنعون احداثا غير موجودة عمادها وهدفها نشر الخلافات بين المسلمين، وكانت اهم مسالة هي التلفيق وترويج احداث وهمية لم تقع او انها وقعت لكنها كتبت بطريقة مشوهة ومحرفة، وهكذا وجدنا ما سمي ب (الاسرائيليات) و(الفارسيات) اي الاحاديث الكاذبة التي نسبت للرسول الكريم، بل وجد من يشكك بالقران ويدعي انه مزور او ناقص وان القران الحقيقي موجود لكنه محفوظ!
ان تزوير الاحاديث النبوية وتقديم تفسيرات اخرى لما ورد في القران الكريم وتلفيق الاحداث التاريخية او تفسيرها بصورة مناقضة لواقعها الفعلي كانت اساليب النخب الفارسية في اختراق العرب وتدمير الاسلام من داخله. ولكن قوة العرب والمسلمين ووضوح الاسلام، كما تجلى في القرأن، جعلت النخب الفارسية تواصل ممارسة التقية وتجنب الكشف عن كل خططها وما تؤمن به وتقسيط ما تدعيه او تغليفه باسماء وهمية او حقيقية لكنها (تمثل رايها الشخصي)، والتظاهر بحب الاسلام وال البيت انتظارا لفرصة تكون مناسبة لتوجيه ضربات مدمرة للعرب والاسلام باسم ال البيت ومحبيهم! فقوة الدولة العربية لم تسمح بالكشف عن كل ما تؤمن به النخب الفارسية وما تعمل من اجل تحقيقه من اهداف كانت سرية حتى مجئ خميني للسلطة حيث بدأت عملية الكشف عن المستور والمموه حتى وصلنا مرحلة نواجه فيها طرح تفسيرات للاحاديث والقران لم نسمع بها من قبل وتهز اركان الاسلام وتدفع لفوضى وصراعات خطيرة، وبدأت ايران عمليات تبشير بالتشيع الصفوي علنا وبصورة رسمية وخصصت مبالغ من المال لم تخصص مثلها من قبل كل قوى الاستعمار الغربي والصهيونية من اجل شراء الذمم والفقراء، في اطار خطة لم تعد سرية وهي اعادة تشكيل الميزان الطائفي بين المسلمين لصالح ايران عبر تكذيب ما تعارف عليه المسلمون من قصص واحاديث وغيرها ولذلك اصبحت القاعدة العلنية لايران واتباعها العرب هي تكذيب الطرف الاخر ورفض ومهاجمة تفسيراته للقرأن والاحاديث والتي قبلت لفترة 1400 عام مضت.


ماذا حصل؟ الطرف الطائفي الاخر السني تحزم واخرج اسلحته الطائفية وبدأت الحرب بين الاحزاب

السياسية والمرجعيات التي تدعي تمثيل السنة والشيعة واخذ كل طرف يطعن بالاخر بصورة غير مسبوقة لدرجة ان العداء الطاغي لم يعد بين العرب والمسلمين من جهة وامريكا الكيان الصهيوني من جهة ثانية بل اصبح بين عرب سنة وعرب شيعة ومسلمين سنة ومسلمين شيعة!
في اطار هذه الخلفية التاريخية المتميزة أيضا بوجود صراع ديني بين الاسلام والمسيحية واليهودية ثم بروز صراع عربي فارسي كان ظاهره الاسلام وباطنه الثأر لامبراطورية فارس، رأينا قوى اقليمية (ايران والكيان الصهيوني) ودولية (امريكا واوساط اوربية) تعادي العرب والاسلام وتعمل ضدهما بطرق مختلفة. وعندما ظهر الاستعمار الغربي قبل بضعة قرون واعتبر ارض العرب منطقة لابد من نهب ثرواتها والوصول للهند ظهر عامل جديد جعل اوربا ثم امريكا تتبنى خططا ضد العرب من اجل غزوهم وتمزيقهم، وتوج هذا النهج الغربي بانشاء اسرائيل في فلسطين، وهكذا توفرت البيئة الطبيعية المنتظرة لبدء سلسلة حروب مختلفة الاشكال ضد العرب تشنها قوى تلتقي عند قاسم مشترك هو معاداة العرب والعمل على تمزيقهم وتقسيم اقطارهم اما ثأرا منهم، كما هي حال ايران، او لاجل نهب ثروتهم كما هي حال الغرب الاستعماري والصهيونية.


وكان الاسلام في هذه الحرب يلعب دورا مزدوجا : فهو بالنسبة للغرب والصهيونية العدو الذي يجب تدميره ولكن بعد استخدام اسمه وقوة التزام الناس به لتمزيق العرب والمسلمين وزج الاسلام في صراعات لا تخدم الا امريكا والكيان الصهيوني، واذا تحقق ذلك فان الغرب والصهيونية يحققان هدفين مترابطين : الهدف الاول هو تدمير القوى والدول والانظمة التي يريد الغرب والصهيونية تدميرها بقوة الاسلام واسمه، والهدف الثاني هو جعل الحروب الطائفية والدينية والفئوية وصراعات السلطة بين اطراف الاسلام السياسي، وهي اكثر من كثيرة ومفتوحة النهايات، وسيلة لشيطنة الاسلام وتحميله كل الصفات السلبية التي تضمن تجميع العالم كله ضده وضد المسلمين، وهكذا تضرب القوى الوطنية والقومية والاشتراكية باسم الاسلام ثم يضرب الاسلام تحت غطاء اخطاء وانحرافات من ادعى انه يمثله!


ومن اجل تحقيق هذه الاهداف راينا امريكا تدعم التيارات الدينية المتطرفة منذ منتصف السبعينيات،

وهو ما تجلى مثلا في دعم من اطلقت عليهم تسمية (المجاهدين الافغان) والمساعدة الامريكية الاوربية على اسقاط الشاه في ايران لاجل ايصال خميني للسلطة ليبدأ عهد الفتن الطائفية. واختيار امريكا دعم تيارات الاسلام السياسي المتطرف سبقه دعم بريطانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي لانشاء حركات اسلاموية تناهض الشيوعية وتخدم اهداف بريطانيا حينما كانت امبراطورية لاتغرب عنها الشمس.
اما من زاوية دوافع بلاد فارس، والتي اصبح اسمها ايران في ثلاثينيات القرن العشرين، فان الاسلام دين دمر امبراطورية فارس القومية لذلك يجب تمزيقه من داخله بالاضافة للعمل من الخارج على شرذمة من نشر الدين وهم العرب. وكان اكتشاف النفط احد اهم عوامل زيادة التامر على العرب من قبل الغرب والصهيونية وبلاد فارس، فغزت بريطانيا وفرنسا الارض العربية ومنحت بريطانيا الاحواز لبلاد فارس لانها منطقة النفط والمياه والتي كانت فارس تحتاج لهما بشدة كي تتوسع وتعيد مجدها القديم الذي حطمه العرب، من اجل ان تقوم ايران بدور الحادلة التي تحطم الامة العربية وتستنزفها فتخدم الغرب والصهيونية وتخدم في نفس الوقت طموحاتها الامبراطورية ونزعة الثأر لديها تجاه العرب.
ان التذكير بهذه الخلفية التاريخية امر ضروري لفهم ما يجري الان ورؤية جذور التلاقي الغربي الصهيوني مع ايران، وهو تلاق ستراتيجي، وليس تكتيكيا كما يظن بعض ناقصي المعلومات، ويشكل القاعدة الاساسية التي تتهدم فوق صخرتها وحدة الاقطار العربية التي تتعرض لعملية تفكيك منظم لوحدتها الوطنية.

الفتنة الاكبر : الصراع السني - الشيعي

اذا نظرنا الان الى الوطن العربي سنرى بدون غموض ان اخطر تهديد لوجودنا القومي بصفتنا عربا وللوحدة الوطنية لاقطارنا هي الفتن الطائفية التي اشتعلت ليس بالصدفة ولا بتأثير عمل الناس الطائفيين العاديين بل نتيجة تخطيط شامل وكبير وقديم وضعته عدة اطراف مختلفة لكنها تجتمع حول قاسم مشترك هو تقسيم الاقطار العربية، وكانت اكبر واخطر اداتين للتخريب الطائفي هما الطائفية السنية والطائفية الشيعية اللتان تكمل احداهما الاخر ولا تعمل احداهما بدون الاخرى. فما هي الطائفية؟ وماهو دورها في الفيلم التفاعلي وما هي حقيقتها؟
الطائفية في جوهرها عملية انتقاء ذاتي متعمد من النص او الحدث وتسخيره عمدا لخدمة هدف محدد رغم ان ما تم انتقاءه لا يعكس الحقيقة الكاملة بل جزء منها قد لا يكون الاصل او الجوهر بل السطح والمظهر، فكيف تتم هذه العملية؟ للاجابة ولتسهيلها، علينا ان نطرح الاسئلة التالية ونجيب عليها وهي : لم تفجر الصراع الطائفي في الوطن العربي؟ وماهي مخاطره الحالية والمستقبلية؟ وهل هو ضروري وعقلاني وطبيعي؟ وما هي صلته بصراعنا مع الصهيونية والاستعمار؟ وكيف انتقل العرب من التركيز على الصراع الطبيعي والحقيقي مع الاستعمار الغربي والصهيونية وكيانها الى صراع داخلي سني – شيعي تطور وطغى على الصراع الستراتيجي الاصلي والحقيقي؟ ولصالح من يحدث ذلك؟
ان الخطر الاكبر الذي نواجهه الان يتمثل في ظاهرتين ظاهرة احتدام مصطنع للفتن الطائفية وتوسعها واقتران ذلك بظاهرة بدء اسقاط الانظمة العربية التي كانت اداة الغرب وحليفة الصهيونية في اضطهاد الشعب العربي وسلبه حقوقه الانسانية ومنع اي ديمقراطية ونشر الفساد والديكتاتوريات، وفي هذا الاقتران نرى شرطية وجود يد الغرب والصهيونية من جهة ووجود وايران فيه من جهة ثانية. دعونا نناقش ذلك بصراحة. يتبع.
14/8/2011
Almukhtar44@gmail.com

*اليوم التالي (The next day) : عنوان فيلم امريكي شبه وثائقي قدم في الثمانينيات من القرن الماضي يطرح ما يحدث في اليوم التالي لتفجير قنبلة نووية من اثار على البشر والعمران.

زحل بن شمسين 19-11-2012 07:26 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 12
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



ان الفتنة الطائفية لم تكن ممكنة الظهور الا بعد وصول خميني للسلطة وقيام نظامه على اسس طائفية رسمية،

تمثلت في جعل مذهب ايران الرسمي هو المذهب الاثنى عشري واعتبار الفقرة التي تثبت ذلك من الفقرات غير القابلة للتغيير في دستور ما سمي ب (جمهورية ايران الاسلامية)، لان الشاه كان قومي الاتجاه صراحة ودون لف او دوران ولم يغطي نزعته التوسعية بغطاء ديني او طائفي الامرالذي حرمه من العثور على عرب يدعمون دعوته الطائفية في الوطن العربي، لكن خميني الذي هاجم القوميات وتبنى شعارا، اثبتت الاحداث اللاحقة كلها زيفه، وهو (نشر الثورة الاسلامية) خلق ما يسمى عملية تداخل الخنادق، فالاسلام هو دين العرب وثقافتهم وروح قوميتهم العربية ولذلك فان كل مسلم قريب من العرب وجزء من معسكر الاسلام.
وترتب على هذه الحقيقة ان التحسب من المسلمين والشك بهم كان منعدما او شبه منعدم وحسب الحالة وبفضل هذا الاختراق، الذي تم على نطاق واسع في فترات معينة، حصلت مصاهرات بين العرب والفرس ونشأت جاليات فارسية في بعض الاقطار العربية مثل العراق دون بروز حساسية قوية ضدهم. وحالة ايران المسلمة تختلف – على الاقل نظريا – عن حالة الكيان الصهيوني القائم على ديانة اخرى غير الاسلام وبينها وبين الاسلام صراعات قديمة فنشات نظرة شك واحيانا عداء بين العرب والمسلمين من جهة واليهود من جهة ثانية، انتجت حصانة ضد اختراق اليهود للعرب والمسلمين، كما ان الاستعمار الغربي بالاضافة لدعمه انشاء اسرائيل نهب ثروات العرب وقسم اقطارهم ومنع وحدتهم واضطهدهم مباشرة بواسطة قوات الاحتلال البريطانية والفرنسية ثم الامريكية، او بواسطة انظمة عربية نصبها الغرب لاجل دعم استعماره للوطن العربي، فنشأت اجيال من العرب ترى ان الغرب عدوا خطيرا لهم، وكما تجاه الصهيونية فان الحصانة ضد التغلغل الغربي الاستعماري كانت موجودة وقوية جدا.

بفضل تداخل الخنادق بين العرب والفرس بوجود دين مشترك بينهما تدهورت الحصانة لدى اغلب العرب ضد الفرس وايران وانعدم التحسب من تاريخ الصراع بين العرب والفرس وتم نسيانه تقريبا، ونشأت فكرة غير دقيقة وهي وجود اخوة ايرانية عربية بفضل الاسلام، كل تلك الحالات سمحت بنمو الطائفية وتوسعها تحت الرماد وسرا في البداية الى ان تفجرت حينما جاءت اللحظة التاريخية المناسبة. فماذا حصل؟ لقد كشفت ايران واتباعها عن كل ما كانت تخفيه تحت غطاء التقية خصوصا بعد غزو العراق في عام 2003 وتمثل ذلك فيما يلي :


1 – اصبح الحديث الايراني المباشر عن وجود تزييف للاسلام من قبل الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان علنيا،

حيث اتهموا بالسطو على السلطة وحرمان علي منها وادعو ان امامة علي نص عليها القرأن. وفي اطار ذلك بدأت اوسع عملية استفزاز للاغلبية الاسلامية بسب الصحابة والتشهير بهم عبر قصص اما كاذبة او مشوهة، مما دفع الطرف الاخر للرد بنفس الطريقة وهكذا نشأت حالة توتر واحقاد متبادلة.

2 – وتمادى البعض من انصار ايران فقاموا بالطعن بعائشة زوجة النبي واتهموها بالزنا، وقام رجل دين ايراني مشهور بتأليف كتاب يتهم في عمر بن الخطاب بالشذوذو الجنسي! ومجدت ايران ابو لؤلؤة

المجوسي قاتل عمر بن الخطاب وعدته بطلا قوميا فارسيا، وبالطبع فحينما تصل الامور الى حد الطعن اللااخلاقي برموز الاسلام الاساسية فان الحالة تتحول الى نوع من نزعة الانتقام والحقد الشديدين.

