الموضوع: جرحُ المحار
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2022, 04:04 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جرحُ المحار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة

أحيانا لا يستطيع القارئ أن يدرك ما يدور بخَلَد الشاعر مهما حاول

أعتقد أن المشكلة هنا في القارىء وليس الشاعر أديبتنا ثناء

أما فيما يتعلق بعبثية وفوضوية المجاز

أقول:

( الإنسان عدو ما يجهل )

وطا لما أنه لا يمتلك القدرة على التحليق مع ملكة الشاعر فحتما سيصف المجاز بأبشع من ذلك

أثني على مرورك الوامض أيتها الثناء

لا عدمناك

السلام عليكم
المشكلة ( من وجهة نظري ) تكمن في الحلقة المفقودة بين القارئ والشاعر ، وليست في القارئ فقط أستاذي الكريم عبد الهادي .
(والإنسان عدو ما يجهل) مقولة صحيحة وتصلح لتفسير النفور من كل شيء للوهلة الأولى . ولكن ما يجهله القارئ في الصورة البيانية في الشعر لا ينبغي أن يكون مجهولا؛ فإذا لم يستطع القارئ فهمه فلأن حلقة الوصل بين خيال الشاعر وخيال القارئ مفقودة في الصورة البيانية.
وإيجاد هذه الحلقة هي مسؤولية الشاعر ومهمته هو، وليست مسؤولية القارئ، وليست مهمَّة القارئ .
وهذه الحلقة تتمثل بيانيا بوجود ( وجه شبه حقيقي ملموس في النص وفي الواقع) بين المشبه والمشبه به، في حالة الصورة البيانية التي يمثّلها التشبيه البليغ ، وخاصة ( التشبيه البليغ الإضافي ) .
مثل تشبيهاتكم هذه : صرَّةِ السَّهلِ ، حلْمةِ المستحيل ، ماءِ الفضولِ ، سوط التعاسة ِ، جرح َ المحارِ والتي يبدو بعضها مفهوما واضح الدلالة جميلا جدا في تشكيله الفني، حتى ليكاد يبدو ملموسا محسوسا مرئيا؛ لوضوح (وجه الشبه) فيه بحيث يسهل تخيُّله ورسمه في الذهن كصورة منعكسة عما يجول في ذهن الشاعر. في حين يبدو بعضه الآخر غير قابل للتخيل ، عسير الفهم وعسير الهضم أيضا، أي لا يمكن تمريره دون انزعاج .
ومن تلك الصور البيانية الفذة شعريا وبيانيا قولكم
ويرشفُ شهدَ الشفاهِ كطفلٍ يطوفُ على حلْمةِ المستحيل ِ
لقد توفَّر هنا وجوه الشبه كلها بين التشبيهات كلها؛ فبين رشفة شهد الشفاه ( القُبلة ) وطواف الطفل على حلمة المستحيل وجه شبه حسي يمثله (الفم) فهو وجه شبه مشترك بين التقبيل وبين رضاعة الطفل ، كذلك فإن شهد الشفاه والحلمة بينهما وجه شبه من حيث (الموضع المطلوب) إذ يحل شهد الشفاه في التقبيل محل الحلمة في الرضاعة ؛ فيبحث الطفل الرضيع عن الحلمة كما يبحث العاشق عن شهد الشفاه ، وزاد في الشعر خيالا جميلا ذا دلالة معنوية رائعة أن تكون هذه الحلمة للمستحيل، بمعنى: عدم الحصول على شيء منها بعد تطواف الطفل الرضيع وبحثه عنها ، ليبوء بالحرمان وهو ما يمثل حال العاشق مع شهد الشفاه.

في حين انتفت وجوه الشبه جميعا من الصور البيانية في قولكم

وكيفَ سأعرفُ فنَّ الكلامِ على صرَّةِ السَّهلِ

فما هي العلاقة البيانية وما هو وجه الشبه بين فن الكلام وصرة السهل ؟
وما هي الصورة الحسية التي يمكن تخيُّلها من قِبَل القارئ عندما يقرأ ( صرّة السهل ) ؟
ما هو شكل هذه الصرَّة في الواقع ؟
كقارئة ليس لدي في ذهني شكل حسي مرئي أرجع إليه لاستخدامه في تشكيل الصورة في خيالي . وأقرب ما يمكن أن أتخيَّله كصورة حسية بصرية للصرّة هو شكل (التلّة ) أو الهضبة المرتفعة قليلا وسط السهل الأخصر المنبسط .
لكن ليس من الضروري أن يكون للصرّة هذا الشكل التلّي فقط . وقد يكون ما في ذهن الشاعر صورة بصرية مختلفة. والأهم من كل ذلك هو الدلالة المعنوية الغائبة من هذا التعبير اللغوي العبثي الذي أسميه بالمجاز تجاوزا ؛ لأن للمجاز قواعد وأصولا دلالية منطقية (في علم البيان ) لم تظهر في هذه الجملة
وكيفَ سأعرفُ فنَّ الكلامِ على صرَّةِ السَّهلِ
لماذا يهتم الشاعر بمعرفة فن الكلام على صرة السهل بالذات وليس على صرة شيء آخر ؟ ولماذا على صرة أي شيء ؟ ما ما دلالة الصرة ؟ وما أهمية معرفة فن الكلام على صرة .....؟ ما العلاقة بين الأشياء المسماة هنا ؟
أتمنى أن أعرف الإجابات من شاعرنا الكبير العريق في الشعر عبد الهادي القادود والذي أسعد بالحوار معه حول هذه المسائل تكملة لحوار قديم كان بيننا ولم نكمله .

تحياتي وخالص الود والتقدير






 
/