۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - غيوم الغيب . شعر . عبدالهادي القادود
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2020, 03:33 AM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: غيوم الغيب . شعر . عبدالهادي القادود

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة
غيوم الغيب


رضعت الشِِّعرَ من صغري وينمو
على أهـــــــداب أحلامي المحالُ

فلولا القحطُ ما جـــــادت سمائي
ولولا اللَّيل ما بزغ الهــــــــــلالُ

يطوفُ الحلمُ أروقتي ويــــرقى
على أردان أشواقي الجـــــمالُ

ويثمل بين أنفــــــــاسي وبيني
مجازٌ ضمَّ سوسنه الــــــدّلالُ

كأنّي في المدى أحــــــلامُ ظبيٍ
تطرّزُني القطـــــــارس والجبالُ

وتشربُ من أهازيجي الــبوادي
ويطرحُ من أفانيني السُّــــــؤالُ

يروحُ القـــــربُ مفتوناً بوصلي
ويأتي في قفا البعد الوصــــــالُ

كأنّي في هوى غيبي غيــــــومٌ
على فستانها حطَّ الجــــــــــلالُ

وبات الحظُّ يرشف من رحيقي
ويسكر بين أحــــــداقي الخيالُ

فما جفَّت على كفِّي المــراثي
ولا نضبت على غصني الغِلالُ

ولا ماتت حروفُ النُّور عندي
ولا نامت على نوقي الرِّحـــالُ

أُصارع في زمــــاني لا أُبالي
سنينَ الدَّهرِ إن طـــال النِّزالُ

فحدِّي جيشُ ألفــــاظي وحدِّي
هروقَ الحدِّ إن سطتِ النِّبــالُ

أعيشُ بوحي أشعاري رسولاً
فتؤمن بين شطآني الرِّمـــــالُ

وأحضنُ بالمحبةِ كـــــلَّ بغضٍ
وأبغضُ في المحبّةِ يا حــــلالُ

ألفُّ الكــــونَ لا أدري وسرِّي
على أقفــــــــــــالِ أبوابي يُقالُ

فينضج بين أوهامي يقـيـــــــنٌ
ويصغرُ وسط إيماني الضَّــلالُ

كأنَّ الكــــــــون مسبحةٌ بكفِّي
وكأسَ السِّحرِ يملأهُ المقـــــالُ

أداوي بالقــــــوافي جسمَ سقمٍ
وقلبي بات يمرضُه المــــــــآلُ

أســـجِّلُ نشـــوةَ الدُّنيا صباحاً
وعند الليلِ تخنقُها الظِّـــــلالُ


البحر الوافر
هذه قصيدة من العيار الثقيل كل شيء فيها جدير بالاحتفاء مفرداتها و تعابيرها و بحرها و رويها و قافيتها
و ما قيلت لأجلهّ...أحببتها و هدوؤها في بحرها الثري الوديع فيها من الفلسفة الصوفية ما فيها ...لي بعض ملاحظات في تقريظها أتمنى أن أوفق فيها:

رضعت الشِّعرَ من صغري وينمو
على أهـــــــداب أحلامي المحالُ

وهل الشعر الا أهداب المحال يغازلها خيال شاعر مغامر يضرب أطناب أحلامه في ثراها..

فلولا القحطُ ما جـــــادت سمائي
ولولا اللَّيل ما بزغ الهــــــــــلالُ


هذا الارتفاع السريع في نبرة الحدث الشعري و في نغمته يخيفك كيف الهبوط عنه ولو كنت مكان شاعرنا لأخرت هذا البيت خوفا من و على الآتي من الأبيات .. ولكن الشاعر وضع نفسه في مرمى التحدي ثقة واقتدارا و لعله فاز به
الثقافة البينة في السبحات الفلسفية المغلفة برونق الشعر تبين و لا تخفي

فحدِّي جيشُ ألفــــاظي وحدِّي
هروقَ الحدِّ إن سطتِ النِّبــالُ

ألفُّ الكــــونَ لا أدري وسرِّي
على أقفــــــــــــالِ أبوابي يُقالُ

فينضج بين أوهامي يقـيـــــــنٌ
ويصغرُ وسط إيماني الضَّــلالُ


و تكاد تطل المدرسة الرومنسية بوجهها المليح و بطبيعتها الخلابة و هلالها و بحرها و كونها و ظلامها ظلالها
ويثمل بين أنفــــــــاسي وبيني
مجازٌ ضمَّ سوسنه الــــــدّلالُ

كأنّي في المدى أحــــــلامُ ظبيٍ
تطرّزُني القطـــــــارس والجبالُ

أعيشُ بوحي أشعاري رسولاً
فتؤمن بين شطآني الرِّمـــــالُ

أســـجِّلُ نشـــوةَ الدُّنيا صباحاً
وعند الليلِ تخنقُها الظِّـــــلالُ


هذا تسجيل إعجاب و انبهار بهذه الخريدة ....
تقبل فائق احترامي لأخي الكريم






 
/