۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بنيّة الشعرين والله يبرىء ذمّتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2019, 05:24 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: بنيّة الشعرين والله يبرىء ذمّتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
لقد قرأتُ من الشعر الرقة الزئبقية التي لا يمسكها إلا الشاعر ياسر أبو سويلم .
وتجسد لي ما هو أكثر من الحميمية في عناق الشاعر لمعاني كلماته وهو يسحب أرواحها من أجسادها لتمثل على الورق . لكنني علمت أن الطريقة التي استُخدِمت في كتابة القصيدة وطريقة توزيع تفعيلاتها ( وهي قصيدة تفعيلة ) قد أساءت كثيراً إلى ما هو مبهر في وقع قوافيها ، وروعة معانيها .
توزيع القوافي في قصيدة التفعيلة أستاذي الكريم ياسر هو سر جمال إيقاعها . وأنت دمجت القوافي ضمن السطور ولم تبرزها . وأنت أطلت الجمل والأسطر حتى أصبحت الفكرة اللامعة والصورة الشعرية الساطعة مغمورة في زحام الكلام على السطر الواحد.
لذلك أردت إنصاف القصيدة بطريقتي فأعدت توزيع تفعيلاتها وفق مزاجي . ثم عدت وقراتها بعد التوزيع الجديد ، فشعرت بزيادة الأضواء التي انبعثت من دواخل سطورها إلى عيون القارئ .
ثمة هنات في القصيدة تتعلق بإشباع هاء الضمير أو مدها . والقاعدة تقول : إذا سبق هاء الضمير حرف متحرك فيجب مدها . وإذا سبقها حرف ساكن لا نمدها .
لكن عدا عن هذا ، ومع التوزيع الجديد أرى القصيدة قطعة فنية بلَّورية مصقولة متلألئة .
أعجبتني أيَّما إعجاب . وإليك التوزيع الذي أقترح عليك ، وأتمنى أن يلاقي القبول عندك .
مع تحيتي لهكذا شعر وهكذا إبداع !



الحبّ ليلى عَمّتُهْ
وهي الّتي قد سمّته
أبواه مذ ماتا به ، وهو اليتيم ربيبها
وهي الّتي قد سمّته
وهو الّذي مذ صار حبّاً جاءها تشكو عيونه
قيس حين بكى بها
ولهاً عليها أو لها ،
أعمته إذ قامت تكحّله
فصار ضريرَ عذرة منذها ، وبكى ...( هذه زائدة عن النص )
وكما أقول وشاهدي التوباد أنّه مذ حبى
والعامريّة عمّته
وهو اليتيم ربيبها ، وهي التي قد سمّته
هذي حكايته وهذي قصّته
...
الحبّ لبنى خالته
وهو اليتيم ربيبها ، ووديعة من قيسها
وهي الّتي قد سمّته
كل الحكاية أنّه مذ صار حبّاً شاقها ،
فمشت بدربه كي تدلّ ضياعَهُ
لكنّه ذبّاحها ،
فهي التي غنّت له وقضت به ،
وهي الّتي قبل المنيّة أرجعته لقيسها ،
واستودعته خزاعة
هذي الحكاية كلّها
يا ليت شعري قالها
من حاء حسرتها وباء بكائها
وإلى تحيّة دارها وجدارها
إذ مال كي يبكي هنا أطلالها
فالحب لبنى خالته
شقيت به وشقى بها
وهي الّتي قد سمّته
...
أمّا حكاية أنّ ريّا تدّعي أنّي
بقيّة أهله ، وبأنّها هي عمّتي
وبأنّني مأخوذها ، وبأنّها أخّاذتي
وبأنّها في شرعة التوباد فاطمتي ، وقاتلتي
يا أخت ريّا عفو خاطركم
وعذير خاطر ذبحها ، وعذيرها
فقصيدتي لبياض رايتها
وبراء ذمّتها
فالحبّ لبنى خالته
والحبّ ليلى عمّته
...
أمّا الّتي كنّيتها بدفاتري بفلانتي
أو بالّتي
أعني الّتي ما للنساء وما لها
إذ أدّعي أنّي لها
وهي الغريبة عمّتي
وبأّنّها مأخوذتي
أو أدّعيها في الهوى ذبّاحتي
وبأنّني مجنونها
وهبيلها
أو أنّني مدّاح طلّتها :
يا وجهها!
يا بيضة النور الّتي عقد الفراش لها لواء زعامة
الصبحين بالخيرين
أو في السكّرين
أو الّلتين كأنّني ولليلتين
بنيّةالشعرين أغمس تمرتي في قشدة الغمّازتين
ولثغة الرّاء الّتي ختمت رحيق الريق
خثّرها بإبريق الندى العنق المقلّد بالعقيق
صبوح تأتأتي
وسحور لعثمتي
تلك الّتي بدر التمام سميّها
وهو الّذي صنوانها
يا ليت أنّي لم أزل
ياليت دربي دلّه عنوانها
يا ذا المجانح طيرها يا ليت أنّي لم أزل ...
يا ليت شعري ليته ألف من الأعذار بين يدي مسمّيتي
أو ليته وبسبعة الضوءين وشوشها بمعذرتي
فعذيرها
وعلى منازلها بذي سلم سلام
والله يبرىء ذمّتي

