مصاب مدينة النهود
ابتلى الله أهلنا في مدينة النهود قبل أيام قلائل بأمطار و فيضانات خلفت دمارا و تخريبا كبيرا فكانت هذه المواساة:
مصابُ النُهودْ مصابُكِ ذا مصابُ ذوي العزائمْ و جُرحكِ في الفؤادِ لهُ رزائمْ وَ صَبرُكِ يا نُهودُ سلِيلُ مَاضٍ لَهُ في صَفحةِ الأيامِ راسِمْ و أولَى بالنصيحةِ مَنْ إذا ما تَساوَى الناسُ قُدِّمَ في المَكارِمْ نُجيزُ الأضعفَ المَغصوبَ دَمعاً و نَهجو دَمعةَ الأسدِ المُصادمْ لَبيتُ إمارةٍ وَ مَقامُ عِزٍّ أحقُ الناسِ بالصبرِ المُلازِمْ وَ تاريخٌ لهُ في المجدِ إرثٌ تَدينُ لَهُ الحقائقُ والمَزاعِمْ نَسيرُ على يَدِ الأقدارِ عُمياٌ و أمْرُ اللهِ إن يَقصُدْ يُهاجِمْ فلا يُنجيكَ إذْ يَأتيكِ حِصنٌ و لا يُؤذِيكَ إذْ يَسلوكَ راجِمْ يَدُ اللهِ العَلِي قَضَتْ قديماً و مَا قَضتِ الإرادةُ فَهْوَ قائمْ أزاحَ مَدائناً جَثمَتْ دُهوراً عَلى صَدرِ الزمانِ لها دَعائمْ و لَوْ سَألوا اللبيبَ غَداةَ كانوا لأقسَمَ لنْ تَذِلَ لَهمْ مَراغِمْ فَأينَ اليومَ تَدمرُ في عُلاها و أينَ مَدائنُ الرومِ العَظائمْ و كيفَ عَلا على الدُنيا عَظيمٌ و كيفَ قَعَى كما تقْعو البَهائمْ كَذا حُكْمُ الزَمانِ بِكلِ أرضٍ تُقامُ دَكائكٌ و يُدَكُّ قائمْ لَهُ العزَماتُ ما يَبني وَثوبٌ و إنْ عَزمَ الخَرابَ فَعزمُ حَازِمْ جَليلُ يَدِ السَماءِ رَوتْ غَبوقاً بِوَبلٍ في الجِبالِ لَهُ هَزائمْ تَضُجُ لهُ الجَوانِبُ و الزَوَايا ضَجيجَ الحَجِ في الرُكنِ المُتاخِمْ يَسيلُ و كان إذْ يَجري رَحيماً لَعَلَ لَهُ بُعَيْدَ الضُرِ رَائمْ رَآهُ الناسُ حِينَ بَدا سَحاباً وَ سَرَّ البَعضَ إنّ اليومَ غَائمْ فَلما اسْودّ كَشّرّ ثُمّ أرغَى فقال الكُلُ إنّ اليومَ غَاشِمْ تَدَفقَ في الوِهادِ كَما العَوالِي وَ صَوّبَ قَاصِداً وَ سَعَى كَهائمْ وَ زَمْجَرَ كَالأسُودِ إذا تَنادَتْ لِيومِ قَنيصةٍ وَ طِرادِ سَائمْ فَلَوْ نُوحٌ رَآهُ لَقالَ إرْكَبْ بُنَيَّ فَلَيْسَ ثَمَّ اليومَ عاصِمْ أتاهُمْ عُنْوَةً وَ لَهُ هَديرٌ يَقولُ أنا الدَكادِكُ وَ الهَوادِمْ وَ لَوْ أنَ السُيولَ هُجومُ خَيلٍ لَصدَ السَيْلَ أكْوامُ الجَماجِمْ عناهُمْ بَغتةً وَ هُمُ نِيامٌ كَفِعلِ أخِ الدَسائسِ وَ الجَرائمْ وَ لَو جَاءَ النَهارَ كَكُلِ آتٍ لَقُوبِلَ بِالذبائحِ وَ الوَلائمْ تَرَى الدارَ المَنيعَةَ قَد تَخَلّتْ عَنِ الجُدُرِ المُحَصّنَةِ العَوَاصِمْ وَ بَيتاً بِالنَمارِقِ قد تَحَلَى خَلَى مِن كُلِ حَالِيةٍ وَ طَاهِمْ بَناهُ الكَدُ مِن عَرَقِ النَواصي تَجَشّم أخذُهُ عِندَ القَشاعِمْ وَ شيخاً قَدْ تَمَسّكَ في اصْطِبارٍ عَلاه المَوْجُ كالأسَدِ المُهاجِمْ وَ أنْثَى دَمْعُها كالسيلِ يَجري لَهُ مِنْ رِفْقَةِ الأنْواءِ سَاجِمْ وَ تَسمَعُ صَرْخَةً يَا أمُّ مَنْ لِي بِصَدْرٍ في مَهاوِي السَيْلِ راحِمْ وَ ثَكْلَى تَسْتجيرُ بِكلِ سَاعٍ لِيُنقِذَ عَائماً غَضّ التَمَائمْ و ذُو مَالٍ كَفاهُ السَيلُ هَمّاً بِدفْعِ ضَريبَةٍ وَ سَدادِ غَارِمْ أَيَا أهلَ النُهودِ بِكلِ أرضٍ وَ أرضُ اللهِ وَ اسِعَةُ المَراغِمْ بوَدْ حَيْدُوبَ* ثَمَ لَكُمْ أسَاسٌ وَ فِي عُرَصِ النِهِيداتِ* الغَشائمْ (جبال تحيط بمدينة المهود) سَقَوْكُمْ دَرَّهُمْ وَ الحُرُ يَنْسَى جَرَيرَةَ غَفْلَةٍ لأخٍ مُراحِمْ و ضَربُ الماءِ أخْضَرُ حِينَ يَمْضي وَ بَعضُ الضِرْبِ إعدادٌ لقَادِمْ أرَى السُودانَ شَمّرَ في نَفيرٍ يَمُدُ يَداَ بِأفئدَةٍ رَحائِمْ يُقاسِمُ لُقْمَةً تأبَى انقِساماً لِإنّ البِرَ في تِلكَ القَسائمْ طارق المامون 4/ أغسطس/ 2018 |
رد: مصاب مدينة النهود
سلام الله
وتحية ترقى لتليق أطلقتم سراحَ الرسالة في الضّاد .. دمتم رسالة في أدب الوطن والانسان.. كل الود |
رد: مصاب مدينة النهود
فَلما اسْودّ كَشّرّ ثُمّ أرغَى فقال الكُلُ إنّ اليومَ غَاشِمْ تَدَفقَ في الوِهادِ كَما العَوالِي وَ صَوّبَ قَاصِداً وَ سَعَى كَهائمْ وَ زَمْجَرَ كَالأسُودِ إذا تَنادَتْ لِيومِ قَنيصةٍ وَ طِرادِ سَائمْ فَلَوْ نُوحٌ رَآهُ لَقالَ إرْكَبْ بُنَيَّ فَلَيْسَ ثَمَّ اليومَ عاصِمْ تصوير مدهش لا فضّ فوك هذا لعمري من نسيج الأوّلين.. نسأل الله تعالى أن يجيركم في مصيبتكم ويبدلكم خيرا منها.. و أولَى بالنصيحةِ مِنْ إذا ما تَساوَى الناسُ قُدِّمَ في المَكارِمْ مَن.. فلا يُنجيكَ إنْ يَأتيكِ حِصنٌ و لا يُؤذِيكَ إنْ يَسلوكَ راجِمْ فعلا الشّرط مجزومان ..إن يأتِك ..إن يسلُك ..أقترح استبدال إن ب إذ .. لَهُ العزَماتُ إنْ يَبني وَثوبٌ و إنْ عَزمَ الخَرابَ فَعزمُ حَازِمْ يَسيلُ و كان إنْ يَجري رَحيماً لَعَلَ لَهُ بُعَيْدَ الضُرِ رَائمْ نفس الملاحظة السّابقة ..إن يبنِ..إن يجرِ.. رَآهُ الناسُ حِينَ بَدا سَحاباً وَ سَرَّ البَعضُ إنّ اليومَ غَائمْ وسرَّ البعضَ أَنّ اليوم غائم.. أو وسُرَّ البعضُ..إِنَّ اليوم غائم.. وَ بَيتٍ بِالنَمارِقِ قد تَحَلَى خَلَى مِن كُلِ حَالِيةٍ وَ طَاهِمْ وبيتًا..عطفا على الدّار بارك الله فيك أخي طارق ودام لنا ألقك وعطاؤك.. مودّتي |
رد: مصاب مدينة النهود
ما شاء الله
حرف نطق بحكم و مواعظ و تذكير بأن للقدر و أمر الله لا يرده شيء تصويرات راقية من لدن قلم بديع |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
