۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الشعرة التي قصمت ظهر البعير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2018, 10:10 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المختار محمد الدرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي

افتراضي الشعرة التي قصمت ظهر البعير

كانت يديها شبه مغطاة برغوة الصابون وهي واقفة أمام ماكينة الغسيل تقبض على الشعرة الطويلة بإحكام بالسبابة و الإبهام و هي ترتعش من هول ما نالها من الصدمة .. هذه الشعرة التي وجدتها مندسة بين طيات ملابس زوجها الداخلية شقراء اللون لمّاعة لا تشبه لون شعرها الأسود الداكن , حتما إنه يخونها مع إحدى الشقروات , إنها الخيانة العظمى , لقد حطمها و حطم بيتها .. اسودت الدنيا أمام عينيها , راحت تتنقل بين الغرف كالمجنونة بلا هدف ,رائحة الشياط انبعثت من المطبخ تنبئ باحتراق طنجرة الطعام وهي فوق النار فالشعرة الشقراء أنستها كل شيء ، أشغلتها حتى عن طفلتها الرضيعة التي تعالت صيحاتها من داخل غرفة النوم .. انحدرت مع السلم إلى الدور الأرضي مهرولة تتمتم بالشتائم : سأذهب إليه الآن و سأضع الشعرة على مكتبه و أمام عينيه , ثم أفضحه أمام زملائه في العمل حتى تكون له عبرة لن ينساها عبر السنين المتبقية من عمره .. خرجت إلى الشارع منكوشة الشعر تهرول نحو مقر عمل زوجها القريب و الشعرة ماكثة بين سبابتها و الإبهام تداعبها النسمات , عبرت الطريق السريعة منحنية و سرب من السيارات توقف أمامها فجأة محدثا ضجة كبيرة جراء دوس السائقين على الفرامل بقوة و عنف احتكاك العجلات بالإسفلت , حمدا لله لقد نجت من صدمة السيارة الأمامية بأعجوبة , أخرج أحد السائقين رأسه و خاطبها غاضبا : مالك هل أنت مجنونة ؟ قال سائق آخر و ابتسامة ساخرة تعلو محياه : أهكذا تعبرين طريقا سريعة محفوفة بالمخاطر مثل ( ناقة شاردة ) أيتها المجنونة . لم تكترث بأحد و لم تلتفت كانت منشغلة بسب و لعن بعلها بينما كانت تتلقى نفس اللعن و الشتائم من أصحاب السيارات التي أجبرتها على التوقف .. واصلت طريقها حتى دخلت إلى مكتب زوجها , وجدته منشغلا مع أحد زملائه بالعمل , التفت فجأة ليجدها ماثلة أمامه و شرر الغضب يتطاير من عينها , خفق قلبه بشدة و اعتقد أن مكروها قد حل بابنته الرضيعة لكنها فاجأته بوضع شعرة شقراء لامعة أمامه و يديها مازالت تحمل بقايا من رغوة الصابون ثم قالت بصوت عال : هذه الشعرة لمن يا خائن يا ...يا . استدار بظهره ليختفي وراء خزانة تحمل في رفوفها ملفات قديمة , تمنى لو أن يكون ملفا ضائعا في رف من رفوفها أو أن تنشق الأرض و تبتلعه , فهو يدرك جيدا طبيعة زوجته , أنه لا مجال لمجادلتها حتى يتفادى مزيدا من هيجانها .. تدخل أحد زملائه و خاطبها قائلا : تريثي سيدتي هذا مقر عمل و من الواجب إحترامه , رفعت الشعرة من على المكتب و خرجت عائدة إلى البيت , هناك حملت إبنتها الرضيعة و غادرت إلى حيث بيت أهلها عاقدة العزم على عدم العودة إلى بيت الزوجية , فزوجها خائن و لا يستحق أن يكون زوجا بل هو لا يستحق أن يكون رب أسرة في الأصل ... في اليوم الثالث من مكوثها بين أهلها اتصلت بها صديقتها الحلاقة فاطمة سائلة : هل تريدين صبغ شعرك كما المرة الفارطة بالون الأشقر اللامع .






قيل لعمر المختار : إيطاليا تملك طائرات أنت لا تملكها.
سألهم : هل تحلق فوق العرش أم تحته ؟
قالوا : تحته
قال : ما دام من فوق العرش معنا فلن يخيفنا شيء تحته
  رد مع اقتباس
/