عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2021, 08:57 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي ،قراءة الشاعر القدير أ/ ياسر أبو سويلم الحرزني في نص / صدقٌ كاذب / أحلام المصري، .

،قراءة الشاعر القدير أ/ ياسر أبو سويلم الحرزني في نص / صدقٌ كاذب / أحلام المصري،
.
.
.



،، صدقٌ كاذب //أحلام المصري ،،
/
.
.
1
/
من خيط الدموع، أشعلت ابتسامة،
قربتها من وجه الوجع،
عساه ينكشف!
2
/
هو ثقيل الخطى،كأسلافه و ذويه..
لكنه ناعمٌ، ينسحب إلينا،
و فينا..يعترينا!
يلبس ملامحنا..
يا له من..محترف!
3
/
حين تلبّسني وجعي فيك..
أحبتني الفراشات أكثر،
الطيور أمست تسكن شجرتي أسرابا..
و هذا النهر، يغازلني عند كل اكتمالٍ للبدر،
يقبلني..عند كل شفق!
4
/
لمّا راوغتني معانيك..و ابتسامةٌ عابثة،
بعثرت ورود اشتياقي..
تولاني الصمت بحسن تدبيره..
جمعني قبل الشتات..عند المفترق!
5
/
على ضفةٍ أخرى، في عالمٍ آخر..
كان الذي يشبهك يكتب تفاصيل قصتنا..
محاولا غزل ثوب فرحٍ لقلبي..
يغريني،
و أنا الطفلة الحالمة بالهوى..زلت قدماي سريعا..
في طين أوجاعك!
نمَوت شجرةً دائمة الخضرة..
6
/
زيتونةٌ برية..زيتها نارٌ للمستدفئين،
برتقالةٌ شهية..تثير الناظرين..
رمانةٌ ثرية..في جلنارها عطاءٌ للفقراء و المحتاجين!
و تفاحةٌ..من الذنوب صيغت..بلا ذنبٍ لها..
نفاها قلبك من جنته!
7
/
هذا الوجع رفيقٌ بي..أكثر من عينيك!
يحترم وقاري،
يناغي طفل أنيني كلما احتدم نبضه!
فيغفو..على هدهدة حلمٍ قادم،
لا يأتي!
عنيدٌ أنت..كذبك يراوغني..
و أنا ما زلت ألملم توت الرغبة،
من شاطئ رحيلٍ لا يتوقف!
8
/
عين الكذب صادقة..
تلقف قلبي دمعها، به تدثر!
.
.







بين يدي نصّك المضيء هذا تذكّرت الكبير محمود درويش رحمه الله ،
نعم وتذكرت الكثير من قصائده الّتي لم يراهن فيها على الموسيقى الّتي توفّرها القوافي
وراهن عوضاً عن ذلك على موسيقى وشاعرية المعنى والصورة الشعرية (طبعاً بعد توفير شرط الوزن)

وتذكرت أيضاً أنّه قدّم لأحد دواوينه باقتباس جميل لأبي حيّان التوحيدي
فقمت أبحث في مكتبتي في دوواينه ، ولم يستغرقني طويلاً لأجده
ديوان "كزهر اللوز او بعد""
والّذي قدمه باقتباس التوحيدي الّذي يقول
"أحسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنّه نثر ، ونثر كأنّه نظم"
وأنا أحتفظ بنسختين من هذا الديوان في مكتبتي
ولعلّي سأقول لاحقاً لماذا أحتفظ بنسختين

وما جعلني أتذكّر كلّ هذا هو حيرة القراءة في التعاطي مع الكاتية
هل تتعاطى معها كناثرة كان باستطاعتها أن تكون شاعرة (وأن تجيد اوزانه) ولكنّها أبت إلا النثر
أم كشاعرة لم يكن باستطاعتها تعلّم العروض وأوزان الشعر فآثرت أن تبقى تحت مظلّة النبض

أمّا حدسي ( وهو حدس من لا يدّعي أنّه شاعر أو كاتب ، ولكن يمكنه وبسهولة مطلقة أن يدّعي أنّه قارئ جيّد) الّذي أصدقه كثيراً أومض لي بأنّني في حضرة ناثرة لم تشأ (رغم استطاعتها )أن تكون شاعرة
ولا أعرف سبباً لذلك
،
نعود للنصّ المضيء الزاخر بالموسيقى والصور الشعريّة الرائعة

