وعدتني العرّافاتُ بالانفكاكِ من الدوائرِ ، لو احترقتُ
فاحترقتُ على مهلٍ وانفككتُ ؛
ولكن ! صارتني الدوائرُ
- هجومُ الليلِ لذيذٌ ، بُنيّ ، لو احترقتَ على الظلامِ
تمتمنَ من بعيد
- هجرُ الحبيبِ – أيضا – لذيذٌ
همسنَ من قريب
من تساقط الشِعرِ في الخصامِ
كنَّ يُجبنَ – بأنفاسِ القهوةِ - عندما سألتُ :
وكيفَ يكونُ مني انفكاكي
أراني كلما أغمضتُ عينيّ
أراني كلما حملقتُ ؟
فقلنَ بابتسامةِ الأمهاتِ :
هذا التيهُ أنتَ
سترى ( أنتَ ) لو انتبهتَ
هذا الحصارُ أنتَ
سترى ( أنتَ ) لو سرحتَ
تموتُ على هامشِ ضِحكةٍ
وتعيشُ شرودَ موجة
تعودُ كلما ابتعدتَ ، وتدورُ
فالانفكاكُ أنتَ ، والحصارُ .
رائحةُ البنِّ ، أنتَ ، والبخورُ ،
والعِرافةُ ، غيابنا ، نحنُ ، والحضورُ
نزيّنُ النهارَ
ونرمي لأرواحنا التي تعوي
قطعَ الجَمالِ
وندورُ ، لندورَ وندور
أطرافُ أرواحنا امتزجت ، رياشَ خمرٍ يدورُ
حتى سالت الأطرافُ وسطا ، بؤرةً ، وخمرةً من نور
نغمضُ أضلعَنا علينا
فلا شيءَ على حدقةِ القلبِ إلّانا
غيابُ الغيابِ ، وهيبةُ الحضور
ربحتُ الليلَ كلَّهُ
ربحتُ الحصار
خسرتُ إلحاحَ الثواني
خسرتُ ، وضوحَ النهار
كانت التمائمُ والتمتماتُ تعلو
حتى صرنَ المكان
وأنفاسيَ على مهلٍ ، تنامُ
على مهلٍ ، تتوسدُ العِرافة
وعلى مهلٍ ، كنَّ يشربنَ قهوتي
كلّما سألتُ
كنَّ شرفةً تطلُّ من الغيابِ
كلما ابتعدتُ
كنَّ معولا يكسّرُ المسافة.