3 – حينما وقع غزو العراق لعبت ايران الدور الحاسم في انجاحه كما اعترف الكثير من قادة ايران وفي مقدمتهم نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي في مطلع عام 2004 في مؤتمر في الامارات العربية حينما اكد بانه (لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو افغانستان والعراق)، وهذه ال (لولا) شرطية وتحدد الدور الايراني في غزو العراق وهو انه لازم للنجاح الامريكي وبدونه كان مقدرا للغزو ان يفشل. وهذا الدور الايراني المباشر في غزو العراق ودعمها لخطة امريكا لغزوه وتدميره وتقسيمه حولت الصراع بين العرب وايران الى صراع رئيس وليس الى خلافات ثانوية.

4 – عندما استولت قوات الاحتلال على العراق، بدعم مباشر من ايران التي ادخلت فيلق بدر، وهو قوات عراقية ومن اصول ايرانية غالبا دربت في ايران، واخذ هذا الفيلق يقوم بعمليات تصفية جسدية شاملة للعراقيين

وبلا رحمة وبطرق غير مألوفة حيث كان العراقيون يقتلون وترمى جثثهم في الانهر واماكن القمامة والمستنقعات حتى تتعفن ويصعب تمييزها. وكان الدافع مزدوج طائفي شمل كل سني فقتل الالاف على الهوية او سياسي شمل كل وطني مناهض للاحتلال او رافض له. ولقد وصلت حصيلة الغزو من الشهداء الى اكثر من مليوني عراقي قتل اغلبهم على يد فرق الموت الايرانية بمساعدة امريكية مباشرة او ضمنية. لقد انتشرت فرق الموت في كل مكان واصبح الناس يوميا يعثرون على جثث بالمئات واعترف الاحتلال وحكومته بان العدد اليومي لمن يتم اغتيالهم وصل الى ما بين 250 و300 قتيل عراقي! وبالطبع كانت هناك فرق موت امريكية واسرائيلية وكويتية وكردية عراقية تخصص كل منها في قتل نوع معين من الناس، ففرق الموت الاسرائيلية تخصصت بقتل العلماء بينما تخصصت فرق الموت الايرانية بقتل الضباط والطيارين العراقيين الذي قاتلوها حينما حاول خميني غزو العراق رسميا فاندلعت الحرب بين البلدين، كما ان هناك فرق موت اجرامية اخرى هدفها الحصول على الفديات من الناس. في جو القتل المنظم الطائفي وغير الطائفي تحول العراق الى ساحة قتل وقتل مضاد وتهجير وتهجير مضاد للاخر، واعيد تشكيل التجمعات السكانية على اسس طائفية وتمزقت الكثير من روابط العراقيين الاجتماعية والاسرية نتيجة لهذه الحرب المفجعة والتي لم يسلم منها بيت ولا حارة. فمن جهة كانت فرق الموت الايرانية غير الايرانية تقتل يوميا بلا رحمة ومن جهة ثانية كانت فرق الموت التابعة لطائفيين سنة تقتل الشيعة!

5 – وزاد الطين بلة نجاح ايران في احتلال المركز الاول في اصطفاف القوى السياسية التي دعمت الاحتلال، فبعد ان سقطة وزارة اياد علاوي شكل الوزارة ابراهيم الجعفري، وهو من اصل باكستاني ولاءه لايران رسميا،
وبعده شكل الوزارة نوري المالكي ومازال رئيسا للوزراء بقرار امريكي ايراني مشترك، لذلك فان فترة حكم الاحتلال بغالبية سنواتها هي فترة تحكم ايران بالحكومات واجهزة الدولة وتلك الوضعية مكنتها من القيام باوسع التصفيات الجسدية للعراقيين الوطنيين الرافضين للاحتلال ونهب اغلب ممتلكات الدولة واسلحة القوات المسلحة وتدمير ما تبقى من معامل لم تستدعي سرقتها لاي سبب. وترتب على ذلك ان القوى الاساسية التي اعتمد عليها الاحتلال في الاستمرار والبقاء والصمود بوجه المقاومة الوطنية المسلحة كانت من اتباع ايران، الذين تشكل منهم الجيش الجديد والشرطة الجديدة واجهزة الامن الجديدة وجهاز الدولة الجديد.

6 – وتمكنت ايران من تغيير البنية السكانية للعراق، فقد تعاونت مع العصابات الكردية وقوات الاحتلال الامريكية في تنفيذ اخطر واوسع تغيير سكاني، وتمثل ذلك في تهجير اكثر من سبعة ملايين عراقي

من ديارهم واغلبهم من السنة اما الى خارج العراق، حيث هرب من القتل اكثر من خمسة ملايين عراقي الى دول اخرى، او داخل العراق الى مناطق اكثر امنا نسبيا، وملأ الفراغ بجلب اكثر من اربعة ملايين ايراني ممن يتقنون اللغة العربية خصوصا اللهجة العراقية ومنحوا الجنسية العراقية كما جلب اكراد من ايران وتركيا واوربا وسوريا ولبنان واسكنوا في العراق ومنحوا الجنسية العراقية في شمال العراق. وهذه العملية كان هدفها تغيير بنية العراق السكانية حيث كان يجب خفض نسبة العرب من نسبة 85 % من السكان الى ما لا يزيد على 25 % لاجل تسهيل عملية تقسيمه بقرارات داخلية وليس بقوة الاحتلال المباشرة. وهذه حقيقة اكدها ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء باعترافه بان حكومته منحت الجنسية العراقية لمليوني ونصف المليون شخص. ان تغيير التوازن السكاني العراقي كان من اهم اهداف اسرائيل المعلنة.

7 – اسست ايران مقرات لمخابراتها في المدن العراقية واخذت تتحكم بالدوائر الحكومية بواسطة التنظيمات الموالية لها، واخذت ايران تصدر للعراق اغلب منتجاتها السيئة والفاسدة من طعام ودواء
واجهزة وغير ذلك، فنشأت شبكات اخطبوطية معقدة في العراق تتحكم فيها المخابرات الاريانية.

8 – بعد ان احكمت ايران قبضتها على الكثير من مناطق العراق،واشعلت اكبر فتنة طائفية وخلقت نزعة ثأر خطيرة فيه، ونكرر بدعم امريكي مباشر لكل ذلك لان هدف امريكا هو نفسه هدف اسرائيل وهو تقسيم العراق

والتمهيد لذلك بتفكيكه، بعد اكمال ذلك انتقلت ايران للهيمنة على الاقليم كله فعادت للمطالبة بالبحرين وحركت ادواتها فيه ونشرت انصارها في كل اقطار الخليج العربي، وانتقلت الى المغرب العربي حيث اشترت انتماء الكثير من الفقراء، بالمال واخذ التشيع الصفوي يظهر هنا وهناك مثيرا زوبعة خطيرة في دول المغرب العربي والسودان ومصر، وظهر صراع جديد لم يكن مألوفا على الاطلاق في المغرب العربي ومصر والسودان وهو الصراع السني الشيعي، وتوسعت ايران واخذت تعمل في العالم على نشر التشيع الصفوي مستغلة اموال النفط الهائلة للدعاية وشراء الفقراء او اقناع جماعات او اشخاص بقبول التوجه الايراني. ان هذه الدعوة التبشيرية ادت الى اثارة اكبر توتر سني شيعي في تاريخ الاسلام وتحول الى صراع دموي راينا اثاره في اليمن حيث وقع تمرد الحوثيين، ولبنان حيث استثمر حزب الله التابع لايران سمعته الطيبة التي حصل عليها في مقاتلة اسرائيل لفرض نفوذه والانتقال من حزب مقاومة الى حزب كسر التوازن التقليدي في لبنان وصار احداطراف الصراع اللبناني اللبناني.
بفضل ايران وبدعم امريكي مباشر وغير مباشر نجحت ايران في احداث انقلاب جذري في طبيعة الصراع في الوطن العربي والاقليم كله فبدلا من اعتبار الصهيونية وكيانها العدو الاول والرئيس وجدنا ان الطرفين الشيعي والسني اعتبر كل منهما الاخر هو عدوه الاخطر ومن ثم العمل مع اي طرف اخر سواء كان مسلما او غير مسلم ضد خصمه ومنافسه! لقد تحول الصراع وتراجع العداء لامريكا والصهيونية الى الخلف واصبح الانسان العربي شيعيا او سنيا يخشى من المسلم الاخر اكثر مما يخشى من امريكا واسرائيل. وهنا راينا امريكا والصهيونية تدعمان ايران مباشرة وما ايرانجيت الا مثال صارخ على ذلك، لان ايران تقوم بدور كانت اسرائيل وامريكا وقبلهما بريطانيا وفرنسا تريد القيام به ففشلت كل هذه الدول الاستعمارية لكن ايران نجحت فيه وهو اشعال فتن طائفية في الوطن العربي وجعلها تطغى على الصراع مع الصهيونية والاستعمار وتزيحه بقوة.

9 – ولكي تحافظ ايران على قدرتها على التاثير في الاقطار العربية فانها لجأت الى لعبة استخبارية معروفة وهي ارتداء زي المناهضة لاسرائيل برفع شعارات ضدها وضد امريكا، مع انها لم تقاتل ايا منهما بل قاتلت عمدا واصرارا القطر العربي الوحيد الذي امم النفط وسخره لخدمة الشعب وهو العراق،
وتنفيذ خطة مقاتلة اسرائيل في جنوب لبنان الذي كان محتلا ليس لتحرير فلسطين بل لاكتساب سمعة طبية لدى العرب تسمح لايران بمواصلة التغلغل في صفوفهم ونشر الفوضى الطائفية ـ وكان حزب الله هو الاداة الايرانية الاخطر والاشطر في تنفيذ هذه الخطة، اذ انه قاتل اسرائيل في جنوب لبنان وكان احد اهم عوامل انسحابها منه، فاكتسب السمعة التي كانت تريدها ايران لتسخدمه كواجهة لها ولتوسعها الاستعماري في الوطن العربي.

من هنا فان من يعد ايران دولة مقاومة ورفض للنفوذ الامريكي وللصهيونية واهم جدا او لديه مصلحة شخصية وعليه ان لا يقتطع حالة جنوب لبنان عن سياقها الاقليمي ولا عن اطارها الستراتيجي، وان ينظر لما حدث في لبنان في نهايته وليس الاكتفاء ببدايته، اي ان عليه ان يرى نهاية الاحداث في لبنان وغيره واين وصلت بفضل حزب الله وتبعيته لايران. ان حزب الله وبعد ان نفذ الخطة الاساسية وهي اكتساب سمعة طيبة واستغلها في كسب الانصار لايران من العرب وبلا اي مواربة او لف او دوران، اصبح حزيا لبنانيا لا صلة له بالمقاومة المسلحة منذ عام 2006 وحول سلاحه وامكانياته للسيطرة على لبنان، وقتل لبنانيين في عام 2008 بلغ عددهم اكثر من 120 لبنانيا عند احتلاله لبيروت وطلق الحرب مع اسرائيل!

ولعل عدم القيام باي عمل عسكري منذ عام 2006 وحتى الان في مزارع شبعا وقرية الغجر، وهما ما تبقى من اراض لبنانية محتلة من قبل اسرائيل، او في جنوب لبنان دليل على انه لم يعد حزب مقاومة، كما انه توقف عن مقاتلة اسرائيل عبر الحدود وهو ماكان يفعله حتى بعد خروج القوات الاسرائيلية من الجنوب وما حرب عام 2006 الا نتيجة لاختطاف جنديين اسرائليين، وهي احد الامثلة على مواصلة حزب الله حتى عام 2006 مهاجمة الدوريات الاسرائيلية واختطاف الجنود او قتلهم لاجل ابقاء الاضواء مسلطة عليه وكسب الانصار العرب وتسخيرهم للتغطية على الدور الاستعماري الايراني في الوطن العربي خصوصا في العراق المحتل.

لذلك يجب الانتباه جيدا الى ان الحديث المتساذج عن وجود معسكر (الممانعة والمقاومة والتصدي) ليس سوى وهم وخداع يناقضه واقع الحال ويجب التخلي عنهما لان كل الاحداث نفت وجوده خصوصا بعد حرب عام 2006، ويستثنى من ذلك طبعا العراق المقاوم فعلا وواقعا لانه يخوض معركة العصر الستراتيجية مع امريكا وخلفها الصهيونية وكيانها منذ عام 1991 وحتى الان بلا توقف، وهذا النفي القاطع لوجود مقاومة وممانعة وتصدي يتكون من ايران واطراف اخرى حليفة لها يشمل حماس التي تخلت عن المقاومة كخيار ستراتيجي وحولتها الى اداة ضغط من اجل مساومة توصل لاقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة وغزة وهو خيار استسلامي مساوم ومرفوض.
هذه البيئة التي خلقتها اثارة الفتن الطائفية وحولت مجرى الصراع الرئيس من مجرى مواجهة العدو الاصلي والحقيقي، وهو الاستعمار الغربي والصهيونية، الى مواجهة العدو المفتعل وغير الحقيقي وهو الطرف الطائفي الاخر، انتجت انحرافات اخرى خطيرة جدا، فبما ان الحرب لم تعد مع الصهيونية والاستعمار من الناحية العملية وبما ان العدو اصبح ايران بالنسبة للكثير من العرب والقومية العربية للكثير من انصار ايران ولايران، فان امكانية التعاون مع امريكا ضد الطرف الاخر اصبحت ممكنة!

هل ترون لم اختفت شعارات مناهضة امريكا واسرائيل من انتفاضتي مصر وتونس؟ وهل ترون السر وراء عدم ظهور هتافات او شعارات ضد امريكا واسرائيل في تظاهرات اليمن وسوريا؟ لقد تغلب الثانوي على الرئيسي، وهذا ما استغلته امريكا لتحقيق اخطر اختراق للعرب وهو ما نراه في ليبيا حيث وجد احمد الجلبي الليبي الذي يتعاون مع حلف النيتو صراحة ويرفع اعلام فرنسا وامريكا في بنغازي وترسل قيادة المعارضة الرسائل الى نتنياهو مؤكدة ان ليبيا الجديدة كالعراق الجديد ستعترف باسرائيل، اما في سوريا، التي كنا نسميها وبصواب تام قلب العروبة النابض والحديقة العطرة التي نشأ فيها الفكر القومي الحديث، تتحول الى بؤرة راينا فيها احمد الجلبي يتجول في طرقات حماة وراينا انصاره في حماة يستقبلون السفير الامريكي بالورود والزهور مع ان امريكا مازالت تذبح العراقيين تواصل دعمها لذبح ابناء فلسطين، كما راينا سوريين يحضرون مؤتمرا اقامه الصهيوني المخضرم برنار ليفي لدعم ما يسمى (المعارضة السورية) وتحضره المعارضة او بعض عناصرها وكأن شيئا لم يستجد!

