۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2018, 05:34 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

افتراضي رد: لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد

هل راود نسوة المدينة يوسف عن نفسه حقا ؟؟؟

يقول الله عزَوجلَ :
"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
.....................
"فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ "
.....................
فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ""
.......................
قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
......................

" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ "
........................

"قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ"
...........................................
ونحن نتأمل سياق الآيات الكريمة ،فأكيد يتشبثُ في الذهن سؤال عن" النسوة" اللاتي أكبرن يوسف الصديق و يُنزهن الله سبحانه بقولهن " حاش لله"،ومع أن امرأة العزيز هي المُراودة ،والدليل اعترافها بذنبها في النهاية ،إلاَ أن الكيد يشملهن جميعا وفي كل مبادرة....وحتى في وجودها منفردة عنهن أمام "الشاهد من أهلها" ولماذا لم يختصها بالجرم بل وخاطبها بالجمع " إن كيدكن عظيم " ؟؟
...........
وطبعا الإجابة تكمن في أنَ جانبا من قصة يوسف يتحدث عن " الكيد" مُصنفا إلى : كيد الإخوة- كيد النساء- كيد يوسف عليه السلام من الله عزوجل-
وكنتُ قد تطرقتُ لذلك ذي قبل في مقال بعنوان" يوسف الصديق وكيد النساء"،
https://pulpit.alwatanvoice.com/cont...nt/285989.html

و" الشاهد من أهلها" عندما يصف امرأة العزيز بأنها ذات كيد ،فهو بذلك يخاطبها من زاوية انتمائها إلى العنصر النسوي وباعتبار أن الضغوطات التي تعيش تحت وطأتها المرأة بصفة عامة في كل آن وأوان ،ولأنها العنصر الضعيف مقارنة بالرجل ولو ملكة، "وكلمة سيَدها تدلل على ذلك"، فإنه من السهل عليها أن تحيد عن الحق والذي يخص الشرف ،لتلصق الجُرم بغيرها طلبا للنجاة،،،وهذا ماحدث فعلا.
" فلو جاءت الآية الكريمة " إن كيدك عظيم" ، فالمسألة خاصة بامرأة العزيز ، والتي هي زوجة حاكم ،وصاحبة سطوة ،فمن أيَ زاوية سيحكم القارء للآية على كيدها العظيم إذن ؟؟؟ لكن لو رُبطت والنساء في حزمة واحدة ،فيفهم أنه كيد نسوي بعيدا عن كيد في السياسة أو لاقتصاد وغيره ...لأن التفريق بين رجل وامرأة معناه مابين" ذكر وأنثى" ،فالمسألة تمس الجانب البيولوجي الجنسي ،وليس العقلي ....وكذلك هو الشيئ نفسه لمَا تحدث عنه يوسف عليه السلام مناجيا ربَه ،وطالبا من الملك التحقيق في قضية "الكيد النسوي" ....على هذا الأساس ،نستشف أن نسوة المدينة لم يُراودن يوسف عن نفسه ،وإنما امرأة العزيز قبل توبتها إلى الله عزوجل هي من فعلت ذلك.
يقول الله عزَوجلَ :
"قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ"
........................

هل حقا كان يوسف عليه السلام ،يمتلك شطر الحُسن ،والشطر الآخر موزعٌ على كل البشرية ؟؟؟
يوسف عليه السلام ،لم يكن يمتلك شطر الحُسن البشري كما أخبرنا بذلك السابقون،
والدليل على ذلك قوله تعالى : وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ "
فنفهم من ذلك أنه قد وُجد في الجب طفلا عاديا ،ليس يُثير مكامن الدهشة في الناظر إليه ،وإلاَ لما باعوه واشتروه بثمن "بخس" ، لصغر سنَه،دون اهتمام بوسامته الخارقة العادة....كما زعم الأوائل.

وإنما أكبره نسوة المدينة لهيئته ووقاره ،وسمة وجهه الدالة على النبل والإحترام ،،،
ووصفه بالملاك يدلل على ذلك ..

والله أعلم






  رد مع اقتباس
/