۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - جرحُ المحار
الموضوع: جرحُ المحار
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2022, 03:30 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد متواجد حالياً


افتراضي رد: جرحُ المحار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
المشكلة ( من وجهة نظري ) تكمن في الحلقة المفقودة بين القارئ والشاعر ، وليست في القارئ فقط أستاذي الكريم عبد الهادي .
(والإنسان عدو ما يجهل) مقولة صحيحة وتصلح لتفسير النفور من كل شيء للوهلة الأولى . ولكن ما يجهله القارئ في الصورة البيانية في الشعر لا ينبغي أن يكون مجهولا؛ فإذا لم يستطع القارئ فهمه فلأن حلقة الوصل بين خيال الشاعر وخيال القارئ مفقودة في الصورة البيانية.
وإيجاد هذه الحلقة هي مسؤولية الشاعر ومهمته هو، وليست مسؤولية القارئ، وليست مهمَّة القارئ .
وهذه الحلقة تتمثل بيانيا بوجود ( وجه شبه حقيقي ملموس في النص وفي الواقع) بين المشبه والمشبه به، في حالة الصورة البيانية التي يمثّلها التشبيه البليغ ، وخاصة ( التشبيه البليغ الإضافي ) .
مثل تشبيهاتكم هذه : صرَّةِ السَّهلِ ، حلْمةِ المستحيل ، ماءِ الفضولِ ، سوط التعاسة ِ، جرح َ المحارِ والتي يبدو بعضها مفهوما واضح الدلالة جميلا جدا في تشكيله الفني، حتى ليكاد يبدو ملموسا محسوسا مرئيا؛ لوضوح (وجه الشبه) فيه بحيث يسهل تخيُّله ورسمه في الذهن كصورة منعكسة عما يجول في ذهن الشاعر. في حين يبدو بعضه الآخر غير قابل للتخيل ، عسير الفهم وعسير الهضم أيضا، أي لا يمكن تمريره دون انزعاج .
ومن تلك الصور البيانية الفذة شعريا وبيانيا قولكم
ويرشفُ شهدَ الشفاهِ كطفلٍ يطوفُ على حلْمةِ المستحيل ِ
لقد توفَّر هنا وجوه الشبه كلها بين التشبيهات كلها؛ فبين رشفة شهد الشفاه ( القُبلة ) وطواف الطفل على حلمة المستحيل وجه شبه حسي يمثله (الفم) فهو وجه شبه مشترك بين التقبيل وبين رضاعة الطفل ، كذلك فإن شهد الشفاه والحلمة بينهما وجه شبه من حيث (الموضع المطلوب) إذ يحل شهد الشفاه في التقبيل محل الحلمة في الرضاعة ؛ فيبحث الطفل الرضيع عن الحلمة كما يبحث العاشق عن شهد الشفاه ، وزاد في الشعر خيالا جميلا ذا دلالة معنوية رائعة أن تكون هذه الحلمة للمستحيل، بمعنى: عدم الحصول على شيء منها بعد تطواف الطفل الرضيع وبحثه عنها ، ليبوء بالحرمان وهو ما يمثل حال العاشق مع شهد الشفاه.

