۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=89)
-   -   رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=75152)

محمد خالد النبالي 07-06-2020 02:19 PM

رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
 
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
إنـه ..... هنا -- الفصل الأول
------------------------------- (1)
هُـوَ يَجلِسُ في عُـزلَتِهِ لا يُـرِيدُ أن يُغَادِرَ، الدُّنيَا لَن تخَسَرَ كَثِيـرًا إِذا مَا
آثـرَ أن يَظَلَّ هَا هُنَا إِلى أن تَـقُومَ السَّاعَةُ، لَقَد انتَهَى كُلُّ شَيْءٍ !
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟
الحياةُ ما الحياة ؟ ... إنها محضُ طريقٍ، ربما كان قِصَرُهُ مُريحًا لبعضِ البشر ،
ما مِنْ أحـدٍ إلاّ وقـد مـرّت عليه لحظةٌ، ساعةٌ، يـومٌ ، شهرٌ ، عامٌ ، أو دهـرٌ،
فنطق بهذه العبارةِ الساذجةِ الرهيبةِ ... ما أغـربَ الحياة !

وآهٍ يا نـفسي ... ما أوجعَ الفلسفة !
دَائِمًا مَا يَنطِقُ بهَـذِهِ العِبَارَةِ كُلَّمَا جَلَسَ عِندَ مَطلَعِ الصَّباحِ يَنظُرُ مِن
نَافِذتِهِ إِلى الشَّجَـرِ الكَـثِيفِ المُحِـيطِ بالأمَاكِـنِ وكَأنهُ يَقُولُ لَهُ :
لا بُدَّ أن تَنتَهِي اللُّعبَةُ الَّتِي وُجِدتَ مِن أجلِهَا،نَعَم،فَمَا الحَيَاةُ سِوَى مَسرَحٍ كَبيرٍ يُجسِّدُ كُلُّ إِنسَانٍ
دَورَهُ فَوقَ خَشَبَتِهِ حتَّى إِذا مَا تَمَّ دَورُهُ
قَـالَتِ الحَيَاةُ: هيَّا انسَحِب كَأن لَم تكُن شَيئًا ذاتَ يَـومٍ،
ثمَّ أمَـرَتْ غَيرَهُ أن يُولَدَ فَوقَ المَسرَحِ لِيَلعَبَ الدَّورَ الجَدِيد .

