عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2019, 03:12 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
وجدان خضور
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


وجدان خضور غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يا شهداء لا تسامحونا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
العنوان ..ياشهداء لا تسامحونا..
هنا مطلب معكوس فطبيعة المخطئ أن يطلب العفو والسماح ممن أخطأ فى حقه ..لكن هنا الأمر معكوس ويعبر عن مدى فداحة الجرم فبدا العنوان جلد للذات وتأنيب للنفس والروح والضمير ..لا تسامحونا فنحن مخطئون ومقصرون ومتخاذلون وجبناء ولم نوفكم حق علينا أثناء حياتكم وربما بعد استشهادكم ..عنوان يعبر عن العجز والتقصير واعتراف واقرار بهذا العجز وذاك التقصير..
.........
الاهداء الى روح الشهيدة - علياء - وكأن الكاتبة أرادت ان تجعل من علياء صورة تعبر عن الوطن كله وتجسده .
........
تنهضين ياغزة ...بداية متماسكة تحمل العزيمة . وكأن غزة تكبو وتنهض مجددا ..
ياشهيدة من تحت الركام ..انت لاتموتين وان كنت تسقمين و دائما تنهضين بعزيمة وقوة وتدب فيك الحياة وانت تنفضين عنك غبار الهدم والدمار..وقد تقصد الكاتبة تواصل مسيرة الاستشهاد فكلما سقط شهيد جاء من يحل محله دفاعا عن غزة ....
تنهضين من قلب الجراح المشطورة بمبضع الخذلان ..التراجع والخذلان والتقصير وترك غزة وحدها تدفع من دم الشهداء ضريبة النصر..وكأن الخذلان مبضع يمسكه العرب الطائعون والعالم المتخاذل ليشطر قلب غزة ويمزقه ..لكنها تنهض رغم الجراح وسقوط الشهداء وكأنها تولد مع مشرق الشمس بعافية وقوة..
.....
يسومونك سوء الطغيان .. من هم ؟ تترك لنا الكاتبة مساحة من التحقق والتدبر ..هم الأعداء يسومونها الطغيان ..والأصدقاء كذلك بتخاذلهم وسكوتهم وخضوعهم وخيانتهم وسكونهم ..وتصرين من أرق على التمسك بنبض المستقبل تجرينه من تحت براثن الموت ..وهنا اشارة لدوام الأمل فغزة هى الصمود رغم ماتلاقيه وهى أرقة مضطربة تصر على التمسك بنبض المستقبل وتحقيق وعد الله بنصره وهى تجر المستقبل من تحت براثن الموت وهى صورة للشهداء والأحياء ..وكأن الحياة تولد من الموت ويولد الشهيد من ظهر الشهيد فى توارث للصمود وكأن الشهداء يبعثون من جديد ليواصلوا مسيرة المقاومة والصمود...
تحثين واثق الخطى وسط انثيال صوت سحيق فى قاع الروح بصرخة ثكلى ...رغم المأساة إلا انك تتقدمين وتخرحين من بين الأنقاض ومن القيعان وصرخات الفقد ..تخرجين للحياة أكثر قوة وأشد عودا .........
عبثا يحاولون تشتيت الآهات أراه الدم الغزي يراق فى إدلب الخضراء.. ..أعداؤنا يحاولون الفرقة بيننا بكل جهدهم ..لكن هيهات فالدم العربي واحد فى غزة وسوريا والوطن العربي كله فالذبح والاستشهاد يدور فى اليمن وليبيا واوطاننا تلاقى نفس المصير ..لكنها بنفس الصمود ....
يا الله..تلجأ الكاتبة الى الله بالدعاء فبابه مفتوح لشكايا الروح والضمير فتهتف بوجع يا الله ان المرافئ تكتظ بالمواجع ....ان أوطاننا وأرضنا وبحرنا وسماءنا وموانئ لقاءنا هى موانئ فراقنا وهجرتنا بعيدا عن الوطن وهذه الموانى تغمرها الدماء من قتل وفراق ..
يريدون إخلاء حياتنا من محتواها بعملون على فجر بلا هوية أو انتماء ..ان اعداء الوطن يريدونه فرقا وشتاتا موجوعا وعدما ..لا حياة فيه وقاطنيه أغراب داخله بلا هوية أو معنى .....
...
ياغافيات الجراح فى آلامها جرحى ليس يندمل ..
جملة منتهى البلاغة تحمل الألم والهم والمعاناة تسوقها الكاتبة منادية .ان جراح الأمة لن تندمل وجراح الغربة تنز صديدا وهاهو صوت مهاجر اليك محمل بالامنيات بوردية الأحلام ..تؤكد الكاتبة استمرار النضال ومسيرة العودة بأحلام النصر واللقاء ونداؤها يحمل الحياة والنبض بعودة قريبة بسنابل خضر بميلاد جديد ...
...
هو الموت السريرى لشعوب قبلت التعايش فى ظلال الذل والهوان وتدفع الان من دمها لتطهر آثامها باهظ الأثمان.....
تقول الكاتبة وكأنها تستعيد أول الحكاية ..اننا فى موت سريرى -غيبوبة منذ 1948 حيث رضخت الشعوب ورضيت مرغمة او متخاذلة بهذا الجسد الدخيل ورضيت بالذل والعار والاحتلال ..وهاهى اليوم تهب ولكن الثمن سيكون باهظا من دماء وشهداء من الشعوب التى هبت لتقاوم وتضحى لتغسل بدمها عار الخضوع والذل وهاهى الصحوة بدات فتية قوية ........
فليذبحوها على الصخر الأصم لن تقول نعم .....
هذه الشعوب ستظل رافضة للاحتلال والصفقات وهى تردد هتافها فى كل أنحاء الوطن العربي لا للتطبيع .لا لصفقة القرن ..لا للاحتلال ..ولو تم ذبح الامة كلها فلن يقول أحد منها .نعم .
هنا قالت الكاتبة - هتافها - ولم تقل هتافاتها تعبيرا عن الوحدة والهدف ..تردد الهتاف من الخليج الى المحيط ...ياشهداء..ياعلياء ..أيتها الشهيدة الغالية ..ياكل شهداء الحرية والصمود .. نرجوكم ترفقوا بنا ..وهنا الكاتبة تربط بين العنوان والاهداء والقفلة فى يسر وبلاغة ...نرجوكم ترفقوا بنا فبالرغم من انتا لا نستحق ان تسامحونا إلا أننا فى الحقيقة لم نقصر فى حقكم ولم نضح بكم ..فاذا كنتم شهداء ..فنحن سجناء .مكتوفى الأيدى ..عاجزون ..مسجونون فى أوطاننا من المحيط الى الخليج ..فأبناء الوطن العربي مابين شهيد وسجين يمضى بهم الزمن....
...........
الاستاذة وجدان
كنت قارئا متذوقا ولست ناقدا بحال
مودتى
ما اجمل هذا الإنهمار فهو الإشراق الابهى للكلمات استاذي ..وما قراءتك الرائعة إلا تلك الاجنحة التي تصعد بنا الى سمائك الثامنة لنشرب ماء الزلال ونغرق في ديمومة الجمال النافذ من بيلسان أناملكم ..أسعدتني قراءتك وعبورك المدهش
...لك شكري ومحبتي






  رد مع اقتباس
/