۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2022, 02:41 AM رقم المشاركة : 126
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد متواجد حالياً


افتراضي رد: ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
الحقيقة ، أنني كنت قد قرأت هذه القصيدة أول ما نشرها الأستاذ طارق . وعقَبت عليها في حينها وأثنيت على ما فيها من جمال واستشهدت بأحد مقاطعها . ولكن ذلك المقطع الذي استشهدتُ به كان هو الأجدر دون غيره بالثناء عليه . لأن اعتبارات أخرى كانت تحول دون الموافقة على كل ما جاء في نص القصيدة .
البناء الفني للنص يكون في معظم الأحيان مرتبطا ارتباطا وثيقا بسياقات المعاني فيه . وبدورها ترتبط سياقات المعاني بطرائق رسم الصور الشعرية، وتستند إليها .
ولو ابتدأنا من تحليل الصور الشعرية باتجاه البنية الفنية في هذا النص لوجدنا أن خلل الصورة الشعرية يترك أثره في خلل المعنى وسياقه.


قالت النجمةُ عني

لأريج الأقحوانِ

حينما جاء إليها

شاكياً

ليلَ الأماني

أصدقائي الأعزاء !
صحة المعنى هي أساس البناء عليه . فهل ترون أن المعنى في (شكوى أريج الأقحوان للنجمة ) معنى صحيحا ؟؟
أنا أرى هذا المعنى غير صحيح . وكل ما بُنيَ عليه مما تلاه من مقاطع القصيدة وجملها الشعرية ، هو غير صحيح أيضا .
لماذا؟
لأن الصورة الشعرية غير قابلة للتصوُّر وغير قابلة للتصديق. فأريج الأقحوان لا تربطه أي علاقة معنوية بالنجمة . فهذه النجمة نجمة في السماء ، في الفضاء الخارجي ، وليست زهرة في الحديقة . ولو استبدل الشاعر لفظة ( الزهرة ) بالنجمة لصدقنا الصورة ووجدنا سببا لاختياره هذه اللفظة دون غيرها . إذ أن أريج الأقحوان يرتبط بعلاقة معنوية مع الزهرة ، وهذه العلاقة تجعل الحوار بينهما ممكنا من حيث المنطق الخيالي غير العبثي . أما أن يدور الحوار بين الأريج والنجمة فالمنطق هنا مفقود والعلاقة مفقودة والمعنى فيه خلل والصورة الشعرية ملفقة تلفيقا . لأن اللفظة ( النجمة ) محشورة بطريقة عبثية في مكانها دون ارتباط عضوي يأتي من العلاقة المعنوية بين عناصر الصورة الشعرية .
ثم ، كيف تقول النجمة : (فيه من فوحِ ورودي) ؟ ؟
وهل للنجمة ورورد لها فوح ؟؟؟
فيه من فوحِ ورودي
ثم، ما الذي أتى بكليوباترا إلى هنا ؟ولماذا كليوباترا ؟ ما هو الرابط المعنوي بين ما قيل سابقا وبين حضور كليوباترا ؟
الجواب : ليس هناك أي رابط معنوي . وكليوباترا حضرت دون مناسبة ودون سبب حقيقي يستدعي حضورها.

نفحةٌ ما ... لامستْها

كيلوبترا

وهي في الروضةِ

ما بين حسانٍ وغواني
الشاعر يولد الصور الشعرية بعضها من بعض ويسترسل في الكلام وكأن الهدف هو إنشاء نص يرصد تداعي الخواطر أيا كانت .

والَشدِيُّ الباعثُ النايَ

يُغني

من أريجي ونشيجي

وحناني

قالت النجمةُ للزهرةِ

رُدّي بعض لونِكْ

إنّ في عينِ محبٍ

جاءني ذات مساءٍ

صورةَ الخدِّ المُضمّخْ

بأكاليلِ الورودِ

و امسكي عطرَكِ هوناً

إنّ في أنفِ محبٍّ

جاءني ذات رجاءٍ

نفحةَ الثوبِ الملطخْ

بشذا شيحٍ وعودِ

قالت النجمةُ للزهرةِ

عني احبسي فوفَ غصونك

إن في جوفيَ ناراً


بثها العاشقُ يوماً

حينما جاءَ حزينا

يشتكي نارَ عيونِك

لم تزلْ تضرمُ جوفي

لم تزلْ تشعلُ خوفي

لم تزلْ كل مساءٍ

حين يأتيني ليلقَى

بعضَ آسٍ مِن حنيني

تتشظّى فيه نيرانُ حنينِك
كل ما ورد أعلاه اتسم ببنية فنية مفككة ؛ بسبب تخلخل العلاقات المعنوية في هذا الاسترسال الكلامي الذي وجدته غير واضح الهدف والغرض .
ما ذا يريد الشاعر أن يقول ؟ ما هي المعاني ؟ المعاني . المعاني .
المعاني غائمة ضائعة متلاشية مع تلاشي الكلمات وتكاد تكون صفرا .
لكن المقطع الوحيد الذي رأيته جميلا وقابلا للتصديق بسبب ترابط المعاني فيه ووضوحها وإتقان تشكيل الصور الشعرية هو هذا المقطع :