في لحَظَةٍ مُبَاغِتَةٍ وَبَينَمَا ينظُرُ إِلى الشَّجَرِ وَهُـوَ يُحَـادِثُ سَمَـاءَ الصُّبحِ حَـدِيـثًا صَامِـتًا نَطَـقَ لِسَانـُهُ
مِن دُونِ أن يَدرِي : (( لَقَـد انتَـهَت اللُّعبَةُ يَا يـُوسُف )) !
ثـمَّ رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَاطِرٍ حَزِينٍ فَكَأنَّ الصَّباحَ حِينَ يَأتِي مَعَ هَذا المَشهَدِ ،
مَشهَدِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ وَالنَّافِذةِ ، كَأنـهُ قُدَّاسٌ اعتَادَ أن يُقِيمَهُ كُلَّ يَومٍ في هَذا المَوعِدِ .
رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَـاطِـرٍ حَـزِينٍ .
هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ،رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسة وأربعينَ عاماً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ ,
كَانَت الحِكَايةُ .

~~~~~~~~~~~~~~
محمد خالد النبالي
رواية " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ

باسل التاجر 07-06-2020 02:36 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
http://www.ashefaa.com/up//uploads/i...149246d2bc.gif

الأديب الأريب
محمد خالد النبالي

.مرور أول قرب رصيف الحكمة المجاور لطريق الحياة لإلقاء التحية ولي عودة إن شاء الله
كل الاحترام والتقدير
لشخصكم الكريم
ودمتم في حفظ الله ورعايته

باسل التاجر 07-06-2020 07:02 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
هُـوَ يَجلِسُ في عُـزلَتِهِ لا يُـرِيدُ أن يُغَادِرَ، الدُّنيَا لَن تخَسَرَ كَثِيـرًا إِذا مَا
آثـرَ أن يَظَلَّ هَا هُنَا إِلى أن تَـقُومَ السَّاعَةُ، لَقَد انتَهَى كُلُّ شَيْءٍ !
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟

مشهدية انطلقت بهدوء جياش!!
تحييد الأنا هاهنا واسقاط المشهدية على الآخر كان مطلعا موفقا جدا

باسل التاجر 07-06-2020 07:06 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟
الحياةُ ما الحياة ؟ ... إنها محضُ طريقٍ، ربما كان قِصَرُهُ مُريحًا لبعضِ البشر ،
ما مِنْ أحـدٍ إلاّ وقـد مـرّت عليه لحظةٌ، ساعةٌ، يـومٌ ، شهرٌ ، عامٌ ، أو دهـرٌ،
فنطق بهذه العبارةِ الساذجةِ الرهيبةِ ... ما أغـربَ الحياة

نعم قد مرت بنا جميعنا والله ليتنا نتوقف هنا حيث تعم السكينة والفهم الفطري لمعنى الحباة لو فعلنا من منا سيؤذي الآخر أو يظلم وهو يدرك أن الطريق قصير جدا ونهايته بداية بحق

باسل التاجر 07-06-2020 07:10 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
وآهٍ يا نـفسي ... ما أوجعَ الفلسفة !
دَائِمًا مَا يَنطِقُ بهَـذِهِ العِبَارَةِ كُلَّمَا جَلَسَ عِندَ مَطلَعِ الصَّباحِ يَنظُرُ مِن
نَافِذتِهِ إِلى الشَّجَـرِ الكَـثِيفِ المُحِـيطِ بالأمَاكِـنِ وكَأنهُ يَقُولُ لَهُ :
لا بُدَّ أن تَنتَهِي اللُّعبَةُ الَّتِي وُجِدتَ مِن أجلِهَا،نَعَم،فَمَا الحَيَاةُ سِوَى مَسرَحٍ كَبيرٍ يُجسِّدُ كُلُّ إِنسَانٍ
دَورَهُ فَوقَ خَشَبَتِهِ حتَّى إِذا مَا تَمَّ دَورُهُ
قَـالَتِ الحَيَاةُ: هيَّا انسَحِب كَأن لَم تكُن شَيئًا ذاتَ يَـومٍ،
ثمَّ أمَـرَتْ غَيرَهُ أن يُولَدَ فَوقَ المَسرَحِ لِيَلعَبَ الدَّورَ الجَدِيد .

ليت طغاة العالم يدركون ذلك حقا لا يوجد لاعب أساسي كلنا ممثلين مخيرين بأدوارنا والغريب أننا رغن إدراكنا أن دور البطولة هنا للخير ننحاز للشر دون تىدد وهل سيستمر ذلك لا سيأتي من بعدنا من يكمل الدور فطوبى لمن ترك بعده أثرا طيبا الن صالخا يدعو له أو صدقة جارية تكمل دوره من بعده..

باسل التاجر 07-06-2020 07:15 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
في لحَظَةٍ مُبَاغِتَةٍ وَبَينَمَا ينظُرُ إِلى الشَّجَرِ وَهُـوَ يُحَـادِثُ سَمَـاءَ الصُّبحِ حَـدِيـثًا صَامِـتًا نَطَـقَ لِسَانـُهُ
مِن دُونِ أن يَدرِي : (( لَقَـد انتَـهَت اللُّعبَةُ يَا يـُوسُف )) !
ثـمَّ رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَاطِرٍ حَزِينٍ فَكَأنَّ الصَّباحَ حِينَ يَأتِي مَعَ هَذا المَشهَدِ ،
مَشهَدِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ وَالنَّافِذةِ ، كَأنـهُ قُدَّاسٌ اعتَادَ أن يُقِيمَهُ كُلَّ يَومٍ في هَذا المَوعِدِ .
رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَـاطِـرٍ حَـزِينٍ .
هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ،رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ ,
كَانَت الحِكَايةُ .

تصفعنا الذكرى أحيانا لكي نصحو على الماضي الصادق ونهرب من كوابيس الواقع المنافق هنا تستفيق فينا تلك المشاعر التي ترافقها الدموع و يعود العمر إلى مكان وجد فيه سكينته سابقا بعد أن فقدها في حاضره

محمد خالد النبالي 08-06-2020 09:41 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل التاجر (المشاركة 1819475)
http://www.ashefaa.com/up//uploads/i...149246d2bc.gif

الأديب الأريب
محمد خالد النبالي

.مرور أول قرب رصيف الحكمة المجاور لطريق الحياة لإلقاء التحية ولي عودة إن شاء الله
كل الاحترام والتقدير
لشخصكم الكريم
ودمتم في حفظ الله ورعايته

كل الشكر لحضورك والذي يهبني الجمال تحياتي وأكثر
وانتظر بديع حضورك فانت قارئ من الدرجة الاولى شاعرنا البهي

محمد خالد النبالي 08-06-2020 09:42 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران (المشاركة 1819510)
مرحبا 🌹 استاذ محمد
أتابع فيض حروفكم ونزف قلمكم.
مودتي

شكرا كبيرة لحضورك الراقي الذي نثر الجمال تقديري وودي

محمد خالد النبالي 08-06-2020 09:44 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل التاجر (المشاركة 1819543)
هُـوَ يَجلِسُ في عُـزلَتِهِ لا يُـرِيدُ أن يُغَادِرَ، الدُّنيَا لَن تخَسَرَ كَثِيـرًا إِذا مَا
آثـرَ أن يَظَلَّ هَا هُنَا إِلى أن تَـقُومَ السَّاعَةُ، لَقَد انتَهَى كُلُّ شَيْءٍ !
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟

مشهدية انطلقت بهدوء جياش!!
تحييد الأنا هاهنا واسقاط المشهدية على الآخر كان مطلعا موفقا جدا

ما اسعدني باخ وشاعر عميق يجيد الغوص ويخرج للسطح حاملا الدرر
قراءة جميلة تسعدني متابعتك شقيق الروح
ردك ربيع مزهر يستوطن حروفي القاحلة تقديري وعرفاني شكرا من القلب
كل التحايا

محمد خالد النبالي 08-06-2020 09:47 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل التاجر (المشاركة 1819544)
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟
الحياةُ ما الحياة ؟ ... إنها محضُ طريقٍ، ربما كان قِصَرُهُ مُريحًا لبعضِ البشر ،
ما مِنْ أحـدٍ إلاّ وقـد مـرّت عليه لحظةٌ، ساعةٌ، يـومٌ ، شهرٌ ، عامٌ ، أو دهـرٌ،
فنطق بهذه العبارةِ الساذجةِ الرهيبةِ ... ما أغـربَ الحياة

نعم قد مرت بنا جمينا والله ليتنا نتوقف هنا حيث تعم السكينة والفهم الفطري لمعنى الحباة لو فعلنا من منا سيؤذي الآخر أو يظلم وهو يدرك أن الطريق قصير جدا ونهايته بداية بحق

الله عليك استاذي تسمق عاليا وتصعد للسماء السابعة على اجنحة الصقر
ترى بعين ثاقبة يسرني بانك هنا بانك من الاوفياء اصحاب الادب الرفيع
كل فخر باني عرفتك
حضور كبير ارتقى به نصي
ورد بخيوط الإبداع..كان وسام شرف منك شاعرنا شكرا ألفا
مع كل التقدير وفائق الاحترام

محمد خالد بديوي 09-06-2020 10:21 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي (المشاركة 1819469)
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
إنـه ..... هنا -- الفصل الأول
------------------------------- (1)
هُـوَ يَجلِسُ في عُـزلَتِهِ لا يُـرِيدُ أن يُغَادِرَ، الدُّنيَا لَن تخَسَرَ كَثِيـرًا إِذا مَا
آثـرَ أن يَظَلَّ هَا هُنَا إِلى أن تَـقُومَ السَّاعَةُ، لَقَد انتَهَى كُلُّ شَيْءٍ !
انتهى كلّ شيءٍ ... وأيّ شيءٍ ذلكَ الـذي لا يـعـرفُ النهاية ؟
الحياةُ ما الحياة ؟ ... إنها محضُ طريقٍ، ربما كان قِصَرُهُ مُريحًا لبعضِ البشر ،
ما مِنْ أحـدٍ إلاّ وقـد مـرّت عليه لحظةٌ، ساعةٌ، يـومٌ ، شهرٌ ، عامٌ ، أو دهـرٌ،
فنطق بهذه العبارةِ الساذجةِ الرهيبةِ ... ما أغـربَ الحياة !

وآهٍ يا نـفسي ... ما أوجعَ الفلسفة !
دَائِمًا مَا يَنطِقُ بهَـذِهِ العِبَارَةِ كُلَّمَا جَلَسَ عِندَ مَطلَعِ الصَّباحِ يَنظُرُ مِن
نَافِذتِهِ إِلى الشَّجَـرِ الكَـثِيفِ المُحِـيطِ بالأمَاكِـنِ وكَأنهُ يَقُولُ لَهُ :
لا بُدَّ أن تَنتَهِي اللُّعبَةُ الَّتِي وُجِدتَ مِن أجلِهَا،نَعَم،فَمَا الحَيَاةُ سِوَى مَسرَحٍ كَبيرٍ يُجسِّدُ كُلُّ إِنسَانٍ
دَورَهُ فَوقَ خَشَبَتِهِ حتَّى إِذا مَا تَمَّ دَورُهُ
قَـالَتِ الحَيَاةُ: هيَّا انسَحِب كَأن لَم تكُن شَيئًا ذاتَ يَـومٍ،
ثمَّ أمَـرَتْ غَيرَهُ أن يُولَدَ فَوقَ المَسرَحِ لِيَلعَبَ الدَّورَ الجَدِيد .

في لحَظَةٍ مُبَاغِتَةٍ وَبَينَمَا ينظُرُ إِلى الشَّجَرِ وَهُـوَ يُحَـادِثُ سَمَـاءَ الصُّبحِ حَـدِيـثًا صَامِـتًا نَطَـقَ لِسَانـُهُ
مِن دُونِ أن يَدرِي : (( لَقَـد انتَـهَت اللُّعبَةُ يَا يـُوسُف )) !
ثـمَّ رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَاطِرٍ حَزِينٍ فَكَأنَّ الصَّباحَ حِينَ يَأتِي مَعَ هَذا المَشهَدِ ،
مَشهَدِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ وَالنَّافِذةِ ، كَأنـهُ قُدَّاسٌ اعتَادَ أن يُقِيمَهُ كُلَّ يَومٍ في هَذا المَوعِدِ .
رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَـاطِـرٍ حَـزِينٍ .
هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ،رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ ,
كَانَت الحِكَايةُ .

