۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ذات عيد..\
الموضوع: ذات عيد..\
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2017, 11:33 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي ذات عيد..\

ذات عيد\


على مشجب الانتظارعلق أمانيه وهو يلوح بيديه بعد أن ترك كل شيء خلفه , ليرحل مكرها لمواجهة مصير حياة أومو ت.! ليتوه بين دهاليز البعد والاغتراب وأحلام العودة اعتملت داخله. لابد ذات يوم سيكون هناك عهدا زاخراً سينبثق من رحم الأرض ,وستشرق شمس من خلف تلال حجبتها سحب العتمة,

.على هودج الأماني تأخذه ذكريات العيد وهوطفل في بلد غرس به أمانيه ورسم أحلامه, يغلبه الوسن وهو يدندن (على بلد المحبوب وديني) تسافر به الروح لتستقرعلى جناح غيمة هروبا من اللجوء والتشرد وهم يتناثرون على عتبات المدن. يزيح سحب النوم المتوشحة جفنيه بـإشراقة خبر يزف بشرى بالعودة "ذات عيد" إلى أول نبض استقبل ولادته وخروجه إلى الدنيا. إلى مرتع طفولته وعشق صباه,

أخذه سُوار فرح ودب فيه دبيب الشراب في الرأس وهوغير مصدق أن العيد يزورهم ويعيد ابتسامة غابت في ردهات الزمن.

من خلف أسوار الغربة ومع بشائر العيد حين يحملها بريق الضياء وهو يطوف بأرجاء الكون احتفل بـ النبأ وقرار العودة وهو يحلق ببيرق طالما رفرف في بلد ضم قضية إنسان ,

شد رحاله إلى قلب الوطن ,بعد أن بلغ رامي وبقية رفاقه ذلك الأمر بالسماح لكل المغتربين بالعودة لقضاء أيام العيد مع من تبقى بالداخل .

أسراب حملت حقائب الأحلام لبشرى العودة’ تسبقهم نبضات قلوبهم قبل أن تحملهم خطواتهم, تقف بهم رحلة مُضنية بين ذلك الحقل الذي طالما قاسمهم بهجة كانت ومازالت ذكرياتها يحتفظ بها رُكام الثرى ,

مازال ذلك الغصن المحترق متشبثاً بروح الحياة وهو يحني جذعه ابتهاجا بحضور قوافل العابرين . يتمايل بنسائم حملت آهات قلوب تحركت نبضاتها في قلب الأرض على أيام مضت من عمر الزمن وهم يتفقدون روعة الطبيعة وسحرها وقد قُضى عليها, في حقل أصبح رُكاماً,

التقت الأرواح بعد الاضطهاد والتعسف والإبعاد ,عودة برقت لها نجوم السماء وابتسمت لها شفاه الأرض المرتوية بدماء أشبال مازالت ألعابهم تتقاذفها أمواج الرياح بين أطراف المدينة بعد مرور العيد بهم بابتسامة مبتورة يعلوها التحسر وذكريات عيدية راحلة بفرح طفولي لم يكتمل رسمته الأرض بين أضلاعها حين لبست ثوب الغياب منذ أن اقتطفت الأرواح سهام الغدر,؟

مرت الأيام الثلاث من العيد والأهالي فرحين بجمعتهم وغبطة المكان تحفهم ’قرر رامي وهويحتفل بالعيد وبالعودة وإن كانت مؤقتة أن يستغل هذه المناسبة بإعلان ليلة فرحه وسط الأهل لتكتمل الأفراح ,

أجتمع أهل الحي بأنس تنطق به الزوايا وتتألق بحرارته ضياء القناديل لتنطفي بهجة العرس في فرح لم يكتمل,مادامت هناك أرواح شريرة تحارب فيوض الرحمن وسحر المكان ,دوي شديد اهتزت له الأرض ,لتستقر أثواب العيد وزينة الفرح بين أفواه النيران وهي تلتهمها و تنتزعها أمام أعين البسطاء.

الكل يسارع للاختباء والفرار بعد أن تفحمت مائدة أُعدت لليلة الفرح حوت أصنافاً متنوعة من جهود السكان تشوهت العروس وتلف ماارتدته من بياض حاكت خيوطه حلم السلام. لتستقر ذرات الرماد بين طياته,

يحترق ذراع رامي وهو ينتشل الأطفال من بين الأنقاض يكفهر الجو يختفي القمر بين أهداب الغيوم المكتحلة بسواد كثيف .لتمطر أدمعهم برسم طريقا عبرته خطواتهم إلى ذاك المخيم..\



28-7-2017






  رد مع اقتباس
/