الله يبرىء ذمّتي



حقّ لغزالتها حجلة البخترة.
ولصاحبها أن يفرح كثيراً بهذا المرور الكريم وهذي القراءة المضيئة.

ووجب الإعتذار لتأخرّي في الردّ.

ولعلّي أدوّن ما يتصادى في خاطري الآن ويعنيني :
(الهاشمي قال هذي مسألة
والثانية عادها لمّا تكون
عندك خطأ ما قرأت البسملة
ولا تبارك ولا عمّ ونون)*

وصعلوك الكتابة يقول : شكراً لمن باشرت أخطائي الكثيرة وتأتأي بغض طرف ، واكتفت بالهاء وقافية النون ،
وشكراً جزيلاً ، يقول الّذي ما زال يتهجّى حروفه والّذي لا يملك من أدوات الكتابة إلا حاجته الماسة لها والتي يجيدها باحتراف.

أمّا الهاء ، فأبت ، وعزمت على أستاذتنا إلا السماح وغضّ الطرف عنها ولعلّي في الإلقاء أعالجها بكتم النفس هههه (مع اقتناعي التام بصواب قاعدتها الّتي تفضّلت بها)

أما قافية النون الّتي طاب لي أن أدعها تتمشى على السطر كمحاولة لخلق إيقاع موسيقي مختلف ، فيبدو أنّها كانت محاولة غير موفقة ، وما أغراني بذلك إلا أنّ السطر طويل وأنّها متحرّكة ، وسأقوم بإسكانها مسكنها الواقع في آخر السطر كما ارتأت شاعرتنا.

أمّا (بكى) الزائدة ، فسأقوم باستئصالها مؤقتاً (مؤقّتاً حتّى أعيد الإمساك بخيط دخان القصيدة مرّة أخرى وأقوم بالطرح على نقصانها من النقص حتّى يتمّ نصابها وتزيد ، وسأقوم بإلحاقها بسرب كلامها لاحقاً إن شاء الله).

وسأقوم أيضاً بإعادة ترتيب النصّ كما اقترحت ، وكما نقول في البدو (شورك وهداية الله).




وسأصير كمن يسير ممتنّاً لمن تفضلت عليّ وعلى كتابتي المتواضعة من أوّل سطري إلى غاية الشكر ومنتهاه.



شكراً جزيلاً أستاذتنا الفاضلة ثناء الحاج صالح.
وتقبّلي خالص الإحترام والقدير.






  رد مع اقتباس
/