[أحمد آغا]

أعاني كثيراً في الحياةِ وأتـْـعَــــــبُ
وتغمرني فيها الهمومُ فأغلـَـــــــبُ

مِنَ الدَّهرِ قد ذُقتُ الزُّلالَ بحنظـــلٍ
وتضحكُ مني الخلقُ حينــاً وتعجبُ

وتاللهِ في قلبي همومٌ لحجمِهـــــــــا
تميدُ جبالُ الأرضِ منها وتصخـــبُ

وليلٍ أقاسيْ لا هلالَ بـــــــــهِ بدا
وما لاحَ فيهِ نيزكٌ أو مُذنــَّــــــــــبُ

فما طال ليلي عن أناسي وصحبتي
ولكنَّ ليلي النجمُ فيــــــــــــه مغرَّبُ

وإنَّ أخي والهمُّ أصبح زائــــــــريْ
أقاويلهُ إفكٌ وغيرُهُ أكـْـــــــــــــــذبُ

فصار جميعُ الناسِ أسودَ قلبُهـــــمْ
كصخرٍ وصخرُ الصمِّ منه لأعذبُ

وليس بكلِّ الأرضِ تلقى مَــــــــودَّةً
وكــــلُّ مكانٍ فيـــــــــهِ حبٌّ لطيِّبُ

وكمْ من بعيدٍ لو نعيتُ لهُ بكـــــــــى
ويسخـــر منـَّــا مَنْ نُحِبُّ ويُطربُ

وإنَّ رفيقَ السوءِ داءٌ وعِلـَّـــــــــــــة
كأفعى تبث السُّمَّ فيـــــــكَ وتغربُ

تخيَّرْ مِنَ الأصحابِ مَنْ أنتَ واثقٌ
بهِ ومن الهولِ الذي بـــكَ يُنصَبُ

فقد يتخلى الدهرُ عنكَ بلحظـــــــــةٍ
ويبقى صدوقُ القلبِ والكربُ يَذهبُ

ورب أخ والهم أثقــــــــــــــــل قلبه
فلــــــــــم يلقه من أهله إلا التعذبُ

فإنَّ شقاءَ المرءِ في جوِّ غربــــــــةٍ
بــــــــهِ مُتغرِّبٌ ألـــــــــذ وأطـيبُ

مِنَ الأهلِ حينَ الأهلُ خانوا بإبنهــم
فإنَّ شقاءَ المرءِ في الأهلِ مُتـعِبُ

فهلْ يا تـُرى تبقى لنـــــا ثقة بمـــــن ْ
يسرُّه منعانا ونحنُ لـــــــــــهُ أبُ

أرى العمْرَ والأيامَ هيجا أخوضُها
سيأتي نهارٌ فيه أردى وأغلـَــــبُ

فلا تأسفنْ دهراً مضى غيرَ راجع
ولا تأسفنْ خِلاً لكَ الهمَّ يَجْلِــــبُ

يروحُ ويغدو كـُـــــلَّ يومٍ مُعـــــاتباً
ويذكرُ أنَّ الخلَّ للخلِّ مُعْتِــــــبُ

فيا عبرتي فيضي على الجفن إننـي
وجدْتُ أناسا عنهمُ الحبُّ مُحْجَبُ

ألا ليتَ شعري هل سأبقى معذبـــا
عليـــلا وقلبي فيه نار تلهَّـــــــــبُ

فليت الهوى لم يعرفِ القلبَ لحظة ً
ولم يلقَ قلبي في الهوى ما يُرَغـِّبُ

فما فازَ إلا في الحياة مناضــــــــلٌ
صـدوقٌ كريمٌ في الحياة مجرِّبُ

فناضلَ نفسَه وأيْقـــــَــنَ أنـَّهــــــــا
إذا لـم تقنـَّع بالقليلِ ستطلــــــــبُ