[نجيب بنشريفة]

جُزْءُ الشيءِ يخالف لونُه لونَ سائره
ومن سلك الجَدد أَمِنَت عِثار بوادره
رغبة في عافية حسن خمار ساتره
ما صادف القلب ويَرِد عليه ناطره
دون تكلُّف وتصنّع من فزع يشاطره
أول الغم أو رؤية معنى نشاز آخره
أو هو لهب يتأجّج جل حشد ناظره
عارض قلق وللوجد مراتب تظاهره
التواجد والوجد والوجود كل يسامره
وهو المرتبة العليا والأخيرة تحاصره
حَصَلَ وُجُودُ نصاع مزعفر خاصره
خِلافُ العُدِم أَضَرَّ به الضاح ناثره
فَنَبْطا أُسَالَةٍ فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزا عاثره
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ جَزَعْنَ حاشره
ثم آنسها إِلى قُبَّة خَضْراء تناصره
وتَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ تساهره
صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً شاكره
عند أَصْلِ القَناةِ من جَيْرُون عاذره
طالَ لَيْلِي وبِتُّ كمَجْنُونِ يخامره
واعْتَرَتْنِي هُمُوم بماطِرُونِ يصابره
عن يَسارِي دَخَلْتُ الباب أشاوره
وإِن كنتُ خارجاً عن يَمين أغادره
فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامة ولا أغايره
حتى ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّمة ظنُون أسايره
وهْيَ حورَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ غَوَّاص أعايره
مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ بها أحاوره
وإِذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سنَاءٍ تناظره
من المَكارِم دونِ تَجْعَلُ المِسْكَ يناوره
ويَلَنْجُوجَ ونَّدَّ صِلاءً لها على كانُونِ عاصره
قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها عند حدِّ الشِّتاء بادره
في قَيْطُونِ ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كانَ هادره
قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ تَّفَرُّق يساوره
كما للبَيْنِ بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ حَزِن مديد تعاقره