۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - البنية الايقاعية لمختارات فينيقية
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2018, 02:23 PM رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
عادل عبد القادر
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
مسابقة شاعر/ شاعرة الوهج 2011
مصر

الصورة الرمزية عادل عبد القادر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عادل عبد القادر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البنية الايقاعية لمختارات فينيقية

النص العادى قد نجد به ايقاعا جيدا او لا نجد
لكن النص الفذ بالتأكيد يحمل ايقاعا فذا

ثناء حاج صالح / قلت : ما بك ؟
مهداة للمخذولين من الشهداء والنازحين ،ومن هم باقون على قوت الصبر .
وإلى مدينتي التي لم أستطع وداعها (حلب ).

من العنوان و الاهداء و التوقيع
أرى أن الشاعرة ستخاطب حلب
و ان الخطاب سيحمل صيغة الماضى ( قلت )
فبعد انقضاء التوتر و القلق و الارتباك المصاحب للرحيل الاول
جاء الرحيل الثانى السلمى من فيزبادين (بتعطيش الفاء)
ليثير مشاعر و شجون الرحيل الاول فى النفس
فكان النص و كان الايقاع

1

لم يكن في الوقت وقتٌ لوداعِكْ

وذراعي أفلتتني من ذراعِكْ

لم يكن في الوقت وَقتُ

وذراعي أفلتتني

وهويتُ

من سماء لسمَاءِ

من هواء لهوَاءِ

ينهض الليل أمامي

والمسافات ورائي

وإذا أبشرتُ بالقاع قنوطا

وهبطتُ

لم يكن ذاك َبِقاعِكْ !

( استخدمت الشاعرة تفعيلة الرمل فاعلاتن فعلاتن
كايقاع خارحى للنص
مع تنويع للقوافى داخل الفقرة لإثراء الايقاع
و كانت القوافى متحركة و بعضها مصحوب بامتداد صوتى
عدا القافية المقيدة كاف الساكنة
و هى القافية الحاكمة للمقطع
إذ ظهرت فى البداية و الخاتمة
و استخدمت الترديد بكثافة :الابيات 1/2/3/4/6
و الانزياح اللغوى فى البيت الثانى
و التجانس التركيبى فى 6/7 و 5/11
و التضاد فى 8/9
زخم ايقاعى مكثف
فكأنما ارادت الشاعرة الاعتذار عن الرحيل دون وداع
فحشدت كل قواها الايقاعية
حتى راينا البيت الواحد مشتبك فى اكثر من تشكيل ايقاعى
و ارى ظهور حرف القاف القوى 7 مرات فى مقطع
قافيته الحاكمة هى الكاف
حدثاً ايقاعياً يستحق التأمل
الحرفان اللهويان الوحيدان فى العربية هما ق , ك
و ق حرف قوى عكس ك الضعيف
و الاثنان من الحروف الشديدة الهامسة
فجاء الايقاع جامعا بين القوة و الهمس و اللين و الحنين
تماما كالحالة النفسية للشاعرة فى هذه التوطئة )

2

لم يكن في الصمت صمتٌ

حين جعنا

حينما قاسمتِني في الصبر ملحا

وأكلنا من خَشاش الأرض قمحا

وشرابُ الدمع ماءً

كان أضحى

حينها وَلَّفتُ داراتِ نخاعي

لسماعِكْ

والتقطتُ الصوْتَ ضَبْحا

من تجاويف جياعِكْ

وأنا عمري أحاكي ما سمعتُ

ما يَفُتّ الرّجْفُ فولاذَ عظامي

فتلقَيْ

حفنةَ القَشّ حطامي

في متاعِكْ

( بدأ هذا المقطع بتجانس تركيبى مع المقطع الاول
و اختفت القافية الحاكمة ك الساكنة من المطلع
و ظهرت فى الخاتمة على غرار رد العجز الى الصدر
لم اجد الا قافية الحاء الممتدة و الميم الممتدة
فكانت الفقرة اقصر و اقل فى الكثافة الايقاعية
و هو ايقاع مطابق للحالة النفسية المنهارة
المتحولة من عظام فولاذية الى حفنة قش
و اقف امام حرف الحاء الذى سيطر على الفقرة
ح : حرف من الاضعف مهموس رخو حلقى
فى اغلب مصادره يتعلق بالمشاعر الحسية
و هذا ما اكسب الايقاع خفوتا
على الرغم من التصاعد الدرامى
و من اللازم تامل الحركة الصوتية فى السطور 1/8/9/11 )


3

ضُمَّ قلبي إنني أزداد غيما

وأتيتُ السهلَ أستهديه من أرض الهطولْ

فأشاح السهلُ واستغنى عن الخِصْب الكسولْ

وتوارى كي أزولْ

ثم أودى ...