في حين انتفت وجوه الشبه جميعا من الصور البيانية في قولكم

وكيفَ سأعرفُ فنَّ الكلامِ على صرَّةِ السَّهلِ

فما هي العلاقة البيانية وما هو وجه الشبه بين فن الكلام وصرة السهل ؟
وما هي الصورة الحسية التي يمكن تخيُّلها من قِبَل القارئ عندما يقرأ ( صرّة السهل ) ؟
ما هو شكل هذه الصرَّة في الواقع ؟
كقارئة ليس لدي في ذهني شكل حسي مرئي أرجع إليه لاستخدامه في تشكيل الصورة في خيالي . وأقرب ما يمكن أن أتخيَّله كصورة حسية بصرية للصرّة هو شكل (التلّة ) أو الهضبة المرتفعة قليلا وسط السهل الأخصر المنبسط .
لكن ليس من الضروري أن يكون للصرّة هذا الشكل التلّي فقط . وقد يكون ما في ذهن الشاعر صورة بصرية مختلفة. والأهم من كل ذلك هو الدلالة المعنوية الغائبة من هذا التعبير اللغوي العبثي الذي أسميه بالمجاز تجاوزا ؛ لأن للمجاز قواعد وأصولا دلالية منطقية (في علم البيان ) لم تظهر في هذه الجملة
وكيفَ سأعرفُ فنَّ الكلامِ على صرَّةِ السَّهلِ
لماذا يهتم الشاعر بمعرفة فن الكلام على صرة السهل بالذات وليس على صرة شيء آخر ؟ ولماذا على صرة أي شيء ؟ ما ما دلالة الصرة ؟ وما أهمية معرفة فن الكلام على صرة .....؟ ما العلاقة بين الأشياء المسماة هنا ؟
أتمنى أن أعرف الإجابات من شاعرنا الكبير العريق في الشعر عبد الهادي القادود والذي أسعد بالحوار معه حول هذه المسائل تكملة لحوار قديم كان بيننا ولم نكمله .

تحياتي وخالص الود والتقدير
لا ضير إن أخطأت الرمي بين يدي راميين قديرين مثل أستاذنا القادود و أستاذتنا ثناء... لي مقولة أحاول تكريسها تو ثبيتها بين يدي نقاشي دائما مع أستاذة ثناء أقول فيها أن الصورة الشعرية حين تخرج في قصيدة أو بيت فإن أصعب شيئ فيها قد حدث و انصرم لتحدث عملية الانفعال بهذه الصورة وهي العملية الأقل صعوبة في الحدث الشعري .
الصور الشعرية في الوعي الشعري الحديث اخذت تتطور مع تطور المدارس الشعرية الحديثة فيما يسمى مدارس الادب ما بعد الحداثي كما تعملت ذلك منك. وقد انفعل الشعر العربي في تطوره الشرعي في شعر التفعيلة كما سمته أستاذتنا ثناء قبل اليوم . انفعل بهذه المدارس و أخذ يتحلل من الروابط المنطقية التي فرضتها المدارس النقدية القديمة و أخذ يصل الوشائج بين اللا متجانسات منطقيا ليحدث منها صورا تخلق عالمها الخاص و بيئتها اوعلاقاتها التي تنطلق من روح القصيدة و لونها . و يحتاج الشاعر و الناقد القديم الى أن يجدد مفاهيم التصوير عنده ليواكب التطور الذي أخذ يتمدد بقوة. وقد كان هذا أحد سمات مدرسة التفكيك ولكنه أصبح موجودا الآن في شعر التفعيلة العربي الأصيل.
و أخالني أقول أ الصور الغريبه ابتدعها القرآن الكريم كما تجدين في تشبيه طلع شجرة الزقوم برؤوس الشياطين التي لم يرها أحد من قبل ولكن استلهم المتلقي قبحها من قبح الصورة الذهنية عن الشيطان. و كذلك الربط بين النجم الشجر في عملية السجود حين قال تعالي و النجم و الشجر يسجدان و هكذا. من رأى نجما ساجدا من قبل و أين و الي جهة يسجد.
رغم أنني لم أستشعر الغرابة في كلمة صرة السهل حيث أن صرة كل شيء منتصفه و يقال صرة المدينة وسطها وصرة الكلام زبدته و خلاصته فحين يقول صرة السهل فهو يقصد منصف الكلام السهل أو قمة السهولة في فن الكلام فهوو يحتاج الى كلام يجنح عن السهولة الى الصعوبة ساء كانت صعوبة في معانيه أو صعوبة في مراميه...
رميت رميتي وعلي الله الاستعانة.
شكرا شيخي الكريمين






 
/