۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أيلول عد بميلادي
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2018, 11:56 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد الشيخ
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية أحمد الشيخ

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

أحمد الشيخ غير متواجد حالياً


افتراضي أيلول عد بميلادي

أيلول عد بميلادي

ما لي أراكِ جليسةً كحبيسةٍ يا قُرَّتي
وخِمارُكِ المعقودُ ملهوفَ الرَّوى في حُرقَةٍ
مأخوذَةً في عُزلةِ الماضي العريقْ

وجباهُ شوقَكِ تقتفي أحزانَنا مرهونةً
تمضي إلى أعمارِنا في لَفتةٍ وثمالةٍ
مَجدولةَ في زحمةِ العشقِ الغريقْ

وأنا على شُطآنِكِ الثّكلى هنا متسمرٌ
ما زلت أخبرُ صمتَكِ الحاني بنا في زفرةٍ
عن سرِّنا عن جمرةِ الحبِّ الأنيقْ

عن بحرِنا عن سِفْرِنا عوماً وغوصاً واصِباً
في مركبٍ بحثاً طويلاً عن حدودِ لقائِنا
والموجُ ثارَ بدربِنا كي نَستفيقْ

وشراعُنا دمعٌ على ذكرى النَّوى لا ينتهي
يبقي الحنينَ بلا عناوينِ اللُقا مغبونةً
كقيامِ أعذارِ الغَدِ المُرِّ السّحيقْ

كيفَ الوصولُ إلى هواكِ بلا ضياعٍ مُعتَدٍ
يَجلو همومي كلَّما ثارَ الهُيامُ بلا سُدى
لأصُفَّ أشعاري على القلبِ الرَّقيقْ ...؟!

يا جذوةَ الحقِّ الذي ناجى العُلا في همَّةٍ
كي يَرتضي أخبارَنا مسموعةً في لوعةٍ
جابَ الدِّيارَ على مناراتِ الطّريقْ

ماذا نريدُ ونَرتجي غَيرَ الخلود بلا شُدى
في غزوةِ الليلِ المباهي في الدُّجى مسْتَرسلا
يُقصي نجومَ فضائِنا الرَّحْبِ الشَّفيقْ ..؟!

كيف الرُّجوعُ إلى زمانِ خروجِنا يا مُنْيَتي
كي نملأ الحاراتِ بُدَّ حُظوظِنا منقوشةً
نغتالُ هجْراتٍ على المنفى العَتيقْ ..؟!

شهري يَعودُ بُعيدَ نأيٍّ مُستطالٍ مُحْتَفٍ
يُسقي جُذورَ مَحابري ظمآنةً لا تكتفي
كي تَرتوي مُبهورةً عند المَضيقْ

أيلولُ عُدْ بِصباحِ ميلادي إلى حيثُ النَّدى
إنّي أريدُ ولادةً أخرى تغارُ من الصَّدى
لأعودَ من رحمِ الرَّدى الحُرَّ الطَّليقْ

أيلولُ جُدْ بكفاحِ أعوامي على دربِ المدى
إنّي أعيدُ ثَقافةَ تترى تُنارُ من الهدى
لتسودَ في أخبارِنا خَيْرَ الرَّفيقْ

ما كنتُ أدري أنَّ سَهمَكَ قد دنا يَشتاقُني
كي أعبُرَ الحَدَّ الذي يَجتاحُني في نوبةٍ
ليقولَ لي كم مَرَّةً كنتُ الصّديقْ

وأنا المشتَّتُ يا صِحابي بين أقضيةِ اللِوى
وأنا المسافرُ في شعابٍ ترتدي ثَوبَ الثَّرى
ما دلَّني أحدٌ ولا خُنْتُ الفَريقْ

وأنا المُجاهِرُ بالرّؤى في دارِنا وبذارِنا
قد كنتُ أرسمُ خطَّ وِجْهةِ جَمْعِنا موزونةً
خطّ الصَّوابِ طريقُنا حقّاً حقيقْ

ما همَّني إنْ بتّ في وَجْهِ القِوى مُستيقظاً
لا نومَ يأخذني هناكَ ولا مطارقَ غَفوةٍ
حتَّى انتظارِ حضورِنا النِّدِّ الشَّريقْ

كي تَبتدي بُشرى القيامِ مسيرَها وغفيرَها
في هَبَّةٍ وجَسارةٍ معقودةٍ في نغمةٍ
لا تَقتفي درباَ سوى نورِ البَريقْ

هذا وصالي في مقالي يا حبيبةَ مَسْكَني
لكِ وعدُ روحي في هِتافي في القَوافي في الرُّبى
في رحلةِ العُمْرِ المُنادي في الصَّفيقْ

من نَبْرةٍ في بَحَّةٍ قد نِلْتها يا سلْوتي
طَرقاً على أعتابِ روحكِ من مِدادِ مَداري
صوتاً وشوقاً قد صَلى نارَ الحَريقْ

19/9/2018
أحمد الشّيخ



متفاعلن






  رد مع اقتباس
/