الموضوع: مدينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2015, 12:59 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مدينة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة


[justify]بسم الله . صباح مبلّل بالندى . طائرة الصباح . هواء بنكهة الملح . المدينة . أنا أتمتم : " دستور ، دستور " . الشيخ عثمان . الطريق . قليلون غيري . سينما الحزب الذي كان . عرب . قلب يخفّ . رجل يدفع مرجوحة بلا طفل . المعلا . امرأة تقف وحيدة في طابور وتتأمّل وجهها في السماء . قليلون يكثرون . سائق لا يأخذ الأجرة من راكب مجنون . بقيّة من نظام بريطانيّ . جولدمور . بسم الله . " كيف ستبكي إن لم تلق حتفك على يديّ ! " ، كلام قرأته على شفاه عابرة . أنا غيري يمشي معي . أثر لقلب مرسوم بالفحم على سور قديم . كريتر . سبحان الذي يعيدني كاملاً . طبيب من كوبا يأكل الموز . غيم يطرق جوّ المدينة للحصول على تأشيرة هطول . ما تيّسر من سمك مصاب بزهق الملح . إشارة مرور احمرّت خجلاً من العيون الأجنبيّة ، وظلّت حمراء . حافلة مفخّخة ببنات المصافي . بسم الله . صوت سكّريّ . طفل يجلس على مرجوحة بلا حبال . المنصورة . خدر المقيل . عرب . سهم مرسوم بأحمر شفاه (أو بدم) على آخر السور القديم . وجه مثل بيضة النور يبحث عن عين لا تراه . سمك يتشمس على الساحل ويراود صيّاده . بريقة . جولدمور من اليسار لليمين . شبابيك . السوق القديم . رجل يمسح ما بقي من آثار قلبه المرسوم عن السور القديم . أنا ألقي التحيّة على شباب يلعبون البلياردو في الشارع . بحر . بحر . العابرة تعود : " خذني إليّ ! " . عنزة تقطع الشارع راكضة وراء حليبها . غيم و تأشيرة عبور . مياه موقوفة كقطع غيار للبحر . طفل يركض أمامي لألتقط له صورة ثانية : " لو رأيت قميصي الجديد ! " . سبحان الذي ربط على قلبي . كثيرون يقلّون . السوق القديم . الشمس . جبل حديد . عيون تترك وجوه أصحابها في المقهى وتلحق بدخان سجائرهم . رجل لا يبيع شيئاً يجلس على الرصيف يغنّي . صمت مملّح . أرواح أليفة . الميناء القديم . عرب . خور مكسر . امرأة تمسح بكمّ عباءتها ما بقي من وجه شاعرها عن السور القديم : " كبرنا ، وهذا السهم لي " . بحر يهرب من مائه ليتمشّى معي . صلاة العصر . بقيّة من خدر المقيل . المجنون يقود سيّارة الأجرة ويقف عند إشارة خضراء . فراغات فسيحة تسكنها المودّة . بسم الله . كريتر مرّة أخرى ، وأنا للمرة الثالثة . منقبّة تمشي مختالة بصغيرتها : " هذي الغزالة منّي ! " . رجل مرور يختلس عيناً من نعاس ويغفو واقفاً . الصهاريج . قصيدة تبحث عن بحرها . المتسوقون الجدد . أنا غيري يبحث عنّي . شمس تحصي العابرين بنهارها . مشاة يجمعون خطاهم القديمة من شوارع المدينة : " تعبنا " . التواهي . هاتف نقّال لا يرنّ ولا يضيع . قطّة -أو قطّ - تتثائب . كعب يدقّ فوق بلاطة القلب . جواز سفر زائد عن حاجة المسافر . الساحل الذهبيّ يحاذي السطر من اليمين . سبحان الذي يعيدني ناقصاً قلبي . غيم يغادر جوّ المدينة باكياً . بسم الله . بحر يتركني و يعود حزيناً لمائه : " عطشت ، أخاف أن أجفّ أو أنسى ! " . عين تبحث عن بكاء يليق بفراق المدينة . قائد طائرة المساء يقود طائرة المساء ، يشرح الأرض ويحبّ المدينة . سائق الأجرة يبكي في وداع المجنون . أنا غيري يعود معي : " ماذا رأيت ؟!" . نهار مبتلى بشمس تغيب . شمسان . شمسان من جديد . شمسان من بعيد ، وعدنيّة تلوّح : " يا غريب عد لأهلك " .

[/justify]



لم أقصد قراءة نقدية
فكبير علي أن أفعل ذلك وأنا أحبو في هذا العالم الكبير الصعب للسيدة القصيرة
ولكن نصا مثل هذا يحتاج إلى حضور متأنٍ
1..
النص = القصة / تخرج عن إطار الحكي التقليدي الذي يروي ، بسردية مختلفة في الفكرة وفي التأثيث

هنا ما يسمى - إن صح التعبير * ديكور القصة الممسرح تقديما** وكأن المشد يقدم استهلالا واستفتاحا ، إلى غاية أن نتفاجأ- كمتلقي- بالقفلة التي تبني كل الصور عمارة كاملة للقصة .
وكأن المتلقي يستمع للراوي ، يمشد الأجواء الخارجية للنص، وكاننا عند خشبة مسرح يمر من خلال الرواي = الصوت الخفي او كما يطلق عليه بالفرنسية la voix off
هذا الصوت / الرواي / شاهد عيان ومسهم فيما ينقله من مشاهد ، ويتحرك هو ليس ساكنا
2..
هو مجموعة من القصص في قصة واحد
فكل صورة هي حدث قائم بذاته منفصل عن باقي الصور
وفي الوقت نفسه يتلاحم وهذي الصورة من خلال مساحة المكان
أصوات متعددة ، كل * يغني على ليلاه * بطريقته الخاصة : وهذا الكل = المدينة
ياتي دور عتبة النص = العنوان
العنوان وفي ّ لما يحمل في جوفه

ثم في خضم هذي المشهدية الكبيرة المنفصلة المتصلة تأتي قفلة منفتحة على على وجع آخر = الغربة ،
غربة لم تستطع المدينة بكل حيويتها الفوضوية والمشهدية الكبيرة أن تخفيها أو تمحوها أو لنقل بشكل أدق : أن تـُغـَيـّبـَها عن ومن قلب الراوي باعتباره عنصر من عناصر الحكاية

سيدي شكرا لك






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/