عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2017, 06:48 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منجية مرابط
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية منجية مرابط

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منجية مرابط غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هان الوداع / ثناء حاج صاالح

أشيد بالتوظيف البارع في هذه القصيدة الرائعة ، لرمزية النوافذ المعنوية منها
والمادّية في تجاذباتها وتشابكاتها مع الذات، كيف خدمت عمق الصور الشعرية
في سيرورتها الانفعالية في الباطن والظاهر، لحظة تجسيد مخاض الوداع
الذي لم يمنح له البطش فرصة التلويح.

أقرأ هنا عتبا شديدا من الذات في جلدها لذاتها، لمغادرتها الأرض التي صنعت بذرتها،
حين طالتها يد الاجبار عن ترك أثاث القلب والروح والطفولة في مرابعها،
لتخرج الذات عارية من الانتماء حيث يتلقفها ثوب الاغتراب.

"لن تبدليني شرفةً بنوافذٍ
غسل البكاء زجاجها في مدمعي
وأنا التي هان الوداع عليَّ لم أحمل معي
إلا نوافذَ غُصّةٍ أغلقتُها في أضلعي
دون الجهاتِ الأربعِ"


تجزم الشاعرة هنا أن الغربة لن تغيرها شرفة على اتساعها وبذخ الرؤيا فيها،
بالنوافذ التي غسلت زجاجها بمدامعها، الزجاج الذي أدمنت غسله بحنينها وشوقها إليه،
لتستعيد بصرها ببصره.
أهو غبار الحرب الذي حجب زجاج الوطن على أن يراها!
أم هو ضباب عتبه عنها حين تركته ورحلت،
أم هي نوافذ الغربة التي ترفض أن تفتح نوافذها عن وطن لا تعترف به !

أعجبتني كثيراً الصورة الشعرية هنا إلى حد الدهشة ، غسل زجاج النوافذ
بالدمع وأراه كما رأيت في طرحه يفتح أفاقاً عظيمة للقراءة فيه.
في خاصية انفتاحها على رحابة المدى الأمليّ البعيد، وفي المقابل انغلاقها
داخل النفس كغصة تجعل الذات كأنّما تصّعد في السماء، مردّه انعدام الرؤيا في الوطن،
وهي الكاسرة لخاطر الشاعرة، قبل أن يلتقيا الكسرانِ في داخلها.
شاعرتي الكبيرة وصديقتي، جئت فقط لأضع على جبين قلمك وقلبك قبلتين.






أتعبتني العصافير المنهمرة من عيني ..
كلّما حلمت بالقمح،تقتسم حلمي بمناقيرها وتغني ..
الحلم وليمة الفقراء !
  رد مع اقتباس
/