عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-2018, 10:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رداد السلامي
عضو أكاديميّة الفينيق
اليمن

الصورة الرمزية رداد السلامي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


رداد السلامي غير متواجد حالياً


افتراضي حين تكشف لك اشياء الحياة عن معانيها

وأنت ماض في الطريق ستجد أن ثمة أشياء تحدثك بصمت وتقول لك كلمة السر الكامنة في كل شيء هذه الاشياء تبدو في نظر الكثير جدا غير ذات أهمية ولا تلفت انتباههم فيما أنت والقليل معك من يدركون حديثها الصامت المخبوء في ثناياها أو المكشوف لعينيك ، ويقرأون اللغة المبهمة بذكاء وخفة وسرعة ثم يمضون في طريقهم غير آبهين بغير ما فهموه وأدركوه ،لأشياء الحياة يا صديقي معنى كامن في شكلها أو لونها أو وضعية وجودها وهي اللغة التي يتوجب عليك قراءتها ،أنت تقرأ شكل الاشياء وجوهرها وهي تعطيك المعنى في مكان آخر وكلمة السر التي تجعلك تفتح مغاليق الابواب الموصدة التي لا تشرع أبوابها إلا لمن يفهم لغة الحياة ومعاني أشياءها وحركتها ، أنت تقرأ لغة البعوض التي لم يستحي الله ذاته جل في علاه أن يضربها لنا مثلا فما فوقها وهو تأكيد على أن المؤمن يفهم لغة أدق الاشياء وأصغر الكائنات تلك التي يظن البعض أنها تنطوي على تفاهة تستدعي التساؤل، فيما المؤمن تمنحه هذه الاشياء والمخلوقات أسرار الحياة وكلماتها ليلج إلى بهو تجليات حضوره الوارف بالظل والجمال والهدوء والمعرفة ، ثم يلهج بالتسبيح والحمد لمولاه أن علمه منطق كل شيء وفهمه معنى كل شيء ، للقدر حركة متقنة وفي ما نعتقد أنها بعثرة تحكمها الصدف يكمن نظام دقيق غير منظور إلا لذوي القلوب الحية والنفوس العابدة لربها والعقول المستنيرة بالوحي التي تبحث عن مفاتيح المعرفة دون ملل ، وإذا أردت إدراكا أقوى للغة ومعنى كل شيء :
كن عبدا خالصا لله بسيطا في الحياة ينطوي على جوهر الروح الكثيف الذي يخترق كوامن كل شيء ويلتقط من زحامها المعنى الكامل ثم يدور في مدارات الحق والعدل والخير والجمال متجليا بمهابة وأناقة وهدوء كبدر اكتمل فأنار الحياة بشعاعه الذهبي الجميل ...






  رد مع اقتباس
/