وانتظرنا بيانا من المعارضة السورية يتبرأ ممن استقبلوا السفير الامريكي بالورود فلم يصدر البيان، وانتظرنا بيانا اخرا يتبرأ من مؤتمر باريس فلم يصدر، بل ان عبدالحليم خدام الذي يعد الان احد اهم قادة ما يسمى ب (المعارضة السورية) ويتحول بسرعة الى نسخة من احمد الجلبي وكان نائبا لرئيس الجمهورية في سوريا وكان وقتها احد اخطر اعمدة الفساد والديكتاتورية، بعث برسائل الى رؤوساء امريكا وفرنسا وروسيا يطالبهم بالتدخل وانشاء منطقة محمية في دير الزور تتحول الى قاعدة ل(تحرير سوريا)! ومع ذلك ورغم خطورة ما سبق ذكره لم تصدر المعارضة السورية اي توضيح او رد بشان موقفها من دعوة خدام! فهل هذا الصمت بلا معنى مع انه صمت على دعوة وترحيب بغزو امريكا وحلف النيتو لسوريا وهو ترحيب يطابق دعوة احمد الجلبي لامريكا لغزو العراق وتفاخره بانه كان وراء اصدار (قانون تحرير العراق) من الكونغرس الامريكي في عام 1998 الذي استخدمه بوش الصغير للقيام بغزو العراق؟ هل يمكن لوطني سوري ان يبقى وطنيا حقا وهو يمد يده لامريكا وحلف النيتو مع ان الموقف من امريكا هو المعيار الاول للوطنية ونقاوة الضمير؟ واذا لم تكن دعوة امريكا والنيتو للتدخل هي اكبر الفتن واخطر كوارث العرب فما هي اذن؟

ان الدم العراقي مازل يسفح والدم الفلسطيني خصوصا دم القدس مازال يسيل بغزارة بفضل الدعم الامريكي لاسرائيل، فهل تغيرت امريكا؟ طبعا لا امريكا لم تتغير وفرنسا وبريطانيا لم تتغيرا ابدا بل تشددت هذه القوى في مواقفها وتطرفت اكثر مما مضى في عداءها للعرب، اذن من تغير وتخلى عن مواقفه؟ الذي تغير هو من كان يشتم امريكا ويقف ضدها حتى عام مضى لكنه تغير بعد ان اربكته المفاهيم وعمليات غسل الدماغ الجماعية واوصل لحالة اليأس وحافة الموت ولم يترك من خيار له سوى ان يصبح احمد جلبي اخر، ولكي لا يتذكر انه اصبح جلبي اخر يغمض عينية ويسد اذنيه ومنخريه كي لا يسمع ولا يرى ولا يشم الا ما يريد رؤيته وسماعه وشمه!

ان العرب اليوم، وهم يعيشون ما يسمى ب (ربيع العرب)، يواجهون اسوأ كوارثهم في العصر الحديث ومنذ مئات السنين لانهم يواجهون مفارقة مضحكة مبكية فهم لا يقتلون الان بيد امريكا او اسرائيل، كما حصل ويحصل في العراق وفلسطين، فقد تعلمت امريكا درس العراق وقررت ان لا ترسل قواتها لغزو الاقطار العربية، كما كان مقررا بالاصل، لتجنب الغرق في جحيم المقاومة المسلحة بل من الضروري

ان يصبح قتل العرب بايد عربية وليس بيد امريكا كي يسمح ذلك بانخراط الاف العرب في نشاطات تنظمها وتوجهها وتحدد اهدافها وشعاراتها امريكا، دون تردد او خوف من تهمة العمالة! انها لعنة الحرب الاهلية العربية التي بشر بها الاباء المؤسسون لاسرائيل وعملوا من اجل اشعالها، انها لعنة الحرب الاهلية التي بدا بوش الابن والمحافظون الجدد بتطبيقها في العراق بقوة امريكا فعزلت وكرهت امريكا اكثير مما سبق فكان ضروريا نزع كراهية العرب لامريكا واسرائيل وزرعها ونشرها بين العرب انفسهم عن طريق تصنيع (ربيع العرب).

أيها العرب الحريصون على شرفهم ونقاوتهم انتبهوا : الجلبيون ينتشرون الان، نراهم في سوريا وليبيا واليمن، ومعهم نرى اغتصاب الضمائر قبل الاجساد يعرض من شاشات قناتي الجزيرة والعربية اللتان تحولتا الى ماخورين متخصصين في عرض افلام البورنو – اي الافلام الاباحية - المدبلجة او المزيفة حول (ثورات) هيلاري كلنتون (جميلة بوحيرد ثورات العرب)*، وبرنار ليفي (جيفارا ربيع العرب).

يتبع
14/8/2011
Almukhtar44@gmail.com

*مع الاعتذار من المناضلة جميلة بوحيرد على تشبيه هيلاري بها فالتشبيه هو تذكير منا بمناضلة جزائرية عربية فذة وكبيرة هي جميلة بوحيرد التي قاتلت الاستعمار الفرنسي ووقعت في الاسر، هدفه اظهار الطبيعة الاستعمارية لهيلاري.

زحل بن شمسين 20-11-2012 09:17 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 13
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



أكل لحومنا باسناننا ونحن احياء

بعد ان عرضنا الاطار العام لكارثتنا الحالية لابد من تقديم نماذج تؤكد خروج الكثيرين من اطار كل اخلاق وضابط وطني ورادع اخلاقي، وانفلات اللسان وتلوثه الكامل بمستوى يوحي بشبه موت المنطق والعقلانية، فمن يقرا ما ينشر الان في بعض الشبكات والصحف والمنتديات ويراقب بعض الفضائيات المحسوبة على التيارين الطائفيين الشيعي والسني وعلى تيار مسيحي معين، والذي انشأت له فضائيات تدعو للتنصير باللغة العربية لاول مرة، وقبل هذا وذاك من يتابع الفتاوى الدينية التي تصدرها اسماء يطلق عليها لقب مذهل في خطورته وهو ( مراجع) دينية، مع انها غير مؤهلة ثقافيا ولا نفسيا ولا دينيا للعب هذا الدور بغالبيتها الساحقة وكما تدل فتاويها، نقول من يتابع ويقرأ كل ذلك يشعر بعمق الكارثة ودرجة نجاح امريكا واسرائيل في تحويل الصراع من صراع مع عدونا التقليدي والحقيقي وهو الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني الى صراعات عربية عربية بين شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين وغيرهم، وغيبت عمدا وتخطيطا كل مظاهر الصراع مع امريكا والكيان الصهيوني، رغم انهما لم يتراجعا عن معاداتهما للعرب والمسلمين بل ضاعفا عدائهما للامة العربية وزادت جرائمهما ضد كل مواطن عربي!

لقد طرح بديل واحد وهو معاداة العربي للعربي الاخر وتغليب هذا العداء على ماعداه بحيث يصبح العدو

الاوحد والاخطر هو العربي الاخر، السني او الشيعي او المسيحي او المسلم غير العربي، وذلك هو مصدر التهديد والخطر المميت! ومقابل ذلك ولكي تكتمل صورة اللاعقلانية وضياع المنطق محا، ونسى واهمل، كثيرون السؤال الذي حير امريكا وادراتها المتعاقبة وهو (لم يكرهنا العرب والمسلمون؟) فحلت لها واحدة من اخطر مشاكلها حينما اصبح البعض يرى في امريكا منقذا له من حكامه يدعوها للتدخل وحسم الامور مع علم هذا البعض بان امريكا هي من نصبت هؤلاء الحكام، وهي من حمتهم وادامت سلطتهم، وهي من شجعتهم على الفساد والافساد والديكتاتوريات، وهي من كانت تريد ايصال الجماهير الى حافة الموت عبر حكامها العرب، وهكذا وصلنا الى بؤرة الموت الشامل والجماعي للامة وليس الى حافته فقط، ونحن نرى الحرب الاهلية الفظيعة في ليبيا وسوريا واقتراب اليمن من الحرب الاهلية واستمرار كارثة العراق!

وفيما يلي نماذج مفزعة مما ينشر ويقال من عناوين وخلاصات، واجزم بان الموساد والمخابرات الامريكية والايرانية وغيرها تقف وراء استخدام هذه اللغة باسم مسلمين وعرب لان العربي ومهما اختلف يقف عند حدود معينة :

1– انتشار الصراع داخل الاسلامويين السنة في مصر وغيرها :

لاحظوا ان الصراع انتقل من صراع مع النظام في مصر الى صراعات داخلية بين الاسلامويين انفسهم وبينهم وبين غيرهم، وهذا سبق حدوثه في العراق المحتل حينما قسم الاحتلال الامريكي والايراني السنة الى كتل متصارعة فيما بينها وقسم الشيعة ال كتل متصارعة فيما بينها ايضا. لنقرأ معا العناوين التالية في صحيفة مصرية : صراع السلفية والصوفية والاسلامويين والعلمانيين واليساريين! مليونية صوفية نصرانية علمانية الجمعة القادمة ردا على مليونية الشريعة، اعداء الاسلام والمسلمين سوف يكونون بميدان التحرير الجمعه القادم!!!!

يقول احد الاخبار : (قرر مشايخ الطرق الصوفية و10 أحزاب وقوى سياسية قبطية وليبرالية وعلمانية تنظيم مظاهرة مليونية بميدان التحرير يوم الجمعة المقبل.... من اجل التصدي للفكر السلفي والمد الوهابي الدخيل على المجتمع المصري).

عنوان اخر : (الإخوان تدعو إلى جمعة للوفاق العربي.. والسلفيون والصوفيون يمتنعون... ورفضت الطرق الصوفية دعوة الإخوان، واتهم الشيخ محمد علاء أبو العزايم، مؤسس حزب التحرير المصري، شيخ الطريقة العزمية، الإخوان بأنها تسعى لسرقة دور الأزهر الشريف في دعوة المسلمين لنزول إلى الميادين العربية والإسلامية لمناصرة الشعوب العربية التي تسعي للتحرر الوطني من الأنظمة الديكتاتورية). وأضاف: (دعوة الإخوان ورفع الأعلام السعودية في ميدان التحرير تكشف مخططاً سعودياً قطرياً بمشاركة عملائهما بمصر لإشعال الحرائق والفتن)، مؤكدا أن الإعلامين السعودي والقطري يلعبان دورًا كبيرًا في مساندة الإخوان والسلفيين في مصر)!
ماذا نرى هنا؟ لقد توسع الصراع ولم يعد بين (ملحدين ومؤمنين) كما بدأ بل اصبح صراع بين الاسلامويين انفسهم بين الصوفيين والسلفيين والوهابيين!

2- الفتنة السنية - الشيعية : فيما يلي نماذج مما ينشر : (الشيعه انفسهم اغبياء،

ينفذون مايقال لهم فقط لكن المشكله كلها من علمائهم، الآن كثر من الصوفية والشيعة وأهل البدع يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم، فيهم من هذا المطلق بأن هذا التسمية محمودة وإن كنت لا أرى استحسانها ولكن هم يظنون أن تسمية الوهابية لأهل السنة عيب أو النقص لهم والحقيقة أن هذا التسمية مدح لأنه مشتق من كلام الوهاب وهو اسم من أسماء الله الحسنى وهذا جهل منهم لأنه لا يجوز إشتقاق اسماء الله لمصطلح من المصطلحات أو التسميات لفرقة ما، على كل حال الأمر واضح الحمد الله هم أقبح الناس اسما روافض لعنهم الله، إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي)، ويتابع نفس التعليق (الله يلعن علماء الشيعة، أضلّوا البشرية، علماء الشيعه كفااااااار).


ويصل الامر الى حد جعل الطرف الاخر المسلم اشد عداوة من اليهود والنصارى!!! (وكذلك الحال بالنسبة للرافضة فإنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى كما نص على ذلك والرافضة عموما يُعظّمون القبور والأموات العلماء، والشرك أصل فيهم وليس شيء أضرّ على الإسلام من الرافضة، ومن قرأ التاريخ عَرَف ذلك)!!!! ويصل الامر الى نهايته المنطقية بعد تلك المقدمات المشبوهة بالقول (لن يكون السنة والشيعة أخوة وعلى قلب واحد طالما هناك كتبكم التي تكفر أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين وتسبهم وتلعنهم وتطعن بتحريف القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى وتكفر أهل السنة وتحل دماءهم وأموالهم، كيف أتعايش مع رافضي يسب ويطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين؟ كيف أتعايش مع رافضي يقول بتحريف القرآن؟ كيف أتعايش مع رافضي يحل دمي ومالي ويقول عن أهل السنة أبناء زنا وبغاء؟ عندما تتبرءون من كتبكم التي تقول بالتحريف وتطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين وتطعن بأهل السنة والجماعة في ذلك الوقت أهلا وسهلا).
ونواجه واحدة من اكبر كوارثنا حينما نقرأ حصيلة الشحن والبغضاء والدعايات المسممة، وليعذرني القارئ الكريم على نقل الفاظ وضيعة في وصف الشيعة : (الله ونعم الوكيل في الشيعة الكلاب عساهم بالسحق والماحق والبلا المتلاحق آمين يارب العالمين). وامتدادا لذلك نجد انتشار ظاهرة مدمرة وخطيرة وهي التبشير بين المسلمين انفسهم فالشيعي الطائفي يحاول تغيير طائفة السني والسني الطائفي يحاول تغيير طائفة الشيعي، وكلاهما يستخدم المال والخداع والدعاية والارهاب، لدرجة انه اصبحت هناك احتفالات علنية بالتشيع والتسنن الجديدين وكأن الاسلام انتصر على اعداءه ولم يعد هناك من واجب سوى تكفير المسلم الاخر والطعن به والدعوة الى تغيير معتقده الطائفي بكافة الطرق!


وفيما يلي فقط عناوين مهمة في معانيها ودلالاتها (مقتطفات من رسائل الذين اهتدوا في قناة وصال، (رساله بتاريخ 19/9 الله اكبر الله اكبر الحمد لله ابشركم لقد اهتدى على ايديكم يا اهل السنه خمس اشخاص من القطيف، وبنفس التاريخ نقرأ : انا شيعيه من القطيف اهتديت فى رمضان على يد ابو عبد الرحمن........ الخ)....(قناة وصال الحبيبه اشكركم والقائمين عليها نحن 26 فرد من عائله واحده من منطقة نجران كنا على المذهب الشيعى وهدانا الله لمذهب اهل السنه والجماعه جزاكم الله خير الجزاء استمرو والى الامام)!!!


