الموضوع: حصار الوقت
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2019, 12:11 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حصار الوقت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العربي مشاهدة المشاركة
حصار الوقت
.............
يقول المطر
كلما حاولت أن تقولني
تدور الزوايا
تمّحي الأسماء
وأدور عبرك في الفضاء
مثل يمامة
مثل فراشة حمقاء
تطير نحو الضوء كي ترتمي في حضن يبابها الأخير
مثل كوكب يحوم بلا إرادته حول نجم لاذع ليذوب
وأنا أذوب في حومة العشق المؤبد
فهل تدرك الأشياء لوعتها
أم نحن مثل طفلين نلتقي كي نبكي ..ونلهو
ثم نكبر حتى الحصاد
.............
تقول ذوائب الشيب
كم كبرنا
حتى ترهل الوقت
ولم ندرك أن الاقمار ما زالت تدور
وبنا دوامة العشق تدور
كم كبرنا يا صديقة
والليلك المجنون ما زال يغني للعصافير الطريدة
نحسب الأيام على أصابعنا
يدركنا النعاس
ولا نأبه للظلام
ولا للمطر
..
كبيسة مرت تلك العجاف من السنون
ونحن آخر من تبقى
ليلكة في الجوار
ونسائم
وباقات عطر ما زالت تنز فؤادها
لتهصرها
ونبقى في انتظار الوقت
..
وحيدة أنت
وأنا تائه
فهل سيجمعنا الحصار
ما زال الوقت يحاصرنا
وما زلنا نقتات بعض ذكريات
فمتى تسكت حمقاء الليالي
متى
نملّ الإنتظار

حصار الوقت..
عنوان ضخم كبير بمعانيه..عظيم بتجاويفه..يغني ويثري الخيال بأبعاده..ويفتح نوافذ الذائقة على أوسع مدى..والتأويل فيه يتراقص على ألوان اللغة القوية المتينة ..
عنوان/ حصار الوقت/ مرتبط تجذرياً بالهوية..بالوطن..بالأرض..ثم بالزمن والمكان معاً..
فالوقت عندما يتدلى في حصار المكان يتقوقع في زوايا الألم..وينحسر في حدود الوجع..ويتحلل لمشاعر مثيرة تستلهم الفكر وتحرّره على هيئة قوى ملهمة واعية تعمل دون الشعور بها للسمو بالإنسانية..
ومن هذا العنوان العملاق تدلّت عناقيد الجمال في فن تعبيري متقن..يجسد الواقع وفق الحس العالي المتنامي مع كل حدث ومع كل فقرة في النص..نتج عنها خيال تأملي ينبع من شرايين الواقع المؤلم..
عبر رحلة في فضاء الخيال أتت بفلسفة راقية حملت معها التشويق والإثارة على شكل غموض تجسّد في عناصر الرموز المختلفة والتي وهبت النص جمالية وفنية محترفة ببراعة لا يدركها إلا من يكشف أسرارها ويبحث في عمقها عن مواطن الإبداع فيها...
الشاعر هنا اندمجت روحه بالرسام المحترف الذي يتقن فن النحت لمشاعره وما يحمل في داخله من حس قد ترجمه عبر الحروف ليتجلى في لوحة فنية بارعة..
وكأنه يقف موقف المصور إلا أنه مصور حسّي يصور الخواطر النفسية عبر شرايين اللغة العذبة..
قرأنا هنا تحفة فنية ذات تعابير دقيقة للأفكار يحرك اللغة بمفرداتها وفق الحس الداخلي والخارجي بترابط واتقان..ويدمجها مع النفس والرموز التي رفعت من شأن النص فاضطر الفكر أن يقف أمامها بخيال خصب وتأمل لا تنتهي حدوده..وهذا ما رفع النص عالياً من خلال المؤثرات الذاتية واندماجها في البيئة الخارجية في حدود اللغة وتراكيبها الإبداعية والتي نتجت من خلال الصور الذهنية البارعة وقد لبّت رؤيته الفكرية وفق منابت البوح التي لاءمت الأزمنة التي قضّت مضجعه وأثارت لغته الراقية..وأيقظت للمتلقي عواطفه من خلال منظار اللغة التصويرية التي برع فيها الشاعر في توصيل مشاعره وتثبيتها في نفس المتلقي..وهذا بحد ذاته قدرة ومهارة عالية ندر من يحملها ويجسدها...
.
.
الأديب الكبير الراقي الفنان المتألق بحرفه
أ.أحمد العربي
وقفنا أمام لوحتكم البارعة هذه ونحن نتحسس عبرها اللغة العميقة المتوهجة التي ربطت واندمجت ما بين النفس والواقع المؤلم بما يتلاءم مع تجسيدكم المتقن لعناصر الذات الشاعرة..وما حملت من وعي لغوي بقيمة بناء الحرف وتراكيبه المتقنة..
بورك بكم وبما تجدلونه من ضفائر لغوية ذات جمال مبهر
وفقكم الله ورعاكم
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/