~~~~~~~~~~~~~~
محمد خالد النبالي
رواية " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ


استهلال طيب ، وبداية موفقة في جذب المتلقي. أيضا لمست ما يبشر
بسرد جميل ومشوق وكما تعلمون فإن السرد أحد العناصر المؤثرة في
متابعة المتلقي لامتداد الرواية . (انتظار على رصيف ليلي) عنوان رائع
لكنه قد يثير الأسئلة : ( رصيف ليلي) هل يعني بالمقابل وجود (رصيف نهاري)
أم أنكم يا شاعرنا الوارف ومن خلال الفصول القادمة ستقدم لنا ما يوضح ويجيب
على بعض الأسئلة.؟ فعليا نحن لم نقرأ شيئا بعد ..لكن أحببت أن أقول رأيي المتواضع
في هذه البداية المملوءة (بالكليشهات) أو الشواخص التي تَعِدُ بعمل روائي متقن .


شاعرنا الراقي والمتألق محمد خالد النبالي

نتابع ..وبانتظار التالي الذي أرجو ان يكون مائزا ..تتصاعد جودته
كلما أوغلنا أكثر في تفاصيل الرواية .

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

عبدالرشيد غربال 10-06-2020 06:50 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
كما لو أننا أمام توطئة تحدد نوع السرد ( سيرة ) والفضاء بلونيه زمانا ومكانا والرؤية السردية ( من فوق ) بدليل تكثيف ضمير الغائب

اقول توطئة لأنها توقفت معلنة بدء الحكي
وأرى أن النمط سيكون استرجاعا

لا يفوتني التنويه إلى أن الأدب - بجميع أجناسه - هو رسالة ووثيقة تربوية تخدم اللغة وتحميها من الضياع باعتبارها أم القيم لوجود أمة ما ..وللأمانة النحوية أدعوك إلى تعديل حكم العدد ..الظاهرة اللغوية التي يطرد اللحن فيها أهلنا اليوم.
...................
رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
........................
هنا أمامك حلان أخي:
فإما تذكير العدد (5) خمسٍ وأربعين سنة
وإما تعديل التمييز ( سنة ) من التأنيث إلى التذكير (عاما )والإبقاء على العدد مؤنثا :خمسة وأربعين عاما
مرجعنا في ذلك قاعدة حكم العدد من ثلاثة إلى عشرة وما بينهما : وجوب مخالفة العدد لمعدوده تذكيرا وتأنيثا
مع الود في انتظار الفصل الأول من الاسترجاع

محمد خالد النبالي 10-06-2020 07:10 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل التاجر (المشاركة 1819545)
وآهٍ يا نـفسي ... ما أوجعَ الفلسفة !
دَائِمًا مَا يَنطِقُ بهَـذِهِ العِبَارَةِ كُلَّمَا جَلَسَ عِندَ مَطلَعِ الصَّباحِ يَنظُرُ مِن
نَافِذتِهِ إِلى الشَّجَـرِ الكَـثِيفِ المُحِـيطِ بالأمَاكِـنِ وكَأنهُ يَقُولُ لَهُ :
لا بُدَّ أن تَنتَهِي اللُّعبَةُ الَّتِي وُجِدتَ مِن أجلِهَا،نَعَم،فَمَا الحَيَاةُ سِوَى مَسرَحٍ كَبيرٍ يُجسِّدُ كُلُّ إِنسَانٍ
دَورَهُ فَوقَ خَشَبَتِهِ حتَّى إِذا مَا تَمَّ دَورُهُ
قَـالَتِ الحَيَاةُ: هيَّا انسَحِب كَأن لَم تكُن شَيئًا ذاتَ يَـومٍ،
ثمَّ أمَـرَتْ غَيرَهُ أن يُولَدَ فَوقَ المَسرَحِ لِيَلعَبَ الدَّورَ الجَدِيد .

ليت طغاة العالم يدركون ذلك حقا لا يوجد لاعب أساسي كلنا ممثلين مخيرين بأدوارنا والغريب أننا رغن إدراكنا أن دور البطولة هنا للخير ننحاز للشر دون تىدد وهل سيستمر ذلك لا سيأتي من بعدنا من يكمل الدور فطوبى لمن ترك بعده أثرا طيبا الن صالخا يدعو له أو صدقة جارية تكمل دوره من بعده..


حضور متوهج اقدره تماما وكم يعجبني من يتوقف ويقرأ
ففي القراءة فائد واعطاء النص حقه صديقي الشاعر باسل اقف عاجزا عن الشكر
وأنا ارك تغدق علي باطلالتك ومرورك المثري
محبتي وشكري العميق

محمد خالد النبالي 10-06-2020 07:18 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل التاجر (المشاركة 1819547)
في لحَظَةٍ مُبَاغِتَةٍ وَبَينَمَا ينظُرُ إِلى الشَّجَرِ وَهُـوَ يُحَـادِثُ سَمَـاءَ الصُّبحِ حَـدِيـثًا صَامِـتًا نَطَـقَ لِسَانـُهُ
مِن دُونِ أن يَدرِي : (( لَقَـد انتَـهَت اللُّعبَةُ يَا يـُوسُف )) !
ثـمَّ رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَاطِرٍ حَزِينٍ فَكَأنَّ الصَّباحَ حِينَ يَأتِي مَعَ هَذا المَشهَدِ ،
مَشهَدِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ وَالنَّافِذةِ ، كَأنـهُ قُدَّاسٌ اعتَادَ أن يُقِيمَهُ كُلَّ يَومٍ في هَذا المَوعِدِ .
رَاحَ في غَيبَـةٍ خَـلْفَ خَـاطِـرٍ حَـزِينٍ .
هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ،رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ ,
كَانَت الحِكَايةُ .