كيف يرد الطرف الاخر الطائفي الشيعي؟ اقرأوا الرد : (ان من لا يؤمن بالولايه – اي ولاية الامام علي بن ابي طالب - فهو كافر، مستحق للخلود للنار كما قال المفيد وكما قال عبدالحميد المهاجر، ان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا تنفعه بل تؤخذ منه ويقال هذه ليست لك وتوخذ منها وتعطى الموالي ثم توخذ حسناته وتعطى للموالي وتوخذ سيئات الموالي وتوضع عليه)! وبنفس اللغة البذيئة والمثيرة لاعمق عواطف الانتقام تجري عملية الطعن بعائشة زوجة النبي وابو بكر وعمر وعثمان، وتلفق قصص حقيرة حولهم تصل حد الاتهام بالزنا والانحراف الجنسي وطبعا التكفير، كما فعل احد (ايات الله) الايرانيين عندما الف كتابا اتهم فيه عمر بن الخطاب بالشذوذ الجنسي! ونجد ما هو مذهل وهو ادعاء بعض الطائفيين الشيعة بان علي بمقام النبي بل هو نبتة الهية، وان النبوة كانت لعلي لكن الوحي هبط بالخطأ على محمد! ووصلت عملية الاساءة للاسلام وبالذات للامام علي حينما ادعى بعض ايات الله الايرانيين بان علي وجد قبل ادم منذ ما قبل الخليقة وروجت قصص خيالية عن علي والحسين عليهما السلام لا يمكن ان يقبلها الا ساذج او مغسول الدماغ!
وليس ثمة شك في ان ما اشعل هذه الاحقاد ومهد لبروز هذه اللغة التكفيرية المشحونة بالحقارة من الطرفين هو ما جرى لسنة العراق من قتل جماعي وتهجير جماعي والاستيلاء على دورهم واموالهم بعد الاحتلال، فردت التكفيرية السنية عليه بنفس الطربقة والاسلوب!
لقد تحول الاسلام الى اسلامات كثيرة كل منه ينقض الاخر ويرفضه ويعاديه ويقاتله : اسلام سني معتدل واسلام سني متطرف، واسلام شيعي متطرف واسلام شيعي معتدل، اسلام شيعي اثنا عشري واسلام شيعي مناهض له، واسلام صوفي واسلام وهابي واسلام سلفي واسلام اخواني...الخ وكلها اسلامات متناحرة ومتعادية لا يوجد اي مجال للالتقاء بينها!!!

3– الصراع مع المسيحيين : ولكي تكتمل صورة مأساة الامة العربية فتحت معارك مع المسيحيين العرب

في مصر والعراق وغيرهما، لنقرا العناوين التالية : (هل يتبرئ يسوع من المسيحيين في انجيل متى؟) و(والان ايضا : المسلمون واليهود يعبدون الله، والكفرة يعبدون مخلوقات من خلق الله. أما انتم المسيحيين فتعبدون الثالوث : الاب والابن والروح القدس مفصولين ام متحدين كما تدعون، وتركعون للصلي الذي عليه يسوع في كنائسكم. وتنسون ان عبادتكم له باطله كما قال يسوع فلماذا لا تتعظون من اوامره ونواهيهه، الا تريدون ملكوت السموات؟). وفي دحض منطق المسيحيين بعد ان ترك هؤلاء منطق دحض منطق الاستعمار والصهيونية ورد ما يلي : (من الظلمات إلى النور) (قصص المهتدين إلى الإسلام) مقاطع فيديو رائعة للمسلمين الجدد يتم تحديثه كل يوم، وهو يشابه ما فعلته وتفعله قنوات طائفية من نشر براءات من الشيعة والسنة والان من المسيحية واعتناق الاسلام كبديل عن المسيحية التي عدها البعض دين شرك!!!
(خطط النصارى واليهود ضد الاسلام)،.... و(قصيدة آشورية – اي مسيحية - بعد اسلامها. نشرت قصيدة باسم اشورية تخلت عن المسيحية وصارت مسلمة مملوءة بالاستفزاز لمواطنين اخرين وطعن بديانتهم)، اعتراف الأنبا يؤانس بأن الرهبنة المسيحية في الأصل وثنية، شنودة وتدليسه وتأويله بالكذب على تفسير الشعراوي، الأناجيل المفقودة وانهيار المسيحية، الأنبا بيشوى يفضح الدجال مكارى يونان، نجيب ساويرس يواجه الإسلاميين في انتخابات الشعب بمرشحين شيعة" فعلا الكفر ملة واحدة، حوار بإسلوب جديد وذكي حول الوهية يسوع في الكتاب المقدس، الاخت هبة ميخائيل يونان مع المرصد تحكي قصة اسلامها، الكتاب المقدس يصف الله بالمضل بل ويرسل عمل الضلال ليخدع الناس ثم يدينهم على هذا الضلال تسالونيكي 2 : 11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، من الظلمات إلى النور ‎(قصص المهتدين إلى الإسلام).

وبذاءة اللسان المتعمدة تظهر بقوة هنا، كما ظهرت في معارك الطائفيين السنة والشيعة، حينما يقول احد الاسلامويين ما يلي (وكجحش الفراء يولد الانسان المسيحي) فيرد عليه مسيحي قائلا : (لما تكبر شوية أيها الجحش تبقى براق محمد ويظل أمامك فترة لتحصل على لقب الحمار رسميا، وهو دة لقبك النهائى اللى حتموت بيه)!!! ويرد اخر معتذرا على هبوط اللغة لكن اعتذاره كان بذيئا ايضا : اعتذر للاخوة الافاضل عن الالفاظ الخارجة ولكن هذا الخروف الظاهر ان لسانه كان أطول من ليته لذا وجب علينا قص لسانة قبل عمل بلوك له!!!! ويقول مسيحي اخر مدافعا عن المسيحية : (شوفو معجزه النور المقدس الذي يخرج من قبر المسيح كل سنه)... ويقول مسيحي اخر متباهيا (تنصير الاف في الدول الاسلاميه بالذات الجزائر والمغرب وتقدر تتاكد وتشوف الفيديوهات، القافله المسيحيه تسير والكلاب المسلمه تعوي)......
وتظهر الفتنة في اشد مظاهرها تأثيرا عاطفيا بقيام اسلامويين بنشر صور واسماء من تخلين عن المسيحية، والغريب انهن كلهن نساء وهو ما يثير العواطف لدى الطرفين وكأن هناك من يتعمد اختيار نساء للتحول الى الاسلام من المسيحية! وكأنه انتصار يعوض عن الانتصار على اسرائيل والغزو الامريكي : الأخت مارى حليم قديس موسى... تشهر إسلامها، فيديو قنبلة.. زفاف جماعي المسلمات جدد في الاسكندرية، إسلام مروه كامل سعيد ميخائيل مركز ادفو اسوان، ريم ميخائيل مسلمة جديدة على المرصد وقصة مؤثرة، إشهار إسلام نورا موريس، الله أكبر : فيديو اشهار مارى اشرف نبيه عزيز، الأخت ماجدة ثابت جرجس.. تشهر إسلامها، أول ظهور لأبي يحيي يحكي حقيقة إسلام عبير واحتجازها بالكنيسة، فيديو عبير فخرى بطلة أحداث إمبابة تروى الحقيقة، عبير اسلمت واختطفت وسجنت القصة الكاملة!!!!
ماذ يحدث نتيجة التبشير المتبادل والتحول من الدين والطائفة؟ اقراوأ معي : الاسلامويون ينظمون المظاهرات ويهاجمون الكنيسة لاطلاق سراح نساء مسيحيات تحولن من المسيحية الى الاسلام وتحدث مجزرة وتحرق الكنيسة! مبروك لقد انتصرنا على اسرائيل!!!! واخيرا لابد من التساؤل عن سبب انتشار فضائيات طائفية تحرض على الفتن بين المسلمين الشيعة والسنة واخرى تحرض على الحرب بين المسيحيين والمسلمين، وهي قنوات تكلف سنويا مئات الملايين من الدولارات، والممول هو نفس من ينفذ مخطط تقسيم الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية : امريكا -والانظمة العربية التابعة لها- والكيان الصهيوني وايران.

من يخرب البصرة : نحن ام اعداءنا؟

ثمة مثل عربي يقول (بعد خراب البصرة) اي ادراك الكارثة والندم بعد حرق وتدمير البصرة حيث لا ينفع الندم ابدا فما دام الخراب والحريق قد وقعا واشعلا ودمرا كل شيء فان الندم واكتشاف الخطأ فيما بعد لا قيمة له، وهذا هو وضعنا الان كعرب حيث اننا نشعل الحرائق بايدينا ونحرق وطننا واسرتنا ودولنا -وليس نظمنا- وديننا وهويتنا الوطنية والقومية بمواقف اغرب من الغريبة لان اي طفل يدرك انها ليست خاطئة فقط بل هي انتحار كامل وتدمير اكمل لكل مظاهر واسس وجودنا كبشر وكامة، خصوصا، وهنا بيت القصيد الاعظم، ان العربي الذي يقوم بمهاجمة العربي الاخر ويشتبك معه في حرب دموية لن يحصد هو ثمار هجومه بل امريكا ورجالات امريكا العلنيين والسريين الاصلاء والبدلاء، انظروا لمصر وتونس سترون هذه الحقيقة المرة مجسمة تماما، فبعد سفح دماء طاهرة من اجل اسقاط الديكتاتورية والفساد نجد ان (نغول) بن علي ومبارك هم من استلموا الحكم في تونس ومصر وتحت اشراف مباشر للعم سام والذي سيحرك عجلة الانتخابات نحو هدف محدد وهو ايصال رجالات امريكا واسرائيل للحكم عبر الانتخابات مع تطعيم البرلمانات بشخصيات وطنية لا تحل ولا تربط بحكم وجود اغلبية متأمركة ومتصهينة تبقي على كامب ديفيد والتبعية لامريكا ولا تزيل الفقر والامية والفساد!

هذا الذي يجري هو نزف لن يتوقف الا عند موت الجسد، لان امريكا واسرائيل تتعمدان جعل توالد وتناسل الازمات السمة المركزية الثابتة فيما يحدث الان، فما ان تحل مشكلة حتى تنشأ عشرة مشاكل اعقد منها! ولذلك لم تكن صدفة ان الحسم في ليبيا وسوريا واليمن تأخر عمدا وتخطيطا بعكس تونس ومصر، حيث حسم امر النظام بسرعة وباقل الخسائر، لان المطلوب هو تغيير الاولويات وجعل زرع العداوات وتنمية نزعة الثأر الدموي المفتوح الحدود واحياء غريزة البقاء، عبر تهديد طويل الزمن في بيئة قلق ساحق جدا، هو العنصر المقرر وليس العقل والمنطق.
الم يكن بامكان امريكا والتي لديها احتياطيات كبيرة -مناجذ نائمة- في جيوش الدول العربية واجهزة مخابراتها اعداد وتنفيذ انقلاب حاسم يسقط النظام في ساعات فلا تواجة الامة كارثة سفك دماء عشرات الاف العرب؟ نعم كان بامكانها ذلك، ولكن الانقلاب لن يزرع الاحقاد او يعمقها ويوسعها بل سيكون فورة غضب سرعان ما تنطفأ وعندها تبقى حياة العرب كما هي بلا ثأرات ابدية وبلا حروب داحس والغبراء، وهو وضع لا يخدم امريكا واسرائيل وايران لان المطلوب ليس اسقاط نظام فقط بل تقسيم الاقطار العربية، لذلك يجب اشعال فتن عمياء ومدمرة تحرق الاخضر واليابس ولا يسمح باطفاء نيرانها قبل ان تحرق الاخضر واليابس، سواء باشعال فتن طائفية بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين وغيرهم، او بتنظيم انتفاضات وتظاهرات عنيفة ودموية تجتاح الاقطار العربية وتستنزفها من كافة الجوانب وتمهد لانهيار المجتمع والدولة وليس النظام فقط، اليس هذا ما حصل في العراق بعد الغزو عمدا وتخطيطا؟
ان تشجيع الفتن الطائفية واشعال حروب الطوائف والاديان جزء مقوم –اي جوهري– من خطة الفوضى الخلاقة الامريكية، وهو جوهر المخطط الصهيوني القديم والذي يتجدد سنويا واخر طبعاته مقالة عوديد ينون (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات) التي اكدت على ان المطلوب هو تقسيم العرب طائفيا وعرقيا من جهة، واشعال حروب وازمات بينهم وبين جيرانهم غير العرب من جهة ثانية، واذا نظرنا الى حالنا وجدنا ان هذا المخطط هو الذي ينفذ حرفيا، انها سايكس بيكو الثانية : تقسيم القطر الواحد بعد تقسيم الامة في سايكس بيكو الاولى.

