۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - من شعر السجال "2"
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-2020, 07:44 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

افتراضي رد: من شعر السجال "2"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المعطي مشاهدة المشاركة
من سجال مع الشاعرة العربية القديرة خديجة أبو بكر ماء العينين

يَمّمْتُ صوْبَ دِيارها أهفو لِشيْ
................وسَريْتُ نحو خِبائها تجري يَديْ
كاللصِّ حينا انحَني مُتَستّرا
...............أمشي وَعيْني في مَتاهةِ محْجَريْ
وأمُدُّ حينا قامَتي مُتَطاوِلا
....................وَتكادُ تقتلُني مَفاصِلُ قامَتَيْ
قلبي يَدقُّ وأضلُعي قضبانُها
................. تبكي كعينِ حبيبتي شوْقاً إليْ
بيني وبينَ سِوارها إغفاءَةٌ
.......................لكنَّها بَعْدَ النُّجومِ بمُقلَتيْ
أقسمتُ أنَّ عُيونَها معصوبَةٌ
................. بقيودِها وفُؤادُها غضٌّ طَريْ
++++
يا للخباءِ كأنه يبكي عَليْ
................بعدَ الفراقِ وغُربتي ذاكَ الوَفيْ
ما عُدْتُ أذْكرُهُ وَما وفَّيْتُهُ
............حقّ الوَفاءِ وَصرْتُ بالذكرى شَقيْ
ما عُدْتُ أذْكرُ أنَّني من حارثٍ
...................أو أنّني البَدَويُّ منْسوباً إليْ
ما عُدْتُ أذكرُ نخْوَتي ومُروءَتي
...........ونَسيتُني، لا قلبَ لي؛ بل لسْتُ حَيْ
والرَّملُ يُنْكِرُني فلا كثْبانهُ
.............. داري ولا النَّخْلاتُ تسعِفُني بِفَيْ
والشمسُ تطرُدُني فأيُّ مُصيبةٍ
..................قد حطَّني فيها هَبَنَّقَةُ الغَبيْ؟!
+++++
يوم انتخَيْتُ لناقَتي عابوا عَليْ
............. فظَعنْتُ عن رمْلي إلى ركْنٍ خَفيْ
وحَملْتُ في صدري بَقايا نخْوَتي
................ومُروءتي خبّأْتُها في رَحْلِ مَيْ
هذي الحضارةُ غابَةٌ في روحِها الـ
..............اسمنْتُ والاسمنْتُ كالغولِ القويْ
تقْتاتُ من إبلي ومن ضأني ولا
................تسمو إلى قِيَمي ولا تُبْقي عَليْ
هذا ابنُ عمي باعَني برُخامِها
....................وزحامِها بشَماتَةٍ يرنو إليْ
قد فرَّقتْنا إذْ سَبتْ آمالَنا
.................كيْ يمتَطينا الغَيْرُ حيَّاً بعْدَ حيْ
+++
يا ربَّةَ الخِدْرِ الأصيلةُ بنتَ طيْ
................مُدُنُ الجَمالِ تزيَّنتْ في كلِّ زيْ
وتألَّقتْ أنْوارُها تسبي العيو
................نَ معَ الدُّجى لكأنَّها تنْسابُ فِيْ
وتقَيَّأتْ أولادَها في كلِّ وا..
...............دٍ.. أصبَحوا مثل الغثاءِ بلا وَليْ
والسِّحرُ في أرْكانِها مستوطنٌ
.................لكنّها الصَّحراءُ لي أختٌ وَخَيْ
سكَنتْ ضُلوعي فالجَمالُ بيوتُها
............. ومَراحُها عندَ الأصيلِ معَ العشيْ
معزوفةٌ ألحانُها في مهجَتي
...........- رغمَ ارتهاني للسُّدى- سحرٌ جَليْ
++++
يومَ اعْتَنَقْنا «جُحرَ ضبِّ» الأجنَبيْ
..............و«تحرَّرتْ» واحاتنا من ظلِّ بَيْ
شَحَّ الإباءُ وأدْبَرتْ أيّامُهُ
..................وغَزا مَرابِطَ خيْلنا فَحْلٌ رَديْ
أختاهُ هذي مَضارِبُنا خَوتْ
................ وتبعثرتْ أطنابُ بيْتِ اليَعْرُبي
كثْبانُنا في رحْلِهمْ ويَتيمُنا
.............بينَ المَوائدِ والطَّوى يَشويهِ شَيْ
لهَفي عليه مُضيَّعٌ لكأنَّهمْ
..................لمْ يسمعوا يوما حديثاً للنَّبيْ


سجال عميق المعنى راقي المضمون
جسّد الوجع بإحساس شفيف
في لوحة شعرية أنيقة
سامية النبض والحرف.
بوركت والمداد شاعرنا السامق
وتحية تليق بإنسانك النبيل وبشاعرتنا القديرة خديجة أبو بكر
كل الود والورد








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/