عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2021, 06:11 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحمد علي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ،،حكمة الحزن..//أحلام المصري،،

حكمة الحزن..!


مقدمة من وحي النص :



على حافة هاوية وفي آخر شبر يفصل بين الحياة والموت
بين اليأس والأمل
قد يمنع انزلاق الروح صوت هاتف ينبع من الأنا

يقول : اغتنم فرصة تأمل الحزن ..!
انظر لنصف الكوب المملوء ..!
تلقف الحكمة من رحم المعاناة ..!
قد يقف هذا التأمل حائلا بين تحليق أخير حر نحو هاوية سحيقة ..
وبين أجنحة أمل قد تفرد في آخر لحظة لتجعل لذلك التحليق قانونا آخر غير مميت..
العنوان في حد ذاته
يحتاج وريقات بحجم مقال
تصوف في الحب ،
وفلسفة للحزن ..!
وكيف يفرض تلك الفلسفة على الذات
فتقتنع معظم الجوارح بها ..
تربط الكاتبة الحزن بالحب
ربما تقول أنهما توأمان ولدا معا

الحزن عندما يولد في القلب
ينمو ويترعرع في الوجدان
يتسلل إلى أغصان الروح في هدوء
وينتشر في أزقة الخلايا
ليلتصق بروتينه بالخلايا
ويبدأ استنساخ نفسه
كما فيروس عنيد ..
بينما تعلن الأنا الحرب عليه
ترسل جيوش من كرات الدم البيضاء
في محاولة لكبح جماحه ..
وعندما لا تنجح في دحره بشكل نهائي
تضطر لعقد صفقة وهدنة تعايش معه ..
ليفرض في أحد شروطه عليها،
أن يتم تبني حكمته .. !
لينمو مع توأمه ( الحب ) جنبا إلى جنب
كلما تعمق الحب تشعب الحزن ..
فيتعلم الإنسان الصبر والتأمل والحكمة

فهو ملازم للإنسان منذ أول شهقة في حياته
عندما يصرخ خوفا من استقباله واستقبال
الدنيا بكل ما فيها من كدح ومعاناة ..

العتبة : حكمة الحزن
عنوان فلسفي ينشر روائح فواحة
تجذب القارئ إلى النص سريعا لجو النص ..
العاطفة : سيطرت على الكاتبة عاطفة التأمل ومناجاة الذات
والتوغل في عمق العلاقة بين الحزن والعشق ..
وحدة الموضوع : التزمت الكاتبة بوحدة الموضوع حتى آخر فقرة .
لغة النص : جاءت لغة النص شاعرية وأدبية راقية
تميزت بصور بلاغية مبتكرة ، استعارات وتشبيهات ممتعة ..
قسمت الكاتبة القصيدة فيها ، بينها وبين الحزن وبين من تحب ..
في حوار فرضت فيه شخصيتها وقدرتها على التكيف مع كل الموجات العاتية ،
لتعلن أنها اكتسبت الخبرة الكافية
مع طول حربها العنيفة معه . .
فقد طورت ذاكرتها وجيوشها لمواجهة ذلك الحزن المقيم ..
وكأني بها لا تصارع الحزن فقط بل مسبب الحزن
ربما هو صراع دراماتيكي بين أربع قوى
الحب ، الحزن ، الذات ، الحبيب
في قفلة القصيدة تقول الكاتبة :
أدرك كيف أعيش بلا ذاكرة ..
حيث الذكرى موت يتناسل .. وأوجاع
امرأة تحرق جميع المراكب خلفها .. عند الرحيل

الإدراك مفردة تعبر عن نتائج لا تأتى بسهولة
بل بعد عناء وبحث ومواجهات كثيرة ودامية. .
لتعلن الكاتبة كبرياء كبيرا وتهديدا قويا ، فهي عندما ترحل
تحرق كل طرق العودة ، دون أدنى ذرة ندم تذكر..!




جولة في تعبيرات ،وجدانيات ، فلسفة ومعاني النص :


ضربة البداية الرائعة كما عودتنا الكاتبة في مستهل قصائدها بشكل عام
والتي تضمنت استعارات مكنية وصور بلاغية غاية الإبداع والابتكار ..
لترغم القاريء على الغوص نحو أعماق النص ..
تقول الشاعرة :

هذا المساء يأتيني مرتبكا،
كـخيوط الغسق الراقص تحت وطأة الرياح!
بـصبر الغياب، و حكمة الليل ألقاه..


(هذا المساء يأتيني مرتبكا،)
والاستعارة المكنية حيث شبهت المساء بإنسان يجيء في ارتباك
وعبرت عن :
أنه بقدوم المساء تنطلق أعاصير الشجن فهو يجتر ذاكرة الوجع عندما يرخي سدول ثوبه المظلم
على الأرض ويخيم على الأرواح بظلمته ..
فيستدعي الحزن من مقره البعيد ليطفو من جديد فوق سطح بحر الروح والوجدان .
فالحزن مرتبط بسواد الليل ، فهو مثله في اللون ،
حتى أن التعبير في الحياة عن الحزن يرتبط بارتداء اللون الأسود ..
التشبيه في ( كـخيوط الغسق الراقص تحت وطأة الرياح!)


تشبيه الغسق بإنسان يرقص ومع من ؟ مع الرياح وتحت وطأتها وسطوتها
وهنا ترسم الكاتبة صورة حية تستحضرها للقاريء ليشاهد لحظة هجوم الليل وهو
يتقدم جارا خلفه جيوش العتمة وما تحمله من هواجس تطارد الإنسان ..

لا شك بداية انسلاخ الليل من النهار يكون مدعاة لاستحضار شريط الذاكرة
الذي قد يتوقف عند نقطة معينة فيها يكررها مرارا وتكرار ..
ويجلب معها حزن عميق ..!
تعبر الكاتبة في هذه الفقرة عن معاناة ولوعة الغياب ،
فـ بغياب من نحب نغيب نحن أيضا في شجوننا وأتراحنا حتى اشعار آخر
حتى اكتمال فيض الحزن ، وحتى قدوم الفرح متعلقا بثوب من نهوى ..
هنا يتجلى صراع محتدم بين أربع قوى هي :
الحبيب ، مشاعر منقسمة لقسمين تعيشها البطلة قسم معها وقسم ضدها ،
الحزن ، والقلق .
والصورة البلاغية في :
(فـأغمض عين الغضب عليّ مني!)
حيث تشبيه الغضب بإنسان ومن ثم السيطرة على عيون غضبه
في قوة سيطرة على الحالة بشكل مذهل ..
لتعلن الكاتبة أن سبب فتح الطريق للحزن
كان الحب ..
في فلسفة عميقة دللت على أن افتقاد من نحب
يستحضر كل صور الحزن والألم ..
فنحن نغيب في غيابهم نفسه وقد نشرد بعيدا حيث هم ..


تقول الشاعرة :


أنا الغائبة فيك حتى اكتمال نصاب الحزن،
بعضي يراودني عنك و عني،
فـأغمض عين الغضب عليّ مني!
قلبي عصفورٌ ، يعشق المقامرة تحت وابل القلق!
و كأن حبك أتاني،
لـيفتح للحزن إليّ سبيلا!


ثم الدخول في لجة صراع محتدم بالجلوس على طاولة الحوار والمناقشات
بين البطلة وبين السيد الحزن العميق ، الحلم ، والعشق ..
بينما يقف القلب في انتظار نتائج الاجتماع وما قد تجلبه الريح
من وجع أو فرح ، أو حالة تعادل قد تشبع جوع الروح والجوارح ..
فقط يراقب ويترقب ما سيؤول له الصراع الحاد ..


تقول الشاعرة :


هذا المساء،
أنا و قهوتي المرة، و بعض الحزن الدفين..
على طاولة المناوشات ..في محاكمة الحلم العنيد!
نطرح مسألة العشق ، كاملة التفاصيل،
و قلبي ينتظر قرار الريح!
هل يغمض الوقت عينه عن قلبي و أحزاني!!


الحب يصنع المعجزات ..!


تسكن البطلة ألف فكرة وألف قرار يجول بخاطرها ،
وهي لا ترى أنها تشبه تلك الخواطر وسيول الأفكار في أي شيء..!
وتتلبسها ألف سيدة كل منهن مختلفة عن الأخريات وتحاول فرض وجهة نظرها
على الأنا الأعلى في عمق ذات البطلة ..
ثم تعترف أن هذا الحب قادر على حرقها ..
وتحويلها لمجرد ذرات رماد تذروه الرياح أينما تشاء .؟
وكذلك إعادة تشكيل روحها وقلبها
في صورة روح استثنائية لا تشبهها روح ..
تأمل روعة الصورة البلاغية في
( ألف امرأةٍ تسكنني..)
والمجاز البديع ، الذي يدل على ملكة الشعر القوية لدى الكاتبة ..
وعبر عن وجدان حائر يقف ليشاهد ويبحث ليقرر ماذا هو فاعل ..
حيال ما يضطرم في خوالجه وعمقه الثائر كما البراكين ..
ومن ثم هذه الفقرة تدخلنا في عمق الفلسفة ولجة الصراع في النص

تقول الكاتبة :




ألف امرأةٍ تسكنني..
و أنا لا أشبه أيّا منهن!!
ما زلت عاجزةً عن التفسير:
كيف لهذا الحب أن يحرقني،
يحولني رماد فكرة .. ثم في لحظةٍ نورانية . .ينفخ في قلبي،
فأكون روحا لا أشبه سواي..



تستمر المعاناة ..!


تعترف أن محاولة الخوض في غمار القصيدة
يعد بمثابة مغامرة خطرة ومقامرة ليست مضمونة النتائج
فلربما عمقت من جراحاتها ، وقامت بتغذية وحش الحزن المرابط في عمق الوجدان ..
وتقر أيضا بأن الحب هو من علمها كيف تسمح للحزن بغزو كل الخلايا ..
هنا وصلت الكاتبة لذروة الصراع ، وثورة الوجدان ..
التشبيه البليغ للحزن بأنه ضيف مرحب به أضاف مزيدا من الألم على جو النص ..
استمرارا لبث موجات السخرية المؤلمة وتوريط القارئ ليجاري هذه الحالة ..

تقول الكاتبة :




القصيدة اليوم مغامرة .. و مقامرة،
فأهلا يا حزن!
أي التحيات تليق بك..؟
إن الحزن إذا نزل بداري دوما أكرمه،
هكذا علمني حبك!
أفتح النوافذ دون مواربة،
أفسح الطريق لزائري ..هذا الذي يجيد احتلال الأماكن!



الاستعارة البليغة هنا كانت رائعة :

معتصمة بجبال الصمت
تجلت فيها قوة شخصية البطلة وصبرها الكبير .

مناجاة وحوار مع الحب في تشبيه ضمني له بأنه إنسان يرى ويسمع ويحاور
معاناة وحنين وطغيان الأشواق ، ومن وراء كل هذه المشاعر
تبرز شخصية البطلة في تحويل الجميع إلى فلسفة أخرى مغايرة ،
تحلت بموضوعية ومنطقية إلى حد ما ،
تتحكم هي فيها بشكل كبير إلى حد ما ،
لا تستمد الوهج والزخم من نور عينيه ، بل من الابحار
في بحور الحزن العميقة وفلسفته الأشد عمقا ..

تقول الكاتبة :



لأنك يا حب أخرجتني من سكينة الفراغ،
إلى ضوضاء الماء، و الضياء..
قررت اعتكاف الروح،
معتصمةً بجبال الصمت..
ففي ضوضاء الحنين،
و عربدة الأشواق .. تشرق فلسفةٌ أخرى،
لا تستمد أصولها من عينيك .. بل من عمق الأحزان!



وتعود لمناجاة الحبيب - قد يكون هو والحزن وجهان لعملة واحدة -
لتقول أنها في ثوب الحزن أجمل ،
وما أصعبها من معادلة ..!
وربما هي ساخرة أكثر منها عبارة مباشرة ..
أطرافها متناقضة ..

وما أجمله من تعبير حين تقول :

حيث يولد في عينيك طفل يقيني
حيث التصوير الجميل لعيني من تحب أنها تلد طفل الثقة واليقين دائما
ثم تعترف أن وقع تأثير الغياب يثير قلقها الشديد وحيرتها المستمرة
جمل متضادة فيما بينها أبرزت المعنى المراد بشكل رائع ومؤلم ..
وتصوير القصيدة على أنها لا تكون جميلة ولائقة إلا لو ارتدت ثوب الحزن
وتلحفت بشاله دوما .. اكمالا لنفس النبرة التهكمية الموحية بمرارة الموقف ..
والتمهيد للقفلة بشكل سلس ،

تقول الكاتبة :




ألم أخبرك أني في الحزن أجمل!!
و القصيدة تلبس الحزن شالا..
أدللها ..كي ترضى،
رغم ارتباك الوقت!
حيث يولد في عينيك طفل يقيني،
ثم على أطراف غيابك ..تحلق غربان أفكاري!



قوة شخصية أم كبرياء وعناد .؟






تشبه نفسها بأنها امرأة صنعت من فاكهة الوقت ،
وفقدان الذاكرة لديها ما هو إلا مرحلة انتقالية ،
لأن الوقت يلد لها كل يوم ذاكرة جديدة تحمل نفس الصفات الوراثية
والتعبير البلاغي الوقت يلد في كل يوم ذاكرة جديدة
استعارة مكنية مبتكرة ،
عبرت عن سيطرة كاملة على تلك المساحة وتلك الحالة ..


تقول الكاتبة :




لا تلم صمتي..
فأنا امرأةٌ من وقت..
لا يعنيني إن فقدت الذاكرة،
فالوقت يلد في كل يوم ذاكرة جديدة!

القفلة :



حقيقة علمية :


الأشواك في الورد هي لحماية الوردة من غارات الحشرات المتطفلة
وحماية رقة أوراقها ورحيقها وبذورها ..
استخدام ممتاز عبر عن الشكل الذي ترى البطلة فيه نفسها
وأيضا استمرارا في تصدير للمعاناة ، قامت بنزع صفة ووظيفة الأشواك
لتشترك الأخيرة في حملة إيلام البطلة ،
وكأن كل شيء حولها يشترك في معاناتها ..!
الإدراك كانت مفردة موفقة جدا
فهو لا يجيء إلا بعد تجربة واختبار وبحث مضن ..
وعبرت الفقرة عن قدرة احتمال كبيرة ومعايشة من البطلة لشتى أنواع الحزن وغيوم الغياب .
كما لم تنس أن تعلن وبكل قوة أنها إذا ما قررت الرحيل
فإنها تحرق كل سفنها على الشاطئ فلا تعدل عن قرارها ، بل تصر عليه وبقوة مهما كانت
النتائج ..
كل الفقرة مجازات وتشبيهات رائعة من لدن كاتبة حاذقة
تمتلك جعبة أدبية وبلاغية ولغة قوية تستحق الاعجاب والاشادة ..

امرأة من ورد .. تشبيه ومجاز رائع
تدميني أشواكي ولا تحميني .. استعارة مكنية بديعة ..
صرت امرأة من جنون .. تصوير بليغ ..
أدرك كيف أعيش بلا ذاكرة .. تعبير عن قوة اليقين والثقة بالنفس
حيث الذكرى موت يتناسل وأوجاع .. استعارة مكنية
عبرت عن القدرة على استنساخ كل الذكريات في أي وقت تشاء البطلة
..

قفلة مذهلة تقول فيها الكاتبة :



و أنا امرأةٌ من ورد..
تدميني أشواكي و لا تحميني!
صرت امرأة من جنون!
أدرك كيف أعيش بلا ذاكرة ..حيث الذكرى موتٌ يتناسل ..و أوجاع!
امرأة تحرق جميع المراكب خلفها ..عند الرحيل !






مجرد قراءة لا تلزم بشيء

شكرا لك الأديبة المبدعة أ. / أحلام المصري
على هذه القصيدة الرائعة
تحياتي واحترامي لك













سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/