قالتِ النجمةُ همساً

لمذنبْ

جاء يعدو من سماواتِ محبٍ يتعذبْ
فقط . وعندما يكمل الشاعر القول بأن المذنب يحط على (غصن زهور ) نعود إلى مشكلة الكلام العبثي الذي يفقد أهميته لفقدانه المصداقية ولما فيه من خلل منطقي :

حينما حطّ على غصنِ زهورْ

يتهادَى في غرورْ

بين أمواجِ غديرٍ

يتقلبْ

وهْوَ كالنجمةِ نورٌ

يتوهجْ

بين وردِ الأقحوانِ

إنّ في قلبيَ فيضاً من حنانِ

بثهُ العاشقُ سراً

ليس يخفي لعيانِِ

ليس في جوفِ سماءِ الحبِ

مهربْ

هكذا النجماتُ قالتْ

بينما كنتُ أريها

سرَّ حسنِ الليلِ

في رَوْحِ قصيدي

في ترانيمِ فؤادي

في أهازيجِ نشيدي

أفشت النجمة سري

فوق غصنٍ من ورودِ
وهذا الخلط بين النجوم والورود يتكرر كثيرا . وهو غير مقبول فنيا .

الخلاصة : لا بد لخصائص عناصر الصورة الشعرية أن تتناسب مع بعضها ، فما يناسب النجوم يختلف عما يناسب الزهور . ويجب على الشاعر أن يأخذ علاقات التناسب والتكافؤ هذه بعين الاعتبار، عندما يرسم صوره الشعرية كي لا يكون كلامه هذرا وعبثا ولا معنى له .
أعرف أنني كنت قاسية . ولكن هذا ما أراه فسامحوني .
والاستاذ الشاعر طارق المأمون محمد شاعر مبدع رقيق وواسع في طاقات خياله . وعنده نصوص كثيرة تفوق هذا النص إبداعا وإتقانا .
كل التقدير لكم وكل الشكر لمنحي هذه الفرصة للكلام ، وإن كان مزعجا .
وأجمل تحاياي
الشكر الكبير للناقدة المجيدة التي تعلمت منها كثيرا في هذه المساحة وحقيقة كنت حريصا على مشاركتها لعلمي بالفارق الذي ستضيفه فهي من أتقن الشعر اتقانا يحق لها القول فيه بما تشاء فهذا مضمارها و محط فكرها الذي أخذت تضيف فيه بما لم يأت به الأولون.
القصيدة لها مضمارها الذي تلعب و تتحرك فيه و أظن أن كثيرا من الذين مروا عليها هنا قد استطاعوا دخول أجواء هذا المضمار و لذلك أمكنهم التفاعل معه بصورة أكثر أيجابية من رؤية أختي ثناء هنا.
و ابتكار الصور و الأخيلة ينشأ في عقل المبدع ساعة ابداعه وفق صورة كلية تصف الشعور بما يلائمه من تجسيم يجسد الشعور أكثر مما يجسد الواقع الحسي للصورة و العلاقات بين مكوناتها ساعة كتابة النص و ما يحاول الكاتب فعله هو إيصال هذا الشعور عبر هذا التصوير الى المتلقي ينجح في ذلك كثيرون و يفشل آخرون. و لا غبار في قصيدة عجز متلق عن الوصول الى حالتها الشعورية إن كان هذا المتلقي منفردا في عجزه عن الوصول الى مراد الشاعر حال وصول آخرين.
العلاقات بين مكونات الصور الشعرية ليس بالضرورة أن تتناسب ذلك التناسب الحسي الذي تنبني عليه الصورة العادية وقد أعانتنا السينما و أفلام الخيال العلمي في تقبل كثير من الصور التي لم يكن العقل يتقبلها من قبل و أصبحت ترى كثيرا من العلاقات التي لم يكن يمكن للخيال أن يتصورها أصبحت تراها رأي العين فلا عذر بعد ذلك لادعاء عدم التناسب فكل شيء نسبي كما يقول انشتاين الذي بنى نظريته التي تطير بها الطائرات و المركبات الفضائية ويروض بها الضوء ويرى بها الالكترون في مدرا نواته على خيال جامح لم يكن يرضى بنسب العلاقات التي تراها العين ويدركها العقل فحسب مقياسا تنبني عليه العلاقات.