تصفعنا الذكرى أحيانا لكي نصحو على الماضي الصادق ونهرب من كوابيس الواقع المنافق هنا تستفيق فينا تلك المشاعر التي ترافقها الدموع و يعود العمر إلى مكان وجد فيه سكينته سابقا بعد أن فقدها في حاضره


صديقي وشاعرنا البهي باسل التاجل الخلوق
هي الشمس ترسل لي كرمها بحضورك المشرق المحمل بأيات الجمال وورد الحدائق
هو انت غيداق بمرورك حتى يبتهج النهار شكرا يليق وتحية بحجم الكون
شكرا بحجم الكون لطيب المقام
تحياتي واحترامي

محمد خالد النبالي 10-06-2020 07:22 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي (المشاركة 1819892)

استهلال طيب ، وبداية موفقة في جذب المتلقي. أيضا لمست ما يبشر
بسرد جميل ومشوق وكما تعلمون فإن السرد أحد العناصر المؤثرة في
متابعة المتلقي لامتداد الرواية . (انتظار على رصيف ليلي) عنوان رائع
لكنه قد يثير الأسئلة : ( رصيف ليلي) هل يعني بالمقابل وجود (رصيف نهاري)
أم أنكم يا شاعرنا الوارف ومن خلال الفصول القادمة ستقدم لنا ما يوضح ويجيب
على بعض الأسئلة.؟ فعليا نحن لم نقرأ شيئا بعد ..لكن أحببت أن أقول رأيي المتواضع
في هذه البداية المملوءة (بالكليشهات) أو الشواخص التي تَعِدُ بعمل روائي متقن .


شاعرنا الراقي والمتألق محمد خالد النبالي

نتابع ..وبانتظار التالي الذي أرجو ان يكون مائزا ..تتصاعد جودته
كلما أوغلنا أكثر في تفاصيل الرواية .

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

الاخ الصديق اديبنا الموقر محمد بديوي
حضورك كوهج الشمس شكرا لتواضعك وحضورك الجميل
وان كان مائزا سيكون بفضل حضوركم
حضور مضيئ أضاء الرواية وغمرتني بلطفك وفضلك الثري بحسن القراءة
تحيتي ومحبتي

محمد خالد النبالي 10-06-2020 07:25 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال (المشاركة 1820142)
كما لو أننا أمام توطئة تحدد نوع السرد ( سيرة ) والفضاء بلونيه زمانا ومكانا والرؤية السردية ( من فوق ) بدليل تكثيف ضمير الغائب

اقول توطئة لأنها توقفت معلنة بدء الحكي
وأرى أن النمط سيكون استرجاعا

لا يفوتني التنويه إلى أن الأدب - بجميع أجناسه - هو رسالة ووثيقة تربوية تخدم اللغة وتحميها من الضياع باعتبارها أم القيم لوجود أمة ما ..وللأمانة النحوية أدعوك إلى تعديل حكم العدد ..الظاهرة اللغوية التي يطرد اللحن فيها أهلنا اليوم.
...................
رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ
........................
هنا أمامك حلان أخي:
فإما تذكير العدد (5) خمسٍ وأربعين سنة
وإما تعديل التمييز ( سنة ) من التأنيث إلى التذكير (عاما )والإبقاء على العدد مؤنثا :خمسة وأربعين عاما
مرجعنا في ذلك قاعدة حكم العدد من ثلاثة إلى عشرة وما بينهما : وجوب مخالفة العدد لمعدوده تذكيرا وتأنيثا
مع الود في انتظار الفصل الأول من الاسترجاع

هنا حضور مختلف يشي لي بجمال حضور الكبار ويشي بان روايتي ستكون بين أيدي أمينة حريصة على اللغة , نعم الحكي سيكون النمط استرجاعا انها نباهة القارئ الفطن وليس اي قارئ
وجدت قراءة في العمق بهذا الجزء البسيط من الرواية وكثير من الشكر للتنويه
راجيا حضورك دوما وذلك للفائدة والتعلم فهذا كرم منكم اخي وشاعرنا القدير والفريد
محبتي وودي الكثير

محمد خالد النبالي 11-06-2020 11:07 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
تابع إلى الفصل الأول / الجزء 2
السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ
إنهُ يوم عطلةْ .. استسلمَ الكثيرونَ للنومِ راحةً بعد أسبوعٍ مِنَ التعبِ والإرهاقْ , غَيرَ أنَّ يوسُف أحَسَّ برَغبَةٍ مُلِحَّةٍ في الخُرُوجِ مِنَ البَيتِ
رَغمَ بُرُودَةِ الجَوِّ إِذ كَانَ لَيْلُهُ خَانِقًا كَأنهُ يمُسِكُ عُنُقَهُ بكَفَّيْهِ لا يُـرِيـدُ قَتْلَهُ
وَإِنمَّا يُرِيدُ أن يُرِيَهُ فَزعَ القَتْلِ ألْفَ مَرَّةٍ !

مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ فَيزيلُ رَونقَهَا وَيُحِيلُهَا إِلى شُحُوبٍ فَكَأنهَا وجُوهُ الأمواتِ لا وجُوهَ الأحيَاءِ مِنَ البَشَرِ .

إِنَّ آلامَ الحَيَاةِ حِينَمَا تَمُورُ وَتَصطَخِبُ بالنَّـفسِ الإِنسَانِيَّـةِ فَـلا بُدَّ مِن بحَثٍ عَن دَوَاءٍ وَطِبٍّ ،
فَإِن لَم يكُن , فَهُوَ الفِرَارُ مِنَ الحَيَاةِ بالفِرَارِ إِلَيهَا .

يا الله ! ... الفرارُ منَ الحياةِ بالفرارِ إليها ! ...
في بعضِ الأحايينِ ربما أخـذنا نتأمّلُ : أينَ الموضعُ الذي نـَفِـرُّ إليهِ إذا ما أردنـا أن نـهـرَبَ منَ الحياةِ ؟

كابوسيٌّ ذلكَ الخيال ! ... إذا ماتَ الإنسانُ وقُـذِفَ بـهِ إلَى قبرٍ من القبـورِ
ثمّ عادت إليهِ نـفسُهُ مـرَّةً أُخرى بينما جسدُهُ لا يقوى على حِـراكٍ وصوتـهُ لا يقدرُ على همسٍ وظلامُ القبرُ مُوحشٌ حَـدَّ القتل ...
فما العمل ؟ نعم ... إنـه ذلكَ الخيالُ !