ولئن كانت الفتن العرقية محدودة فان اللغم الاخطر هو الفتن الطائفية فهي تحتوي في جوهرها وتكوينها الجيني على عوامل الشرذمة والانقسام، فوجود طوائف واديان، ووجود امكانيات هائلة ومفتوحة لتفسير ايات القران والاحاديث النبوية والكتب المقدسة الاخرى، وفقا لاجتهاد الانسان، يفتح ابواب صراعات وتشرذمات لا تنتهي ابدا ويصبح وليد اليوم الام الطبيعية لنغول الغد، لان توالد النغول خطط له ان يتم وفقا لنسب هندسية مرعبة تضعنا امام تلاش منظم لامتنا! ومصر تقدم لنا صورة مقلقة لهذا الامر فبعد ان كان الصراع مع اسرائيل والغرب الداعم لها انظروا الى اين وصلت مصر خصوصا بعد الانتفاضة ضد الديكتاتورية والفساد؟ الان التيارات الاسلاموية تتناسل وتتوالد نغولها وفقا لنمط ارنبي لا يتوقف، فبالامس كان الصراع بين الاقباط والمسلمين والان اصبح هناك صراع اخر لم يكن موجودا وهو الصراع بين نثار التيارات الاسلاموية الصوفية ضد الوهابية والعكس، والاخوان ضد التيارات الجهادية...الخ. اليست تلك نقمة وغضب رباني؟ اليست تلك الحالة تطبيق خلاق للفوضى الخلاقة؟ اليست تلك هي الامنية التي وردت في كتب ماسون وحمكاء صهيون وبحوث مراكز البحوث الصهيونية وخطط الادارة الامريكية خصوصا دراسة (القرن الامريكي) التي وضعت في عام 1998 وقرار الكونغرس الامريكي تقسيم العراق وغزو عدد من الاقطار عربية وهي العراق وسوريا ولبنان وليبيا، كما اعلن الجنرال الامريكي ورئيس الاركان السابقة والامين السابق للنيتو ويسلي كلارك؟

الله اعطانا اعظم خلقه وهما العقل والمنطق لنستعملهما لخدمة انفسنا وحل مشاكلنا، فهل العودة الى صراع ظهر وانتهى قبل اربعة عشر قرنا شيئا غير الغاء للعقل واهانة للوعي الانساني؟ كيف يمكن لاي عاقل ولديه ذرة من المنطق ان يخوض حربا دموية الان (من اجل تصحيح خطأ سياسي) وقع قبل اربعة عشر قرنا وذهب اصحاب الحق فيه؟ لو قيل لاي عاقل ولو بجزء من وعي طفل في الخامسة من عمره اننا الان نقاتل من اجل حدث وقع قبل 1400 عام لقال انكم مجانين ولا عقل لكم، ولكن استمعوا لمن يحملون شهادات الدكتوراه من قم وهم يرفعون عقيرتهم عبر قنوات انتشرت كالفطر مطالبين بالثأر للحسين واعادة الخلافة للامام علي وكأن معاوية وابنه احياء الان ويحكمون الان! او كأن الامام علي والامام الحسين حيان ويريدان استلام الحكم! تحت تأثير هذه الطروحات هدم العراق، وبقوة تضليلها تتهدم اسس الوحدة الوطنية لاكثر الاقطار العربية، ونتيجة لها تتحول المواطنة من ولاء لوطن الى ولاء لطائفة مركزها في بلد اجنبي يناصب الوطن العداء، وهنا تكمن الكارثة لان اكثر من حصان طروادة سيولد واكثر من لغم مدمر سوف يزرع لينفجر كل منها في زمن محدد سلفا. اليست تلك هي عملية اكل لحومنا بايدينا خصوصا اكل لحوم اطفالنا؟

والسؤال الجوهري الان هو : ما الذي يترتب ستراتيجيا على خلق هذه الحالة فيما لو استلمت قوى اسلاموية السلطة في اكثر من قطر عربي كما توحي المؤشرات الخاصة بالخطة الامريكية التي تقوم

على دعم وصول تنظيمات اسلاموية للسلطة؟ ان وصول اسلامويين الى السلطة يعني الوصول الى نتيجة واحدة اكثر من خطيرة وهي انتقال الصراعات التي عرضنا بعضا من اوجهها الى مستوى قطر كامل بين نظام حكم طائفي ومناهضيه الطائفيين الاخرين، من شيعة وسنة ومسيحيين وغير المسلمين الاخرين، لان الاحزاب الاسلاموية اعلنت ستراتيجياتها التي تقول بان نظام الحكم الاسلاموي يجب ان يطبق الشريعة بحذافيرها وكما وضعت قبل قرون طويلة، الامر الذي يزيل المعيار الحالي للمجتمع والامة وهو معيار المواطنة المتساوية بين ابناء الوطن الواحد وسيظهر لدينا (الذميون) وغيرهم ممن يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة ونحن في القرن الحادي والعشرين! وهذا بالضبط هو الوقود الذي سيشعل الحروب الاهلية العربية على نطاق واسع ويجعل تقسيم الاقطار العربية امرا حتميا وبقرارات دولية تفرض بالقوة بعد اشتعال صراعات دموية بين كافة الاديان والطوائف في كل قطر عربي، بالاضافة لاشتعال الحروب الاثنية والعنصرية، ومرة اخرى انظروا الى العراق بعد الاحتلال وكيف ان امريكا وحلفاءها وضعوا اسس حرب اهلية لاتبقي ولاتذر على اسس طائفية وعرقية ستعرفون مصير الاقطار العربية فيما لو لم تعي الجماهير وقواها الطليعية كيفية الخروج من هذا المازق التاريخي الخطير والمدمر.

من له مصلحة في ذلك؟ بالطبع الكيان الصهيوني الذي تبنى منذ قام ستراتيجية تفتيت الاقطار العربية لاجل ضمان ديمومته، والتفتيت يقوم على اشعال معارك بين العرب سواء لاسباب دينية او طائفية، بالاضافة لاشعال صراعات عرقية بين الاثنيات المكونة لاقطار الامة العربية، او مع جيران العرب من غير العرب. وامريكا لم تجد وسيلة لضمان هيمنتها على الاقطار العربية ومواصلة نهب ثرواتها سوى تبني المخطط الصهيوني هذا، اما ايران فانها وحدها من نجح في اشعال الفتن الطائفية نتيجة تداخل الخنادق الناجم عن اعتناق ايران للاسلام فاصبح بامكانها ان تخترق صفوف العرب باسم الاسلام، وتمزقهم شر ممزق، وهكذا اصبح ثمة قاسم مشترك يربط بين امريكا واسرائيل من جهة وايران من جهة ثانية هو تدمير الاقطار العربية وتقاسمها.
في ضوء ما تقدم لابد من طرح السؤال التالي : هل ما يحدث في الوطن العربي ثورات وطنية؟ ولكي نجيب بصواب لابد من اعادة طرح السؤال المهم التالي : ما الفرق بين الثورة والانقلاب والانتفاضة والردة؟
يتبع.
24/8/2011

زحل بن شمسين 22-11-2012 11:38 PM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اخونه مصر والاستمرار على صداقة الكيان الصهيوني
شبكة البصرة

حسين الربيعي
العراق - البصرة
الانتفاضة الشبابية في مصر تحول الان موضوعها من بناء جمهورية ونظام جديد الى صراع فكري وسياسي واجتماعي شعاره (كيف نكون مسلمين)! بقيادة الاخوان المسلمين ليقودوا الشعب المصري باسم (القبيلة ومشايخ يصنعون وجودهم بالكلام عن الدين.)!! المجلس العسكري السابق الذي حكم مصر، تأثر بالاحزاب الاسلامية لغرض تقويضها وتشتيتها ومصادرته، فاتضح بانه لاحول ولا قوة. فكان حصان من قطن لايخطط ولايتدبر بل لعله لايفكر سياسيا اطلاقا. فكانت ازاحته من قبل محمد مرسي اسهل من اطفاء سيكارة واحالة رئيسه الطنطاوي المعروف بارتباطاته الحميمة مع القيادات الامنية الصهيونية!!. والرجل الثاني الفريق سامي عنان بتعيينهما مستشارين له واخراج قادة اسلحة البحر والجو والدفاع الجوي ومنحهم مناصب عليا بالقطاع العام. وتعيين وزير الدفاع الحالي عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل مدير المخابرات العسكرية المرتبط بعلاقات واسعة مع القيادات الامنية الصهيونية!! حين تعبر عنها صحافتهم (ان سياسة مصر بعد مبارك وبعهد مرسي تنبح على اسرائيل لكنها لاتعض). ويعمل الاخوان على اخونة مصر ومؤسساتها العامة في الصحافة والقضاء واختيار المحافظين على اساس الولاء وليس الكفاءة وتعزيز التطرف الديني والتكفيري وتهجير الاسر المسيحية من رفح. لاقامة حكم فرعوني. وسيطرتهم على ملف القضايا الخارجية واعتماد رؤيتهم للانفراد بالقرار الرسمي من خلال اقحام شخصيات لا محل لها من الاعراب لا توجد في الخريطة الرسمية لكن ثقلها في الخريطة السياسية لجماعة الاخوان، فهم يقابلون السفراء الاجانب بدون اية صفة رسمية!. وراحت الصحافة تردد مصطلحات (السيطرة الاخوانية، والهيمنه، والاستحواذ، والتكويش!! على مفاصل الدولة) وتنتقد تغيير رؤساء تحرير الصحف المصرية الحكومية من قبل المجلس الاعلى للصحافة التابع لمجلس الشورى ومنع الكتاب (يوسف القعيد، ابراهيم عبد المجيد الشاعرة غادة نبيل، والكاتبة عبلة سروتي، من صحيفة الاخبار بعد كتابتها مقالا بعنوان (الملك عاريا) انتقدت فيه منع الحريات وهيمنة تيار الاسلام السياسي على الاعلام المصري).. لقد ذهب ازلام مبارك بعد القاء القبض عليه (لمكتب ارشاد وتوجيه جماعة الاخوان) عارضين خدماتهم الامنية والسياسية والاستشارية!! وتقدم 100 صحفي حكومي بطلبات الالتحاق بحزب الحرية والعدالة كان بعضهم يعمل في مكتب سياسات جمال مبارك. ووصفت جوقة النفاق الاعلامي الرئيس مرسي بقائد نصر اكتوبر 1973. والذي لم يدعى المجلس العسكري لحضور احتفالية الانتصار بحرب تشرين!!. وتحاول وزارة الثقافة المصرية التقرب من (مكتب ارشاد الاخوان) على حساب حرية وتطور الثقافة المصرية والانبطاح التام فكريا وعقائديا لهم!!.الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري الحالي كان برلمانيا ورئيسا (لحزب الحرية والعدالة). استقال منه بعد تنصيبه على مصر!! واصبح يقود الحزب محمد سعد الكتاتني. والحزب يمثل الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. اما(السلفيون)!! وحزبهم (حزب النور) وهم رعاة تجار الادوية الشعبية والمنشطات الجنسية، فاتضح بانهم قوة لايستهان بها في المجتمع المصري مطالبين (بأسلمة المجتمع). وقفوا ضد الاخوان المسلمين وواجهتهم في بداية الانتخابات ثم دعموا مرسي بانتخابات الاعادة ليس حبا به بل بحكم الواجب الديني!! وليس اختيارا وطنيا وكرها للمرشح احمد شفيق. فحصلوا على ربع مقاعد البرلمان وثانيا بعد حزب الحرية والعدالة، يريدون المشاركة بكل شيء في مصر، بالحكومة وصياغة الدستور ولجان وطنية وغيره، هؤلاء، وصفوا الفنانين بانهم (فاسقون وفجار) وظهرت حقيقتهم عن فهم الفن والفنانين والابداع والمبدعين والثقافة والمثقفين على انهم (قوم لوط وحشاشين)!!منتقدين الرئيس مرسي مجالسة الفنانين (كيف لهم ان يجلسوا من الرئيس المسلم الذي انتخبناه لاسلمة مصر)!!. يقدمون اسلاما بدائيا خليطا بين التحضر والعيش على الحافة ويطالبون(الغاء زواج القاصرات!!) باعتباره غزوا ثقافيا واجتماعيا من الغرب. ويقولون ان مرسي خرج من عباءة الاخوان لكنه لايستطيع الخروج منهم لانهم مولوا حملته الانتخابية وليس لديه الخبرة السياسية والاقتصادية والاستثمارية التي تؤهله على ذلك. لانه يريد الظهور للشعب المصري بانه الفارس المنتظر لمعالجة ازماته المتمثلة في (رغيف الخبز والنظافة والامن الاجتماعي والمرور والطاقة) ويبدو فرحان لاستطاعته القبض على بعض مهربي البنزين!!. ويعلم ان ضرورات واجندات الرئاسة تختلف عما يريده الاخوان المسلمين المعتمدة كليا على المصالح الشخصية!!. والظاهر انه سمح لهم بمساحة من الحركة لانه يحتاج لجسدهم وتاييدهم ولا يريد الاستغناء عنهم، بل لاستغلالهم احسن استغلال!!.
الاخوان تواقين لتطبيق ادبيات سيد قطب المتعلقة (بالديكتاتورية العادلة) التي تسمح بالحرية السياسية للافراد الصالحين ولا يوجد افرادا مستقيمين غيرهم!! رافعين شعارهم للوصول للحكم (التمكين) الذي راودهم وهم الاكثر تنظيما في مصر منذ 80 عاما!! متبعين سياسة اقصاء الخصوم. فالجماعة لاتعترف بالمعارضة وتعتبرها بالفتونة السياسية مكيلة لها الاتهامات والاشاعات. ودخل دراويشهم وانصارهم المعروفين بجمودهم الفكري والعقائدي مؤسسات الدولة كانها مغارة (علي بابا) حاملين منها الكثير. ممارسين الكذب والنفاق والتدليس والنصب على الشعب بمشروع وهمي اسموه (النهضة) يقوده 10 الاف عالم وخبير لتطوير مصر وتقدمها!!، وامتد عبثهم للمناهج التعليمية لطلاب المدارس، وبث تأريخهم الاسود قهرا وقسرا بفوضى، واستنزاف طاقات الشعب واهتماماته وتشتيتها بمعارك جانبية!!.فمنظْر السلفيين (خيرت الشاطر) صفع مصر على خديها بقوله (ان الترشيح لرئاسة مصر وفقا للشريعة الاسلامية يمنع النساء وغير المسلمين من الترشيح) وانصاره يهتفون (القرآن دستورنا والشريعة دليلنا). فالاخوانجية والسلفية يتنافسان على التطرف والاوتوقراطية جاعلين مفاصل الدولة حكرا لهم. وتنازل الرئيس وجماعته عن مفهوم الدولة الحديث كاطار مرجعي لحزب الحرية والعدالة بتسيير شؤون البلاد ورافضين تقنين الوضع القانوني لجماعة الاخوان واخضاعه للضوابط القانونية وغير مكترثين لاوضاعها الاقتصادية والداخلية. اما الشعب المصري فقاد العديد من التظاهرات المنددة بسياسة حكومة مرسي رافعين شعار (يسقط مرسي مبارك). ولم نسمع ونرى يوما ان المتظاهرون تظاهروا من اجل العمل الدؤوب لتطوير الانتاج وزيادته وتحريك مفاصل الدولة والقطاع الخاص وتعويض مافاتهم طيلة الاحداث الدموية السابقة برغم ما يعانيه اقتصادهم من متاعب التمويل والاستثمار والتشغيل وغيره، وهناك خطاب سياسي واعلامي، يزعم انه معارض للسلطة يبلغ المصريين بانه لايوجد تعارض!! بان تكون منحازا ضد السلطة ومعها بنفس الوقت!! ومع ذلك توجد ثلاثة احزاب في مصر وهم (الشيوعيون الثوريون، والحزب الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي) تعارض سياسة الاخوان الاجتماعية المنحازة ضد الفقراء والمهمشين. وحصول مرسي على لقب الرئيس المتسول ومصر بلد التسول بالصحافة العالمية بسبب وجود الفساد وسوء سمعتها المالية الدولية. لقد انسحب الاخوان من محيط السفارة الامريكية بالقاهرة. عقب اندلاع التظاهرات المنددة بعد عرض الفيلم المسيء لسيدنا المصطفى محمد (ص) مدعين انهم علموا بوجود عناصر مخربة وهم يرفضون العنف والتخريب!!. فالضرب العنيف للمتظاهرين من قبل الشرطة المصرية كان رسالة اعتذار غير مباشرة لواشنطن ستتلوها رسائل اخرى اكثر تكلفة لان موقعة السفارة مهمة ويجب الحفاظ على المصالح الامريكية. وحتى ادارة اوباما قالت (ان مصر ليست حليفا لكنها ليست عدوا) وصدمت السفيرة الامريكية الموجودة هناك بتصرفات واعمال لمن ساعدوهم بالوصول للحكم ولم يحافظوا على مصالحها!!. وما زيارة وزيرة الخارجية الامريكية للقاهرة وظهور التقارب والتعاون والتواد المدهشين بينها والرئيس مرسي لتشكيل حلف اخواني. امريكي بهرولة قادها لواشنطن راشد الغنوشي رافعين شعار (الضرورات تبيح المحضورات) لطمأنة الغرب ومقدمين التنازلات والمصالحة وانتصار العولمة وان امريكا قد دنا عذابها!!. وجاءت رسالته للرئيس الصهيوني شمعون بيرس بما (حملت من عواطف جياشة ومواقف لاتعبر عن التأريخ المشرف والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب والجيش المصري. الا لتأكيد الاستمرار على التعاون والتنسيق والتطبيع معهم. ولا تتناسب مع التاريخ الدموي والارهابي والعدواني الذي يشن يوميا على اهلنا الشعب الفليسطيني وارضه الطاهرة ومقدساته. مثيرة مشاعر الصدمة والاحباط لدى الشارع المصري!! بعد ان نقلها السفير المصري الجديد بتل ابيب عاطف سالم حين خاطبه (صاحب الفخامة) واستهلها بعبارة (عزيزي وصديقي العظيم) وذييلت بتوقيع مرسي وبعبارة (صديقكم الوفي).!! لقد تأكد للشعب المصري ان انتفاضته التي تئن من وطأة التشويه والانحراف، سرقتها جماعة الاخوان مستفيدة من غباء كل من حولها!!.