ثم أومى...

ثم لَمًّ الطير قطري

من حصى الصحراء لَمًّا


( فى هذه الفقرة تمر النفس بحالة انعدامية
ظهرت فى الأسطر 4/5/7/8
و جاء الايقاع امينا فى التعبير
فلا ترديد و لا تجانس تركيبى
و لا حتى القافية الحاكمة
يحمل فقط قافية مقيدة هى اللام الساكنة
و يكرر لنا قافية الميم الممتدة كقافية ثانوية
فكان لزاما أن أتعرف على خصائصهما
ل : مجهور متوسط الشدة يحدث من حركتين
الاولى التصاق اللسان باعلى الفم قرب اللثة العليا
الثانية ابتعاد اللسان و الانفراج و خروج الهواء
فهو أكثر حروف اللغة التصاقا و تماسكا
أ ليس عجيبا ان يتالق هذا الحرف المعبر عن الالتصاق
فى مقطع شعرى مطلعه ضمِّ قلبى !
ألا يعبر الايقاع هنا عن نفسية الشاعرة الباحثة
عن التماسك و الالتصاق فى هذا الانعدام ؟
م : مجهور متوسط الشدة يحصل بانطباق الشفتين على بعضهما
بعضا في ضمة متأنية وانفتاحهما عند خروج النفس.
ولذلك فإن صوته يوحي بالليونة والمرونة والتماسك
مع شيء من الحرارة.
و هى المشاعر النفسية الثانوية التى عاشتها الشاعرة
اثناء فترتى الانهيار و الانعدام
و لا يقوتنى التكرار فى الحرف ثم لثلاث مرات و ما احدثه من ترتيب و ايقاع و هو من تأثر الشاعرة بلغة القرآن الكريم
سورة المدثر الأيات 20 ـــ 23 )

4

وَزِّعوا كأسي على من زاد حرفا

في لغات الحزن يوما

واعذروا مُرَّ مذاقي

إنني لم أنسكب منذ عناقي

منذ أن فِضْتُ على العشب سواقيْ

وترون الآن فاضت زفرتي البيضاء ألفا


بعدما عَزَّ التلاقي


( هذه الفقرة أخالها حديث حلب و وصيتها
أو تماهى ما بين الشاعرة وحلب
على أية حال جاء الايقاع على نقس و تيرة الفقرة السابقة
من حيث درجة الكثافة
و استبلت اللام المقيدة بالقاف القوية المتحركة الممتدة )


5


حين غُصّ الماء في مجرى سحابِكْ

قلت ما بِكْ ؟

قبلما كان أذى

قبلما أوجسْتِ في العين قذى

وفضاء الصدر أضحى

للهاثك منفذا

وأنا أوغلت أمضي من مصابي

لمصابك

وإذا بي....

يخلع الريشَ جناحي

وأحابي

هكذا ...

ينكر الشريان نبضي وخضابي

هكذا أمسيت من بعد التخلي

هكذا ....

هكذا أنجو بظلي رغم قتلي

فأجيبي للتجلي

-
كيف أنجو من حضوري في غيابك ؟

الليلة الأخيرة في Wiesbaden

( عود الى بدء
فها هى القافية الحاكمة عادت
و تنوعت القوافى فى المقطع
و ظهر الترديد الصوتى
مع نزعة صوفية
فكأنما مشاعر العودة انتابت الشاعرة
و شاع حرف الذال
و حرف الذال مجهور رخوى رقيق
و فى الوسيط 58 مصدر يبدأ بالذال
11 دال على الاهتزاز و الاضطراب
4 دال على حالات نفسية أو ذهنية تتطوى على الاهتزاز
11 دال على البعثرة و التشتت
19 دال على الفعالية والشدة والقطع
أى قرابة 70% من المصادر تشير الى الاضطراب و التشتت و الشدة
و كل هذه المشاعر جمعها السطر الاخير )



الخلاصة :لعبت القافية الحاكمة و القوافى المقطعية و الثانوية
و استغلال البياض و الترقيم و تقسيم النص
دورا مهما فى دراما النص بجانب الايقاع الداخلى و دوره العاطفى
و تنبيهه لكافة الحواس ( عدا حاسة الشم ) و بما حمل من ايحاء و ايماء
و استدعاء روحانى فكان الايقاع برمته امينا و متفقا مع الشاعرة
فى كل مراحلها النفسية و الشعورية فقدم لنا وليمة زاخرة
و مأدبة فاخرة تليق بالشهباء التى ندعو لها بالسلامة و النجاة
هى و سائر بلداننا .






  رد مع اقتباس
/