۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - في مدينة الضّباب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2018, 07:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي في مدينة الضّباب

في مدينة الضّباب

كنّا نقتنص الحلم من عشّ الّليل..
نرسمه على الورق..لكنّه يباغتنا أنّه احترق..
ضاعت الأمنية بين شقوق الغمام..
بينما هو يصارع المطر..
في المدينة..تبحث وجوهنا بين أكمام الغياب عن كفّ النّسيان..
فقد ساقها الحنين مصاحبة أرصفة الطّريق..بعد أن شرد الأمل من ولاتنا..وامتلأت جيوب الخيبة حظوظاً..
شوارع المدينة متعبة..
تمزّقت أثواب الزّهور فيها..
فنام البستان في الغربة..
منازلها تعرّت من الجدران..
نور قنديلها أطفأه الذّئاب والكلاب المسعورة..
لم يعد في المدينة إلّا
الضّباب المتراكم في عيون الشمس..
إلّا..
قطيعاً من الأغنام يبحث عن ظلّه..
وقد أضاع صوته الغثاء..ونسيَ طقوس الدّفاع
وهو بين الرّجاء والهجاء..
بحرها ينفث أمواجه في جسدي دمعاً..
قد ذاب فيه ملح الضّياع..
والحرف فيها وحيدٌ لا يجتمع إلّا مع شكواي قهراً في سِفر الأحزان..
تحت قبّتها الحمراء..في سِفر النّزوح نحو مآذن بلال..
وحدي ألوك المسافات من مزامير الصّمت في أزقّتها الخالية..
وأنا أمتصّ منها لهيب الشّكوى بشوك اليتم والذّكرى..
فهل تعود لحبيبتي يد الحدثان تعاقر صفائح الدّجى من رئة الّليل..
وتحتطب من ذاكرة النهار نور الشّمس؟!
كي تمسح عنها ما علق من ألسنة الزّمن الهارب..
من زغب الطّين وشحوب الجهات..
أَأَبيع المدينة أجراساً تقرعها الأعداء؟!
أم أشتري الثّريّا فلا تجد من تُخرس بها الأفواه السّوداء؟!
أم أعتكف عند أقدام الرّصاص صلاةً..تعيد ما التقمه الزّعماء؟!
فحبيبتي قدسيّةٌ ..
قلبها يُضخُّ من السّماء..
عناقها نورٌ
وقبلاتها ضياء
ضفائرها ياقوت وجبينها الإسراء والمعراج
قلبها جمرٌ يحترق عليه كلّ الأعداء
قامتها لا تنحني
جذورها عذراء
وفرعها ثابتٌ ورأسها في السّماء
فتهيّئي يا مدينة الضّباب لموعدٍ مع طيور أبابيل ترجم أعناق الجبناء..
وتهيّئي مدينةً تحملها سفينة نوحٍ لبرّ الأمان وحيث يهجع الحَمام..

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/