دم بخير |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
كل ما قلته معك يه الحق و قد قمت بتصليحه . ملحوظة سر البعض من الإسرار و ليس من السرور . و بيت الواو واو رب ليكون البيت مجرورا بالكسرة لكن اخذت برايك حتى لا أفصل بين الأبيات في إعرابها. بارك الله قلمك و صاحبه |
رد: مصاب مدينة النهود
سلام الله أستاذنا الشاعِر العزيز السيّد طارِق،
عظيم ما قَرأنا من شِعْرٍ راقٍ يسري في الدماء فتنتشي النَفْسُ من غبْطَته بهاء وأسى وَلَوعة على ما حَلّ من نوائب. لكن رحمة الله تعالى لا حدود لها. حَفِظَ الله إخوتنا في السودان الشقيق وأبْعَد عنهم كُلّ مكروه. وبوركت أستاذنا الشاعِر طارِق. إحْتِرامنا. |
رد: مصاب مدينة النهود
بارك الله بك ورعاك ودفع الشر والمصائب عن أهلنا
على كامل التراب السوداني موضوع النص وعن امة العرب نص رائع النسج والتصوير وقد نطق بكل ما كان بأسلوب رائع لقلبك الفرح |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
الحمد لله بدإت الامور رويدا رويدا في التعافي.. نسال الله تمام العافية. دم طيبا |
رد: مصاب مدينة النهود
طيب ما كتبت في هذه المواساة والمساندة
حفظ الله السودان الحبيب ووقاه من كل مكروه تقديري أ. طارق وتحياتي |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
اضاءت احرفي و سمت مقاما بكم. شكرا لكريم رايك فيها. دم بخير |
رد: مصاب مدينة النهود
حفظ الله أهلنا في السودان الحبيب وأبعد عنهم مصائب الدهور وأبدلها بالفرح والسرور
قصيدة ماتعة مؤثرة بطابع راقٍ وجميل دمت بتألق وإبداع شاعرنا القدير تحياتي وبيادر الياسمين |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
سلام الله فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية واللغوية التي من شأنها أن ترفد النص وتحافظ على سلامة اللغة داخل المنتج الا ونغتنمها لنشكر اصحابها التمار شكرا لكم ود |
رد: مصاب مدينة النهود
حفظ الله أهل السودان العزيز من كل مكروه
تفاقد الله رحمة أخي طارق كان الله في العون بحق نص جميل رائع راق لي بل وادهشني دمت وهذا الرقي دمت بخير وصحة محبتي |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
شكرا لمرورك الجميل كعادته دم بخير |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
شكرا لك على مرورك الكريم . اليوم تغيرت المدن و تحول ضرب الماء الى تنمية لأهلها بفضل الله. شكرا لمرورك الكريم |
رد: مصاب مدينة النهود
اقتباس:
لك التحاياي العطرات |
الساعة الآن 04:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط