الموضوع: عرافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2019, 04:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هيثم الريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
قصيدة النثر 2012
يحمل درع الومضة الحكائية 2011
الأردن

الصورة الرمزية هيثم الريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


هيثم الريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي عِرافة

وعدتني العرّافاتُ بالانفكاكِ من الدوائرِ ، لو احترقتُ
فاحترقتُ على مهلٍ وانفككتُ ؛
ولكن ! صارتني الدوائرُ
- هجومُ الليلِ لذيذٌ ، بُنيّ ، لو احترقتَ على الظلامِ
تمتمنَ من بعيد
- هجرُ الحبيبِ – أيضا – لذيذٌ
همسنَ من قريب

من تساقط الشِعرِ في الخصامِ
كنَّ يُجبنَ – بأنفاسِ القهوةِ - عندما سألتُ :
وكيفَ يكونُ مني انفكاكي
أراني كلما أغمضتُ عينيّ
أراني كلما حملقتُ ؟
فقلنَ بابتسامةِ الأمهاتِ :
هذا التيهُ أنتَ
سترى ( أنتَ ) لو انتبهتَ
هذا الحصارُ أنتَ
سترى ( أنتَ ) لو سرحتَ
تموتُ على هامشِ ضِحكةٍ
وتعيشُ شرودَ موجة
تعودُ كلما ابتعدتَ ، وتدورُ
فالانفكاكُ أنتَ ، والحصارُ .

رائحةُ البنِّ ، أنتَ ، والبخورُ ،
والعِرافةُ ، غيابنا ، نحنُ ، والحضورُ
نزيّنُ النهارَ
ونرمي لأرواحنا التي تعوي
قطعَ الجَمالِ
وندورُ ، لندورَ وندور
أطرافُ أرواحنا امتزجت ، رياشَ خمرٍ يدورُ
حتى سالت الأطرافُ وسطا ، بؤرةً ، وخمرةً من نور
نغمضُ أضلعَنا علينا
فلا شيءَ على حدقةِ القلبِ إلّانا
غيابُ الغيابِ ، وهيبةُ الحضور

ربحتُ الليلَ كلَّهُ
ربحتُ الحصار
خسرتُ إلحاحَ الثواني
خسرتُ ، وضوحَ النهار
كانت التمائمُ والتمتماتُ تعلو
حتى صرنَ المكان
وأنفاسيَ على مهلٍ ، تنامُ
على مهلٍ ، تتوسدُ العِرافة
وعلى مهلٍ ، كنَّ يشربنَ قهوتي

كلّما سألتُ
كنَّ شرفةً تطلُّ من الغيابِ
كلما ابتعدتُ
كنَّ معولا يكسّرُ المسافة.






(( لا شيء مهم ، حتى هذه الفكرة ليست مهمّة)) هيثم الريماوي .
  رد مع اقتباس
/