[فاتي الزروالي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العاصي

سئمنا من الحزن
ومن شقّ ثوب الدموع
يشيّع الصغار آباؤهم
يتأبطون الشمع الطيني
ويتعرون من لحمهم


الصبح يحتضر
والكرب دروب تنتفض
يقطف لون العيون
النهر يبتلع الشجر
والأحبة يغيبون
في المدى المرسوم
على محنة الرحيل


هناك
تماماً في التقاء البحور
وفي البراري البعيدة
يختبئ الحزن
يشرّع رأسه للريح
ليطفئ لوح الضياء


عنيد هذا الحزن
يستأثر بِدُكْنة الطريق
لا يهجع ولا يهرم
يمتدّ على الأسوار
على الحقول
في احتشاد الأسماء
في حلم الصفصافة
وقرب المطر المرتبك


ينبت في ربيع القلوب
دون مواسم
مثل الشوك الأسود
على شرفات المنافي
في زند الغرباء
في قصيدة متأخرة
ومواعيد لا تأتي


هذا الحزن
متجرّد من الألوان
رأسه مرايا معتمة
أضلاعه تسعة جدران
وفمه نوافذ مختنقة


يجثم
على حواف العمر
يترصّد صَبْوَةِ الروح


للحزن روافد
مثل مزمار
يلملم تفاصيل الألم


الحزن ضرير
يتسكّع
في خواء الوقت
بلا سراج


يغلق الحكاية
ويفتح البكاء


إن اقتربت أكثر
يمزق صدرك


بعض الحزن
يأتي جميلاً
كما حزن العشاق
ومكابدة الأشواق
كما حزن الدراويش
في التضرّع


يشفع للحزن
أن بعض الدموع
تغسل روح المغموم


بعض البكاء
أن تقبض
على ضوء الماء
كي لا تنسل
من أخاديد القلوب
وردة الرحمة

سئمنا من الحزن
وسئم الحزن منا
بتنا نصارع من أجل
بسمة نخطفها على مضض
لتباغتنا الدموع
حتى في عز الفرح
تنهمر
وفي حر الشوق تنهمر
وبقلب الأمان
يخفق النبض
معلنا ساقة فراق قريب

الشاعر حسن العاصي
وردة رحمة
نثرت بتلاتها
على أديم الأرض
كي تزهر
وإن كان الخريف

أستاذنا
كل التقدير لروحكم
وباقة ورد تليق