الموضوع: صمت الّليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2017, 05:46 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبدالرشيد غربال
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل ألقاب فينيق الاعوام 2013/2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عبدالرشيد غربال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صمت الّليل

وأما عن الصورة الشعرية ، فقد انسجم التأثيث الفني مع الخط العام لأدب الشاعرة جهاد

هي تمتح من مدرسة الرومنسية العربية في شقها الأبولي ..لذلك حضر المجاز بشكل لافت فاسندت الأفعال لغير فاعلها الأصلي ( إسناد الصمت لليل/والهز للقيود /وصار للشرود صدر/والرعود مغذية /والصحو للفجر كما الثمالة /وفعل التصوير للروح /...)

هذه المجازات راوحت بين الاستعارة في معظمها والعقلي في بعضها ..

والملاحظ أن الشاعرة - بهذا الصنيع - ظلت وفية لتقاليد توليد الشعر العربي نائية بنفسها عن السقوط في تقليعة كثير من المعاصرين الذين غاصوا في اللبس الصوري بدعوى الانزياح ..

العجيب انتفاء التشبيه على امتداد القصيدة ..ولعل مرد ذلك ثقافة الشاعرة المتشبعة بشعر الرومانس

وأما أسلوبيا ، فقد هيمن الخبر في صورته الابتدائية بشكل لافت ..ولا عجب ..فالشاعرة - المتكلم تلقي أخبارا للقارئ المفترض الذي يجهل هذه الأخبار اعتبارا أنها خلجات روح وهمسات قلب ومناجاة هامسة في ليل بهيم

عدا خبر طلبي يتيم محشو داخل الخبر الابتدائي العام مقرون ب( قد :قد يجاريه الهمود //)

وفي المقابل حضر الإنشاء في صيغة النداء ( ثلاث مرات ) والمنادى دائما ( الليل ) والأداة متكررة للبعيد ( يا ) حيث عاملت الشاعرة هذه المظهر الطبيعي الحاضر الجاثم بكل ثقله معاملة البعيد لبعده عن قلبها ..فهي ترفضه مطلقا وتعلل النفس بإشراق نقيضه ( الفجر / النور )






  رد مع اقتباس
/