مُنِيَ يوسُف بكُلِّ مَصَائِبِ الحَيَاةِ الكَبيرَةِ إِذا مَا كَانَ الحُكمُ عَلَى المُصِيبَةِ , بأنهَا كَبيرَةٌ أو صَغِيرَةٌ مُرتَبطًا بسِنِّ الإِنسَانِ مِن طُفُولَةٍ وَشَبابٍ وَرُجُولَةٍ وَكِبَرٍ, وَلِذا فَإِنَّ ابنَ الثالِثةِ وَالعِشرِينَ رَأي كُلَّ مَصَائِبِ الدَّهرِ في صُورَتِهَا الكَبيرَةِ ، فَمِن تَغـرِيبٍ وَتَشـرِيدٍ في الأرضِ بَعدَ أن أُجبرَ أهلُهُ عَلَى تَركِ فَلَسطِينَ رَفضًا لوجُودِ العَدُوِّ الصُّيهُونِيِّ بهَا ، إِلى فَقرٍ مُدقِعٍ زَادَ مِن وَطأتِهِ أنهُ كَانَ فَقرَ الغُرَباءِ لا فَقرَ أبنَاءِ الوَطَنِ وَالأرضِ وَالمكَانِ ، إِلى مَوتٍ أخَذ أعمَارَ بَعضِ أهلِهِ ، إِلى مَرَضٍ أصَابَ البَعضَ الآخَرَ، ثمَّ جَاءَ مُستَقبَلُهُ فَإِذا بهِ لا يُبشِّرُهُ إِلاَّ بالضَّياعِ ، فَالفَقـرُ وَالغُـربةُ وَالعَـائِلَةُ الكَبيرَةُ وَالحَنِينُ الدَّائِمُ إِلى الأرضِ الأُولى , كُلُّ ذلِكَ مثَّلَ عِندَهُ حَقِيقَةَ الضَّياعِ،

فَمَا يحَتاجُ إِلى عَبقَرِيَّةِ مُصَوِّرٍ وَلا إِلى رِيشَـةِ فـنَّانٍ مِـن أجـلِ أن يَفهَمَ هَـذا المَعـنَى , فَحَيَاتُهُ تُعبِّرُ عَن ذلِكَ المَعنَى في أعظَمِ صُوَرِهِ وَأبشَعِ أشكَالِهِ ، وَمَرَدُّ قُـوَّةِ الشُّعُورِ أو ضَعفِـهِ إِنمَّا هُـوَ إِلى حَـقِيقَةِ النَّفسِ الإِنسَانِيَّةِ وَطَبيعَتِهَا ، فَكَم مِن مُبتَلَىً لا يَشعُرُ لأنهُ صِيغَ مِن نَفْسٍ لا تَحُسُّ وَلا تَشعُرُ،وَكَم مِن ذِي بلاءٍ كَأنَّ البَلاءَ هُوَ, وَمَا ذاكَ إِلاَّ لأنهُ خُلِقَ مِن شُعُورٍ نَابضٍ نَاطِقٍ يَهِيجُ مَعَ أقَـلِّ حَـادِثٍ وَيَضطَـرِمُ عِنـدَ أدنَى وَاقِـعَـةٍ ...
وَهَـذا ... مَا ضَخَّمَ أمرَ المَـأسَاةِ في نَفسِ يـُوسُف


فَكَانَ لا بُدَّ أن يَنتَظِرَ الصَّباح ... كَانَ لا بُدَّ أن يَنتَظِرَه !
نهاية الفصل الأول

محمد خالد النبالي 12-06-2020 03:38 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
مرور للسلام احبتي يوم مبارك

محمد خالد النبالي 14-06-2020 12:01 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
الفصل الثاني

على طريق ممطـر
كان بالسَّنةِ الثانِيَةِ حِينَ قرَّرَ يوسُف أن يَترُكَ الجَامِعَةَ بَعدَ أن أيقَنَ أنَّ والِدَهُ في سَبيلِهِ إِلى التَّهَاوي وَالذبـُولِ مِن جَرَّاءِ مَا يَبذُلُهُ مِن جَـهْدٍ لا يُطَاقُ في عَمَلِهِ اليَدَويِّ بُغيَةَ تَعلِيمِ يوسف ولَـدِهِ البكْرِ الَّذِي دَخَلَ الجَامِعةَ عقِبَ حُصُولِهِ علَى دَرَجَاتٍ عَالِيَةٍ جِدًّا ، وَذلك مِن أجلِ الإِنفَاقِ علَى مَا يَستوجبه تَعلِيمُ أُخـتِـهِ الَّتِي تَصغُرُهُ بعَامٍ، وَأُختِهِ الثانِيَةِ البَالِغَةِ مِنَ العُمُرِ أربعَةَ عَشْرَ عَامًا طالبةِ السَّنةِ الأُولى بالمَرحَلَةِ الَّتِي تَسبقُ الجَامِعَةَ وَمِن أجلِ رِعَايةِ أخَوَيهِ الصَّغِيرَينِ اللَّذَيْنِ يَبلُغَانِ العَاشِرَةَ وَالثامِنَةَ مِنَ العُمُرِ .

حِينَمَا قَـرَّرَ ذلِكَ لَم يجَد مِن وَالِدِهِ سِوَى نَظرَةٍ حَزِينَةٍ بَلَغَت كُلَّ مَعَانِي الحَسرَةِ وَالعَجزِ، فَقَد كَانَ وَالِدُهُ يَتَمنَّى أن يُسَاعِدَ وَلَدَهُ حتَّى يُصبحَ أُستَاذاً بالجَامِعَةِ بقِسمِ الأدَبِ العَرَبيِّ كَمَا اتـَّفَقَا مَعًا وَحَلُمَا يَومَ نَجَاحِهِ بتَقدِيرٍ عَالٍ عِندَ اجتِيَازِهِ السَّنةَ الأُولى الجَامِعِيَّةَ ، كَانَت هَـذِهِ النَّظرَةُ مِنَ الوَالِدِ تَقُولُ لِلفَتَى المُجتَهِدِ:
عُـذرًا ولَدِي فَإِني عَجَـزتُ عَن مُؤازَرَتِكَ وَشُكرًا لِعَقلِكِ الكَبيرِ الَّذِي هُوَ عَقلُ رَجُلٍ نَبيلٍ وَاعٍ .

كَانَ اللَّيلُ كَـئِيبًا قَاسِيًا، فَقَد كَانَ يوسف يَنظُرُ مِنَ النَّافِذةِ فَإِذا بِجِـبَالِ الظَّلامِ تَزِيدُ مِن محِـنَتِهِ الإِنسَانِيَّةِ وَتحَمِلُهُ عَلَى البُكَاءِ غَيرَ أنهُ كَانَ يَتَمَالَكُ نَفسَهُ خَشيَةَ أن يَـرَاهُ وَالِدُهُ، وَهُوَ لا يُحِبُّ أن يَكُونَ سَبَبًا في إِيلامِ وَالِدِهِ الطيِّبِ .

مَا كَادَ خَيطُ النُّورِ الأوَّلِ أن يخَتَرِقَ حُجُبَ الظَّلامِ حتَّى انتَفَضَ يوسُف وكأنهُ نَالَ الخَلاصَ مِن أسرٍ أو سِجنٍ مِن بَعدِ أن عَانَت نَفسُهُ مَا عَـانَت طُوَالَ هَذِهِ اللَّيلَةِ البَارِدَةِ الَّتِي ظَلَّت تُحَارِبُهُ بذِكرَياتِهِ وَوَاقِعِهِ البَائِسِ .

