عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2017, 11:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي هذيان من ذاكرة أيلول - دمعة أخيرة.

هذيان من ذاكرة أيلول "دمعة أخيرة"

لم يكن حاضرا عندما كان موظف شركة الكهرباء يقص السلك الموصل الى بيته.
لم تفلح زوجته في تأجيل فصل التيار إلى يوم آخر رغم كل محاولاتها مع الموظف.
الشمعة التي كانت ترقص على نسمات أيلول أثارت شجونه وذكرياته؛ دقق فيها أكثر.
شعر بقلبه يذوب معها، و للمرة الأولى في حياته كانت تسقط منه دمعة،
أو {هكذا أقنع نفسه. }
أدار وجهه للحائط وهو يحلل كيف أن الإنسان يتأثر بما يرى! كيف يشعر بالعطش
إذا رأى الماء البارد، ويحرك ذراعيه لو رأى طائرا يحلق، وتسقط دمعته وهو يراقب
شمعة تحترق. . أو شيخا كبيرا يبكي وينام.
في الصباح كانت الحافلة تنطلق بعد انتظار مرير. أسند رأسه إلى المقعد، وهو يحدث نفسه:
من أين أبدأ معه حديثي؟! سأُلمِح له فقط. ولكنه قد لا يفهم! سأقول له إن العتمة قاسية!.
هذا كلام سخيف. إذا كيف ستتصرف! سأل نفسه. قال: سأدع الأمر لحينه.
المهم أن أدفع للشركة هذا اليوم. لن أحتمل ليلة أخرى من غير ضوء.
أفاق على صراخ راكب في المقدمة يقول: الله أكبر. الله أكبر، والسائق يحاول السيطرة
على الحافلة دون جدوى. صارت تمشي بعرض الشارع، ثم انقلبت غير مرة، لترتطم أخيرا
بعامود كهرباء رئيس. كان يظن أن ما يحدث حلما لولا أن سلك الكهرباء الغليظ سقط في حجره.
حاول إبعاده والسلك يجذبه أكثر، مرت سريعا ليلة الأمس من ذاكرته.
دمعته الأولى والأخيرة.. بينما راح السلك يصب في فؤاده طوفانًا من الضوء، حتى أحرقه.!






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/