الموضوع: نهضوا حين نمنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2018, 10:54 PM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نهضوا حين نمنا

نهضوا حين نمنا...
عنوان واسع المدى .. مرآته تعكس تناقضات عدة .. مما يفتح مسامات خلافية واختلاف في الرؤية المكتومة بين هذا التضاد ما بين خمرة الرقود وما بين شعلة النهوض.. وما بينهما برزخ لا ينفك إلا اذا تداخلت الجهود واتحدت النوايا وانصلب الكفر على أعتاب التوبة.. وما يزال العنوان في محض التأويل والقراءة المختلفة قبل الولوج بأبعاد النص الباذخ هذا..
يفتتح الأديب خريدته..بكلمتين متراصتين توحي بالذبول وانكسار التأقلم بين كوٌتين متنافرتين..
بقوله لغتي عرجاء..
الله الله ما أبهى هذه التلاصق في الحروف واجتماع الجمال..
فاللغة ما هي إلا لغة الحوار.. لغة التفاهم.. لغة العبادة .. لغة الثقافة .. لغة الديانات.. لغة السياسة.. لغة المحبة والعيش في بيئة الكون..
وهي تجمع رموز أجناس البشر لتوحيد الأمن والعدل والأمان..
وهنا يأتي العناق لاعوجاج هذه الأيقونة التي تندرج تحت هذه اللغة..
ليقول الكاتب عنها مفسرا لهذا المسار بقوله.. تتأرجح أصابعي في هوة اللاجدوى.. ومن هذه الألفاظ البليغة المعنى يدور عقرب التأمل منقبا أبعادها فيما هو إسقاط على واقع هذه الأمة المحزونة ..
فلا هناك أوتاد للصحوة نغرسها في قلوب تحجرت أهدافها وتيبست مبادئها وعميت أناملها وانكسرت خطواتها.. قد سدوا سبل الربيع وزهوره وأغلقوا مسامات مرور العطر إليها.. فقد استوطنتها الذئاب والوحشة.. التي تنهش بلحم وطننا وتنحت من الثرى الأموات ..
فما نحن إلا وريقات تخضر بالإرادة وتكبر بالأمل .. فلا ذنب للأمل إن هم أغلقوا فاهه.. وسدوا حجراته من صنمية قلوبهم وفكرهم الضحل..
ومهما تكاتفت أيدي الظلام لابد وأن يتسلل النور من بين الأنامل الوضاءة بنور الله.. ومهما هدموا وقتلوا لابد للظلام أن ينقشع من عباءته ويتدلل الصباح بالشروق..
وإن كنا قوم من أشجار الجمر تساقطنا فلا بد من هذا الجمر أن يوقظ القلوب ويحيي النفوس من جراء الصبر الذي تذوقناه والأسى الذي بات بين الضلوع.. ومهما التلاعب في الجذور متقداً من غدر وخيانة في دروب الوطن لن نسمح للفراغ أن يتمدد بل نشعله باليقظة واجتثاث العفن والوحل .. ونضيء للأحلام شموعها لنفيق من ركام الظلام وها هي الحجارة والسكين لم تنتهي سلالتهم ولم نعدم الأيدي البيضاء التي ترابط بهم...
الأديب الراقي والمبدع الذي سطر لنا لوحة فاخرة من حرفه الباذخ..
لا أدري كيف لهذا الناظم العربي أن يتمدد معه الحرف بهذا السبك الرائع الجميل ومؤاخاة الصور البديعة الساحرة..
فأنا هنا لم أعبث بالحرف إنما هو من ساقني إليه من جماله ومن وحيه البليغ ولغته العذبة الجزلة..
خاطرة ما زالت تفيض وتفيض بالأسرار البديعة بين جوانحها وتعزف ألحان القوة في ترتيب الحروف..
لغة فارهة.. وفلسفة عميقة.. وأدوار كثيرة تجيدها من واسع خيالك واتساع أفقك..
وفقك الله أستاذي الكبير المبدع وجزاك الله عنا كل الخير على ما أمتعتنا من لوحة نفيسة نعلقها على جبين الشمس في سماء الوطن..
زادكم الله علما نافعا ونورا وخيرا كثيرا....

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/