الليلُ ... إنـه تلك العتَمَـةُ التي تـُواري جيشًا منَ الأحزانِ ، تلكَ العَتَمَـةُ التي تنفجـرُ بها أسرارُ المساكين ، وحكاياتِ العباقرة المهزومين !

وَعَلَى الطَّرِيقِ كَانَ المَطَرُ يَسقُطُ فَوقَ شَعرِهِ لِتَسِيلَ القَطَرَاتُ عَلَى جَبينِهِ الأبيَضِ فَكَأنهَا حبَّاتُ لُؤلُؤٍ أضَاءَت فَجأةً فَأنارَت،
وَهُنَا الْتَمَعَت عَينَاهُ وكَأنهُ أبصَرَ الدَّهشَةَ فَوقَ الطَّرِيقِ في هَذا الصَّباحِ !

كَانَت خُطُواتُه مُتثاقِلَةً فَهُوَ يَمشِي مِن دُونِ هَدَفٍ ، وَإِنمَّا هِيَ الأفكَارُ تجَيءُ وَتَذهَبُ ، وَمَا الْتَمَعَت عَينَاهُ فَجأةً إِلاَّ لأنـهُ تذكَّـرَ أحَـدَاثَ رِوَايةٍ إِنجِلِيزِيَّةٍ كَانَ قَـد قَرَأهَا مُنذُ عَامَين ، إِنهَا قِصَّةٌ تحَكِي حِكَايةَ فَتَىً ضَاقَت بـهِ الدُّنيَا مِن شِدَّةِ الفَقْرِ، وَرَأى سَفِينَةً عَلَى وَشْكِ الإِبحَارِ نَحـوَ أمـرِيكَا الجَدِيدَةِ وَعَـرَضَ عَلَيهِ بَعضُ التُّجَّـارِ أن يَذهَبَ مَعَهُ مُطـمِعًا إِيـَّاهُ في الحُصُولِ عَلَى المَالِ إن ذهَبَ إِلى الأرضِ الجَدِيدَةِ ...

كَانَت الفِكرَةُ رَائِقَةً لِلفَتَى الإِنجِلِيزِيِّ مِن كَثرَةِ مَا سَمِعَ عَن قَصَصِ هَؤلاءِ الَّذِينَ جَمَعُوا الثروةَ هُنَاكَ مِن بَعدِ أن لاقُوا الفَقرَ في إِنْجِلتِرَا،
وَكَادَ أن يَذهَبَ مَعَ التَّاجِرِ ,
غَيرَ أنهُ تَذكَّرَ شَقِيقَاتِهِ ، وَكَيفَ أنهُ سَيَترُكُهُنَّ يُعَانِينَ الجُوعَ وَالخَوفَ في ظِلِّ أبٍ ضَعِيفٍ طَحَنَتهُ السُّنونُ، فَالْتَفَتَ وَعَادَ إِلى لَندَن وَبَدَأ مَشرُوعًا صَغِيرًا وَتَخلَّى عَن حُـبِّهِ لأنهُ رَأى الحُبَّ أهـوَنَ عِنـدَ الفَقـدِ مِنَ التَّخلِّي عَن المَسئُولِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ أن يَحمِلَهَا مِن بَعدِ أن رَأى وَالِدَهُ يَزدَادُ ألَمًا
مَعَ مُرُورِ الأيـَّامِ وَصُعُوبةِ الدُّنيَا .

تَذكَّر يوسُف هَذِهِ القِصَّةَ , نَظَرَ إِلى صَخرَةٍ قَرِيبَةٍ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ ، وَهُنَاكَ جَلَسَ يُفكِّرُ ، لَقَد انتَهَى أمرُ طُمُوحِهِ الَّذِي بَنَاهُ كَطَالِبٍ جَامِعِيٍّ مُتَميِّزٍ، إِذن فَلا بُدَّ أن تَستَمِرَّ الحَيَاةُ، إِنَّ وَفَاءَهُ لِوَالِدِهِ وَأُمِّهِ وَحُـبَّهُ الكَبيرَ لأشِقَّائِهِ يُوجِبُ عَلَيهِ أن يَكُونَ رَجُـلاً حَقِيقِيًّا
رَغمَ أنهُ لَم يَزَل في الثامِنَةِ عَشرَةَ مِن عُمُرِهِ .

عَلَى هَذِهِ الصَّخرَةِ بَدَأ التَّفكِيرُ في مِشوَارِ حَيَاةٍ طَويلٍ، سَيَمتَلِىءُ بكُلِّ الغَرَائِبِ،بكُلِّ الأحزَانِ، بكُلِّ الانتِصَارَاتِ ،
وَسَتَظَلُّ ذِكرَيات يوسُف هِيَ الوَشْمَ الأخِيرَ فَوقَ جَبينِ الصَّباح !

محمد خالد بديوي 14-06-2020 12:34 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي (المشاركة 1820301)
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
تابع إلى الفصل الأول / الجزء 2
السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ
إنهُ يوم عطلةْ .. استسلمَ الكثيرونَ للنومِ راحةً بعد أسبوعٍ مِنَ التعبِ والإرهاقْ , غَيرَ أنَّ يوسُف أحَسَّ برَغبَةٍ مُلِحَّةٍ في الخُرُوجِ مِنَ البَيتِ
رَغمَ بُرُودَةِ الجَوِّ إِذ كَانَ لَيْلُهُ خَانِقًا كَأنهُ يمُسِكُ عُنُقَهُ بكَفَّيْهِ لا يُـرِيـدُ قَتْلَهُ
وَإِنمَّا يُرِيدُ أن يُرِيَهُ فَزعَ القَتْلِ ألْفَ مَرَّةٍ !

مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ فَيزيلُ رَونقَهَا وَيُحِيلُهَا إِلى شُحُوبٍ فَكَأنهَا وجُوهُ الأمواتِ لا وجُوهَ الأحيَاءِ مِنَ البَشَرِ .

إِنَّ آلامَ الحَيَاةِ حِينَمَا تَمُورُ وَتَصطَخِبُ بالنَّـفسِ الإِنسَانِيَّـةِ فَـلا بُدَّ مِن بحَثٍ عَن دَوَاءٍ وَطِبٍّ ،
فَإِن لَم يكُن , فَهُوَ الفِرَارُ مِنَ الحَيَاةِ بالفِرَارِ إِلَيهَا .

يا الله ! ... الفرارُ منَ الحياةِ بالفرارِ إليها ! ...
في بعضِ الأحايينِ ربما أخـذنا نتأمّلُ : أينَ الموضعُ الذي نـَفِـرُّ إليهِ إذا ما أردنـا أن نـهـرَبَ منَ الحياةِ ؟

كابوسيٌّ ذلكَ الخيال ! ... إذا ماتَ الإنسانُ وقُـذِفَ بـهِ إلَى قبرٍ من القبـورِ
ثمّ عادت إليهِ نـفسُهُ مـرَّةً أُخرى بينما جسدُهُ لا يقوى على حِـراكٍ وصوتـهُ لا يقدرُ على همسٍ وظلامُ القبرُ مُوحشٌ حَـدَّ القتل ...
فما العمل ؟ نعم ... إنـه ذلكَ الخيالُ !