شبكة البصرة

الاربعاء 7 محرم 1434 / 21 تشرين الثاني 2012

زحل بن شمسين 11-05-2013 08:37 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 14
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



ثمار الوعي الانتقائي : لعبة تنغيل المفاهيم


11- ما ان انتهت الحرب الباردة ببدء سقوط انظمة كانت مزيجا هجينا من راسمالية الدولة وبعض سمات الاشتراكية في اوربا الشرقية في عام 1989 حتى بدأت امريكا بشن حرب من نوع اخر اكثر خطورة من الحرب الباردة من اجل (اغتنام الفرصة) التاريخية - وتعبير (اغتنام الفرصة) هو عنوان كتاب للرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون - التي اتيحت لها للسيطرة على العالم واقامة الامبراطورية الامريكية. لكن بروز هذه الفرصة التاريخية النادرة حدث في الوقت الخطأ من حيث امكانيات امريكا السيطرة على العالم، لانها تعاني من ازمات بنيوية متداخلة ومعقدة وخطيرة من ابرز مظاهرها ما نراه الان من ازمات مالية خطيرة، بالاضافة لهشاشة مواطنيها، حينما يتعلق الامر بخوض حرب صعبة في الخارج، وهي هشاشة اظهرتها حرب فيتنام بقوة ثم اكدتها عملية غزو العراق وانطلاق المقاومة العراقية المسلحة التي اوصلت امريكا الى حافة الانهيار الشامل نتيجة الروح المعنوية الهابطة لقواتها المسلحة.
وكانت ازمة امريكا في مطلع التسعينيات مثيرة لاسوأ مشاعر الاحباط لدى صناع القرار الامريكي، لانها واجهت مفارقة (سوء حظ) فقد كانت عاجزة عن السيطرة على العالم رغم سقوط الرادع الاول لها وهو الاتحاد السوفيتي ومنظومته الشرقية، وبروز امكانية تحقيق الحلم الامريكي الاعتق والاهم وهو السيطرة على العالم، فماذا تفعل امريكا كي توفق بين عجزها البنيوي (الاقتصادي والعسكري والعام) وبين تحقيق الحلم الاكبر لها؟
لقد قررت امريكا اعادة تشكيل العالم وجعله على شاكلتها من زاوية محددة : فبما انها تفتقر للهوية الوطنية ومفككة ثقافيا وسايكولوجيا فعليها تفتيت دول العالم، ليكون هشا عاجزا عن مواجهة امريكا وخططها المتعددة للسيطرة عليه، وهذه العملية تشمل كل العالم بما في ذلك الاتحاد الاوربي، مع ملاحظة تعاقب عمليات التفتيت وعدم وقوعها في وقت واحد. وكان اهم اساليب التفتيت تفجير صراعات وحروب عرقية او دينية او طائفية داخل الشعب الواحد وبين الامم المختلفة، من جهة، وتحميل العالم كله مسؤولية تغطية عجز امريكا الاقتصادي والبشري وزجه – اي العالم - في صراعات تنتهي بقطف امريكا الثمرات التي تنتج عن تضحيات دول عديدة تستخدمها امريكا لتحقيق اهدافها! بتعبير اخر تحويل العالم كله الى غرفة انعاش تضع امريكا فيها نفسها كي تواصل العيش بفضل ضخ دم الحياة اليها من اجساد الشعوب الاخرى.
كان عليها ان تعمل بصمت مخابراتي ولكن بعزم بعيد المدى – ستراتيجي - لا يلين لضم العالم الثاني اليها، وهو بقايا الاتحاد السوفيتي واوربا الشرقية، باستثناء روسيا، وتوسيع النيتو شرقا، ومحاصرة الخصم المستقبلي الاكثر خطورة وهو الصين في مناطق نفوذه في افريقيا وغيرها وتحديد قدرة الصين على الحصول على نفط يكفي لتحقيق خطط التنمية والتقدم كما رسمت، وتلك الاهداف تتطلب حروبا من نوع اخر، ترسم سيناريوهاتها بدقة وتفجر بتسلسلات زمنية مختارة وتوجه لتحقيق هدف ستراتيجي كبير وهو خلخلة كل الامم ودون اي استثناء.
وحروب امريكا الجديدة متنوعة تبدا بغزو اقطار وبلدان محددة لتكون عبرة لغيرها او لانها تملك مصادر ثروة مهمة لتحقيق انفراج اقتصادي امريكي، وتمر تلك الحروب بتغيير قواعد اللعبة الايديولوجية في العالم عبر تسقيط المفاهيم التي سادت لقرون في العرف الدولي والقانون الدولي والمسارح السياسية والمنابر الفكرية وطرح مفاهيم بديلة تدعم التوسعية الامبريالية الامريكية وتمهد الطريق لها. ولئن تطرقنا الى الحروب العسكرية كاداة سيطرة، فجة ومباشرة وسريعة، بالتفصيل فان الحرب الاكثر خطورة والتي تحدد مستقبل الحروب العسكرية وتمهد لها طريق النجاح هي حروب المفاهيم العامة خصوصا المفاهيم السياسية والثقافية والاقتصادية والاخلاقية...الخ، فما لم تتغيير منطلقات البداهة لديهم، والتي تتحكم بمسارهم وسلوكهم، وهي معتقدات الناس وافكارهم ونظرياتهم السياسية، فان سيطرة امريكا على العالم ستبدو غزوا مسلحا يواجه بالمقاومة المسلحة، وهو ما حدث في العراق الذي كان مختبر تجارب لحروب القرن الجديد. ولهذا فان غزو امريكا للعالم يجب ان يبدو كأنه انقاذ وتحرير وفقا لمفاهيم يجب ان تزرع وتنمى لدى فئات من الشباب، وتلك هي القضية الواجبة النقاش الان.
ان الحلقة الجديدة من حروب المفاهيم بدأت بسقوط الكتلة الشيوعية في اوربا الشرقية لان تغيير مسارح العمليات يفرض تغيير مفاهيم الصراع، وكانت طلائع المفاهيم تتدحرج بسرعة اكبر من سرعة حركة الجيوش الامريكية والاوربية، هذه المفاهيم طرحت وبدأ الترويج الفعال لها عالميا بتسخير طاقات اعلامية وثقافية ومالية ضخمة، لان حرب المفاهيم هي حرب افكار وتحتاج لزمن طويل في حين ان امريكا بحاجة الى السيطرة الان وليس غدا، ولاجل اختصار الزمن كان يجب سلق المفاهيم بنار شديدة السخونة وتقديم طبقها جاهزا للناس لالتهامه، مهما كان طعمه منفرا او غير مستحب!

خلاصة عن المفاهيم الوظيفية
فيما يلي اختصارات شديدة لبعض المفاهيم التي صاغتها اجهزة المخابرات الامريكية واطلقتها بواسطة مفكرين وكتاب يعملون لديها او في خدمتها :


1- (ثورات ربيع الحرية) او (الثورة السلمية) في العالم الثاني -دول اوربا الشرقية- والثالث كبديل
لحروب التوسع الامبريالي، كان اول ما طرح هو افكار عن احداث تغييرات سلمية في مكان وعنفية في مكان اخر، ففي اوربا الشرقية نفذت خطة (الثورات البنفسجية) كما حدث جورجيا، اما في الوطن العربي فقد تقرر تغيير الاوضاع بالقوة العسكرية. ولذلك طرح مفهوم للثورة يقوم على مزيج من العفوية والسلمية والتركيز على هدف سياسي وهو الديمقراطية والاهمال التام لمصادر الديكتاتورية والفساد، وهذا المفهوم للثورة يتناقض مع المفهوم التقدمي والتحرري الذي ساد منذ بدأت حركات التحرر من الاستعمار الاوربي تظهر في بعد ثورتي روسيا (1917) والصين (1949) وبعد الثورات التحررية في كوبا والجزائر في الخمسينيات والثورة الفلسطينية في الستينيات من القرن الماضي، بالاضافة لحركات التحرر الافريقية والاسيوية الاخرى.
والمفهوم الجديد يركز فقط على تغيير الانظمة والوعد ببناء الديمقراطية واهمال قضايا التحرر والمسائل الاجتماعية المتعلقة بالفقر والامية والتخلف، فالمهم، طبقا لهذا المفهوم، هو بناء الديمقراطية والتي يمكن ان تكون مدخلا لتغييرات لاحقة تقررها قوى اخرى غير التي اسقطت النظام غالبا.

2- العولمة كان اول مفهوم طرح بعد انهيا الكتلة الشيوعية في اوربا الشرقية هو العولمة حيث تفتح الحدود
وتزال عوائق تفاعل الامم وتتداعى الدولة القومية وتزول الثقافة القومية وتحل الثقافة الاممية في عامل وصف بانه (قرية الكترونية) وينتهي عصر القوميات.

3- السيادة الناقصة والتي تعني التخلي عما ضمنه القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وهو تساوي الامم صغيرها وكبيرها واعتبار السيادة الدرع الذي يحمي مصالح الدول، والقول بان العصر هو عصر السيادة الناقصة لان الدول لم تعد في عصر العولمة سيدة نفسها بحكم تداخل التفاعلات العالمية وتزايد الاعتماد المتبادل غالبا بين الامم وتقارب البيئة العالمية من حيث انماط الحياة العصرية...الخ، بفضل ثورة المعلومات وثورة الاتصالات اللتان حدثتا في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وغيرتا صورة العالم بصورة جذرية.

4- نظرية الحسم التكنولوجي بدل التأثير الايديولوجي : ان تحول ثورتي المعلومات والاتصالات الى اداة تحكم بالبشر بطريقة اشد من تحكم الايديولوجيات، وبالاخص لانهما حلا ويحلان الكثير من مشاكل الانسان العملية كالاتصالات الفورية والمفتوحة بين البشر بالهاتف النقال او الانترنيت وتوفير اجهزة كانت خارقة للتصور قبل التسعينيات، مما ادى الى احداث تحولات خطيرة في اهتمامات ملايين الناس بعيدا عن الايديولوجيات. ومازاد في اهمية التكنولوجيا هو قدرتها الفذة على خلق مصدر انتاج جديد هو المعلوماتية وولوج العالم الافتراضي، الامر الذي جعل التكنولوجيا تحتل موقعا خاصا ومتفوقا على غيره.

5- نظرية صدام الحضارات لهنتنغتون والتي قالت بان انهيار الشيوعية قد فرض نمطا جديدا من التحديات والصراعات تقوم على تصادم الثقافات والديانات والهويات في العالم واصطراعها من اجل تغلب احداها. وحدد ان العدو الجديد للغرب هو الاسلام والحضارات الشرقية. وفي اطار هذه النظرية كشف هنتنغتون عن حقيقة خطيرة وهي ان امريكا لا تستطيع الاستمرار في الوجود موحدة بدون وجود خطر خارجي يهددها فتضطر للتوحد، وخطورة هذه الفكرة الصحيحة تكمن في انها تؤكد ان المجتمع الامريكي ليس مجتمع امة بل هو مجتمع جاليات وثقافات مختلفة لم تندمج بعد.

6- نظرية نهاية التاريح لفوكوياما والتي نصت على ان الصراع الكبير في العالم قد انتهى بانتصار الليبرالية الامريكية، وترتب على ذلك ان الخيار السياسي الذي يجب ترويجه في العالم ونشره هو الليبرالية وبغض النظر عن تباينات الدول والامم واختلافات تكويناتها العقائدية والاقتصادية وغير ذلك.

7- تصدير مفهوم المجتمع المدني للعالم الثالث مع انه غير مهيأ له لانه نتاج مجتمعات متطورة تجاوزت مرحلة القبيلة وعلاقات ما قبل الوطنية والامة واصبح المواطن فيه تحكمه صلات العمل وبيئته وليس صلات الدين او القبيلة او العنصر.

8- نظرية صلة المواطنة : لقد ادى التطور العلمي والتكنولوجي والتقدم الثقافي في الغرب والشمال وتحديدا في امريكا الشمالية واوربا الغربية، الى انحطاط قيمة وتاثير الهوية الوطنية وبروز صلة المواطنة بصفتها الهوية الاساسية في المجتمع، وهكذا اصبح الانسان في تلك المناطق يشعر بالمزيد من الضياع والفراغ الفكري والنفسي. والهدف من ترويج هذه النظرية ودعمها كان تفكيك المجتمع وتحويله الى نثار يشعر كل مواطن فيه بالغربة عن غيره ولذلك يصبح عاجزا عن التوحد لاجل مقاومة اتجاهات الحكومة وسياساتها والتمهيد لفرض دولة بوليسية تدريجيا، وهذه الظاهرة توجد في امريكا اكثر من غيرها.

