۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الفنييق أحمد بوزفور يليق به الضوء
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2012, 11:37 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفنييق أحمد بوزفور يليق به الضوء

أحمد بوزفور الساكن في مدينة القصة

فاطمة بوزيان


عادة ما يرتبط في دهني كل كاتب بمكان ما، ينتمي إليه حقيقة أوجكما، لهذا تذكرني مدينة طنجة بمحمد شكري أويذكرني محمد شكري بمدينة طنجة، مثلما تذكرني شفشاون بالشاعر عبد الكريم الطبال أو يذكرني هو بها، تماما مثلما تذكرني المعاريف في البيضاء بالكاتب محمد زفزاف… بالنسبة للكاتب أحمد بوزفور لا يرتبط في ذهني بتازة التي ينتسب إليها ولا بالدار البيضاء التي يقيم فيها ولابأي مدينة أخرى، ليس فقط حين أقرأ أعماله القصصية، بل حتى حين أتأمل صوره المنشورة في موقعه بالإنترنت : إنها تحيل على أماكن متعددة من الشمال إلى الجنوب ليظل القاسم المشترك بينها جميعا كونها وسط مناظر طبيعية وبلا أي رتوش اصطناعية تماما كسندباد الحكايات ثم أليس هو ديوان السندباد! وإذا أردت أن أحصر الأماكن التي رأيت فيها المبدع أحمد بوزفور اكتشف أني رأيته أول الأمر في مدينة العرائش ذات لحظة خاطفة لا أتذكر من تفاصيلها الا أنه أكبر سنا من ما توقعت، ومرد ذلك أن الحديث عنه كان ومازال عشق الأدباء الشباب- خاصة كتابه الزرافة المشتعلة -حتى ظننت انه واحد منه وهو -فعلا -من حيث اهتمامه بالأدباء الشباب وتواضعه ومن حيث اهتمام الأدباء الشباب به كأنه واحد منهم، ثم رأيته بمدينة الحسيمة وبمدينة الرباط كما رأيته بمشرع بلقصيري …وإذا أردت تحديد الأماكن التي يتحرك فيها من أجل القصة وهمومها أجدها أوسع من محور الرباط الدار البيضاء، بل قد تمتد إلى زاكورة ، وتعبر قلعة السراغنة وشيشاوة لتعود إلى مجموعة البحث في القصة القصيرة أو ليعود بالقصة إلى سريره، أليس هو الذي قال في البور تريه المنشور له في جريدة الأحداث المغربية انه يفضل الكتابة في السرير، هي إذن أماكن متواضعة بالمقياس إياه مادام ليس فيها بهرجة المهرجانات الرسمية ولا صحافة من النوع الذي تجعل من الحبة قبة ويقزم القبة في حبة.
بالمختصر المفيد يظل أحمد بوزفور يقيم في مدينة القصة عندما ينتقل إلى أي مدينة أخرى ومقيما فيها إلى الأبد رغم أن الرأي الثقافي ظل والى وقت فريب ينظر إليها كجنس أدبي يليق بالمبتدئين أو كقنطرة للعبور إلى كتابة الرواية،وهو يقيم فيها رغم قدرته على الإبداع في أكثر من مجال كأن يتأبط شعرا أو نقدا ، ويقيم فيها سواء حين يكتبها كاتب كبير مثل محمد زفزاف أو كاتب شاب مثل أحمد شكر أو حنان الدرقاوي دون أي تفرقة من حيث درجة العشق والاهتمام ..
ولأنه يقيم في مدينة القصة فهو لا يهتم بما عداها، وفي غنى عن أي شهادة سكنى سواء في شكل جائزة أو تكريم رسمي ، وهو لايهتم حتى بصفة الكاتب وكأن ليس بينه وبين الكتابة الا الخير ! وهو بالمعنى الإيجابي لهذا المثل فعلا كذلك، لهذا تراه يفضل أن لا تدل صوره على صفة الكاتب حتى في موقع الكاتب بالانترنيت، وعوض أن يظهر في صورة بالمكتب أو ممسكا بكتاب ما أو يتكلم أمام ميكرفون ما كما جرت العادة يظهر متلفعا بعباءة صحراوية أو واقفا وسط أشجار النخيل بواحة وارفة أو قرب شلال تماما كما يليق بسندباد الحكايات ! مثلما لايهمه أن يكون الذين معه في الصور من أصحاب الانتماء الرسمي للثقافة أو الشهرة الثقافية الذائعة ، انه يصر على الظهور في موقع الكاتب رفقة أشخاص ليس بينهم وبين الثقافة غير الخير، ولكنهم أحبوا النظر في وجهه العزيز على غير المعتاد، ومتى كان في سلوك أحمد بوزفور شيء من ما هو معتاد؟ ! انه دائما ينحت لإبداعه ملامح متفردة ويعيش حياته بملامح متفردة، ليظل القاسم المشترك بين بوزفور الكاتب وبوزفور الإنسان هو التفرد، ورفقة هذا التفرد يقيم في شقة القصة بعمارة القصة في مدينة القصة.






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/