الفرحُ المُرتّق !
إلى الشاعرة : سندس بكر
هل تخيَّلتِ طفولةً معزولةً بجانبِ السورِ القديمْ ؟
هذا الصباحُ لهُ وجهُ صغيرٍ
يجمعُ المشاهدَ بأنينهِ المحمومْ
وأشهدُ ،
ما من حُلمٍ يحزمُ في القضاءِ فضاءاتها
وأنا الغريبُ أمرُّ تحتَ نافذتها
حيثُ زجاجُها الوحشيُّ يعترضُ الضوءَ
ليبقى في الخارجِ كمثلِ عابرٍ خاصمتهُ النجومْ
فقُلْ ، هل غيَّرتِ الطرقُ مسالكَها
والهجرةُ لم تجدْ وسادتَها
والقلبُ يعترفُ خاشعاً
في نبضِ خطوتها ؟
ما سمّيناهُ
ولم نعثرْ فيه على اسمها
يكادُ الذي توهمتُهُ ، هذه الليلةَ ،
يحدُّ أسئلتي
ويُرجئُ في السترِ سرَّ صفائها
فالنونُ لم تكنْ أضغاثَ حُلمِها
هل انا حقاً في حاجةٍ إلى وصفةِ سلامها ؟
والآنَ ، ما الذي يُموسِقُ فرحَها
ترتّقَ طيّعاً من جرحِها ؟
فابتكرْ ما صدّقهُ حرفُها
وتوحَّدَ بين يقينٍ طالعٍ من روحِها
وعمرٍ أثمرَ فيه نحيلُها
فلا الرغبةُ شحبتْ في فراديسِها
ولا الفرحُ عبثُ مادتِها
فاكتبْ ، ما أفصحَ الوجعَ في شهوةِ آثارِها !
كاليفورنيا – لوس أنجلوس 16 مايو 2019