9- مفهوم انتهاء الايديولوجيات وحلول عصر الخيارات العملية والتطبيقية، الفردية المنفصلة والمنعزلة، والتي يمكن ان تنشأ في رحمها مفاهيم عملية صرفة.

10- نظريتا (الاحتواء المزدوج) و(محور الشر) وكانت مخصصتان في الواقع لغزو العراق، لانهما افترضتا ان ازمة المنطقة والعالم غير قابلة للحل الا باسقاط النظام الوطني في العراق واحتواء ايران بطرق سلمية وليس غزوها، وكذلك احتواء كوريا الشمالية.

لقد تمت صياغة تلك المفاهيم لاجل احتلال عقول الناس قبل وصل الدبابات وبدء اطلاق الصواريخ البعيدة المدى وللتمهيد لها، ولذلك كان هدفها الاكبر والاهم هو تفتيت الاخر، كل الامم والشعوب، بتتابع تنتظمه سلسلة فولاذية. ما المقصود بقولنا ان امريكا تريد اعادة تشكيل العالم ليكون على شاكلتها؟ لقد ارادت امريكا اعادة تشكيل العالم برمته ليكون على شاكلتها من زاوية محددة وهي انه عالم بلا هوية متبلورة ومتعدد، والتعددية ليست بين الامم فقط بل ايضا انها تعددية مكونات المجتمع السابقة لعصر الوطنية والقومية والامة، كالعرق والدين والقبيلة والمناطقية، ووفقا لذلك ان الشعب الواحد يجب ان يعاد لمرحلة ما قبل الاندماج التفاعلي الطبيعي بين مكونات الامة قبل مئات السنين، ليكون كامريكا الان.

ماذا يتطلب ذلك؟ ان ذلك يفرض تهشيم مفاهيم الامة والوطنية والقومية واسقاطهما وتصوريهما على انهما من مخلفات عصر انتهى وزال والعمل على تقويض الدولة الوطنية بالقوة او بالازمات المتتابعة والمستمرة، ولذلك كان لابد من نسف الاسس التي تقوم عليها الدولة الوطنية واهمها الوطنية والهوية القومية من جهة ودفع العالم كله لحالة من عدم اليقين والتارجح بين الافكار غير المترسخة من جهة ثانية، وهذا يمكن تحقيقه بعدة اساليب من بينها طرح مفاهيم متعددة ومتناقضة وذكية في ان واحد. وهنا نجد انفسنا مرة اخرى امام نظرية حافة الموت ولكن من زاوية اخرى وهي وضع الانسان المعذب ببيئة مادية معادية له امام اضطراب مفاهيمي – نفسي يكمل دور التعذيب الجسدي المتعمد للانسان بان يحرمه من القدرة على الوقوف على قدميه بقوة وثبات فكريا ونفسيا.

كان الهدف من حزمة المفاهيم الجديدة التي بدات بالظهور بصورة متواترة وسريعة ومتعاقبة منذ مطلع التسعينيات هو تسهيل افقاد الكثيرين بوصلتهم التي تساعدهم على الابحار والرؤية في بحر متلاطم وفي جو غائم لا يرون فيه ابعد من بضعة امتار بدونها، وهذه البوصلة تشمل كل ماهو اساسي في الحياة مثل التربية الاجتماعية والعائلية والرابطة الوطنية والهوية القومية والاتجاهات الفكرية والنفسية والتقاليد الاجتماعية والاخلاقية... الخ. وحينما يفقد الانسان البوصلة، وطبقا للتجارب التاريخية والاجتماعية والسياسية والعسكرية...الخ، تتشوش رؤيته وينعدم افق النظر البعيد فلا يرى ابعد من انفه، وهذا احد اهم شروط اختراق ضمائر الناس وتشويه وعيهم وجرهم جرا ورغما عنهم الى (حلبة الرقص) غير المحتشم مع هيلاري كلنتون.
ان اول المفاهيم التي نغلت، مفاهيم الثورة والانقلاب والتمرد والانتفاضة دعونا نتناول ذلك بشيء من التفصيل.
تميزت حركات التحرر في منذ عشرينات القرن الماضي بالعفوية غالبا، لانها قامت على تحقيق هدف واحد واضح وهو التحرر من الاستعمار وكان كل ماعداه هدفا ثانويا او مؤجلا ولم يدرس او توضع خطة من اجل تحقيقه، لذلك كانت حركات التحرر عبارة عن جبهات وطنية اكثر مما هي احزاب عقائدية، لهذا بقيت حركات التحرر في الاطار العام عفوية وتركت الاهداف الاجتماعية كازالة الفقر والامية والتخلف والفساد لمرحلة ما بعد طرد الاستعمار، وهذه النظرة كانت السبب في فشل حركات التحرر في تحقيق الاهداف الاجتماعية رغم انها نجحت في طرد الاستعمار، في حين ان الثورات التي كانت لديها ايديولوجية وستراتيجية نجحت في مواصلة الخطوات المتعاقبة في سياق زمني مرسوم ومعروف وحققت اهدافها الكبرى كما رسمتها عموما.
فالثورة الجزائرية طردت الاستعمار الفرنسي لكنها فشلت في حل المعضلات الداخلية وشهدت الجزائر مسلسل احداث جرها الى ازمات خطيرة جدا نتيجة غياب الستراتيجية الشاملة، وبعكس ذلك فان الثورات الصينية والكوبية وقبلهما الروسية نجحت في تحقيق تغيير جذري في حياة الناس ونقلت المجتمع من حالة التخلف والفقر والامية الى حالة التقدم ومحو الامية والفقر نتيجة وجود ستراتيجية واضحة ودقيقة لها.
وفي الوطن العربي لم تكن الثورة الجزائرية وحدها التي اجهضتها عفوية انطلاقتها، بل ان الاحداث العربية شهدت مؤشرات تفرض دراسة اسباب الاخفاق والنجاح،، فالتغييرات العسكرية التي حصلت في الكثير من الاقطار العربية، مثل مصر (1952) والعراق (في اعوام 1958 و1963 و1968) وسوريا (في اعوام 1963 وما بعده) وليبيا (1969) والسودان (عدة مرات في نفس الفترة) وموريتانيا (عدة مرات) وتونس (1987)...الخ، اعطت الانطباع بان الانقلاب العسكري هو ثورة وبغض النظر عما يتحقق او لا يتحقق في ارض الواقع من تغييرات واهداف، كما ان اي انتفاضة مسلحة تفشل يطلق عليها تعبير ثورة وبغض النظر عن طبيعتها ومن يقف وراءها، رغم ان مفهوم الثورة الذي ساد منذ نهضت الامة العربية كان مضمونه تحرريا اي انه ضد الاستعمار والصهيونية، ومن ثم فانه لا يوجد مفهوم تحرري تتبناه قوى الاستعمار واذنابه فكل مفاهيم الاستعمار عبارة عن وسائل نشر وجوده على حساب الشعوب المستعمرة.
وحينما كان المرء يقول ثورة فانه تلقائيا يفهم منها انها ضد الاستعمار او ضد النظم التابعة له، او ضد انظمة فاسدة تخدم عمليا وموضوعيا الاستعمار حتى لو كانت غير عميلة، ولم يكن هناك من يتقبل وصف عمل ما بانه ثورة ويكون الاستعمار او احلافه العسكرية داعما له لانه ردة او (ثورة مضادة)، كما كان حال حلف بغداد في الخمسينيات الذي وقفت ضده كل القوى الوطنية وكان عنوانا للاستعمار واداته الضاربة التي حاولت اجهاض انتفاضة العرب التي بدأت اثناء العدوان الثلاثيني على مصر في عام 1956.

منذ مرحلة الخمسينيات وحتى الثمانينيات انشعل المثقفون العرب بتوعية الرأي العام من اجل احلال المفهوم الثوري للثورة وتمييزه عن المفهوم الشعبي البسيط والتبسيطي والعفوي للثورة، وهو مفهوم ساذج وميكانيكي صرف يقوم على وصف كل تفجر عام بالثورة، فكل ما هو عنيف ويغير السلطة ثورة حتى لو لم يتغير شيء سوى وجه راس السلطة. لذلك طرح سؤال محدد : هل الثورة هي تغيير راس السلطة فقط؟ ام انها عملية تغيير جذري للوضع تبدأ بتغيير راس النظام ولكن من اجل اقامة نظام بديل مختلف عنه كليا؟ عند الاجابة على هذا السؤال فاننا نواجه ردين اساسيين : رد القوى الثورية ذات الافق النظري والستراتيجي، وهو الرد الذي يوصف بصواب انه رد تقليدي، تقليدي لانه يمثل اصالة وتطلعات الامة واهدافها العظمى، ورد ساسة عاديون وبلا افق ستراتيجي او نظري وانما هم انصار قضية محددة ويقتاتون على عواطف تحقيق الهدف المباشر والمنظور دون رؤية ما بعده، لذلك يتحدثون عن متطلبات ظروف جديدة، لننظر في الردين التقليدي، وهو الوحيد الصحيح لانه متمسك بالثورة بصفتها التغيير الجذري والشامل والمستمر، وغير التقليدي، وهو الذي يكتفي بالاطاحة براس النظام، والذي يستخدم لجذب قليلي الخبرة او قصيري النفس لفخ قاتل. يتبع.
28/8/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاحد 28 رمضان 1432 / 28 آب 2011

زحل بن شمسين 12-07-2013 10:42 AM

رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ملاحظات هامة علي الأوضاع بمصر
شبكة البصرة

محمد أشرف البيومي
أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعتي الإسكندرية وولاية ميشجان (سابقا)

نسارع بالقول أننا ملتزمون دائما وأبدا بالدفاع عن الحقوق الانسانية للجميع ودون استثناء، وهذا يشمل من نختلف معهم في المواقف والأفكار مثل شخصيات عديدة من المنتمين للإخوان المسلمين. فقد فعلنا ذلك في السابق وكما فعلنا في السابق طوال أكثر من ثلاث عقود (بيانات جمعية أنصار حقوق الانسان بالاسكندرية) رغم عدم معاملتنا بالمثل عندما طرد بعضنا من الجامعات في عهد الرئيس السادات او عندما زج بنا في السجن. وفي هذا التوقيت بالذات نرفع صوتنا عاليا منادين المسؤلين بالضرورة القصوي للالتزام بروح ونص القانون وحسن معاملة المقبوض عليهم وسرعة التعامل القانوني معهم دون تعسف والبعد تماما عن حماقة الرغبة في الانتقام، فالمباديء الاخلاقية تلزمنا بذلك وأيضا الحكمة السياسية والمصالح الوطنية، ناهيك عن الديمقراطية التي يتشدق بها كثيرون.

1- مظاهر وأسباب فشل الإخوان المسلمين في مصر
كان موقفنا منذ البداية مناهضا للإخوان المسلمين ليس لأنهم إخوان ولكن لأنهم بعيدون عن مفهوم الأخوة وليس لأنهم مسلمون ولكن لأنهم لم يلتزموا بمباديء وروح الإسلام من التمسك بمكارم الاخلاق وبالسيادة الوطنية واحترام مبدا المواطنة واعطاء الاولوية القصوي لخدمة الشعب والتخفيف من معاناته وليس السعي الي السلطة بأي وسيلة والتمسك بها مهما كانت النتائج، وليس باستخدام العنف والارهاب الفكري لتحقيق ذلك. ومما يفاقم الأمر سوءاً تناقض سلوك العديد من قاداتهم مع الشعارات الإسلامية التي طالما رفعوها ورددوها.

قبل أن نتحدث عن مظاهر فشل الإخوان علينا أن نؤكد حتي نكون موضوعيون أن الإخوان ورثوا عبئا ثقيلا من حقبة السادات ومبارك فمحاسبتنا تكون علي المزيد من التردي للأوضاع وعدم الجدية في محاولة معالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب، والأهم من ذلك هو الإتجاه الذي تبناه النظام الإخواني لمستقبل مصر وشعبها والهوية التي يسعي عنوة لصبغ مصر بها، و لكيفية صنع القرار وشفافيته. والسؤال المهم هو: هل كان الرئيس بالاشتراك مع مؤسسات الدولة هو(الذي يصنع القرار أم أن قيادات إخوانية تقبع في مكان آخر هو مركز الإخوان بالمقطم) مثل المرشد بديع والشاطر وغيرهم هم صانعي القرار فعليا. والأخطر من ذلك أن هذه الشخصيات ليس لهم صفة رسمية وخارج إطار المحاسبة القانونية. هذا الوضع الشاذ ساهم في غضب الملايين من الشعب المصري وجعلهم يرفعون شعار "يسقط حكم المرشد" ويطلقون النكات تعبيرا عن هذا الوضع الغريب والغير قانوني.

والآن أود أن أسرد دون تفصيل مظاهر وجوانب الفشل الذريع والمدهش للاخوان. إن القراءة الموضوعية لأداء الإخوان في مصر تؤكد علي وتشير بوضوح علي أن تصرفات القيادات الإخوانية طوال العام الماضي يجب أن تدخل التاريخ كنموذجاً مدهشاً للإنتحار السياسي والأيديولوجي وقصر النظر السياسي المفرط:

· العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني ومن مشاهدها: خطاب الرئيس مرسي لبيريز المعنون ب"عزيزي وصديقي العظيم" والذي يعبر فيه بما له من "رغبة شديدة في إظهار علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا" وتمنياته ل"بلادكم من الرغد" إمضائه ب"صديقكم الوفي محمد مرسي"
دعوة عصام العريان لعودة اليهود المصريين!
القيام بدور الوسيط بين حماس واسرائيل لوقف إطلاق النار مما جعله ينال الكثير من الثتاء من قبل الرئيس الأمريكي أوباما والرضاء من القيادات الصهيونية.
إعلان المرشد بديع عن احترامه لاتفاقية كامب دافيد لشبكة سي إأن إن (المصري اليوم 19 فبراير) وتبع ذلك تصريح لهيلاري كلينتون بان امريكا ليس لديها مانع من وصول الإخوان للسلطة (منشور بصحيفة المصري اليوم في الصفحة الاولي في 25 فبراير 2011) هذا الموقف ليس مستغربا فقيادات الإخوان لم يبدوا اعتراضا صريحا لاتفاقية كامب دافيد وكانوا يتمتعون آنذاك بعلاقات حميمة مع السادات الذي فتح الباب أمامهم للعمل السياسي وسمح بإعادة إصدار مجلتهم "الدعوة".
في عام 1982اثناء غزو اسرائيل للبنان رفع الاسلام السياسي شعار "وا افغانستان" متناغمين مع الرئيس السادات والإدارة الامريكية و السعودية ونواة القاعدة.
غيابهم عن مشاركة الحركة الوطنية المناهضة لكامب دافيد او للتطبيع وفي مرحلة متأخرة جدا أنشئوا لجنة مقاطعة خاصة بهم لم تكن لها أي فعالية.

