۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بلا ذنب...
الموضوع: بلا ذنب...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2018, 11:56 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
إيمان سالم
فريق العمل
تحمل أوسمة الاكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية إيمان سالم

افتراضي رد: بلا ذنب...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
بلا ذنب...

لم تصدق عينيها حين رأته يغرز خنجره في صدرها
في الصباح وجدوها جثة هامدة غارقة بدمائها التي
تسرب بعضها من تحت الباب الخارجي لشقتها .

لا أدري لم أميل لكون التعبير مجازي بامتياز و أبعد ما يكون عن الصورة النمطية المتداولة للخيانة
كأن الكاتبة قصدت رصد اختلاجات المرأة التي تتعرض للخيانة بأسلوب اعتمد خطا زمانيا امتد ممـا
قبل الصدمة " العنوان : بلا ذنب " إلى ما بعدها الخاتمة و ما تحمله من إعلان موتها بتسرب دمائها
تحت باب شقتها
بلا ذنب .. إعلان صريح على براءة الضحية – فليس بالضرورة أن تكون الضحية بريئة –
لكل من قد يخطر له أو تسول له نفسه أن يذهب بتأويل النص ضدها فهنا الحكم باتّ
لا رجعة فيه و القصد هو مواجهة الحقائق بناء على هذا المعطى
فمن المفارقات المنتشرة للأسف في مجتمعاتنا أن يُهدر دم من لا ذنب له بهذا الشكل الفضيع
و يبقى أن نحلل و نناقش الأسباب و المسببات من المسؤول؟ و كيف يحاسب؟ – حول مسألة الحساب الأصل أن يقع إرساء قواعد المحاسبة و الردع بعد التوعية طبعا و لكن أن نقف مكتوفي الأيدي و ننتظر الجزاء في الآخرة أمر يستوجب إعادة النظر فالاستسلام لم يكن يوما راية من رايات الإعتقاد السليم و مواجهة الظلم والجهل واجب و فرض أساسي لإرساء قيم العدالة ... و الأمر ليس محض خيال فالذي يجعلنا نجده عاديا و أكثر من عادي في بلدان المتقدمة يمكن أن يجعلنا نعمل على تكريسه عندنا لو توفرت الإرادة ... و أشياء أخرى -

لم تصدق عينيها حين رأته يغرز خنجره في صدرها

كم من خنجر يغرس في صدور دون أن يسيل الدماء و لكن يقطع بشفرة الخيانة /أو الظلم بصورة أعمّ
الحادة الحامية شريان الحياة لتذوي قلوب " بلا ذنب ... " !!
قوة صدمتها فيها دلالة على كونها لم تتخيل أن تقف يوما ما مثل هذا الموقف ... لمَ يا ترى ؟
هل لثقتها العمياء في الشخص المقابل ؟
أم لصفاء نيتها ربما فلم يخطر لها أن جزاء الوفاء يمكن أن يكون غدرا و خيانة ؟
أم ..... ؟

في الصباح وجدوها جثة هامدة غارقة بدمائها التي
تسرب بعضها من تحت الباب الخارجي لشقتها


هل أقصى العذابات التي يمكن تخيلها أمام هذا المشهد جريمة قتل و موت ينهى آخر فصول هذه اللا مذنبة ؟
ربما الأقسى أن تعيش كـ أنها " جثة هامدة غارقة بدمائها " دماء لن يتوقف نزفها إلى آخر العمر
فالخيانة تترك ندبات و شروخ صعب إزالتها لأنها تشوه الروح حيث يستحيل أن يدركها مشرط أمهر أطباء التجميل

بالرغم من كل الأحداث التي ورد ذكرها و التفصيل فيها إلا أن رد فعل الآخر – الخائن , المجتمع ,
المسؤول , ... - غائب تماما و في هذا ملمح مؤثر و فيه دلالة قوية على واقع الحال المزري
مثل هذه الحالات في النهاية هي مجرد ملفات توضع على الهامش أو مادة غنية للتأويل و التحكيم و موضوع شيق لتمضية الوقت لا أكثر ...

لأنها بلا ذنب أطلت و قد أكون حدت عمّا أردت الإشارة إليه مبدعتنا الأديبة العزيزة نوال البردويل
اعذري حماستي للبحث في النافذة التي شرّعها نصك مثيرا موضوعا من الموضوعات
الحسّاسة في مجتمعاتنا و يهمّ ركيزة من ركائز البناء الأساسية ألا و هي المرأة / الإنسان عموما
شكرا على هذا النص الذي استفز قلمي المتعثر و جعله يخوض التجربة فيحاول و يتفاعل

محبتي و تقديري
دمتم بأمان الله






  رد مع اقتباس
/