مُنِيَ يوسُف بكُلِّ مَصَائِبِ الحَيَاةِ الكَبيرَةِ إِذا مَا كَانَ الحُكمُ عَلَى المُصِيبَةِ , بأنهَا كَبيرَةٌ أو صَغِيرَةٌ مُرتَبطًا بسِنِّ الإِنسَانِ مِن طُفُولَةٍ وَشَبابٍ وَرُجُولَةٍ وَكِبَرٍ, وَلِذا فَإِنَّ ابنَ الثالِثةِ وَالعِشرِينَ رَأي كُلَّ مَصَائِبِ الدَّهرِ في صُورَتِهَا الكَبيرَةِ ، فَمِن تَغـرِيبٍ وَتَشـرِيدٍ في الأرضِ بَعدَ أن أُجبرَ أهلُهُ عَلَى تَركِ فَلَسطِينَ رَفضًا لوجُودِ العَدُوِّ الصُّيهُونِيِّ بهَا ، إِلى فَقرٍ مُدقِعٍ زَادَ مِن وَطأتِهِ أنهُ كَانَ فَقرَ الغُرَباءِ لا فَقرَ أبنَاءِ الوَطَنِ وَالأرضِ وَالمكَانِ ، إِلى مَوتٍ أخَذ أعمَارَ بَعضِ أهلِهِ ، إِلى مَرَضٍ أصَابَ البَعضَ الآخَرَ، ثمَّ جَاءَ مُستَقبَلُهُ فَإِذا بهِ لا يُبشِّرُهُ إِلاَّ بالضَّياعِ ، فَالفَقـرُ وَالغُـربةُ وَالعَـائِلَةُ الكَبيرَةُ وَالحَنِينُ الدَّائِمُ إِلى الأرضِ الأُولى , كُلُّ ذلِكَ مثَّلَ عِندَهُ حَقِيقَةَ الضَّياعِ،

فَمَا يحَتاجُ إِلى عَبقَرِيَّةِ مُصَوِّرٍ وَلا إِلى رِيشَـةِ فـنَّانٍ مِـن أجـلِ أن يَفهَمَ هَـذا المَعـنَى , فَحَيَاتُهُ تُعبِّرُ عَن ذلِكَ المَعنَى في أعظَمِ صُوَرِهِ وَأبشَعِ أشكَالِهِ ، وَمَرَدُّ قُـوَّةِ الشُّعُورِ أو ضَعفِـهِ إِنمَّا هُـوَ إِلى حَـقِيقَةِ النَّفسِ الإِنسَانِيَّةِ وَطَبيعَتِهَا ، فَكَم مِن مُبتَلَىً لا يَشعُرُ لأنهُ صِيغَ مِن نَفْسٍ لا تَحُسُّ وَلا تَشعُرُ،وَكَم مِن ذِي بلاءٍ كَأنَّ البَلاءَ هُوَ, وَمَا ذلِكَ إِلاَّ لأنهُ خُلِقَ مِن شُعُورٍ نَابضٍ نَاطِقٍ يَهِيجُ مَعَ أقَـلِّ حَـادِثٍ وَيَضطَـرِمُ عِنـدَ أدنَى وَاقِـعَـةٍ ...
وَهَـذا هُـوَ مَا ضَخَّمَ أمرَ المَـأسَاةِ في نَفسِ يـُوسُف


فَكَانَ لا بُدَّ أن يَنتَظِرَ الصَّباح ... كَانَ لا بُدَّ أن يَنتَظِرَه !
نهاية الفصل الأول




كنت معكم هنا ..وما زلت أتابع ..إذن هي رواية تسرد أحداثها
من ذاكرة طافحة بالصور..يسترجع كما أشار شاعرنا الكبير :
عبد الرشيد غربال ..


{وأرى أن النمط سيكون استرجاعا }

لكن.. وكأنني لم أوفق بفهم هذه الجزئية :



{{السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ }}



{{مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ}}


لا أدري ففي الأولى تشير الساعة إلى السابعة صباحا...وفي الثانية عند آذان الفجر
هنا نلمس وجودا للمارين بينما في السابعة الطريق خال من المارة.

إلى اللحظة يحافظ السرد على رونقه وبدأنا نمسك بأول خيوط الرواية.


شاعرنا المتألق محمد خالد لنبالي

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

محمد خالد النبالي 14-06-2020 12:50 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي (المشاركة 1821411)

كنت معكم هنا ..وما زلت أتابع ..إذن هي رواية تسرد أحداثها
من ذاكرة طافحة بالصور..يسترجع كما أشار شاعرنا الكبير :
عبد الرشيد غربال ..


{وأرى أن النمط سيكون استرجاعا }

لكن.. وكأنني لم أوفق بفهم هذه الجزئية :



{{السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ }}



{{مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ}}


لا أدري ففي الأولى تشير الساعة إلى السابعة صباحا...وفي الثانية عند آذان الفجر
هنا نلمس وجودا للمارين بينما في السابعة الطريق خال من المارة.

إلى اللحظة يحافظ السرد على رونقه وبدأنا نمسك بأول خيوط الرواية.


شاعرنا المتألق محمد خالد لنبالي

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري


الاخ الحبيب اديبنا محمد بديوي صاحب النظرة الثاقبة
كثير من الشكر لمتابعتك ويسعدني ان اراك دوما
توضيح نعم الصديق الشاعر عبد الرشيد أصاب فالرواية هي استرجاع لذاكرة يوسف عندما كان شابا
وعلى هذا الأساس بدأ سرد الرواية فبداية الرواية بالتذكر وفي نهاية الجزء الأول تم سرد هذه العبارة فالرواية يعود يوسف للوراء وبدأ يتذكر الاحداث او يسرد ما حصل معه .. محبتي


( هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ ، رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ
كَانَت الحِكَايةُ . )


محبتي وأكثر يا غالي امتناني

محمد خالد بديوي 14-06-2020 01:34 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي (المشاركة 1821414)
الاخ الحبيب اديبنا محمد بديوي صاحب النظرة الثاقبة
كثير من الشكر لمتابعتك ويسعدني ان اراك دوما
توضيح نعم الصديق الشاعر عبد الرشيد أصاب فالرواية هي استرجاع لذاكرة يوسف عندما كان شابا
وعلى هذا الأساس بدأ سرد الرواية فبداية الرواية بالتذكر وفي نهاية الجزء الأول تم سرد هذه العبارة فالرواية يعود يوسف للوراء وبدأ يتذكر الاحداث او يسرد ما حصل معه .. محبتي


