۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ماتَبَقَّى مِنْ قَصِيدَةْ!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2018, 03:13 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
رائد حسين عيد
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية رائد حسين عيد

افتراضي رد: ماتَبَقَّى مِنْ قَصِيدَةْ!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة

لا يزال الشاعرالمبدع المتألق رائد حسين عيد يبث القارئ في شعره بعض رسائله الفلسفية التي تثير الانتباه ومن ثمَّ التأمل

ماكُنْتُ يُوْسُفَ، كيْ أرُدَّ لكِ الصِّبَا
تَبَّاً! وَلا كُنْتُ المَسِيْحَ المُنْتَظَرْ

ما أثار اهتمامي أكثر في هذا البيت اللامع في فكرته، وفي صياغته اللغوية ، هو لفظة ( تبَّاً).
فهي تعبر عن امتعاض الشاعر من كونه لا يمتلك معجزات الأنبياء التي امتلكها النبي يوسف -عليه السلام-وأعاد بها لزليخا التي عشقته صباها ، كي يتزوجها على الرغم من أنف الزمن. والتي امتلكها المسيح -عليه السلام - وأعاد بها الحياة لمن كان ميتاً.
هذه ال( تبَّاً) تصرِح بالعجز عن تغيير المصير . وكثيراً ما يرددها الشاعر حسب توقعاتنا التي يوحي بها البيت

تَبَّتْ يَدِيْ! وَلَكَمْ خَذَلْتُ أَحِبَّتي!
لا الحَظُّ حَالَفَنِي، وَلا شَاءَ القَدَرْ!

فخذلان الأحبة المتكرر بسبب سوء الحظ وعدم مشيئة الله في القدر ، ترك في النفس امتعاضاً وضيقاً وصل إلى حد أن يدعو الشاعر على نفسه ( تبَّت يدي ). ومن الاستسلام لمشيئة القدر وحكمه النافذ يخلص الشاعر إلى ما يشابه مقولة الفلسفة القدرية التي تقول : إن الإنسان مسيَّر لا مخيِّر، ولا فائدة من بذل الجهد في الاختيار .
مادامتِ الأقدَارُ تَكْتُبُنَا، إذَنْ
فِيْمَ انشِغَالُ النَّاسِ في دَرْءِ الخَطَرْ؟

الجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى وقفات مراجعة وتأمل وحوار طويل قد لا يأتي بما يشفي غليل المعرفة . وربما جاء النهي عن الخوض فيه لضمان استمرار صفاء الإيمان ونقائه .
والجميل في القصيدة أنها بترت التساؤل وبثَّت التفاؤل بشاعرية ذات مناخ رومانسي .

أنا لا أُصِدِّقُ فِيكِ غيرَ كآبتي
فالحُزْنُ أصْدَقُ من تَخَارِيْفِ البَشَرْ

رَغْمَ المَآسِي وَالصِّعَابِ تَبَسَّمِي
أرجُوْكِ لا تَبْكِي فَيَنْكَسِرُ القَمَرْ


تحيتي لإبداعكم
والقصيدة للتثبيت لتميُّزها

كيف لي أن أشكرك أستاذة ثناء على هذه القراءة التي أحاطت بكل ذكاء وحنكة بكل زاوية من زوايا التص.
توقفت كثيرا وأعجزني الرد.
فكلمات الشكر صغيرة أمام قلمك الذهبي الذي استطاع بكل حرفية تحريك مياه الحزن الراكدة في النص واستخرج منها زلال المعاني.
الشاعر أستاذتي كتلة من المتناقظات معقدة جدا ومهمة القراءة هي حلحلة هذه الخيوط وإعادة نسجها.
كم أنا سعيد وفخور بمواكبتي قلم مبدع شعرا ونقدا كقلمك الأنيق
فتحية المودة والتقدير
مع جزيل الشكر والامتنان






كذبوا عليك!
  رد مع اقتباس
/