(1)
استهلال رائع
بافتعال ضوضاء ضوئيّة
باشعال ابتسامة بحرق فتيل الدموع
لاجتلاء وجه الوجع ورؤية قسماته
عسى ولعلّ ينكشف

(2)
لعلّه انكشف
واستطاعت الشاعرة أن تحدد سلالة جين الـ dna
الخاصة به ، وصفاته وعاداته الموروثة والمكتسبة
هو
ثقيل الخطى كأسلافه
(ومن شابه أباه فما ظلم)
ناعم ينسحب إلينا وفينا ، يعترينا
(تجميل موفّق لفعل الخداع)
يلبس ملامحنا
(يتقمّصنا ويدّعينا !)
يا له من محترف
(يا له من محترف)
رائع

(3)
يا له من وجع محترف
أضاءها ، فجعل منها مهوى لأفئدة الطير والفراش والنهر

(4)
وهنا شروع بسرد حكاية ليست موازية بقدر ما هي
على هامش ما سبق
أو قد يكون كلّ ما سبق تمّ سرده ونثره على هامشها

(5)
بل هو شروع في سرد نثر الحكاية الموازية
عن معناها الكامن في نصّها وشبيهه في الضفّة الأخرى
أو في النصّ الموازي الّذي أبت الشاعرة إلا أن يظلّ مربوطاً ومنتمياً
للنص الأصلي بحبل الوجع السرّي

(6)
أعجبني استحضار التّفاحة والجنّة وفعل النفي (الإبعاد)
ولأنّي لا أتوب عن الهذو والفلسفة الرديئة
فإنّي أحسب أنّ أشجار الزيتون البرّي لا يثمر زيتوناً
لنستخلص الزيت منه ، لإنّه بحاجة إلى التطعيم
وعليه فإنّ مفردة البرّية بحاجة إلى إعادة نظر (ربّما)

(7)
قائمة من حسنات الوجع وفي مديحة
ولكن متى نرى حسنات شيء مؤلم ؟
حين نقارنه بما هو أشدّ إيلاماً ووجعاً
وبالضدّ تتمايز الأشياء
إذن
ذكر صفات الوجع في المطع الثاني كانت مدروسة
ولغرض في صدر الشاعرة

(8)
عين الكذب صادقة
كيف !
لعلّ صادقة هنا تعود الدموع فقط
وليس على العين وفعل البكاء
وهنا فصل بين عين الكذب وبين دموعها
العين كاذبة ، والبكاء كاذب في أسبابه
أمّا الدموع فهي صادقة ولا ذنب ولا حيلة لها
ماء صادق وحسن النيّة وظّفته عين كاذبة في مكيدتها
"عين الكذب صادقة"
ثلاث كلمات تستدعي الكثير الكثير
جميل جدّاً
"تلقّف قلبي دمعها ، به تدثّر"
حبّذا لو أضافت مبدعتنا واواً قبل "به تدثّر"
لتقرأ "
تلقّف قلبي دمعها ، وبه تدثّر
أو
دعينا نعود للشعر ونصحّحها حسب الوزن لتصبح
//تلقّف قلبي دمعها وتدثّر//
وبتصرّف بسيط
//تلحّف قلبي دمعها وتدثّر//
وبهذا تكون موزونة على بحر الطويل بضرب محذوف
هل قمتُ بليّ عنق الكلام هنا ؟
نعم لقد فعلت
لا لشيء سوى لأعود إلى بداية مشاركتي ، وأؤكّد أن الأخت أحلام المصري
ناثرة تستطيع وبكلّ سهولة ان تكتب القصيدة الموزونة
فهي تمتلك الشاعرية والحس المرهف جدّا بالموسيقى والإيقاع
وليست بحاجة إلا إلى بذل مجود بسيط للتعرّف على العروض والأوزان (السهلة جدّاً)


هل انصفت قراءتي نصّك المضيء ؟
أتمنّى ذلك ولو بالحدّ الأدنى

ولم أنس إخباركم بسبب احتفاظي بنسختين من ديوان درويش رحمه الله
ولكنّني سأنسى بأنّي تذكرت ، وسأفترض أنّكم نسيتم ، وأنّي مثلكم قد نسيت
هههه



سرّ من قرأ
وطاب لي المكث والإشتباك مع هذا النص المضيء



تحيّاتي واحترامي






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/