( هَا هُوَ يَعُودُ بذاكِرَتِهِ إِلى الوَرَاءِ ، رُبمَّا ارتَدَّ لِيَقِفَ قَبلَ خَمسَةٍ وأربعينَ سَنةً مِن هَـذِهِ اللَّحـظَةِ الَّتِي يحَـيَا الآنَ بَينَ ذِرَاعَيْهَا، هُنَاكَ في قَلْبِ عَمَّانَ
كَانَت الحِكَايةُ . )


محبتي وأكثر يا غالي امتناني



نعم ..فهمت هذا من البداية ... ولكن ما أُشكل علي هذه الجزئية فأرجو العودة
لقراءتها وكرما أرجو توضيحها لأنني أشعر ان بها تناقض أو أنني لم أوفق بفهمها


{{السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ
إنهُ يوم عطلةْ .. استسلمَ الكثيرونَ للنومِ راحةً بعد أسبوعٍ مِنَ التعبِ والإرهاقْ , غَيرَ أنَّ يوسُف أحَسَّ برَغبَةٍ مُلِحَّةٍ في الخُرُوجِ مِنَ البَيتِ
رَغمَ بُرُودَةِ الجَوِّ إِذ كَانَ لَيْلُهُ خَانِقًا كَأنهُ يمُسِكُ عُنُقَهُ بكَفَّيْهِ لا يُـرِيـدُ قَتْلَهُ
وَإِنمَّا يُرِيدُ أن يُرِيَهُ فَزعَ القَتْلِ ألْفَ مَرَّةٍ !

مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ فَيزيلُ رَونقَهَا وَيُحِيلُهَا إِلى شُحُوبٍ فَكَأنهَا وجُوهُ الأمواتِ لا وجُوهَ الأحيَاءِ مِنَ البَشَرِ .}}


في السابعة صباحا الطريق خال من المارة ويوسف يخرج أو يهم بالخروج
وعند آذان الفجر ـــ البرد يلفح وجوه المارة ..ويوسف يجلس بحجرته يراقب
أول شعاع للنور.


إذن كان الطريق خاليا من المارة صباحا ..وعند الفجر كان البرد يلفح وجوه المارين
يبدو ان الأمر يجب ان يكون معكوسا ..هذا إذا كانت قراءتي صحيحة وربما أنني لم أوفق
في فهم هذه الجزئية بالذات.

أرجو المعذرة فهي ملاحظة أردت فهمها حتى لا تلتبس عليّ القراءة .


مع خالص مودتي شاعرنا الكبير محمد خالد النبالي
واحترامي وتقديري

محمد خالد النبالي 14-06-2020 01:47 PM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي (المشاركة 1821428)
نعم ..فهمت هذا من البداية ... ولكن ما أُشكل علي هذه الجزئية فأرجو العودة
لقراءتها وكرما أرجو توضيحها لأنني أشعر ان بها تناقض أو أنني لم أوفق بفهمها


{{السَّمَاءُ تمُطِرُ، السَّاعَةُ الآنَ السَّابعَة صَباحًا، الطَّرِيقُ خَـالٍ مِنَ المَـارَّةِ
إنهُ يوم عطلةْ .. استسلمَ الكثيرونَ للنومِ راحةً بعد أسبوعٍ مِنَ التعبِ والإرهاقْ , غَيرَ أنَّ يوسُف أحَسَّ برَغبَةٍ مُلِحَّةٍ في الخُرُوجِ مِنَ البَيتِ
رَغمَ بُرُودَةِ الجَوِّ إِذ كَانَ لَيْلُهُ خَانِقًا كَأنهُ يمُسِكُ عُنُقَهُ بكَفَّيْهِ لا يُـرِيـدُ قَتْلَهُ
وَإِنمَّا يُرِيدُ أن يُرِيَهُ فَزعَ القَتْلِ ألْفَ مَرَّةٍ !

مَا كَادَ آذانُ الفَجرِ أن يَرتَفِعَ حتَّى جَلَسَ بحُجرَتِهِ يَرقُبُ ظُهُورَ أوَّلِ شُعَاعٍ لِلنُّورِ، وَمَا هَمَّهُ مَا يُعَانِيهِ مَن يخَرُجُ الآنَ إلى الطَّرِيقِ حَيثُ حَـبَّاتُ المَطَرِ، والبردُ يَلفحُ وجوهَ المارينَ فَيزيلُ رَونقَهَا وَيُحِيلُهَا إِلى شُحُوبٍ فَكَأنهَا وجُوهُ الأمواتِ لا وجُوهَ الأحيَاءِ مِنَ البَشَرِ .}}


في السابعة صباحا الطريق خال من المارة ويوسف يخرج أو يهم بالخروج
وعند آذان الفجر ـــ البرد يلفح وجوه المارة ..ويوسف يجلس بحجرته يراقب
أول شعاع للنور.


إذن كان الطريق خاليا من المارة صباحا ..وعند الفجر كان البرد يلفح وجوه المارين
يبدو ان الأمر يجب ان يكون معكوسا ..هذا إذا كانت قراءتي صحيحة وربما أنني لم أوفق
في فهم هذه الجزئية بالذات.

أرجو المعذرة فهي ملاحظة أردت فهمها حتى لا تلتبس عليّ القراءة .


مع خالص مودتي شاعرنا الكبير محمد خالد النبالي
واحترامي وتقديري


الحبيب اخ محمد بدوي اشكرك لهذه القراءة وفي العمق أوضح لك

هو يوسف هم بالخروج الساعة السابعة صباحا او قرر الخروج رغم البرد والمطر مع انه لم ينم في ليلته وكأنه كانت ينتظر الفجر ويشع النور ,,,,,,,,,,,,,, اذا هو لم ينم وجاء الفجر وترقب الشعاع ومن ثم بقي جالسا حتى اكتملت الساعة السابعة فقرر الخروج

محمد خالد بديوي 15-06-2020 08:58 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي (المشاركة 1821433)
الحبيب اخ محمد بدوي اشكرك لهذه القراءة وفي العمق أوضح لك

هو يوسف هم بالخروج الساعة السابعة صباحا او قرر الخروج رغم البرد والمطر مع انه لم ينم في ليلته وكأنه كانت ينتظر الفجر ويشع النور ,,,,,,,,,,,,,, اذا هو لم ينم وجاء الفجر وترقب الشعاع ومن ثم بقي جالسا حتى اكتملت الساعة السابعة فقرر الخروج



أشكركم على اهتمامكم شاعرنا الوارف
وشكرا على سعة صدركم .

احترامي وتقديري

محمد خالد النبالي 15-06-2020 10:28 AM

رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي (المشاركة 1821667)

أشكركم على اهتمامكم شاعرنا الوارف
وشكرا على سعة صدركم .

احترامي وتقديري

شكرا للحبيب وهذه المتابعة غيداق انت دائما اخ محمد بديوي
اسعدني وجودك ومتابعتك


الساعة الآن 08:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط