[ازدهار السلمان]

أنشرها للمرة الثالثة عساها تبقى
-33-

تحت جمهرة ذاك الهجير، وفي طرقات لم تخطها أقدام بشر، وفي أزمنة خرجت من مديات السنين حاسرة بلا رقم يحفظ لها التاريخ، سرابٌ يحث خطاه نحو روح تكسرت جنباتها وأسلمتها أوجاع الزمن البغيض، وظلم ذوي القربى الى التمسك بحلم قرر أن لا يأتي أبداً، حلم ربماً أو رغبة تدفع الى احتمال تلك العتمة والاغتراب وقصص الإحتراب بين الأخ وأخيه، قد تكون أملاً، قد تكون أمنية، لكنها في مجمل حالاتها لم تنفع.. حين انكسرت روحي ذات زمن كان البوح بعضٌ مني وكلما هممت بالخروج عن النص ساقتني السطور الى موجة لا هدف لها ولا عنوان، ليظل بعضي يأكل بعضي ولا يتوقف..!

قالت أمي..
بين الأسطورة والواقع خيط قد يكون رفيعاً لكنه أبداً لم يأتِ من فراغ، ولأن مادة تلك الحروف الملقاة في دروبنا كي نتعلم، نعرف، نفهم، ونتعظ كان لها فضاءات تنتمي اليها وتجارب عجنت فكرتها وخبزتها كالرغيف الذي نأكله لنشبع، صنعت الأسطورة لنفسها مجلدات وملاحم اخترقها الخيال ليبعث فيها الحياة فتظل مرهماً لوجع الروح التي تكسرت ولا يجبر كسورها سوى الصبر..!

قال الظل..
بيني وأمي هناك مسافات كلما بعُدت تزداد اقتراباً..!

انتهت..