عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2018, 08:02 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عادل عبد القادر
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
مسابقة شاعر/ شاعرة الوهج 2011
مصر

الصورة الرمزية عادل عبد القادر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عادل عبد القادر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البنية الايقاعية لمختارات فينيقية

لو كان سويديا أو من فنلندا
اسكندنافيا أبا عن جد
حيث الماء و الهواء و الوجه الأحسن
لتخلى عن كل هذا
و أتى الى وطننا العربى
متخذاً من فلسطين و طناً
و من يطا منزلاً و سكنا
فالله تعالى – لحكمة لا نعلمها – خلقه ليناضل

عدنان حماد / حديث عابر في العصر العا/هـ/ق..ر


حين أتأمل كلمة عابر و الادغام و الضغط فى كلمتى عاهر/عاقر
أشعر انى مقبل على نص مقتضب موجز واضح البيان
فيه قدح لسلوكيات اهل هذا الزمان

حَدّثْتني والريح تعصف بالشراع
ومشيت في درب الضياع
فمن الصراع الى الصراع الى الصراع
اوطاننا صارت كما سقط المتاع
صرنا بقايا أمة
والذئب ينهش ما استطاع
*

( مقاطع منفصلة كل مفطع مستقل بذاته
و إن جمعتهم حالة نفسية واحدة هى الصراع
الصراع ما بين البقاء و الانعدام
و هذا ما كشفه لنا الايقاع من استخدام القافية المقيدة
لمنح كل سطر استقلالية بعدم التدوير و التضمين
و ابراز الحالة النفسية و هى الصراع
بالترديد الصوتى فى البيت الثالث
و أقف أمام الصفتين سقط و بقايا
فى سقط : يتوسط حرف القاف القوى الكلمة
متبوعا بالطاء الحرف الاقوى ليشكلا معا
ايقاعا قويا يتناسب و مدى سوء حال الاوطان
و فى بقايا :يتوسط القاف الكلمة بقا
مصحوبا باطالة صوتية
يتبعه ما يشبه صدى الصوت قا/يا
ليشكل الحرف و الامتداد و الصدى
ايقاعا قويا يتناسب و مدى سوء حال الانسان
و لا يفوتنى لوم الشاعر على تجاهل علامات الاعراب الهامة
فعلى من تعود تاء حدثتنى لمذكر أم لمؤنث ؟
و من الذى مشى تُ أم تَ أم تِ ؟ )


ناديتني
لكنما أسماعنا شغلت بأصوات الغنا
وحقائب التاريخ ينهكها العنا
وتلاشت الأصوات حين تمسكت كل القبائل بال (أنا)


( امتداد سابق للحالة الايقاعية نفسها
لكن تزداد حدة الايقاع قليلا باستبدال
القافية المقيدة بأخرى متحركة مصحوبة باطالة صوتية
مع ملاحظة التتابع فى ناديتنى .. أسماعنا شغلت ..تلاشت الاصوات
ثم البيت الاخير الاكثر استرسالا
و الذى لم يحمل الوصف بل حمل احد اسباب الضياع
اراه تمهيدا لنقلة ايقاعية اعلى )

وتفرقت اهواؤنا
وتغلبت احزاننا
وتشتت أبصارنا
وتقزمت افكارنا
ما عدت أعرف من انا
***

( نعم حدثت هنا نقلة ايقاعية للاعلى
فظهرت المقاطع القصيرة الدالة على السرعة
و القافية المتحركة الممدودة
و التجانس التركيبى
فبعد التصريح بأولى أسباب الضياع
انتقلت الحالة النفسية الى منطقة الغضب
فجاء الايقاع سريعاً هادراً معبراً بأمانة
عن الحالة النفسية الغاضبة )

وتضيع بوصلتي ولا أجد الطريق
نمشي على أعقابنا
والعلقميُّ يطل كي
يروي أحاديث النبوة ثم يرفع للسماء أكفه


( هنا بنخفض الايقاع تماما
فلا نجد الا تفعيلة الكامل مستفعلن / متفاعلن
فقط هى الحاملة للايقاع
و هذا الانخفاض مصاحب للحالة النفسية للشاعر
الذى أصابه الفتور
فتخلى عن الجمع بـ نا و استبدلها بياء المتكلم الفرد )


فاذا الدعاء لكُندَليزا .
كُنْ دَ ليزا .
يا كُنداليزاالحاكم العربي.
فوضنا ك في فوضاك فابتسمي
أنقبل غير أمريكا
لأمريكا
زريبتها
شريعتها
وسمعتها
بشاعتها


( هنا يعود الايقاع السريع المكثف تارة اخرى
فنجد فى السطور الاخيرة تفعيلة واحدة بالسطر
دلالة على السرعة
و تعود القافية المتحركة المصحوبة بامتداد
و التجانس التركيبى و الجناس فى فوض / فوضى
و لا يفوتنى ان اقف امام التشكيل الكتابى فى السطر الثانى
فكأنما اراد الشاعر فى نفسه ان يقطع كنداليزا اربا
فتقطعت اربا اربا فى المستوى النفسى و التشكيلى و الايقاعى
و هذا ما يعرف بالتقطيع العَرْضى
و لابد من تامل حرف الفاء الذى سيطر على البيت الرابع
فالفاء من الحروف الاضعف و هو حرف شفوى مهموس رخو
و فى الوسيط 221 مصدر يبدأ بالفاء
58 مصدر دال على الانفصال
48 دال على التباعد
14 دال على التشتت
5 مصادر تدل على أصوات تترافق مع الانفلاق والانفراج
21 مصدر دال على الوهن و الضعف
اى 66% ابتعاد و تشتت و ضعف
أ ليس هذا هو ما أراد الشاعر قوله عن أهل زمانه ؟
و كان الايقاع )

وشيخ ظن ان الله من عشاق امريكا وورّثها ديار الله قاطبة
وحرض شعبه المؤمن
بأن ينسى
تراب القدس والأهواز ما أمكن
وأن يلعنْ
رجالا كان للكَمِكاز في الهامهم أثر



**
بغداد يا وجع المواجع حدثي
هل عاد جُند (البرمكي) ليقتلوا
فيك التحضر والعلوم
لمن الحشود بعدها وحديدها
ولمن تعد الأسلحة
هل يملكون خريطة للقدس او غرناطة
بغداد يا ميلاد أزمنتي ويا زمني الجميل
أو ليس هذا الفارسي وجنده أبعاض ما صنع الدخيل!
يمشي وتمشي في خطاه جنائز والموت يستشري ويستشري العويل

يا اخوة يتقاتلون كأنهم
لُعبٌ يحركها الغريب
هل ضاق بالسعف النخيلْ
عدنا مناذرة تقاتلها غساسنة
وذاك القيصر الرومي يبهجه العويل
والحاكم الصفوي تسعفه الخيول
**
العيس لاهية وهل يجدي المقالْ
والنار شاعلة ويمتد الهلالْ
كسرى تمدد حشده
أو ليس فينا من يهب الى القتال
تبا أيا سوء المآلْ


( يظل الايقاع على نفس الوتيرة معبرا عن انفعالات الشاعر
و رغبته فى استنهاض قومه و اسفه على سوء المآل
و لا يفوتنى ايضا ان الوم الشاعر لتجاهله علامات الترقيم
فى نهاية المقاطع الاستفهامية )

الخلاصة : النص الذى يتخذ التقمص بناءا اسلوبيا
هو بالتاكيد نص متباين المشاعر
فى هذا النص نرى الشاعر مرة مع المستسلمين و مرة ناصحا و مرة حاك
و هكذا
و لم يقف الايقاع مكتوف الايدى امام هذه المتناقضات النفسية
فارتفع و انخفض و اتقد و خمد و اشتد و لان و جهر و همس
و هكذا






  رد مع اقتباس
/