الموضوع: خريف القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2019, 07:37 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الزهراء صعيدي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الزهراء صعيدي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الزهراء صعيدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خريف القلب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
قصيدة جميلة تألق نسيج الشعر في معظم أبياتها حتى كاد يضاهي بشجوه ما نشعر به من الزخم عند قراءة أشعار القدماء . ومن ذلك البيتان الرائعان في جزالتهما التقليدية

ألا ليتَ شعري ما صمَتُّ لغدرِهِ
و لا كبَّلَتْ أصفادُ حقدٍ أقاحيا

أُداري دموعًا لا أبالي بحرِّها
متى غنَّتِ الأطيارُ أحيَتْ قوافيا

غير أن بعض الأبيات بدا غامض المعنى قليلا بسبب بعض الألفاظ غير المتوقعة أو لنقل غير المناسبة في سياقها . مثل قول الشاعرة في المطلع

على مثليَ الأيّامُ تُلقي الدّواهيا
و تُعلي بِمَن للَّيلِ ظُلمًا مُساويا

فلفظة ( مساويا) لا أراها قد أدت دلالتها المعنوية بوضوح . بل إنها تسببت بتعقيد التركيب اللغوي في العجز وإبهام معناه .
كذلك بدت لي الألفاظ غير متآلفة وكأن كلاً منها ما جاء إلا ليملأ فراغا في البيت
و يشكو ثقوبًا في الفؤادِ عميقُها
و من حتِّ ريحٍ زادَ فيها المآسيا

وهذا الأمر تكرر أيضا في البيت الذي جعلت فيها الشاعرة المراكب تتآكل في الرحى . والرحى عبارة عن حجرتين مدوَّرتين تدور إحداهما فوق الأخرى ليتم طحن الحبوب بينهما . ولا علاقة بيانية أو بلاغية منطقية بين اللفظتين تجعلنا نقبل حضور المراكب لكي تتآكل في الرحى .
أتانا زمانٌ في رحاهُ تآكَلَتْ
مراكِبُ صبرٍ شدَّها التّيهُ باغيا


لكن القصيدة في العموم جميلة وإيقاعها سلس وسائغ وقد نجحت الشاعرة في ترويض أمواج البحر الطويل الصعبة والتي تحتاج إلى خبرة في النظم .

تحيتي ومحبتي للأستاذة الشاعرة المتألقة الزهراء صعيدي
أستاذتي الغالية عمت أوقاتا و طبت روحا
قيل لي خيالي واسع و أراه الآن حقيقة بعد ملاحظاتك
]على مثليَ الأيّامُ تُلقي الدّواهيا
و تُعلي بِمَن للَّيلِ ظُلمًا مُساويا
مساويا : ظلم ذاك الذي تعليه الأيام كما الليل فقلت مساويا
نغيرها أستاذتي لا بأس
و يشكو ثقوبًا في الفؤادِ عميقُها
و من حتِّ ريحٍ زادَ فيها المآسيا
المشكلة أنني أرى الصورة التي أردت واضحة
الثقوب السوداء تبلع كل الأسى
و يشكو ثقوبا قاعها في الفؤاد فقلت عميقها أقصد قاعها و أما حتّ الريح فمعروفة ظاهرة الحت و التعرية التي تغير معالم القشرة الأرضية و الحت هنا جعل القلب يتآكل و زاد مآسيه بعد الثقوب
فهل تراني غاليت في التشبيه ؟!
شكرًا لملاحظتك و إن شاء الله نرقى إلى ذائقتكم المرة القادمة

أتانا زمانٌ في رحاهُ تآكَلَتْ
مراكِبُ صبرٍ شدَّها التّيهُ باغيا [
قلت في رحاه تآكلت لكن قلت شدها التيه باغيا
لو وسعنا الخيال ليقارب خيالي لوجدت الزمان رحاه كدوامة تبتلع الكون و مع ذلك سأدرس الصورة لأقربها من المنطق






  رد مع اقتباس
/