إن أيجاد الصورة هي أصعب شيء في الحدث الشعري إذا ما قسمنا الحدث الشعري الى مفرداته حيث تكون مفردته الأولى تخليق النص الشعري و الثانية تلقي النص الشعري و الثالثة التفاعل مع النص الشعري فإذا ما تخلق النص الشعري بصوره الخاصة به فإن الصورة قد وجدت و على المتلقي أن يتقبل وجودها كما يتقبل المخلوق وجود الشمس بصورتها الحالية فليس له حق في رسم علاقتها ببقية الموجودات في صورة الكون وليس هو من يحدد مثلا أن يكون القمر تابعا لها أو انه تابع للأرض أو كيف يكون تأثيرها على الزهرة البعيدة عنها بملايين الكيلومترات بل هذا حق من خلقها و لكنه يستطيع القول أن اليوم سيء الطقس و أن الشمس حارة. كذلك الصورة في النص الشعري هي ملك صاحبها يشكل موجوداتها و العلاقات بينها كيف يشاء في النص و لا يحق للمتلقي للصورة الشعرية القول بأن العلاقة ما بين مكونات الصورة الشعرية غير منطقية فإن العلاقات قد وجدت و تمنطقت و انتهى الأمر. فإذا قالت الصورة أن الزهرة تحدثت للنجمة فإن الزهرة تحدثت الى النجمة وعلى المتلقي أن يتفاعل مع الصورة هكذا فإن للصورة في القصيدة عالمها الخاص بها الذي عاشه الشاعر غير العالم الذي يعيش فيه المتلقي فلا النجمة هي تلك النجمة التي يراها ولا الزهرة هي تلك الزهرة التي يشم رائحتها. وإن كان للمتلقي الحق في أن لا يتقبل وجودها في النص من حيث الملاءمة لموضوع النص و علاقتها ببقية الصور في النص وهل هي جيدة أم رديئة كصورة و أقصد بذلك تباينها و شدة تأثيرها و قوة وضوح تفاصيلها ونحو ذلك.
الحديث في القصيدة عن سماء ليست هي السماء التي تضيء منها الشمس كل يوم بل هي سماء الحب كما قالت القصيدة و أبانت عند الحديث عن المذنب التي لا ريب أن النجوم فيها قريبة من الزهور و الورود و أنهن و لا ريب صديقات يتناجين بأسرار الحب و يفشين الأسرار لبعضهن البعض فلا سر لعاشق إلا و أفشته نجمة لزهرة أليست النجمة هي من يشكو إليها العاشقون تباريح هواهم أليست الزهرة هي رسول العشاق لمحبوبيهم.. هنا مربط العلاقة يا ثناء علاقة خلقها العاشق بين أدوات عشقه النجمة و الزهرة و المذنب و غصن الزهور وحولها الشعر الى صورة شعرية - و العلاقات الشعرية منطقها منطق أفلام الكرتون التي تطرب فيها لتجاوز التناسب المنطقي -لم يستنكفها كثير ممن مر على القصيدة بل طرب لها , هذا عوضا عن أن النجمة و الزهرة و المذنب و غصن الورود وصف لحوار حقيقي في ملتقى أدبي كانت النجمة فيه نجمة حقيقية فلنقل هي أحلام المصري أليست أحدى نجوم هذا المنتدى و الزهرة هي إحدى المدعوات فيه لنقل الى هذه الورشة الفنية لك أن تختاري منهن من تحبين فكلهن زهرات جميلات كما أنهن نجمات رائعات وما أكثر المذنبات في سماء منتدانا هذا مفردها مذنب لنقل أنه إبراهيم شحدة أو أحمد مطر أو النبالي و غصن الورود هو هذا المنتدى هل جعلت الصورة بهذا التشبيه حسية يمكن تصورها.
بعد ذلك يمكنك تقبل بقية الصور إن استطعت عبور هذا الحاجز النفسي أما كليوباترا فقد تحدثت عنها من قبل .
و إن كان لي تعقيب بسيط على هذا النقد هو قسوته وما العتب في القسوة إذ أنني تعهدت بقبول أي رأي مهما علت حدته لكن هذه القسوة هي نتاج رأي له حيثياته ينبني على ذائقة خاصة حيث لا توجد قواعد متفق عليها في النقد وهو أسلوب شاعرتنا و ناقدتنا الكبيرة في نقد ما لا يعجبها من قصائد وفق حيثياتها المنطقية التي تراها و لكن هناك مجال دائما في النقد لغير آخر يرى عكس ما ترى ناقدتنا القديرة ثناء كما وجد في هذه القصيدة. و الناقد الكبير يستطيع إيصال صوته دون قسوة على صاحب النص فلا أرى ذلك من المهنية في شيء...
سعدت بهذه المداخلة القيمة و الجميلة و المفيدة حقيقة من الشاعرة الكبيرة و الناقدة القديرة ثناء..طبت ثناء و طاب قلمك النير.






  رد مع اقتباس
/