[عبد الحق بنسالم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح ريان

رفقاً بحالي


يا ليتَ شعري في الكتابِ حقيقُ
نغفو على عذبِ اللقا ونفيقُ

وتضُمُّنا عند الغداةِ مَطيَّةٌ
وتضمُّنا عند الرواحِ طريقُ

وتضُمُّنا طولَ الحياةِ منازلٌ
للشمسِ في شُرُفاتِهِنَّ شُروقُ

وتكونُ قافيتي إليكِ رسولةً
تحظى بذوقكِ في الهوى وتليقُ

قالوا تجاوزتَ الجنونَ صبابةً
وجفاكَ خلٌ وازدراكَ صديقُ

قلتُ الذي تدرون بعضُ صبابتي
ويضيقُ فيما أكتمُ التصديقُ

أعيى إذا غابَ الحبيبُ سُويعةً
وتشبُّ نارٌ في الحشا وحريقُ

جرحُ الفراقِ وإن رأيتَ بشاشتي
بين الجوانحِ غائر ٌ وعميقُ

وإذا عبرتُ الدربَ حيثُ عرفتها
يطفو جديدُ مشاعري وعتيقُ

بي من صنوفِ الشوقِ ما لو قلتُهُ
فاقَ المرارةَ في الشفاهِ الريقُ

يا لائمي ما كلُّ حسنٍ يُتقى
بل بعضُ عصيانِ الجمالِ عقوقُ

كم قيَّدَ الحكامُ قبليَ شاعراً
وانا عصيٌّ دونهم وطليقُ

أنا لا يُساورني الغرورُ بأحرفي
زهواً ولا يُغري بيَ التصفيقُ

الحسنُ بحرٌ والحروفُ قواربٌ
والبوجُ موجٌ والفؤادُ غريقُ

والشعرُ أزهارٌ يُعانقها الندى
والهمسُ في شَفَةِ الحبيبِ رحيقُ

طيرٌ ترنَّمَ في خمائلِ مُهجتي
رسمٌ جميلٌ للشعورِ أنيقُ

والشعرُ إن ذُكِرَتْ مُعَلِّمَتي الهوى
طفلُ تَعَهّدَهُ أبُ وشقيقُ

قالتْ ومن فرطِ الحياءِ تلعثمتْ
رُحماكَ قلبي مُرهفٌ ورقيقُ

رفقاً بحالي قد خرقتَ سفينتي
وهوى شراعٌ شامخٌ وعريقُ

أجريتُ شعري في جمالِ حبيبتي
فالشعرُ في وصفِ الحبيبِ دفوقُ

وكتبتُ قافيتي على صحفِ الهوى
فأتت تئِطُّ بلهفتي وتضيقُ

وبها مناراتٌ لأصحاب السُّرى
ولها وميضٌ في الدُّجى وبريقُ

ولها إذا تُلِيَتْ على ذي علةٍ
أثر عجيبٌ في الشفاءِ وثيقُ

ولها زفيرٌ حين يتلوها الذي
أعياهُ بُعدُ حبيبهِ وشهيقُ

أودعتُ أحلامي تقادير َ الذي
هو بالتألُّفِ بَينهُنَّ خَليقُ
:::::::::::::::::::

الكامل

رسمت الجمال على الكمال فأبدعت المحال
قصيدة آسرة و حرف لامع
مودتي