· تبعية للإدارة الأمريكية:
لم تعترض الإدارة الأمريكية علي وصول الإخوان للسلطة بل شجعت ذلك علنا. اتبعت الإدارة الأمريكية سياسة مدروسة من قبل مؤسساتهم البحثية تحبذ التعامل مع الإسلام السياسي شرط التزام قياداتهم بالسلام مع إسرائيل وضمان امنها والالتزام بالمعاهدات الاستسلامية ككامب دافيد ووادي عربة وأوسلووعلي حسب تعبير هيلاري كلينتون " وما دامت تنبذ العنف وتلتزم بالديمقراطية". كما كانت هناك اتصالات سرية عديدة مع قيادات إخوانية في هذا الصدد رغم إنكارهم عندما واجهناهم بذلك.
لم نسمع من الإخوان أو من الرئيس مرسي اعتراضات جادة علي التدخل السافر والغير مسبوق في الشئون الداخلية المصرية من قبل السفيرة الأمريكية آن باترسون التي تصرفت كمندوب سامي للاستعمار. فعلي سبيل المثال وليس الحصر حثت البابا لدعوة الاقباط بعدم المشاركة في تمرد 30 يونيه كما أعلنت تاييدها الصريح لمرسي في يونيو الماضي قائلة" إنها تشك أن الاحتجاجات ستكون مثمرة" ودافعت عن علاقة الادارة الامريكية بمرسي والاخول ان واعتبارها ضرورية لانه منتخب ديمقراطيا واضافت " ان مزيد من الاحتجاجات لن تؤدي لاكثر من مزيد من اسماء قائمة الشهداء" وبذلك كشفت السفيرة عن عدم فهمها للأمور وقصر نظر شديد وسوء تقديرها لماهية الشعب المصري وبذلك أصبح من الضروري المطالبة بسحبها فورا.

· عدم الاكتراث بسيادة الدولة الوطنية في العلاقة مع الإدارة الأمريكية وفي مشاريع خطيرة لانتقاصها من الاستقلال والسيادة الوطنية مثل مشروع اقليم قناة السويس الذي يُخرج ما سمي بإقليم قناة السويس من سيادة القانون المصري ويجعله تابعا بالكامل لرئيس الجمهورية مما يمثل عبثاً بالسيادة الوطنية. وهناك مثال لذلك فإقليم قناة بنما أصبح دولة مستقلة هي بنما. هذا المشروع هو بمثابة إلغاء فعلي لتأميم شركة قناة السويس الاستعمارية وكما كتب المستشار طارق البشري (القريب من الإخوان و الذي تعاون معهم كرئيس للجنة التي استصدرت التعديلات الدستورية التي بدأت المسلسل الذي انتهي بالانتخابات الرئاسية ووصول الإخوان للحكم): وهو- أي مشروع القانون – في كل مواده يقرر تنازل الدولة عن السيطرة عليه وانحسار ولايتها عليه" إن محاولة تسليم القناة التي أصبحت منذ عام 1956 رمزا للاستقلال والعزة الوطنية لشركات مشبوهة ولدويلة مثل قطر أثار الغضب الشديد من قطاع واسع من الشعب المصري.

· إهمال شديد للشئون المعيشية لملايين الشعب مما أدي الي تفاقم الأوضاع المتردية أصلا في حقبة مبارك. وأصبحت طوابير العيش والسولار والبنزين وانقطاع الكهرباء وفوضية المرور وهيمنة الباعة المتجولين عليها بشكل غير مسبوق. كل هذا أثار غضب المواطنين الذين توقعوا تحسنا في أحوالهم المعيشية وأمنهم حتي ولو بقدر متواضع.

· عدم احترامهم لمبدأ المواطنة وعدم إعطاء الأهمية الواجبة لمشاركة حقيقية وليست صورية مبتذلة لسياسين من الأقباط ومن توجهات مختلفة وعلي قدم المساواة. وانعكس ذلك في قرارهم بإصدار دستورهم رغم انسحاب الأعضاءالاقباط وممثلين لاتجاهات سياسية أخري وبالتالي افتقد الدستور الذي هو بمثابة عقد اجتماعي يحدد مسار العملية السياسية لحد ادني من الاجماع. رغم نجاح الاستفتاء حول الدستور بنسبة 64% إلا أن نسبة المشاركين كانت متدنية حوالي 33% لعزوف أعداد كبيرة عن التصويت. أي أن الموافقة علي الدستور كانت 21% فقط من القاعدة الانتخابية ولا يمكن أن يمثل هذا توافقا اجتماعيا أو بداية ديمقراطية جيدة. وإذا توخينا الدقة كان طرح الدستور للاستفتاء رغم غياب مكونات أساسية من المجتمع ليس فقط تصرفا أحمقا بكل المقاييس بل أنه بمثابة إنقلاب حقيقي علي الأعراف وعلي مبدأ المشاركة كما أنه إيذانا بأن تنظيم الإخوان يمضي قدما بالاستيلاء علي السلطة بالكامل ودون أي اكتراث بوعودهم السابقة أو بأدني درجة من الحكمة.

· استخدام الدين بشكل فج ومضر للدين نفسه مثل الدعوة العلنية بالتصويت بنعم كواجب شرعي في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية... اعتبار نائب المرشد محمود عزت بأن المشروع الإسلامي الذي تحمله الجماعة هو"تكليف الله" (المصري اليوم 21 يونية 2011).... تصريح المرشد بديع "الله أسقط النظام انتقاما للإمام الشهيد حسن البنا ولا نعرف كيف عرف المرشد بذلك!! كل هذا وغيره متناسق مع تاريخ الإخوان. فبعد انسحاب الإخوان من اللجنة الطلابية والعمالية في الأربعينات خطب قائدهم في جامعة فؤاد (القاهرة) مادحا رئيس الوزراء اسماعيل صدقي الملقب آنذاك بعدو الشعب مستعينا بآية قرآنية:" واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا". أليس هذا سوء استخدام للقرآن وتضليل مشين؟... قول نعم في الاستفتاء واجب ديني شعار الاسلام هو الحل... اعتبار ان من يؤمن بفصل الدين عن الدولة علماني كافر والخلط بين هذا الفصل وبين قناعتنا بارتباط الدين العضوي بالمجتمع كل هذا من اجل الهيمنة والارهاب الفكري من اجل التمكن من السلطة لعقود قادمة ولإقامة الدولة الدينية. فهل نكون مغالين إذا أستنتجنا بعد ذلك أن المبديء الأساسي للإخوان هو "أن الغاية – الوصول إلي السلطة والتشبث بها- تبرر الوسيلة".

· تعيين الالاف من أعضاء الاخوان في مناصب بالدولة دون اكتراث بقدراتهم المتواضعة وعدم كفاءتهم أو أحقيتهم ولكن الولاء للاخوان كان المقياس الأهم. علي سبيل المثال تعيين محافظاً للأقصر أحد القيادات المنتمية للجماعة الإسلامية الإرهابية والتي قتلت عام 1997 عشرات من السياح الأجانب، ربما لتدعيم قاعدته السياسية. أثار هذا القرار غضب أهل الأقصر واستيائهم الشديد بسبب آثاره المدمرة علي السياحة وهي المورد الأساسي للمدينة ولمواطنيها، و جاء هذا القرار الجنوني وكأنه مكافاة للإرهاب. وتعيين وزير الثقافة لا علاقة له بالثقافة بل عدو لها و الذي قام بطرد مديرة الأوبرا دون إبداء تبرير لهذا السلوك الفاشي والذي أدي لاعتصام العديد من مثقفي مصر ومنع الوزير لاستخدام مكتبه. وتنصيب وزيرا للإعلام اتسم بالغطرسة والوقاحة الذكورية مع بعض الصحفيات. وتعيين محافظا للإسكندرية ومساعدا له نال رفضا واسعا من الشعب السكندري. هذه النماذج أبرزت غياب أي منطق اللهم إلا أولية التحكم في مفاصل الدولة سواء في مجالات الإدارة او التعليم اوالزراعة او الثقافة او الاعلام.

· تغيير المواقف بانتهازية شديدة والبعد عن الالتزام بالمباديء: فعلي سبيل المثال مقولتهم في السابق بأن الديمقراطية فكر مستورد وأنه لا حزبية في الاسلام ودعوة عبد الناصر لالغاء الأحزاب أما الآن فإيمانهم المطلق بصندوق الانتخابات المقدس واختزالهم الديمقراطية فيه، كما أنشئوا حزب الحرية والعدالة!

· تصرفات سياسية لا يمكن وصفها إلا باللامعقولة وبالحماقة مثل اللقاء الأخير بإستاد القاهرة من أجل نصرة سوريا (المسلحين والارهابيين الذين يسعون لاسقاط الدولة السورية). فدخول مرسي بعربته يذكرنا بمشهد جوبلزي (نسبة لوزير الاعلام جوبلز في عهد هتلر) والحشود الاخوانية وحلفائهم وأعلام الانتداب الفرنسي بسوريا التي تمثل ما يسمي بجيش سوريا الحر ثم صعود مرسي علي المنصة حاملا علم مصري صغير وعلم كبير لسوريا تحت الانتداب الفرنسي ثم دعوته للتخلص من الرئيس السوري. وضمت المنصة شيوخ ذو مظهر اسلامي اتسمت خطاباتهم بالتحريض الصريح الطائفي والتكفير المذهبي والدعوة للتدخل العسكري ضد الجيش الوطني السوري رفيق الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، دون اعتراض من رئيس الدولة مرسي. هذه المشاهد لا يمكن وصفها إلا بأنها جزء من مسرحية عبثية أو كابوس مخيف. استثارت هذه المشاهد غضب شديد لملايين من المصريين خصوصا بعد أن أدت هذه الخطب المنحرفة إلي قتل أربعة من الشيعة المصريين في الجيزة. ومثال صارخ آخر هو ذلك الاجتماع السري المذاع علي القنوات الفضائية حول التعامل مع مسألة إنشاء سد علي النيل في اثيوبيا. هذا اللقاء لا يدين الرئيس مرسي بل أيضا عناصر ما سمي بالنخبة ودعواتهم الحمقاء باستخدام القوات المسلحة لقصف إنشاءات السد واقتراحات جنونية أخري ثم اعلان مرسي أن كل الخيارات مفتوحة. هذه التصرفات استثارت غضب الجيش المصري وأدت إلي سخرية الملايين من المصريين.

· مزيد من انتقاص منزلة مصر في العالم العربي وأفريقيا مما كان له آثاراً خطيرة وعلي رأسها تعرض نصيب مصر من مياه النيل للانتقاص وعدم الاكتراث بسيادة مصر علي حلايب في الجنوب وتقزيم مصر في تعاملها مع قطر التي ساند أميرها السابق الإخوان مما جعل مرسي ينتقص مكانة مصر الدولة والشعب وكأن مصر أصبحت تابعة لقطر ناهيك عن الحديث عن "شراء قطر لقناة السويس" أي فتح الباب علي مصراعيه للاستثمارات القطرية ولتبني مواقف قطر المدمرة ودعمها للارهابيين في سوريا. بالاضافة لذلك ادت العلاقات الوثيقة بين الاخوان وحماس وما أشيع عن دور حماس في تهريب مرسي من سجنه في اعقاب احداث 25 يناير 2011 واعتدائهم علي جنود مصريين نقمة شديدة علي حماس والاخطر من ذلك انحسار التأييد المصري لقضية فلسطين برمتها.

· أسلوب الإحتواء الذي اتبعته الإخوان مراراً بتوظيف عناصر انتهازبة من خارج الإسلام السياسي وضمهم لقوائمهم في انتخابات مجلسي الشعب والشوري والنقابات، واعتبار ذلك دليلا علي مرونتهم وديمقراطيتهم مما كان له آثار سلبية ومفسدة علي العملية الديمقراطية السليمة. بالطبع المسئول الأول علي هذا الأسلوب هو انتهازية العناصر التي قبلت بهذا التوظيف المشين. وهكذا استخدم أحد الناصريين الناجحين علي قوائم الاخوان بتعيينه رئيسا للعلاقات العربية ثم مطالبته بسحب السفير المصري من سوريا.

· عدم تقدير معني حصولهم علي 51% من الاصوات في انتخابات الرئاسة باختزالهم للديمقراطية في الصندوق وكأنه يمنحهم تفويضا للهيمنة بالاضافة للتفويض الإلهي. كانت الحكمة تقتضي توسيع المشاركة مع العناصر الليبرالية والإسلامية المعتدلة بدلا من العناصر المتطرفة الاسلامية.

· تلاعدم التزام الكثير من قادتهم بآداب الحوار وكان أمامهم فرصة لإعطاء المثال علي مكارم الأخلاق الذي بعث الرسول ليتممها ولكن علي العكس تماما كانت مناقشاتهم عموما متسمة بإنكار الحقائق وعدم مراجعة النفس وتبرير الأخطاء وكأنهم معصوين من الخطأ و الدفاع عن مواقفهم بكيل الاتهامات فكان رد الفعل سلبيا خصوصا وأن التوقعات كانت كبيرة! هناك أمثلة عديدة مسجلة لهذا النهج الخاطيء.

· استهانتهم بذكاء المواطنين وفي هذا الصدد يشتركون مع الاتجاهات السياسية الأخري فتارة يتهم الشعب بالاستكانة والكسل وعدم الاكتراث إلا بملء بطونهم أو أنه ساذج ويخدع بسهولة وتارة في خطبهم يوصف نفس الشعب بالعظيم والشعب المعجزة. الواقع هو أن المواطنين ويهتمون بشئون معيشتهم ولكنهم حريصون علي كرامتهم وكرامة الوطن وهم ليسو مغفلين فلا شك أنهم ينخدعون بشعارات جذابة ولكنهم سرعان ما يصححوا خطئهم كما حدث بالفعل. عظمة الشعب ليست في مثاليته ومعرفته ونقائه إنما في صبره وعدم انخداعه علي الدوام ولهذا فهو يفاجيء من لا يفهمه أو يحترمه بغضبه الهادر.

في الجزء الثاني سنتحدث عن الجذور الفكرية للإخوان المسلمين وسلوكياتهم، وفي الجزء الأخير سنتحدث عن السياسة الأمريكية نحو الإسلام السياسي وأهداف الإدارة الأمريكية المعلنة والحقيقية بالنسبة لمصر ومحيطها العربي.
2/7/2013

شبكة البصرة

الاحد 28 شعبان 1434 / 7 تموز 2013



الساعة الآن 04:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط